Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

تعافيت بك ف13 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف13 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

 

تعافيت بك ف13 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

 

الجزء التاني

الفصل الثالث عشر (اختبار صغير)

 

ما هي الحياة بدونك؟… يا من تُحييني نظرة عيونك…

________________

 

 

 

نحن أناسٌ جميعنا تعرضنا للرفض، فهناك من رفضه حب حياته وهناك من رفضه حلمه وهناك من رفضته عائلته وهناك من رفضه صديقه، جميعنا بلا شك خُذلنا من قِبل الآخرين، لكن السؤال هنا:

“هل الرفض سيظل قرينًا لنا…أم أن الحياة ستفاجئنا بقبولٍ يُزهرنا من جديد؟!.

 

 

 

“أنا هروح اتعالج عند هناء، اللي زيي مريض نفسي ولازم يحل مشكلته”

تفوه “وليد” بذلك الحديث بعدما زفر بقوة يخرج ما يُجيش به صدره أما هي فنظرت له نظرةً حائرة لا تدري بماذا ترد عليه؟ شخصٌ مثله لن تجد ما يجدي معه نفعًا، لذلك آثرت الصمت فوجدته يلتفت برأسه يسألها مستفسرًا بنبرةٍ شبه حادة:

“إيه يعني مسمعتش رد منك، سكتي ليه يا عبلة؟”

 

 

 

زفرت هي بقوة ثم ردت عليه بهدوءٍ يشوبه حنقٍ طفيف:

“علشان أنا احترت وتعبت يا وليد…بخاف أتكلم قصادك”

 

 

 

التفت بِـ كامل جسده لها يسألها مُتعجبًا من حديثها:

“يعني إيه؟ تقصدي إيه يا عبلة مش فاهمك؟ بتخافي ازاي”

 

 

 

حسنًا ستجيبه بما تفكر به تجاهه لذلك حسمت أمرها ثم قالت بنبرةٍ جامدة:

“أنا تعبت يا وليد… فكرة إنك مش عارف تأمن على نفسك معايا تعباني وفكرة إنك بتختبر حبي كل شوية دي صعبة عليا، أنتَ لسه من مفيش كنت بتختبر حبي ليك وقارنتني بواحدة قليلة الأصل ومتكلمتش، دلوقتي كلامك دا عاوز اجابتين بسببك برضه”

 

 

 

قطب جبينه يسألها بنبرةٍ يشوبها بعض التهكم:

“إيه هما الاجابتين؟ وبسببي ليه”

 

 

 

ردت عليه هي بهدوء بعدما زفرت بقوة:

“علشان كل مرة تفهم الكلام غلط، لو قولتلك برافو روح اتعالج هتقولي يعني أنتِ شايفاني مريض ومحتاج اتعالج ومش قبلاني زي ما أنا؟….و لو قولتلك لأ متروحش هتقولي خايفة الناس يقولوا عليا مجنون؟ وبرضه أنا اللي هبقى غلطانة”

 

 

 

نظر لها بغير تصديق وهو يتحدث متشدقًا بتهكمٍ:

“ياه !! أنا ضاغط على أعصابك أوي كدا يا عبلة؟ طب مستحملة ليه؟ ما تسيبيني”

 

 

 

ابتسمت هي بسخرية ثم أجابته بنبرةٍ شبه مستهزقةً من حالها:

“ياريت كان ينفع أسيبك، بس القلب اتكتب عليه يدوق الحيرة معاك زي ما برضه عرف الحب معاك، أنا قبلاك زي ما أنتَ وزي ما تحب نفسك، شوف أنتَ عاوز إيه وأنا معاك فيه”

 

 

 

تنفس الصعداء ثم رفع رأسه للسماء يمعن النظر بها وهي تنظر له بترقبٍ، وبعد ثوانٍ قليلة أنزل رأسه للأسفل ثم قال دون أن يحرك رأسه ينظر لها:

“أنا قررت هروح اتعالج علشان أعرف أكمل حياتي من غير قلق، وأسف على تعب أعصابك كل شوية دا….بس أنا مبحبش حد يعاني بسببي، علشان كدا هبعد فترة عنك لحد ما اتظبط شوية وساعتها أنا بنفسي هصلح كل حاجة”

 

 

لا تدري هل لو مدت ذراعيها وقامت بشنقه سيفيدها ذلك بشيء؟! أم تمسك تلك الزجاجة المعدنية تضربه بها؟ ذلك البارد متبلد المشاعر، هكذا كانت تفكر بعد حديثه وقبل أن تتخذ رد فعل سمعته يقول ولازال كما هو يتجاهل نظراتها:

“انزلي نامي يا عبلة الوقت اتأخر، ومش عاوزك تطلعي ليا هنا تاني، وأنا هبقى أكلمك”

 

 

 

وقفت هي متأهبةً وقبل أن تخطو خطوةً واحدة أشهرت سُبابتها في وجهه تقول بنبرةٍ حادة:

“أسمع يا وليد علشان أنا خلقي بقى ضيق، براحتك في اللي أنتَ عاوزه بس ياريت فعلًا تبعد عني زي ما بتقول علشان أفوق لنفسي، أنا مش ازازة عصير بتخليها معاك احتياطي في المشوار”

 

 

 

قالت حديثها ثم ركضت من أمامه تضرب الأرض بقدميها حانقةً عليه وعلى أفعاله أما هو فأرجع رأسه للخلف يتنهد بعمقٍ لا يدري هل ما تحدث به صحيح أم لا، لكنه يعلم أنها مُحقة فيما تشعر به، فهو لم يتوان في الضغط على أعصابها لذلك يرى نفسه مُحقًا في خطوة علاجه النفسي حتى يسطتع الوثوق بالآخرين وتقبل ذاته دون تقليلٍ منها.

زفر بقوة ثم ارتمى بكامل جسده على الأريكة لعل جسده يرتاح قليلًا ولازال عقله وقلبه يتفقان على قراره معًا وكانت هذه هي المرة الأولى منذ أمدٍ بعيد أن يتفق كلاهما مع الآخر.

____________________

 

 

 

مر ذلك اليوم بما فيه من كل الأحداث حتى أتى صباح اليوم التالي على الجميع، بعد انهاكٍ واضح في الأمس، استيقظت “خديجة” على صوت رنين هاتفه بعدما قام بضبط منبهه، فتحت عينيها على مضضٍ بقدر ما سمح لها ضوء الشمس النافذ من الزجاج الخارجي للشرفة، فوجدت نفسها بين ذراعيه وهو يخفيها كأنها طفلة صغيرة، ابتسمت بهدوء ثم أيقظته بنبرةٍ هادئة متحشرجة:

“ياسين….ياسين يلا علشان الشغل….يــاســيـن”

صرخت بكلمتها الأخيرة حتى يستقظ بعدما فشلت في ذلك بنبرتها الهادئة مما جعله ينتفض قائلًا بفزعٍ:

“إيـــه على الصــبح….عامر ولع فينا !!”

 

 

 

ابتسمت على رد فعله وهي تحاول جاهدةً وأد تلك البسمة فوجدته يرتمي من جديد على الأرض الرخامية وهو يزفر بقوة واضعًا كفه على وجهه فوجدها تقول بمرحٍ:

“على فكرة صحيتك بالأدب منفعش، مكانش فيه قدامي غير قلة الأدب”

 

 

 

ابتسم هو بسخرية ثم اعتدل جالسًا يقول متهكمًا:

“يعيني عليكي يا ضنايا…هي دي قلة الأدب عندك؟ دا أنتِ على نياتك خالص، بس لما أرجع هقولك أنا”

 

 

 

قطبت جبينها متعجبةً منه فسألته بنفس التعجب البادي على ملامحها:

“هتقولي؟! هتقولي على إيه”

 

 

 

غمز لها بعدما ارتسم الخبث على ملامح وجهه ثم أضاف:

“هقولك على قلة الأدب بس لما أرجع من الشغل”

 

 

 

شهقت بقوة ثم ضربته في كتفه تزامنًا مع قولها الحانق:

“قليل الأدب ومش متربي والله العظيم، فين أهلك علشان يشوفوا الأستاذ ابنهم”

 

تعافيت بك ف13 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

Exit mobile version