قوانين الأسرة – المرأة في الكتاب المقدس ج2
أولا: قوانيـن الـزواج
قانون الزواج في الكتاب المقدس هو أن: الزواج رباط مقدس بين الرجل والمرأة, ولا ينفك أو ينحل إلا لعلة الزنى. وأوضح الله ذلك عندما خلق آدم وحواء – العائلة وأكده السيد المسيح عندما سأله الفريسيون قائلين له: “هل يحل للرجل أن يطلق امرأته لكل سبب فأجاب وقال لهم: أما قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكراً وأنثى وقال من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته ويكون الاثنان جسداً واحداً إذ ليسا بعد أثنين بل جسد واحد فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان” (مت 19: 3- 6).
- الله أمــر بالزوجة الواحدة
أسس الله من البدء شريعة الزواج بالزوجة الواحدة منذ خلق الله زوجة واحدة لآدم وهي حواء.
وقال الله في الاصحاح الثانى من سفر التكوين: “لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته ويكونان جسداً واحداً” (تك2: 24).
- الله أهتـم بالزواج وجعله رمـزاً للعلاقـة بينـه وبيـن شعبــه
فالزواج في الأمة الإسرائيلية يرمز إلى الفرح والبهجة والوحدانية في الروح والجسد ويشير إلى الوحدة والصلة الحميمة بين الله وشعبه.
لذلك قال إشعياء النبى: “فرحاً أفرح بالرب. تبتهج نفسى بإلهي لأنه قد ألبسنى ثياب الخلاص. كسانى رداء البر مثل عريس يتزين بعمامة ومثل عروس تتزين بحليها” (إش61: 10).
- الـزواج ســر قدســه اللـه:
تقديس الزواج من الله لتكوين المجتمع المقدس الذي يتكون من عائلات مقدسة فالعائلة المتزوجة يشترك فيها الرجل والمرأة في سعادة دائمة, بمحبة كاملة. وبتزايد هذا النوع يزود الله العالم بعائلات مرتبطة ارتباطاً دائماً بالمحبة والمشاركة في الحياة.
في الزواج المسيحى يتقدس الرجل والمرأة بعقد يعقد أمام الله. يتم بالصلاة ويتقدس بكلمة الله (1تى4: 4, 5), وبعد أن يتعهدا أمام الله والشعب الحاضر العقد أن يعيشا في الله وحدانية الروح والجسد, مكملين مقاصد الله السامية منهما كل أيام حياتهما. لذلك قال بولس الرسول: “المرأة مرتبطة بالناموس مادام رجلها حياً ولكن إن مات رجلها فهي حرة لكى تتزوج بمن تريد في الرب فقط” (1كو7: 39).
ثانيـــاً: الزيجـات المحرمـة
لما كان الزواج مقدساً من الرب لذلك:
1- نهي الـرب عـن بعـض أنـواع مـن الزيجـات
فلا يتزوج الرجل أمه أو أخته بنت أبيه أو بنت أمه أو أبنته أو أخت أبيه أو أخت أمه أو امرأة أبيه ولا يقترب لكنته أو امرأة أخيه. كما أمر الله أن لا يقترب الزوج من زوجته في نجاسة طمثها وأن لا يعطى زوجته لرجل آخر (لا 18: 9- 20).
2- كمـا نهي الله عـن زواج اليهـود بالأمــم
فقال الله: ” أحترز أن تقطع عهداً مع سكان الأرض وتأخـذ من بناتهم لبنيك فتزنى بناتهم وراء آلهتهن ويجعلن بنيك يزنون وراء آلهتهـن” (خر34: 15, 16). وقال أيضاً ” لا تقطع عهداً مع (الأمم) ولا تصاهرهم. بنتك لا تعط لإبنه , وبنته لا تأخذ لإبنك. لأنه يرد إبنك من ورائى فيعبد آلهة أخرى فيحمى غضب الرب عليكم ويهلككم سريعاً ” (تث7: 3,4)
وأوصى يشوع بن نون الشعب قائلاً:“ولكن إذا رجعتم وصاهرتم (الشعوب التى حولكم) ودخلتم إليهم وهم إليكم فاعلموا يقيناً أن الرب إلهكم لا يعود يطرد أولئك الشعوب من أمامكم فيكونون فخاً وشوكاًًً في أعينكم حتى تبيدوا عن تلك الأرض الصالحة التى أعطاها إياها إلهكم” (يش23: 12, 13)
3- ونهي بولس الرسـول عـن زواج غيـر المؤمنـات
” لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين لأنه أية خلطة للبر والإثم وأية شركة للنور مع الظلمة وأى أتفاق للمسيح مع بليعال وأى نصيب للمؤمن مع غير المؤمن وأية موفقة لهيكل الله مع الأوثان فإنكـم أنتـم هيكـل الله الحى” (2كو6: 14- 17).
ثالثـاً: تعـدد الزوجـات
من بدء الخليقة كان أمر الله صريحاً بالاكتفاء بالزوجة الواحدة ولما انتشر الشر بين البشر تعدوا وصية الله وتزوجوا بأكثر من زوجة وأول من انحرف عن وصية الزوجة الواحدة هو لامك الذي من نسل قايين – القاتل الأول في العالم – إذ تزوج بإمراتين عادة وصلة (تك 4: 23).
وفي أيام نوح إنحط مبدأ الزواج فذكر الكتاب المقدس: “وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا…. ودخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم أولاداً” (تك6: 1-4).
ولم تكتف البعض بذلك بل تعدوا وصية الله وصاروا سفاحى القربى وفعلوا ما هو محظور ومحرم وغير مشروع.
وفي أيام موسى صار تعدد الزوجات هو العادة السائدة في ذاك الزمان ولكن موسى لم يصرح لهم بذلك فالناموس الموسوى منع التعدى على قصد الله السامى من الزواج وأوضح المشاكل العائلية المترتبة من تعدد الزوجات فذكر بالتفصيل ما حدث في عائلة القانة الذي تزوج بحنة وفننة والغيرة التى حدثت بينهما والإنقسام العائلى لبيت القانة.
لقد أوضح الكتاب المقدس البلاء الذي حدث في بيت القانة نتيجة زواجه بأكثر من واحدة كما ذكر ما حدث من نكبات في بيت داود نتيجة تعدد الزوجات فقال: ” وأخذ داود أيضاً سرارى ونساء من أورشليم فولد أيضاً بنون وبنات ” (2صم 5: 13).
وأوضح الدمار الذي حدث لعائلة سليمان نتيجة زواجه من أجنبيات فقال: “وأحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة من بنت فرعون موآبيات وعمونيات وأودميات وصيدونيات وحيثيات من الأمم الذي قال عنهم الرب لبنى إسرائيل لا تدخلون إليهم وهم لا يدخلون إليكم لأنهم يميلون قلوبكم وراء آلهتهم فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة وكانت له سبعمائة من النساء السيدات وثلثمائة من السرارى فأمالت نساؤه قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملاً مع الرب إلهة كقلب داود أبيه” (1مل 11: 1- 4).
بتعدد الزوجات كان على الزوج أن يسكن ويطعم زوجاته القاطنات إما في مسكن واحد أطلق عليه بيت النساء (أش2: 3, 9, 1مل 7: 8) أو في مساكن منعزلة وكل زوجة لها خيمة مستقلة (تك 31: 33) وعند الأكل يجتمعن على مائدة واحدة.
رابعــاً الطــلاق
إن الفكر الإلهي لتحليل الطلاق هو أن، يكون حامياً لرباط الزواج المقدس بحرمان المذنب من حق الزواج لسوء تصرفه وسلوكه الشرير وسمح به في حالة وقوع أى من الرجل أو المرأة في خطيئة الزنى. فقال السيد المسيح: ” إن من طلق إمرأته إلا لعلة الزنى يجعلها تزنى” (مت5: 35).
- الطـلاق في العهـد القديــم
صرح الناموس بالطلاق ليكون رادعاً للمرأة عن الفسق والخلاعة, وأن يكون وسيلة تعسف الرجل وإيزاء زوجته الجسدى فقال الرب: ” إذا أخذ رجل إمرأة وتزوج بها فإن لم تجد نعمة في عينية لأنه وجد فيها عيب شئ وكتب لها كتاب طلاق ودفعة إلى يدها وأطلقها من بيته, ومتى خرجت من بيته وذهبت وصارت لرجل آخر…. إذا مات الرجل الأخير الذي اتخذها لتصير له زوجه…..” (تث 24: 1-4).
في اليهودية كان طالب الطلاق لا يقدم للقضاء طلبه وكن يعلن قراره على الملأ ويعطى زوجته كتاب طلاق, ويوضع فيه إعلان طلاقها وحريتها لتتزوج بآخر كما قال هوشع: ” حاكموا أمكم لأنها ليست إمرأتى وأنا لست رجلها لكن تعزل زناها عن وجهها وفسقها من بين ثدييها” (هو 2: 2).
وكان المعتاد أن تعود المرأة المطلقة إلى بيت والديها ويصرح لها أن تتزوج بآخر على إلا يعقد زواجها كاهن. فلم يكن مصرح لأى كاهن أن يعقد زواج سيدة مطلقة فقال إشعياء: ” لأنك كإمرأة مهجورة ومخزونة الروح دعاك الرب وكزوجة الصبا إذا رذلت قال إلهك ” (إش 54: 6).
وتكلم موسى في الشريعة عن زواج الكاهن وقال: ” هوذا يأخذ إمرأة عذراء أما الأرملة والمطلقة والمدنسة والزانية فمن هؤلاء لا يأخذ بل يتخذ عذراء من قومه إمرأة ” (لا 21: 13, 14).
وشبه الرب شعب الإسرائيلى عندما يغضب الرب عليه لخطاياه بالمرأة الطلقة فقال: ” رأيت أنه لأجل كل الأسباب إذا زنت العاصية إسرائيل فطلقتها وأعطيتها كتاب طلاقها لم تخف الخائنة يهوذا أختها بل مضت وزنت هي أيضاً ” (إر 3: 8).
- رفــض النامـوس الموسـوى طـلاق الحـالات التاليـة:
- رفض طلاق رجل أجبر ليتزوج بفتاة لأنه أذلها (تث 22:19).
- كما رفض طلاق زوج عرف زوجته قبل زواجها (تث 22: 29).
- رفض طلاق رجل إتخذ إمرأة وحين دخل عليها أبغضها ونسب إليها أسباب كلام وأشاع عنها أسماً ردياً وقال هذه المرأة إتخذتها ولما دنوت منها لم أجد لها عذرة. يأخذ الفتاة أبوها وأمها ويخرجان علامة عذرها إلى شيوخ المدينة ويقول أبو الفتاة للشيوخ أعطيت هذا الرجل ابنتى زوجة فأبغضها وها هو قد جعل أسباب…. يأخذ كلام قائلاً لم أجد لبنتك عذرة وهذه علامة عذرة أبنتى…. يأخذ الشيوخ ويؤدبونه ويغرمونه بمئة من الفضة ويعطونها لأبى الفتاة…. فتكون له زوجه لا يقدر أن يطلقها كل أيامه (تث22: 13- 19).
- الطــلاق في العهــد الجديـد
علم السيد المسيح بعدم انفصام عرى الزوجية فالزواج رمز للرباط القوى بينه وبين كنيسته, ووحدة الزوج والزوجة رمز للوحدة بين الله وشعبه وبنفس الفكر الإلهي تكلم رجال العهد القديم والجديد كما في (إش 54: 5, إر 3: 14, 31, 22, هو 2: 19, مت 9: 15).
وأن كان المسيح ذكر كتاب الطلاق الموسوى وبين السبب الأ وحد للطلاق هو الزنا إلا أنه لم يجعل الطلاق حتى في هذه الحالة إلزامى أو أجبارى.
ويتضح من كلمات السيد المسيح عن الطلاق كما هو واضح في (مت5: 31, 32, 19: 3- 9, مر 10: 2- 12, لو 16: 18) أنه إذا تمزق الزواج لعدم إخلاص أى من الرجل أو المرأة فلن يتمزق بالأكثر بواسطة الطلاق.
وبولس الرسول هو الوحيد الذي تكلم عن الزواج والطلاق كما يلى:
أ- أوضــح مـا قالــه السيـد المسيـح عــن الزواج
وقال: ” أن المرأة التى تحت رجل هي مرتبطة بالناموس بالرجل الحى ولكن إن مات الرجل فقد تحررت من ناموس الرجل فإذا مادام الرجل حياً تدعى زانية أن صارت لرجل ولكن إن مات الرجل فهي حرة من الناموس أنها ليست بزانية إن صارت لرجل آخر ” (رو7: 2, 3)
ب- أمر أن لا تفارق المرأة رجلها وإن فارقته فتلبث غير متزوجة:
لم يبحث بولس عن أسباب تمزيق الرباط الزوجى ولكنه حث المنهج الأخلاقى المصاحب للعلاقة بين الرجل والمرأة من أسلوب وسلوك ومعنويات العلاقة لقد ركز كلامه في أن المرأة لا تفارق رجلها وإن فارقته فتلبث غير متزوجة أو تصالح زوجها ولا يترك الرجل إمرأته فقال: ” أما المتزوجون فأوصيهم لا أنا بل الرب أن لا تفارق المرأة رجلها وإن فارقته فتلبث غير متزوجة أو لتصالح رجلها ولا يترك الرجل إمرأته” (1كو7:10, 11).
ج- أمر الداخلين في الإيمان أن لا تفارق الرجل إمرأته حتى ولو كان أحدهما غير مؤمن:
فقال: ” إن كان أخ له إمرأة غير مؤمنة وهي ترضى أن تسكن معه فلا يتركها والمرأة التى لها رجل غير مؤمن وهو يرضى أن يسكن معها فلا تتركه. لأن الرجل غير المؤمن مقدس في المرأة والمرأة غير المؤمنة مقدسة في الرجل ” (1كو7: 12- 14)
لقد أثار بولس الرسول جدلاً كثيراً في موضوع زواج المؤمن بغير المؤمنة وعدم التصريح بالطلاق إلا لعلة الزنى فقط.
فالإنجيل لم يعط طريقاً سهلاً لإنفكاك الزواج بل أكد ضرورة وعدم الحكم بالطلاق وضرورة علاج أسباب الشقاق فقال بولس الرسول: ” إن المرأة لا تفارق زوجها وإن فارقته فلتلبث غير متزوجة”.
وفي النهاية نقول أن مصائب الطلاق تحل على أطفال البيت المنشق ومهما كانت أسباب سوء التفاهم العائلى فرجوع كل من الزوج والزوجة لنفسه, وكشفه لأخطائه ونظره إلى فضائل ومزايا الشريك الأخر, يهدئ غضبه ويرجعه إلى نفسه كرجوع الابن الضال إلى أبيه وبذلك يعود الصفاء لهذا البيت المنقس
قوانين العائلة
أ- قوانيـن الــزواج
- يجب أن يكون للزوج زوجة واحدة فقط
” ليكن الشمامسة كل بعل إمرأة واحدة” (1تى 3: 12).
- يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته
” لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته ويكونان جسداً واحداً ” (تك 2: 24).
ب- واجبـات الأزواج نحـو الزوجات:
- اعتبارهـن وتكريمهـن
” أيها الرجال كونوا سالكين بحسب الفطينة مع الإناء النسائى كالإضعف معطين أياهن كرامة كالوارثات أيضاً معكم نعمة الحياة لكى لا تعاق صلواتكم ” (1بط3: 7).
- ومحبتهـن:
” كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسامهم من يحب إمرأته يجب نفسه” (أف 5: 25).
- وملاحظتهـن كأنفسهـم:
قال السيد المسيح: ” من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته ويكون الإثنان جسداً واحداً ” (مت 19: 5).
- والعيشة معهن مدى الحياة:
” ليسا بعـد إثنيـن بـل جسد واحد فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسـان ” (مت 19: 6)
- والأمانـة لهـن:
” إن الرب هو الشاهد بينك وبين إمرأة شبابك…. وهي قرينتـك وإمرأة عهـدك فاحـذروا لروحكم ولا يغـدر أحد بإمرأة شبابه ” (ملا 2: 14, 15).
- ومشاورتهــن:
” فأرسل يعقوب ودعا راحيل وليئة إلى الحقل إلى غنمه وقال لهما أنا أرى وجه أبيكما أنه ليس نحوى كأمس وأول من أمس ولكن إله أبى كان معى.. فأجابت راحيل وليئة وقالتا له.. كل ما قال لك الله أفعل” (تك 31: 4- 16).
ج- واجبــات الزوجــة:
- محبة الزوج والأولاد
” ينصحن الحدثات أن يكن محبات لرجالهن ويحببن أولادهن”(تى2: 4)
- احتـرام الأزواج:
” أما المرأة فتلهب رجلها ” (أف5: 33).
- الأمانـة المطلقـة:
” ليـوف الرجل المرأة حقهـا الواجـب وكذلك المرأة أيضاً الرجل ” (1كو7: 3). ” ليس للمرأة تسلط على جسدها بل للرجل وكذلك الرجل أيضاً ليس له تسلط على جسده بل للمرأة ” (1 كو 7:4).
” لا يسلب أحدكم الآخر إلا يكون على موافقة إلى حين ” (17: 5).
- الخضـوع الكامـل
قال الرب للمرأة: ” وإلى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك ” (تك 3: 16).
” أيها النساء أخضعن لرجالكن كما للرب لأنه الرجل هو رأس المرأة” (أف 5: 22).
” أيها النساء كن خاضعات لرجالكن حتى وإن كان البعض لا يطيعون الكلمة يربحون بسيرة النساء بدون كلمة ” (1بط 3: 1).
- الطاعــة:
” متعقلات عفيفات ملازمات بيوتهن صالحات خاضعات لرجالهن لكى لا يجدف على كلمة الله ” (تى 2: 5).
- وضـع الشرائـع لأ ولادهـن وبناتهـن:
لقد وضعت الأمهات المثاليات شرائع الأبناء والبنات حتى يعيش الجميع بإستقامة قلب وفي خوف الله فقال سليمان الحكيم:
” إسمع يا أبنى تأديب أبيك ولا ترفض شريعة أمك ” (أم 1: 8).
وقـال: ” يـا إبنـى أحفـظ وصايا أبيك ولا تترك شريعة أمأك ” (أم 6: 20)
واجبـات الأبنــاء:
- يقـدم الأولاد الطاعـة لأمهاتهـم:
أنذر الله الأبناء العاصين لوالديهم بالخزى والخراب: ” المخرب أباه والطارد أمه هو إبن مخز ومخجل ” (أم 19: 26).
” من سب أباه أو أمه ينطفئ سراجه في حدقة الظلام ” (أم 20: 20).
” العين المستهزئة بأبيها والمحتقرة إطاعة أمها تقورها غربان الوادى وتأكلها فراخ النسر” (أم 30: 17)
- الله أمر الأبناء توقير الأمهات أسوة بالآباء
فقال الله: ” أكرم أباك وأمك لكى تطول أيامك على الأرض التى يعطيك الرب إلهك” (خر20: 12)
- ووضع الله أحكاماً قاسية على كل من يلعن أباه أو أمه:
” كل إنسان سب أباه أو أمه فإنه يقتل. قد سب أباه أو أمه دمه عليه” (لا20: 9)
د- واجبــات الأم نحــو أطفالهــا:
أولاً: في الأسرة اليهودية
- تدبيـر بيتهـا
كانت الزوجة اليهودية تدير بيتها بحرية وحصافة وذكاء وكانت في بيتها لزوجها ولأولادها لذلك كانت محترمة, ومتحررة في عملها بالبيت, وبها يثق قلب زوجها, ومع ذلك كانت تطيع زوجها طاعة عمياء وكأنها واحدة من القطيع. هذا كان ملحوظاً أيام البطاركة الأول إبراهيم وإسحق ويعقوب.
- العنايـة بالأطفـال
وكانت الأم تعتني بأطفالها في سنيهم الأولى, وحبها نابع من حب الله لأبنائه كما يقول إشعياء النبى: “هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم إبن بطنها حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك” (إش49: 14, 15)
- قـدوة لبيتهـا
كانت الأم تلاحظ أبناءها وتقودهم لممارسة الطقوس الدينية كما فعلت حنة مع صموئيل النبى وتكرر لهم كلام الله حتى ينقش على قلوبهم فيكونون في آمان عندما يصلون إلى سن المسئولية. لذلك قال موسى للشعب: ” أما أنتم الملتصقون بالرب إلهكم فجميعكم أحياء اليوم قد علمتكم فرائض وأحكاماً كما أمرنى الرب إلهي لكى تعلموا هكذا في الأرض التى لأنت داخلون إليها لكى تمتلكوها” (تت4: 4, 5)
- تعلـم الأبنـاء
وأمر الله الأم أن تعلم أبناءها ” فضعوا كلماتى هذه على قلوبكم ونفوسكم… وعلموها أولادكم متكلمين بها حين تجلسون في بيوتكم, حين تمشون في الطريق وحين تنامون وحين تقومون ” (تث 11: 18, 19).
وكذلك أوصى رجال العهد القديم تعليم الأبناء تاريخ الشعب الإسرائيلي فقال يشوع بن نون: ” إرفعوا كل رجل حجراً واحداً… لكى تكون هذه علامة في وسطكم إذا غداً بنوكم قائلين ما لكم وهذه الحجرة تقولون لهم إن مياه الأردن قد انفلقت أمام تابوت عهد الرب عند عبوره الأردن.. فتكون هذه الحجارة تذكاراً لبنى إسرائيل إلى الدهر” (يش4: 4-7).
وقال كاتب المزامير: ” أقام شهادة في يعقوب ووضع شريعة في إسرائيل التى أوصى آباءنا أن يعرفوا بها أبناءهم لكى الجيل الآخر بنون يولدون الله فيقومون ويخبرون أبناءهم فيجعلون على الله اعتمادهم ولا ينسون أعمال الله بل يحفظون وصايا ” (مز78: 5- 7).
وبهذا النهج تكلم سليمان الحكيم: ” فإنى كنت أبناً لأبى غضاً ووحيداً عند أمى وكان يربنى ويقول لى ليضبط قلبك كلامي أحفظ وصاياي فتحيا إقتن الحكمة إقتن الفهم لا تنسى ولا تعرض عن كلمات فهي لا تتركها فتحفظك أحببها فتصونك.. تاج جمال تمنحك” (أم 4: 3- 9)
وأوضح الكتاب المقدس فائدة تعليم الأم لأبنائها فقال كاتب المزامير: ” كسهام بيد جبار هكذا أبناء الشبيبة” (مز127: 4, 5) وقال ” لكى يكون بنونا مثل الغروس النامية في شبيبتها. بناتناً كأعمدة الزوايا منحوتات حسب بناء هيكل… طوبى للشعب الذي له كهذا” (مز 144: 12- 15).
- تعليـم الأبنـاء بمحبـة:
وحذر الكتاب المقدس الأمهات والآباء من استخدام الشدة أو العبوسة أو الصرامة في تعليم الأبناء فقال: “الجهالة مرتبطة بقلب الولد عصا التأديب تبعدها عنه” (أم22: 15, 23: 13, 29: 17).
ثانياً في الأسرة المسيحية
أوصى السيد المسيح بالأطفال الصغار فهم أمثلة لأولئك المنتخبين لخول ملكوت السموات فقال:” أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال” (مت11: 25).
وأوصى الله الأبناء بطاعة الوالدين (خر20: 12, لا19: 3, أم1: 8, 6: 20) فهي الوصية الوحيدة المرتبطة بوعد فقال بولس الرسول: “أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب لأن هذه حق أكرم أباك وأمـك التى هي أول وصية بوعد لكى يكون لكم خير وتكونوا طوال الأعمار على الأرض” (أف6: 1-3).
هـ- حقــوق الأرامـــل
أهتم العهد القديم بالأرامل
وضـع الله القوانين التى تحمى الأرملة وتسندها في دعواها وحياتها وأوضـح الآتـى:
- العنايـة الخاصـة بهـن.
اعتبر الله نفسه أباً لهن فقال داود: ” أب اليتامى وقاضى الأرامل الله في مسكن قدسه” (مز68: 5).
وقـال أيضاً: الرب يحفظ الغربـاء ويعضـد اليتيـم والأرملـة” (مز146: 9, أم 15: 25).
تعود الأرملة التى تنجب أبناء إلى بيت أبيها فقال: ” وأما إبنة كاهن قد صارت أرملة أو مطلقة ولم يكن لها نسل ورجعت إلى بيت أبيها كما في صباها فتأكل من طعام أبيها ” (لا 22: 13, تك 38: 11).
- عـدم إسـاءة معاملـة الأرملـة
فقال: ” لا تسئ إلى أرملة ولا يتيم إن أسأت إليه فإنى إن صرخ إلى أسمع صراخه فيحمى غضبى” (خر22: 22).
- للأرملـة نصيـب في العشـور
في آخر ثلاث سنين تخرج كل عشر محصولك.. وتضعه في أبوابك فيأتى اللاوى لأنه ليس له قسم ولا نصيب معك والغريب واليتيم والأرملة التى في أبوابك ويأكلون ويشبعون لكى يباركك الرب إلهك في كل عمل يديك الذي تعمل” (تث14: 28, 29).
- اعتنى رجال الله بقضايا الأرامل
فاهتم اليشع بأرملة النبى التى لها ولدين وبارك في دهنة الزيت التى لها وقال لها ” أذهبى وبيعى الزيت وأوفي دينك وعيشى أنت وبنوك بما بقـى” (2مل 4: 1).
وأمر إشعياء بالدفع عن الأرملة: ” تعلموا فعل الخير اطلبوا الحق انصفوا المظلوم لليتيم حاموا عن الأرملة ” (إش 1: 17).
ووعد الله على لسان إرميا بالخير لمنصفي الأرامل: ” إن لم تظلموا الغريب واليتيم والأرملة.. فإنى أسكنكم في هذا الموضع في الأرض التى أعطيت لآبائكم من الأزل وإلى الأبد” (إر7: 6).
اهتم العهد الجديد بالأرامل
- مدح السيد المسيح الأرملة التى ألقت الفلسين في الخزانة: لأنها أعطت كل ما لديها لخدمة الهيكل وقال: ” بالحق أقول لكم أن هذه الأرملة الفقيرة ألقت أكثر من الجميع.. ومن أعوزاها ألقت كل المعيشة التى لها” (لو21: 1- 4).
- وأوصى بولس الرسول تيموثاوس الاهتمام بالأرامل وقال: ” أكرم الأرامل اللواتى هن الحقيقة أرامل” (1تى5: 4).
” لتكتتب الأرملة إن لم يكن عمرها أقل من ستين سنة امرأة رجل واحد” (1تى5: 9).
- الاهتمام بالأرامل القديسات:” مشهوداً لها في أعمال صالحة إن تكن قد ربت الأولاد أضافت الغرباء غسلت أرجل القديسين ساعدت المتضايقين إتبعت كل عمل صالح” (1تى5: 10).
- مساعدة الأرامل مالياً: ” إن كان المؤمن أو مؤمنة أرامل فليساعدهن ولا يثقل على الكنسية لكى تساعد هي اللواتـى هن الحقيقـة أرامـل” (1تى5: 16).
- من علامات التدين الحقيقى الاهتمام بالأرامل: قال يعقوب الرسول: ” الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم” (يع 1: 27).
ثالثا: بعض قوانين الكتاب المقدس لرعاية النساء
- شريعـة إرث النســـاء
أمر الرب موسى قائلاً: ” كلم بنى إسرائيل قائلاً أيما رجل مات وليس له ابن تنقلون ملكه إلى أبنته” (عد27: 8).
- شريعــة تطهـير النســـاء
” إذا حبلت امرأة وولدت ذكراً تكون نجسة سبعة أيام.. وفي اليوم الثامن يختن لحم غرلته ثم تقيم ثلاثة وثلاثين في دم تطهيرها… وإن ولدت أنثى تكون نجسة أسبوعين كما في طمثها ثم تقيم ستى وستين يوماً في دم تطهيرها” (لا 12: 1- 8).
- شريعـــة (الوالـــى)
إذا سكن إخوة معاً ومات واحد منهم وليس له ابن فلا تصر امرأة الميت إلى خارج لرجل أجنبى أخو الزوج يدخل عليها ويتخذها لنفسه زوجة ويقوم لها بواجب أخى الزوج والبكر الذي تلده يقوم باسم أخيه الميت لئلا يمحى اسمه من إسرائيل (تث25: 5- 6).
- شريعـــة الفكـــاك
إن لم يرض الرجل أن يأخذ امرأة أخيه تصعد امرأة أخيه إلى الباب إلى الشيوخ وتقول قد أبى أخو زوجى أن يقيم لأخيه اسماً في إسرائيل لم يشأ أن يقوم لى بواجب أخى الزوج فيدعوه شيوخ مدينته ويتكلمون معه فإن أصر وقال لا أرضى أن أتخذها تتقدم امرأة أخيه إليه أمام أعين الشيوخ وتخلع نعله من رجله وتبصق في وجهه وتقول هكذا يفعل بالرجل الذي لا يبنى بيت أخيه فيدعى اسمه في إسرائيل بيت مخلوع النعل (تث25: 7- 10, راجع رعواث الاصحاح الرابع).
رابعا: وصايا الكتاب المقدس للنساء
أ – الملابــس والمزينــة
وصايا العهـد القديم
– حواء أول خياطة في العالم صنعت أغطية لجسمها ولجسم زوجها من ورق الشجر (تك 3: 7) ومنذ بدء الخليقة كانت المرأة ماهرة في تهيئة بيتها بمختلف أنواع الملابس والأغطية والزخارف والزينة.
– قال إشعياء النبى عن اهتمام المرأة العبرانية بالزينة الخارجيـة: ” من أجل أن بنات صهيون يتشامخن ويمشين ممدودات الأعناق وغامزات بعيونهن وخاطرات في مشيهن ويشخشخن بأرجلهن.. ينزع السيد في ذلك اليوم زينة الخلاخل والضفائر والأهلة والحلق والأساور والبراقع والعصائب والسلاسل والمناطق وحناجر الشمامات والأحراز والخواتم وخزائم الأنف ولثياب المزخرفة والعطف والأردية والأكياس والمرائى والقمصان والعمائم والأزر” (إش3: 16- 22).
– حـرم الله المرأة من لبس ملابس الرجال فقال الرب: ” لا يكن متاع رجل على امرأة ولا يلبس رجل ثوب امرأة لأن كل من يعمل ذلك مكروه لدى الرب إلهك” (تث 22:5).
ولما كان الجلباب هو الملبس المغطى لجسم الرجل والمرأة في تلك الأزمنة تغير الطراز بين الاثنين في التفصيل والتطريز وطريقة الخياطة والطول واللون كما وأن غطاء الرأس المرأة كان يختلف عن العمامة التى على رأس الرجل.
وكانت المرأة متوسطة الحالة تنتج ملابس جميلة كما قال سليمان: ” تمد يديها إلى المغزل وتسك كفها بالفلكة” (أم 31: 19).
وصايــا العهــد الجديــد
أما في العهد الجديد فقد نصح الرسل المرأة المسيحية بالآتى
- لا تكون زينتهن الزينة الخارجية من ضفائر وذهب:
” النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ودع وتعقل لا بضفائر أو ذهب أو لآلئ أو ملابس كثيرة الثمن” (1تى 2: 9).” لا تكن زينتكن الزينة الخارجية من ضفر الشعر والتحلى بالذهب ولبس الثياب” (1بط3:3).بل يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع وتعقل
- أن تكون زينتهن زينة الروح الوديع الهادئ
” ملاحظين…إنسان القلب الخفي في العديمة الفساد زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن فإنه هكذا كانت قديماً النساء القديسات أيضاً المتوكلات على الله يزين أنفسهن” (1بط 3: 4, 5).
- أن تكون زينتهن بالأعمال الصالحة
” النساء يزين أنفسهن… كما بنساء متعاهدات يتقوى الله بأعمال صالحة (1تى2: 10)… ” مشهوداً لهن أعمال صالحة إن تكن قد ربت الأولاد أضافت الغرباء غسلت أرجل القديسين ساعدت المتضايقين, إتبعت كل عمل صالح” (1تى5: 9, 10).
ب- أعمـــال المــرأة
كـان عمـل المـرأة الأساسـى في البيـت:
- طحن الغلال بالرحى (تث24: 6, مت 24: 41).
- تجهيز الزبد وتحضير المائدة (تك18: 6, 2صم 13: 8, يو12: 2).
- دعوة واستقبال الضيوف (قض4: 18, صم25: 18, 2مل4: 8-10)
- ملء الجرار من الأبيار (1صم 9: 11), يو4: 7).
- رعاية الماشية والأغنام (تك24: 11, 15- 20 )
- كمـا اهتمـت بالتطريـز وأشغـال الإبـرة لمساعدة البيت ماليـاً (أم31: 13, 14).
ج- خدمــة النســاء الدينيــة
المـرأة قـوة دافعـة لنمـو حيـاة الأسـرة الروحيـة
المرأة أول من إنتهك أمر الله وأغرت الرجل لفعل الإثم والخطيئة فحواء خدعت آدم فأكل آدم من الشجرة المنهي عنها لكنها استردت مركزها وصارت هي القوة الدافعة لنو حياة الرجل الروحية والدينية.
لقد أوضح الكتاب المقدس أسماء سيدات وتقيات عابدات الله كرسن أنفسهن وحياتهن للصلاة والعبادة بإخلاص وتفانى مثل حنة النبية ومثل السيدة العذراء مريم القديسة العفيفة أم الله التى بإيمانها وتقواها ونذرها البتولية واتضاعها وحفظها لكلام الله تباركت وباركت جميع النساء.
وفي العصر الرسولى كانت خدمة المرأة ظاهرة في كنيسة المسيح وامتازت المرأة بصلواتها الحارة, وتكريس قلبها والتضحية من أجل الكلمة والسهر على تعليم وتبشير الآخرين كما لم يفوتها المساعدة المادية للخدمة والخدام.
وفي العصر الحاضر نجد أن الكنائس تمتلئ بالسيدات أكثر من الرجال كما وأن انتظام السيدات في حضور القداسات والاجتماعات الروحية والتربية الكنسية وافتقاد العائلات ورعاية الأسر الفقيرة فاق جهاد الرجال.
لقد خدمت المرأة المسيحية مع بولس الرسول وأكد ذلك في رسالته إلى أهل فليبى ” أطلب إلى أفودية وأطلب إلى سنتيخى أن تفتكرا فكراً واحداً في الرب… ساعد هاتين اللتين جاهدنا معى في الأنجيل” (في4: 2, 3 )
انتظروا الجزء الثالث من المرأة في الكتاب المقدس
الخاص بجدات السيد المسيح