الزوجات في الكتاب المقدس ج2 – المرأة في الكتاب المقدس ج7
باقي الزوجات في الكتاب المقدس
زوجـة القانـة والد صموئيـل النبي فننـة
الشاهد الكتابي: ( 1 صم 1: 1 – 7 )
فننـة هـي الزوجـة الثانيـة لألقانة ( والد صموئيل النبي ) وضُرة حنة ( زوجة القانة الأولى ووالدة صموئيل النبي ).
فننـة اسـم عبري معناه: مرجانة…. وقصتها ذكرت في 1صم1:1– 7
كان لها أولاد من القانة عكس حنة التي كانت عاقراً، ومن الواضح أن لها أولاد كثيرين فيذكر الكتاب المقدس في 1صم1: 4 ” بنيها وبناتها “.
صفاتها:
1 – تبتهج بإغاظة الآخرين:
يقول الكتاب المقدس في 1صم 1: 7 ” وهكذا صارت سنة بعد سنة كلما صعدت إلى بيت الرب هكذا كانت تغيظها ” لأن حنة كانت عاقر وظلت على هذا الحال سنة وراء سنة بالرغم من مرور السنوات لكنها لم تمل من إذلال حنة، فهي كانت تفرح عندما ترى حنة جزينة على وضعها كونها عاقر.
2 – غير شاكرة:
كانت فننة عندما تذهب مع زوجها وأولادها كل سنة لشيلوة لتقديم الذبائح للرب والسجود له بدلاً من أن تشكر الله على النعمة التي أعطاها لها وهي الأولاد كانت تسخر من حنة، فكانت فننة مشغولة عن الشكر لله لإهانة غيرها المحروم من العطية التي أعطاها لها الله.
3 – لا تشعر بالآخرين:
لم يذكر الكتاب المقدس بأن فننة تعاطفت مع حنة عندما كانت حزينة لأنها عاقر، أو أنها رفعت صلاة من أجلها حتى يرزقها الله بالأولاد مثلها، وهكذا نجد أن فننة قابلت دموع حنة وحزنها بالسخرية والمعايرة وليس بالحب والتعاطف معها.
4 – كلامها يهدم ولا يبني:
كانت فننة بدلاً من أن تشجع حنة وتقويها وتعزيها بكلمات شافية تشفي نفسها كان يخرج من لسانها كلمات مؤلمة جارحة تجرح مشاعر حنة أكثر وأكثر (1صم1:6).
أم غير حكيمة:
بالرغم أنه كان لفننة بنين وبنات ولكن لم نسمع عن أحد منهم… ولم يذكر الكتاب المقدس أي شخصية منهم، فهي لم تهب ابن لله كما فعلت حنة مع صموئيل، ولم تربيهم في مخافة الله ورضاه لأنه لم يكن لديها الوقت لذلك، فتخيل معي أولادها يشاهدونها وهي تتعامل بقسوة مع حنة وتكرهها وتحقد عليها في الوقت الذي من المفروض أن تذهب فيه لتقديم ذبيحة الشكر والسجود لله فما هي نتيجة هذا ؟ إن الأم هي دائماً قدوة لأولادها ليس في الكلام فقط ولكن من المهم في التصرفات، فإذا كانت تصرفات الأم مليئة بالأنانية، وفي نفس الوقت إهمال في تربية أولادها في مخافة الله، فما هي الصفات التي ممكن أن يرثوها الأبناء منها ؟
النتيجة:
إن امرأة بهذه المواصفات لا يمكن أن يحبها زوجها، فهي أنانية… حقودة… لا تحت الخير لأحد… تجرح مشاعر الآخرين بدون أن يرمش لها جفن.
لذا فالقانة كان يُفضل حنة عن فننة على الرغم من كونها عاقر… وفننة هي التي أنجبت له البنين. فكان ألقانة يحب حنة ( 1 صم 1: 5 ).
لنضع فننة مثال لنا فبالرغم من كل الأولاد التي رزقها الله بها لكن زوجها لم يكن يحبها بسبب طباعها الشرسة.
فالمرأة ممكن أن تكون لها ميزات كثيرة ولكن كلها ميزات جسدية وليست روحية لذا احترسي واهتمي أكثر بأن تكون طباعك حلوة وجميلة… اهتمي أن تكوني حساسة تجاه الآخرين عطوفة على غيرك تحبي الخير للجميع لأنك بها تحصلين على محبة زوجك ومحبة الآخرين.
وأخيراً:
كم من مرة وهبنا الله من عطايا ولم نشكره عليها، بل سخرنا من الذين لم يمتلكوها… فعطايا الله لنا كثيرة مثل الصحة… الأولاد… المال… المركز المرموق…وغيره من العطايا التي نمتلكها دون أن نشكره عليها.
وكم من مرة كان علينا تشجيع من حولنا وأهملنا ذلك وتركناهم بمفردهم يعانون من الألم والإحباط.
كم من مرة شعرنا أن من حولنا يحتاج أن نصلي لأجله ولم نأبه.
كم من مرة جرحنا مشاعر من حولنا وتعمدنا أن نجرحهم مراراً وتكراراً.. كم… وكم ؟؟؟؟
دعونا نراجع أنفسنا الآن ونرفع عينانا إلى الله ونصلي له حتى نكون سبب بركة وتشجيع للآخرين وليس سبب حزن وألم… والرب يساعدنا على ذلك.
امـــرأة فينحــــاس
الشاهد الكتابي: ( 1 صم 4: 19 )
” وكنته امرأة فينحاس كانت حبلى تكاد تلد، فلما سمعت خبر أخذ تابوت الله وموت حميها ورجلها، ركعت وولدت لأن مخاضها انقلب عليها ” (1 صم 4: 19)
يالها من امرأة على مستوى راق جداً من الحساسية ومن الفطنة الروحية. امرأة تعيش مع شخص مثل فينحاس، وتحتمله رغم شروره الفظيعة، بل وأيضاً تحبه حتى أنها عند استماعها خبر موته ينقلب مخاضها وتموت… يا لها من عينة نادرة.
صحيح أنها وضعت زوجها في آخر القائمة، كأنه أقل الأسباب التي قلبت مخاضها، ولكن أليس ذكره كأحد الأسباب يدل على رقي مشاعرها. ثم من الذي وضعته قبل زوجها ؟ إنه عالي. ولماذا ؟ ألأنه حموها فقط ؟ كلا، بل لأنه رئيس الكهنة، القاضي، لكن الأهم من كل ذلك لأنه كان تقياً.
على أن ما وضعته في المقدمة كان هو تابوت الله.. لقد كان خبر أخذ التابوت هو الخبر الذي فوق طاقة احتمال هذه المرأة التقية.
إن المُخبر، رجل العيان الذي أخبر عالي بالكارثة، ذكر هروب إسرائيل وكسرتهم أمام الفلسطينيين في المقام الأول، وكأن ذلك في نظره هو الأكثر أهمية، وبعد ذلك ذكر موت حفني وفينحاس، وأخيراً أخذ تابوت العهد (1 صم 4: 17).
ورغم قسوة كل هذه الأخبار، لكن ما قضي على عالي التقي لم يكن إسرائيل، ولا حتى أولاده، بل لما ذكر تابوت الله أنه سقط على الكرسي إلى الوراء فانكسرت رقبته ومات… وفي هذه الروح السامية التي كانت هذه المرأة التي نلاحظ أن الوحي قبل أن ينسبها إلى فينحاس زوجها، قد نسبها إلى عالي. لقد قالت لها الواقفات عندها: ” لا تخافي لأنك قد ولدت ابناً ” كأنهن أردن أن يقلن أن هذا الولد سيعوضك عن الرجل الذي مات… لكن ما قيمة الرجل، لا سيما إذا كان مثل فينحاس، وما قيمة الولد، بالمقابلة مع التابوت الذي أُخذ… لقد أضيف أحد الأولاد إلى إسرائيل، لكن في المقابل أخذ التابوت.
صحيح كان الولد شيئاً عظيماً عند كل نساء العهد القديم بسبب الوعد الإلهي في تكوين 3: 15 , أما التابوت فقد كان كل شيء عند أتقياء إسرائيل، لذلك عندما قيل لها ” لا تخافي لأنك قد ولدت ابناً… فلم تجب ولم يُبال قلبها، ولم تنطق سوى بكلمة واحدة كاسم الصبي ” فدعت الصبي إيخابود قائلة قد زال المجد من إسرائيل لأن تابوت الله قد أُخذ ولأجل حميها ورجُلها.
أخينـوعـــم
الشاهد الكتابي: ( 1 صم 14: 50 )
- معنى الاسم: أخـــــو المسرات
- هـي ابنـة أخيمعص وزوجـــة شـــاول، أول ملـك لإسرائيــل.
أنجبت له ابناً عظيماً هو يوناثان، الذي ورث خصال أمه الحميدة، وكانت ابنته الأولى ميرب التي وُعد بها أولاً لتكون زوجة داود، ولكن ميكال ابنتها الثانية هي التي أصبحت زوجة للبطل الصغير.
وكان لشلول ابنان آخران من أخينوعم وهما بيشوي ومكليشوع.
إن اسمها يوحي بمعان كثيرة، فكما رأينا فهو يعني ” أخو المسرات ” بمعنى ” إدخال السرور أو الأخ العزيز.
هناك امرأة أخرى تعرف بهذا الاسم في العهد القديم وهي البزرعيلية التي أصبحت إحدى زوجات داود. سيأتي ذكرها في حينه.
زوجـــة يربعـــام
الشاهد الكتابي: ( 1 مل 14: 1 – 17 )
بسبب الوثنية الجديدة التي أدخلها يربعام إلى بين آيل، فإنها توصف دائماً بشكل بارز بأنها ” كخطايا يربعام الذي أخطأ وجعل إسرائيل يخطئ ” يطلب المشورة من الله عن طريق وساطة أخيا النبي، مرض أبيا، ابن يربعام، فأمر زوجته التي بلا اسم لتذهب إلى النبي، متنكرة كامرأة مختلفة عن زوجة الملك.
كان أخيا متقدماً في السن وأعمى ولكن حاسته السادسة أخبرته أن صوت الأقدام التي سمعها، وهي أقدام زوجة يربعام المتحير: فقـال لهـا: ” لماذا تتنكرين ؟ “.
فمن المرجح أن الله الذي أعطى لأخيا الأقوال الصعبة القاسية والمحزنة ليوصلها ليربعام قد كشف أيضاً له شخصية المرأة، والتي سرعان ما تلقت الإجابة بشأن ما سوف يحدث لابنها المريض.
فالنبي أخيا لم يخبرها فقط أن أبيا سوف يموت، بل أن بيت يربعام الوثني أيضاً سوف يدمر عن آخره، وسوف يلقى الملك نفسه حتفه بطريقة مهينة.
وحالما رجعت زوجة يربعام وعند عتبة بيتها، مات الولد حسب كلام النبي. لقد كان من رحمة الله أن يموت الولد قبل أن تلوثه طرق أبيه الشريرة، ويلحق به الهلاك المستحق لأنه طرح وراء ظهره، ألا نتعلم من هذه القصة المأساوية أن الله لا يخدعه تنكرنا أبداً.
صرويــــــــة
الشاهد الكتابي:( 2 صم 17: 25 و 1 أي 2: 16 )
- صرويـة اسـم عبـري معنــاه المعــطّر بالميعــــــة.
- صروية أخت داود الملك وأم أبيشاي ويوآب وعسائيل.
(ذ صم26: 7 و1 أي 2: 16)
يذكر الكتاب المقدس أسماء أولادها مرتبطة باسمها ويقول: ” ابن صروية ” لذلك ظهر اسمها خمس وعشرون مرة بجوار أسماء أولادها وهذا ذليل كاف أنها كانت أماً ممتازة، ولها آثارها الملحوظة في حياة أولادها.
ولكـن مـا السبـب فـي غيـاب اسـم والدهــم ؟ نذكـر ثلاثـة أسبــاب:
- الأول: قد يكون والدهم مات في سن مبكرة.
- الثاني: أن شخصية صروية كانت شخصية قيادية رائعة أثرت في شخصية أبنائها فاعتزوا بذكر اسم أمهم بجوار اسمهم.
- الثالث: فهو إبقاء لتقليد قديم من تتبع القرابة والنسب بالخط النسائي.
وبالإجمال كانت شخصية صروية أقوى من شخصية زوجها. ظهرت انطباعاتها على أولادها، فكان لهم مواقف ظاهرة بارزة ومشرّفة في تاريخ إسرائيل أثناء حكم داود الملك.
ظبيــــة
الشاهد الكتابي: ( 2 مل 12: 1 و 2 أي 24: 1 )
معنى الاسم:
طبية اسم عبري معناه ظبية وهي أنثى الغزال، ظبية أميرة يهودية اسمها يحمل فكرة الرشاقة والجمال والسمو، هي امرأة من بئر سبع، تزوجت ظبية الملك أخزيا، وأنجبت الملك يوآش ملك يهوذا الذي اُنقذ من الموت في طفولته، وتربى في بيت الرب، وصار ملكاً على يهوذا ودام مُلكه أربعون سنة.
كل ما ذكره الكتاب المقدس عن ظبية هو اسمها، لكنه أخبرنا عن ابنها ” عمل يوآش ما هو مستقيم في عيني الرب كل أيامه التي فيها علّمه يهوياداع الكاهن ( 2 مل 12: 2 ). هذا التقرير يوضح أن ظبية عنيت بتربية طفلها في خوف الله، وأنشأته في طاعة وصايا وتوجيهات رجل الله يهوياداع الكاهن.
كم هو محبب للقلوب أن نسمع لكلمات وتوجيهات رجال الله وكهنته الذين تعلموا من الرب، وأن نربى أولادنا على طاعتهم، وطاعة أوامر الله وتعاليمه، والتمسك بمبادئ الكنيسة الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية.
شمعــــة
الشاهد الكتابي: ( 2 مل 12: 21 و 2 أي 24: 26 )
شمعة اسم سامي معناه ” خبر “
هذه السيدة عمونية الجنسية وهي أم يوزاكار الذي كان عبداً من عبيد يوآش ملك يهوذا، قام وفتن على الملك يوآش بينما كان راقداً على سرير مرضه في بيت القلعة وضربه فمات.
ظهرت آثار هذه السيدة في تصرف ابنها الشرير إذ لم يحفظ عهد الأمان وثار على سيده الملك يوآش وانتهز فرصة رقاده على سرير مرضه وقام وقتله.
يهوعـــدان
الشاهد الكتابي: ( 2 مل 14: 2 و 2 أي 25: 1 )
يهوعدان اسم عبري معناه ” يهوه ابتهاج ”
يهوعدان ابنة الملك يهورام زوج عثليا، وتزوجت يوآش الذي خلصته يهوشبع من الموت وهو في السادسة من عمره.
بعدما تولى يوآش الملك أهمل عبادة الله وعزز عبادة الأوثان، وقتل زكريا بن يهوياداع رئيس الكهنة الذي كان له الفضل في إنقاذه من الموت في طفولته ثم أحسن إليه ونصّبه ملكاً. ابتلى يوآش بأمراض كثيرة، وقتله عبيده وهو في سرير مرضه.
يهوعدان كانت أم أمصيا بن يوآش الذي ملك على يهوذا بعد قتل أبيه، وعمل ما هو مستقيم أمام الرب، ولكنه أدخل عبادة الأوثان، ومات مقتولاً كأبيه.
زوجــة حزقيـا الملك: حفصيـة
الشاهد الكتابي: (2 مل 21: 1، أش 62: 4 )
اسم عبري معناه: ” سروري بها ”
هذا الاسم الموسيقي الرمز هو اسم زوجة الملك التقي المحب لله حزقيا. ولدت منه منسى ( 2 مل 21: 1 ) الذي ملك على يهوذا.
كان منسى بعيداً عن الله مع أن والده حزقيا كان متمسكاً بالله لذلك سلك منسى على الضد لوالده في الحياة في قيادة الشعب.
حفصيبة اسم رمزي لصهيون عندما تتجدد برعاية الله وتنعم بسروره.
يقول الرب على لسان أشعياء النبي: ” لا يقال بعد لك مهجورة ولا يقال لأرضك موحشة بل تدعين حفصيبة ( أي سروري بها ) وأرضك تدعى بعولة ( متزوجة ) لأن الرب يُسر وأرضك تصير ذات بعل ” (أش62: 4 ).
كلمتي موحشة ومتزوجة ظهرتا في وعد آخر للرب: ” ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد، أشيدي بالترنم أيتها التي لم تتمخض لأن بني المستوحشة أكثر من بني ذات البعل قال الرب ” ( أش 54: 1 )، وقال أيضاً: ” لأنك امرأة مهجورة ومحزونة الروح دعاك الرب وكزوجة الصبا إذا رُذلت قال إلهك ” ( أش 54: 6 ).
قيلت هذه النبوات في عهد الملك المحب للإله حزقيا واستخدم أنبياء إسرائيل هذه الأسماء الرمزية لنبواتهم.
زواج حزقيا الملك البار بحفصيبة رمز لعلاقة السيد المسيح بالكنيسة في العهد الجديد، وذكر بولس الرسول أن الكنيسة عروس المسيح وبهجته وقال: ” أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها… لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن… بل تكون مقدسة وبلا عيب ” ( أف 5: 25 – 27 ).
ميخايـــــا
الشاهد الكتابي: ( 2 أي 13: 2 )
معنى الاسم: ميخايـا اســم عبــري يعنــي ” مـن كيهوه “
يكتب هذا الاسم بتهجئات مختلفة مثل ميخا وميجايا وورد هذا الاسم في الكتاب المقدس اثنا عشر مرة في العهد القديم، ويطلق على المذكر والمؤنث وسميت ميخايا معكة ( 2 أي 11: 22 ).
كانت ميخايا ابنة أوريئيل من جبعة، تزوجت رحبعام الملك، وولدت أبيا الذي ملك ثلاث سنوات في أورشليم، وعاتب علناً بني إسرائيل لتركهم الرب وعبادتهم الأوثان، حارب يربعام وانتصر عليه، وتشجع بنو يهوذا في عهده لأنهم اتكلوا على الرب إله آبائهم.
ومـن كلماتـه ليربعـام:
” يا بنـي إسرائيـل لا تحاربوا الرب إله آبائكم لأنكم لا تفلحـون ” (2 أي13:12) وقال: ” أما نحن فالرب هو إلهنا ولم نتركه، والكهنة الخادمون الرب هم بنو هرون… ويوقدون للرب محرقات كل صباح ومساء، وبخور وأطياب، وخبز الوجوه على المائدة الطاهرة. ومنارة الذهب وسُرجها للإيقاد لكل مساء. لأننا نحن حارسون حراسة الرب إلهنا أما أنتم فقد تركتموه. هوذا معنا الله رئيساً ” (2 أي 13:10، 11).
كانت ميخايا أماً فاضلة فعلّمت ابنها أبيا التمسك بالله، وتسليم الحياة له، والإجهار بذلك أمام الأعداء، والإتكال على الله. في كل الضيقات.
زوجــــة أيــــوب
الشاهد الكتابي: ( أي 2: 9، 10 )
أليـس مـن الغريـب أنـه بينما لدينا أسماء بنـات أيـوب الثلاث ( أي 42: 14، 15 ) وليس لدينا اسم زوجته التي ظلت إلى جواره طوال تجاربه وآلامه، ولم يرد عنها سوى بضع كلمات قالتها لزوجها عندما رأته يعاني كثير من الآلام الجسدية والنفسية.
ما أصعب الزوجة الجاهلة التي تتكلم بالحماقة وتفقد الحكمة ويتحول لسانها إلى طعنات موجعة لأهل بيتها، خصوصاً في أوقات الشدائد والمحن.
هذا ما فعلته زوجة أيوب حينما سمح له الرب بالتجارب المتوالية في حياته فقالت له في جفاء وجهل واستهزاء: ” أنت متمسك بعد بكمالك، بارك الله ومت ” ( أي 2: 9 )
وهنا وقعت زوجة أيوب في خطية جهالة مزدوجة:
1 – الاستهزاء بإرادة الله والتذمر عليها.
2 – التهكم على زوجها وتحطيم معنوياته.
بخـلاف أمـر ثالـث مؤسـف وهـو تمنـي الموت له.
وسليمان الحكيم يقول أن المرأة ووقارها ” تفتح فمها بالحكمة وفي لسانها سنة المعروف ” ( أم 31: 26 ).
ويقول في علاقتها بزوجها ” تصنع له خيراً لا شراً كل أيام حياتهـا ” ( أم 31: 12 ).
إن إيمان أيوب المنتصر يُرى في رده المناسب على زوجته ” تتكلمين كإحدى الجاهلات ”
عجيب أيوب في صبره، فقد صبر على أحداث التجربة، وصبر على جهالات زوجته، ورد عليها بإجابة حكيمة: ” ألخير نقبل من عند الله والشر لا نقبل ” ( أي 2: 10 ).
كان أيـوب عازمـاً على ألا يخطئ بشفتيه كما فعلت زوجتـه.
لقد أعطى الله النساء قلباً عطوفاً، وقدرة كبيرة على العطف والشفقة، يتعين على النساء المؤمنات بالسيد المسيح، أن يقربن أزواجهن من المسيح ويثابرن على تشجيعهن في أوقات التجارب الكبرى والظروف الصعبة، بهذه الطريقة فقط يمكن للمرأة أن تحقق قصه الله منها بأن تكون معينة للرجل.
جومــــــر
الشواهد الكتابية: ( هوشع 1: 1- 11، 3: 1 – 5 )
معنى الاسم: جومر تعني ” اكتمال ” أي اكتمال معيار الوثنية أو إتمام نضج الشر، وكان اسمها يدل على الزنا على نطاق واسع.
لقد أصبحت زوجة هوشع النبي التقي وكانت بذلك رمزاً لنعمة الله الذي ” أتخذ من عالم قد زنى بعيداً عنه، كنيسة تقدست بالاتحاد معه في المسيح، كما تقدست جومر باتحاد مم هوشع النبي ( 1 كو 7: 14 ).
ولد لهوشع ثلاثة أبناء، تصبح اسماؤهم عديمة المعنى لو تعاملنا مع سجل جومر كمجرد رمز كما يفعل بعض النقاد.
والأسماء الرمزية التي أطلقها هوشع وجومر على أبنائهما يدل على الغضب الإلهي من إسرائيل بسبب زناها.
يدعى البكر ” بزرعيل ” أي ” الله زرع ” وفيما بعد يظهر نفس الاسم مرتبطاً بوعد الاسترداد وعودة المراحم الإلهية ” يوم بزرعيل عظيم ” “تستجيب بزرعيل، وأزرعها لنفسي في الأرض (1: 11، 2: 22، 23 ) – إن إسرائيل التي دعيت يوماً ” بزرعيل ” كالذين بددهم الله سوف تدعى بزرعيل المغروسة من قبل الرب ( أش 60: 21 ) – عند ولادة ابنه البكر لم يكن هوشع يدرك زنى زوجته.
” لورحامه ” تعني ” لن تُرحم ” إن اسم هذه البنت التي تعني ” غير ملائمة ” يعبر عن رفض الله لبيت إسرائيل بسبب سره، لقد كان أكثر إشفاقاً نحو بيت يهوذا ( 1: 6، 7 ).
” لو عميّ ” هذا الاسم للابن الثالث يعني ” ليس شعبي أو أهلي ” – يدل على الحكم بالدينونة على الأمة والمعبّر عنه في الاسمين الأولين.
فجومر وأبناؤها يعطونا صورة واضحة لإسرائيل الضالة في علاقتها مع الله – ومع ذلك فكما سنرى، فالقصة تنتهي بمحبة الله الرائعة وأمانته.
كانت الزوجة غير الأمينة للنبي، ازدادت خطية، وتركت هوشع وأصبحت أمة لأحد عشاقها ( 3: 1 ) واشتراها هوشع ليستردها بناء على أمر الله بعد أن دفع فيها ثمن عبد عادي.
إن ما اختبره النبي في حياته الخاصة كان رمزاً لعدم أمانة إسرائيل، ولسبيها، ورمزاً أيضاً لاستعداد الله أن يردها إليه ثانية – إن محبة هوشع لزوجته الضالة لم يتأثر بخيانتها للحب والأمانة.
” اذهب أيضاً أحبب امرأة حبيبة صاحب ( هوشع نفسه ) وزانية ” وهكذا فنتيجة للألم الشديد الذي اجتاز فيه يصل لفهم أعمق لمحبة الله الغافرة.
تعلم هوشع طبيعة خطية شعبه من واقع عذابه القلبي، لقد كانوا يلعبون دور الزانية وهم يبذرون عطايا الله في السلوك الشهواني مع محبين آخرين ونتيجة لهذا العذاب – تعلم كيف أن الله يعاني من خطية شعبه بسبب محبته الأبدية… وبسبب محبة الله، تولد اهتمام هوشع بجومر ورعايتها – بالطريقة التي رتبها الله له معها، اكتشف طريقة الله مع إسرائيل، ومن خلال كل هذا الألم جاءت الثقة الكاملة في الانتصار النهائي للمحبة وبهذا الاستعداد هو يقدم رسائله، وعن طريقها نستمع لتلك النغمات الشجية عن الخطية والمحبة والرجاء.
زوجـــة بطـــرس الرســـول
الشاهد الكتابي: ( مت 8: 14 – 18، مر 1: 29 – 34، لو 4: 38 – 41 )
في الإشارة إلى زوجة بطرس الرسول التي لم يذكر اسمها، يتم التركيز على أمها التي لم يذكر اسمها أيضاً، ومع أن بعض الناس ينكرون دون وجه حق، أنه كان للرسول زوجة، إلا أن الكتاب المقدس واضح في تأكيده أنه كان له زوجة وأن أمها التي كانت تعيش معها، قد شفاها يسوع.
ونعرف من بولس أن زوجته كانت تصحب زوجها في بعض رحلاته التبشيرية، لتعتني بحاجاته العديدة ( 1 كو 9: 5 ).
ونحن لا نعرف السبب في إخفاء، اسم هذه السيدة النبيلة، والتي كانت شريكة مخلصة لبطرس يوم أن كان يصطاد السمك للوفاء بمطالب العيش، ثم خلال السنوات الطوال التي كان فيها رسولاً.
إن كتابات بطرس في العهد الجديد كتبت بعد خضوعه الكامل لشخص المسيح، لكن كان من خلفه، كما كان من خلف عدد كبير من الرجال الذين حققوا الشهرة والمجد، امرأة عطوفة حكيمة متفهمة.
كان بطرس بطبعه متقدماً في الكلام، وكان يميل للتوقف عندما تتأزم الأمور، وعند عودته للمنزل في مثل هذه الحالة لنا أن نتصور كيف كانت زوجته تتناقش معه وتحذره حتى يهدأ قليلاً، وتشجعه أن يرتفع فوق التجارب والظروف التي تبعث على اليأس، وفي المرض كانت تعتني به وتخفف عنه الألم، كما فعلت عندما أصيبت أمها بالحمى.
ونحن لا نعرف إن كان هناك أطفال في بيت كفرناحوم أم لا، فلو كان الأمر كذلك فنحن متأكدون أن زوجة بطرس كانت أفضل أم لهم.
وعندما حان وقت كتابة الرسول لرسالتيه، ووصف فيهما الأم المثالية والزوجة المثالية، فهل كان يتحدث من واقع خبرته الشخصية عن زوجته، كالمساوية والخاضعة في نفس الوقت والمستحقة لكل كرامة كالإناء الأضعـف ( 1 بط 3: 1 – 12 ) ؟
هل كانت ملهمة لوصف بطرس للمرأة المحتشمة التي تفكر بالأحرى في زينة الروح الوديع الهادئ وليس في المظهر الخارجي ؟ إننا نشعر أنها كانت زوجة جديرة بالاحترام على استعداد لأن تختفي حتى يظهر ويتقدم عمل المسيح الذي كرست نفسها له هي وبطرس.
يقول التقليد أن زوجة بطرس كانت ابنة أرسطوريوس، حتى إنه في حين أن مرقس يوصف بأنه ” ابن أخت برنابا ” كان أيضاً صهراً لبطرس، وهناك أيضاً أسطورة مؤثرة فيما يخص المسيحيين في روما الذين لم يكفوا عن أن يحثوا بطرس على الهروب عندما قبض عليه وألقي في غياهب السجون، حتى يواصل خدمته للكنيسة في كل مكان، وخضع الرسول لتوسلاتهم وهرب بطريقة ما، ولكن عندما كان حراً طليقاً في الطريق، رأى السيد المسيح فسأله بطرس: ” إلى أين ذاهب ؟، فأجابه الرب الممجد قائلاً: ” أني ذاهب إلى روما لأصلب مرة ثانية ” فإذ شعر بطرس بالخجل، عاد إلى السجن، وعندما حان وقت الاستشهاد، سبقته زوجته إلى الاستشهاد، وعندما اختيرت لتموت، واساها بطرس بالقول: ” تذكري الرب ” وعندما جاء الدور على بطرس، توسل إلى صالبيه أن يصلبوه منكس الرأس، وهو يشعر أنه لا يستحق أن يموت كسيده.
وفي السماء فإن بطرس وزوجته المخلصة، يلمعان كنجمين ساطعين لأنهما ردا كثيرين إلى البر.
انتظروا الجزء الثامن من المرأة في الكتاب المقدس
مع الأرامل في الكتاب المقدس
الزوجات في الكتاب المقدس ج2 – المرأة في الكتاب المقدس ج7