Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

تعافيت بك ف43 ج1 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف43 ج1 – رواية تعافيت بك PDF

 

تعافيت بك ف43 ج1 – رواية تعافيت بك PDF

 

 

الجزء الأول

الفصل الثالث والأربعون( مشيرة الرشيد)

 

أتيتُ إليكِ بشوقي أودُ لو تُلبين لقلبي النداء، أصرخ من قهرتي في بعدكِ عني ومما عرفه القلب من عناء.

___________

 

 

 

أنا من أخطأ في حق نفسهِ، أنا مَن اختار القطار الخطأ ليقوم بتوصيله، وحينما اكتشفت الخطأ تماديت به؛ لم أملك الشجاعة لإتخاذ قرار النزول، وحينما أردتُ النزول زادت المحطات وزادت معها صعوبة الرجوع لبداية الطريق من جديد.

 

 

 

مر اليوم بهدوء حتى أتى موعد الطبيبة النفسية، أتى “ياسين” بسيارته ووقف أسفل بنايتها نزلت هي له بسعادة بالغة كعادتها كلما حان موعد إلتقاءهما سويًا، ركبت بجانبه السيارة فوجدته يقول بهدوء:

 

 

 

“هناء قالتلي إن خلاص إحنا في الأواخر، يعني بعد الجلسة دي هتحدد درجة التعافي”

 

 

 

تنهدت هي بعمقٍ ثم قالت:

“الحمد لله يا ياسين، أنا حاسة إني بجد أني فرحانة وحاسة إن المعجزة دي حصلت بوجودك، عمري ما كنت أتخيل أني ممكن أخرج وأتكلم وأصاحب ناس وحد يهتم بكلامي، وحاجات كتير، اتحولت من واحدة كله بيتريق على سكوتها وقعدتها لوحدها وعدم خروجها، لواحدة عاوزة تفرد جناحتها في الدنيا، بس برضه أنا غلطت في حق نفسي علشان أنا اللي استسلمت لخوفي يا ياسين”

 

 

 

إبتسم هو لها ثم قال بهدوء:

“الحمد لله يا خديجة، كله بفضل ربنا سبحانه وتعالى، المهم نحافظ على اللي وصلناله، وبعدين هي الدنيا كدا لازم نتعلم وناخد دروس علشان نفوق لنفسنا ونعرف نكمل حياتنا”

 

 

 

أومأت له وهي تبتسم ثم قالت:

“معاك حق، المهم يلا علشان منتأخرش، سارة قالتلي إنها عاوزاني علشان أجرب الفستان”

 

 

 

قام بتحريك بالمقود وهو يقول بمرحٍ:

“وأنا بصراحة هموت وأشوف الفستان، واللي هتلبس الفستان، شكلها هيكون عامل إزاي فيه؟”

 

 

 

حاولت وأد بسمتها وهي تنظر من نافذة السيارة، بينما تحرك هو بالسيارة من أمام البيت، تحركا سويًا وهما في غفلة عن زوج الأعين الذي يراقبهما بأعين تشع نيران حاقدة.

 

 

 

بعد قليل توقفت السيارة أسفل البناية التي تقع بها العيادة، دخلت “خديجة” وهو معها، وجدت ثلاثة فتيات في إنتظارها في نفس المكان الذي قامت فيه بشرح أجزاء الكتاب، والطبيبة جالسة بجانبهن ومعها مساعدتها، تعجبت “خديجة”، فسألته بهدوء:

 

 

 

“ياسين هما مين دول؟ أنا الدكتورة مقالتش ليا إن حد هيكون موجود غيري؟”

 

 

 

حرك كتفيه وهو يقول بنبرة حائرة تدل على جهله بالأمر:

“مش عارف يا خديجة والله، أنا كل اللي أعرفه المعاد بس، بس خلاص هنعرف دلوقتي”

 

 

 

قامت الطبيبة ترحب بهما وهي تبتسم بإتساع، بينما “خديجة” سألتها بتوتر طفيف:

“هما مين دول يا دكتورة، أنا معرفش إن فيه حد هيكون معايا في الجلسة هنا”

 

إبتسمت لها الطبيبة وهي تقول:

“متقلقيش، دول طلاب عندي وعندهم تدريب، النهاردة يا خديجة عاوزاكِ تساعدي الطلاب دول يفهموا يعني إيه تطور في الذات، عاوزاكِ تثبتي إن الطاقة اللي عندنا تقدر تغيرنا كتير، أنتِ هتكملي شرح الكتاب معانا ومعاهم”

 

 

 

تدخل “ياسين” يقول بنبرة جامدة وقوية:

“بس أنا مراتي مش حالة للتدريب يا دكتور!!”

 

 

 

نظرت له “خديجة” بتعجب، بينما الطبيبة عقبت على حديثه بتفهم:

“أنا مقولتش إنها حالة يا أستاذ ياسين، أنا بقول إنها هتثبت عمليًا وعلميًا نجاحها في تخطي المرحلة دي”

 

 

 

تدخلت “خديجة” تقول له بهدوء:

“زي ما الدكتورة قالت كدا يا ياسين، خليني أجرب، أنا حاسة بجد أني أقدر أعمل كدا، على عكس المرة اللي فاتت”

 

 

 

نظر لها مطولًا، ثم أخرج زفيرًا قويًا وهو يقول:

“ماشي يا خديجة اللي أنتِ عاوزاه”

 

 

 

إبتسمت له بهدوء، بينما الطبيبة قالت:

“يلا علشان بعدها عندنا جلسة عادية مهمة”

 

 

 

وقفت “خديجة” بجانب الطبيبة، وتعارفت على الفتيات، وبعد قليل جلس الجميع أمامها حتى تبدأ هي في شرح المراحل الباقية من الكتاب، نظرت هي في أوجه الجميع، ثم أخذت نفسًا عميقًا وقالت بتوتر بسيط على غير عادتها القديمة:

“أنا خديجة، والنهاردة هشرح أجزاء مهمة في الكتاب، وأتمنى يعني حد يفهم حاجة من كلامي، ربنا يسترها”

 

 

 

ردت عليها إحدى الفتيات:

“متخافيش، إحنا واثقين فيكِ، وكمان متحمسين جدًا علشان نسمعك”

 

 

 

إبتسمت هي بهدوء ثم قالت:

“دا شرف ليا، ويارب الحماس دا يكون بفايدة وميكونش على الفاضي، علشان الدكتورة متجريش ورايا”

 

 

 

أومأ الجميع لها، بينما هو إبتسم على حديثها، فمالت الطبيبة تقول له بنبرةٍ منخفضة، بعدما التفتت هي توليهم ظهرها:

“شوفت الفرق يا أستاذ ياسين، هي عمرها ما كانت تقدر تتكلم بعفوية كدا قدام حد، بس هي حاليًا بتحارب نفسها علشان تتكلم”

 

 

 

نظر هو للطبيبة ثم أومأ هدوء، بعدها حرك رأسه ينظر لها وهي ترسم المخطط السابق حتى تقوم بشرح ما قامت بتلخيصه من الكتاب، التفتت لهم مرةً أخرى وهي تقول بهدوء:

 

 

 

“النهاردة هتكلم عن الإعتقاد وهو ما يطلق عليه

(مولد التحكم بالذات)

الاعتقاد هو مولد الطاقة في الإنسان، بمعنى إن إحنا كل تحركاتنا واخدينها من إعتقادنا، ودا حصل زمان من واحد كان مقتنع نفسه إنه جثة وإنه مش عايش زينا، رغم إثباتات الأطباء النفسيين في علاجه إلا إنه كان مصمم على إنه جثة، ساعتها الدكتور سأله سؤال مهم جدًا وهو

(هل من المعقول أن تنزف الدماء من الجثة؟)، ساعتها المريض رد عليه وقاله(لأ طبعًا، مفيش جثة بتنزف دم) ساعتها الدكتور ضربه بإبرة في إيده، إيده ساعتها جابت دم علطول، الراجل استغرب وبص بدهشة لإيده، ساعتها الدكتور قاله(الآن فقط اقتنعت أنه من الممكن أن تنزف الدماء من الجثث)

الفكرة هنا إن المريض دا كان مقتنع إنه جثة، وكل أنواع العلاج كان رافضها، لكن بعد تغير إعتقاده أنه ممكن ينزف عادي لأنه ببساطة مش جثة أدرك ساعتها أنه كان عنده مشكلة”

 

تعافيت بك ف43 ج1 – رواية تعافيت بك PDF

Exit mobile version