ادخل إليه ف12 – الفردوس بين يديك – الأب أنتوني م. كونيارس
الفردوس بين يديك
هأنذا واقف على الباب وأقرع
الفصـل الثاني عشر – اُدخُل إليه
هذا هو سبـب قـرعه علـى بـاب قلبـك.
فهو يتمنَّى أن يجعلك لا مجرد مُضِيف،
بل عروسه المحبوبة.
لماذا لا يسمع بعض الناس القرع
- عندما يقرع يسوع، ساعيًا أن يدخل حياتنا، فإنه يكون متشوِّقًا جدًّا أن يأتي ليكون معنا, حتى أنَّه يقوم بأكثر من مجرد القرع: فهو ينادينا بأسمائنا! وهذا هو معنى الكلمات: «هأنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب… ». إنه لا يكتفي بالقرع، لكنه يدعونا بأسمائنا أيضًا! والمشكلة التي تكمن في كثيرين اليوم هي أنَّنا لا نستطيع سماع صوت القرع أو سماع صوت يسوع على الباب, فالصوتان غارقان في خضم ضوضاء البيت: التلفاز المرتفع، الراديو، الاستريو، الدشِّ, الانهماك في الصخب، والكتب، والمجلات، والسياسات، والأعمال والإجازات. أليس من الغريب إذن أنَّنا نجد الوقت لكل هذه الأمور في حين أنَّنا لا نجد وقتًا ليسوع؛ ولا للصلاة ولا للتأمُّل. إن كل هذه الأمور المُشتِّتَة للذهن تمنعنا إن جزئيًّا أو كليًّا عن سماع صوت القرع وصوت يسوع على الباب, فأمور الحياة المُفضَّلَة من الدرجة الثانية, كالعمل والعائلة, تتنافس لمزاحمة الأفضل من الدرجة الأولى.
- هناك آخرون ببساطة لا يريدون سماع صوت يسوع.
قصَّة:
- سأل صبي صغير أباه بعد رؤية صورة الفنان هولمان هانت Holman Hunt التي تُوضِّح يسوع واقفًا على الباب: “أبي لماذا لا يسمح الناس ليسوع بالدخول؟” فهمس له الأب قائلاً: “لست أدري يا ابني.” وبعد دقيقة تكلَّم الصبي الصغير ثانيةً: “أبي عرفت الآن لماذا لا يسمحون ليسوع بالدخول، إنَّهم يعيشون في البدروم، وبالتالي لا يمكنهم سماع صوت قرعاته.” إننا نزور قاع المنـزل نادرًا جدًّا، لكننا لا نعيش فيه, لا أحد يحتاج أن يبقى في مستنقع الخطيَّة، أو التمركز حول الذات، أو رثاء الذات، حيث يمكنه النهوض بتسلُّق خطوات الإيمان، بالتوبة، والاعتراف. يمكن لكلِّ شخص أن يفتح الباب للسماح بغفران الله وسلامه أن يغمرا حياته. لدينا هذان الشرطان الجوهريَّان: “إن سمع أحد صوتي” و “إن فتح الباب.” إن سمعنا صوته وفتحنا الباب، فإنَّ وعده هو: “أدخل إليه.”
المُحَوِّل The Transformer:
- لكي نفهم تمامًا معنى هذه الكلمات: “أدخل إليه” دعني أستخدم هذا الشَّرح. هناك جهاز بالقرب من بيتنا فيه أسلاك وصندوق مستطيل اسمه مُحوِّل. تعلَّمت أن هذا المُحوِّل هو وسيلة لتغيير نسبة التيار إلى الفولت. وبمعنى آخر فإن المُحوِّل يحصل على الكهرباء من المصدر الأوسع ويقلِّلها لسعة التيار المستخدم. الكهرباء يمكنها تشغيل البيوت، وإدارة الماكينات الضخمة، وإنارة عالمنا, ولكن بدون هذا المُحوِّل لتقليل الكهرباء وتوجيهها، فإن الكهرباء تصبح هائلة جدًّا على مستوى الاستخدام, وسوف يَحدُث انفجارٌ هائلٌ حينما تصل الكهرباء إلى بيوتنا.
- والرب يسوع مثل هذا المحوِّل, فبدون المسيح، لم يكن يتسنى لله في الواقع أن يُبيِّن لنا ذاته, فقد كانت الطاقة هائلة المقدار, وحينما أطلق الرب يسوع جزءًا من قوَّته الإلهيَّة أثناء التجلِّي كان الأمر لا يُحتَمَل, فتلاميذه لم يمكنهم حتى احتمال النظر إليه, وكان وجهه لامعًا جدًّا! في يسوع، حَدَّ (حجب) الله قوَّته بطريقة غامضة سريَّة حتى يمكنه التواصل معنا. كان هذا في الرب يسوع، كلمة الله الأبدي، الواحد الذي له وبه كل الأشياء، الواحد الذي يحل فيه ملء الله جسديًّا، الواحد الذي يتماسك فيه ويقوم كل شيء، الواحد الواقف على باب حياتك وحياتي ويقول: “إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه.”
أدخل إليه:
- قال الرب يسوع : “أدخل إليه.” فَهِم القديس بولس هذه الحقيقة جيِّدًا حتى كتب في (أف16:3): «ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم.» تقول ترجمة أخرى: “ليستقر المسيح ويستريح بالإيمان في قلوبكم.” إن أحد تعاليمنا المدهشة عن إيماننا المسيحي هي أن يسوع المسيح بنفسه سوف يدخل القلب فعلاً، لا مجرَّد زيارة، بل للاستقرار والاستراحة فيه، وذلك من خلال حضور الروح القدس, سيجعل المسيح من قلب الإنسان مسكنه الخاص، أي بيته.
- تقول المتصوِّفَة الإنجليزية جوليا Julia:
“الله جعل نفس الإنسان مسكنه الخاص.”
وسوف يكون الأمر مأساة بالفعل لو أنَّنا بنينا كنيسة لعبادة الله الحي وجعلنا أولادنا يستخدمونها لتخزين القمح, وسوف تكون المأساة أكبر عندما يخلقنا الله لنكون مسكنًا لروحه وملكوته، بينما نكون نحن مجرَّد أوعية للأطعمة الجيِّدة من الداخل, وأسطُح لمستحضرات التجميل والمنسوجات من الخارج.
- “الله جعل من نفس الإنسان مسكنه الخاص.”
- “أدخل إليه”:
- عبَّر يسوع عن هذه الرغبة في (يو23:14) حينما قال: «إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي، وإليه نأتي، وعنده نصنع منـزلاً.» الرب يسوع لا يدخل وحده، لكن الآب والروح القدس يدخلان معه. لوصف ما يحدث في القلب عندما يُحقِّق يسوع وعده القائل: “أدخل إليه” كتب القديس مقاريوس Makarius الكبير يقول:
“هناك أعماقٌ لا يُسبَر غورها داخل القلب, فالله هناك مع ملائكته، النور والحياة هناك، والملكوت والرسل، والمَن السماوي وكنوز النعمة، فهناك الكلُّ.”
ينصب خيمته في وسطنا:
- “أدخل إليه”:
- قدَّم الله وعدًا مميَّزًا لموسى في العهد القديم, قال له إنه سينصب خيمته ويسكن في وسط شعبه. إنََّّ رغبة الله في أن ينصب خيمته فينا هي أحد الموضوعات المركزية في الكتاب المقدس, وقد تحقَّقَت في التجسُّد. كتب القديس يوحنا يقول: «والكلمة صار جسدًا وحلَّ بيننا.» (يو14: 1) والكلمة اليونانية التي ترادف كلمة “يحل” معناها الحقيقي “ينصب خيمة”. وهكذا جاء المسيح لينصب خيمته لا وسط شعبه فحسب، بل داخل كل منَّا. من سفر الخروج حتى سفر الرؤيا, آخِر أسفار الكتاب المقدَّس, نجد أن الموضوع المركزي هو مجيء الله القدوس كي ينصب خيمته: أولاً في هيئة خيمة الاجتماع في البرية، ثم هيكل سليمان، ثم في المسيح، ثم المسيح فينا, وهذا هو سبب مجيئه إلينا شخصيًّا إلى باب كل قلب ويقرع. إنَّه يرغب أن ينصب خيمته فيك وفيَّ. «هوذا مسكن الله مع الناس، وهو سيسكن معهم، وهم يكونون له شعبًا، والله نفسه يكون معهم إلهًا لهم.» (رؤ 3:21) لدينا صلاة جميلة في الكنيسة الأرثوذكسية تُصلَّى في كل خدمة تقريبًا وهي: “أيها الملك السماوي، يا روح الحق.. هلمَّ تفضَّل وحلَّ فينا (انصب خيمتك)”.
زكَّا, ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك:
نفس هذه الرغبة: “أدخل إليه” عبَّر عنها يسوع عندما قال لزكا: «يا زكا،أسرع وانزل، لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك» (لو19: 1-10).
ماذا يحدث عندما يسمح لنا الله برحمته أن نعرف في أنَّه يرغب أن يبقى معنا؟ إننا نعلم ما حدث لزكا, فأفكاره عن المكسب والخسارة بدأت تتغيَّر بصورة جذرية, حيث وجد القوة لحياة مختلفة حين سمع يسوع يقول له إنه رغم ماضيه، فإنه أيضًا ابن لإبراهيم, ومن هنا صار له نصيب في وعود الله. نفس هذه القوَّة يمكن أن تكون لنا. بدأ زكا يُفكِّر في الفقراء، أولئك الذين كان قد تجاهلهم حتى هذه اللحظة. وكان ينوي إعطاء نصف أمواله للمساكين, ورغم أن المحكمة لم تُوجِّه اتهاما لزكا، إلا أنَّه بدأ يُفكِّر في مستحقات مظلوميه. عندما نفتح الباب وندعو الرب يسوع للدخول، فلا أحد سيقول لنا أن نساعد الفقراء؛ ونُقدِّم التعويضات, بل كما فعل زكا سنقوم بهذه الأمور من خلال قوة ومحبة حضوره فينا.
أدخل إليه:
ذات يوم فحص طبيب صبيًّا، لكنَّه لم يجد تفسيرًا لآلام بطن الصغير الغريبة المتواصلة, وفجأة قال الصبي: “أنا أعرف ما هي المشكلة!” فسأله الطبيب: “ما هي؟” فأجاب الصبي: “التفاح الأخضر.” فسأله الطبيب: “وكيف أنت متأكِّد من ذلك؟” فأجاب الصبي: “لديَّ إحساسٌ داخلي.” عندما نفتح الباب ليسوع وندعوه إلى الدخول، فإننا نكتسب نفس النوع من “المعرفة الداخلية” عن أنفسنا مثل زكا, ونعرف ماذا يجب أن نفعل وما يجب أن يكون.
ماذا يفعل المسيح عندما يدخل؟
قال الرب يسوع: “أدخل إليه.” لماذا يريد يسوع أن يدخل؟ الإجابة هي أنَّه يريد أن يُنعم علينا بكلِّ بركات قوَّته وقيامته, بصورة. حينما يكون يسوع داخل البيت، فإنه سيجدِّده، وسيعيد تزيينه وتهيئته, أي أنَّه سيطهِّرنا ويغفر لنا، وسوف يمحو كل ماضينا. إنه يَعِد أن يأكل معنا ويسمح لنا أن نأكل معه, وهذه العبارة تصف مدى تقارب وفرح رفقته. هو لا يهب نفسه لأجلنا فحسب، لكنه يطلب منا أن نهبه أنفسنا أيضًا. لقد كنا غرباء، والآن صرنا أحباءه. كان هناك بابٌ مغلقٌ بيننا، والآن نجلس معًا على نفس المائدة. وعندما يقف على عتبة الباب، لابد أن نسلمه مفتاح كل غرفة من غرف البيت, لأنه يدخل ليجدِّدنا تمامًا ويملأنا «إلى كل ملء الله» (أف19:3).
ليس ضيفًا:
قصَّة:
عندما حَكَمَت الملكة فيكتوريا إنجلترا، كانت أحيانًا تزور بعض الأكواخ المتواضعة لرعاياها. وذات مرَّة دخلت بيت أرملة مسيحيَّة وبقيت هناك للاستمتاع بفترة من شركة الرِّفقة المسيحيَّة. وبعد ذلك قال أحد الجيران للمرأة: يا جدَّتي من هو أعظم ضيف استضفتِه في منـزلك على الإطلاق؟” وتوقَّعوا منها أن تقول إنه الرب يسوع، لأنه بالرغم من سخريتهم الدائمة بسبب شهادتها الدائمة للمسيح، إلا أنهم كانوا يعرفون روحانيتها العميقة, لكن لدهشتهم الشديدة أجابتهم قائلة: “إن أعظم ضيف استضفته هو جلالة الملكة.” فقالوا لها: “هل قلتِ الملكة؟ آه لقد كشفناكِ هذه المرة! فماذا إذن عن يسوع هذا الذي تتحدَّثين عنه دائمًا؟ أليس هو أعظم ضيوفك؟” فكانت إجابتها محدَّدة وروحيَّة, “لا بالحقيقة! فيسوع ليس ضيفي. لكنه مقيمٌ ها هنا!”
هل الرب يسوع ضيفٌ موسمي في حياتك؟ أم أنه يعيش فيها؟ إن أعظم وأكمل الأشياء والتي يتمنَّى إنسان إنجازها, هو أن يقتـرب من الله وأن يسكُن في اتِّحاد معه, وكل ما نقوم به في حياتنا الروحيَّة: الصوم، الصلاة، حضور الخدمات الطويلة في الكنيسة، هي وسائل لتحقيق الاتِّحاد مع الله حتى يأتي ويحل فينا ونحن فيه. إن الهدف الأسمى للصلاة والصوم والتدريبات الأخرى هو فتح الباب للرب يسوع والسكنى معه في اتحاد وعِشرة كاملة.
قال يسوع: “أدخل إليه.” وحينما يأتي فهو يأتي بقوَّة وسلطان. استمع لشهادة إنسان فتح الباب ليسوع, فهو يصف معنى أن يكون المسيح في الداخل بالنسبة له فيقول:
”إن معنى أن يكون المسيح داخلي هو أن أبقى ثابتًا وهادئاً وسط الاضطرابات. المسيح الساكن فيَّ يساند جهودي ويُقوِّي إرادتي. المسيح الساكن فيَّ هو القائل: “واصل المسير. اخطُ خطوة أخرى واحدة”. المسيح الساكن فيَّ هو الذي يتكلَّم من خلالي بكلمات تنقل مشاعر السلام، والثقة، والتفاهم. المسيح الساكن فيَّ هو الذي يقوم منتصرًا على كل تجربة. المسيح الساكن فيَّ هو الذي لا يقبل الهزيمة أبدًا, فأنا أستطيع كل شيء في المسيح الذي فيَّ.
قائمة لا تنتهي:
لو سألك واحد هذا السؤال: “ما الذي يأتي به الرب يسوع حينما نفتح له الباب وندعوه بالدخول؟” فكيف ستجيبه؟ هذه بعض البركات التي يأتي بها:
X غفران الخطايا. التطهير الداخلي. السلام مع الله.
X الحياة الأبدية. عطيَّة الروح القدس.
X القوَّة الداخلية, والمحبة, والفرح.
X القيامة من الأموات. الجسد المُمجَّد. الخلود.
X مكان سكنى في بيت الرب إلى الأبد.
X ومع ذلك فالقائمة لم تبدأ بعد! لأنَّ القائمة لا تنتهي.
أدخل إليه:
إنه يرغب بحرارة أن يدخل حياتنا, وهو يقرع لأنه يتمنَّى أن يقودنا إلى حضور الله. يسوع هو الواحد الوحيد الذي يفتح لنا الباب لحضور ملك الملوك, وعندما يُفتح هذا الباب، فإن ما نجده هو النِّعمة وليس الإدانة أو الدينونة، أو الانتقام، بل لطف الله المدهش الذي ندعوه النعمة. إنه يقرع، لا لمجرد أن يدعونا لنكون ضيوفًا في وليمته الأبدية, بل بالأحرى يتمنى ألا يكون كلٌّ منَّا ضيفه، بل عروسه المحبوبة، المتَّحدة معه تمامًا في المحبة.
وصف القديس مقاريوس ذلك عندما كتب:
”لقد دعيتَ للخلود، كي تكون… عروس الملك. في كل ما حولنا، كل ما ينتمي للعريس يخص أيضًا العروس, وكذلك كل الأشياء التي تنتمي للرب، مهما كان قدرها، فإنه يستودعها فيك. لقد جاء لمساعدتك شخصيًّا ولكي يستردَّ لك ما كان لك من قبل. لكنك لا تفهم ذلك ولا تدرك كرامتك.
أيَّتها النَّفس البشريَّة, اعلمي نُبلكِ وكرامتكِ فأنتِ هي العروس للعريس السَّماوي, أنتِ ثمينة في نظره… خذي لكِ هذا المثال: ملكٌ يجد عذراء مسكينة ترتدي ثيابًا رثَّة. لا يستحي منها، لكنه ينـزع عنها ثيابها المتَّسخة، ويغسل سوادها، ويزيِّنها بأفخر الثياب، وبجعلها شريكة مع المَلِك, ويهديها مكانًا على المائدة ويتشارك معها وليمته. هكذا وجد الرب النفس المجروحة التي كانت منسحقة, فأعطاها الدواء وأزال الثياب السوداء وعار الشر ودثرها بالثياب السماويَّة الملكيَّة، ثياب البِر، الوضَّاءة البهيجة ووضع إكليلاً عليها وجعلها شريكته على المائدة الملكيَّة ودعاها للفرح والسرور.
من عظات القديس مقاريوس الكبير الخمسين
هأنذا واقف على الباب:
قال الرب يسوع: ” أدخل إليه.” عندما يدخل يسوع، لا يدخل بمفرده, لكنه يأتي ومعه أعضاء جسده السرِّي، وكل جماعة القدِّيسين، الذين في السماوات والذين في الأرض. يأتي ومعه المحتاجون, الجياع، والمرضى، وغير المرغوب فيهم, ويتساءل قائلاً: “هل أردتَ أن تقوم بشيء من أجلي؟ إذن قُم به من أجل هؤلاء، أولادي المتألمِّين, ففيما تقوم به لأجلهم، تقوم به من أجلي.”, وعندما يدخل يسوع، فإنه يأتي كي يجعلنا مستعدِّين للمساعدة، كأعضاء من جسده مُهتمِّين بالآخَرين, لنصل بالحب على الدوام للأعضاء الآخرين من نفس هذا الجسد، ولاسيما الأقل نصيبًا.
عِطر التوبة:
كتب القديس يوحنا ذهبي الفم أن النحل لا يستقر في مكان غير نظيف, ولذلك فإنَّ النحَّالين يرشُّون على السلال المجدولة وسائر الأوعية الأخرى التي سيستقر عليها النحل عطورًا وروائح أخرى ينجذب على شذاها, لئلا تطرده بعيدًا أيَّة رائحة أخرى. وهكذا الحال مع القلب البشري الذي هو إناء قادر على قبول المسيح, لابد أن يتطهَّر من كل مرارة وغضب ومن كل خطية وشر, ولابد أن يُرش بعطر التوبة حتى يجذب إليه حضور يسوع.
الباب المسدود والجحيم:
سألني واحد ذات مرة ما هو اعتقادنا عن الجحيم, وبعدما غادرني، خطر ببالي أن الجحيم لابد أن يكون مثل ذلك الإنسان الذي يسمع صوت القرع وصوت يسوع على باب قلبه، لكنه يريد أن يجعل يسوع خارج نطاق حياته, إنه يغلق الباب من الداخل، ويُبقيه مغلقًا، ويضع جدارًا من أكياس الرمل تجاهه. أعتقد أن هذه هي صورة صادقة لما سيكون عليه الجحيم: رفض الإنسان لقبول محبة الله، الإنسان يضع لنفسه متراسًا أمام هذه المحبة على الدوام, ولذلك فإن الجحيم لا يوجد بسبب الله بل بسبب الإنسان. لذا كان كيركيجارد مُحقًّا عندما قال: إننا نختار أن نغلق باب قلوبنا، لأننا نريد أن نحيا في بيت حياتنا المدمَّر والمدمِّر, وهذا هو الجحيم.
البيت المسكون بالأشباح غير مسكون!
لوصف الاختلاف الذي يصنعه المسيح حينما نفتح له الباب وندعوه بدخول حياتنا، اسمح لي أن أستخدم القصة التالية:
قصَّة:
في مكان ما بجوار بيتنا حيث نشأتُ, كان هناك بيت خالٍ كنَّا نحن جميع الأطفال نعرف أنَّه مسكونٌ بالأشباح, حيث قال أفضل أصدقائي إنه رأى “شبحًا يحوم في المكان”, وقال طفل آخر إنه سمع “أصوات وصرخات غريبة”, وكنت أنا متيقنًا أنَّني قد رأيتُ الأنوار مضاءة هناك ذات ليلة.
تشجَّع اثنان منَّا لاستكشاف البيت المسكون في منتصف النهار. دخلنا الباب الأمامي ومشينا على أطراف أصابعنا بعصبيَّة وحِرص عبر الغرف الصَّامتة, فوجدنا الأتربة، والقاذورات، وأنسجة العنكبوت، والصناديق الفارغة والعلب والصحف القديمة- كل شيء ما عدا الأشباح.
بعد ذلك ببرهة قصيرة، اشترى عمِّي هذا البيت وانتَقَلَت إليه أسرته, فقمتُ بزيارتهم. ولم يعد المكان مخيفًا بالمرَّة, فالستائر النظيفة كانت تنعش كل غرفة، والسجاجيد والأثاث كانت تطبع على المكان شعورًا بالدفء، وكانت هناك رائحة لذيذة تنبعث من مطبخ زوجة عمي. لقد غيَّر وجودهم البيت فطرد الأشباح.
أليس هذا ما يفعله حضور المسيح عندما نفتح الباب وندعوه للحياة فينا؟ إنه يطرد بعيدًا أنسجة العنكبوت، ويزيل النفايات، ويهيئ الإنسان الداخلي بمواهب الإيمان، والرجاء، والمحبة.
البيت الذي لا يُرحَّب فيه بالمسيح، ويُغلق فيه أمام وجهه، يكون مسكونًا بأرواح شرِّيرة كثيرة, ولكن حالما يُفتح الباب للمسيح، لا يستطيع أي روح شرِّير أن يبقى, لأنه عندما يدخل المسيح، فإنه يأتي بالروح القدس ويسكن داخله.
إنه يُغَّير أذواقنا:
شيء آخر يقوم به الرب يسوع عندما نفتح له الباب وندعوه بالدخول هو أنَّه يُغَيِّر أذواقنا. دعني أشرح لك ذلك الأمر:
تحوَّلت صحفيَّة تتقاضى أجرًا متواضعا في إحدى الصحف للكتابة في المجلات وحققت نجاحًا فوريًّا, ومع مستوى دخل مذهل تغيَّر أسلوب حياتها تمامًا, ومع سياسة عدم الادخار فيما بعد، أنفقت مالها بمستوى عالٍ من البذخ, ثم جاءت أزمة سوق البورصة, فتبخَّرَت استثماراتها. والأسوأ من ذلك أن معنويَّاتها قد انهارت. فحاول أصدقاؤها إعادتها لحالتها الطبيعيَّة، لكنها لم تستجب. فقال لها أحد أصدقائها: “هيَّا الآن تخلَّصي ممَّا أنتِ فيه.” لقد كنتِ فقيرة من قبل، ولم يكن حالكِ مثلما أنتِ عليه الآن. فصاحت الصحفيَّة قائلة: “لكن الأمر كان مختلفًا آنذاك, “فالآن لديَّ أذواق غالية؟ حينما نفتح الباب للمسيح، فإن إحساسنا بالتذوُّق يتحسَّن بصورة هائلة جدًّا لدرجة أنَّنا لا يمكننا أن نرضى من جديد بالرخيص والمُر, ولكن لا يكون هذا إلاَّ بعدما نكون قد تذوَّقنا الأجمل! «ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب» (مز34: 8), افتحوا الأبواب! ادعوه إلى الدخول! فسوف يسمو بأذواقكم, ولن تكونوا فيما بعد راضين بالرَّخيص التافه.
كل من يقرع باب تاجر العقاقير, فإنه يبحث حقًّا عن “الأشياء القيِّمَة الغالية”, وهذه روحيًّا لا يستطيع أن يعطيها إلاَّ الله وحده.
أضواء النور:
يصف مسيحي الاختلاف الذي قام به المسيح حينما فتح له الباب وسمح له بدخول حياته قائلاً:
“لقد جاء إلى ظلمة حياتي وأضاء الأنوار, وضع نارًا في المدفأة فطرد البرد, عزف موسيقاه الهادئة بعد أن كان صمت الموت، وملأ الفراغ برفقته المُحِبَّة البديعة. لم أندم أبدًا على فتح الباب للمسيح, ولن أندم على الإطلاق، ولا في الأبديَّة”.
أتعشَّى معه:
لو سمعنا صوته وفتحنا الباب، لا يَعِد يسوع بمجرَّد المجيء، بل أيضًا بالتعشِّي معنا. الكلمة اليونانية المستخدمة في النص اليوناني الأصلي هي فعل deipnein التي نشتق منها الاسم deipnonمعنى عشاء. وهذه الكلمة لها معنى مُميَّزٌ جدًّا فيما توضِّحه لنا عن صحبتنا مع المسيح. يقول ويليام باركلي William Barclay إنَّ اليونانيين الأوائل كانت لديهم ثلاث وجبات في اليوم.
وجبةالإفطار، لم يكن أكثر من قطعة من الخبز الجاف المغموسة في الخمر.
وجبة الغداء، كانت ببساطة عبارة عن وجبة خفيفة في الهواء الطَّلق تؤكل تحت شجرة على جانب الطريق أو في ظلِّ صفٍّ من الأشجار.
وجبة العشاء، وهذه كانت الوجبة الرئيسيَّة لليوم.
كان الناس يتباطأون كثيرًا أثناء تناول هذه الوجبة، حيث يكونون قد انتهوا من عمل النهار، ولم يكونوا متعجِّلين فلديهم الكثير الذي يتكلَّمون فيه. من المهم أن الآية موضع دراستنا تَستخدم كلمة deipnon لوصف العلاقة الحميمة الممتدَّة الدائمة التي يرغب يسوع أن يؤسِّسها مع ذاك الإنسان الذي يفتح له الباب. في سفر إشعياء الأصحاح 55 يدعو الله الجياع إلى وليمة من الخبز الرائع وعصير الكرمة الغني الفاخِر.
أثناء حياة يسوع على الأرض، وضَّح أنَّه هو بذاته مصدر هذه الوليمة الأبديَّة. الرب يدعونا لاختبار مذاق الوليمة الآن بتناول الخبز وعصير الكرمة الخاصَّيْن بالعشاء السرِّي ـ التناول ـ الذي به نشترك في المسيح وفي كل مواهبه, وكل هذا بمثابة بداية وليمة تستمر وتستمر, وتصير أفضل وأفضل حتى نصل إلى ملء الفرح في ملكوت السموات. أنت مدعو لهذه الوليمة في كل قدَّاس, وهي مجانيَّة تمامًا, وليس عليك أن تدفع شيئًا, فيسوع دفع الثمن بالفعل بالكامل. يمكنك أن تتذوق صلاح الله بلا أموال أو تكلفة. السؤال الوحيد هو ما إذا كنتَ ستوجِّه انتباهك لدعوة الله وتقبلها أم لا؟
يروي الرب يسوع في إنجيل لوقا الأصحاح الرابع عشر قصة إنسان صنع عشاء عظيمًا ودعا كثيرين. الله يريد أن يتأكَّد أن ملكوت السموات ممتلئ، حتى ولو كان الأمر معناه دعوة أناس لم يتوقَّعوا ذلك، ودفعهم طول الطريق لإدخالهم, ولكن إن انشغلتَ عن توجيه الانتباه لقرع الله ودعوته، وإن كان لديك ما تفعله دون قبول دعوته للوليمة الأبديَّة، فسوف تُطرح خارجًا. يقول يسوع إنه ليس واحد من أولئك الرجال المدعُوِّين الذين رفضوا دعوته, ولا حتى واحد! سيذوق عشاءه.
أنا متأكِّد أن لديك الكثير من الأشياء في حياتك تبدو في منتهى الأهمية: العمل الذي تعمله، الأعمال التي تهتم بها، الناس الذين تراهم، الأماكن التي تذهب إليها، الموسيقى التي تستمع إليها، الألعاب التي تلعبها، العروض التي تشاهدها، وآلاف الأشياء الأخرى. ولكن كل هذه الأمور لن تكون سوى مُشتِّتات إن لم تكن مستجيبًا لقرع الله وندائه لك للوليمة، وليمة الولائم.
الوليمة في السماء:
إن هذا العشاء ما هو إلاَّ التناول، العشاء الأخير، الذي يدعونا إليه يسوع للاشتراك في كل قدَّاس. التناول ليس مجرَّد فعل مُستمِر للعشاء الأخير, لكنَّه أيضًا سبق مذاق للوليمة المسيانية, حينما نجلس كي نتعشَّى مع ربنا في السماء. وهذا معناه أنه كلَّما نذهب لوليمة التناول السماويَّة وقبول الجسد الثمين والدم الكريم لربِّنا، فإنَّنا ننظر إلى الوراء متذكِّرين العشاء الأول الذي أقامه يسوع مع تلاميذه في العلية؛ وننظر أيضًا إلى الأمام مترقِّبين المجيء الثاني. وبتعبير آخر، فإن سرَّ التناول الحالي، أي العشاء الحالي هو أيضًا دلالة مبدئيَّة وتوقُّع لوليمة السماء القادمة.
وعن هذا يقول الأب ستافروبولس Fr. Stavropolos:
“حينما ينال الإنسان السر المقدس (سر التناول) الآن فإنه ينال في نفس الوقت وعد اتحاد لا يوصف مع المسيح في الدهر الآتي.”
وبكلمات أخرى، بقبول المسيح في سر التناول، فإننا ننظر للوراء إلى العشاء الأول، وللأمام إلى الوليمة المسيانيَّة. قال يسوع لتلاميذه: «وأنا أجعل لكُم كما جعل لي أبي ملكوتًا, لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي» (لو29:22ـ30).
عبَّر القديس أوغسطينوس عن ذلك بمنتهى الروعة قائلاً:
“لستُ أرغبُ يا رب، في مواهبك، بل فيكَ أنتَ.”
العريس يقرع:
حينما يقف الرب يسوع على الباب ويقرع، فإنه يفعل ذلك كالعريس الذي يأتي ليخطب العروس لنفسه, والعروس هي نفسك ونفسي, إنَّه يأتي ليؤسِّس معنا علاقة محبة أبديَّة ليست لها نهاية, يأتي ليدخل نفوسنا ويوحِّد نفسه بنا حتى يحيا فينا ونحن فيه. هذا كمال المحبة الإلهية والبشرية التي تحدث حينما نفتح الباب لقبول يسوع في سر التناول المقدس.
- وهذا ما كتبه القديس مار إسحاق السرياني:
المحبة هي الملكوت الذي تكلم عنه الرب رمزيًّا عندما وعد تلاميذه بأنَّهم سيأكلونه في ملكوته. “ستأكلون وتشربون على مائدتي في ملكوتي”. ماذا سيأكلون؟ سر التناول! المحبة… عندما نصل إلى المحبة نكون قد وصلنا إلى الله ويكون طريقنا قد انتهى: لقد عبرنا إلى الجزيرة الواقعة فيما وراء العالم، حيث الآب مع الابن والروح القدس, الإله الواحد الذي له المجد والسلطان.
الأكل على مائدة الله هو اختبار المحبة, لأنَّنا عندما نصل إلى المحبة نكون قد وصلنا إلى الله.
- إن صورة الرب يسوع وهو واقف على الباب ويقرع تُذكِّرني بإحدى ترانيمنا الجميلة في أسبوع الآلام, “هوذا العريس قد أقبل, طوبى لذلك العبد الذي يجده ساهرًا، وطوبى للعبد الذي يفتح الباب لقبوله.”
“لتكن أحقاؤكم ممنطقة وسرجكم موقدة. وأنتم مثل أناس ينتظرون سيِّدهم متى يرجع من العرس حتى إذا جاء وقرع يفتحون له للوقت. طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين. الحق أقول لكم إنه يتمنطق ويتكئهم ويتقدَّم ويخدمهم.” (لو12: 35-37).
ماذا يحدث حينما نفتح الباب؟
إنه يقرع، لا مرَّة واحدة بل على الدوام, يقرع ساعيًا للدخول،كما لو لم يكن له مكانٌ آخر في الكون كله, الكون بأكمله مجرد موطئ قدميه, لكنَّه يقرع ساعيًا لدخول قلبك وقلبي, لأنه من بين الكون كله، هذا هو المكان الذي يتمنَّى جدًّا أن يصنع فيه بيته, هذا هو المكان الذي يشتاق أن يكون فيه، كي يقضي الوقت معك ويُعلِن لك حبَّه. بالنسبة لكل منَّا، لا يهم شعورنا بأنَّنا غير محبوبين أو غير مُحبِّين، فيسوع يأتي ليقول لنا كما قال لزكا: «يا زكا، أسرع وانزل لأنه ينبغي أن أمكُث اليوم في بيتك.» (لو19: 5), وكما نادى زكا شخصيًّا وباسمه، هكذا ينادينا نحن شخصيًّا وبأسمائنا, لذلك فإنَّ كلمات الرب في (رؤ3: 20) تكون شخصيَّة لنا إذا ما ألحقناها بأسمائنا, فمثلاً: “هوذا يسوع واقف على باب قلب مريم ويقرع, لو سمعت مريم صوت يسوع وفتحت الباب، لدخل يسوع حياة مريم، وستكون لمريم علاقة حميمة مع يسوع الآن وعلى الدوام.”
- عندما نفتح الباب، ويدخل يسوع, يجد نفوسنا سوداء بالخطية، فيجعلها أبيض أكثر من الثلج, يجدنا عرايا، فيُلبسنا ثياب برِّه البهيَّة. يجدنا عطشى وجائعين، فيهيئ أمامنا مائدة الوليمة المسيانيَّة التي تفيض بالمن السماوي, يجدنا نعيش في كوخ قذر، فيحوله لهيكل مقدس. «أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم ؟» (1كو3: 16)
- لقد خَلَق الله نفسك لتكون مسكنه الخاص, هيكلاً مقدَّسًا! لذلك إن سمعت صوت القرع فافتح الباب. إنَّه العريس يدعوك لوليمة العرس العظيم, وليمة الاحتفال باتِّحاد الزواج بين المسيح ونفسك. هناك مكان ينتظرك في مائدة الرب, مكان بالقرب من السيِّد، مكان تركه البعض منَّا شاغرًا لفترة طويلة جدًّا.
- قال القديس ذهبي الفم:
“الفردوس على عتبة بيتك”,
فافتح الباب ليسوع وادعُه إلى الدخول!
Øصلاة×
يا ربِّي يسوع المسيح مخلِّصي،
أتطلع إليك في كلِّ مكانٍ في صلاتي ما عدا داخلي.
إذًا,كيف يمكنك أن تسكن فيَّ؟
إن المذود الذي وُلدتَ فيه في بيت لحم,
هو قصر ملك مقارنة بي أنا.
كيف يمكنك أن تسكن فيَّ؟
إنَّ شعر الخاطئة التي لمست قدميك,
هو رداء إمبراطوري مقارنة بي أنا.
كيف يمكنك أن تسكن فيَّ؟
إن بيت زكا الذي اخترتَ أن تأكل فيه,
هو مسكن مقدَّس مقارنة بي أنا.
كيف يمكنك أن تسكن فيَّ؟
إنَّ تاج شوكك، وآثار المسامير على يديك وقدميك،
وصليبك الفادي قد فتحت بابي.
إنِّي أسمع نداءك،
أيها الرب الغالي،
اسكن فيَّ. آمين.
ليس كافيًا ، بل أكثر:
لا يوجد سيليكون كافٍ على هذا الكوكب,
لتصميم عقلٍ بشري،
ولا توجد معرفة كافية فيه،
لخلق قطرة مطر.
ولا قوة كافية فيه،لصنع زهرة واحدة.
أين نتطلَّع،
وأين نشعر بالراحة ؟
ليس هناك مقر لراحة النَّفس بعيدًا عنك،
ليضمن هروبنا.
نحن نبحث في أماكن غريبة،
أن نخمد فراغنا،
آه،كم ترتعش هذه الفراغات المتألمة،
في منتصف الليل!
لماذا نبحث عن معرفة “العصر الجديد”
أو الأغنيات الغريبة البعيدة،
بينما أهيه الذي أهيه (أي أنا الكائن بذاتي)
يقف على الباب ويقرع طالبًا الدخول؟
لو أننا أجبنا النداء،
لأصبح هو عريسنا على الفور!
إن إلهنا الحي من الأزل إلى الأبد
يفتح لنا أبواب سجننا.
لتُحلِّق إذن أرواحنا،
فالأمر ليس كافيًا، لكنَّنا نريد الأكثر!
بيتي كيزيلوس
Betty Kizilos