تعافيت بك ف25 ج2 – رواية تعافيت بك PDF
الجزء التاني
الفصل الخامس والعشرون (منك لله!)
هذا الكتف لك حينَ تَميل وحين تَشعر بأن حملك ثقيل.
________________________
لقد تعاهدنا على سير الدرب معًا، وهذا عهدي لكَ، أنا معكَ في كل حين….حتى قساوة الزمان معك تلين….لقد كررتها عليك في السابق بأنك أحن ما جلبت لي السنين، بدا لي الكون مُشرقًا والزمان مُزهرًا حتى أضحى القلب سعيدًا بعدما أعوامًا قضاها حزين…يا حنية زماني، كُن لي ولقلبي خير المُعين.
من كان يصدق أن هذا البيت يصبح كجنةٍ بوجودها معه، ذلك المكان الذي يبغضه بشدةٍ يذكره بذكرياته المريرة به معها هي، تلك التي أذقته العذاب، وأجرمت في حق قلبه، بعدما عاش عمره يهرب من ذلك البيت، الآن أضحى أكثر قبولًا عليه، حتى إنه يهرب من زحام العالم، ليحظى بقربها هي، هكذا كان يفكر “حسن” وهو يتصفح هاتفه في يده وهي في الداخل، كان الهاتف مفتوحًا على حسابها الشخصي على موقع” إنستجرام” ومع كل صورةٍ يتصفحها يغرق في تفاصيلها أكثر، وفي ذلك الحين أتت هي من الداخل وهي تقول بنبرةٍ منهكة:
“آه….مش قادرة بجد، أنا عمري ما كنت بتاعة مسئولية، إيه اللي بعمله في نفسي دا؟”
قالت حديثها ثم جلست بجانبه على الأريكة وهي ترتمي بجسدها، بينما هو أغلق هاتفه مسرعًا حتى لا تراه هي، ثم حرك رأسه يطالعها وهو يسألها بتعجبٍ من حالها:
“وهو أنتِ مالك إيه اللي تاعبك كدا؟ لو عاوزة ننزل ونروح للدكتور أنا مش عندي أي مانع خالص”
ردت عليه هي ترفض اقتراحه بنبرةٍ قاطعة:
“لأ متتعبش نفسك، كل الحكاية أني غسلت ونشرت وروقت الشقة، وأنا بصراحة مش بتاعة الحاجات دي، بس بتعلم أهو”
ابتسم هو لها وهو يقول بنبرةٍ يشوبها مرحٍ طفيف:
“لو مش عاوزة تعملي حاجة متعمليش، ممكن أجيب أم أمل تعمل هي، المهم علشان متحسيش إنك مخنوقة”
ردت عليه هي بنبرةٍ مرحة:
“لأ طبعًا، وبعدين يعني ما كل الستات بتشتغل في بيوتها، أكيد يعني مش بيجيبوا حد علشان يعمل مكانهم”
ابتسم وهو يحرك رأسه موافقًا لها، بينما هي ابتسمت بخجلٍ وهي تقول بنبرةٍ خافتة:
“عارف يا حسن؟ أنا فرحانة علشان بعمل كدا، حاسة أني بعمل حاجة حلوة ليك، يمكن علشان أنا حبيت المكان هنا، ويمكن علشان أنا حابة نفسي وأنا كدا، مش عارفة بس أنا فرحانة يا حسن”
رد عليها هو بنبرةٍ هادئة ووجهٍ مبتسم:
“طب الحمد لله، المهم إنك تكوني مرتاحة وأنتِ بتعملي الحاجة يا هدير، طول ما أنتِ بتشتغلي غصبٍ عنك عمرك ما هتنجحي في حاجة، الحاجة اللي بتتعمل بحب بتوصل بحب”
حركت رأسها موافقةً ثم تحدثت بتوترٍ طفيف بعدما وجدته يمعن النظر بها:
“عارف….الوقت لو كان بدري شوية كنت قولتلك تعالى ننزل ونتمشى سوا، بس الوقت اتأخر”
رفع رأسه يطالع الساعة الموضوعة على الحائط فوجدها الواحدةِ صباحًا، حينها وقف هو ثم قال بنبرةٍ مرحة ممتزجة بالحماس:
“طب وفيها إيه؟ دي يدوبك الساعة ١ يلا يا ستي”
وقفت هي مقابلةً له وهي تقول بنبرةٍ مستنكرةٍ حديثه:
“هننزل دلوقتي؟ طب هنعمل إيه المحلات أكيد قفلت يا حسن، خليها مرة تانية”
أمسك هو كفها وهو يقول بنبرةٍ مقررةٍ:
“مفيش مرة تانية، هو دلوقتي هننزل سوا ونروح نتمشى، خلاص ضربت في دماغي، وأنا ابن مجانين أصلًا”
كان يتحدث وهو يسير بها نحو الداخل فوجدها تسأله بنبرةٍ يشوبها انفعالٍ طفيف:
“استنى بس أنتَ واخدني ورايح فين كدا؟ يارتني ما نطقت قصادك وقولت الفكرة دي”
توقف هو أمام الغرفة حينما وصلا أمامها، ثم التفت لها يقول بنبرةٍ هادئة بوجهه المبتسم:
“ادخلي غيري هدومك دلوقتي علشان ننزل سوا، وأنا هلبس هدومي أنا كمان، بس تقلي علشان فيه هو تحت”
ردت عليه هي بنبرةٍ حائرة:
“أنا مش فاهمة حاجة، بس ماشي يا حسن، عن أذنك هغير هدومي وأجي”
أومأ لها موافقًا وهو يتابع انسحابها من أمامه، بينما هو ابتسم براحةٍ احتلت ملامح وجهه الصافية وعينيه البنيتين الممتزجة بخيوطٍ عسلية، بعدما أغلقت الباب هي تنهد هو بعمقٍ، ثم توجه نحو الغرفة الأخرى، ارتدى ثيابه وهي عبارةٍ عن بنطال رياضي باللون الاسود وتيشيرت باللون الأبيض، وفوقه قميصًا من خامة الجينز، وقف ينظر لنفسه باستحسانٍ ثم ارتدى حذاءً رياضيًا باللون الأبيض، خرج من الغرفة ينتظرها أمام غرفتها، فخرجت له هي بعد مرور دقائق، وحينما رآت ما يرتديه ابتسمت باتساع وهي تحرك رأسها هبوطًا وصعودًا تتفحص هيئته الشبابية، بينما هو سألها بنبرةٍ مُحبطة:
“إيه هو الطقم مش عاجبك؟ أنا كنت شاكك والله، طب إيه؟”
ردت عليه هي بنبرةٍ قاطعة تنفي حديثه بقولها:
“لأ لأ خالص، الطقم حلو عليك أوي، أنا مستغربة بس علشان بشوفك ببدل علطول وهدوم البيت العادية، تقريبًا دي أول مرة أشوفك لابس شبابي”
ابتسم لها وهو يقول بمرحٍ:
“يا شيخة خضتيني، قولت الطقم مش عاجبك، وكنت هتعكنن ومنزلش”
سألته هي بنبرةٍ متعجبة بعدما انكمشت المسافة الواقعة بين حاجبيها:
“هو لما الطقم مش بيعجبك بتزهق من المشوار ومتنزلش”
رد عليها هو بمرحٍ كعادته:
“مش للدرجة يعني، وبعدين أنا بقالي مثلًا سنتين بلبس بدل بس من ساعة ما اشتغلت مع ولاد عمك، بقيت أنا وطارق ووئام بنلبس بدل، لحد ما نسينا اللبس الشبابي”
أومأت له موافقةٍ فوجدته يحرك رأسه يتطلع ثيابها وهو يتفحصها، فوجدها ترتدي بنطالًا رياضيًا (شروال) باللون الأسود وفوقه سترةٍ رياضية باللون الأبيض، وحجابٌ باللون الأسود، تصفح هيئتها برضا تام حينما وجد الملابس تناسب جسدها كما أنها لم تبرز تفاصيله، وحينما رفع رأسه يطالعها ويطالع رأسها، وجد بعض الخصلات الشاردة فوق جبينها من أسفل الحجاب، اقترب منها هو ثم سحب حجابها للأمام، بعدها مد أنامله ثم قام بإدخال تلك الخصلات أسفله، طالعته هي بتعجبٍ، فوجدته يقول بنبرةٍ هادئة:
“شعرك كان باين، كدا أحلى على فكرة وهو كله تحت الحجاب”
تعافيت بك ف25 ج2 – رواية تعافيت بك PDF