آبائيات

فلتعبر عني هذه الكأس – ق. يوحنا ذهبي الفم – د. سعيد حكيم يعقوب

فلتعبر عني هذه الكأس - ق. يوحنا ذهبي الفم - د. سعيد حكيم يعقوب

فلتعبر عني هذه الكأس – ق. يوحنا ذهبي الفم – د. سعيد حكيم يعقوب

 

فلتعبر عني هذه الكأس - ق. يوحنا ذهبي الفم - د. سعيد حكيم يعقوب
فلتعبر عني هذه الكأس – ق. يوحنا ذهبي الفم – د. سعيد حكيم يعقوب

 

 

 

” يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس

لكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت ”

(متى39:26)

 

المعنى الدقيق للآية[1]:

         1ـ منذ قليل أحدثنا جروحًا غائرة لدى الخاطفين، ولدى الذين يريدون أن يكونوا طماعين لا بقصد جرحهم بل لكي نصلحهم لا ككارهين أو مبغضين للناس ولكن لكي نُجنّبهم فعل الشر لأن الطبيب قد يجرى عملية لبعض الجروح، ليس لإيذاء جسد المريض، بل ليقضى على المرض ويعالج الإصابة التي لحقت بذلك الجسد. إذًا لنتقدم ونظهر تسامحًا تجاه هؤلاء حتى يستريحوا من الألم، ولا يتشككوا في الشفاء من الإصابات التي يتعرضون لها. نفس الأمر يصنعه الأطباء أنهم يضعوا ضمادة لاصقة على الجرح الذي يعالجونه ويصفوا للمريض نوع الدواء، ثم ينتظروا عدة أيام ويلجأوا إلى كل ما من شأنه أن يخفف الآلام. ونحن اليوم نحاكى هؤلاء الأطباء، فلنظهر قدرًا من التسامح تجاه هؤلاء الهراطقة حتى يستفيدوا من كلامنا، ولنتحدث عن العقائد، ونحول الحديث إلى الأمور التي قرأت، لأنني أعتقد أن الكثيرين يتحيروا في السبب الذي دفع المسيح مخلّصنا ليقول هذا الكلام ” يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عنى هذه الكأس ” ومن الطبيعي أن يهاجم الهراطقة هذا الكلام، وهكذا يخدعوا الكثيرين من الأخوة البسطاء.

         إذًا فبهدف التصدي الكامل لهجوم هؤلاء الهراطقة، ولإنقاذ الذين أصابتهم الحيرة والقلق والاضطراب، فاحصين ما قيل بدقة، فلنعتني بشرح هذه الكلمات، لكي تفهموا معانيها بعمق، لأن مجرد قراءة هذه الآيات وحدها لا تكفى بدون المعرفة[2]. فالخصي الحبشي قرأ ولكنه لم ينتفع كثيرًا حتى جاء الذي علمه المعنى الدقيق للجزء الذي قرأه[3]. ولكي لا تعانوا أنتم أيضًا نفس الشئ، انتبهوا إلى الكلام، ركزوا اهتمامكم ولتكن عيونكم محدقة نحوي، وعقلكم مُركّزًا غير مشتت، ولتكن نفوسكم متحررة من هموم الحياة، لكي لا نلقى بكلامنا بين الأشواك، ولا على الصخور، ولا بجانب الطريق، بل نلقى بذارًا لتثمر في أرض خصبة، ونحصد سنابل ممتلئة لأنه إن انتبهتم هكذا للكلام فسوف تجعلوا جهدنا أقل، وتجعلوا الفهم أكثر سهولة بالنسبة لكم.

 

         إذًا، ما معنى الجزء الذي قرأ ” يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عن هذه الكأس” ماذا يقصد بهذا القول؟ لأنه ينبغي أن نفسر هذا بكل وضوح إذًا ما معنى يا أبتاه إن أمكن أن تبعد عنى الصليب؟ هل تجهل إن كان هذا ممكنًا أم مستحيلاً؟ ومن يستطيع أن يقول هذا الكلام الذي يشير إلى شخص يجهل المعنى المقصود؟ إن الإضافة             (αν είναι δυνατόν) بمعنى “إن أمكن” تشير إلى شخص يشك، لكنة كما قلت لا يجب أن ينظر المرء إلى الكلام فقط، بل يدخل إلى المعنى، كي يعرف هدف المتكلم، ويعرف السبب والحالة، أو الظرف، ويجمع كل هذا، وهكذا يحاول أن يفهم المعنى المقصود من هذا الكلام. إذًا كيف يكون ممكنًا لذلك الابن الذي يعرف الآب، مثلما يعرف الآب الابن أن يجهل حتمية الصليب؟ لأن معرفة الآلام ليست أصعب من معرفة جوهر الآب الذى يعرفه الابن وحده معرفة دقيقة كاملة ” كما أن الآب يعرفني وأنا أعرف الآب[4].

 

حتمية الصليب كما جاء بالأنبياء:

         ولماذا أتكلم عن ابن الله وحيد الجنس؟ السبب هو إنه من الواضح أن الأنبياء أيضًا لم يكونوا يجهلوا هذا (أى حتمية الصليب)، بل كانوا يعرفون هذا الأمر جيدًا، وتنبأوا به وأكدوا عليه بشكل قوى، إنه كان لابد أن يحدث هذا (أى أن يصلب) وأن الصلب سيتم على أي حال. اسمع إذًا كيف أن الجميع يخبرون بالصليب بطرق مختلفة. أولاً أب الآباء يعقوب، الذي تكلّم عن الابن يقول: ” من زرع نبت يا ابني[5] مشيرًا بالزرع، إلى العذراء، إلى نقاوة مريم، ولكي يشير إلى الصليب قال بعد ذلك: ” رقدت ونمت كأسد وكلبؤة من ينهضه؟” دعا موته إذًا رقادًا ونومًا، وربط بين الموت والقيامة، قائلاً من ينهضه؟” بالتأكيد لا يوجد أحد آخر ينهضه، لكنه هو نفسه ينهض ذاته. ولهذا فإن المسيح أيضًا قال: “ لي سلطان أن أضعها ولى سلطان أن آخذها[6] وأيضًا: ” انقضوا هذا الهيكل وفى ثلاثة أيام أقيمة [7].

 

         وما معنى ” رقدت ونمت كأسد” كما أن الأسد مرعب ليس فقط حين يكون مستيقظًا، بل أيضًا حين ينام، هكذا المسيح أيضًا كان مرهوبًا ليس فقط قبل الصليب، بل ساعة الصلب، وساعة الموت، وصنع في تلك الساعة المعجزات الكبرى، وذلك حين أظلمت الشمس، وتشققت الصخور، وتزلزلت الأرض، وتفتحت القبور، وامرأة بيلاطس ارتعبت، ويهوذا بكى لأنه في ذلك الوقت قال ” قد أخطأت إذ سلمت دمًا بريئًا[8]. وامرأة بيلاطس أرسلت إليه رسالة قائلة: ” إياك وذلك البار لأني تألمت كثيرًا في حلم من أجله[9] ولف الظلام المسكونة كلها في ساعة الصلب، ومنتصف النهار صار ليلاً وبطل الموت وبطل سلطانه وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين.

 

         هذه الأمور تنبأ بها منذ البداية يعقوب أب الآباء، ولكي يبيّن كيف سيكون المسيح مرهوبًا عندما يُصلب قال: ” جثا وربض كأسد” ولم يقل سيربض، ولكن قال ” ربض” لأنه متأكد أن ذلك سيحدث حتمًا. لأن الأنبياء اعتادوا في مرات عديدة أن يتنبأوا بالأمور المستقبلية كما لو كانت قد حدثت بالفعل. فكما أن تلك الأمور التي حدثت، من غير الممكن أن نقول إنها لم تحدث، هكذا أيضًَا حادثة الصليب، التي تنبأ يعقوب بأنها ستحدث من غير الممكن عدم حدوثها، ولهذا قد تنبأ بالأمور المستقبلية في صيغة الزمن الماضي، لكي يؤكد بذلك على حدوث تلك الأمور، وأنها ستصير على أي حال.

 

         هكذا أيضًا داود النبي عندما أراد أن يشير إلى الصليب، قال      ” ثقبوا يدي ورجلي[10] فهو لم يقل “سيثقبوا” لكن “ثقبوا” ثم قال        ” وأحصوا كل عظامي[11] ولم يقل ذلك فقط بل تحدث عما فعلة معه الجنود “ يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون[12] وليس هذا فقط، بل أعطوه علقمًا ليأكل، وسقوه خلاً ” ويجعلون في طعامي علقماً وفى عطشى يسقونني خلاً[13] نبي آخر، لكي يتنبأ بأنهم سيطعنوه بحربة يقول: ” فينظرون إلى الذي طعنوه[14]. وإشعياء أيضًا تنبأ عن الصليب بطريقة مختلفة، قال ” ظُلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه من الضغطة ومن الدينونة أُخذ[15].

 

النبوات وتفاصيل رحلة الآلام:

         2ـ أرجوك أن تنتبه كيف أن كل واحد من الأنبياء يتكلم كما لو كانت هذه الأحداث قد حدثت في الماضي، معلنًا بهذا الزمن (أي زمن الماضي) أن هذه الأحداث ستحدث وأنها ستتحقق قطعًا. وهكذا فإن داود النبي يصف تلك المحاكمة قائلاً: ” لماذا ارتجت الأمم وتفكر الشعوب في الباطل فقام ملوك الأرض وتأمر الرؤساء معًا على الرب ومسيحه[16]. ولم يتحدث فقط عن المحاكمة والصليب وكل ما حدث فوق الصليب، بل تكلم عن ذاك الذي خانه، فقد كان يأكل نفس الطعام وجلس على نفس المائدة. لأنه يقول: “آكل خبزي رفع علىَّ عقبه[17] وتنبأ أيضًا عن الصرخة التي سيصرخها على الصليب قائلاً: ” إلهي إلهي لماذا تركتني[18]. وتنبأ أيضًا عن القبر: “ وضعتني في الجب الأسفل في ظلمات في أعماق [19]. وتنبأ عن القيامة: ” لأنك لن تترك نفسي في الهاوية. لن تدع تقيك يرى فسادًا[20] وتنبأ عن الصعود ” صعد الله بهتاف الرب بصوت الصور[21]. وعن جلوسه عن يمين الآب: “ قال الرب لربى اجلس عن يميني حتى أضع أعدائك موطئًا لقدميك[22]. وإشعياء من ناحية أخرى أورد سبب الموت قائلاً: ” قُطع من أرض الأحياء من أجل ذنب شعبي وكلنا كغنم ضللنا[23]. ولهذا ذُبِحَ. ثم بعد ذلك يذكر العمل الذي أتمه قائلاً:   ” مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا . تأديب سلامنا عليه وبجبره شفينا وهو حمل خطية كثيرين[24].

 

         إذًا الأنبياء قد عرفوا موضوع الصليب وسببه والبركات التي تحققت بواسطته. كما عرفوا القبر والقيامة والصعود وخيانة يهوذا والمحاكمة، ووصفوا كل شيء بمنتهى الدقة. فهل يمكن أن الذي أرسلهم وأوصاهم أن يقولوا كل هذا ألا يكون عالمًا بما سيحدث؟ أى إنسان عاقل يستطيع أن يدّعى هذا؟ أرأيت أنه لا ينبغي أن نفهم الكلمات بمثل هذه السطحية (أى ينبغي أن ندقق فيها)؟ لأن هذا لا يثير الجدل فقط، بل إن الكلام الذي يأتي بعد ذلك يسبب حيرة أقوى، فما المعنى الذي يقصده بقوله: “ يا أبتاه إن أمكن فلتبعد عنى هذه الكأس“، هذه الكلمات توحي بأنه ليس فقط يجهل ما سيحدث، بل توحي أيضًا بأنه يريد أن يتجنب الصليب. إن ما يقوله يعنى الآتي: لو كنت تسمح فإنني لا أريد أن أصلب ولا أن أموت برغم أن بطرس المتقدم بين الرسل عندما قال له: ” حاشاك يا رب لا يكون لك هذا“، انتهره بشدة حتى أنه قال له: ” اذهب عنى يا شيطان أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس[25] على الرغم أنه منذ قليل كان قد طوّبه.

 

الابن يبذل ذاته بكامل إرادته:

         إذًا، كونه لا يريد أن يُصلب فهذا أمر غير معقول بالنسبة للمسيح له المجد، حتى أنه قد دعا ذاك (بطرس) الذي نال الاستعلان من الآب (أى أن الله قد أعلن له أن المسيح هو ابن الله الحي)، والذي أخذ مفاتيح السموات دعاه “شيطانًا ومعثرة” وأنه لا يفكر بحسب مشيئة الله لأنه قال له “ حاشاك يا رب أن يكون لك هذا“. أي حاشاك أن تصلب. إذًا فذاك الذي أدان تلميذه إلى هذا الحد ووجه له هذا التوبيخ الشديد حتى أنه بعد هذا المديح السابق، دعاة شيطانًا، لأنه قال له حاشاك أن تصلب، فكيف إذًا يُتصوّر أن تكون رغبة المسيح ألاّ يُصلب؟ وكيف لا يريد أن يُصلب بعد أن وصف نفسه بالراعي الصالح وحدد النموذج الأمثل لذلك الراعي إذ أوضح إن الدليل الذي يثبت صلاحه، هو أن يبذل نفسه عن الخراف قائلاً: ” أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف[26] ولم يكتفِ بذلك لكنه أضاف: “ وأما الذي هو أجير وليس راعياً فيرى الذئب مقبلاً ويترك الخراف ويهرب[27].

 

         إذًا لو أن سمات الراعي الصالح هى أن يبذل نفسه عن الخراف وأن الأجير لا يحتمل هذا فكيف يكون لذاك الذي يقول إنه الراعي الصالح أن يرفض، أن يبذل نفسه؟ وكيف قال: ” أضعها أنا من ذاتي[28]. إذًا لو أنك من ذاتك بذلت نفسك كيف تسأل الآب ألاّ تبذل نفسك؟ وكيف كان هذا البذل دافعًا لافتخار بولس، عندما قال: ” الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله لكنه أخلى نفسه آخذًا صورة عبد صائرًا في شبة الناس وإذ وُجِد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب[29]. وأيضًا هو نفسه قال: ” لهذا يحبني الآب لأني أضع نفسي لآخذها أيضًا[30]. إذًا إن كان لا يريد أن يُصلب بل ويرغب أن يفلت من الصليب ويطلب هذا من الآب، فكيف يجب أن يبذل ذاته، لأن المحبة تظهر مما يكمن في أرادة كل أحد. وأيضًا كيف يقول القديس بولس “ اسلكوا في المحبة كما أحبنا المسيح أيضاً وأسلم نفسه لأجلنا[31]. والمسيح ذاته عندما جاء ساعة الصلب قال: ” أيها الآب قد آتت الساعة مجد ابنك[32]. دعا الصليب مجدًا فكيف يريد هنا أن ينجو منه، بينما هناك يطلبه سريعًا؟ ومن حيث إن الصليب هو مجد اسمع ماذا يقول القديس يوحنا الإنجيلي: ” لأن الروح القدس لم يكن قد أُعطى بعد لأن يسوع لم يكن قد مُجِد بعد [33]. ما يقوله يعنى أن النعمة لم تكن قد أُعطيت بعد لأن العداوة تجاه البشر لم تكن قد انحلّت بعد، طالما أن الصليب لم يكن قد تحقق بعد.

 

بركات الصليب:    

          فالصليب هدم خصومة الله مع البشر، وصنع الصلح، وجعل الأرض سماءً، وجمع البشر بالملائكة، وأنقذ الأرض من الخداع، وأعاد الحقيقة مرة أخرى، طرد الشياطين، وهدم معابد، ونقض هياكل، ولاشى الدخان الكثيف، وزرع الفضيلة، وأسس الكنائس.

 

          الصليب هو إرادة الله، مجد الابن، فرح الروح، افتخار بولس، لأنه يقول: ” حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح[34]. الصليب هو أكثر إشراقًا وبهاءً من الشمس، أكثر ضياءً من أشعة النور لأنه عندما أظلمت الشمس عندئذ أضاء الصليب، ولم تظلّم الشمس آنذاك لأنها اختفت بل لأنها هُزِمت من بهاء الصليب. الصليب مزق الصك الذي كان علينا، وأبطل سجن الموت. الصليب هو دليل محبة اللههكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به[35]. وأيضًا يقول القديس بولس : ” إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه[36].

 

          الصليب هو الحائط الثابت، سلاح من لا يُقهر، أمان الأغنياء، ثراء الفقراء، سد يحمي الذين تُحاك ضدهم الدسائس، وسلاح الذين يحاربون ضد الشهوات، المربح للفضيلة، علامة الإعجاز، والإعجاب، ” لأن هذا الجيل يطلب آية ولا تعطى له إلاّ آية يونان النبي[37]. وأيضًا يقول القديس بولس لأن اليهود يسألون آية واليونانيون يطلبون حكمة ولكننا نكرز بالمسيح مصلوبًا[38]. الصليب فتح الفردوس، ووضع اللص داخله، قاد الجنس البشرى إلى ملكوت السموات بعد أن كان مصيره الهلاك، ذلك الذي لم يكن مستحقًا ولا حتى للأرض.

 

         اخبرني إذًا، هل بعد كل هذه الخيرات التي تحققت وتتحقق بالصليب، ولا يريد الابن أن يُصلب؟ من يستطيع أن يقول ذلك؟ وإن لم يكن يريد الصليب فمن أجبره عليه ومن يقدر أن يلزمه به؟ ولماذا أرسل الأنبياء قبل مجيئه لكي يخبروا بصلبه، إن كان لا يريد أن يصلب، ولا يريد أن يعانى آلام الصلب؟ ولأي سبب يدعو الصليب بالكأس، إن لم يكن يريد أن يُصلب؟ بل هذا يوضح رغبته الأكيدة في أن يصلب، كما أن الكأس يعتبر مبهجًا لأولئك الذين يعطشون، هكذا الصليب بالنسبة للابن، ولهذا قال: ” شهوة اشتهيت أن أكل الفصح معكم[39]. ولم يقل هذا مصادفةً بل بسبب رغبته في الصليب. وهكذا، فإن الصلب قد حدث بعد تلك الليلة التي قال فيها ذلك.

 

         3ـ إذًا فالذي دعا الصليب مجدًا ووبخ تلميذه (أي بطرس) لأنه أراد أن يعوقه عن تتميم الصلب، وبرهن على أن الراعي الصالح هو الذي يبذل نفسه عن الخراف، وأنه اشتهى جدًا هذا الأمر، وأتى إلى الصليب بكامل إرادته. كيف يترجى ألاّ يحدث هذا؟ وإن لم يكن يرغب في أن يصلب، ما الصعوبة التي كان يمكن أن تعوق الذين أتوا لتحقيق هدفهم؟ ها أنت تراه يركض نحو الصليب. وعندما اقترب هؤلاء منه مواجهة، قال لهم عندئذٍ: ” من تطلبون؟”، أجابوا ” يسوع”، قال لهم: ” أنا هو“، ” فرجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض[40]. وبعدما أعماهم أولاً، وبرهن على أنه كان يمكنه أن يهرب، إلا إنه سلَّمَ نفسه آنذاك، لكي تعلم أنه لا بإجبار ولا بعنف ولا بضغط من أعدائه، قد عانى الصلب، فهذا لم يكن بدون إرادته بل بكامل إرادته، لأنه كان يرغب أن يجتاز الصليب، وأراده، وأنه منذ زمن بعيد كان يعد كل شئ للصلب.

 

ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت:

         والكلام الذي يلي ذلك يخلق حيرة أكبر لأنه بعدما قال: ” فلتعبر عنى هذه الكأس“، أضاف: ” لكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت“، فربما يبدو من العبارة أن هناك إرادتين متعارضتين فيما بينهما؛ أي أن الآب يريد للابن أن يُصلب، بينما الابن نفسه لا يريد. إلا أننا نراه في كل موقف يريد ما يريده الآب، ويفضل ما يفضله، لأنه عندما يقول: ” كما أنك أنت أيها الآب فىّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا[41]، لم يقل شيئًا آخر سوى إن للآب والابن رأى واحد أو فكر واحد، وعندما يقول ” الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي لكن الآب الحال فيّ يعمل الأعمال [42]، فهذا ما يريد أن يؤكده. وعندما يقول: ” من نفسي لم آت” و” أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئًا[43]، فهو لا يقول هذا باعتبار أن ليس له سلطان أن يتكلم أو أن يعمل (حاشا) لكنه أراد أن يوضح بكل دقة بأنه واحد مع الآب في الكلام وفى الأعمال وفى كل الأفعال كما بيّنا ذلك مرات عديدة. لأن عبارة ” لست أتكلم من نفسي” لا تبطل سلطانه، بل هي عبارة تبرهن على وجود توافق. إذًا كيف يقول هنا ” لكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت؟“.

 

         ربما أكون قد وضعتكم في حيرة كبيرة، ولكن انتبهوا لأنه إن كنّا قد تكلّمنا عن أمور كثيرة، لكنى أعرف جيدًا أن استعدادكم ورغبتكم قوية جدًا، لأن الكلام يتجه بسرعة نحو شرح هذا الأمر انتبهوا جيدًا للكلام عن التجسد، لقد كان صعب القبول. فمحبة الله الفائقة للبشر والاقتناع بالتجسد وقبوله قبولاً كاملاً كان مملوء رعبًا، وكان يحتاج إلى استعداد كبير. فكّر إذًا كم كان أمرًا عظيمًا أن يسمع الإنسان ويعلم كيف أن الله الذي لا يمكن التعبير عنه، غير الفاني، غير المُدرك، غير المرئي، غير المفحوص، ” الذي بيده مقاصير الأرض[44]، ” الناظر إلى الأرض فترتعد يمس الجبال فتدخن[45]. الذي لا يحتمل الشاروبيم مقدار تنازله العظيم، بل يغطون وجوههم بأجنحتهم. ذاك الذي يفوق كل عقل ويعلو على كل فكر، هذا الذي يفوق الملائكة ورؤساء الملائكة وكل القوات السمائية، قَبِلَ أن يصير إنسانا، وأن يدخل إلى الأحشاء البتولية وأن يُحمل به تسعة أشهر وأن يتغذى باللبن وأن يعانى كل ما يختص بالإنسان.

 

         إذًا، لأن هذا الأمر كان أمرًا فريدًا للغاية، حتى أنه عندما حدث لم يؤمن به الكثيرون، لذلك أرسل أولاً الأنبياء لكي يخبروا بهذا التجسد تحديدًا، لأن يعقوب أب الآباء تنبأ عن التجسد عندما قال ” من زرع نبت يا ابني جثا وربض كأسد“، وإشعياء أيضًا عندما قال ” ها العذراء تحبل وتلد أبنا وتدعوا أسمة عمانوئيل[46]، وفى موضع آخر يقول أيضًا: ” أرض يابسة”، هنا يتكلم عن الأم البتول لأنها لم تستقبل بذرة إنسانية؟ لكنها ولدته بدون زواج. وأيضًا: ” يولد لنا ولد ونعطى ابنًا“، وأيضًا: ” ويخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن من أصوله[47].

 

         وباروخ يقول: ” هذا هو إلهنا ولا يعتبر حذاءه بكماله وجعل ليعقوب عبده ولإسرائيل حبيبه وبعد ذلك تراءى على الأرض وتردد بين البشر[48]. وداود النبي يشير إلى التجسد بقوله: ” ينزل مثل المطر على الجزاز ومثل الغيوم الذارفة إلى الأرض[49]. لأنه دخل كعبد إلى الأحشاء البتولية بهدوء وبلا اضطراب.

 

حقًا جاز الآلام:

         4ـ إلا أن كل هذا لم يكن كافيًا، بل عندما أتى ـ ولكي لا يعتبر هذا الحدث خياليًا أو وهميًا ـ لم يؤكد على هذا الأمر فقط من خلال الشكل، لكن من خلال الزمن الطويل، واجتاز كل المراحل الإنسانية، لأنه لم يدخل فقط أو لم يصر فقط إنسانًا كاملاً، ولكنه دخل إلى الأحشاء البتولية، حتى أن الصبر على الحمل والولادة والرضاعة والنمو ومرور الزمن واختلاف مراحل العمر، كل هذه تؤكد على هذا الحدث. والدليل لم يقتصر على ذلك فقط، لكنه تحمل جسديًا نقائص الطبيعة، أى أن يجوع ويعطش وينام ويتعب، وأخيرًا عندما أتى إلى الصليب عانى آلام الجسد. ولهذا خرج من الجسد عرق يتصبب وأتى إليه ملاك لكي يقويه. ويسوع يحزن ويكتئب لأنه بالحقيقة قال من قبل: ” نفسي حزينة جدًا حتى الموت[50].

 

         إذًا إن كان كل هذا قد حدث، فإن فم الشيطان الخبيث المتكلم في ماركيون الذي ينحدر من بنطس،[51] وفالنس،[52] ومانى الفارسى،[53] بالإضافة إلى هرطقات أخرى كثيرة، (من اختراع الشيطان) فهو يهدم التعليم عن التدبير الإلهي وينادي قائلاً: إن الابن لم يتجسد ولا لبس جسدًا، بل كان هذا وهمًا وخيالاً ومظهرًا مصطنعًا، على الرغم من أن الآلام والموت والقبر والجوع هي أمور قد حدثت بالفعل. فلو كانت هذه الأمور لم تحدث لكان يحق له أن ينشر هذه الأفكار الخبيثة: ولذلك فكما أنه جاع ونام وتعب وأكل، وشرب، هكذا تجنّب أيضًا الموت لكي يُظهر البعد الإنساني وضعف الطبيعة التي لا تريد أن تموت وتغادر الحياة الحاضرة .

 

المسيح يُعلّم بالأعمال:

         لأنه لو لم يقل شيئًا من كل هذا لكان من الممكن أن يقال: لو كان إنسانا لكان ينبغي أن يعانى الأمور الإنسانية، وما هى الأمور الإنسانية لذاك الذي سيُصلب ولم يجبن، وجاهد ولم ينفصل عن الحياة الحاضرة؟ لأن الطبيعة الإنسانية تميل إلى محبة الأمور الحاضرة، ولهذا تحديدًا ولأنه أراد أن يظهر حقيقة تجسده ويؤكد التدبير الإلهي، فهو يعرض بآلامه دليلاً قويًا وبشكل واضح؟ هذا هو أحد الأسباب ولكن يوجد سبب آخر لا يقل أهمية عن هذا السبب.

 

         وما هو هذا السبب؟ عندما أتى المسيح، أراد أن يُعلّم الناس كل فضيلة. والمعلّم لا يُعلّم بالكلام فقط، بل بالأعمال أيضًا، فهذا هو التعليم المتميز للمعلّم. لأن (قائد السفينة) أيضًا، عندما يضع تلميذه بجواره، يوضح له كيف يجب عليه أن يمسك بعجلة القيادة، لكنه بعد فترة يتحول الكلام إلى عمل، ولا يتكلم فقط بل أنه يعمل أيضًا. وهكذا أيضًا بالنسبة لمن يعمل في حقل البناء، بعدما يضع إلى جواره من يريد أن يتعلم كيفية بناء الحائط، يُبيّن له ذلك عمليًا، بالإضافة إلى الشرح بالكلام أيضًا. نفس الشئ يصنعه النساج، والطرّاز، وصانع الذهب، وصانع النحاس وهكذا، فكل فن أو عمل له معلّمه الذي يُعلّمه بالكلام والعمل. لأن المسيح أتى لكي يُعلّمنا كل فضيلة، فهو يقول كل ما ينبغي أن نفعله، كما إنه يفعل كل ما يُعلّم به، كما قال هو نفسه:   ” من عمل وعلّم فهذا يدعى عظيمًا في ملكوت السموات[54]. لكن لاحظ أنه أوصى أن نكون متضعين وودعاء، وقد علّم هذا بالكلام. وأوضح كيف أنه علّم هذه الأمور بالأعمال أيضًا. لأنه يقول ” طوبى للودعاء ـ طوبى للرحماء[55]. مُظهرًا كيف ينبغي أن نُحقق هذه الفضائل. أنظر كيف علّمها؟ أخذ منشفة واتزر بها وغسل أرجل تلاميذه “[56] هل هناك شئ يُعادل هذا الإتضاع؟ لأنه لم يعلّمه بالكلام فقط، بل بالأعمال أيضًا. أيضًا الوداعة والتسامح يعلّمها بالأعمال. كيف؟ لقد لُطم من عبد رئيس الكهنة، وقال: ” إن كنت تكلّمت رديًا فاشهد على الردي وإن حسنًا فلماذا تضربني[57]. وقد أمر أن نصلي من أجل أعدائنا. وهذا أيضًا علّمه بالأعمال، لأنه عندما كان على الصليب قال: ” يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون[58]. فكما أوحى أمرًا أن نصلي (من أجل أعدائنا)، وهو نفسه صلى لأجل صالبيه، فهو لم يتوقف عن أن يُسامح في أي وقت.

 

         وقد أوصانا أيضًا أن نُحسن إلى كل مَن يبغضنا، وأن نصنع ما يعود بالفائدة على كل من يؤذينا. وهذا فعله بالأعمال. لأنه طرد الشياطين من اليهود، هؤلاء الذين قالوا إن به شيطان[59]. أحسن إلى من اضطهدوه، أطعم أولئك الذين دبروا له المكائد، قاد أولئك الذين أرادوا أن يصلبوه إلى ملكوت السموات. قال أيضًا لتلاميذه: ” لا تقتنوا ذهبًا ولا فضة ولا نحاسًا في مناطقكم[60]. وكان مثلاً أعلى لهم في التجرد. هذا أيضًا قد علّمه بالأعمال قائلاً: ” للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار. وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه[61]. ولم يكن له مائدة، ولا بيتًا، ولا أى شئ مما شابه ذلك. ليس لأنه كان فقيرًا، بل لأنه علّم الناس أن يتبعوا هذه الطريقة في الحياة.

 

         وبنفس هذه الطريقة، علّمهم أيضًا أن يُصلّوا، عندما قالوا له      ” علّمنا أن نصلي[62]. ولهذا قد صلّى، لكي يعلّمهم أن يُصلّوا. لكن ليس فقط أن يُصلّوا، بل كان عليهم أن يتعلّموا أولاً كيف يجب أن يصلّوا. ولهذا سلّمهم أيضًا الصلاة كالآتي ” أبانا الذي في السموات ليتقدس اسمك ليأتِ ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض خبزنا كفافنا أعطنا اليوم واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا ولا تدخلنا في تجربة[63]، أى لا تدخلنا في أخطار ومكائد.

 

         إذًا لأنه أمرهم أن يصلّوا ” ولا تدخلنا في تجربة” هذا بالتحديد ما علّمهم إياه بالعمل، قائلاً: ” يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس“، مُعلّمًا إياهم ألا يندفعوا نحو الأخطار والتجارب، ولا أن يفقدوا شجاعتهم، بل أن يحتملوها أو يصبروا عليها عندما تأتي، ويظهروا كل شجاعة، لكن دون أن يركضوا نحوها قبل أن تأتي، ولا أن يندفعوا أولاً نحو المصاعب[64]. لكن لماذا؟ لكي يُعلّمهم الإتضاع، ولكي يُحررهم من إتهامات المجد الباطل. ولهذا تحديدًا، هنا أيضًا عندما قال هذا ” ابتعد وصلّى” وبعد الصلاة قال لتلاميذه ” أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة. اسهروا وصلّوا لئلا تدخلوا في تجربة[65]. أرأيت أنه لا يصلى فقط، بل وينصح أيضًا “ أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف“، وهذا قد قاله، لكي يطرد الإفتخار من نفوسهم، ولكي يحررهم من الكبرياء، ويجعلهم حذرين ومتواضعين.

 

         إذًا فهذا ما أراد أن يُعلّمه لهم، لكي يُصلّوا. وفعل الابن نفس هذه الأشياء، فقد صلى كإنسان، ليس بحسب الطبيعة الإلهية (لأنه من حيث الطبيعة الإلهية هو لا يعاني أى شئ)، لكنه كان يعاني بحسب الطبيعة الإنسانية. إذًا فقد صلى لكي يعلّمنا كيف نصلي، وأن نطلب دومًا الخلاص من المصاعب. ولكن إن لم يكن هذا ممكنًا بالنسبة لنا، فلنحتمل كل ما هو حسنًا أمام الله. لهذا قال: ” لكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت“، بالتأكيد ليس لأن إرادته شئ وإرادة الله هى شئ آخر، بل لكي يُعلّم البشر، أنهم حتى في الحالة التي يجاهدون فيها أو يرتعدون، أو التي يأتي فيها خطر ما، أو عندما لا يريدون أن يغادروا الحياة الحاضرة، فليفضلوا إرادة الله على إرادتهم. هذا بالضبط ما تعلّمه ق. بولس وأظهر الاثنين بالأعمال. لأنه طلب أن تبتعد عنه التجارب، قائلاً: “ من جهة هذا تضرعت إلى الرب ثلاث مرات أن يفارقني[66]. ولأن هذا لم يكن حسنًا أمام الله، يقول:” لذلك أسر بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات“.

 

         ربما يكون ما قيل غير واضح، إذًا سأجعله أكثر وضوحًا. لقد تعرض الرسول بولس لمخاطر كثيرة مرات عديدة، وصلى ألاّ يتعرض لمخاطر. اسمع ماذا قال له المسيح آنذاك ” تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل[67]. إذًا فبعدما رأى أن هذه هى إرادة الله، أخضع إرادته لهذه الإرادة بعد ذلك. إذًا هذان الأمران قد علم بهما بواسطة هذه الصلاة، أى ألا نلقي بأنفسنا في الأخطار، بل ونصلي ألا نغامر بالدخول فيها. أما إذا أتت فلنحتملها بشجاعة وأن نفضل إرادة الله على إرادتنا.

 

         إذًا ونحن نعرف هذه الأمور، علينا أن نصلي ألا ندخل أبدًا في تجربة. وإن دخلنا نتوسل إلى الله أن يعطينا الإحتمال والشجاعة، وأن نفضل إرداته على كل إرادة أخرى. لأنه هكذا سنعبر هذه الحياة الحاضرة في أمان، وسننال خيرات الدهر الآتي، والتي أرجو أن ننالها جميعًا بالنعمة ومحبة البشر اللواتي لربنا يسوع المسيح الذي يليق به مع الآب والروح القدس المجد والقوة والكرامة الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور أمين.

1  العناوين الجانبية من وضع المُترجِم.

2 في هذا الصدد يقول العلاّمة أوريجينوس في تفسيره لسفر العدد عند قراءة الإنجيل أو تعاليم الرسول بولس يبدو عليك الإعجاب بها وتعتقد أنك قد وجدت الطعام الأفضل موافقة والأكثر مناسبة لك. ولكنك لم تعرف بعد الأسرار التي ينبغي أن تعرفها إذا درست وتعمقت في أحكام الله .. وعلينا بالحرى أن نحوّل عيون قلوبنا نحو الذي أمر بهذه الكتابة ونطلب منه فهم المعنى. (تفسير سفر العدد للعلاّمة أوريجينوس، الجزء الثاني، عظة رقم 27 إصدار المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية). صـ186.

3  أع26:8ـ40

4  يو15:10.

5  تك9:49 (س).

6  يو18:10.

7 يو19:2.

8  مت4:27.

9  مت19:27.

10 مز16:22.

11 مز17:22.

12 مز 18:22.

13 مز21:69.

14 زك10:12.

15 إش7:53ـ8.

16  مز1:2ـ2.

17 مز9:41.

18 مز1:22.

19 مز6:88.

20 مز10:16.

21 مز5:47.

22 مز1:110.

23 إش8:53و6.

24 إش5:53و12

25 مت22:16ـ23.

26 يو11:10.

27 يو12:10.

28 يو18:10.

29 فى6:2ـ8.

30 يو17:10.

31 أف2:5.

32 يو1:17.

33 يو39:7.

34 غل14:6.

35 يو16:3.

36 رو10:5.

37 مت39:12.

38 انظر 1كو22:1ـ23.

39 لو15:22.

40 يو4:18ـ6.

41 يو21:17.

42 يو10:14.

43 يو30:5.

44 مز4:95.

45 مز32:104.

46 إش14:7.

47 إش1:11.

48 باروخ36:3ـ38.

49 مز6:72.

50  مت8:26.

51 ماركيون هو هرطوقى ظهر في القرن الثاني وهو أحد معلمي البدعة الغنوسية المشهورين، ونادى بأن التجسد كان خياليًا.

52 فالنس هو أحد الهراطقة الذين ظهروا في القرن الثاني أيضًا.

53 ماني مؤسس هرطقة، نادت بوجود مبدأين أزليين للكون وهما غير مخلوقين النور والظلمة. النور هو إله الخير، والظلمة هي إله الشر. والمادة بحسب رؤيتهم هي ظلمة، ولذلك فهي شر.

54 2كو9:12.

55 مت3:5ـ5.

56 يو4:13ـ5.

57 يو23:18.

58 يو34:23.

59 أنظر يو48:8.

60 مت9:10.

61 مت20:8.

62 لو1:11.

63 مت9:6ـ13.

64 هكذا يقول ق. كيرلس في تفسيره لإنجيل لوقا “فلنصل أن لا نجرب، لأنه أمر صعب أن نفر من التجربة، كما أنه أمر صعب بالنسبة لمعظم الناس أن يصمدوا إلى النهاية. ولكن إذا ما دعت الضرورة وألُقينا فيها رغمًا عنا، فلابد أن ندخل المعركة باذلين أقصى جهدنا ونصارع من أجل نفوسنا، غير هيابين البتة…. وكما كتب أيضًا الرسول القديس الذي قال: “طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة، لأنه إذا تزكى ينال أكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه” يع1ـ12. تفسير إنجيل لوقا، للقديس كيرلس الأسكندري، ج3، ترجمة د.نصحي عبد الشهيد، إصدار المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية.

65 مت40:26ـ41.

66 2كو8:12ـ10.

67 2كو9:12.

 

فلتعبر عني هذه الكأس – ق. يوحنا ذهبي الفم – د. سعيد حكيم يعقوب