البنات في الكتاب المقدس – المرأة في الكتاب المقدس ج11
مقدمـــة:
إن كلمة ( ابنة ) قد وردت في الكتاب المقدس أكثر من مائتي مرة، في حين أن كلمة ( كنة ) قد وردت عشرين مرة وهي مستعملة أحياناً بمعناها الحرفي وأخرى بمعنى مجازي مثل ( بنت شعبي ).
وإذا كان الناس في مختلف أنحاء العالم يقدرون موسى ويعترفون بعظمته الروحية ولكنهم قلما يذكرون ابنة فرعون التي ربته وهيأت له كل إمكانيات العلم حتى لقد قيل عنه ” وتهذب موسى بكل حكمة المصريين “.
وقد استعمل الأنبياء والمرتلون في المزامير تعبيرات خاصة منها ” بنت صهيون “، ” بنت شعبي “، ” بنات أورشليم ” على أن هناك تعبيراً روحياً عميقاً ترنم به المرتل حيث قال: ” بناتنا كأعمدة الزوايا منحوتات حسب بناء الهيكل ” ( مز 124: 12 ).
والحقيقة أن لنا أن نفرح ونُسر نحن النساء لهذا التعبير في الكتاب المقدس أشار إلى السيد المسيح له المجد بكلمة ( حجر الزاوية ) وهنا يقول المرتل عن البنات بأنهم أعمدة الزوايا وحجر الزاوية هو طبعاً الأساس الذي يقوم عليه البناء سواء أكان بناءاً مادياً أو روحياً.
وهذه الأعمدة تسند البناء وتحفظه من السقوط، وهذه الإشارة المفرحة هي أيضاً تذكير للواجب الملقى على المرأة كأم وأخت وزوجة: هذا الواجب هو التربية الروحية الملقاة على عاتقها من الله.
وقد عرفنا من الكتاب المقدس كيف أن الأم الخائفة من الله توجه أولادها تجاه الله وتجعل منهم قادة روحيين كأم صموئيل وأم تيموثاوس، وهنا يبين الكتاب المقدس أيضاً أن البنت تشارك الأم في هذا الواجب لأنها ” عامود الزاوية ” في بناء الهيكل.
نتجول الآن مع البنات في الكتاب المقدس لنرى جوانب عظيمة في عدد كبير منهن، وفي نفس الوقت نواحي الضعف الإنساني في البعض الآخر. فنجد:
- بنات لـوط: المولودتان في سدوم وكانتا بلا خجل كما كانتا بلا اسم.
- دينة بنت يعقوب: وحب الاستطلاع ومحبة العالم.
- بنت فرعون: الحانية الرقيقة والعطوفة.
- بنات كاهن مديان: وسر شكرهن واستضافتهن لموسى.
- بنات صلفحاد: وعيون الإيمان التي رأت المواعيد من بعيد وصدقتها.
- ابنة يفتاح: أول شهيدة في الكتاب المقدس احترقت من أجل طاعة أبيها.
- 400 فتاة من يابيش جلعاد: وإنقاذ سبط بنيامين من الانقراض.
- البنات المستقيات للماء: دليل شاول وغلامه في الوصول إلى نبي الله صموئيل.
- جارية عين روجل: التي أبطلت خطط أبشالوم ضد والده داود.
- بنات هيمان: المساعدات في الغناء والتسبيح في بيت الرب
- بنات شلوم: واللواتي كن قدوة في الغيرة على هيكل الله.
- ابنة برزلاي: التي احتفظت باسم أبيها حتى بعد زواجها.
- بنات أيوب: واللاتي ذكر الكتاب المقدس أنه لم يوجد نساء جميلات كبنات أيوب في كل الأرض
- إحدى بنات أورشليم ” شولميث “: التي فاض الحب النقي في داخلها.
- بنات صهيون: اللواتي وضعن الأزياء والموضات قبل الإيمان.
- بنات صدقيا: والمعاناة من أهوال الحرب.
- بنات فيلبس: اللاتي استخدمن للإعلان عن رسالة الله المعطاة لهن.
- ابنة يايرس: التي أقامها الرب من بين الأموات.
- رودا: التي اتهمها المصلّون بالهذيان عندما أخبرتهم بخروج بطرس من السجن.
نتجـــول الآن مــــع بعــض منهــن في هــــذا الجــــزء ( )
بنــات لــوط
الشاهد الكتابي: ( تك 19: 12 – 17، 30 – 38 )
إن بنتي لوط المولودتين له في سدوم كانتا بلا خجل كما كانتا بلا اسم، وأبوهما، على الرغم من أنه كان باراً على خلاف الشر الكثير من حوله، لم يمارس نفوذاً عليهما، بل أنه عندما جاء لوط ليحذرهما مع زوجيهما حتى يتركا سدوم بسبب الهلاك المحدق بها، كان يبدو كمن يسخر منهما أو كمازح وليس جاداً.
كان تحذير لوط كالهراء بالنسبة لأقرب المقربين له، ألم يبن بيته في سدوم، وتزوج من نسائها وبقى في المكان الذي اختاره لنفسه وأصبح جزءأً لا يتجزأ من الحياة فيها بما فيها من ترف ورفاهية ؟ وبالإضافة لذلك، ألم يقدم لوط ابنتيه العذارى لأهل سدوم، فلا عجب أن فقدت البنتان احترامهما لأبيهما، أضف إلى ذلك التأثير الشرير لأمهما، التي كانت جزءاً لا يتجرأ من مظاهر الحياة في سدوم.
إن الفساد الأخلاقي لابنتي لوط واضح فيما حدث في تلك المغارة حالما تحرر الثلاثة من دخان سدوم. ونحن لا نجد أي إشارة لأي ندم على دورهما في الخطية التي تسببت في دمار المدينة، والموت المأساوي لأمهما.
إن انحطاطهما التام والذي انتهي بالعار الذي لحق بلوط بمثابة الجزء المأساوي من قصة حياته، وكم كان مقززاً ذلك السلوك المشين الذي سلكته البنتان عندما أسكـرا والدهما لكي ينجبا منه أطفالاً بغر إرادته، همـا مـوآب وبنـي عمـون اللذان ولـدا فـي عـار وكـان لهمـا تـاريخ مشيـن ( تث 29: 19، مز 83: 8 ).
إن عائلة لوط كانت جماعة سيئة، وقد كان الخزي والكارثة والموت منقوشاً على قبر أفرادها.
إنهم يظلون طوال الوقت تذكاراً خطيراً للحقيقة القائلة: ” الله لا يشمخ عليه لأن ما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً ” ( غل 6: 7 ).
دينة بنت يعقوب
الشاهد الكتابي: ( تك 43 )
دينة تعني ” عدالة ” أو ” الشخص الذي يقضي “
ولا شك أنه قد أعطي لها هذا الاسم كدليل على إيمان والديها بالعدالة الإلهية.
كانت ابنة يعقوب وليئة، وكعضوه في عائلة خاضعة لبركات العهد كان يجب أن تكون أكثر حذراً فيما يختص بالتزاماتها الشخصية في حفظ شرف بيتها وأمتها.
أحدث حب دينة لرؤية العالم سلسلة من النتائج المأساوية، فإذ كانت صغيرة وجريئة ومحبة للاستطلاع لتعرف شيئاً عن العالم الخارجي، فقد تسللت يوما ما من خيام أبيها لترى كيف كانت البنات تتنقلن من مكان لآخر في زينتهن الشرقية الرائعة الجمال في شكيم المجاورة.
وإذ كانت تتجول ببصرها هنا وهناك، أبصرتها عينا أمير شكيم، ابن حمور ” ورآها ” ثم تقول القصة: ” أخـذها واضطجـع معها وأذلـها ” ( تك 34: 2 ) وأخذها إلى قصره.
لو كانت دينة اكتفت بالبقاء في البيت كالنساء اللاتي قال عنهن الرسول ” ملازمات بيوتهن ” ( تي 2: 5 )، لأمكن تجنب تلك المذبحة المروعة، ولكن رغبتها في الاطلاع على كل ما هو جديد والصحبة المحرمة قد جلب الكارثة.
إن الخطية والعار والموت لحقت بدينة وشكيم من خلال السمع والبصر.
إن الأمير الصغير قدم الفدية المعتادة لأجل إغوائه لدينة – الزواج منها ومبلغ من المال لأبيها كان كاف طبقاُ لناموس موسى ( تث 22: 28، 29 ). من الواضح أنه كان هناك أكثر من الشهوة من جانب شكيم، لأننا نقرأ – انه قد ” تعلقت نفسه بدينة ابنة يعقوب وأحب الفتاة ولاطفها “، وعندما ذهب حمور إلى يعقوب وأبنائة لمناقشة موضوع زواج ابنه من دينة قال: ” ابني قد تعلقت نفسه بابنتكم، أعطوه إياها زوجة “.
ولما غضب أبناء يعقوب بسبب العار الذي لحق بأختهم وأمتهم: قالوا ” هكذا لا يُصنع “
كان يبدوا أن أبناء يعقوب قد وافقوا على اقتراح حمور بأن يتزوج ابنه من دينة وأنه يجب أن تكون هناك أكثر حميمية بين الإسرائيليين وأهل شكيم، والشرط هو أن يخضع كل رجال شكيم لطقس الختان، وعندما كان ألم الختان على اوجه، وكان يصعب التحرك في اليوم الثالث، هاجم شمعون ولاوي أهل شكيم وقتلوا كل الذكور في المدينة بمن فيهم شكيم نفسه.
ومن النتائج المفيدة لهذه المأساة إعادة تكريس يعقوب الذي انحدر تدريجياً إلى حد ما كنتيجة لإقامته بالقرب من شكيم ( تك 33: 17 – 20 )، فقد تذكر قسمه بأن يبني مذبحاً في بيت إيل الذي كان قد ظهر له عندما كان هارباً من وجه عيسو منذ عدة سنوات من قبل، وسلمت عائلته كل الإلهة الغريبة وطهروا أنفسهم، وقد تم في بيت إيل الوفاء بالعهد الذي طال نسيانه، وبهذه الطريقة فإن الله قد حول الشر إلى خير ( تك 35: 1 – 5 ).
بنات رعوئيل كاهن مديان
الشاهد الكتابي: ( خر 2: 15 – 22 )
عندما هرب موسى من فرعون، جاء إلى أرض مديان وأثناء جلوسه عند البئر، جاء بنات رعوئيل السبع ليستقين ماء لغنم أبيهن الذي كان كاهناً أو أميراً لمديان.
ولما طرد الرعاة بنات رعوئيل، خفن ولكن موسى – الذي كان أقرب ما يكون شبيهاً بالمصريين – جاء لمعونتهن وساعدهن في سقى الغنم، ودعت البنات موسى إلى بيتهن، وقد سُر وشكرهن لاستضافتهن له.
ولما تأثر رعوئيل بشهامة موسى ومظهره، فقد دعاه ليسكن معه، وهذا ما فعله موسى لمدة ما يقرب من 40 سنة، وقد تزوج ” صفورة ” إحدى بناته، وقد ولدت له ولدين، جرشوم وأليعازر، وعندما ووجهت صفورة بضرورة مراعاة طقس الختان، فهي إذ كانت فظة تميل للتأنيب، اعتبرت هذا الطقس دموياً وقاسياً، ولم تستطع أن تفهم مغزى العقاب الإلهي الذي حل بموسى بسبب إهماله بعدم ختان ابنهما المولود حديثاً.
إن طاعتنا لله لا يفهما أقرب المحيطين بنا في الغالب ولعدم مشاركة أصدقائنا الحميمين رغبتنا في إكرام الرب، فهم يعتبرون أن تكرسينا له شيء يدعو للدهشة.
بنت فرعون
الشاهد الكتابية: ( خر2: 5 – 10 )
إن إلقاء نظرة عن كثب على الأم الوحيدة التي عرفها موسى ربما يكون مفيداً، نحن لا نعرف بالضبط من كان الملك الجديد على مصر في وقت ميلاد موسى فالتخمينات تقول أنه كان أحمس الأول أو رمسيس الثاني أو سيتي الأول، وبنفس الطرقة لا يعرف أحد اسم ابنته، فهذه الأميرة التي ينسب لها هذا العمل الملكي، دون أ، تترك توقيعاً لها، ومهما كان الاسم الذي تقدمه الأساطير لها، إلا أن الكتاب المقدس يحتفظ بها مجهولة الاسم على الرغم من أنها ” تقف نصيرة للأمة الإسرائيلية كمنقذة وراعية لها “.
وبوصفها أنها ” ابنة فرعون ” يعني أنها كانت الابنة الوحيدة للملك، وأول انطباع عن الأميرة أن شخصيتها تتناقض تناقضاً صارخاً مع الصورة المرسومة لامرأة مصرية أخرى قد كُتب عنها هي زوجة فوطيفار التـي تبرز ” القوى غير المنضبطة للأنوثة في أعنف أشكالها ” – وابنة فرعون تمحو تلك الصورة القاتمة وتقدم لنا صورة للمرأة – الحانية الرقيقة والعطوفة.
كانت امرأة وثنية:
وبينما كان المقدر لها أن تكون المرأة التي تنقذ طفلاً من مـوت مريع، وتعتني به على الرغم من أنه كان عبرانياً، وتضع الأساس للعمل العظيم الذي قام به لأجل الله، إلا أن ابنة فرعون كانت وثنية تعبد الشمس، ومع ذلك ففي أمومتها للطفل الذي أنقذته من النيل وأسمته موسى، أظهرت أنها فوق المستوى الوثني – وفوق قساوة أبيها الوثني، إنها أقدمت على المجازفة بتعريض علاقتها مع أبيها للخطر، ذلك الأب الذي كان قد أصدر مرسوماً بقتل كل أطفال العبرانيين من الذكور، لأنها شعرت أنه من القساوة البالغة أن يتم إغراق هذه اللفافة البشرية الثمينة الموجودة في ذلك السفط من البردي.
كان لها قلـب بشري:
بعد أن رأت السفط الصغير، أرسلت ابنة فرعون إحدى وصيفاتها لإحضاره، وبمجرد أن فتحته ورأت الطفل الجميل، عطفت عليه على الرغم من حقيقة أنه كان من أطفال العبرانيين، وقد اقترح حبها بالاهتمام بما فيه صالح الطفل، وكما رأينا فقد تم استدعاء أمه لتكون مرضعته حتى تم فطامه، إن ابنة فرعون لم تنظر لموسى الصغير كلعبة مبهجة تتسلى بها في القصر بل كطفل ضحت بحياتها لأجله.
كيف أراد الله أن تصبح هذه المرأة المخلصة لإسرائيل:
كما دعا الله حاكماً وثنياً، وهو كورش ” خادمه ” هكذا استخدم الأميرة الوثنية لإنقاذ الطفل الذي أصبح واحداً من أعظم الأبطال، ظل موسى 40 سنة يُعتني به، ويتعلم كابن ابنة فرعون، ويحصل على كل الامتيازات الممنوحة لابن في البلاط الملكي. لقد أعلن استفانوس أن موسى ” تهذب بكل حكمة المصريين، وكان مقتدراً في الأقوال والأعمال”، ومن خلال التعليم الذي أعطته الأميرة لابنها الذي تبنته، لدينا دليل على عناية الله المهيمنة على كل شيء في تشكيل مستقبل قائد إسرائيل العظيم.
نحن ننظر إلى ابنة فرعون كما يصورها الكتاب المقدس – أميرة مصرية، طيبة القلب، وامرأة نبيلة ورقيقة كانت تعيش في وقت عصيب، وعن طريق العناية الإلهية كانت وسيلة لإنقاذ الطفل من الموت ذلك الذي أصبح موسى ” خادم الرب “.
بنات صلفحاد
محلــــة وأخواتهــــا
الشاهد الكتابي: ( عدد 27: 1 – 4 )
” فتقدمت بنات صلفحاد… محـلة ونوعة وحجلة وملكة وترصة، ووقفن أمام موسى وألعـازار.. قائـلات: أعطينا مُلكاً بين اخـوة أبينا “: ( عد 27: 1 – 4 )
لقد كانت لهؤلاء البنات مشكلة، فلقد مات أبوهن صلفحاد قبل عبور الأردن، بسبب القضاء الذي أصدره الرب على كل الشعب. ولما مات لم يكن له ابن بل بنات، وكانت الشريعة تقضي أن البنت لا ترث من ميراث أبيها. فكانت مشكلة هؤلاء البنات هي: ماذا يكون وضعهن عندما يقوم يشوع بتوزيع الأرض بالقرعة على الشعب ؟ لا بد أنهن سيُحرمن من أن يكون لهن نصيب في ميراث الرب.
وهنا نحن نرى أول الأشياء المباركة والرائعة التي ميّزت بنات صلفحاد، ألا وهو تقديرهن للأمور الإلهية. نحن نتذكر ما الذي جعل الله يرفض عيسو أخا يعقوب ويُبغضه، لقد كان السر في ذلك هو احتقاره للأمور الإلهية، إنه ” لأجل أكلة واحدة باع بكوريته ” ( عب 12: 16 )، لكننا هنا نجد فتيات صغيرات يُظهرن عكس هذه الروح على خط مستقيم، يُظهرن تقديراً عظيماً لأمور الله، ويسببن السرور لقلبه.
والتقدير الذي أظهرنه لأمور الله أفسح المجال لظهور الإيمان فيهن. والإيمان كما نتعلم من كلمة الله هو الشيء الوحيد الذي يبهج قلب الله في هذا العالم، لأنه بدون الإيمان لا يمكن إرضائُه ( عب 11: 6 ).
ويقيناً فإن الرب هنا، وفي وسط مشاهد عدم إيمان الشعب الذين بأكثرهم لم يُسر الله ( 1 كو 10: 5 )، سُر جداً بإيمان هؤلاء الفتيات
الصغيرات، فحقاً كم هو جميل، أنه قبل أن تظهر أرض الموعد في الأفق، فإنهن أظهرن الإيمان في الوعد الإلهي، وذهبن إلى موسى وطالبن بالميراث. لم تكن أعينهن الخارجية ترى سوى رمال وفيافي، لكن عيون الإيمان فيهن رأت المواعيد، وصدقتها وحيينها. لأن ” الإيمان هو الثقة بما يُرجى والإيقان بأمور لا تُرى ” ( عب 11: 1 ). بل لقد رأت أعين الإيمان فيهن أرضاً بعيدة، هي أرض عمانوئيل، وعز عليهن جداً أن يُحرمن من ميراث الله المجيد.
أيها الأحباء… تُرى هل نحن نقدّر ميراثنا الذي هو في السماء ؟ وهل هذا الميراث يملأ أذهاننا ؟ تُرى هل تشغلنا عن هذا الميراث المجيد أكلة واحدة يقدمها لنا الشيطان أو العالم أو الجسد ؟ عار علينا إذا فعلنا هذا.
ابنـة يفتـــاح
الشاهد الكتابي: ( قض 11: 34 )
” ثم أتى يفتاح… وإذا بابنته خارجة للقائه ” ( قض 11: 34 )
لا نعرف اسمها لكن قصتها حفرت في قلوب الكثيرين، وهي قُدمت منذر للرب.
هي لم تعترض على محبة أبيها للرب ولم تعترض على تقديمها ذبيحة رغم أن أباها لم يأخذ رأيها، فهي تمثل إنكار الذات وطاعة الوالدين، تنفيذاً للوصية المقترنة بوعد ” أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك “.
وعندما نتأمل اسحق في استسلامه الوديع لأبيه فوق جبل المريا، وابنة يفتاح في ولائها الرائع لأبيها، والركابيين في حفظهم العجيب لوصية يوناداب بن ركاب أبيهم، بل وعندما نتأمل أول الكل وقبل الكل ذلك الذي وهو السيد والحر والملك بل وملك الملوك قيل عنه أنه عاش في الناصرة خاضعاً لأبويه، سنجد أسباباً عديدة صالحة للولاء للآباء والخضوع لهم.
الفتاة وعظمة موتها:
كان نذر يفتاح ” إن دفعت بني عمون ليدي فالخارج الذي يخرج من بيتي للقائي عند رجوعي بالسلامة من عند بني عمون يكون للرب واصعده محرقة “.
ويرجع القائد وقد انتصر انتصاراً عظيماً، وكانت ابنته أول من استقبله من بيته، فمزق ثيابه وصرخ: ” آه يا بنيتي قد احزنتني وصرت بين مكدري لأنني قد فتحت فمي إلى الرب ولا يمكنني الرجوع “.
كانت ابنة يفتاح فتاة شجاعة قابلت مصيرها المحتوم بحزم وصبر وبسالة كان يمكن للضعف النسوي أن يتسرب إليها فيسوقها إلى التردد والتهرب، خاصة وهي في قوة الشباب ووفرة الحيوية.
ولكنها لم تفعل بل ما أسرع ما ردت على أبيها الباكي بإجابتها المنتصرة القوية ” يا أبي هل فتحت فاك إلى الرب فافعل بي كما خرج من فيك بما أن الرب قد انتقم لك من أعدائك بني عمون ” ( قض 11: 36 ).
أجل ماتت ابنة يفتاح، ورأى الله لها ما لم يره لاسحق يوم المريا، أو للثلاثة فتية في آتون النار، لكنه على أي حال رأى لها شيئاً عظيماً مجيداً هائلاً.
لقد أضحت الشهيدة الأولى التي احترقت من أجله.
أربع مئة عذارى من يابيش جلعاد
الشاهد الكتابي: ( قض: 21 )
أقر إحدى عشر سبطاً من إسرائيل بأن سبط بنيامين قد سمح بوقوع هذا العمل الشرير الوحشي بشأن سرية اللاوي والذي يتعارض مع المكانة الأخلاقية الرفيعة لإسرائيل ككل، وطلبوا تسليم أولئك الذين ارتكبوا مثل هذه الفاحشة إليهم ليُعاقبوا.
ولكن رجال بنيامين رفضوا هذا الطلب وبدأوا يدافعون عن أنفسهم ضد هجوم القبائل الأخرى مما نتج عنه أن قتل 18000 رجل شجاع من سبط بنيامين، وقد هرب 600 شخص واختبأوا في صخرة رمون.
وحيث أن كل سبط بنيامين تقريباً قد هلك، كان السؤال المطـروح هو: ما الذي يمكن فعله لإنقاذ السبط من الانقراض التام، وقد أقسمت كل الأسباط الأخرى ألا تزوج بناتها لأي بنياميني، فكيف يمكن الحفاظ على السبط ؟ لقد وجد أن 400 عذراء ظللن على قيد الحياة بعد معركة يابيش جلعاد، وقد تم إعطاء هؤلاء ل 400 رجل ممن تبقوا من سبط بنيامين والذين كانوا قد تشتتوا وجمعت 200 فتاة من بنات شيلوه وأعطيت كزوجات للمائتي رجل الباقين وعاد جميع الرجال مع زوجاتهم وأعادوا بناء مدنهم التي دمرتها الحرب.
الفتيـات المستقيـات للمــاء
الشاهد الكتابي: ( 1 صم 9: 11 – 14 )
يالها من قصة مؤثرة عن حياة شاول المبكرة كشاب من خيرة الشباب، وقد كان معيناً بالبحث عن أتن أبيه المفقودة، وفي أثناء البحث عنها تذكر شاول وخادمه أن رجل الله موجود في مكان قريب، وقد أعتقدا أنه ربما يكون قادراً على توجيههما في البحث، وعندما اقتربا من المدينة، صادفا فتيات صغيرات تستقين ماء – وهي حرفة نسائية معترف بها في تلك الأيام – وهي من الحرف التي كانت تتيح فرصة للقيل والقال في العائلات.
اقترب شاول من فتيات الرامة وبادرهن بالكلام متسائلاً عما إذا كن قد رأين النبي الذي يبحثان عنه.
وككل أهل الرامة الفتيات تعرفن كل ما يتعلق بصموئيل وكل تحركاته ذهاباً وإياباً، ” نعم. لأنه جاء اليوم إلى المدينة لأنه اليوم ذبيحة للشعب على المرتفعة “.
قالت الفتيات هذا وهن يشرن إلى المرتفعة حيث كانت تقدم الذبائح، وباتباع تعليمات حاملات الماء.
وجد شاول وغلامه صموئيل الذي أظهر له الله في اليوم السابق ما كان يبحث عنه شاول، واختيار الله له كأول ملك على إسرائيل، ولم تكن تعرف هؤلاء الفتيات شيئاً يذكر عن النتائج الهامة المترتبة على المعلومات التي أدلين بها عن تحركات صموئيل. ففي الغالب تكون التفاصيل غير الهامة لها دورها في الأحداث العظمى.
جاريــة عيــن روجــر
الشاهد الكتابي: ( 2 صم 17: 17 – 19 )
كانت هذه الجارية معروفة جيداً عند رئيس الكهنة، ومع أنها أنقذت الرسولين، فإن عملها في حد ذاته وإن كان صالحاً إلا أنه ينطوي على مخاطرة لم يكن هناك داع لها، وتشير كلماتها إلى من كانوا يتعقبونهما قضية من قضايا الضمير لتفسير ” الكذب الذي لا مبرر له “.
فالفتاة التي كانت من بحوريم كانت مخلصة لداود بكل قلبها ونفسها، وعندما وجد يوناثان وأخيمص بئراً ليس بها ماء في حديقة، فلكي يهربا من المتعقبين من عبيد أبشالوم، قفزا في البئر، وأبصرتهما الفتاة واستوعبت الأمر، فأمسكت بقطعة من القماش واندفعت وغطت فم البئر، ثم سطحت سميذاً ( قمحاً ) على القماش للتمويه لكي تجعل ذلك يبدو كما لو كان كومة من القمح قد تركت لتجف في الشمس، وعندما جاء المتعقبون، أشارت عليهم بالاتجاه الخاطئ، وبذلك تم إنقاذ حياة داود.
من المرجح أن داود لم يسمع أبداً، ولا رأى هذه التابعة الأمينة المغمورة والمجهولة الاسم، ومع ذلك فقد اختارها الله لتشير على عبيد أبشالوم باتباع الطريق الخاطئ، وبذلك تبطل خططه ضد والده.
إن قوة المنتصر لا ترجع غالباً لأصدقائه وحلفائه الظاهرين، إن هذه الفتاة المجهولة الاسم من عين روجل قد استخدمت في اللحظات الحرجة لإنقاذ داود، وإنقاذ المملكة كذلك.
بنات هيمان
الشاهد الكتابي: ( 1 أخ 25: 5، 6 )
أعطى الله لهيمان، الموسيقار الشهير أربعـة عشر ابناً وثلاث بنات، وجميعهم كانوا يساعدون أباهم في غناء بيت الرب.
ولم يرد ذكر لأي من أبنائه أو بناته، وذكر ” البنات الثلاث ” بالارتباط مع خدمة الغناء يؤيد وصف داود لعبادة الله في هيكله.
ومن بين المغنين والعازفين على الآلات كانت هناك ” فتيات ضاربات الدفوف ” ( مز 68: 25 ).
وفي أيامنا هذه، تلعب النساء دوراً كبيراً في قيادة العابدين في الكنيسة في تقديم الشكر والحمد.
انتظروا الجز ء الثانى عشر من المرأة في الكتاب المقدس
مع باقى البنات في الكتاب المقدس