تعافيت بك ف15 – رواية تعافيت بك PDF
الفصل الخامس عشر (موعد اللقا)
“الفصل الخامس عشر”
“رواية تَعَافَيْتُ بِكَ”
_____________
أن نكتُب
في نِهاية سُطورنا
أننا نِلنا
مَا صبرنا لأجلهِ،
_____________
من أكثر ما يُعيق حركة الإنسان و تحركه هو الخذلان، فتصبح كأنك كطيرٍ كان يتمتع بالحرية ثم وقع في بئرٍ عميق، هكذا شعر الجميع بعد بيت الشِعر الذي ألقاهُ عامر على مسامعهم، فقط خذلان، فأصيب جميعهم بجحوظ في العينين و الصمت نظر «عامر» في أوجه الجميع ليرى نتيجة قوله وعندما لم يأتيه ردًا منهم قال:
“إيه رأيكم يا جماعة، عالمي صح؟ سارة إيه رأيك”
لم يتفوه أيًا من الواقفين بحرفٍ واحدٍ، بينما نظروا جميعهم إلى «سارة» التي قفزت من الفرحة مرة أخرى وهي تقول:
“تُحفة يا عامر، بجد أحلى حاجة سمعتها في حياتي”
حقًا الطيور على أشكالها تقع، هذا هو ما ظنه الجميع، فأول من تحدث بعد الصمت كان «ياسر» حينما قال:
“دا تُحفة دا، أكيد في حاجة غلط، دا لو بيحب سوبر ماركت مش هيكتبله بيت الشِعر دا”
ضحك الجميع على حديث «ياسر» بينما «عامر» نظر له بسخرية ثم قال:
“قُل إنك بتحقد عليا، علشان مش عارف تكتب بيت شعر زي دا، أتحدى واحد فيكوا يعرف يكتب نص اللي كتبته”
نظر «ياسر» للجميع غير مُصدقًا لما يدور حوله ثم قال:
“يا بني أنتَ جايب الثقة دي منين؟”
تدخل «خالد» قائلًا:
“سيبك أنتَ من كدا، الشِعر عجبها إزاي بجد؟”
ردت عليهم «سارة» بتعجب:
“أيوا يا جماعة دا رهيب بجد، ماشاء الله ربنا يحفظه ويحميه”
هز «ياسين» رأسه بقوة ثم قال مندهشًا:
“لأ دا أكيد عالم موازي دا بجد، أو دي أحلام العصر”
اعتدل «عامر» في وقفته لتزداد شموخًا ثم قال:
“أنا مش فاهم حقدكم دا إيه سببه بجد، وأتحداكوا واحد فيكوا يقول شِعر جامد زي دا”
ضحك الجميع عليه و على ثقته الزائدة بنفسه، فتحدث «ياسر» قائلًا:
“يا سلام أوي أوي، عاوز بيت شِعر حاضر”
تدخل «خالد» قائلًا:
“متتهورش يا ياسر، علشان أقسم برب الكعبة أنا عندي استعداد أرميكوا برة كلكوا”
ردت عليه «ريهام»:
“ما تهدى يا خالد أنتَ علطول متعصب كدا؟”
أجابها قائلًا:
“يعني أنتِ مش شايفة شغل الهبل، دول ناس قربوا على ال٣٠”
ضحك «ياسين» ثم قال:
“يا عم سيبهم دا عيد ميلاد متنكدش عليهم، قُل يا ياسر يلا”
ضحك «ياسر» ثم قال بفرح:
“الله يكرم أصلك يا ياسين”
قال جملته ثم التفت إلى «إيمان» نظر في أعينها بقوة وحب ثم قال:
“إيمان هو إزاي الطب إتقدم سنين قدام و مقدرش يجمع ضحكتك الحلوة في شريط برشام؟”
خرج تصفيقًا حارًا من «ياسين» بينما «خالد» نظر بإشمئزاز لهما ثم قال:
“ورب الكعبة لأبلغ عنكم وزارة الثقافة”
ردت عليه «إيمان» بسعادة بالغة تعتلي ملامح وجهها قائلةً:
“لأ يا خالد بجد دا جميل أوي، دا طلع مش بس دكتور، لأ كمان شاعر”
رد «ياسين» بسخرية قائلًا:
“على العموم هي أذواق والله”
ثم وجه حديثه لـ «عامر» قائلًا:
“قولي بقى يا فنان إيه رأيك”
قال «عامر» بتكبر:
“مش بطال”
ضحك الجميع عليه فقال «عمار» شقيقه:
“بقولك إيه يا عامر، لبسها الخاتم اللي أنتَ جايبة ليها مفاجأة علشان عندي درس و عاوز آكل جاتوه قبل ما أمشي”
اعتلت الدهشة ملامح الجميع من حديث «عمار» بينما قال «خالد»:
“يا أخي ربنا يخلصني منك أنتَ وأخوك في ساعة واحدة، أنتَ غبي يلا؟”
رد عليه «عمار» بضجرٍ:
“أعمل إيه يا خالد مش فاضي للجو بتاعكوا دا، خلصونا من الليلة دي”
نظر له «عامر» بشر ثم قال:
“أنا فعلًا هخلصك بس مش من الليلة دي لأ، أنا هخلصك من حياتك كلها”
قال جملته ثم ركض خلف أخيه، أمسكه ثم ضربه في كتفه بغيظ وهو يقول:
” يا أخي حرام عليك، دي الحاجة اللي كنت هختم بيها اليوم”
ضحك الجميع عليهما، فاقترب «ياسين» منهما وهو يضحك ثم حرر «عمار» من قبضة «عامر» وهو يقول:
“خلاص يا رجالة أنتم أخوات عيب كدا”
وقف«عمار» خلف «ياسين» وقبل كتفه ثم قال:
“الله يباركلك يا رجولة”
رد عليه «ياسين»:
“اخرس أنتَ خالص”
تحدث «خالد» قائلًا:
“بقولك إيه يا عامر، خلاص اعتبرنا منعرفش إنك معاك خاتم وإحنا هنتفاجأ، وهي كمان”
أيده الجميع بينما قالت«سارة»:
“أيوا صح أنا هعمل نفسي مش واخدة بالي”
وافقهم «عامر» ثم نظر لأخيه قائلًا:
“حسابي معاك في البيت، أنا هربيك”
رد عليه «ياسر»:
” مش لما تكون متربي أنتَ الأول”
انتشرت الضحكات والقهقهات عاى مزاح الشباب، في جو مليءٌ بالمرحِ والسعادة.
_______________
في منزل آلـ «رشيد» تحديدًا في شقة «طه» كان «وليد» يقنع عمه بأمر عقد القران، فتحدث «طه» قائلًا:
“أنا مش فاهم هو مستعجل ليه كدا؟ يعني إيه كتب الكتاب الأسبوع الجاي”
رد «وليد» مُبتسمًا نتيجة الفرحة التي تضج بأحشائه قائلًا:
“يا عمي إيه اللي يخلينا نأجل الموضوع طالما كل حاجة ماشية تمام، الشقة و شوفتها وأطمنت، الولد سألنا عليه وطلع أخلاقه مفيش منها، قولي بقى إيه اللي يقلق”