سمات الحركة الكارزماتيكية ف2 – بين الحركة الكارزماتيكية واللاهوت الليبرالي
سمات الحركة الكارزماتيكية ف2 - بين الحركة الكارزماتيكية واللاهوت الليبرالي
سمات الحركة الكارزماتيكية ف2 – بين الحركة الكارزماتيكية واللاهوت الليبرالي
الفصل الثاني : سمات الحركة الخمسينية
من أهم سمات الحركة الكارزماتيكية ما يلي :
- الإهتمام بالأمور الخارقة للطبيعة0 4- الأعتداد بالذات0
- السعي وراء المواهب0 5- احتلال المرأة مكاناً بارزاً في القيادة0
- التفاخر بالأعـــداد0 6- الأنفعالات العاطفية والحركـات التشنجية0
1- الأهتمام بالأمور الخارقة للطبيعة : يُميّز الخمسينيون أنفسهم عن سائر المسيحيين ، فيدَّعون أنهـم لا يحصلون على معمودية الماء فقط ، بل يحصلون على معمودية الروح القدس ، فيقولون أن المؤمن يجتاز إختبارين ، الإختبار الأول هو معمودية الماء ، والثاني هو معمودية الروح القدس التي تقود الإنسان إلى مجال الحياة الخارقة ، وتمنحـه التكلـم بألسنـة فيقول دون باشام ” أن معمودية الروح القدس هي مدخل يقودنا من مجال الحياة الطبيعية إلى مجال الحياة الخارقة للطبيعة 00 المؤمن العادي يتصرف وفقاً لقوته الذاتية ويتخذ قراراته الخاصة ويحيا بقدرته الشخصية ، ويتحكم في حياته الخاصة 00 ولكنه يخطو من خلال المعمودية بالروح القدس من المجال الطبيعي إلى مجال آخر حيث يبدأ في إختبار المواهب الخارقة للطبيعة 00 إن دليل الدخول إلى هذا المجال الخارق للطبيعة هي المقدرة على التكلم بألسنة ” (1) 0
وهذا ما نلاحظه في وصف يوم الصلاة العالمي الذي أُقيم بجبل المقطم يوم 15/5/2005م ، فيقول أ0 ناجي وليم : ” ما حدث في المقطم كان بمثابة إحتفالية ضخمة فقد إهتز جبل المقطم مرتين 0 المرة الأولى أثناء حادثة نقل الجبل أيام المعز لدين الله الفاطمي على يد القديس سمعان الخراز ، ثم كانت الثانية أكثر قـوة لأنها كانت تحت إشراف الروح القدس بنفسه0 وكان واضحاً أن المتكلمين مختارين بعناية فائقة ، وأن الروح القدس هو الذي يملي الكلمات ” (2)0
لقد تغافـل الكاتب الخطر الذي كان يُهدّد المسيحيين في المرة الأولى لنقل جبل المقطم ، وكيف كانت رقاب المسيحيين كل المسيحيين تحت السيف ، وإن المعز لدين الله الفاطمي عندما إنتقل الجبل أمامه صرخ من هول المفاجأة ، معترفاً بصحة الإنجيل وإله الإنجيل 0
وتغافـل الكاتب أيضاً أنه في المرة الأولى إرتفع الجبل من مكانه فعلاً حتى ظهر ضوء الشمس أسفله ، وتحرك من مكانه 0 أما في المرة الثانية يوم 15/5/2005م فلم يهتز الجبل ولم يتحرك إلاَّ في الخيال الخمسيني الذي يبحث عـن المواقـف الخارقة للطبيعة 00
قيل عن الآباء الرسل ” ولما صلوا تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه “ ( أع 4 : 31 ) هذه حقيقة ، فهل تزعزع جبل المقطم يوم 15/5/2005م هكذا ؟! 00 كلاَّ ، لم يحدث هذا قط 0 أما الخيال الخمسيني فيقص عليك قصة إهتزاز الجبل للمرة الثانية ، وبصورة أقوى وأعنف من المرة الأولى ، لأنها كانت تحت إشراف الروح القدس نفسه ، وكأن المرة الأولى التي تحرك فيها الجبل لم تكن تحت إشراف الروح القدس نفسه ، إنما كانت تحت إشراف إله آخر !!!0
ويستكمل الكاتب تصوير الموقف الخارق للطبيعـة فيقول ” الذي عاش تلك اللحظات في كنيسة المقطم لم يكن يدري عما إذا كان يعيش في السماء أو على الأرض وعما إذا كان يوم الخمسين قد تكرَّر في كنيسة المقطم 0 وكأن هناك ألسنة من اللهب قد وضعت في فم المتكلمين دون إستثناء 00 الروح القدس قرَّر أن يقتحم الكنيسة بروح نهضة غير عادية وأن يفاجئ الكنيسة بإعلانات سماوية تفوق حدود المنطق والعقل ” (1)0
ألا تلاحظ ياصديقي أن التيار الخمسيني يحاول الخلط بين يوم الخمسين العظيم ، حيث حلَّ الروح القدس مثل هبوب ريح عاصف ، وألسنة نارية إستقرت على رؤوس التلاميذ ، وولادة كنيسة العهد الجديد ، وبين إجتماع المقطم الذي غلبت عليه الإنفعالات العاطفية ، والعواطف الخمسينية ، ولو وجدوا فرصة أكبر لرأيتم حلقات الشفاء والسقوط على الأرض0
وقال أحد المتحدثين ” نتوقع أن تصير مصر للمسيح قريباً !! مهما كانت تحديات إبليس !! وهذا يعود لسبب بسيط أن العدو قد تم خرابه إلى الأبد !! ” وانطلق يهتف ويرنم :
يا الله أبانا في إسم يسوع البار 00 أبدأ في مصر النهضة وأطلق الشرار0
ويعلق نيافة الأنبا بيشوي مطران دمياط وسكرتير المجمع المقدس متعجباً ” إن النهضة قد بدأت في الكنيسة !! وكأن الكنيسة كانت غائبة وفي إنتظار البروتستانت لكي يقتحم الروح القدس كنيستنا !! ويفاجئهـا بإعلانـات سماوية تفوق حدود المنطق والعقل !! ” (1)
2- السعي وراء المواهب : ومن أمثلة هذه المواهب التي يلهث وراءها الخمسينيون :
أ – معجزات الشفاء : ولنا أن نتساءل :
س1 : هل كل المعجزات هي من الله ؟ وهل كان من يصنع معجزة سيخلص ؟
س2 : إلى أي مدى يلهث الخمسينيون وراء المعجزة ؟
ثم نعرض :
- نماذج من خدام الحركة الكارزماتيكية0
- مقارنة بين هذه المواقف الإستعراضية البهلوانية الصاخبة وبين معجزات السيد المسيح0
س1 : هل كل المعجزات هي من الله ؟ وهل كل من يصنع معجزة سيخلص ؟
ليست كل معجزات الشفاء هي من الله ، فإن ضد المسيح سيصنع معجزات حتى يضل لو أمكن المختارين ” الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوَّة وبآيات وعجائب كاذبة ” ( 2تس 2 : 9 ) وليس كل من يصنع معجزة سيخلص ، فقد قال السيد المسيح ” كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يارب يارب أليس بإسمك تنبأنا وبإسمك أخرجنا شياطين وبإسمك صنعنا قوات كثيرة 0 فحينئذ أصرّح لهم إني لم أعرفكم قط 0 إذهبوا عني يافاعلي الإثم ” ( مت 7 : 22 ، 23 ) وقد يدخل عنصر الإيحاء في معجزات الشفاء0
س2 : إلى أي مدى يلهث الخمسينيون وراء المعجزة ؟
لا يكف الخمسينيون عن اللهث وراء معجزات الشفاء كما ترونهم على القنوات الفضائية حيث يعقـدون حلقات الشفاء ، ويتقدم لهم المرضى ، أو الذين يتوهمون أنهم مرضى ، وأحياناً يتقدم أحد الأشخاص يتوكأ على عكازين ، أو أحد الأشخاص جالساً على كرسي متحرك ، ويترك العكازين أو الكرسي المتحرك وسط تصفيق المشاهدين ، مشيدين بذاك الخادم ، وكأنه نوع من إستعراض القوة 00 وهل يعجز عدو الخير عن هذا ؟ 00 كلاَّ ، وأحياناً يدخل في الموضوع عنصر الخداع ، ففي حلقة الشفاء التي أقيمت في إحدى المؤتمرات ، تقدمت سيدة على أنها ضريرة ، وبعد الصلاة عليها نهضت متهللة تدعي أنها صارت مبصرة ، وهتفت الجموع وصفقت وانخدعت بما حدث ، لولا أن أحد الحاضرين تقدم وقال أنا أعرف هذه السيدة جيداً وأنها لم تكن يوماً من الأيام ضريرة ، وهكذا يتدخل الخداع والكذب والإحتيال أحياناً بحثاً عن معجزة ، ولو بطريقة التزيّيف 0
وقد وصل اللهث وراء المعجزات في الفكر الخمسيني إلى حد اللامعقول ، كما ترون عبر القنوات الفضائية ، عندما يقول الخادم : كل من يعاني من أي مرض كان ، يضع يده مكان الألم ، ويرفع هذا الخادم صوته بالصلاة : شفاء 00 شفاء ياروح الله 00 شفاء من كل روح مرض 00 من كل روح ألم 00 من كل روح كآبة 00 من كل روح يأس 00 شفاء وحرية من كل روح نجس ، ويصرخ هذا الخادم : المسيح حاضر الآن يعلن الشفاء لكل إنسان مريض 00 لكل إنسان متألم 00 الروح القدس يهب شفاء مجاني لكل من يعاني من أي مرض أو أي ألم ، ويعتقد الكارزماتيكيون أن أي مرض وراءه شيطان ، فلو هناك إنسان يعاني من صداع أو ألم في البطن أو الأسنان أو 00 أو 00 فوراء كل مرض روح نجس ، لأن الإنسان قبل السقوط كان صحيح الجسد والنفس والروح ، ولكن الخطية هي التي أورثته المرض { في إحدى غرف المحادثة غيـر المسيحية سمعت أحدهم يقول مستهزءاً : هل تصدقون ما حدث ؟! على قناة 00 سيـدة مابتحبلش ( عاقر ) القسيس قال لهـا : ضعـي يدك علـى التليفزيون 0 أنـا حأصلـي لك وأنـت حتحبلي ( ستنجبي ) !!! }0 وكم كانت دهشتي عندما رأيتُ في إحدى هذه القنوات رجلاً خرج على المسرح ليحكي معجزته قائلاً ” أنني شعرت بزغزغة في رأسي 00 لقد زغزغني الروح القدس في رأسي 00 أنه شعور رائع حقاً ” !!!
نماذج من خدام الحركة الكارزماتيكية :
1- القس اورال روبرتس : ( ظهر فيلم تسجيلي له على قناة الشفاء الساعة 15ر8 مساء الخميس 18/5/2006م )0
شخص طويل وممتلئ 00 كان يعاني من السل والثأثأة في الكلام فشفاه الرب ، وسمع صوتاً يقول له ” عليك أن تنقل الشفاء لأبناء جيلك “0
وفي سنة 1947م رأى إنساناً أُصيب قدمه ، فقد سقط شئ ثقيل عليها ، فبلغ به الألم أنه كان يتدحرج في الأرض ، وما أن لمسه ” اورال ” حتى توقف الألم ، فقال له صديقه : أتقدر أن تفعل ذلك دائماً ؟ 00 لو كنت تقدر لأحدثت نهضة بشرية 00 أخذ يفكر في هذا الكلام ، وظل يمشي وهو نائم ويصلي ويبكي ويطلب قوة الشفاء ، وبعد عدة مرات أيقظته زوجته ، وقالت له أن هذا الأمر قد تكرَّر عدة مرات 00
يقول اورال : ففتح الله عيناي 00 جعلني أبصر بعيناه هو 00 أي أصبح له عيني الله ، فرأيتُ ملايين المرضى وسمعتُ أنينهم 00 رأيتُ السرطان والأورام والشلل والصداع 00 إلخ0
وقال الله لي : أقرأ الأناجيل الأربعة وسفر الأعمال ثلاث مرات ، ففعلتُ هكذا وأنا جاثياً على ركبتيَّ في شهر واحد 00 ( ألم يصل الخداع الشيطاني إلى استخدام المزامير في تحضير الأرواح ؟!! ) بدأت أرى يسوع الناصري وكأنه ينبعث من صفحات الإنجيل ، ويبسط يديه على كل من يحيطون بي يميناً ويساراً ، ويشفي المرضى 00
قال لي الله ( وكأنه صار نبياً ) : ستتمثل بي 00 فأدركت أنها رسالة ، فأغلقت الباب ، وجلست على الأرض وقلت لله : لن أذهب حتى تتكلم معي 00 شعرت وكأني ضعيف جداً 00 صليتُ وتوسلتُ لله أن يملأني قوة لكي أكون مثل يسوع !!!
ثم كلمني الله : قف على قدميك 00 أركب سيارتك 00 من هذه الساعة ستشفي المرضى 00 شعرت بقوة تسري في يدي ، وكل جسمي ، مثل الكهرباء0
أعلنت أنني سأصلي للمرضى لكيما يشفوا 00 وطلبت من الله إرسال الجموع لي ، والتمويل اللازم ، وفعلاً تم هذا ، وأقيمت المؤتمرات فحضر 3000 ثم 5000 حتى وصل العدد إلى 000ر500 ( الإنبهار بالأعداد ) 00 عليَّ أن أربح مليون شخص للمسيح كل عام 00 جاءت الحشود من 48 ولاية0
يقول اورال للمجتمعين : دعاني الله لأبشر بالإنجيل ، لأربح النفوس ، لأشفي المرضى ، آمنوا فقط 00 أحنوا رؤوسكم احتراماً له 00 إذا فعلتم ما أطلبه منكم تنالوا الخلاص من خطاياكم 00 من يؤمن بصلواتي وبالله يرفع يده عالياً 00 خذوا المبادرة الثانية لمن رفعوا أيديهم قفوا الآن حالاً 00 هوذا يوم خلاص 00 تفرقوا في الممرات وتعالوا لي سأصلي لأجلكم ( وأين وصية السيد المسيح بإنكار الذات ؟! 00 لقد ضاعت في زهو الافتخار )0
أريدكم أيها المشاهدون في منازلكم أن تستعدوا 00 حتماً الله سيغفر لكم 00 سأمد يدي وأصلي لأجلكم 00 فالصلاة تلغي المسافات 00 عندما يحل الله عليكم يمس جميع جسدكم0
وفي هذه الأيام يعرضون على قناة الشفاء تسجيلاته للمؤتمرات التي كان يعقدها سنة1955م 00 تجده يجلس على كرسي فوق منصة ، ويأتي إليه المرضى ، فيضع يده على رأس كل واحد ويضغط ، وهو يردد ” إشفه يارب 00 حرّره ” 00 ها أنت قد شفيت من تضخم القلب أو من الغدة الدرقية أو من السرطان 00 إلخ { وأيـن التحاليل والأشعات التي تثبت الشفاء ؟ 00 لا داعي لها 00 ، ومن الذي يضمن لنا أن كثير من هؤلاء المرضى لا يشاركونه في هذه التمثيلية الاستعراضية ؟! 00 لا أحد }0
2- رينهارد بونك : وتراه في القنوات الفضائية مثل قناة معجزة أو قناة الشفاء { لاحظ تسمية تلك القنوات التي تلهث وراء الأمور الخارقة } وهو يصيح بانفعال بالغ : أنظروا 00 هوذا العمي يبصرون ، والصم يسمعون ، والمرضى يشفون ، والمقيدون يُحرَّرون من الأرواح النجسة 00 يارب أشفي كل الحاضرين 00 كل أمراض السرطان 00 كل أمراض السل 00 كل أمراض ضيق التنفس 00 كل المفلوجين 00 أمين 00 أمين 00 هللويا 00 هللويا00 الآن الكل قد نال الشفاء0
ورينهارد بونك هو صاحب خيمة متنقلة يذهب بها إلى إفريقيا حيث يجتمع حوله مئات الألوف من الناس يطرح أمامهم موقفاً من الإنجيل ، وهو يجيد المواقف التصويرية جداً ، ثم عقب الاجتماع ينادي ” الذين يريدون أن يقبلوا المسيح مخلصاً شخصياً فليقفوا حيث ينتشر القادة بينهم يأخذون أسماءهم وساعة وتاريخ الخلاص 00 لقد أصبحوا مُخلَّصين 00 الخلاص في لحظة وعقب هذا يصلي من أجل المرضى وأصحاب المشاكل الذين يتقدمون إليه 00 دعته الكنيسة الإنجيلية للقاهرة في سبتمبر سنة 1995م وحضر عدة آلاف من الخاصة بتذاكر في كنيسة قصر الدوبارة فلم يرضه الوضع فإنه يريد حسب قوله الإجتماعات المفتوحة في الحقول المفتوحة أو المدرجات ، ورينهارد بونك هذا أسس هيئة ” المسيح لجميع الأمم ” ومركزها في فرانكفورت له عدة كتب منها الكرازة النارية ، وسر قوة دم يسوع ، وكيف تتأكد من خلاصك ، وكيف تنال معجزة من الله ، ومعمودية الروح القدس ما هي وكيف تقبلها 00 ورينهارد بونك التابع للحركة الكاريزماتيكية يقول في مقدمة كتابه ” الكرازة النارية ” :
” منذ خمس وعشرين عاماً لما كنت مرسلاً صغيراً في إفريقيا كنت أعظ أحياناً لخمسة أشخاص ، وكانت تلك فرصتي لأختبر ما كان يسمى ” تأثير الإنجيل بالطريقة التقليدية ” التي كان يقال أن الأيام أثبتت فاعليتها 0 لكن ، خمسة أشخاص 00 ؟! وبدأت دراسة بالمراسلة سجل فيها خمسون ألف شخص أسماءهم ثم واجهتني حقيقة أخرى : لن تكون هناك نهضة بدون المبادرة بالكرازة 00 حجزت مدرجاً رياضياً يسع عشرة آلاف شخص كانوا باكورة الحصاد ولأول مرة أرى الآلاف يتسابقون لقبول دعوى الخلاص 00 واعتمدت الجموع بمعمودية الروح القدس 00 في مارس سنة 1990م وصلنا شمالاً ( فولتا العليا ) وهي بلد تشتهر بالتنجيم ، ودعانا رئيس الدولة لزيارة منزله مرتين ، وحضر 800 ألف شخص ستة إجتماعات منهم نحو ربع مليون شخص حضروا الخدمة الأخيرة 00 واعترف معظمهم بالمسيح 00 وفي أغسطس سنة 1990م في المدينة النيجيرية ” كادونا ” اجتمع نصف مليون شخص في إجتماع واحد 00 عندي اليوم وعد إلهي في قلبي أننا سنرى مليون نفس يتجددون في إجتماع واحد – لماذا يخطط خدام الله تخطيط الأقزام 00 ؟ ستكون السنوات العشر القادمة ذروة قرن النهضة والكرازة العالمية 00 النهضة آتية من عند الله ، ولكن متى سنتوب عن عصياننا الواضح ونعود إلى المهمة الأساسية وهي الكرازة 00 ؟ (1)0
ولك ياصديقي أن تلاحظ :
أولاً : الاعتداد بالذات والافتخار بالعدد 00 هذا الشعور الذي إنتقل إلى إداور إسحق ومجموعته في مصر 0
ثانياً : إن مع رينهارد جهازاً إدارياً ضخماً ينظم هذه المؤتمرات ، ويُحضِر الآلاف من جميع أرجاء الدولة ، فلم يحضر كل هؤلاء من تلقاء أنفسهم ، بل أن هناك مبالغ طائلة تُصرف من أجل هذا الغرض 0
ثالثاً : لا يقتنع تيار الكارزماتيك بطريقة الكرازة الهادئة التي اتبعتها الكنيسة الأولى ، والتي تسير على دروبها كنيستنا الأرثوذكسية الآن في كرازتها وسط القارة السمراء ، إنما يلهث هذا التيار وراء الأعداد الفلكية والأمور الخارقة والمعجزات المدهشة0
ويصف رينهارد في إحدى كتبه كيفية نوال معمودية الروح القدس فيقول :
” بعد أن قرأت هذا الكتيب تعرف الآن ماذا يريد الرب أن يصنعه في حياتك 00 أن يعمدك بالروح القدس 0 تذكر أن يسوع ويسوع وحده هو الذي يُعمّدك وهو معك الآن في هذه اللحظة إن كنت قد أغتسلت في دم حمل الله من كل خطاياك فأنت مؤهل الآن لأن تقبل هذه العطية المجيدة 0 لن تحتاج أن تنتظر حتى تحضر خدمة خاصة في الكنيسة ، فيسوع موجود الآن معك في هذه اللحظة هيا أبدأ في تسبيح إسمه وأطلب منه الآن 00 سبح الرب وعظم إسمه وسوف يُعمّدك يسوع المسيح بالروح القدس ونار ” (1)0
ويتكلم أيضاً ” رينهارد بونك ” عن الألسنة على أنها اللغة الوحيدة التي لا يفهمها الشيطان فيقول :
” ياله من أمر رائع 00 ! لقد وصف بولس التكلم بألسنة أنه التكلم بأسرار الله ( 1 كو 14 : 2 ) فالألسنة هي اللغة الوحيدة التي لا يفهمها الشيطان فرئيس المضلين يتشتت تماماً ، لأنه لا يعرف ما هي حتى حروف الهجاء الخاصة بالروح القدس لأنه لا يقدر أن يحل شفرة الروح القدس التي تستطيع بها أن تتلامس مع العرش السماوي ” (1) [ وما رأيك في البشر الذين لا يفهمون كلمة واحدة من كل هذا الكلام المُبهم ؟!! ]0
3- كيثيث هيجين : يقول كينيث هيجين عن قوة الله :
” لقد لمست قوة الرب الطبيعية ، فهي كهرباء هزتني حتى تخبطت أسناني ووقف شعري ، وفي بعض الأوقات كانت تطرحني أرضاً ” (2)0
وفي عام 1950م وضع ” كينيث ” يده على رجل في إجتماع بتكساس فيقول : ” ولم أكد ألمسه حتى شعرت أنني قد أمسكت بسلك كهربائي 0 فبعد أن مددت يدي ولمدة دقيقة تقريباً لم أرَ شيئاً من حولي 00 وقال الجميع أنهم في ذات الوقت رأوا ناراً تقفز من يدي 00 ولكن كأن قوة خفية أخذته ورمته على بعد 14 قدم ” (3)0
ويذكر ” هيجين ” أن ” تشارلز فيني بينما كان يعظ في يوتيكا بنيويورك بعد 15 دقيقة سقط حوالي 400 شخص على الأرض وصاروا كأموات ” (1)0
ويقول ” كينيث هيجين ” : ” بينما كنت أضع يدي على الناس رأيت سحابة مجد تدخل وتغطيهم فصعدت على المنبر وعندما دخلت السحابة فقط حركت يدي فوقع الجميع على الأرض 00 كنت معظم الوقت أُخرج نفسي من تلك السحابة لئلا أقع أنا أيضاً ، ولكن ” بادي ” لم يكن يعلم بوجود تلك السحابة فوقع على أحدهم 00 وكانت الطريقة الوحيدة لنهوضه هي أن يتدحرج إلى خارج السحابة 00 كان معي صديقي الأخ ” جودوين ” فوضعت يدي عليه حتى لا أقع ، وعندما لمسته كأن شيئاً قد أمسك به وألقاه تحت المقعد الأمامي ” (2)0
4- بني هين : وتراه على القنوات الفضائية يخرج الذين نالوا الشفاء ، في حركات إستعراضية ، تحت أضواء مركَّزة من الدعاية والإعلان ، ويقـوم بعمل اختبارات لهم في المشي ، والانحناء لأسفل ، ورفع الأيدي ، وتحريك الأرجل ، والجري 00 إلخ ، وسط تصفيق وإنفعالات وهتاف آلاف الحاضرين 0 ثم يضع يده على جبهة الذي شُفي لكيما يتقبل المسحة ، وعلى الفور يسقط على الأرض ، مستلقياً على ظهره في تؤدة وهدوء ، ويسنده من يقف خلفه ( من المساعدين لبني هين ) حتى لا يرتطم بالأرض ، وأحياناً لا يستلزم الأمر اللمس ، فيكفي التلويح بقبضة اليد وفرد الأصابع حتى يتقبل الإنسان المسحة ، فيسقط على الأرض فوراً ، فهو يعرف أن المُبشّر يريده أن يسقط ، فيسقط في هدوء وبطء ، معتمداً على من يقف خلفه ليسنده 0
أي مسحة هذه التي تسقط الإنسان أرضاً ؟! 00 الروح القدس يقيم الساقطين 00 أما هؤلاء فيُسقطون القائمين 00 إذاً بأي روح يعملون ؟!! حقاً إن إرتباط هذه المعجزات بذلك السقوط على الأرض لهو دليل قوي على أن هذه المعجزات ليست هي السماء بل هي أرضية نفسانية 00
وإذا دخلت ياصديقي إلى إحدى كنائس الكارزماتيك في بلادنا المصرية ، ستفاجئ بأن هناك واحداً أو أكثر يمسك زجاجة زيت ويسعى للصلاة على الرؤوس ودهنهم بالزيت لينالوا الشفاء ولتتم المعجزات الباهرات ، وآخر يصلي لعشرات المسيحيين وغير المسيحيين يطرد منهم الأرواح الشريرة 00 إلخ0
مقارنة بين هذه المواقف الإستعراضية البهلوانية الصاخبة وبين معجزات السيد المسيح :
وعندما نعقد مقارنة بسيطة بين هذه المواقف الاستعراضية البهلوانية الصاخبة ، وبين معجزات السيد المسيح عندما كان يشفي المرضى في هدوء وسط دهشة الحاضرين سنلاحظ الآتي :
- كان الدافع لمعجزات السيد المسيح محبته للإنسان وتحنُّنه عليه ، فعندما قال له الأبرص ” إن أردت تقدر أن تطهرني 0 فتحنَّن يسوع ومد يده ولمسه وقال أريد فأطهر “ ( مر 1 : 40 ، 41 ) وأرملة نايين ” لما رآها الرب تحنَّن عليها وقال لها لا تبكي “ ( لو 7 : 13 ) وظهرت قمة هذه المشاعر عند قبر لعازر عندما ” بكى يسوع “ ( يو 11 : 35 ) 00 أما ما نراه في القنوات الفضائية بالمؤتمرات الكارزماتيكية فالدافع إليه عمل استعراضي ، يقف المبشر ملوحاً بقبضته في الهواء ، يستثير إعجاب وانبهار الحاضرين والمشاهدين ، يدفعهم للهتاف والتصفيق 00 إلخ0
- المعجزات التي أجراها السيد المسيح كانت وسيلة إيضاح بهدف الإيمان به ” الأعمال بعينها التي أنا أعملها هي تشهد لي أن الآب قد أرسلني “ ( يو 5 : 36 ) 00 ” صدقوني أني في الآب والآب فيَّ 0 وإلاَّ فصدقونـي لسبب الأعمال نفسها “ ( يو 14 : 11 ) وقال يوحنا الحبيب ” وآيات أُخر كثيرة صنع يسوع 00 وأما هذه فقد كُتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح إبن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة بإسمه “ ( يو 20 : 30 ، 31 ) 00 أما هؤلاء المبشرون في القنوات الفضائية فإنهم يعتبرون ما يدعونه معجزة هدف في حد ذاته ، ولذلك يركزون جهودهم على حلقات الشفاء أكثر من التعاليم الروحية التي تدعو لحمل الصليب وإنكار الذات ” ودعا الجمع مع تلاميذه وقال لهم إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني “ ( مز 8 : 34 )0
- رفض السيد المسيح إجراء أي معجزة للإستعراض والفرجة والتسلية ، لذلك رفض أن يلقي بنفسه من على جناح الهيكل ليستثير إعجاب الناس فيصفقون له ، وقـال لليهود ” جيل شرير فاسق يلتمس آيـة 0 ولا تعطى له آية إلاَّ آية يونان النبي “ ( مت 16 : 4 ) وبالرغم من أن هيرودس فرح جداً بلقائه ” وترجى أن يرى آية تصنع منه “ ( لو 23 : 8 ) إلاَّ أنه لم ينطق ببنت شفة أمامه 00 أما ما نراه عبر قنوات الشفاء ومعجزة ، فهو ضرب من استعراض القوة ، والإفتخار0
- كـان السيد المسيح يصنـع المعجزة في هدوء ، رافضاً مدح الناس ومجد العالم ” مجـداً من الناس لست أقبل “ ( يو 5 : 41 ) وكثيراً ما كان يأخذ المريض جانباً ، ويوصيه بأن لا يعلم أحداً ، ففي شفاء أعمى بيت صيدا ” فأخذ بيد الأعمى وأخرجـه إلى خارج القرية وتفل في عينيـه ووضع يديه عليه 00 “ ( مر 8 : 23 ) وعند شفاء الأصم الأعقد عند حدود المدن العشر ” أخذه من بين الجمع على ناحية ووضع أصابعه في أذنيه وتفل ولمس لسانه 00 فأوصاهم أن لا يقولوا لأحـد ” ( مر 7 : 33 – 36 ) وعندما طلى عيني المولود أعمى بالطين قال له ” إذهب أغتسل في بركة سلوام “ ( يو 9 : 7 ) وبعد شفاء الأعميان ” أنتهرهما يسوع قائلاً أنظرا لا يعلم أحد “ ( مت 9 : 29 ، 30 ) وعند شفاء الرجل الذي به روح نجس في كفر ناحوم ” قال ( الروح النجس ) آه مالنا ولك يايسوع الناصري0 أتيت لتهلكنا 0 أنا أعرفك من أنت قدوس الله 0 فانتهره يسوع قائلاً أخرس وأخرج منه “ ( مر 1 : 24 ، 25 ) 00 بينما يصاحب هؤلاء الذين يدَّعون صنع المعجزات عبر المؤتمرات الكارزماتيكية نوع ضخم جداً من الدعاية والإعلان ، فهم يريدون أن العالم كله يرى ويعرف ما يصنعون ، ويجعلون الذي نال الشفاء يركض أمام الجموع ، مع تركيز الكاميرا على الأشخاص المنبهرين بمثل هذه الأعمال 00 إلخ0
- كان السيد المسيح يوجه نظر الذي شفي إلى الكنيسة والإيمان المستقيم ، فعند شفاء العشرة البرص ” نظر وقال لهم إذهبوا وأروا أنفسكم للكهنة 0 وفيما هم منطلقون طهروا “ ( لو 17 : 14 ) 00 أما هؤلاء المبشرون فهم بالحقيقة منشقون عـن الكنيسة ، منقسمون على ذواتهم ، يتنافسون ويتصارعون فيما بينهم ، يبحثون عن مجد أنفسهم ، وللأسف لم يتساءل أحد من المعجبين بهؤلاء عن مدى صحة إيمانهم ؟!
- معجزات السيد المسيح حقيقية لا يعتريها الشك 00 أما هؤلاء فكثيراً ما تعتمد معجزاتهم على قوة الإيحاء أو الخداع ، لا يوجد ما يؤكدها من الإثباتات الطيبية مثل الإشعات والتحاليل ، ولا ننسى أن الشيطان عندما سقط فقد رتبته لكنه لم يفقد قوته ، فهو قادر على صنع المعجزات داخل دائرة الضبط الإلهي ، فقد صنع عرافوا مصر ، والسحرة مثل سيمون وبار يشوع العجائب التي كانت تدهش الناس ، وتكمن الخطورة كل الخطورة من اللهث وراء المعجزات ، إن ضد المسيح عندما يأتي سيصنع عجائب كاذبة ” الذي مجيئه بعمل الشيطان بكـل قـوة وبآيـات وعجائـب كاذبة “ ( 2تس 2 : 9 ) وقال سفر الرؤيا عن الوحش الطالع مـن الأرض ” ويصنع آيات عظيمة حتى أنه يجعل ناراً تنزل من السماء على الأرض قدام الناس 0 ويضل الساكنين على الأرض بالآيـات التـي أُعطى أن يصنعها “ ( رؤ 13 : 13 ، 14 ) 00 ” فقبض على الوحش والنبي الكذاب معه الصانع قدامه الآيات التي بها أضلَّ الذين قبلوا سمة الوحش “ ( رؤ 19 : 20 ) 0
وقد يتساءل البعض قائلاً عندما رأى التلاميذ إنساناً يخرج شياطين بإسم يسوع المسيح فمنعوه ” فأجاب يوحنا قائلاً يامعلم رأينا واحداً يخرج شياطين بإسمك وهو ليس يتبعنا فمنعناه لأنه ليس يتبعنا 0 فقال يسوع لا تمنعوه0 لأنه ليس أحد يصنع قوة بإسمي ويستطيع أن يقول عليَّ شراً 0 لأنه من ليس علينا فهو معنا ” ( مر 9 : 38 – 40 ) ألا نترك نحن هؤلاء ولا نعترض عليهم ؟ 00 نقول لهم إن هذا الرجل كان يخرج الشياطين بإسم المسيح ، والتلاميذ منعوه ليس بسبب خطأ في الطريقة التي يخرج بها الشياطين ، ولكنهم منعوه لأنهم لا يعرفونه ” لأنه ليس يتبعنا ” أما نحن فنعترض على هؤلاء ليس لأنهم لا يتبعوننا ، ولكننا نؤمن أن الروح القدس يقيم الساقطين ، ولا يطرح القائمين كما يفعلون هم ، ونعترض عليهم ليس لأنهم لا يتبعوننا ، ولكن للفرق الشاسع بين السيد المسيح والرسل الأطهار والأباء القديسين في طريقة وأسلوب ونهج صنع المعجزات وبينهم 00 أنظر إليهم وهم يتفاخرون ويتباهون ويستعرضون بصنع المعجزات وبين الأنبا صرابامون أسقف المنوفية الذي أعطاه الله موهبة إخـراج الشياطين ، وعندما طلب منه البابا أن يصلي لزهرة بنت محمد علي التي سكنها الشيطان ، أخذ يتعافى ، وأخيراً وافق بعد أن أخذ صليب قداسة البابا ، وأرجع الفضل في خروج الشيطان لصلوات قداسة البابا 00 ياللي عظم التواضع !!
وقد يتساءل البعض عن الراهبة الضريرة التي أبصرت عندما غسلت وجهها بالماء الذي غسلوا به أقدام لص دخل للدير مدَّعياً أنه الأنبا دانيال ، فرشَّت من الماء على عينيها وهي تصرخ بإيمان ” ياإله الأنبا دانيال ” 00 فلماذا لا تكون معجزات هؤلاء حقيقية ؟ وعلآم نعترض عليهم ؟! 00 نقول لهم أن الهدف من هذه المعجزة واضح ، إذ ترتب عليها ليس تفتيح أعين هذه الراهبة فقط ، بل توبة اللص وخلاصه ، حتى إنه صار من أباء البرية ، وفرحت به السماء 00 فأين هذه المعجزة الرائعة مما يحدث على أيدي الحركة الكارزماتيكية من عجرفة وبرطمة وحركات تشنجية وسقوط على الأرض ؟!!
لنحذر ياأحبائي لئلا نلهث وراء اللاهثين نحو المعجزة 00 ليكن لنا ثقة أن كل أمور حياتنا في يد أبينا السماوي المُحب ، وشعرة واحدة من رؤوسنا لا تسقط بدون إرادته ، وعندما نتعرض لتجربة مرض أو ضيقة نسلم له كل أمورنا قائلين : لتكن يارب مشيئتك لا مشيئتنا 00 إرادتك لا إرادتنا ، فربما يارب تكون قد سمحت بهذا المرض من أجل خلاص النفس ، ولكيما تعلمنا الصبر والإحتمال ، ولكيما تسنح لنا بفرصة ذهبية نشاركك فيها آلام الصليب ” لأنه قد وُهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضاً أن تتألَّموا لأجله ” ( في 1 : 29 ) 0
واعجبي على إنسان يطلب من الله صليب المرض لكيما يشارك أخوته المرضى المتألمين مشاعرهم ، ويالدهشتي من إنسان ينظر للمرض على أنه عدو شرس بل شر مستطير ، ويبذل قصارى جهده ليهرب من الضيقة متجاهلاً صوت الحكمة ” من يهرب من الضيقة يهرب من الله 00 ” لنواجه ياأحبائي المشاكل والمتاعب والأمراض والضيقات والإضطهادات بشجاعة أبطال الإيمان لكيما نستحق أن يكون لنا نصيب معهم في الملكوت السمائي0
ولندقق ياأحبائي في قبول أي معجزة إلاَّ بعد التأكد من حقيقتها ، فللأسف الشديد أن الكثيرين من شعبنا الطيب ينساق وينجرف وراء تيار الكارزمتيك الذي بدأ يغزوا بيوتنا وكنائسنا ، فتجد الكتب الرائجة في المكتبات الكنسية ليست الكتب الروحية والعقائدية واللاهوتية والطقسية من خلال كلمات الكتاب المقدَّس ، إنما تجد الرواج الشديد في كتب المعجزات التي تنشر بلا ضابط ، سواء كانت حقيقية أو غير حقيقية ، وكل مريض بمرض خطير يقرأ هذا الكم من المعجزات يتوقع أن تحدث له معجزة مماثلة من هذا أو ذاك القديس ، فإن لم تحدث المعجزة فإنه يصاب بالضجر وصغر النفس 00
أين التسليم لإرادة الله ؟!
أين حمل صليب المرض بشكر وفرح ؟!!
نحتاح ياأحبائي لصحوة حتى نميّز الأرواح والأقوال ، ولا نصدق كل ما يقال إلاَّ بعد الفحص والتدقيق ، لأن الموضوع يمثل خطورة عظمى ولاسيما عندما يأتي ضد المسيح بالمعجزات الباهرات حتى يضل لو أمكن المختارين أيضاً 0
أعجبني جداً نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية عندما عُرِض عليه كم وافر من المعجزات التي جرت في إحدى كنائس القرى داخل الأبروشية والتي يوجد فيها جزء من جسد الشهيد سمعان الأخميمي ، لم ينساق وراء هذا التيار ، ولم يجدها فرصة لكيما تقبل الآلاف على زيارة المكان بما يحملونه من عطايا وهدايا ، ولكنه في حكمة شكَّل لجنة لدراسة هذه المعجزات ، وضمت اللجنة أحد الأطباء المهرة ، وانتهت اللجنة إلى تصفية هذه المعجزات إلى عدد قليل حقيقي مؤيد بالمستندات الطيبية ، ورفضت عدداً كبيراً من التي قيل عنها أنها معجزات وهي ليست بمعجزات ، وهكذا يتصرف بحكمة بعض الأباء الأساقفة والكهنة حيث يتحاشون الإعلان عن أي معجزة إلاَّ إذا كانت ثابتة بالدليل القاطع ، وأنها حدثت لمجد الله ، ولم يترتب عليها أية سلبيات على الإطلاق ، لأنه هكذا هو عمل الله الكامل في كل شئ0
ب – التكلم بألسنة : قد يكون بعضكم لم تسنح له الفرصة لرؤية مثل هذا المنظر لذلك إسمحوا لي أن أنقل لكم هذه الصورة التي شاهدتها منذ عشر سنوات :
مستر ناييت المقوماتي : ” مساء الأحد 15/10/1996م خرجت من الكنيسة الخمسينية قاصداً الكنيسة الرسولية ، وعند دخولي رأيت رجلين واقفين على المنبر ، أحدهما يظهر من ملامحه أنه ضيف أجنبي فهو شخص نحيف ملتحي يتحدث ، والشخص الآخر مصري يترجم له 00 كانت العظة تدور حول ( يع 3 : 13-18 ) 00 الأجنبي يُدعى مستر ناييت وواضح عليه الإنفعال البالغ الذي جعله يتحرك كثيراً ويتمايل ويحرك يديه أحياناً ورجليه أحياناً 00 وفي غمرة إنفعالاته ترك المنبر ونزل وسط الشعب وهو يردد بصوت منخفض هادي you love Jesus ” ” ( أنـت تحـب يسوع ) 00 واقترب جداً من أحد الأشخاص وصرخ بصوت مدوي ” behind your back ” من خلف ظهرك 00 فقفز الشخص من مكانه وكأنه أصابه مس شيطاني ، أما السيدة الجالسة بالصف الأمامي التي تحمل طفلاً فقد أسرعت بالهرب للصفوف الخلفية وهي لا تخفي إبتسامة عريضة0
بلبلة الألسن : عقب العظة نادى ناييت : من يطلب روح الله فليرفع يده 00 رفع معظم الموجودين أيديهم ، فطلب منهم الوقوف وأخذ يصلي بإنفعال بالغ وعيناه مغلقتان حتى امتقع وجهه ، ووصل بـه الانفعال في النهاية إلــى ترديـد كلمتين فقط Holy Spirit ( الروح القدس ) بصوت منخفض بدأ يرتفع رويداً رويداً حتى وصل إلى حد معين وكأنك ضغطت على زرار التشغيل عندئذ حدث صراخ جماعي ” هللويا ” بإسم يسوع 00إلخ ” تحوَّل سريعاً إلى كلمات مبهمة غير مفهومة 00 أنهم يتكلمون بألسنة 00 ليس واحد ولا أثنين ولا عشرة بل الجميع قد تبلبلت ألسنتهم ، أما حركاتهم فهي في منتهى العصبية 00 إنهم يقاتلون الشياطين في معركة رهيبة 00 البعض يلوح بيده اليمنى ويضع اليسرى خلف ظهره ، يتمايل يميناً ويساراً ، حتى يكاد يقف على أطراف أصابعه 00 البعض يشهر قبضته ويضارب الهواء 00 البعض يرفع كلتا يديه لأعلى 00 البعض يثني يديه وبقبضتيه يزلزل الشيطان 00 البعض أخذته الرعشة وأخذ يزوم وكأنه فقد المقدرة على النطق 00 البعض يضرب الأرض بقدميه 00 البعض يروح ويجئ ويزأر وكأنه في قفص مغلق 00 هذه المناظر جعلتني أغير مكاني مرات عديدة جداً لكي أراقب وأسجل “0
الروح يقودني للفتاة : أما الأخ ( ن ) فهو شاب في حوالي الخامسة والعشرين كانت حركاته العصبية تزيد على أترابه ، فلا يستقر في مكان وعيناه مغلقتان 00 إتجه إلى إحدى الشابات الواقفات بالصف الأمامي حيث وضع يده على رأسها وأخذ يصلي بانفعال ورعشة ورأس الفتاة يهتز مع يده وكأن أصابهما تيار كهربائي 00 ثم عاد إلى الصفوف الخلفية وهو يصلي ” باسم يسوع 00 باسم يسوع ” 00 اقتربت منه أريد سماع ما يردده 00 فجأة لم أجده فنظرت يميني ويساري وأمامي ثم وجدته خلفي جالساً القرفصاء وقد أخفى رأسه بين يديه 00 ثم نهض وأخذ يبتسم إبتسامات عريضة تحولت إلى شبه ضحكات 00 فسألته : حضرتك كنت متأثراً للغاية والآن تضحك 00 ما الذي حدث 00 ؟!
فقال بصوت موسيقي : أنا لم أكن متأثراً 00 هذا ليس تأثراً 00 إنه الروح 00 كنت ممتلئ بفيض الروح0
س : أنت صليت لإحدى الأخوات 00 هل الروح هو الذي قادك إليها أم إنك تختار من تصلي له 00 ؟
ج : الروح بيرشدني 00 بيدفعني لبعض الأشخاص المحتاجين لصلوات أو معجزات 00 أنا لم أقصد شيئاً ، ولكن الروح هو الذي وجهني 0
س : وهل أنت تصنع المعجزات 00 ؟
ج : الله هو الذي يصنع المعجزات 00 بواسطتي0
س : أنت مثل القس ( ج ) 00 ؟
ج : إحنا كلنا أولاده 00 يثق فينا ويرسلنا للبعض في بيوتهم لنصلي لهم 00 أما هو 00 ( قلت له : النور الأكبر ) فهز رأسه بالإيجاب0
وهنا تذكرت ما حدث لسيدة مقيمة في القاهرة وقد تعرضت لموقف صعب إذ زارها بعض الأخوة الرسوليين ، وطلبوا أن يصلوا لها ، وهي ببساطة سمحت لهم وياليتها ما سمحت بهذا 00 ماذا حدث 00 ؟!
لا تتعجب ياصديقي عندما أقول لك لقد دخل بها روح شرير ، وظلت تعاني ما يقرب من سنتين 00 تحملت العذاب ، وتعذّب زوجها وأولادها بعذابها 00 ولم تنل الشفاء إلا بعد صلوات وأصوام كثيرة وتشفع بالقديسين والشهداء ، وبعد أن اخذت درساً لن تنساه ، وقد صارت عبرة للكثيرين 00 أما الآن فقد صارت ملتصقة تماماً بأمها الكنيسة الأرثوذكسية ” (1)0
وعندمـا سألت القس المعمداني ( و0م ) عن التكلم بألسنة ، قال لي :
” في سنة 1951م جُزت في إختبار بالمنيا لن أنساه 00 حيث جاءت مُرسَلة من الكنيسة الرسولية طلبت مني أن أحضر معها اجتماع لكي أترجم لها من الإنجليزية للعربية 00 ماكدت أترجم جملتين حتى هاج الإجتماع وارتفع الهتاف ” هللويا 00 هللويا ” 00 كلما عدت وترجمت جملتين يعود الهياج 00 وفجأة حدث أمر عجيب إذ قفز على المنبر أحد الأشخاص وظل يتحدث بعصبية وبلغة غير مفهومة ، وهنا هاج الجميع بصورة مزعجة للغاية ، فإن هذا الشخص يتكلم بألسنة 00 لم أفهم كلمة واحدة وظننت أنني صغير في الإيمان لم أصل لدرجة هؤلاء 00 لم يستمر الاجتماع طويلاً ألا وقفز شخص من خلف الصفوف ونادى لقد أخذت روح ترجمة وبدأ يتكلم باللغة العربية بكلمات عامة بعصبية وتشنجات 00 ” أن الله ينذركم من هذا العالم الشرير 00 أنه يدعوكم إليه قبل فوات الأوان 00 إلخ ” وهنا هاج الاجتماع أكثر فأكثر ، فها معجزة التكلم بألسنة والترجمة لها 00 إذن المعجزة تمت واكتملت 00 وفي غمرة هذا الهياج إنضم الشخص الأول المتكلم إلى الشخص الثاني المترجم وصاحا : يا جهلة 00 يا 00 يا 00 يا 00 نحن أرثوذكس والروح القدس برئ من تصرفاتكم 00 أنتم لا تعبدون الله 00 أنتم منساقون بالشياطين 00 أنتم 00 أنتم 00 ساد الاجتماع صمت رهيب بينما إنصرف الإثنان وسط ذهول الجميع ، وقد أديا دورهما في التمثيلية ببراعة عظيمة 00 إنتشرت الأخبار في المدينة وكل من يلقاني يسألني عما حدث ” (1)
وفـي إدعاء الخمسينيين التكلم بألسنة قد يستخدمون طرق الإيحاء ، فيقول دون باشام ” عليك أن تخطو خطوة وتفتح شفتيك وتتكلم بصوتك 00 فالمعجزة تأتي عندما تفتح فمك وتتكلم 00 لا تستمع إلى أكاذيب إبليس 00 فإن كنت تُسبّح باللغة العربية فربما تجد أن كلامك أصبح صعباً وبدأت تتلعثم في الكلام 00 إستسلم لهذا التلعثم وسوف تأخذ اللغة الجديدة 00 لا تطرد هذه الكلمات ظناً منك أنها مجرد تخيلات ، فأنت تحت سيطرة الروح القدس 00 تكلم تلك الكلمات بإيمان حتى ولو شعرت بغبائك وأنت تفعل هذا 00 التكلم بألسنة يدخلك من خلال بوابة روحية إلى كل بركات الله 00 فأنت أمام مجال جديد للإختبارات الروحية ، وأصبحت شاهداً قوياً ومؤثراً ليسوع المسيح ” (2) 0
هل سمعتم عن الطفلة التي تكلمت بألسنة من بطنها ؟ 00 يقول ” كينيث هيجين ” 00 ” إبنة أحد الرعاة والتي كانت تبلغ من العمر ستة أعوام ذهبت ذات ليلة مع مجموعة من الأطفال إلى إحدى النهضات 00 أمسكت ببطنها وأسرعـت تجري إلى أمها قائلة : ماما ماما إن شيئاً يخرج من بطني 00 فقد كانت تتكلم بألسنة من بطنها ” (1) 0
ويصف روبرت باكستر كيف كان يُجبَر على الكلام الشاذ حتى أنه كان يضطر إلى وضع منديلاً على فمه فيقول ” بقوة غريبة لا أستطيع أن أصفها ، كنت أُرغم على الكلام ، ومع إني كنت أحجم عن الكلام وأنفر منه إلاَّ أنني كنت أتلذذ به 00 كنت أُرغم على النطق بها بواسطة قوة كانت تتسلط عليَّ وتفعل بي ، وكنت أصرخ بها بصوت عالٍ حتى إني كنت أضطر إلى وضع منديلاً على فمي لكي أمنع الصوت 00 كنت أتفوه بكلام شاذ وغير طبيعي وفي أحوال كثيرة مرعب ومخيف ” (2) 0
فالأمر واضح ولا يحتاج إلى توضيح إن هذا الأمر من المستحيل أن يكون من روح الله الوديع الهادئ ، ولكنه من الشيطان ، وهذا ما أوضحه الأخوة البلاميث الذين لا يوافقون الخمسينيين على تصرفاتهم هذه ، وأقتطف بعض العبارات التي أوردها ناشد حنا :
” الواقع أن الألسنة الحاضرة ليست صحيحة بدليل أنها لو كانت صحيحة لكان في إمكان المُرسَلين من هذه الحركة أن يتوجهوا إلى أماكن نائية لا يعرفون لغتها وينادون بالإنجيل بألسنة تلك الجهات دون أن يتعلموها ” (1)0
” هل كان المتكلم بألسنة يفهم الأقوال التي يتكلم بها 00 ؟ إذا كانت الألسنة صحيحة فلاشك أن المتكلم بها كان يفهمها وإلاَّ كيف يبني نفسه كما نقرأ في ( 1كو 14 : 4 ) إن لم يكن عقله يفهم ما يقوله فهو يكون كالببغاء يردد كلاماً بلا معنى ويكون كلامه هذياناً 00 ومما لاشك فيه أن الألسنة التي كانوا يتكلمون بها هي لغات حقيقية موجـودة في العالم وليست رطانة بلا معنى أو لغات جديدة مخترعة ” (2)0
” موهبة التكلم بألسنة إنقطعت منذ زمن بعيـد ، فيقـول القديس أثناسيوس الرسولي في كتابه { كمال البرهان على حقيقة الإيمان } أن الله لم يعطنا موهبة الألسنة ولا صُنع الآيات مثلما أعطاها لرسله في أيام الكنيسة الأولى 00 ففي أيام أثناسيوس الرسولي لم يكن التكلم بألسنة موجوداً 00 وتاريخ الكنيسة بأقلام مؤرخين كثيرين لا يشير إلى وجود هذه الموهبة في كل التاريخ إلاَّ في بعض حالات خاطئة شجبتها المجامع ” (1) (راجع كتابنا : ياأخوتنا البروتستانت 00 هلموا نتحاور جـ 2 ص 90 – 95 )0
3- التفاخر بالأعداد : يسعى الخمسينيون دائماً إلى التفاخر بالأعداد وإستعراض العضلات ، فمثلاً نُشر كتاباً مترجماً سنة 1995م بإسم ” الكرازة النارية ” عن ” رينهارد بونك ” الألماني وخدمته ويتفاخرون بالأعداد التي تسمع له ، ووضعوا صورته على ظهر غلاف الكتاب ، ودُوّن أسفل الصورة ” القس رينهارد بونك هو مؤسس وقائد هيئة { المسيح لجميع الأمم } وهي هيئة دولية كرازية يقع مركزها الرئيسي في فرانكفورت بألمانيا 00 وقد أقام حملات كرازية ملتهبة في أفريقيا وسائر بلاد العالم ، وتتبـع الكرازة آيـات ومعجزات 0 وقد إستمع إليه نصف مليون شخص في إجتماع واحد ” 0
ودُوّن على يسار الصورة ” شاهد القس بونك في سنة واحدة في أفريقيا ، أكثر من مليوني رجل وامرأة يتقدمون لطلب الخلاص ، وتتبع ذلك المعجزات “0
وفي شهر مارس 2005م عقدت الطوائف الإنجيلية مؤتمراً للصوم والصلاة بأبي يوسف بعجمي الاسكندرية ، وأُقيمت خيمة ضخمة بلغت تكلفتها 600 ألف جنيه ، وحضر المؤتمر إحدى عشر ألف شخصاً أكثر من نصفهم من الأرثوذكس البسطاء الذين لا تشغلهم الأمور العقائدية ، وكان هذا المؤتمر نوعاً من إستعراض العضلات والتفاخر بالأعداد الضخمة0
كما أبرز الإعلام البروتستانتي الأعداد التي حضرت يوم الصلاة العالمي بجبل المقطم فيقول الأستاذ ناجي وليم ” كان واضحاً منذ بداية الإجتماع الذي حضره عشرة آلاف مسيحي من كافة الطوائف في مصر أن الكنيسة بدأت تسترد عافيتها ، وقرَّر أهل الإيمان تحويل الحلم إلى واقع وأن تصير مصر للرب ولمسيحه 00 لأول مرة في التاريخ يتحد 220 مليون مسيحي حول العالم من أكثر من 155 دولة في يوم الصلاة العالمي 00 كان من جماليات الحفل في هذا الحشد الضخم هو فريق الترانيم الذي ضم أكثر من 250 عازف ومرنـم لقيادة أكبر إجتماع صلاة في تاريخ مصر كلها !! ” (1) 0
وبهذا نلاحظ مدى بُعد الفكر الخمسيني عن فكر المسيح الذي إختار إثنى عشر تلميذاً فقط وسبعين رسولاً ليكرزوا في العالم كله 00 فإنه لم يهتم بالكم إنما إهتم بالكيف ، وأظهر إهتمامه بالقطيع الصغير ، وشبَّه ملكوت الله بالخميرة الصغيرة التي تعمل في هدوء حتى تخمر العجين كله ، وهو القائل ” ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي للحياة الأبدية0 وقليلون هم الذين يجدونه ” ( مت 7 : 14 ) 00 ” لأن كثيرين يُدعَون وقليلين يُنتخبون ” ( مت 20 : 16 )0
وأيضاً نلاحظ بُعد الفكر الخمسيني عن فكر الروح القدس الوديع الهادئ الذي يعمل في هدوء بعيد عن كل صخب وضجيج وترانيم وموسيقى تسيطر عليها الروح الخمسينية0
كما نلاحظ بُعد الفكر الخمسيني عن الفكر الكنسي فالكنيسة لا تستمد عافيتها قط من إجتماع مثل إجتماع المقطم الذي سيطرت عليه الروح البروتستانتية الخمسينية 0 إنما تستمد عافيتها من جسد الرب ودمه الذي يتنكر لهما البروتستانت ، وتستمد عافيتها من الكتاب المقدَّس كلمة الحياة التي يتنكر لعصمته الكاملة أصحاب لاهوت التحرُّر ، وتستمد عافيتها من أصوامها التي يتنكر لها البروتستانت ، وتستمد عافيتها من صلوات الآباء الرهبان النساك سكان الجبال الذين يتنكر لهم البروتستانت ، وتستمد عافيتها من قديسيها أمثال القديس الأنبا ابرآم بن زرعة ، والقديس سمعان الخراز الذين يتنكر لهم البروتستانت 00إلخ0
4- الإعتداد بالذات : يظن الخمسينيون أنهم الوحيدون الذين يمثلون الكنيسة الحقيقية ، لأنهم إمتداد لكنيسة الآباء الرسل ، ويتفاخرون بأنه رغم أن كنائسهم نشأت في القرن العشرين إلاَّ أن طائفتهم من أكبر الطوائف البروتستانتية في العالم ، وفي سنة 1967م كان في أمريكـا 8500 كنيسة خمسينية ، و 1500 خادم ، و 918 مُرسَلاً فـي 78 دولة ( راجـع ماهر يونان عبد الله – الطوائف المسيحية فـي مصر والعالم ص 178 ، 179 ) ويقول رينهارد بونك ” ما هو أسلوب يوم الخمسين ؟ يَعدنا المسيح أننا سنعمل أعمالاً أعظم من التي عملها هو لأنه سيرسل الروح القدس الذي سيقوم بالعمل 00 ويتوقف نجاح المسيحي على إمتلائه بالروح القدس 0 أقول هذا بهتاف : هللويا ! فقد أراني الله السر بنعمته ، فلنسبح في مياه الروح القدس العميقة ، وسرعان ما يتغير حالنا إلى مجرى الفيضان ” (1) 0
ويرى الخمسينيون أن الله يحاول الوصول إلى الكنيسة عن طريقهم ، فيقول دون باشـام ” أنني لا أدعي فهم هذه الظاهرة ( التكلم بألسنة ) ، ولكني متأكداً أنها تدل على حضور الروح القدس في الحياة كما يشير دخان المدخنة إلى وجود نار بها 00 أنا أعرف أنها تعني أن الله يحاول أن يصل إلى الكنيسة ” (2) 0
ويقول رينهارد بونك ” يجب أن نوقف الوعظ بالأسلوب الإنشائي ، والمحاضرات الأخلاقية ، والموضوعات الإجتماعية والإقتصادية ، فكل هذا عمل بارد جداً ، ليس به شرارة إلهية تذيب الجليـد ، ولا يعود أحد منه إلى بيته مشتعلاً 00 ما هي قراءة ترمومترك الروحـي ؟ هل يسجل درجات حرارة ؟ أو هل تجمدت من الصقيع ؟ هل منابر الكنائس باردة ؟ ” (3) 0
ويعترف دون باشام بإعتداد الخمسينيين بأنفسهم فيقول ” لماذا يتحدث المؤمنون الممتلئون بالروح كثيراً عن إيمانهم ويقدمون شهادتهم بطريقة عدوانية 00 ؟ ألا يعلمون أن هذا يسبب إحراجاً للمؤمنين الآخرين 00 ؟ أحياناً يكون المؤمنون الممتلئون بالروح مندفعين وهذا خطأ ” (1) 00 ” قد رأيت أناساً حصلوا على معمودية الروح القدس ويتكلمون بألسنة ولكنهم يتكلمون ويفعلون أشياء ليس فيها محبة ” (2) 0
5- إحتلال المرأة مكاناً بارزاً في القيادة : يقول هـ0ل0 هايكوب ” تجد في الجماعات التي تتكلم بألسنة مكاناً بارزاً للمرأة 0 كانت تتقدم الحركة وتقود الصفوف متجاهلين كلام الله الواضح في ( 1تي 2 : 11 – 15 ) عن صمت المرأة في الكنيسة 00 وهذه للأسف ظاهرة مميزة لكل الجماعات المرتدة عن المسيحية والتي تُعلّم تعاليم شريرة تمس مجد ربنا يسوع المسيح الإبن الأزلي 00 مثال ذلك : جماعة العلم المسيحي التي تقودها مسز إدي ( ميري إدي ) والثيؤصوفية ( حركة نشأت في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1875م ، وبُنيت على أساس من التعاليم البوذية ) وقائدتها السيدة بلافاتشكي وبعدها أني بيسانت ، والسبتيون والأدفنتست وقائدتهم مسز هوايت ( إلن هوايت ) 00 إلخ ” (1) 0
6- الإنفعالات العاطفية والحركات التشنجية : الروح القدس هو روح الله القدوس الوديع الهادئ ، الذي إذا حلَّ على إنسان ، أو ملأ إنساناً أكسبه الإتزان والوقار والإحترام والجمال0 أما عدو الخير فهو الروح الشرير ، الذي إذا حلَّ بإنسان صيَّره مسخة ، وأكسبه حركات إنفعاليـة تشنجية شيطانية ، فيحاكي القرود والحيات 0
ودعني ياصديقي أورد لك القليل جداً من المواقف التي إدعى فيها الخمسينيون حلول الروح القدس عليهم ، وليحكم القارئ : أي روح هذا ؟!
جاء في وصف أحـد إجتماعـات الخمسينيين فـي الكنغو ” وفي المساء كنا نحن المُرسلين نعقد إجتماعاً للصلاة في بيتنا ، بينما كان الأفريقيون يصلون في المدرسة 00 وفجأة سمعنا أصواتاً غريبة آتية من المدرسة فأسرعنا إلى المكان فوجدنا المجتمعين يرتعشون في كل المكان وكان البعض تحت سيطرة هزات عنيفة لا طاقة على ضبطها 00 وقد حاولنا أن نختم الإجتماع ولكنه أستمر لعدة ساعات ” (1)0
وفي بعض الحالات يفقد الإنسان سيطرته على نفسه حتى أنه يحتاج إلى رجال أقوياء لضبطه :
- ” وكان أحدهم في ألم عظيم بهذا المقدار حتى لزم الأمر إلى رجلين قويين ليحفظاه إلى تحت 00 فقد كانت قوة الروح القدس التي حلت عليه شديدة بهذا المقدار حتى أن المقعد صار يهتز تحته ” (2)0
- ” وقد جاز أحد العمال وقتاً صعباً ، إذ بدأ يرتعش بشدة مرعبة حتى إستلزم الأمر إلى أربعة منا ليمسكوه ” (3)0
- ” وكان البعض يمسكهم ليس أقل من ستة رجال إذ كانوا يتلوون من شدة الألم ” (4)0
- ” كانت امـرأة تحمل فـي قلبها بغضة ضد آخرين ولما أعترفت بذلك طرحها الروح القدس فسقطت على الأرض المبطَّنة بالأسمنت ” (1)0
وفي مواقف أدعوا أن الروح القدس يغير صوت الإنسان ، ويحول حركاته إلى حركات قردية :
- ” شعرنا أن نغمة الصلاة تتغير في الأخ المُصلي 00 كانت النغمة أخذت تزداد حتى بلغت درجة كبيرة من الإضطراب الشديد 00 وما أسرع أن أخذ يصرخ والدموع تجري من عينيه بغزارة وختم صلاته ، ثم سقط على كرسيه وساد الصمت لبضع دقائق 0
- وإذ بشيخ الكنيسة البارز وكان طويل القامة يهب واقفاً ويداه ممدودتان وهو يرتعش ويصرخ بأعلى صوته شكراً أيها الرب يسوع !00 وفي لحظة بدا كما لو كان المكان قد إمتلأ بالكهرباء ، وإذ بالرجال يسقطون ويثبون ويضحكون ويصرخون ويرنمون ويعترفون ، والبعض يرتعشون بعنف وكان المنظر رهيباً وجاء رجل يحبو على يديه وركبتيه من آخر الاجتماع إلى الأمام ، وإمتلأ شاب إمتلاءاً قوياً وكانت إرتعاشاته ووثباته أرهب من أن تُرى 0 وفي أثناء ذلك جاءت السيدات من إجتماعهن وتزاحمن حول الشبابيك لمشاهدة رجالهن في تلك الحالة 00 رجعن مرة أخرى إلى مكان إجتماعهن ، وما كدن أن يصلن هناك ، حتى حلَّ الروح عليهن وبدت عليهنَّ ذات المظاهر 00 أما إجتماع بعد الظهر فكان مشتركاً وياله من إجتماع ! 00 فقد سقط الناس حرفياً على الأرض ممددين هنا وهناك 00 وإن أروع العواطف الشاذة لما سقطت إلى الأرض سيدة أو سيدتان دون ترتيب ملابسها فوبختها ” (1)
- ” وأحد الشيوخ كان يصفق بيديه ويصفق على فخذيه في غمرة من الفرح ، ولكنه في ذات الوقت لم يقدر أن يقف منتصباً ، بل كان يتمايل كرجل سكران ، وعجزت ركبتاه عن أن تؤدي عملها العادي 0 أما أحد الشيوخ فصار كالأسد ذاهباً وراجعاً في المشي معظماً الرب بهتافات قوية ، تارة يتجه نحو الرجل وأخرى نحو السيدات 00 كان من الصعب أن يميز ما يقوله القوم فقد كان البعض في ألم نفسي صارخين بدموع سخينة ، ووجوههم تعلو وتهبط بلا خجل ، وآخرون كانوا يرقصون ويطوفون 00 وآخرون كانوا يهتزون دون إرادتهم ” (1)0
ويصور الخمسينيون إنتعاش الروح القدس بالماس الكهربائي :
- ” وبينما كنت أصلي بحرارة وفي صمت لأجل البنات 00 بدا لو كان شخص آخر قد إحتل كياني 00 الروح القدس قد جاء مخترقاً جسدي ووصل إلى أطراف أصابعي ، وشعرت كما لو كانت يدي وأصابعي متصلة بأسلاك مشحونة بالكهرباء 00 أخرجت إنفجارات من الهللويات المملؤة بالفرح التي ردَّدتها تلميدات مدرستي وهن مندهشات 00 وما أسرع ما رنت أصوات صرخاتهم في المكان 00 وقد إستمر هذا حتى إلى نحو نصف الليل 0 حقاً لقد جاء الإنتعاش ” (2)0
- ” أما الرجال فتشابكوا بالأذرع وهم يرقصون ويرنمون ويطفرون وهم يلوحون بأيديهم من شدة الفرح ، بينما يهتف البعض : الروح القدس قد جاء 00 ويصيح البعض الآخر ، شكراً لله على دم يسوع ” (3)0
ويصور الخمسينيون الروح القدس على أنه يُسقِط الناس ويُدحرِجهم على الأرض :
- ” المعلم جبادي 00 كان شخصية قوية ومن الصعب التأثير عليه ، ولكنه في أحد الأيام وقع تحت قوة الروح ، وصار يتدحرج على الأرض رغم أنه كان يلبس قميصاً جميلاً أبيض اللون وبنطلوناً قصيراً ، وكان من الأمور الشاذة أن ترى مُعلماً كبيراً في مثل هذه الملابس النظيفة يتدحرج في التراب والطين ولا يكترث بالمرة بهذا الوضع ” (1) 0
- ” ويوجد أمر قد ترك فينا أثراً عميقاً وهو أنه عندما ركعوا حلَّ الروح عليهـم 00 فبـدوا كمـا لو كانوا جمهوراً من المجانين ” (2)0
وتصف ” آداها برستون ” في كتابها ” نهب أمتعة القوي أو إزالة النقاب لما يُسمى أرواح الخمسينيين ” حالة سيدة كانت تظن أن الروح القدس يحلُّ عليها فيصاب جسمها بإلتواء وتدخل في حالة شديدة من الكآبة ، وتصرخ بأصوات غير مفهومة مع تنهدات وزفرات ، وأخيراً إكتشفت أن هذه الأفعال هــي أفعـال شيطانية ( راجع مجدي صادق – المسيح الدجال الخطر القادم )0
قرار المجمع المقدَّس : لا يسعني إلاَّ أن أُحيي المجمع المقدَّس لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية على يقظته ، وقراره الواعي الذي أصدره في شهر يونيو 2005م وجـاء فيه :
” بخصوص محاولات التغلغل البروتستانتي ، وبناء على ما ذكره قداسة البابا في جلسة المجمع بتاريخ 6/6/1998م أن هذا الأمر مستمر بنشاط كبير يحتاج إلى دراسة 0 وأن من ضمن أسباب هذا النشاط :
الترنيمة ذات الموسيقى الصاخبة ، وإستغلال النشاط المسكوني ، ومحاولة الإختراق تحت ستار أرثوذكسي وبناء على ما نبه إليه قداسته في جلسة المجمع بتاريخ 2/6/2001 م على أنه يجب الإحتراس مما تُسمى بإجتماعات مسكونية أو لا طائفية إلاَّ لو كانت معتمدة من مجلس كنائس الشرق الأوسط ، فإن المجمع المقدَّس يؤكد ضرورة الإلتـزام بهذه القرارات ، وعدم السماح بقيام كورال غير أرثوذكسي بالأداء داخل كنائسنا ” (1) 0
وتحية لمجلة الكتيبة الطيبية مجلة الشجعان التي أعلنت أسفها في شجاعة وقوة لأنها نشرت مقالاً للأستاذ ناجي وليم رئيس تحرير جريدة ” عالم المشاهير ” يمتدح فيها الإجتماع الشعبي بالمقطم يوم 15/5/2005 م وقالت ” وإن كانت الجريدة قد نوهت في أكثر من عدد لها أن مسئولية المقالات التي تُنشر بها إنما تقع على عاتق كاتبها 0 ألاَّ أن هذا لا يعفينا من الإعتراف بالإنزلاق في المنحدر الطائفي الذي لا يتفق ومبادئ الجريدة ، بل وتقدم عظيم الأسف والإعتذار لقارئها الكريم ، عن هذا الخطأ – غير المقصود – في حق كنيستنا القبطية التي قد تركنا كل شئ وإنبرينا للدفاع عنها من خلال جريدتنا ضد كل من تسول له نفسه بالتجريح فيها وفي معتقداتها ” (2)0
ولا تتعجب ياصديقي إن الكاتب ” ناجي وليم ” الذي إمتدح الكنيسة القبطية قائلاً ” جاء إحتضان الكنيسة الأرثوذكسية في المقطم لإجتماع الصلاة العالمي بحضور جميع الطوائف ليؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الكنيسة الأرثوذكسية هي الكنيسة الأم ، والمسئولة عن جمع شمل كل هذه الطوائف تحت أجنحتها ، وقيادة خمسة عشر مليون مسيحي في مصر نحو وحدة الإيمان 00 ويالجمال الكنيسة القبطية التي تحتفظ بكل عناصر القوة والعظمة والتي تؤهلها لقيادة العالم الأطرش ” (1) قد عاد بعد أيام يهاجمها ، فجاء في تنويه بارز بالصفحة الأخيرة من الكتيبة الطيبية ” إيماء إلى المقال الذي كتبه الصحفي ناجي وليم في جريدة العربي بتاريخ 3 يوليو 2005م تأسف الكتيبة الطيبية للإتجاه الذي يسير فيه حيث ركب مؤخراً موجة الهجوم على الكنيسة وعلى المجمع المقدس ، والجريدة تعلن نهاية علاقتها بالكاتب ، وهي غير مسئولة عن أي كتابات له ، وهو لا يمثل الجريدة لدى أي جهة ، ولا يحق له التحدث بإسمها ” (1) فهكذا يتلوَّن التيار الخمسيني البروتستانتي ليكسب على كل حال نفوساً لطوائف شتى محتجة0
(1) معمودية الروح القدس ص 69
(2) الكتيبة الطيبية العدد العاشر يونيو 2005م
(1) الكتيبة الطيبية العدد العاشر يونيو 2005م
(1) الكتيبة الطيبية – العدد الحادي عشر – يوليو 2005 م
(1) الكرازة النارية ص 7 – 15 0
(1) معمودية الروح القدس ما هي وكيف نقبلها 00 ؟ ص 40
(1) معمودية الروح القدس ما هي وكيف نقبلها 00 ؟ ص 37
(2) لماذا يقع الناس تحت تأثير قوة روح الله 00 ؟ ص 3
(3) المرجع السابق ص 12
(1) لماذا يقع الناس تحت تأثير قوة روح الله 00 ؟ ص 5
(2) المرجع السابق ص 16
(1) يااخوتنا البروتستانت 00 هلموا نتحاور جـ 2 ص 84 – 86
(1) يااخوتنا البروتستانت 00 هلموا نتحاور جـ 2 ص 61 ، 62
(2) معمودية الروح القدس ص 152 – 157
(1) القيادة بالروح القدس ص 20
(2) المواهب المعجزية في ضوء كلمة الله ص 89
(1) تفسير رسالة كورنثوس الأولى ص 269
(2) المرجع السابق ص 260
(1) تفسير رسالة كورنثوس الأولى ص 260
(1) الكتيبة الطيبية – العدد العاشر يونيو 2005م
(1) الكرازة النارية – نشر الكنيسة الخمسينية بمصر ص 128
(2) معمودية الروح القدس ص 26
(3) الكرازة النارية ص 20 ، 21
(1) معمودية الروح القدس ص 52
(2) المرجع السابق ص 48
(1) المواهب المعجزية في ضوء كلمة الله ص 128
(1) اشتعال نار الروح القدس – ترجمة فهمي حناوي ص 10 – 11
(2) المرجع السابق ص 86
(3) المرجع السابق ص 66
(4) المرجع السابق ص 102
(1) اشتعال نار الروح القدس – ترجمة فهمي حناوي ص 85
(1) إشتعال نار الروح القدس ص 18 – 20
(1) إشتعال نار الروح القدس ص 24
(2) المرجع السابق ص 40
(3) المرجع السابق ص 50
(1) اشتعال نار الروح القدس ص 59
(2) المرجع السابق ص 16
(1) الكتيبة الطيبية – العدد الحادي عشر – يوليو 2005م ص1
(2) المرجع السابق ص 1
(1) الكتيبة الطيبية – العدد العاشر –يونيو 2005م ص 4
(1) الكتيبة الطيبية – العدد الحادي عشر – يوليو 2005م