Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

تعافيت بك ف37 ج1 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف37 ج1 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف37 ج1 – رواية تعافيت بك PDF

 

 

الجزء الأول

الفصل السابع والثلاثون (بداية جديدة)

 

آهٍ، تنهيدةٌ تخرج من القلب تقول مالم تستطع الثماني وعشرون حرفًا قوله”

______________

 

 

 

حفظ قلبي كلمات الحب ونصوص الغزل فقط لأجل عيناكِ، ظل يكررها مرارًا بينه وبين نفسه وبخل بها على سواكِ، يا من تلقي في قلبي السَكينة وتشتاق روحي لـِ عناق يداكِ

 

 

 

وقفت “خديجة” في موقف لا تحسد عليه، لا تدري ماذا تفعل، هل تركض مرةً أُخرى للداخل، أم تركض درجات السلم بأكملها، أم تذهب لغرفتها وتغلق أبوابها من جديد؟، كل تلك الأفكار كانت تصعف بذهنها وهي واقفة خلف أبيها، لكن الشيء الوحيد الذي جعل قلبها يخفق بشدة هي نظرة أبيها لها، فكانت نظرته لها مُحبة ومتلهفة لم تستطع إنكارها لهذه النظرة ولا تستطع إخفاء فرحتها، بينما هو التفت ينظر لها بحنانٍ بالغ وهو يقول بنبرةٍ متأثرة:

 

 

 

“طبعًا في حمايتي ومحدش يقدر يقرب منك وأنا موجود”

 

 

 

وجهت بصرها نحوه بسرعةٍ كبيرة غير مُصدقة لما سمعت، نظرت في أعينه فوجدت نظرة صادقة تدل على الحنين مصحوبة بندمٍ نابع من أعماق القلب، بينما أخواتها في الخلف يتابعا ذلك الموقف بتعجب، وحينما طال صمتها وصمت أبيها، تحدثت “خلود” بهدوء حتى تزيل أثار ذلك الموقف:

 

 

 

“طب إيه هنفضل واقفين قدام الشقة كدا كتير؟ يلا يا جماعة ندخل علشان الجيران”

 

 

 

حمحم “طه” بهدوء ثم التفت ينظر لأبنائه وهو يقول بنبرة مختنقة إثر كتم دموعه:

“معاكم حق يلا ندخل علشان أنا جعان أوي”

 

 

 

دخلوا الشقة جميعًا وكانت أخرهم “خديجة” التي من فرط توترها جلست على الأريكة بهدوء تفكر في ذلك الموقف، بينما “خلود” سحبت أخيها إلى المطبخ، أما والدهم فوقف ينظر لها من بعيد وأعينه تفيض بمشاعره الذي لم يستطع إخفائها، أمعن نظره لها وجدها شاردة فحمحم بهدوء يُلفت نظرها، نظرت له فوجدته يقترب منها مُبتسمًا بتوتر ثم قال:

 

 

 

“تيجي نقوم ناخد حقك من أحمد، ونردله اللي كان هيعمله فيكِ؟”

 

 

 

نظرت له متسائلة، فوجدته يمد يده يمسك ذراعها وهو يقول بحماس:

 

 

 

“تعالي بس يا خديجة”

 

 

 

أجفل جسدها من لمسته، ولاحظ هو ذلك، فإبتسم بحزن ثم قال بنبرة حزينة:

 

 

 

“تعالي متخافيش”

 

 

 

دخل بها المطبخ وهي متوترة في يده، وجد “خلود” تتهامس مع أخيها بهدوء، افلت يد “خديجة” ثم قال بمرحٍ:

 

 

 

“دلوقتي بما إن خديجة قالت إنها في حمايتي يعني أنا وهي هنكون فريق، وأنتم الاتنين فريق أنا وهي هنحضر الأكل وأنتم تغسلوا المواعين وتعملوا الشاي”

 

 

 

نظر له الثلاثة بتعجبٍ غير مصدقين لما يروا أمامهم، بينما هو أخرج أبناءه عدا “خديجة” أدخلها المطبخ وهو يقول:

 

 

 

 

“يلا بس علشان نلحق، وبعدين أبقي تنحي كدا”

 

 

 

أومأت في هدوء وهي تحاول تجنب النظر له، بينما هو نظر لظهرها بحزن وهو يتنهد بضيق، في الخارج أتت زوجته من الخارج وجدت “أحمد” و “خلود” في حالة إندهاش، جلست بجانبهم تسألهم مستفسرة عن حالتهم تلك، فـ قصت عليها “خلود” ما حدث بأكمله بصوتٍ منخفض، نظرت “زينب” أمامها في إندهاش ثم قالت بنبرة غير مُصدقة:

 

 

 

“خديجة قالت لـ طه أنا في حمايتك!!”

 

 

 

في الداخل كانت واقفة أمام البوتجاز تقوم بتسخين الطعام، وهي شاردة فيما حدث، نظر هو لها ولملامحها الشاردة ثم اقترب منها يقول بهدوء:

 

 

 

“معلش بقى هنسخن الأكل سوا، لو مش عاوزاني معاكِ ممكن أخرج”

 

 

 

نظرت له بتوتر من نبرته وطريقته ثم قالت:

“لأ عادي..ممكن بس تجيب الأطباق علشان أغرف الرز؟”

 

 

 

أومأ لها في سعادة بالغة ثم قال بنبرة مبتهجة:

“آه طبعًا، بس كدا وأحلى أطباق كمان”

 

 

 

نظرت له ولرد فعله بتعجب واضح، وجدته يقترب منها مُبتسمًا وهو يعطيها الأطباق وهو يقول بمرحٍ:

 

 

 

“الأطباق يا آنسة خديجة، حاجة تاني يا فندم؟”

 

 

 

نظرت للأطباق ببسمة هادئة ثم قالت:

“شكرًا بس مش دي أطباق الرز، أطباق الرز اللي لونها ابيض، ومفرودة مش غويطة”

 

 

 

أومأ لها بإحراج ثم قال:

“معلش بقى لسه جديد هنا معاكم في المطبخ”

 

 

 

إبتسمت على طريقته بهدوء دون أن تحاول إظهار تلك البسمة، إقترب هو منها مرة أخرى ثم أعطاها الأطباق هو يقول:

“هما دول أكيد صح؟”

 

 

 

أخذتها منه ثم قالت:

“آه هي دي اللي عاوزاها، شكرًا”

 

 

 

دخلت زوجته المطبخ وجدتهما يغرفا الطعام سويًا، وقفت تنظر للموقف بأعين دامعة، على الرغم أن معاملتها كانت فاترة له إلا أنه كان سعيدًا بمشاركتها له، وضع الطعام على الطاولة الرخامية بعدما أخذه من يد إبنته، ثم رفع رأسه وجد زوجته تنظر لهما، وحينما رآت نظرته تنحنحت بهدوء، ثم أضافت قائلة:

 

 

 

“أنا كنت جاية أساعدكم، محتاجين حاجة؟”

 

 

 

التفتت “خديجة” تقول بهدوء وهي مبتسمة:

“لأ يا ماما خلاص، غرفنا الأكل، هطلعه خلاص أهو كمان”

 

 

 

نظرت لزوجها نظرة مُطمئنة وكأنها تحثه على التكملة، ثم خرجت لأبنائها، وقفت “خديجة” بجانب الأطباق تحاول إمساك طبقًا من بينهم، لكنه كان ساخنًا فأبعدت يدها بسرعة وهي تقول بضيق:

 

 

 

“يادي الحظ”

 

 

 

أمسك والدها كفها وهو يقول بسرعة وخوف حقيقي:

 

 

 

“وريني إيدك مالها”

 

 

 

ربت على اصابعها ثم إقترب بها تجاه صنبور المياه ووضع أصابعها أسفل المياه، كانت هي تنظر له بإندهاش من معاملته لها، ورغمًا عنها بكت بقوة وأجهشت في البكاء، لم يكن البكاء بسبب ألم أصابعها، ولكن من معاملة والدها لها، فهي كانت تفتقر لحنانه عليها، وكم ودت أن يقترب منها بتلك الطريقة الحنونة عليها، نظر لها هو بسرعة وجدها تبكي بحرقة كما لو أنها لم تبكِ من قبل، لم يجد أمامه حلًا سوى أن يأخذه بين أحضانه بشدة، أما هي تشبثت به وهي تبكِ بقوة وترتجف، بكى هو الأخر ثم طبع قبلة على رأسها وقال مُتأسفًا:

 

تعافيت بك ف37 ج1 – رواية تعافيت بك PDF2

Exit mobile version