Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

تعافيت بك ف22 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف22 – رواية تعافيت بك PDF

تعافيت بك ف22 – رواية تعافيت بك PDF

 

 

الفصل الثاني والعشرون (شكرًا)

“رواية تَعَافَيِّتُ بِكَ”

 

“كُل العيون مرت منسية إلا عيونِك..”

______________

 

 

 

إذا تسألت عن أفضل شعور يشعر به المرء، سأخبرك بأن يتحقق حلمك ويأتي من يتباهى بِكَ وكأنك أعظم إنتصاراته، قد تظن أنك مُهمشًا ولكنك في الحقيقة أمنية لشخصٌ ودّ لو عثُر عليك.

 

 

 

بعد وصف “ياسين” أنها تشبه الفراشة في سحرها ودلالها، إعتلت الدهشة الفَرِحة لأوجه الجميع، بينما والدتها في تلك اللحظة شعرت بالفخر لكونه يَنصر صغيرتها، بعدما صمت عن حديثه، أعاده من جديد وهو يقول:

 

 

 

“ودا مش مجرد كلام وخلاص، أنا فعلًا بعتبر نفسي محظوظ بِحبي لـخديجة، وشايف إن ربنا بيكرمني بهدية كبيرة أوي بعد الصبر اللي صبرته في حياتي”

 

 

 

حسنًا هو يؤكد حديثه أمام زوج من الأعين التي تُطلق سهامها، بالطبع هي أعين “مُشيرة”، التي لاحظ “ياسين” نظرتها، فبادلها بمثيلتها وكأنه بذلك يعلن تحديه لها، لاحظ الجميع تبدل وجه “مُشيرة” و”هدير” التي تصنعت الامبالاة، بينما تحدث “وليد” بفخرٍ وهو يقول:

 

 

 

“إيه الجمال دا كله، أنا كدا فعلًا أتأكدت إني أخترت لأختي صح، ولا إيه يا جماعة”

 

 

 

وافقه الجميع في الحديث، بينما “طه” كانت نظرة الإعجاب بموقف “ياسين” واضحة أمام الجميع لم يستطع السيطرة على ظهورها، لذلك أردف قائلًا:

“ربنا يكرمك ويعزك يا ياسين، وشكرًا على كلامك في حق بنتي”

 

 

 

نظر له “ياسين” بثبات ثم قال:

“شكرًا لحضرتك يا عمي، بس دا مش كلام، دي حقيقة والمفروض كل اللي خديجة في حياته يتباهى بيها كدا”

 

 

 

بعد تلك الجملة تبدلت نظرة “طه” لنظرة أُخرى مُسائلة، بينما “ياسين” في تلك اللحظة وجه “بصره” نحوها لكي يرى ردة فعلها، وبمجرد وقع بصره عليها، علم أنها في ذروة توترها، نتيجة للتتبع الأبصار لها بعد حديثه، كانت متعرقة بشدة وتفرك كفيها معًا، كما أن رجفة يديها كانت واضحة للعيان، هذه هي الأعراض الظاهرة، لكنها أيضًا كانت تُعاني من آلام في معدتها، كما إن الصداع داهمها مرةً واحدة، كانت الهمسات منتشرة بين الجميع، بعد ذلك الموقف، في تلك اللحظة ود “ياسين” أن يأخذها بعيدًا عن الجميع، وبالفعل قرر تنفيذ ذلك القرار، فوقف فجأة ثم قال بلباقته المعتادة:

 

 

 

“معلش يا جماعة بعد إذنكم أنا بس مضطر أستأذن، وبعد إذن حضرتك يا عمي خديجة هتيجي معايا مشوار مهم ومش هأخرها متقلقش”

 

 

 

عند طلبه رفعت رأسها وهي تنظر له، فوجدته يبادلها النظرة، بينما “طه” أجابه مُستفسرًا:

“طب ما تقعد معانا شوية ليه تسيبنا وتمشي”

 

 

 

إبتسم له “ياسين” وهو يقول:

“أنا متأسف يا عمي بس أنا عاوزها في موضوع مهم”

 

 

 

فهم “وليد” سبب مطلب “ياسين” فتدخل قائلًا:

“خلاص يا عمي خليهم ينزلوا سوا علشان يكونوا براحتهم، يلا يا خديجة روحي مع ياسين”

 

 

 

كانت نظرات الجميع مُتعجبة لما يدور، وقبل أن يتحدث “طه” ويبدي إعتراضه، تدخل “وئام” قائلًا:

“خلاص يا عمي خليهم ينزلوا سوا أحسن من الزحمة اللي هنا”

 

 

 

أومأ “طه” في هدوء، ثم نظر لإبنته وجدها تنظر أرضًا، لاحظ “ياسين” نظرته، فذهب إليها وأمسك كفها ثم قال مودعًا الجميع:

“عن إذنكم يا جماعة وأنا إن شاء الله مش هأخرها”

 

 

 

كان كفها يرتجف بين كفه، لذلك ضغط على كفها لكي يطمئنها، خرج بها “ياسين” من الشقة تحت نظرات “الحنق” من “مُشيرة” و”هدير”،

في تلك اللحظة إقترب “وليد” من “طارق” ثم قال له بمزاح:

“لو معاك دوا ضغط إلحق عمتك مُشيرة بيه”

 

 

 

إبتسم “طارق” ثم قال بنفس النبرة التي يتحدث بها “وليد”:

“اللي محتاج الدوا فعلًا هدير العقربة الصغيرة”

 

 

 

إبتسما الأثنين معًا، فنظر لهما “وئام” مُستفسرًا، أشار له “وليد” وكأنه يقول له:

“لا شيء”

_____________

 

 

 

في الأسفل بعدما خرجا سويًا من البيت ولازال كفه يعانق كفها وكأنه يبثها الطمأنينة المفقودة، وبعد مُدة من السير على الأقدام وقف “ياسين” ثم التفت مواجهًا لها وهو يقول:

 

 

 

“ها أحسن دلوقتي ولا لسه متوترة؟”

 

 

 

رفعت رأسها ثم أخذت نفسًا عميقًا تبعته بقولها:

“أحسن كتير الحمد لله، بقيت أهدى”

 

 

 

أومأ لها ثم أمسك كفها مرة أخرى وهما يسيران معًا، ولكن تلك المرة بتروٍ عن المرة السابقة، وبعد السير فترة كبيرة نظر لها بطرف عينه فـرآى التخبط جليًا بوضوح على ملامحها، أعاد فعلته السابقة ووقف مواجهًا لها ثم قال:

 

 

 

“أنا مش عاوزك تشكريني ولا عاوزك تفكري أنا قولت كدا ليه، علشان دا حقك عليا وأنتِ مراتي ولا يمكن أسمح لأي حد يهينك أو يقلل منك”

 

 

 

نظرت له مُتعجبة من كيفية قراءته لأفكارها بتلك السرعة، وما أظهر دهشتها، كيف أستطاع معرفة كل ما يجول بخاطرها دون أن تتفوه به، نظر لها ولتعجبها، فأخذ نفسًا عميقًا ثم قال:

 

 

 

“بُصي يا خديجة أنا عمري ما هقدر أشوف حد بيحاول يزعلك وأقف ساكت، زي ما عمري ما هقدر أقابل ربنا وأنا مزعلك ولا عمري هعرف أقابل سيدنا” مُحمد” وأنا مزعلك مني، لأني ببساطة كدا أنا مش قد الوصية اللي الرسول وصاني بيها”

 

 

 

نظرت له مُستفسرة ثم قالت:

“يعني إيه مش فاهمة حاجة، وإيه الوصية دي؟”

 

 

 

أمسك كفها ثم إقترب من أحد الأرصفة في الشارع وجلس عليها، ثم أجلسها بجانبه كانت مُتعجبة من فعلته، لكنه وأد نظرة إعجابها حينما قال يُمازحها:

 

 

 

“لأ ميغركيش إني لابس بدلة ولا إن أنا مهندس، أنا قضيت حياتي كلها على الأرصفة كدا”

 

 

 

إبتسمت على حديثه وطريقته، بينما هو نظر لها بعمقٍ ثم قال:

“بُصي يا ستي الرسول صلى الله عليه وسلم وصى الرجال على النساء، وربنا سبحانه وتعالى جعل القوامة للرجل علشان يقدر يقود حياته وحياة الست اللي معاه، ودا مش تقليل منهم، لأ دا تكريم لأن الست عاطفتها بتغلبها في بعض الأحيان، الفكرة كلها إن العلاقات في حياتنا سهلة إحنا اللي بنصعبها على نفسنا يا خديجة”

 

تعافيت بك ف22 – رواية تعافيت بك PDF

Exit mobile version