أبحاث

المرأة والفضائل – المرأة في الكتاب المقدس ج16

المرأة والفضائل - المرأة في الكتاب المقدس ج16

المرأة والفضائل – المرأة في الكتاب المقدس ج16

 

المرأة والفضائل - المرأة في الكتاب المقدس ج16
المرأة والفضائل – المرأة في الكتاب المقدس ج16

 

 

ما أجمل الفضائل الروحية والصفات المقدسة التي تزين الإنسان حينما يتبع الرب ويعيشن في كفنه – واقتناء الفضائل ليس قاصراً على جنس أو سن بل الفضائل هي زينة الإنسان المؤمن عموما وها نحن نقدم مجموعة من عينات النساء اللواتي امتلأن بالفضائل وعشن فيها وحرص الكتاب المقدس بعهديه على إبرازها كنماذج رائعة في سماء الفضيلة.

مريم أخت لعازر                           والمحبة والكرازة

سو سنة                                     والعفاف

التقوعية                                    والحكمة

قابلتي العبرانيات شفرة وفوعة             والإيمان

امرأة آيل                                  والحكمة والشجاعة

نعمى                                       والمحبة

دامرس                                     والإيمان

يهوديت                                         الحكمة والشجاعة

 

المرأة أنسانه تحت الضعف

     رغم كل ما ذكر عن نواحي العظمة والفضيلة والكرامة في شخصية المرأة وكل ما تحمله من جوانب البطولة والخدمة والتدبير ، لكن الكتاب المقدس لم يغفل الإشارة إلى ضعفات وسلبيات المرأة باعتبارها انسانة واقعة تحت الضعف البشرى ، وباعتبارها الإناء الأضعف على حد تعبير القديس بطرس الرسول ” كذلكم أيها الرجال كونوا سالكين بحسب الفطنة مع الإناء النسائي كلأ ضعف ” ( ابط 3 : 7 ) .

     والله له حكمة وقصد ألهي في الإشارة لهذه الضعفات حتى نتجنب الوقوع فيها وبغض النظر عن كوننا رجالا أو نساءا فالضعف البشرى وارد على كلينا ، فمن يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط وكل ما كتب قد كتب لأجل تعليمنا وسوف نعرض الآن لبعض الشخصيات النسائية والأخطاء التى وقعوا فيها .

عرفة                          ورفض الإيمان

عكسه                        والطمع

سفيرة                       والكذب

نتأمل حياة كل منهن بالتفصيل
مريم  أخت لعازر

الشاهد الكتابي : ( لو 10 : 43 )

“فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لا ينزع منها “(لو 10 :43)

+إن مريم أخت لعازر ليســت هي المرأة الخاطئة المذكـورة في (لو 50-36:7 )،لقـد مسح كلاهما قدمي السيد المسيح ،ولكن لغة يسوع التي استعملها ليـصف المرأة الـخاطئة لا تتفق مع ما نعرفه عن شخصية مريم أخت لعازر الجديرة بالمديح والثناء ،فكلام السيد المسيح مع المـرأة الخاطئة يدل على أنها مسحت قدمي السيد بالطيب عرفانا بالجـميل من أجل غفران خطاياها وتـطهيرها ،أما تصـرف مـريم أخت لعازر فانه تعبير عن شكرها لعودة الحياة للأخ المحبوب لعازر بعدما مات.

 مـع أن تـصرف الاثـنتين له نفس المـظهر الخارجي إلا أنهما لم يكونا متطابقين في الغرض من التصـرف .

 

+كما أن مريم أخت لعازر ليست هي مريم المجدلية ،فمريم أخت لعازر كانت تقطن في بيت عنيا في اليـهودية بالقرب من أورشليم أما مريم المجدلية فكانت تقطن في مجدله وهي على الشاطئ الغربي من بحر الجليل ، و على بعد ثلاثة أميال شمالي طبرية .

 

+ كما وأن مريم المجدلية بعد ما تحررت من عبودية الأرواح ، تركت منزلها وتبعت المسيح و استمرت معه إلى المنتهى ، أما مريم أخت لعازر فلم تكن ضمن النسوة اللواتي سرن خلف المسيح في تجولاته ، بل عكفت بان تجلس تحت قدمي المسيح لتسمع تعاليمه عندما يحل في منزل أخيها و فازت بمديح السيد المسيح عندما قـال :

“اتركوها ، لماذا تزعجونها ، قد عملت بي عملا حسنا … عملت ما عندها قد سبقت ودهنت بالطيب جسدي للتكفين ” ( مر : 14  8) .

 

مميزات مريم :

1 – تلميذة روحية :

في زيارة الرب الأولى لبيت عنيا جلست مريم عند قدمي السيد المــسيح كأحد تلاميذه شغوفة لأن تتعلم منه طريق الحياة ،وعندما نظرت إليه رأته أنه ينبوع الحياة إذ أرجــع الحياة لأخيها ، وقعت على قدميه في قدسية وشكر ، ويدل هذا التصرف على تـواضعها واشتياقها لتشبع جوعها من النعم الروحية المشُعة من فمه الإلهي.

إن تصرفها هذا يتلاءم مع شخصيتها الروحية ومع اهتمامها بالتعليم والإصغاء إلى الســــــيد المسيح .

وهذا جعلها لا تهتم لتوبيخ أختها الكـــبرى مرثا ، ليس معنى هذا أن نهمل عمل المحبة ومعاونة الآخرين .

2 – أخت حزينة :

بلا شك كانت مرثا ومريم تحبان لعازر أخيهم ، لكن الكتاب المقدس لم يذكر أن مرثا بكت عندما مات أخوها،

بل ذكر دموع مريم .

بعدما قابلت مرثا المسيح أتت إلى مريم لتخبرها عن رغبة المسيح في مقابلتها ورؤيتها ، قامت مريم سريعا وأتت إليه وعندما رأته خرت عند رجليه وبكت وكررت نفس كلام مرثا : ” يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخـي “.

تأثر المسيح لدموع مريم فأنزعج بالروح واضطرب . لقد مزج السيد عواطفه بعواطف مريم الحزينة.  

3- مبشرة مؤثرة :

لا نعرف هل أخبرت مريم أولئك اليهود الذين جاءوا ليواسوها لموت أخيها … هل أخبرتهم عن العجائب التي صنعها المسيح ، والحقائق المجيدة التي سمعتها من فم يسوع ، لكن من الواضح أنها تكلمت معهم عن يسوع ، حتى أن الكتاب المقدس يذكر أن بعضا منهم قال ” ألم يقدر هذا الذي فتح أعين الأعمى أن يجعل هذا أيضا لا يموت “.

لقد تحقق لهم صدق أقوالها وشهادتها عن المسيح عندما رأوا قيامة لعازر من القبر  بعد أربعة أيـام من موته ، لذلك قال الكتاب المقدس  :” فكثيرون من اليهود الذين جاءوا إلي مريم ونظروا ما فعل يسوع أمنــوا به” (يو 11:45).

 

+ عندما سكبت مريم طيبها الفاخر من ناردين خالص كثير الثمن على قدمي الرب امتلأ البيـت من رائحة الطيب ، احتج يهوذا الأسخريوطي قائلاً : ” لماذا لم يُبع هذا الطيب بثلاثمائة دينار ويُعط للفقراء ” لم يكن هدفه الفقراء بل كان لصا كمن يعتدي على الكنائس أو خدام الله بهــــدف الغيرة على الله مع أن الله اله رحــيم ورؤوف .

 

– كان هدف مريم ” الفادي”                             أما اللص فكان هدفه ال300 دينار

– كانت مريم تتطلع الي الصليب حيث ” الفداء ” فسكبت طيبها حيث قال الرب ” أنها اليوم لتكفيني قد حفظته”

غاب الصليب عن يهوذا الخائن ، فتطلع إلى الدنانير . أما مريم فالرب رُسم أمام قلبها مصلوبا فطوبى لها .

– لعلها الشخص الوحيد الذي فهم وتقبل موت الرب يسوع الوشيك ، وانتهزت الفرصة لتدهن جسده وهو ما زال حيا .

– كانت تعرف متى تصغي ومتى تعمل .

 + يظهر صدق تعبد مريم وقلبها الصافي المملوء بالحب والتأمل في موقفين فريدين :

أولهما : جلوسها عند قدمي يسوع تسمع كلامه وتستمع للحكمه الخارجة منه .

وثانيهما : سكبها الطيب ناردين خالص كثير الثمن إذ دهنت قدمي يسوع ومسحت قدميه بشعرها فامتلأ البيت  من رائحة الطيب .

+ إن التعبد الحقيقي تكون له رائحة طيبة تفوح من الانسان العابد وتنضح على كل من حوله ، وهذا لايأتى إلا بالحب وسماع الوصية والإنصات للفم الإلهي –  وهذا ما فعلته مريم إذ عرفت أن “الحاجة إلي واحد “

+ وفي الكنيسة العابدة المسبحة ليست المرأة  أقل حظا أو نصيبا فى التسبيح والعبادة فطوبى للشعب العارفين الهتاف ” غير أن الرجل ليس من دون المرأة و لا المرأة من دون الرجل في الرب ” ( 1 كو 11 :11 ) .

 

سوسنة العفيفة

الشاهد الكتابي : ( تتمة سفر دانيال – الأسفار القانونية )

 

+ سوسنة العفيفة من أشهر نساء الكتاب المقدس رمز للعفة والنقاوة وحياة التسليم لله _ وردت قصتها في تكملة سفر دانيال في الأسفار القانونية الثانية نظرا لارتباط قصتها بشخصية دانيال النبي الذي أرسله الرب ليظهر الحق الإلهي ويثبت براءة سوسنة وقلبها الطاهر العفيف حيال كل مؤامرات الأشرار والمفترين عليها .

+ لقد أراد شيخان من شعب اليهود يصفهما الكتاب على لسان دانيال أنهما متعمقان في الشر وكـاذبان

ويقضيان قضاء الظلم ويحكمان على الأبرياء – أرادا أن يرتكبا الشر مع هذه المرأة العفيفة النقية ويوقعان بها ليرتكبا معها الفساد الذي ملأ قلبيهما. فلننظر كيف تنتصر العفة علي الشر .

 

+ تنهد سوسنة وصراخ قلبها :

لما هجم عليها هذان الشيخان يقول عنها الكتاب قالت : ” لقد ضاق بي الأمر من كل جهة ، فأني إن فعلت هذا فهو موت لي ، وأن لم أفعل فلا أنجو من أيديكما ، ولكن خير لي أن لا أفعل ثم أقع في أيديكما من أن أخطئ أمام اله السماء ” .  وكأنها تذكرنا بأمانة يوسف العفيف وهو يصرخ في وجه امرأة فوطيــــفار ” كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ الى الله ” ( تك 9 : 39 ).

+ وبهذا أثبتت سوسنة العفيفة أتكالها الكامل على الله وتسليم حياتها المطلق بين يدي إلهها ومنقذها .

+ صراخ سوسنة الثاني لتقبل الموت من أجل العفة :

لما حكم اليهود الأشرار بالموت صرخت سوسنة في عبارات رائعة وقويه وقالت ” أيها الإله الأزلي العارف الخفايا العالم بكل شئ قبل أن يكون ، انك تعلم أيها الرب انهما شهدا على  بالزور وها أنا أموت ولم أصنع شيئا مما افتريا على به هاذان “.

حقا إن نداء العفة في قلبها كان أقوى من رعب الموت المحيط بها ، وان استقامة القلب وصدق الروح كفيل بأن يملأ النفس ثباتا وشجاعة ورسوخا .

 

ترى من منا يقبل الموت عوض أن يدنس نفسه وجسده بالخطية ؟ انه اختبار لعمق الفضيلة وأصالتها في الإنسان المؤمن الملتصق بالله .

+ الله لا يترك عصا الخطاة تستقر على نصيب الصديقين :

في الوقت المناسب وملء الزمان أرسل الرب عبده دانيال الذي زوده بروحه القدوس وحكمته الإلهية ففضح هذين الشخصين وأظهر كذبهما عندما سألهما عن حقيقة ما شاهدوه ، وأظهر تناقض أقوالهما عندما تخبطا في الإجابة وظهر افتراءهما  على البريئة العفيفة سوسنة ،فتوعدهم دانيال بعقوبة شديدة من قبل الرب :” هوذا ملاك الله قد أمر من لدن الله بأن يشقك شطرين وليبيدكما أنتما الاثنين “.

وهكذا كانت النتيجة الطبيعية لعدالة الله: انقراض الأشرار وتزكية ونجاة أولاده  الأمناء .

+ الخاتمة المفرحة : خلص الدم الذكي في ذلك اليوم :

وأمام العمل الإلهي تفيض ألسنة أولاد الله بتسابيح الشكر وعبارات الحمد والترنم فيقول الكتاب :” فسبح حلقيا وامرأته الرب لأجل ابنتهما (سوسنة) مع يواقيم رجلها وذوى قرابتهم لأنه لم يوجد في سوسنة شئ قبيح “.

ما أحوجنا للمرأة العفيفة والنساء المتعففات فهن زينة الحياة وجمال الكنيسة وبهاء الفضيلة وخلود المكافأة وغلاوة الإكليل وارتقاء للسماء وربح الأبدية .

ملحوظة: من حلاوة هذه السيرة وضعتها الكنيسة كقراءة أساسية في ختام قراءات التسابيح في سهرة سبت الفرح ( ليلة أبو غلمسيس ) .

 

التقوعية

الشاهد الكتابي : ( 2 صم 14 : 13 )

   ” وأخذ من هناك امرأة حكيمة “

اشتعل أمنون بن داود بشهوته وأحب أخته ثامار حبا شهوانيا واحصر للسقم ، وسأله يوناداب بن شمعي ابن عمه ” لماذا يا ابن الملك أنت ضعيف هكذا من صباح إلى صباح أما تخبرني ” ( 2 صم 14 : 13 ).

 أخبره الفتى بحبه الزائف فأشار عليه مشورة دنيوية أن يتمارض ويطلب من أبيه داود أن يسمح لثامار أن تأتي وتهتم به وهكذا دبر له طريق الخطية والدنس ” ثم أبغضها أمنون بغضة شديدة جدا حتى أن البغضة التي أبغضها إياها كانت أشد من المحبة التي أحبها إياها ” ( 2صم 13 : 15 ) .

وضعت ثامار رمادا علي رأسها ومزقت ثوبها الملون وذهبت صارخة وأقامت مستوحشة عند أخيها أبشالوم الذي حقد علي أمنون .

+ بعد سنتين صنع أبشالوم وليمة عند جز غنمه ودعا أخوته بني الملك وأوصي عبيده بقتل أخيه أمنون عندما يشرب الخمر بسبب إذلاله لثامار ، مات أمنون وحصد داود أبو ثامار ثمار خطيته مع بششبع وأوريا ، هرب أبشالوم ثلاث سنوات من أبيه .

أراد يواب رئيس الجيش أن يرجع أبشالوم لأبيه فأخذ امرأة حكيمة من تقوع وطلب منها أن تتظاهر بالحزن كأنها علي ميت وتدخل لتكلم  الملك بحكمتها ليعيد أبشالوم ، عرضت المرأة علي الملك قضيتها ” أعن أيها الملك ….كان لجاريتك أبنان متخاصما في الحقل … فضرب أحدهما … وقتله وهوذا العشيرة كلها … تقول سلمى ضارب أخيه لنقتله … وبذلك يطفئون جمرتي التي بقيت ” .

  بعد محاولات مع الملك أخذت وعدا بأنه لا تسقط شعره من رأس أبنها ، وهنا حولت المرأة الكلام علي أبشالوم وقالت للملك ” لأنه لابد أن نموت ونكون كالماء المهراق علي الأرض الذي لا يجمع أيضا ” . وحقا ” ما هي حياتكم أنها بخار يظهر قليلا ثم يضمحل “.

قالت المرأة أخيرا لداود ” ليكن كلام سيدي عزاء لأن  سيدي الملك إنما هو كملاك الله لفهم الخير والشر “

وهكذا رد الملك الفتى أبشالوم .

نرى هنا نوعين من الحكمة :

1_ الحكمة الأرضية النفسانية الشيطانية كحكمة يوناداب بن شمعي الذي عمل لأمنون تدبير للجسد لأجل شهوته فأهلكه .

2 _ والحكمة التي من فوق ” فهي أولا طاهرة مسالمة مترفقة مذعنة ومملوءة رحمة وأثمارا صالحة عديمة الريب والرياء “( يع 3 : 17 ).

 

أبشالوم لم يدرك السلام إذ قام بمؤامرة علي أبيه فيما بعد وفيما هو يطارد أباه المحب ، دخل تحت البطمة فتشابكت أغصانها بشعره الطويل الجميل ومر بغله من تحته وبقى هو معلقا بين السماء والأرض وضربه يوآب بثلاثة سهام فأماته ، ونال أبشالوم لعنة من لا يكرم أباه وأمه .

 

الأسلوب الذي أتبعته المرأة التقوعية كان يحدث قديما ولكن لما جاء النور الكامل نور العهد الجديد ، الرب يسوع المسيح صار المؤمن يسترشد بالحكمة التي من فوق التي هي المسيح الحكمة وذلك بالروح القدس .

 

قابلتي العبرانيات

شفرة وفوعة

الشاهد الكتابي : ( خروج 1: 15 )

شفرة : اسم سامى معناه “مثمر” أو “منتج”

فوعة : اسم سامى معناه “فرح الآباء “

هاتان السيدتان كانتا قابلتين للعبرانيات ، وكلمهما ملك مصر وقال :” حينما تولدان العبرانيات وتنظرانهن على الكراسي . إن كان أبنا فأقتلاه وان كان بنتا فتحيا ”  ( خر 1 : 15 ، 16 ) .

استخدم فرعون قابلتين مصريتين بمنطقة البشرى وأبعد القابلات العبرانيات ، لكن القابلتين المصريتين خافتا الله

ولم تفعلا كما كلمهما ملك مصر بل استحيا الأولاد ، فدعا ملك مصر القابلتين ” وقال لهما لماذا فعلتما هذا الأمر ، واستحييتما الأولاد .

أجابت القابلتان فرعون بأن النساء العبرانيات لسن كالمصريات ، فإنهن قويات يلدن قبل أن تأتيهن القابلة .

فأحسن الله إلى القابلتين … وكانت اذ خافت القابلتان الله أنه صنع لهما بيوتا ” (خر 1 : 18-21) .

ذكر الكتاب المقدس : ” أن القابلتين خافتا الله ” مع أن القابلتين كانتا وثنيتين ، وبمعاشرتهما للعبرانيين آمنتا بالله وسارتا في خوفه ، كانت القابلتين بين المطرقة والسندان : أيطيعان اله العبرانيين الذي عرفاه عن قرب أم أوامر فرعون الملك القاسي القلب

سيرتهما :

بالرغم من أن شفرة وفوعة كانتا مصريتين بالميلاد , ولكنهما بمعاشرتهما للعبرانيين اعتنقتا الايمان اليهودي بالله لذلك يذكر الكتاب المقدس أنهما كانتا تخافان الله ,خوفهما من الله , وضميرهما الحي قادهما للتصرف السليم .

فأطاعا الله , ولم يمسا ذكور العبرانيين , ولم يهابا أمر الملك مع ما في ذلك من مسئولية جنائية عليهما , فخلصا أولاد العبرانيين من الفناء .

كان لديهما الاستعداد لتحمل غضب فرعون  الشديد عليهما , وثورته وعقابه ودفاعا عن نفسيهما وتلافيا لغضب فرعون , لجأت القابلتان إلي أن يذكروا لفرعون نصف الحقيقة فقالا : إن السيدات العبرانيات يلدن اسهل من المصريات والأولاد المولدون يخرجون من بطون أمهاتهم قبل أن يصلا .   

الله العارف خفايا القلوب , المتطلع على نوايا القابلتين , والأزمات التي ستحدث لهن , وعقاب فرعون الشديد ,منح القابلتين حكمة الرد على فرعون , وقولهما أنصاف الحقيقة , لإيمانهما وشجاعتهما فقد ضحيا بحياتهما من أجل الإبقاء على حياة أطفال العبرانيات الذكور , هذا التصرف أستحق التقدير في عيني الرب فكافأهما وبنى منازل لهن كما فعل لداود الملك (2صم 7 : 11 ,27 ).

يقول التاريخ أن القابلتين تزوجنا عبرانيين وصارتا أمهات في إسرائيل . 

قدمت القابلتان مثلا للإيمان العامل بالمحبة , ومحاولة التوفيق بين طاعة الله وطاعة الرؤساء في الرب .

 

 

 

المرأة الحكيمة من آيل

الشاهد الكتابي : ( 2 صم 20 : 16 – 22 )

 

أصبحت مدينة آيل يضرب بها المثل في الحكمة … لقد جاء في تثنية ” حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح ” .

 

عندما عصا شبع ابن بكري داود الملك هرب إلى آيل وتبعه يوآب مع جميع البيريين فإجتمعوا وخرجوا أيضاً وراءه – وجاءوا وحاصروا في آيل بيت معكة وأقاموا مترسة حول المدينة لاسقاطها .

 

فمن هذه المدينة التي كانت تعد مركزاً شهيراً للحكمة تكلمت المرأة عن نفسها قائلة أنها ” مسالمة أمينة في إسرائيل ” وأنها ” كأم في إسرائيل ” – خرجت لتخبر الشعب بسبب حكمتها وأثارتهم للقضاء على المتمرد شبع بن بكري .

 

إن هذه المرأة المجهولة أظهرت شجاعة فائقة لتتصرف كالبطلة المتحدثة عن ” الجانب الأضغف أمام جماعة من الجند الغاضبين في عصر كانت فيه كل أخلاق الحرب تستهين بالجنس الآخر ” إن تأثيرها على الشعب ودبلوماسيتها الناجحة تبرزها كسيدة ذات مكانة اجتماعية رفيعة ، تراجع يوآب بسبب توبيخها ولكنه أكد لهذه المرأة الوطنية أنه لم يكن يريد أن يهلك بلا تمييز – كل ما كان يريده هو الرجل المسئول عن أحداث التمرد بين الأسباط .

 

وعندما اكتشفت المرأة أن الشخص المطلوب هو شبع الذي كان قد تحصن وسط شعبها ، أخبرتهم بكل ما يتعلق بجريمة هذا الخائن ، قام الشعب الغاضب بقطع رأس شبع وسلموا الرأس ليوآب .

 

وتم إنقاذ مدينة آيل ، فعن طريق تصرفها الحاسم سلمت هذه البطلة المجهولة ذلك الشخص المذنب وأنقذت بذلك آلاف الأبرياء وحققت السلام في مملكة داود . والتاريخ المقدس والعالمي ، ملئ بالقصص التي تتحدث عن نساء استطعن ، بذكائهن وشجاعتهن في أوقات الأزمات ، أن يأتين بالخلاص والرجاء لأممهن .

 

الأرملة التي طالبت بتغيير أسمها إلى مرة

نعمى

 

 

 ” فقالت لهم لا تدعوني نعمى بل ادعوني مره ” (را 1 :20 ).

 + في أيام حكم القضاة صار جوع في الأرض فتغرب أليمالك وزوجته نعمى وأبناهما محلون وكليون من بيت لحم يهوذا إلى أرض موآب .

 

+ عندما يتغرب الإنسان المؤمن بأمر الرب تكون غربته مثمرة بالبركة , ولكن عندما ما يتغرب بمشورته الخاصة وبدون رأى الرب بحثا عن المال والثروة والأمور الزمنية تكون غربته محاطة بالمخاطر الشديدة وعدم البركة .

 ” محبة المال أصل كل الشرور , الذي إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة “

 

 + في موآب تزوج محلون وكليون براعوث وعرفة الموآبيتين وأقاموا 10 سنوات ثم مات أليمالك ومحلون وكليون وتركت نعمى وحيدة , وفكرت في الرجوع لإسرائيل عندما سمعت بافتقاد الرب لشعبه , كثيرا ما نحتاج لمناخس إلهية لنعود لمساكن رب الجنود .

 

 + لو بقيت نعمى في مساكن شعبها حيث خيمة الاجتماع لما تخلى عنها الرب وفي هجرتها الطويلة لموآب ماذا استفادت ؟ هي قالت ” اني ذهبت ممتلئة وأرجعني الرب فارغة ” , هذا حصاد من يترك مساكن رب الجنود , جريا وراء العالم الفاني .

 

 + رجعت كنتها عرفة لشعبها , أما راعوث فالتصقت بنعمى في وفاء نادر رغم قول نعمى ” لا يا بنيتي فاني مغمومة جدا من أجلكما لأن يد الرب قد خرجت عليّ ” ( را 1 : 13 ) 

 

+ في أرض يهوذا بإسرائيل قالت نعمى لعارفيها ” لماذا تدعوني نعمى والرب قد أذلني والقدير قد كسرني” ( را 1 : 20 ) , نعمى مسكينة لأنها ظلمت الرب بقولها هذا ومكتوب عنه ” الرب اله رحيم ورؤوف ” (خر 34: 6  ) . فربما مات رجلها وأبناها بسبب مرض منتشر في موآب أو في حادثة أو بسبب مضايقة أهل المكان .

 

+ والرب يؤدب المؤمن الذي ينحرف عن طريقه لكي يرجعه ولكن ” تأديبا أدبني الرب والي الموت لم يسلمني ” , وربما هي قالت قولها هذا من منظار روحي وايماني عميق إذ اعتبرت كل ما يقابلها في الحياة هو صادر من يد الرب الحنونة كأيوب الذي قال ” أالخير نقبل من عند الله والشر لا نقبل ؟ ” أم كان قولها هذا تعبيرا عن تذمرها من صليبها الثقيل , لكننا لا نحكم في شئ قبل الوقت فعند مجيء الرب الثاني سوف ينير خفايا الظلام في أمور لسنا نفهمها الآن , كما قال الرب لبطرس الذي احتج عندما أراد الرب غسل رجليه ” لست تعلم أنت الآن ما أنا أصنع ولكنك ستفهم فيما بعد ” ( يو 13 : 7 ), ” لا تحكموا في شئ “.

 + أظهرت نعمى حب فائق لكنتها راعوث وقالت ” يا بنتي ألا ألتمس لك راحة ليكون لك خير ” ( را 3 ).

  • فهي أرشدت راعوث حتى لا تسعى وراء الشباب فيقعوا بها .
  • وعلمتا اللغة الحسنة الممتزجة بطعم الإيمان والاتضاع فقالت ” ليكن الناظر إليك مباركا “( را 2) .
  • وحذرتها من المخاطر التي تتعرض لها الفتاة العاملة فقالت ” انه حسن يا بنتي إن تخرجي مع فتيانه (بوعز ) – حتى لا يقعلوا بك في حقل آخر ” ( را 2 ).

   
 + عرفت نعمى شريعة الولي الذي يتزوج الأرملة ليقيم نسلا ليرث اسم الميت وميراثه  , فأرسلت راعوث لبوعز الذي تزوجها لما رفض الوالي الأقرب الزواج منها , فولدت راعوث عوبيد جد داود الملك , وقالوا لنعمى ” مبارك الرب الذي لم يعدمك وليا اليوم … ويكون لك لإرجاع نفس واعالة شيبتك ” ( را 4 : 14 )

 

+ وحقا ” بصبركم تقتنون أنفسكم ” . 

 

 

 

 

دامرس

الشاهد الكتابي : (أع 17 : 34 )

معنى الاسم : عجله ( بقرة صغيرة ) .

    هذه المرأة التي تجددت نتيجة لشهادة  بولس الرسول في أثينا ( أع 17 : 34 ) لابد أنها كانت من اليونانيات الشهيرات .

   وإذ ذُكر اسمها مع ديونيسيوس الأريوباغي , وهو أحد قضاة المحكمة فهذا يدل علي تمييزها الشخصي أو الاجتماعي (أع 17 :12 ) , ليس هناك دليل علي أنها كانت زوجة ديونيسيوس كما يؤكد بعض الكتاب .

عندما تم الاستهزاء ببولس في أثينا , التصقت دامرس مع ديونيسيوس بالرسول إيماناً . ولابد أن تجديدهما قد أبهج قلبه .

  وينتهي الإصحاح بلمسة قيمة حين ينتهي بالقول ” وآخرون معها ” , وعلي الرغم من أن أسماءهم غير مذكورة , إلا إنها مدونة في سفر الحياة .

 

 يهوديــت

 

الشاهــد الكتابــى : سفر يهوديـت 

يهوديت ابنة مرارى من سبط رأوبين, وتزوجت منسى رجل من سبطها, الذى مات فى حصاد الشعير فى بيت فالو مدينته, بعدما تزوج يهوديت بثلاث سنين وأربعة أشهر.

  • أولاً : سيرتها

1- سيدة مجاهدة روحياً :

قامت يهوديت بعد زواجها بثلاث سنيين وأربعة أشهر, صنعت لنفسها مخدعاً على سطح بيتها, ووضعت على حقويها مسحاً, وكان عليها لباس ترملها كانت تصوم كل أيام ترملها سوى السبت, وأيام الشهر الأول, والأخير, والأعياد, وأفراح بين إسرائيل.

2- سيدة حكيمة وكاملة :

كانت حسنة الشكل وجميلة الصورة جداً, ومع ذلك سلكت بالكمال النسائى, كانت إذ ترك لها بعلها منسى ذهباً وفضة وعبيداً وأماء ومواشى وحقول وبقيت على جميع هذه, لم تخرج من فمها كلمة شريرة, لأنها كانت تخاف الله كثيراً.

3- سيدة جريئة وشجاعة :

بينما ارتجف الشعب كله وذهب إلى عزيا يوبخه لعدم استسلامه لأشور, ومما جعل عزيا نفسه يرتجف ويسألهم أن ينتظروا خمسة أيام ليروا عمل الله وألا فيحقق طلبهم.

وبخت يهوديت الأرملة  الجميلة عزيا على إجابته هذه قائلة ” أن الله يعمل ويخلص ، وليس لنا أن نحدد له أزمنة ، بل نثق فى مواعيده ” وقالت أيضاً “لا تفرضوا رأياً على الرب ألهنا ، فالله ليس بإنسان وليس بابن بشر يحاكم ” (يهوديت 8 : 16). وطلبت تقديم توبة عن تصرفه هذا ، وكذلك صلاة بحرارة من الشعب كله حتى يفتقد الرب إسرائيل على يديها.

  • ثانياً : جهادها :

مقدمــــة

يروى لنا سفر يهوديت من الإصحاح 1 إلى الإصحاح 7 كيف غلب ملك آشور المديانيين ” إرفكشاد ” وإذ شعر الأول بسلطانه أرسل إلى الممالك المحيطة يأمرهم بالاستسلام ، خاف الكل وسلموا أنفسهم عبيداً ، لم يكتفي قائد آشور ” اليفانا ” بهذا بل نكل بمدنهم وحطم آلهتهم لكى لا يكون فى الأرض كلها سوى أله واحد ” ملك آشور ” .

أدرك إسرائيل الخطر فقاموا بتحصين أنفسهم فى مداخل الطرق ، وقدموا لله صوماً ، وتذللاً ، وصراخاً … وإذ رأى قائد آشور إن إسرائيل لم ترسل إليه تسأل قبول عبوديتهم لملكه سأل أحيور قائد بنى عمون عن هذا الشعب ؟ فأجاب : ” يعمل الله معهم باستمرار فمنذ دعوته لأبيهم الأكبر إبراهيم كان يعمل لخلاصهم من يد فرعون وعبورهم البحر لأحمر ثم نهر الأردن وطرده الشعب من أمامهم, ثم أكد له أنهم لم ينتهزموا إلا إذا أثموا ضد إلههم.

إعتاظ قائد أشور من أحيو, وأمر بربطه فى شجرة فى منطقة إسرائيل, مسلما أياه لهم حتى متى أباد إسرائيل يبيد أحيور معهم.

نزل اليفانا لمحاربة بنى إسرائيل وكان جيشه مكوناً من مائة وسبعون ألف رجل ومائتان وعشرون ألف فارس غير الحاشية والرجال المشاة فهم جمع كثيراً جداً.

قطع اليفانا قناة الماء التى كانت تجرى إلى داخل المدينة حتى يموت كل سكان بيت فالوا من العطش, ثم أحكم حصاره للمدينة, ولم يكن لهم ماء ليشربوا كفاية يوم واحد.

يهوديـت تنقـذ شعبهــا بشجاعــة :

دخلت يهوديت مخدعها وصلت إلى الله بحرارة وعمق- فقد تدربت أن تتسلح بالإيمان والتقوى وتهتم بالصلاة مع الصوم – طلبت أن يعطيها الله القدرة على إتمام ما نويت عليه وقالت للرب : ” أنت إله المساكين وعون المحتقرين وعضد الضعفاء ومنقذ البائسين” (يهوديت9: 11).

  • نزعت عنها المسح وثياب ترملها ولبست تاجاً على رأسها مع ثياب سرورها التى كانت تتزين بها فى حياة رجلها منسى, وتزينت بكامل زينتها.
  • طلبت من الشعب كله أن يصلى من أجلها ليعطيها الله حكمة ونعمة.
  • انطلقت مع أمتها لمقابلة اليفانا وقابلته, وبحكمة فائقة تكلمت معه, فأعجب كلامها اليفانا وكل غلمانه, تكلمت باتضاع.
  • سألته السماح بالدخول من خيمته ثلاثة أيام تتعبد لله, كانت تخرج للصلاة كما كانت صائمة للمساء.
  • فى اليوم الرابع طلبها اليفانا لكى تأكل وتشرب خمراً كثيراً جداً.
  • خرج جميع المدعوين من الخيمة, وبقيت يهوديت واليفانا مضجع على سريره مخموراً.
  • قدمت يهوديت صلاة إلى لله بدموع – ثم قطعت يهوديت رأس اليفانا, وسلمتها إلى جاريتها, ووضعته فى كيس زادها, وخرجن كعادتها وعبرت المعسكر.
  • عبرت يهوديت وجاريتها الوادى وصعدتا إلى بريت فالو.
  • قدمت الشكر والتسبيح لله الذى حرسها فى رحلتها فلم يفعل بها اليفانا خطية, وتمم الله ما نوت عليه ، وضرب الرب اليفانا بيد امرأة. (يهوديت 13 : 15).
  • اعتنق أحيور اليهودية ممجداً لله مخلص أولاده ، ووضع رأس قائد آشور على السور.
  • هرب الأشوريين ، وتمتع إسرائيل بالغنيمة.
  • بارك عملها يواقيم رئيس الكهنة ، وكل شيوخ بنى إسرائيل.

 

نتعلـم مــن يهوديــت :

  • يهوديت لم تشفق على نفسها لأجل سلامة شعبها.
  • كانت يهوديت ابنة صلاة : وكانت مداومة على الصوم المستمر منذ ترملها.
  • كانت قنوعة فى المال : فقدمت كل الأمتعة التى أعطاها لها اليفانا وجعلتها فى بيت الرب.
  • كانت قنوعة فى الرجال : فلم ترض أن تتزوج بعد وفاة زوجها كل أيام حياتها وعاشت مئة وخمس سنين وأعتقت جاريتها.
  • كانت سيدة محسنة : إذ فرقت كل أموالها قبل وفاتها على كل أقارب منسى زوجها وأقرب قومها (يهوديت 16 :24).
  • كانت سيدة شاكرة الرب : فإذا غلبت لم تسقط فى كبرياء بل انطلق لسانها بالتسبيح.

المرأة التى أماتت شهوة المجد الملوكى واحتفظت بكرامتها.

 

 

عــــرفة

الشاهد الكتابي : ( را : 1 )

المرأة التي رفضت فرصة الحياة

عرفة اسم موآبي معناه “عرف” أو “رقبة ” وقد يعني المتقلقل .

    هذا التقلقل ظهر في تصرفات عرفة وهي تسير في طريقها من موآب إلى بيت لحم , كان عليها أن تأخذ قرارا نهائيا :هل تذهب مع نعمى إلى بيت لحم كما فعلت راعوث أم ترجع وحدها إلى موآب , قال يعقوب الرسول في رسالته : ” رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقه ” ( يع 1 :8 ) وقال أيضا “طهروا قلوبكم يا ذوى الرأيين ” (يع 4 :8 ).

   من القصة المذكورة في الكتاب المقدس نعرف أن عرفة تزوجت كليون بن أليمالك ونعمى ، بعد هجرتها الي موآب , كما أن راعوث تزوجت الابن الأول محلون فصارت عرفة سلفة راعوث  , توفى ولداها وعاشت عرفة وراعوث في بيت نعمى , أرادت نعمى العودة إلى بيت لحم وأصرت أن تعود الاثنتان إلى بلديهما .

   لقد عرفت راعوث وعرفة الإله الحق يهوة من زوجيهما . عندما فاتحت نعمى زوجتي أولادها العودة لموآب كانت راعوث قد فتحت قلبها لرؤية الإله الحقيقي  , فقالت لحماتها : ” إلهك الهي وشعبك شعبي ” .

  أما عرفة فكرت في الأمر , واستصغرت رأى راعوث التي أصرت ألا تفارق حماتها لأنها ستذهب الي مستقبل مجهول , كما أن العجوز نعمى ليس لها ما تعيش به في بيت لحم لذلك فضلت أن تكون مع عشيرتها وجنسها خاصة أن اليهود يكرهون الموآبيين .

  انها اختارت غنى ومجد وكرامة الحياة في موآب بدلا من الفقر المنتظر في بيت لحم , فعصفور في اليد أفضل من عشرة علي الشجر , لذلك أبدت رأيها وعبرت عنه بأن قبّلت حماتها وعادت إلى بلدها وعشيرتها لعبادة الأصنام.

  وضعت نعمى أمام راعوث وعرفة امتحانا نهائيا , ورسبت عرفة في الامتحان أما راعوث فقالت لنعمى الهك سيكون الهي . لقد استصغرت عرفة تدبير الله لحياتها المستقبلة , ولم تطلب شيئا من يهوه .

  عرفة تركت موآب مع نعمى وراعوث , ولكن موآب وآلهته كانت في قلبها , لقد قبلت عرفة نعمى , ورجعت الى بلدها موآب والي آلهتها , بعودتها لم تفصل نفسها عن نعمى وراعوث فحسب بل انفصلت عن الإله الحق , لقد رجعت إلى موآب وانتهت سيرتها في صفحات التاريخ المقدس .

   طريق موآب ببيت لحم يشبه صخرة الجلجثة التي صلب عليها السيد المسيح فمن جنب نعمى اتجهت امرأة إلى حياة سعيدة , وطريق أبدى ، وتراجعت أخرى إلى الظلمة واليأس والقنوط وعبادة الأوثان , ومن جوار جنب المسيح الممزق ذهب أحد اللصين إلى فردوس النعيم وذهب الآخر إلى جحيم أبدي .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عكسه

 

السيدة التي طلبت مزيدا

الشواهد الكتابية ( يش 15 : 16, 17 ) , ( قض 1 : 12 , 13 ) , ( أي 4 : 15 ).

عكسة : اسم عبري معناه ” خلخال ” 

عكسة هي أبنه كالب بن يفنه أمير سبط يهوذا , وكانت الأبنة الوحيدة لكالب ولها ثلاثة أخوة ذكور , تزوجت عثنيئيل بن قناز .

 

وعد كالب بن يفنة الشاب البطل الذي يضرب قرية سفير – ومعناها مدينة الكتاب ( دمير الآن ) – ويأخذها يعطيه عكسة امرأة له , تقدم عثنيئيل بن قناز أخو كالب وحارب البلدة واستولى عليها .

تزوج عثنيئيل عكسة وأعطاه أبوها أرض الجنوب , ولكن عكسة لم تقنع بذلك بل طلبت ينابيع ماء لري الأرض , فأعطاه الينابيع العليا والينابيع السفلى  .

سيرتها :

لما كانت عكسة تؤمن بوعد الله ببقاء إسرائيل إلى الأبد في أرض الموعد , لذلك طلبت أزيد من نصيبها , ومما قسمه لها أبوها كهدية لها بمناسبة زواجها , ورغبت في الاستفادة من هذه الفرصة المواتية لها .

إنها لم تقنع بهدية والدها لها , بل أوصت زوجها أن يطلب المزيد , ولما خجل من طلب الأرض والينابيع من كالب أبيها نزلت عن الحمار وقالت لأبيها أعطني بركة .

أعطت عكسة بهذا التصرف صورة للعروس الطامعة في مال أبيها , لقد قال سليمان الحكيم عن الطمع : ” أن قلب الانسان كالعلوفة له بنتان هات هات وثلاثة لاتشبع ” لذلك أوصى بولس الرسول أن يتسامى قلب المؤمن المسيحي عن الطمع فقال : ” لتكن سيرتكم خالية من محبة المال , كونوا مكتفين بما عندكم ” .

نتعلم من سيرة عكسة :

يجب أن نؤمن أن الله قادر أن يبارك في القليل الذي لنا , فبركة الرب تغني , والذي يقدم بذار للزارع , وخبزا للأكل سيقدم ويكثر بذركم وينمي غلات بركم .

” مستغنيين في كل شئ لكل سخاء ينشئ بنا شكرا الله ” ( 2 كو 9: 10 , 11 ) ومن يزرع بالبركات فبالبركات أيضا يحصد ( 2كو 9 : 6 ) , فلنطلب أيضا ملكوت الله وبره , وهو سيعطينا من فيضه بركات روحية وجسدية .

ان الينابيع التي أخذتها عكسة قد تفيض ماء ومن يشرب منها يعطش , أما ينابيع الله السمائية فهي حية ودائمة الجريان ومن يشرب منها لن يعطش إلى الأبد بل الماء الذي يعطيه الله يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية .

 

 

سفـــــــيرة

الشاهد الكتابي ( أع 5 : 1 11 ) .

     اسم عبري معناه ” الجوهرة ” , والكتاب المقدس لا يقدم لنا سجلا لسفيرة ولا زوجها الذي أخطأت معه وماتت . ومع أننا لا نعرف سلسلة نسبها إلا أننا نأخذ فكرة واضحة عن جشعهما وخداعهما .

    إن الخدعة التي أوحى الشيطان بها إلى هذين الاثنين الذين اتفقا علي الكذب علي الروح القدس , كانت أول معصية كبرى علي الكنيسة المسيحية التي تكونت حديثا – وهذا هو سبب العقاب القاسي الذي صدر ضدهما – كان العقاب ” عقابا كنسيا إلهيا يبعث علي الرهبة ” وكما سعى الشيطان لتدمير خليقة الله الأصلية بمعصية أول زوجين , آدم وحواء هكذا نراه هنا نشاطا مرة أخرى ساعيا لتدمير شهادة خليقة الله الجديدة , كنيسته التي اشتراها بدمه عن طريق زوجين آخرين حنانيا وسفيرة ” فهي خليقته الجديدة ” هكذا ننشر عن الكنيسة – وقد أدرك أعضاؤها الأوائل ضرورة الوحدة في المسيح يسوع –ولكن الشيطان يهاجم الوحدة الروحية ليس من الخارج بل من الداخل عن طريق أثنين من أعضائها اللذين كان يمكنهما أن يحطما الكنيسة  .

    باع حنانيا وسفيرة معا قطعة الأرض التي كانا يملكانها ولم يحضرا سوى “جزء” من الثمن لبطرس لم يكن هناك أي قانون كنسي يلزمهما ببيع الأرض وتقديم أي هبة كبرت أم صغرت – ولو لم يأتيا بأي شئ لبطرس لما عليهما لوم – كانت خطيتهما محصورة في تسليم جزء من الثمن باعتباره الكل والاحتفاظ بالجزء الباقي لنفسيهما – لقد أرادا أن يعطيا الانطباع بأن كل شئ علي المذبح في حين أن الأمر لم يكن كذلك – وهكذا فقد أصبحا مذنبين بانتهاك حرمة وسرقة المقدسات – في محاولتهما للحصول علي شهرة القداسة مع التضحية بجزء مما عندهما –  لقد كان لهما ” الفكر المزدوج “القلب المنقسم بين العالم والله الذي يصفه الرسول يعقوب ( 1 : 8,   4: 8 ) .

    لقد أشير إلى هذا العمل من قبل هذين الشخصين علي أنه” كذب” .  ” الكذب علي الروح القدس “

” أنت لم تكذب علي الناس بل علي الله ” (5 : 3 , 4 )

   إن الجانب المأساوي الخاص بالقرار المتفق عليه بين حنانيا وسفيرة أنهما كانا مسيحيين قد أعلنا إيمانهما وتحولا من اليهودية وارتبطا بالجماعة المسيحية التي تكونت حديثا وبعد يوم الخمسين بوقت معين أصبحا كلاهما ضمن ” جمهور الذين آمنوا ” ولذلك فان إعلان تلمذتهما قد ضاعف من خطيتهما  .

  إن محاولة اثنان من أتباع السيد المسيح خداع الروح القدس العليم بكل شئ فان ذلك بالحقيقة خطية تفضى إلى الموت –هناك مُناشدة لأفضل القدسيين ” أحذر لئلا تسقط ” .

  لقد حل القضاء السريع والقاسي بالمتآمرين اللذين كان موتهما دليلا دامغا علي غضب الله علي ريائهما القريب الشبه برياء يهوذا الأسخريوطي .

  لقد أعطى بطرس لسفيرة الفرصة لقول الحقيقة والتوبة خاصة وأنها لم تكن حاضرة وقت كذب زوجها ووفاته عندما قال بطرس ” قولي لي أبهذا المقدار بعتما ”  كان في الإمكان أن تريح ضميرها باعتراف صريح وبذلك تنقذ نفسها من الموت .. ولأنها اشتركت في جريمة زوجها كان عليها الآن أن تلقى نفس المصير .

    ليتنا نسلك في النور .. لتكون حياتنا طاهرة وبلا دنس .. لأن كل شئ مكشوف وعريان أمام ذلك الذي أمرنا معه .

 

انتظروا  الجزء السابع عشر من المرأة في الكتاب المقدس

 

المرأة والفضائل – المرأة في الكتاب المقدس ج16