عام

تعافيت بك ف19 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف19 ج2 - رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف19 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف19 ج2 - رواية تعافيت بك PDF
تعافيت بك ف19 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

 

الجزء التاني

الفصل التاسع عشر ( أنا مستعد)

 

أتساءل دومًا كيف لها أن تبصر كل الأشياء عدا قلبي الذي يجتمع في عيوني بمجرد رؤيتها.

___________________

 

 

 

كل الطرقات التي سِرتُ بها يومًا لم تُشبهني، مجرد مسافاتٍ طويلة كُتبت علىَّ

لا أملك قوة الرفض على قطعها، ولا القدرة على سيرها، حتى وجدتكِ…أتيتُ لكِ مهرولًا ولعناقكِ متشوقًا….جودي على روحي بكرمك…احفظيني من شرور العالم بكنفكِ.

 

 

 

_” متخافش يا حسن، زي ما دخلت معاك هخرج تاني معاك، أنا ممكن أكون كنت وحشة بس أنا مش قليلة الأصل، مينفعش أنت تأمنلي وأكون أنا السكينة اللي تضربك في مقتل”

خرج ذلك الحديث من “هدير” ردًا على سؤاله حتى تبثه طمأنينةٌ تروي عطش روحه الخائفة، بينما هو انفرجت شفيته ببسمةٍ واسعة وهو يرد عليها:

“الله !! والله لو سكينة أنا راضي مش مشكلة”

 

 

 

ضحكت هي على طريقته تزامنًا مع تحريك رأسها في عدة جهات غير مُصدقةٍ لما تفوه به، بينما هو زفر بأريحية وهو يشعر بالراحة بعد جوابها على سؤاله، فوجدها تتنحنح تُنقي حنجرتها ثم سألته:

“بس قولي إيه اللي مخليك مركز أوي كدا أني مأمشيش؟”

 

 

 

نظر لها مبتسمًا وهو يقول بنبرةٍ هادئة مختلطة بعدة مشاعر:

“بصراحة خدت على وجودك معايا، يمكن أكون غلط ويمكن أكون باجي عليكي، ويمكن تكوني عاوزة تمشي بس أنا في كل دا عاوز وجودك معايا يا هدير”

 

 

 

طالعته بدهشةٍ وحيرةٍ معًا فوجدته يضيف:

“أنتِ عارفة؟ أنا عمري ما كنت اختيار لحد وعمري ما كنت أولويات لحد، يعني عايش كدا زاهد وكان نفسي حد يونسني لحد ما جيتي معايا، حتى البيت حبيته بوجودك وأنا طول الوقت أصلًا كارهه، البيت بوجودك فيه بقى حاجة تانية يا هدير”

 

 

 

شعرت بالخجل من حديثه وطريقته الهادئة تلك، وما ضاعف خجلها أكثر هو صوته الهائم وكأنه يتغنى بحديثه لها طربًا، نظرت بجانبها تطل بعدستيها على الطريق بجانبها لعلها تهرب من خجلها ومن سهامه الموجهة نحوها، بينما هو نظر أمامه يطالع الطريق وهو يشعر بأنه أفصح أكثر ما يلزم عن مشاعره وتفكيره بها خاصةً حينما هربت منه هي بنظراتها.

______________________

 

 

 

في شقة “ياسين” تحمم هو سريعًا ثم قام بتبديل ثيابه، بينما هي في الغرفة الأخرى تجهزت وبدلت ثيابها حتى تذهب لمنزل أبيها وهي تفكر في الأمر، كيف حدث كل هذا خلال بضع ساعات؟ كيف له يتركها وينزل يلقي بنفسه في وجه المخاطر، وكيف لـ “وليد” أن يفعل ذلك بنفسه دون أن يفكر بها وبـ ذويه؟ حينها شعرت بالاختناق حينما تمكنت منها الفكرة أنها وللأسف كانت على وشك فقدان أحدهما !! حينها خرجت من الغرفة وجدتهما في انتظارها، حينها اشهرت بسبابتها في وجهيهما وهي تتحدث بنبرةٍ حانقة:

“اسمع أنتَ وهو علشان عبط أنا مش عاوزة، مفيش واحد فيكم يتكلم معايا، لما تبقوا تعرفوا قيمة حياتكم وقيمة الناس اللي بتموت من خوفها عليكم يبقى فيه كلام بينا، وخصوصًا أنتَ يا اللي اسمك وليد”

 

طالعها “ياسين” بدهشةٍ وهو يراها ولأول مرةٍ تتحدث بتلك الطريقة، بينما الآخر طالعها ببروده المعتاد وهو يقول غير مُباليًا لها:

“اتكلمي بطريقة أحسن من دي معايا، بدل ما أعلمك تتكلمي ازاي”

 

 

 

صرخت في وجهه بنبرةٍ منفعلة:

“أنتَ مستفز ليه وإيه برودك دا؟ ليه محسسني إنك راجع من عُمرة؟ أنا كنت هخسرك يا غبي”

 

 

 

_” و مخسرتنيش ورجعت تاني والفضل بعد ربنا لجوزك، وأهو قاعد مستني حضرتك تخلصي علشان أمي حضرت الفطار وقرب يبرد يا بنت الباردة”

رد عليها هو بذلك بنفس البرود المعتاد الذي جعلها تحرك رأسها في عدة جهات تحاول استيعاب الحديث، وحينها وقف “ياسين” الذي كان يطالع ما يحدث بلامبالاة وتشدق بهدوء:

“يلا علشان اللي مستنيين تحت دول، مش هنفضل نهبل كتير”

 

 

 

نظرت له هي نظرة جامدة وهي تقول بنبرةٍ قوية:

“استنوا لما أصلح وشكم دا اللي بقى شواع دا، كدا الجروح هتلتهب”

 

 

 

قالت جملتها وهي تقترب من “وليد” الجالس بأريحيةٍ على الأريكة كما هو حتى تقوم بتمضيض جروحه، فوجدته يرفع رأسه يسألها متلهفًا برفض:

“أنتِ هتعملي إيه؟ نــعم”

 

 

 

نفخت وجنتيها بضيقٍ منه وهي تجاوبه بنذقٍ:

“هداوي الجروح اللي في خلقتك

دي فوق حاجبك عمال ينزف”

 

 

 

رد عليها هو متهكمًا بسخرية:

“لأ يا ختي ملكيش دعوة بجروحي، جروحي عبلة هتداويها بمعرفتها، روحي داوي جروح جوزك”

 

 

 

ابتعدت عنه وهي تقول بحنقٍ منه:

“جتك القرف عيل قليل الأدب، إلهي يارب عمو محمد يربيك”

 

 

 

كانت تتحدث وهي تقترب من زوجها الواقف أمامها وقبل أن ترفع يدها بالقطنة على وجهه وتقوم بتطهير الجرح الموجود أسفل عينيه وجدته يسألها بنبرةٍ جامدة:

“أنتِ هتعملي إيه؟”

 

 

 

ردت عليه بنبرةٍ منفعلة:

“أنتَ مجنون ولا إيه، قولت هتنيل أداوي الجروح اللي في وشكم علشان متلتهبش، مش بتكلم هندي أنا”

 

 

 

خطف القطن الطبي من كفها ثم قام هو بتطهير الجرح لنفسه بعنفٍ وهي تطالعه بغرابةٍ، بعدها ألقى القطن في سلة المهملات وهو يقول بنفس الجمود:

“يلا علشان ننزل كدا كتير وهما تحت مستنيين”

 

 

 

وقف “وليد” ثم أمسك كفها حتى تخرج من دهشتها وشرودها خاصةً أن دموعها أنذرت بالهطول من خلال تلك اللمعة الظاهرة بحدقتيها، ثم سحبها خلفه وهو يخرج من الشقة، بينما “ياسين” انتظر خروجهما ثم قام بإغلاق الباب ثم اتبعهما للمصعد في جوٍ مشحون بالتوتر، حتى خرجوا من مدخل البناية فتحدث “وليد” بهدوء:

“أنا هركب معاهم في عربيتي، وأنتو في عربيتكم”

 

 

 

سألته هي بخوفٍ عليه:

“طب أنتَ هتركب معاهم ازاي، مش خايف على نفسك”

 

 

 

ابتسم هو بسخريةٍ وهو يجاوبها:

“يا شيخة اتنيلي، دي السويس كلها شاهدة على العلقة اللي خدوها”

 

تعافيت بك ف19 ج2 – رواية تعافيت بك PDF