Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

تعافيت بك ف9 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف9 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف9 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

 

 

الجزء التاني

 

 

 

 

الفصل التاسع (كوب قهوة)

“لا خَيرَ بَعدكِ في الحيَاةِ وَإنّمَا أَبكي مَخافةَ أن تطولَ حيَاتي.”

 

 

 

– الإمَام عليّ لفاطِمَة بعدَ وَفاتِها.

_______________

 

 

 

في جميع علاقاتي كنتُ أبحث عن الاطمئنان، بين كل مخاوف الحياة كنت بحاجة للشعور بالأمان…فأتيتْ أنتَ ومعك كل الحنان….عرفت معك لذة الحياة وبك استطعتُ النسيان.

 

 

 

“أنتَ تعرفها ولا إيه؟”

خرجت بانفعال جلي من “أحمد” حينما تهور الآخر عند رؤيته لها وسألها مُسرعًا عن سبب تواجدها بداخل المركز، فـ نظرت الفتاتين لبعضهن بتعجبٍ، أما “عمار” فظهر التوتر على ملامح وجهه وبؤبؤ عينيه الذي تحرك في أماكن عدة غير متناسبة، فأعاد “أحمد” سؤاله من جديد بنبرة صارمة، جعلت “عمار” يُجيبه بسرعة كبيرة:

“مش أنتَ تبع ياسين رياض الشيخ؟”

 

 

 

_” آه، جوز أختي…تعرفه منين”

أجابه بها “أحمد” بنفس النبرة القوية المندهشة حينما ذكر إسم “ياسين” أمامه، جعلت “عمار” يتنهد بأريحية ثم قال بهدوء أكثر:

“أنا عمار فهمي أخو عامر فهمي صاحب ياسين، أنا عارفكم من الفرح”

 

 

 

رغم اللين الذي ظهر على ملامحهم إلا أن “أحمد” سأله بنفس الجمود:

“أيوا برضه تعرف أختي منين علشان تسألها سؤال زي دا بعشم”

 

 

 

عاد توتره من جديد وهو يجيبه:

“علشان…علشان آه… عامر أخويا كان بيصورهم وبعدين خلاني أنا أصور مكانه وساعتها عرفت إنها أخت العروسة”

 

 

 

رغم نبرته المهتزة الذي خرجت منه إلا أن حديثه كان مقنع إلى درجة كبرى، لكن “أحمد” نظر له بتشككٍ وحينما لاحظت “خلود” نظرة شقيقها تدخلت تقول بمرحٍ:

“معلش بقى يا أستاذ عمار أنا طلعت عينك اليوم دا في التصوير، وبعدين أحمد كان حالق دقنه يوم الفرح، يعني شكله اتغير، ولا إيه يا أحمد؟”

 

 

 

زفر “عمار” براحة كبرى بعد حديثها الذي أنقذ موقفه أمام نظرة أخيها المصوبة نحوه بحدة، أما “أحمد” نظر لشقيقته ثم زفر بقوة ووجه بصره نحو “عمار” يقول متأسفًا:

“أنا أسف معلش، فعلًا شكلي متغير علشان دقني، المهم خلينا في موضوع الدروس، هينفع تحضر ولا لازم يكون فيه حجز؟”

 

 

 

رد عليه هو بمرحٍ:

“و لو مفيش أنا أخلي فيه، دا أنتو تبع الغالي، بس إزاي في ثانوية عامة وبادئة متأخر كدا؟”

 

 

 

خرجت جملته الأخيرة المستفسرة لـ “خلود” مما جعلها ترفع حاجبها تنظر له بحدة، فتدخل “أحمد” يقول بهدوء:

“لأ هي لسه تانية ثانوي، بنت عمي هي اللي ثانوية عامة وعاوزين نحجز دروس علمي علوم”

 

 

 

ابتسم “عمار” له بودٍ وهو يقول:

“أنا كنت باخد الدروس كلها هنا وكنت علمي علوم برضه، والحمد لله دخلت صيدلة”

 

_” الله !! يا بختك، أنا كمان عاوزة أدخل صيدلة”

تفوهت بها “سلمى” بنبرةٍ حماسية حينما سمعت حديثه جعلت “أحمد” يحدق بها بحدة ثم وجه بصره نحو”عمار” وهو يقول مُبتسمًا بمجاملة:

“معلش هي بس نفسها تدخل صيدلة علشان كدا اتحمست، المهم عاوزين بس نشوف الدروس زي ما قولتلك تانية ثانوي ادبي، وتالتة ثانوي علمي علوم”

 

 

 

_” ولا يهمك يا عم…إن شاء الله تدخل صيدلة وتحقق حلمها، أنا هكتب بياناتكم وهديك جدول المدرسين اللي هنا تالتة وتانية ثانوي، وهما هنا فـ أمان متقلقش”

 

 

 

رد عليه “عمار” بنفس الود والاحترام الذي التقطه الآخر وجاوب عليه بامتنان هو الآخر:

“تسلم يا عمار، دا العشم برضه، احنا روحنا سناتر كتير وكل مرة يقولوا الحجز خلص وعاوزنا ندفع ضعف المبلغ، قال إيه جايين متأخر”

 

 

 

رد عليه “عمار” بسرعة كبيرة:

“دا استغلال للموقف، متقلقش هي هتحضر عادي من غير حجز دروس كمان، هديها الجدول والمدرسين اللي كنت بحضر معاهم هنا وهي أول ما تيجي أنا هكتب اسمها وادخلها علطول وهكلم اللي بيشتغلوا مع المستر كمان علشان محدش فيهم يتكلم معاها، تمام كدا؟!”

 

 

 

ابتسم له الثلاثة تزامنًا مع علامات الراحة التي رُسمت على وجوههم، فتدخل هو يضيف من جديد:

“تانية ثانوي الاسبوع دا مجاني، زي تجربة يعني ممكن الآنسة تيجي تحضر وتجرب لحد ما الجدول الاساسي ينزل، ها رأيكم إيه؟”

 

 

 

قبل أن تجيبه هي باستفسار، تدخل “أحمد” يقول بامتنان حقيقي:

“كدا كتير والله…تُشكر بجد، خلاص أنتَ أدرىٰ بقى، شوف الصح واحنا معاك في أي حاجة، وخد رقمي كمان علشان لو فيه حاجة تكلمني، أنا هطمن علشان هما هنا”

 

 

 

شعر الأخر بشعور غريب تجاه ذلك الحديث، لذلك ابتسم بهدوء ثم رد عليه مُطمئنًا له:

“متقلقش عليهم…في عيني”

 

 

 

أومأ له الأخر بامتنان حقيقي وبعد مرور دقائق تم الإتفاق على مواعيد الدروس وتبادل الأرقام الهاتفية بينهما وتسجيل أسماء الفتاتين، ثم بعدها تم الوداع بينهما وخرج “أحمد” من المركز وهن خلفه، نظر هو في أثرهم باندهاش:

“هما كانوا هنا بجد ولا أنا بحلم؟”

 

 

 

قال جملته ثم نظر في الكشف بين يديه فوقع نظره على بياناتها فقرأ أسمها بتلذذ:

“خلود طه فايز أحمد الرشيد…كدب والله المفروض يسموها قمر طه”

________________

 

 

 

بداخل المول وبعد فترة من الذهاب والإياب استقر “وليد” على مشترياته المرغوبة و”عبلة” معه تختار ما يريده، بعدها كانا يسيران معًا الرواق المؤدي للمحلات التجارية، يرتشفا العصير الذي جلبه هو لهما، وهي بجانبه تتحدث بثرثرة تمنى هو لو تَكُفْ عنها لكن دون جدوى فـ كانت تقول بانزعاج من صديقتها:

“و فضلت تزن عليا يا وليد، وأنا أحلف ليها إن المرحلة الأولى خلصت في الكورس وهي مش مصدقة، وكمان عمالة تلقح عليا وتقول الناس اللي بتكره الخير للناس وأنا والله قولتلها لما الحجز يفتح هبعتلك، تقولي أنتِ روحتي من غيري ليه، كنتي استنيتي أجي معاكي، وأنا قبل الكورس كلمتها نروح سوا قالتلي أنا نزلت شغل مش فاضية، كدا أنا غلطانة؟!”

 

تعافيت بك ف9 ج2 – رواية تعافيت بك PDF

Exit mobile version