المرأة والخدمة – المرأة في الكتاب المقدس ج15
تكن المرأة في أى لحظة بعيداً عما يحيط بها من أحداث, كذلك لم تكن سلبية بل كانت واعية مدركة أن ما تراه وتسمعه وتلمسه إنما يعنى دعوة للفهم والإدراك والإيمان. لهذا نجد أن المرأة بحسها وإدراكها وإيمانها قد سارعت بقبول السيد المسيح وتابعته وتتبعته وقبلته وخدمته.
تعالوا بنا نتتبع سيرة أربع نساء في مجال الخدمة:
1- مرثا: التى كانت تخدم الرب يسوع حيث يكون مجهداً ومنهكاً وكان يلقى الراحة والعناية الرقيقة منها.
“وفيما هم سائرون دخل قريـة فقبلته امرأة اسمها مرثـا في بيتهـا” (لو10: 38)
أول صورة نجدها عن مرثا أنها مضايفة…. ” وبيتها ” يوحى بأنها كانت تمتلكه – ثم عندما أستدعى يسوع لتقديم المساعدة لأخيها ” لعازر” تقرأ أنها عندما سمعت مرثا أن يسوع آت” لاقته ورحبت به” (يو 11: 20).
وكان ما يقدمه هذا البيت يعنى الكثير بالنسبة ليسوع فيوماً نراه يقول ” ابن الإنسان ليس له أين يضع رأسه” ولكن في اليوم التالى” جاء إلى بين عنيا… وصنعوا له عشاء” إن قلبه الوحيد وجد في ذلك البيت المضياف المحب, امرأة تخدمه حين يكون مجهداً ومنهكاً وكان يلقى الراحة والعناية الرقيقة من تلك المرأة.
إن خدمة مرثا العملية له كان الدافع لها ما سمعته من شفتيه وكان منبعها محبتها له.
إن مرثا المضطربة عندما أمنت رأت مجد الرب وعندما صنعت عشاء للرب وتلاميذه بمناسبة إقامة لعازر من الأموات خدمت مرثا في هدوء دون ضجيج أو اضطراب فمع المسيح دخل قلبها السلام والهدوء ” بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم”.
هكذا وصلت مرثا إلى فردوس الخدمة المتأنية التى لا تطلب مجد نفسها بل مجد الله الظاهر في الجسد.
2- طابيثا: التى كانت خادمة للأرامل واليتامى:
هذه الخادمة الأمنية التى يصفها لوقا البشير بأربع كلمات هي مخلص عجيب لتلك الخادمة الأمينة المطوبة من الجميع “ممتلئة أعمالاً صالحة وإحسانات “, إنها خادمة الأرامل – أول امرأة مسيحية استخدمت الإبرة لخدمة المعوزين.
3- مريم أم يعقوب ويوسى: الحياة الهادئة, الصلاة الدائمة, الخدمة المضحية الباذلة بالمجهود الجسدى والمادى.
4- يونا: التى خدمت الرب يسوع من مالها:
المرأة التى خدمت الرب يسوع من مالها – ويمكن أن نتصور مقدار الفرح الذي يملأ قلب يونا وهي تذكر كيف خدمت الرب – الذي فعل الكثير لأجلها… ثم نراها باكية حزينة عند الصليب بين النساء المكرسات اللاتى اتبعن يسوع مــن الجليــل أعــددن حنــوطاً وأطياباًً لجسده بعد موته (لو 23: 55, 65).
ثم أصبحت من أول المناديات من البشر بقيامة الرب يسوع مع مريم المجدلية ومريم أم مرقس.
مـــرثا
” مرثا مرثا أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة” (لو10: 41).
تقابل الرب 3 مرات مع أسرة بيت عنيا المكونة من مرثا ولعازر ومريم.
أمــا عــن مـــرثـا
1- في المــرة الأولـــى: كان توبيخ السيد المسيح لها:
كانت مضطربة في خدمة البيت فاحتجت على مريم التى جلست عند قدمي الرب وقالت ” يا رب أما تبالي بأن أختي قد تركتني أخدم وحدي فقل أن تعينني”
لم يكن رد المسيح على شكوى مرثا إدانة لنشاطها, فقد مدح قلبها الكريم العطوف وإدارتها الحكيمة للبيت, لأنه يعلم أنها تتعب لأجل إكرام ضيافته, ومع ذلك أراد أن يذكرها بما هو أهم عنده من الأكل المادي فقال بتوبيخ رقيق مكرراً اسمها” مرثا مرثا أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة ولكن الحاجة إلى واحد” (لو 10: 41).
هنا مرثا صاحبة القلب المضطرب حاجتها إلى واحد, اللؤلؤة الواحدة كثيرة الثمن ” الرب يسوع المسيح” متى إقتبلته نصيبها في قلبها صارت في سلام بلا اضطراب.
أحـــب المسيــــــح مــــــرثـــا:
ذكر يوحنا ما أغفله لوقا وبريشة حبه ذكر أن يسوع كان يحب مرثا وأختها ولعازر” (يو11: 5),السيد المسيح ذكر الثلاثة حباً متساوياً برغم الفوارق بينهم في طرق الحياة والطباع والجهاد, ولكن لكل واحد وواحدة منهم مكان في قلبه الكبير المحب, وظلل على كل منهم بعنايته الخاصة, هذه العناية وذلك الحب جعل الثلاثة مرتبطين بعضهم ببعض برباط أقوى من رباط الأخوة العائلية, فقد أحب المسيح مرثا, وأحبت مرثا السيد المسيح, واستحقت أن تكون أولى النساء اللواتى تقبلن بشارة قيامته المجيدة.
2- في المرة الثانية: مرثا العميقة في حزنها:
عندما أرسلت الرب مع أختها مريم رسالة تخبر أنه بالقول ” هوذا الذي تحبه مريض”, جاء الرب وكان لعازر قد مات منذ 4 أيام, قالت مرثا ” يا سيد لو كنت ههنا لم يمت اخى”, قال الرب ” سيقوم أخوك” , أجابت ” أنا أعلم أنه سيقوم في اليوم الأخير”, وقال الرب ” أنا هو القيامة والحق والحياة ” ثم قال ” ارفعوا الحجر ” أجابت مرثا” يا سيد قد انتن ” قال الرب ” ألم أقل لك إن آمنت ترين مد الله”.
آمنت مرثا فرأت مجد الرب, فالإيمان هو المفتاح لكل مجد إلهي.
3- في المرة الثالثة: مرثا سيدة مبتهجة:
صنعت مرثا ومريم عشاء للرب وتلاميذه بمناسبة إقامة لعازر من الأموات، خدمت مرثا في هدوء دون ضجيج أو اضطراب، فمع المسيح دخل قلبها السلام والهدوء ” بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم”.
هكذا مرت مرثا من بوابة الاختيار الصالح إلى المسيح، النصيب الصالح ثم سارت في سكة الإيمان بثبات فعاينت المجد الإلهي.
المبادئ الروحية التى نستفيدها من سيرة مرثا:
- فتحت مرثا بيتها للسيد المسيح واستضافته وأكرمته لأنها عرفت أنه هو المسيح ابن الله الآتى إلى العالم، كما عاينت قوته بإقامته أخاها من القبر.
- وعندما نفتح للمسيح قلبنا ونستقبله فيه كمخلص وفادى سنعرف كمال حقيقته الإلهية ومحبته الفائقة وعنايته الكاملة وتكمل معرفتنا له عندما نراه ممجداً يوم القيامة المجيدة.
- نحتاج في كنائسنا لمرثا وأختها مريم فتمتلئ بيوت الله بالروحانية والخدمة الناجحة كما قال الكتاب المقدس:
- ” الديانة الطاهرة النقية عند الله الأب هي هذه إفتقاد اليتامى والأرامـــل في ضيـقتهم وحفـظ الإنسان نفسـه بــلا دنس في العالم” ( يع 1: 27 ).
- ونصح بولس الرسول تلميذه تيموثاوس وقال: ” كن قدوة للمؤمنين في الكلام، في التصرف، في المحبة، في الروح، في الإيمان، في الطهارة”.
- ” أعكف على القراءة والوعظ والتعليم”.
- ” لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك لأنك إن فعلت هذا تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضاً” ( 1 تى 4: 12 – 16 )، إذ الخدمة والتعليم واجبان ضروريان إذ يمجدان الله الأب.
3- نؤمن أن الله يعتني بنا ويشاركنا الأحزان والأفراح، وأن تأخيره في استجابة الصلوات تأكيد تام لاستجابتها وإتمامها في الوقت المحدد والصالح لنا.
طابيثا صديقة الأرامل
الشاهد الكتابى: ( أع 9: 36 )
إن أول امرأة مذكورة بالاسم في سفر أعمال الرسل هي طابيثا الذي ترجمته غزالة.
ويصفها البشير بأربع كلمات هي مخلص عجيب لتلك الخادمة المطوبة من الجميع وإليكم الكلمات الأربع ” ممتلئة أعمالاً صالحة وإحسانات” وهذا ملخص قصير فعلاً بالنسبة لما يتضمنه من معانى: فهو أشبه بالنبع الذي تنساب من أعالى الجبال ويهبط إلى الوادى فيرتوى منه الناس ويتعجبون من صفاته ومن صغر حجمه لأنهم لا يعلمون مصدره ولا الصخور التى تخطاها ليصل إليهم ويرويهم.
وليس من شك أن طابيثا كان لديها من المال الذي يمكنها من أن تعيش دون أن تتعب نفسها في الحصول عليه وأغلب الظن أيضاً أنها لم تكن لها أخوة لأن البشير لا يحدثنا عن أهل بيتها، كما يفعل مع غيرها، فهي إذن كانت تستطيع أن تحيا حياة الراحة وعدم تحمل المسئولية، ولكنها أدركت أن عدم ارتباطها بعائلة ومقدرتها المالية سببان لدفعها إلى العمل بدلاً من الاستكانة لأن قلبها استجاب لنداء المسيح له المجد.
قيل عنها أنها كانت “تلميذة” وهكذا حسبت ضمن العديدين في العهد الجديد، عن طريق الخدمة المليئة بالروح التى قادها فيلبس البشير، أنشئت كنيسة مسيحية في يافا ومنذ تاريخ مبكر، لم تكن الكنيسة فقط مركزاً للكرازة المخلصة، ولكنها كانت أيضاً مركزاً لخدمة اجتماعية منظمة.
ربما تعرف طابيثا على السيد المسيح كمخلص شخصى لها في الكنيسة، وبما أنها استنارت بهذا النور الإلهي حق عليها أن تعكسه على غيرها، فكانت بذلك أول امرأة مسيحية استخدمت الإبرة لخدمة المعوزين، وما زالت للآن قدوة لكل من شاءت أن تعرف ما هي الوزنة التى منحها إياها سيدها لتستخدمها وتربح بها.
وفي حديث ذهبى الفم عن طابيثا ونياحتها يقول لنا ” تأملوا إدراك بطرس للتواضع، فقد أرسل إليه أهل يافا رجلين يطلبون إليه أن لا يتوانى عن أن يجتاز إليهم فيلبى طلبهم من غير أن يتهمهم بعدم احترامه في استدعائه بهذه الطريقة، وتأملوا أيضاً كيف أنهم لم يضيعوا وقتهم في العويل مقدماً عندما ماتت طابيثا بل غسلوها في هدوء ووضعوها في علية – أى أنهم أدوا واجبهم نحو جثمانها.
وبعد وصول بطرس والصعود معه إلى العلية وقفت الأرامل يبكين ويرينه الأقمصة والثياب التى صنعتها لهم طابيثا، والأرامل الواقفات يبكين يعرفن كيف ينقذن – لا من الموت الحاضر بل بالحرى من الموت العتيد.
لاحظوا كيف كانت قيامتها من الأموات بعد صلاة بطرس كانت سبباً في إيمان كثيرين، فلم يسع بطرس إلى الزهو والظهور بل أدى واجبه على النمط الذي رآه من الفادى الحبيب.
ومع أن البشير لم يحدثنا عن حياة طابيثا بعد قيامتها إلا أنه مما لا شك فيه أنها ضاعفت خدمتها وتفانيها في سبيل الأرامل واليتامى، لأنها لمحت بهاء المجد العتيد الذي وعد به الله أصفياءه.
لقد كانت خادمته أمينة للأرامل خدمتهم بيديها ومن مالها.
مريم أم يعقوب ويوسى
أخـت العـذراء مريـــم، وزوجـــة كلوبــــا
الشاهد الكتابى: ( مت 27: 55 – 61، مر 15: 40 و 47، 16: 1، لو 24: 10)
مريم أم يعقـوب ويـوسى هي زوجـة كلوباس، أو ابـن حلفي ( مت 10: 3، لـو 24: 18). وأخـت القديسـة مـريم العـذراء ( يو 19: 25 ). اختار السيد المسيح يعقوب أحد أبنائها ليكون تلميذاً له وسماه يعقوب الصغير ليميزه السيد المسيح عن يعقوب بن زبدى أخى يوحنا الحبيب.
هذه السيدة من السيدات اللواتى تبعن السيد المسيح وكن يخدمنه من أموالهن، وكانت هذه السيدة الغنية في المال والعطاء، وعلمت أبناءها الأربعة التضحية من أجل الله، والقصة المذكورة في إنجيل لوقا ( 8: 2، 3 ) توضح أنها وأبناءها تبعوا يسوع من الجليل إلى أورشليم، وقد اختار السيد المسيح اثنين من أبنائها ضمن رسله الأثنى عشر.
من دراسة الكتاب المقدس تتضح الحقائق الآتية عن مريم أم يعقوب ويوسى:
- كانت مريم من ضمن السيدات الجليلات اللواتى تبعن السيد المسيح وذهبن معه إلى أورشليم وشاهدن موته على عود الصليب، ويذكرها بعد البشيرين بمريم الأخرى.
( قارن من 27: 55 مع مت 27: 61، 28:1 ).
- كانت ضمن الشاهدات لقبره، واللواتى رجعن من القبر بعد كلام الملاك ( مر 16: 4 – 8 ) لأن الرعدة والحيرة أخذتهن ولم يقلن لأحد شيئاً لأنهن كن خائفات.
- كانت من السيدات حاملات الحنوط اللواتى ذهبن ليضعن الأطياب على جسد المخلص، وبالفرح رجعن مبشرات التلاميذ أنه قد قام المسيح من الأموات. ( مت 28 ).
- كرست عائلتها لخدمة البشارة بمالها ومجهودها مدفوعة بقوة أحاسيس العرفان بالجميل لكل ما فعله السيد المسيح معها، لذلك كانت كريمة مخلصة محبة وصادقة في ولائها للمسيح.
لقـــــد امتــــــــازت بالإيمـــــــان البسيــط والـحـــب الصــــــادق:
شابهها الكثير من السيدات المسيحيات في الأجيال المتعاقبة فكرسن حياتهن للفادى وخدمته بهدوء بعيداً عن المظهرية وحب الفضول.
لقد كانت مريم امرأة كلوبا ساكنة هادئة، منسجمة ومتناغمة القلب والفكر مع السيد المسيح وتعاليمه المحيية.
وإذا درسنا حياة بطرس الرسول وابنها يعقوب الصغير فبطرس هو المتكلم والمتقدم على التلاميذ، أما ابنها يعقوب فهو الصامت صاحب التأملات العميقة في احتمال التجارب، والإيمان العملى الصحيح بربنا يسوع المسيح، وضبط اللسان، والصلاة المقبولة، والساعى لرد الخطاة.
إن القائد والصامت، الزعيم والتابع، المتقدم والذي في المؤخرة كلهم في سفينة كنيسة السيد المسيح سواسية ولكن المهم هل أنا قانع بأن أكون صامتاً متأملاًَ في بركات يسوع الراعى والمدبر والساتر أم لا ؟
لنتعلم من مريم أم يعقوب ويوسى الحياة الهادئة، والصلاة الدائمة، والخدمة الباذلة بالمجهود الجسدى والمادى.
يـــــونـا
الشاهد الكتابى: ( لو 8: 1 – 3، 23: 55، 24: 10 )
معنـــى الاســـم:
الاسم العبرى لهذه المرأة التى حسبت ضمن تلاميذ المسيح: هو نفسه يؤآنس، ويوحانان أو يوحنا ويعنى ” يهوه قد أظهر أفضل” أو ” الرب نعمة ” أو ” الرب يعطى بسخاء “. ولأن المخلص صنع معروفاً ليونا قامت واتبعته.
هي يونا زوجة خورى، وكيل هيرودس رئيس الربع.
عندما نقرأ بين السطور القصة القصيرة التى يقدمها لنا لوقا البشير في روايته المقدسة عن يونا ( المرأة ) نرى أنها تلميذة مكرسة للسيد المسيح الذي كانت تدين له بالكثير.
نقرأ عن حياتها وأعمالها من خمس زوايا مختلفة:
1- امــرأة مريضة شفاها المسيح:
سواء كانت يونا تعانى من سكنى الأرواح النجسة أو من عجز عقلى أو جسدى، فليس لدينا سجل بذلك، من الواضح أن هذه المرأة من الطبقة العليا التى استعادت صحتها بفضل المسيح، قدمت حياتها لأجله، وهي ترى هنا كواحدة من الفريق المصاحب للمسيح في جولاته، والذي كان يذهب قبل السيد المسيح والاثنى عشر للإعداد لاستقبالهم واستضافتهم، تم تسديد الكثير من النفقات من مواردها الخاصة، وبهذه الطريقة ” خدمته” من أموالها، وبعد أن نالت لمسته الشافية مجاناً، قدمت الكثير من حياتها ومواردها لأجله.
2- شاهدة مخلصة في بيئة غريبة:
لقد أعطى منصب خوري ليونا فرصة ممتازة للشهادة في القصر الملكى, ولنا أن نتصور كيف استفادت من ذلك المنصب استفادة كبرى, وكابنة للملك السماوي, شعرت أنها يجب أن تعلن عن فرحتها أمام الجميع, فبالنعمة الإلهية فقط يمكن للمسيحيين أن يشهدوا للمسيح حتى في أكثر الأماكن غير الملائمة لذلك. وبولس الذي كان سجيناً في روما, والذي اضطهده نيرون, أسواً حاكم عاش على ظهر الأرض, استطاع أن يكتب عن قديسين في قصر هيرودس.
ويقول التقليد أن خوري فقد منصبه في قصر هيرودس بسبب اعتناق زوجته للمسيحية وشهادتها الشجاعة بين عبيد هيرودس.
3- معاونة كريمة للمسيح:
بعد أن شفيت يونا وخلصت, قدمت الشكر, لقد قدم لها الشفاء الجسدى والخلاص, ونتيجة لذلك فإنها خدمته, ونحن نفهم أن عبارة “من مالها” تعنى الممتلكات المادية, كالأموال والممتلكات المادية, وقد أكرمت يونا الرب من هذه الأشياء. وإذ كانت يونا تعلم أن يسوع وتلاميذه المرافقين له, لم يكن لديهم سوى القليل لإعالتهم, فإن يونا أعطت بسخاء لسداد أعوازهم, وقدمت بذلك مثلاً على نعمة العطاء.
4- باكية حزينة عند قبر المسيح:
بين النساء اللاتى كن عند الصليب, لابد أن قلب يونا كان يعتصر بالألم, وهي ترى الحبيب يموت في ألم وعار, ألم تكن بين النساء المكرسات اللاتى اتبعن يسوع من الجليل, واللاتى أعددن حنوطاً وأطياباً لجسده بعد موته ( لو 23: 55, 65), بعد أن خدمته وهو حي, فإنها تواصل خدمة المحبة حين كان جسده ساكناً وبارداً عند الموت, إن تكريمها الأخير كان العلامة الخارجية للإجلال الداخلى والمكانة الفريدة التى كانت للمخلص في حياتها.
5- منادية فرحة بقيامة ربها:
كانت يونا ضمن النساء اللاتى هدهن الحزن, واللاتى تجمعن في ذلك اليوم لا ينسى, في أول يوم للرب, عند القبر, وقد أطلن المكوث هناك, ولكن لفرط دهشتهن, كان القبر فارغاً, لأن الرب الحى لم يعد بين الموتى وإذ هن متحيرات عند القبر الفارغ، نظرن الملاكين وسمعتهما يقولان “ليس هو ههنا لكنه قام” أذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل “, وكيف يمكنهن أن ينسين كلماته. وإذ تذكرن كل ما قاله عن آلامه وموته وقيامته, أصبحت مريم المجدلية ويونا ومريم أم مرقس أول المناديات من البشر بالقيامة.
كانت يونا بين أوائل من أعلن أن الرب الذي أحبته كثيراً قد قام بالفعل.
انتظروا الجزء السادس عشر من المرأة في الكتاب المقدس