تعافيت بك ف36 ج1 – رواية تعافيت بك PDF
الجزء الأول
الفصل السادس والثلاثون (في حمايتك)
كَم تَخيلتُ الجَمال مدينةٌ، مركزها بِعيناكِ، حُلوّها بيداكِ
___________
سرت مشتتٌ بين الدروب، فأصبحتُ ممزقًا مليئًا بالثقوب، كشخصٍ هُزم في كل الحروب، وقلبه لم يعد كافيًا تملئه الندوب.
“خلاص يا جماعة متتعبوش نفسكم لقيناه وهو كويس أهوه”
إقتربت منه زوجته بعدما نظرت في أوجه الجميع فوجدت الحيرة بادية على وجوههم، ثم قالت بتعجب:
“بتكلم مين يا عامر؟ ومين دا اللي لقيتوه؟”
غمز لها بطرف عينه ثم قال بمرحٍ:
“دي وكالة ناسا، أصل سمعت خير اللهم اجعله خير إن القمر ضايع مش لاقينه، قولت أطمنهم عليه وأعرفهم أنه زي الفل قُصادي أهوه”
صفق له “خالد” و” ياسين” بينما “ياسر” أطلق صفيرًا عاليًا، أما “سارة” فأخفضت رأسها في خجلٍ وهي تكتم ضحكتها، تحت نظرات الدهشة والمرح من الجميع، جلس “عامر” بجانب”خالد” فوجده يربت على فخذه وهو يقول:
“لا جامد، أنا اتثبت والله، أبقى علمني يا فنان”
نظر له “عامر” بتعالٍ ثم قال:
“أبقى تعالى ليا كل جمعة أعلمك، بدل ما أنتَ صامت كدا”
عض “خالد” على شفتيه ثم قال بحنقٍ:
“ماشي يا أستاذ عامر، أنتَ تؤمر”
ألقت “سارة” التحية على الفيتات و”ميمي” ثم جلست بجانب زوجها الذي غمز لها ثم قال:
“وأنا مش هتسلمي عليا؟ ولا هو أنا معنديش إيد؟”
نظرت له ببسمة هادئة ثم قالت بنبرة خفيضة:
“طب أنا هبقى أسلم عليك، إهدا أنتَ بس”
إبتسم لها ثم قال بخبثٍ:
“آه، حاجة إسبشيال يعني، لأ حيث كدا يبقى نصبر”
إبتسم الجميع عليه بينما “خديجة” مالت على أذن “ياسين” وهي تقول له بصوتٍ منخفض:
“هو أنتم كلكم كدا، غاويين تثبيت؟”
نظر لها بفخرٍ ثم قال بنبرة خفيضة:
“طبعًا مش إخوات، عاوزانا نكون مختلفين عن بعض يعني”
قطبت جبينها ثم سألته مُستفسرة:
“أخوات؟! هو أنتم عارفين بعض من إمتى”
ضحك هو بنبرة عالية بعض الشيء ثم قال موجهًا حديثه لـلجميع:
“خديجة بتسأل نعرف بعض من إمتى، حد يجاوب على الذكريات دي”
إبتسم الجميع بينما “إيمان” تحدثت قائلة:
“ياه من زمان أوي، خالد وياسر صحاب من ساعة ما ياسر إتولد، وبعد كدا هما الأربعة اتجمعوا من أولى إعدادي سوا”
سألت “خديجة” بهدوء وطريقة مُهذبة:
“طب ممكن من فضلك تقوليلي إزاي، لو مش هتعبك يعني”
ضحك الجميع على طريقتها المهذبة، بينما “إيمان” رفعت حاجبها بحنقٍ ثم قالت:
“لأ البت دي مؤدبة أوي وأنا خُلقي ضيق، دي بتقولي من فضلك”
كانت نبرتها غير مُصدقة، نظرت “خديجة” حولها فوجدت الجميع مبتسمين، فإبتسمت هي الأخرى ثم سألت بنبرة حائرة:
“طب أقولك إيه طيب؟”
نظرت لها “إيمان” بشرٍ ثم قالت:
“تقوليلي يا إيمان إحكيلي حصل إزاي، تقوليلي ما تحكي يابت، تتكلمي وتاخدي راحتك كدا، ياسين غلبان وأنتِ غلبانة والدنيا دي هتفرمكم”
أومأت لها “خديجة” عدة مرات ثم قالت بخوفٍ:
“حاضر..حاضر والله”
تحدث “ياسر” بإنفعالٍ وهو يقول:
“إتهدي يا إيمان، خوفتيها الله يسامحك، اترزعي بقى”
ذهبت وجلست بجانبه بهدوء ثم قالت برقةٍ زائفة:
“بس كدا، أنتَ تؤمر يا ياسوري، من عيني الاتنين”
نظر لها الجميع بتعجب، حتى زوجها، فسألها مستفسرًا:
“خير يا رب مالك، أوعي تكوني ملبوسة والله العظيم أرجعك لخالد”
رد عليه”خالد” بصوتٍ عالٍ:
“إيـــه؟ ترجع مين ياض؟ أنسى يا حبيبي خلاص إحنا حجزنا القاعة”
ضحك الجميع عليه، بينما “إيمان” سألت زوجها بهدوء:
“قولي يا ياسر هنعمل شهر العسل بتاعنا فين؟”
تحدث “عامر” بسرعةٍ وهو يقول متدخلًا:
“شهر العسل، بقى هي الحكاية كدا”
نظر له “ياسر” فوجدها تجذب وجهه نحوها وهي تقول:
“ركز معايا وسيبك منه، هنعمل شهر العسل فين؟”
غمز لها “ياسر” ثم قال بخبثٍ:
“مينفعش أنا أعمل شهر عسل”
وضعت يدها في خصرها ثم قالت بضيق:
“ليه بقى إن شاء الله، فاكر نفسك سكر وهتدوب في المياه؟”
غمز لها مرةً أُخرى ثم قال بنفس النبرة الخبيثة:
“لأ، علشان أنا متجوز العسل كله”
صفق له “خالد” و” ياسين” أيضًا تحت نظرات الضحك من الفتيات والخجل من “إيمان” ، بينما “عامر” تحدث بضيقٍ زائف وهو يقول:
“لأ كدا هندخل على شغل بعض بقى”
تحدثت “ميمي” تسأله بضحكٍ وهي تقول:
“واد يا عامر، أنتَ صحيح لسه مصمم إن أم ياسين متحضرش الفرح؟”
نظر له “ياسين” بحنقٍ منتظرًا إجابته، بينما، “عامر” تحدث بجرأة وهو يقول:
“آه مصمم أم ياسين، بتتعاكس مننا، وبتيجي حلوة في الأفراح، مش ناقصة هي”
ضحك الجميع عليه، بينما “ياسين” وقف يُصفق بيده حتى يلفت أنظار الجميع له بعد حديث “عامر”، وبالفعل نظر له الجميع بإندهاش، فقال وهو يهندم ملابسه:
“خبر حصري من ياسين رياض، عامر فهمي مطرود من البلد ليه؟”
________________
في بيت آلـ “الرشيد” تحديدًا في الطابق الأخير سحب “وليد” الأريكة الصغيرة وجلس عليها برفقة “عبلة” وهما يتابعا الفيلم سويًا، وبعد إندماجه مع الفيلم حتى نهايته نظر بجانبه وجدها غافية ورأسها ملقاه على كتفه، وممسكة بذراعيها في ذراعه وكأنها تخشى تركه، نظر لها متمعنًا بحب وكأنه غير مصدق وجودها بجانبه في تلك الحالة، ربت بكفه على وجهها ثم تنهد وعاد بذاكرته إلى ماضٍ بعيد.