عام

تعافيت بك ف50 ج1 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف50 ج1 - رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف50 ج1 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف50 ج1 - رواية تعافيت بك PDF
تعافيت بك ف50 ج1 – رواية تعافيت بك PDF

 

الجزء الأول

الفصل الخمسون (بك تعافيت)

 

كل ما أردته فقط هو الهروب من ضجيج العالم بين ذراعيك.

_____________

 

 

 

كل الطرقات الآن أصبحت مُهيئة لك، عليك فقط اتخاذ القرار…لكن الأمر المؤسف هو أنك لا تستطع الفرار…حتى أنك مفتقد رفاهية الانهيار…لذا كل ما عليك فعله فقط هو اختيار المسار.

 

 

 

سأله “حسان” بضيق وبنبرة منفعلة:

“أنتَ عاوز إيه يابني بقى تعبتني؟”

 

 

 

رد عليه بسخرية:

“لا عاش ولا كان اللي يتعبك يا عمو حسان… عاوزك تتجوز عمتي…طبعًا مش هلاقي لمشيرة عريس مناسب أكتر من كدا…ماشاء الله الطيور على اشكالها تقع…بس هنا نخليها العقارب على سمومها تقترب”

 

 

 

نظر كلاهما لبعضهما البعض باندهاش وبحدقيتي على وسعيهما من هول المفاجأة، فقال هو بخبثٍ:

“لأ لأ لأ… مش طريقة دي، هو أنا بقول ههربكم؟، دا أنا بقول هجوزكم، يعني هنجمع راسين في الحلال”

 

 

 

رد عليه “حسان” بنبرة أهدأ مع نظرة عينه التي تحولت لإشراقة الأمل والتي لم تخفى على “وليد”:

“مينفعش يا وليد…الوقت اللي فات كان كتير…مش كل اللي بيتكسر بينفع يتصلح”

 

 

 

رد عليه “وليد” بنبرة متعالية:

“أي حاجة في الدنيا بتتكسر بينفع تتصلح تاني…بس لو الصنايعي شاطر، وبعدين أنا واخد بالي من نظراتكم…ولا اي يا مشيرة؟”

 

 

 

قال جملته الأخيرة بتلميح مبطن لـ عمته وكأنه بذلك يخبرها بما يدور حوله، أما هي فنظرت له باندهاش، جعله يومأ لها بقوة ثم استطرد حديثه قائلًا:

“أنا أهم حاجة عندي هو إن البيت دا ميكونش فيه مشاكل…و بصراحة وجودكم سبب كفيل لأي مشاكل، دلوقتي بقى هسيبكم تتكلموا سوا…تشوفوا هترسوا على إيه؟ بس ياريت الكلام يبقى بهدوء بلاش جو المحاضرات والصريخ دا، أنا هقف برة الأوضة علشان مينفعش تبقوا مع بعض لوحدكم، كفاية ذنوب بقى”

 

 

 

نظر في وجهيهما وهما ينظرا لبعضهما البعض، فـ زفر بضيق ثم خرج من الغرفة يقف على أعتابها بعدما قام بمواربة الباب بيده، وفي يده الأخرى هاتفه يقوم بمراسلة شخصٌ ما.

 

 

 

في الغرفة زفر “حسان” بقوة ثم قال بنبرةٍ مهتزة وكأنه يصارع نفسه حتى تتحدث فقال:

 

 

 

“ها يا مشيرة، موافقة على كلام وليد؟…عاوزانا نكون مع بعض تاني؟”

 

 

 

نظرت له بقوة ممزوجة بالعتاب وهي تقول بنبرةٍ شبه صارخة ممتزجة بالبكاء:

“لــيه؟ ليه عملت فيا كدا؟ ليه سبتني لوحدي يا حسان؟ أنتَ عارف أني بخاف أكون لوحدي، وعارف أني طول عمري بنت وحيدة وسط ولاد محدش فيهم اهتم بيا، ليه مشيت بعدما حبيتك، ليه مشيت بعد ما أنا اطمنت إن فيه حد عاوزني، ليه صدقت الوحش فـ حقي، رد عــلـيا”

 

 

 

صرخت بكلماتها الأخيرة في وجهه مما أدى إلى انفعاله فـ رد عليها مُعقبًا بنبرة منفعلة:

“وأنتِ ليه محبتنيش من الأول يا مشيرة؟ ليه استنيتي بعد ما طاقتي خلصت علشان تختاريني، أنا كنت يتيم ومليش حد، لا أهل ولا أخوات، شوفت فيكِ أنتِ كل دا، ليه حبتيه هو من الأول، ليه سلمتي مشاعرك لواحد زي دا بيستغلك، أنا عارف إنه كان قبل جوازك مني، بس ليه تعملي كدا في نفسك؟”

 

بنفس النبرة الصارخة ردت عليه هي:

“علشان اهتموا بيا، مجدي ومديحة اهتموا بيا، طول عمري لوحدي وسطهم هنا، هما ولاد وأنا البنت الوحيدة، كل واحد فيهم كان دوره يبقى مصلح اجتماعي، محدش فيهم قرب مني غير طه، كان هو اقرب واحد ليا، وجت زينب بقى بيهتم بيها هي وأهملني، بعدها جيت أنتَ، بدأت آخد على وجودك وخلفت منك، أنا آه كنت رافضة الخلفة، بس لما شوفتها كل دا مشي وساعتها ملقتش غير الحب ليها وليك، ليه قهرتني ببعدك عني؟ ليه خلتني تاني أخاف من غيرك، بعد ما اطمنت في وجودك….لــيه؟”

 

 

 

قالت حديثها ثم اجهشت في البكاء، فابتسم هو بسخرية ثم قال بنبرة موجوعة:

“علشان قلبي اللي تعب من الجري وراكي، علشان كل حاجة فـ حياتي كانت مربوطة بوجودك أنتِ، كل يوم كنت بقيس حلاوته بوجودك فيه، يوم ما تضحكي معايا كان بيبقى يوم الهنا، ويوم ما تشاركيني أي حاجة بتحبيها، قلبي كان بيرقص من الفرحة، لحد ما اتصدمت إنك كنتِ بتحبي مجدي، راجل زيي كرامته اتوجعت واضرب بسكينة في رجولته، طبيعي يكون رد فعلي مختلف، أنتِ نفسك لو حد كان جابلك حاجة زي دي ليا، كنتِ هتطلبي الطلاق ومكنتيش هتفضلي على ذمتي ثانية واحدة، أنا غلطت علشان مواجهتش، بس ساعتها لو كنت واجهت الله أعلم كان تصرفي هيبقى إزاي”

 

 

 

_” آه فـ الحل بقى إنك تقهرني على بنتي، وإنك تسبني زي الجثة من غير روح، عيشت عمري كله فاكرة إن أنا اللي صح، رجعت أخاف تاني، طول ما كنت بعيد عني عمري ما عرفت أنام في الأوضة، حتى أوضة جميلة، كنت كل ما أدخلها وأشوفها فاضية قلبي يتقطع ١٠٠ حتة، كنت كل يوم بقعد في البلكونة وأقول قلبه هيحن ويرجع ليا، بس للأسف محصلش، لحد ما القسوة مسكت فيا، وطلعت القديم والجديد، على زينب وخديجة، كنت كل ما افتكر إن هي مبسوطة وأنا بسببها عايشة في نكد، قلبي كان بيتكسر، كل ما أشوف خديجة فرحانة وافتكر إن جميلة عايشة من غيري بسبب أمها أحس أني عاوزة أقهر زينب زي ما قهرتني، في الآخر طلعت بعمل كل حاجة غلط، بنتقم من واحدة أنضف من إن اللي زيي يبص في عينها، ودلوقتي أنا بموت علشان بنتي بس تبص في عيني”

 

 

 

ردت هي عليه بذلك الحديث، مما جعله يقول لها بنبرة قوية:

“إحنا الاتنين غلطنا يا مشيرة، أنا مش ملاك، وهروبي كان أكبر غلطة، بس أنتِ غلطك أكبر، وأنا علشان أصلح غلطتي هرجعك لذمتي تاني، يمكن أقدر أعوض جزء من الذنب في حقك وحق خديجة وأمها”

 

 

 

ابتسمت هي بتهكمٍ ثم قالت بنبرة باردة:

“لأ كتر خيرك والله، جاي بعد ما الروح اتحرقت والجسم اتدمر، وعاوز تحييهم تاني؟”

 

 

 

رد عليها هو بضيق:

“أنا بعمل كدا علشان جميلة وعلشانك، أخواتك مش قابلينك بينهم، هسيبك لمين يا مشيرة؟ لا أنا ولا أنتِ لينا حد غير بعض”

 

 

 

قبل أن تتفوه مُعقبةً على حديثه دخل “وليد” في تلك اللحظة يقول ساخرًا:

“كل دا وبتتكلموا بالراحة؟ أومال لو قايلكم بالهدوء بقى كنتوا علمتوا إيه؟ فتحتوا مطاوي على بعض؟”

 

تعافيت بك ف50 ج1 – رواية تعافيت بك PDF