تعافيت بك ف32 ج1 – رواية تعافيت بك PDF
الجزء الأول
الفصل الثاني والثلاثون (الحب القديم)
“فبعضي لدي وبعضي لديك، وبعضي مشتاقٌ فهلا أتيت؟”
___________
أتيتُ لكَ بقلبٍ مليءٌ بالندوب من البشر، فكنت أنتَ خير ما أعطاني القدر، كغيثٌ من السماء أنقذ روحي من الخطر.
البُعدُ عنكِ يُرهقني ….و نظرةً منكِ تأويني
اليَوم بدونك يؤلمني…و رؤية محياكِ تُحييني
إتسعت بسمتها من هول المفاجأة بينما هو إقترب منها يقول هامسًا بهدوء:
“خلاص يا ست الكل طالما سكتِ يبقى كدا أتثبتِ”
أومأت له في هدوء ولازالت البسمة تُزين ثغرها، تنهد هو بعمقٍ ثم قال:
“طب يلا علشان نلحق نروح مشوارنا علشان أكدوا عليا مأخركيش النهاردة”
ركب السيارة وهي أيضًا، سألته حينما شرع في تشغيل محرك السيارة:
“قولي بقى هنروح فين؟”
نظر لها مُبتسمًا ثم قال يمازحها:
“خاطفك يا خديجة عندك مانع؟”
حركت رأسها نفيًا بهدوء، بينما هو نظر لها مُتعجبًا ثم قال:
“يعني لو أنا خطفتك أنتِ مفيش عندك أي مانع أبدًا؟”
ردت عليه وهي مبتسمة:
“لأ يا سيدي معنديش مانع إنك تخطفني، لأن أنا متأكدة إنك لو خطفتني، فأكيد هتخطفني علشان تفرحني”
أومأ لها موافقًا ثم أضاف قائلًا:
“صح أنتِ عندك حق، بس الحقيقة أنا مش خاطفك، إحنا هنروح عند ميمي علشان عاوزة تشوفك”
أومأت له بهدوء ثم نظرت له وقالت:
“هو أنتَ لسه متضايق علشان صحابك؟”
حمحم بهدوء ثم قال:
“يعني، بس أنا واثق إن ربنا هيكرمهم ومش هيضيع فرحتهم”
أيدت حديثه ثم أضافت قائلة:
“وأنا واثقة إنها هتتحل وأحسن من اللي هما عاوزينه”
زفر هو بضيق ثم أضاف:
“يا رب يا خديجة”
بعد مرور عدة دقائق، أوقف “ياسين” السيارة، ثم نظر لها وقال بهدوء:
“أظن دلوقتي أنتِ بقيتي تمام، يعني مش بتخافي زي الأول صح؟”
نظرت له مُتعجبة ثم قالت:
“يعني شوية بس بتسأل ليه؟”
أجابها قائلًا:
“علشان أنتِ دلوقتي بتمشي على الخطوات صح وأنا وأنتِ لاحظنا الفرق، دلوقتي بقى عاوز أقولك إن من ضمن خطوات العلاج هو إننا نقابل ناس كتير برة دايرة حياتنا، ونتعامل معاهم ونتكلم، وأنتِ عندك القدرة على دا”
زاد تعجبها أكثر من ذي قبل، فقالت:
“أنا مش فاهمة حاجة مش إحنا طالعين عند ميمي، ليه بتقولي كدا؟”
زفر هو على مهلٍ ثم قال:
“علشان فوق هتقابلي سارة وريهام وإيمان”
نظرت له مُتعجبة ثم قالت:
“مين دول؟”
أجابها قائلًا:
“دول مرات عامر وخالد وياسر”
شعرت بالقليل من التوتر، فسألته بنبرةٍ مهزوزة:
“طب..طب هما يعرفوني؟”
أومأ لها بهدوء ثم قال:
“هما شافوكي ساعة كتب الكتاب، ومن ساعتها وهما عاوزينك تكوني صحبتهم، بس أنا مكنتش عارف أخليكِ تقابليهم في الأول علشان انتِ مكنتيش واخدة عليا”
سألته مرةً أُخرى:
“طب وإفرض هما محبونيش، أو مش عاوزين حد يتدخل بينهم، ساعتها أنا هحس إني تقيلة عليهم”
حرك رأسه نفيًا بهدوء ثم قال:
“نهائي، دول مستحيل تحسي معاهم كدا، وأنتِ بنفسك هتشوفي”
صعد إلى شقة “ميمي” وهي معه، رفعت نفسها قليلًا حتى تصل إلى أذنه وقالت:
“هو فيه حِنة جوة؟ إيه الأغاني دي؟”
إبتسم لها ثم قال بنفس النبرة التي تتحدث بها:
“دا عامر عامل مندبة جوة علشان قاعة الأفراح اللي مش عارفين نحجزها”
نظرت له بتعجب، وقبل أن تعقب على ما تفوه به، وجدته يفتح الباب، دلف هو أولًا، بينما هي يبدو وكأن قدماها لن تساعدها على تلك المهمة، لذلك وقفت ثابتة ولم تتحرك قيد أنملة، عاد هو مرةً أُخرى ثم أمسك كفها وقال:
“يلا بس متخافيش أنا معاكِ هنا”
دخل بها “ياسين” فوجد المشهد كالآتي، عامر جالسًا على الأرضية بجانب الأريكة، وهو يغني:
“كتاب حياتي يا عين ماشوفت زيه كتاب”
، بينما “خالد” جالسًا على الأريكة يتصفح هاتفه، و”ياسر” ممسكًا بالحاسوب يتابع عليه أعماله، والفتيات يجلسن بجانب “ميمي” على مقربة من الشباب، عاد “ياسين” لها ثم أمسك كفها وهو يبتسم بهدوء، دخل وهو يقول:
“السلام عليكم جميعًا”
إنتبه الجميع لهما، وقفت “إيمان” تقول بنبرة مُتبهجة:
“أخيرًا جبتها يا أخي دا إحنا قربنا ننساها”
نظرت هي له فوجدته يبتسم لها بهدوء، بينما الفتيات اقتربن منها وكلًا منهن تريد معانقتها بشدة، تم الترحيب بها من قبل الفتيات وكلًا منهن تعرفها عن نفسها، ثم بعد ذلك ذهبت وألقت التحية على “ميمي” وتعارفت على أصدقاءه وتم الترحيب بها من قبلهم دون مصافحة فقط إيماءة بسيطة مع بسمة هادئة، جلست هي بجانب الفتيات وهي تفرك كفيها كعادتها أثناء توترها، سادت لحظة صمت في المكان قطعها “عامر” بقوله وهو يُعدد كما يفعلن النساء في لحظات الموت:
“يعيني عليك وعلى حظك يا عامر، يا فقرك يا عامر”
نظر له الجميع بتعجب، بينما تحدثت”ميمي” بضيق قائلة:
“يا بني عيب عليك بقى كدا كتير وحرام”
نظر لها بضيق ثم قال:
“ماهو من بختي، إيه مصر كلها هتتجوز في اليوم اللي هتجوز فيه، أومال فين العنوسة وفين البطالة؟ خلاص اتحلت على حظي؟”