من يتعصب ضد من؟ – الحركة الخمسينية هل ظاهرة أم عقيدة؟
من يتعصب ضد من؟ - الحركة الخمسينية هل ظاهرة أم عقيدة؟
من يتعصب ضد من؟ – الحركة الخمسينية هل ظاهرة أم عقيدة؟
دعنا ياصديقي نناقش معاً النقاط الثلاث الآتية:
أولاً: مَن يتعصب ضد مَن ؟
ثانياً: تاريخ الحركة الخمسينية0
ثالثاً: سمات الحركة الخمسينية0
أولاً : مَن يتعصب ضد مَن ؟
هل نحن المتعصبين ضـد الطوائف البروتستانتية ، أم هم المتعصبون ضد كنيستنا الأرثوذكسية ؟!
هل نحن الذين نسعى لردهم إلى كنيستهم الأم ، أم هم الذين يجتهدون في إقتناص أولادنا وضمهم لطوائفهم المختلفة ؟!
وإن كنا جميعاً نهدف إلى أن نكون واحداً في المسيح ، فمن هو الذي يعطل مسيرتنا ضد هذا الهدف ؟!
هل يمكن أن نكون جميعاً أرثوذكس وكاثوليك وبروتستانت واحداً في المسيح بدون أن يكون لنا الإيمان الواحد ، والمعمودية الواحدة ؟!
لماذا لا نرجع إلى الكنيسة الأولى قبل الإنشقاق بإيمانها الواحد ومعموديتها الواحدة ؟!
ومادام إيمان كنيستنا الأرثوذكسية اليوم وعقيدتها ومعموديتها ، هو هو إيمان الكنيسة الأولى وعقيدتها ومعموديتها 00 فما هو المطلوب منا إذاً ؟!
هل المطلوب أن نتخلى عن الإيمان الأول والعقيدة الأولى والمعمودية الأولى ، ونترك أنفسنا للأمواج البروتستانتية المتضاربة التي لا تعرف لها إتجاهاً ؟!
هل هذا نداء العقل والمنطق ، أم أنه من العقل والمنطق أن يطرح هؤلاء إنشقاقاتهم الكثيرة ويقولوا قولاً واحداً ، يوافق الإيمان الأول والمعمودية الأولى للكنيسة الخالدة ؟!
وإن كان في مصر نحو عشرين طائفة إنجيلية ، ولا طائفة منها عقيدتها تطابق عقيدة الطائفة الأخرى ، فمتى يكون لجميعهم رأي واحد وقول واحد ، لأن الحوار مع الواحد لهو أيسر كثيراً من الحوار مع عشرين رأياً 00 ولو قال أحدهم حقاً أن هناك عشرون طائفة إنجيلية لكنهم جميعاً لهم رأي واحد في المسيح ، فإننا نقول له : لو كان لهم الرأي الواحد في المسيح لصاروا طائفة واحدة ، وليسوا جماعات شتى محتجة 00
إن موقفنا من الطوائف الإنجيلية واضح وصريح ومعلن وهو العودة إلى الكنيسة الأولة قبل الإنشقاق 0 أما موقف الطوائـف الإنجيلية فهو موقف يتغير ويتلون بحسب الظروف 00
بالأمس كانوا يقودون هجوماً شرساً ضد الكنيسة ، فيقولون لأولادنا : هوذا الإنجيل بين أيديكم أرونا أين وردت صلوات القداس ؟ وأين ورد صوم العذراء والأربعاء والجمعة في الإنجيل ؟ وأين جاء لون وشكـل ملابس الكهنة ؟ وأيـن نجـد في الإنجيل تقبيل أيدي القسوس ودعوتهم بالأباء ؟ 00 إلخ ويقول القس صموئيل مشرقي رئيس مجمع الكنيسة الخمسينية ” لقد أبتدأت الكنيسة الإنجيلية في الأصل كنيسة مُهاجِمة 00 فهاجمت الطقوس والفرائض والأسرار السبعة وكيفية العبادة وما إلى ذلك 00 بل أننا قرأنا أن بعض الإنجيليين في أول عهدهم بتأسيس الكنيسة الإنجيلية بلغت بهم الحماسة للعقيدة أنهم تسلقوا جدران كنيسة أرثوذكسية وهبطـوا إليها وكسَّروا الأيقونات ومزَّقـوا الصـور وأتهمـوا الأرثوذكس بالوثنية ” (1)0
وعندمـا فشلت خطة الهجوم البروتستانتي على الكنيسة الأرثوذكسية ، تغيرت للإتجاه المضاد ، فصاروا يتظاهرون بالحب ، ونسمع أحدهم يقول : عندما أرى الأب الكاهن في الطريق أُقبّل يده لأنه بملابسه هذه خير شاهد للمسيح ، وأحد القادة البروتستانت يقول : نحن لا نكف عن الصلاة من أجل قداسة البابا والآباء الأساقفة 0
لقد بدأ البروتستانتي ينحو نحو اللاطائفية فيقول د0ق0 صموئيل زرفي ” تغيير الأسلوب الهجومي في التعليم : إن تعليم العقيدة المشيخية بأسلوب هجومي على العقائد الأخرى ينتج تعصباً ضد الآخرين ولا يساعد على حرية التفكير 00 إننا نحتاج في هذه الأيام إلى إعادة صياغة تقديم العقيدة في ضوء فكر التجديد والتعددية الطائفية والتعددية الدينية 00 أسلوب الهجوم ومحاولة تشويه الأخر من الأساليب التي أصبحت مرفوضة ليس فقط على المستوى الكنسي فقط بل على المستوى السياسي والإجتماعي أيضاً 0 وإعادة صيغة التعامل مع الآخر ليست معناها فقدان الهوية بل معناها تأكيد الهوية في ظل قبول الآخر ” (1) كما يقول أيضاً د0ق صموئيل زرفي ” تنشأة الأجيال على الفكر المسكوني : تهتم الحركة المسكونية بإجتماع الطوائف المسيحية معاً للفهم والقبول المتبادل ، فلم تعد نظرية العزلة تصلح هذه الأيام ، والتربية عامل مهم في تنشائة جيل جديد يكون قادراً على تقبل الآخر وقادراً على الحوار مع المختلف 0 الفكر المسكوني يساعدنا أن ندرك كبشر أننا خليقة الله ، والله لا يفرق بين البشر نتيجة الجنس أو الدين أو العرق 0 فالله أكبر من أن تمتلكه طائفة أو دين ، فالله يمتلك الكل ، ولا يُمتلك من أحد 00 إن الدين عند الله هو حب الآخر 00 هو التسامح 00 وفعل الخير لمن يحتاجه 00 هو أن لا تكفر غيرك وتبرّر نفسك 00 هو أن لا تدين أحد فتترك الدينونة لله 00 هو أن ترى الحق في الأديان الأخرى كما تراه في دينك 00 هو أن لا تنظر إلى نفسك على أنك تمتلك الحق وغيرك يمتلك الباطل المطلق ” (1)
ووقف شيخ الكنيسة الإنجيلية فوق جبل المقطم يصرخ بكلمات القداس الإلهي ” بموتك يارب نبشر ، وبقيامتك المقدَّسة ، وصعودك إلى السموات نعترف 0 نسبحك نباركك نشكرك يارب ونتضرع إليك ياإلهنا ” مما أنتزع دهشة وإعجاب الحاضرين ، ولم يفكر أحد : هل أدرك هذا الشيخ معنى ومغزى هذا المرد الليتورجي الذي تضعه الكنيسة قبل سر حلول الروح القدس مباشرة ؟! هل أدرك هذا الشيخ البروتستانتي أن الكنيسة هنا تربط بين البشارة والكرازة وبين سر الأفخارستيا ، وتريد أن توضح للكـل حيث لا يوجـد سر الأفخارستيا لا يمكن أن تجد الكرازة الصحيحة باسم المسيح ؟! 00 تُرى هل عاد هذا الشيخ إلى إيمانه بالقداس الإلهي وما حواه من عقائد عديدة مثل الشفاعة ، ونزول المسيح إلى الجحيم ، والصلاة من أجل المنتقلين 00 إلخ أم أن الموضوع بالنسبة له مجرد مظاهر وضحك على الذقون 00 هذا هو الخط البروتستانتي العام في هذه الأيام ، وإن كان في أحيان قليلة لا يقدرون أن يخفوا مشاعرهم الحقيقية ، فمثلاً عندما أوضحت الكنيسة بعض الحقائق في مؤتمر الجديدة أندفع القس عيد ليقول ” أن ما صنعه مارتن لوثر لم يصنعه مرقس الرسول ” ، والأخ ناجي وليم الذي كتب يمتدح الإجتماع الشعبي للطوائف فوق جبل المقطم ، وأيضاً أمتدح كنيستنا القبطية ، وعندما كشف المجمع المقدَّس حقيقة هذا الإجتماع ، عاد ناجي وليم وهاجم المجمع المقدَّس ، وأحد القسوس الإنجيليين في المنيا أصدر كتاباً وضع على غلافه صورة عذراء التجلي ، وفحوى الكتاب أن ظهور العذراء في الزيتون هو خدعة شيطانية 0
على كلٍ نقول أن المنهج البروتستانتي الجديد في التظاهر بالحب وإخفاء المشاعر المضادة قد نجح إلى حد كبير ، وللأسف الشديد فإن بعض الأرثوذكس أنخدعوا بالأسلوب البروتستانتي ، وتعاطفوا مع الطوائف الإنجيلية ، وخير شاهد على هذا حضور الآلاف من الأرثوذكس المؤتمرات البروتستانتية ، ومشاركتهم في الترانيم الإنتعاشية التي قد تحتوي بعض المفاهيم الخاطئة مثل : الخلاص في لحظة ، وضمان الملكوت ، والخلاص بالدم فقط ، والتركيز على النعمة الإلهية وإهمال الجهاد الروحي 00 إلخ ، وأنصت هؤلاء الأرثوذكس للعظات البروتستانتية الخلاصية ، وأشتركوا في الصلوات الإرتعاشية ، وأُعجبوا بخدمات البروتستانت وقدرتهم على تنظيم المؤتمرات الضخمة ، وإهتمامهم بالآخرين ، وإبتساماتهم العريضة 00 إلخ0
ولم يدرك هؤلاء البسطاء من الأرثوذكس ، الذين يتعاطفون مع التيار البروتستانتي مدى الخلافات والمشاحنات والصراعات بين الجماعات البروتستانتية المختلفة ، ولم يدرك هؤلاء البسطاء من الأرثوذكس ما يغشي الفكر البروتستانتي عن مفاهيم قاتلة ، فبعضهم يدعي أن الكتاب المقدَّس أُخذ من أساطير الأولين ، وأن الكاتب إبن عصره فكان ينقل فكر وخبرة عصره ، وبعضهم يدعي أن معجزات الكتاب المقدَّس ليست حقيقية ، وأنكر البعض الميلاد العذراوي للسيد المسيح ، وأنكر آخرون قيامة المسيح ، وقال البعض أن شخصيات الأباء البطاركة ليست شخصيات تاريخية ، فقد يكون أسم إبراهيم وإسحق ويعقوب أسماء أبطال الكنعانيين ، أو أسماء عائلات أو أسماء آلهة 00 إلخ وتجاسر البعض فأنكر شخصية المسيح التاريخية ، وأنكر البعض العصمة الكاملة للكتاب المقدَّس ، وطعنوا في حقيقة الوحي المطلق الكامل وأن ” كل الكتاب هو مُوحى به من الله ” 00 وفي سطور قليلة نشير لمفهوم عصمة الكتاب المقدَّس لدى بعض الأخوة البروتستانت الذين تأثروا بلاهوت التحرر ، علماً بأننا سنتناول هذا الموضوع بتوسع ، إن شاء الله وعشنا في الكتاب الثاني من مدارس النقد والتشكيك والرد عليها :
- قالوا أن عصمة الكتاب المقدَّس هي عصمة جزئية وليست كلية ، فتشمل الأمور اللاهوتية والعقائدية والروحية والتعليمية ، دون الأمور الأخرى مثل التاريخية والجغرافية والعلمية 0
- قالوا أن كلمات الكتاب المقدَّس مجرد كلمات بشرية ، تتحول إلى كلمات إلهية فقط عندما يستخدمها الروح القدس في تغيير النفوس 0
- قالوا أن تكرار بعض الفقرات في الكتاب المقدَّس ينفي عنها العصمة0
- قالوا أن أخطاء الأنبياء جعلت بعض كتاباتهم بعيدة عن الوحي والعصمة ، وتساءل ريماروس : كيف يصـل الوحي الإلهي إلى رجل قاتل مثل موسى ، أو رجل زاني مثل داود ، أو رجل مضطهد الكنيسة بإفراط مثل بولس الرسول ؟
- نادوا بفكرة ” التاريخ المقدَّس ” أي أن بعض الأحداث التي سجلها الكتاب المقدَّس ليست لها وجود في الواقع ، ولم تحدث ، إنما ذكرها الكتَّاب لتوضيح تعاليم معينة ، فمثلا جنة عدن ، وقصة آدم وحواء ، وحادثة الطوفان 00 إلخ كل هذه تدخل في نطاق التاريخ المقدَّس ، فالكتَّاب لم يهتموا بأن تكون القصة حقيقية أم لا ؟ 00 ولكنهم أهتموا بالهدف الروحي من هذه القصص0
- قالوا أن كل الذي يهمنا هو أن الكتاب المقدَّس حوى الحق الإلهي ، ونحن لا نهتم بكونه مُوحى به ومعصوم من الخطأ من عدمه0
- قالوا أن لوثر أحلَّ عصمة الكتاب المقدَّس بدلاً من عصمة الكنيسة ، وهذا أمر غير مقبول لأن السلطة المطلقة ينبغي أن تكون للمسيح وليست للكنيسة ، ولا للكتاب المقدَّس ، وقالوا إن كان لوثر قد حرَّر المسيحية من عصمة الكنيسة فقد حان الوقت لتحرير المسيحية من عصمة الكتاب ، ويقول وليم نبيل ” عندما أطلق الأصلاح القط بين الحمام الكنسي ، كان من المحتوم ألا ينقضي وقت طويل حتى يأخذ الكتاب نفس المكـان الزائف الذي كان للكنيسة من قبل ” ( إعادة إكتشاف الكتاب طبعة سنة 1954 ) (1)0
ودعونا ياأحبائي ننصت لقليل من الفقرات التي دونها الشيخ رأفت زكي في مجال حديثه عن تأثر الوسط البروتستانتي المصري بمذهب اللاهوت الليبرالي :
” لقد خدعوا أنفسهم ( أصحاب مذهب لاهوت التحرر ) بتصوُّرهم أن مذهبهم الليبرالي هذا نوع من التطور الطبيعي للعصر في الكنيسة ، بينما حاول هؤلاء تصوير فكر المحافظين على حرفية وقدسية فكر الكتاب ، أنهم أصوليون ( مقفولون ) غير مواكبين للحضارة المتطورة وخاصة نحن على مشارف القرن الواحد والعشرين 00 ولكنهم بذلك قد نبذوا الإيمان القويم وسقط عن وجههم قناع الحياء حتى على منابر المؤتمرات وفي بعض كليات اللاهوت ، وهكذا كان تطورهم موجة عارمة ضد الكنيسة وفكرها 0 إذ ردّد – بدءاً من الثمانينات – بعض الخدام كالببغاء هذه الأفكار { لا توجد أرواح شريرة أو شياطين ، وما تم في عصر المسيـح – له المجـد – إنما هـو معالجة سيكولوجية للمرضى المصابين بالأمراض العصبية 00 } 0
خلاصة معتقدات الليبراليين :
- أن الكتاب المقدَّس غير معصوم – وحي من أساطير 0
- الإنسان صالح في أساسه ، ليس بخاطئ – لم يرث الخطية الأصلية0
- ليست هناك معجزات فوق الطبيعة – فإن كل شئ يحدث طبقاً لقوانين الطبيعة التي لا يمكن أن تُكسر ولا أن يحدث ما يخالفها ، لذلك فميلاد المسيح العذراوي ثم قيامته لا يمكن أن نحكم عليهما كأحداث تاريخية تمت ، بل أن كل شئ يجب أن يخضع للعقل والمنطق والتحليل0
ومن ثمَ يجب أن نفتح أعيننا جيداً لأخطار الليبرالية التي تخترق العديد من الكنائس الإنجيلية في مصر ” (1)0
وأستنكر الشيخ رأفت زكي موقف بعض القسوس البروتستانت في تأثرهم بلاهوت التحرر ، فقال : ” يقف قسيس ( هكذا يُطلق عليه ) على المنبر فى أحدى المؤتمرات ليطعن الكتاب المقدَّس في مصداقيته ، فمثلا يقول { إن معجزة السمكة والخبز مجرد خرافة من خيال التلاميذ ، فمعروف أن الجموع ستتوجه إلى الجبـل لسماع يسوع ، وأعدَّت كل زوجة لزوجها غذاءه في منديل ، ولما فرغ المعلم من خطابه أمر التلاميذ أن يجلسوهم ليأكلوا ، ففتح كلٍ منديله وأخذ يأكل من الطعام الذي سبق وصرته له زوجته !! }0
يقف آخر ليعلن أنه لا يوجد شيطان أو شيطانة ؟ فقد قص المسيح للتلاميذ إنطباعاته وأفكاره أثناء وحدته في البرية ، وبعد مرور بعض الوقت سطرها التلاميذ على أنها حقيقة صحيحة لتجسد الشيطان 0
قسيس ثالث يقف ليطعن في صدق معجزة مجنون كورة الجدريين ، وأنه لا يوجد مس شيطاني ، ويتباكى على قطيع الخنازير ما ذنبه ؟ ثم يعلي شأن العقل ( عقله هو ) بقوله الرجل كان مريضاً تنتابه حالة من العصاب والصراع والتشنج أفزعت الشياطين فسقطوا إلى أسفل0
ويقف رابع ليقول لا يوجد شيطان ، وما كُتب في الإنجيل كان ترديد لفكر خرافات ، كانت تنتشر في فلسطين في ذلك الوقت ، ولكنها أمراض نفسية وهو بذلك يطعن الكتاب المقدَّس فيما كتبه عن ذلك في العهدين القديم والجديد !!
ويقف خامس ليُدّرس لتلاميذه أن الكتاب المقدَّس به وحي من أساطير ، وأنه يربط ما بين الفكر الكلداني والبابلي وملحمة جلجامش كما يربط أقاويل لبعض الفراعنة وبعض المزامير 00 إلخ0
يردد الليبراليون أنهم يقرون تقدم العلوم والإستنارة وإعلاء شأن العقل !!
أي عقل هذا الذي يتحدثون عنه ؟ يصل في مستواه أن يناقش ويفحص كتاب الدهور ؟ وأي إستنارة تلك ؟ 00 عندما يقـول الكتاب { قال الرب } فلتصمت كل الشفاه لأن الله هـو الذي تكلَّم ، وقد كتب كلامـه أنـاس الله القديسـون مسوقين من الروح القدس !! ” (1)0
ويفيض الكيل بالشيخ رأفت زكي فيقول : ” وُلِد علم اللاهوت الليبرالي وأصبح الطراز أو النمط الحديث لكنائس أوربا وأمريكا والكنيسة في مصر أيضاً 0 تسرب العالم اليوم داخل الكنيسة بطرق متنوعة 00 أن الشيطان يتمشى بين صفوف الكنيسة الأنجيلية يبحث عن مجندين جدد لينضموا إلى جيشه 00 يريد الشيطان إقامة جسور مع الكنيسة بأستخدام مختلف طرق الخداع 00 يبيع الشيطان خططه من خلال مساحة تقليدية من المسيحية في أذهان المؤمنين ورويداً رويداً يفرض سلطانه الكلي ” (2)0
ولا يمكن أن ننسى أن مدرسة النقد الأعلى بأفكارها الهدامة خرجت عن عب البروتستانتية ، وتبنت أفكارها الكنيسة الكاثوليكية ( كاتب كبير مثل الخوري بولس الغفالي تجد كل كتاباته الضخمة المتعلقة بالعهد القديم تعتمد على أن موسى النبي لم يكتب التوراة 0 إنما كُتبت أقدم أجزاء منها بداية مـن القرن العاشر قبل الميلاد ، والنصوص الكتابية التي تتكلم صراحة أن موسى هو الكاتب ، وشهادة رجال العهد القديم ، ورجال العهد الجديد ، وفوق الكل شهادة السيد المسيح له المجد بأن موسى هو كاتب التوراة فلا لزوم لها ، لأن السيد المسيح ربما يكون قد تكلم بما كان سائداً في عصره ) وأستغل التيار الإسلامي عبر شبكة الأنترنت أفكار مدرسة النقد للهجوم الشرس على الكتاب المقدَّس 00
وماذا بعد ؟! 00 وماذا بعد كل هذا ؟!!
المدهش أنه بعد كل هذا نرى وجود بعض الأخوة الأرثوذكس الذين يتعاطفون مع التيار البروتستانتي ، ويلوموننا قائلين :
ماذا تفعلون في مؤتمرات تثبيت العقيدة ؟
هل تجتمعون لتشتموا البروتستانت وتكفرونهم ؟
لِم تفتحون النيران عليهم ؟
ونحن نقول لهم :
كلاَّ 00 لـم نجتمع لنشتم البروتستانت ولا غيرهم ، لأننا نعلم أنه لا شتامون يدخلون ملكوت السموات 00
لم نجتمع لنُكِفر أحداً 00
كل ما نفعله أننا نجتمع لكيما نوضح الحقيقة ، ونضع الحقائق أمام الكل 00
لابد أن نلقي الضوء على الأخطاء والأخطار التي تحيق بأولادنا 00
وحقيقة أن قادة كنيستنا مدوا أيديهم للأخوة البروتستانت مرات عديدة للحوار ، وسمحوا بعقد بعض المؤتمرات المشتركة أكثر من مرة ، ولكن للأسف ، وللأسف الشديد فأن الأخوة البروتستانت بما يملكونه من دعاية قوية يقنعون البسطاء بأننا قد صرنا كلنا واحداً في المسيح ، ولم يعد هناك خلاف يذكر بيننا ، وبهذا يقتنصون أولادنا ، وآخر موقف يوضح هذه الحقيقة هو البرنامج الذي قدمه البروتستانت ليوم الصلاة العالمي يوم 15/5/2005 في كنيستنا بجبل المقطم وبتعبير أحد الآباء الأساقفة العالمين بالأمور بأن البرنامج الذي قُدِم ” زي الفل ” ومع هذا فإن التنفيذ جاء مخالفاً للبرنامج ، وسيطرت الروح البروتستانتية ، وأمتزجت الهوية الأرثوذكسية مع الهوية البروتستانتية ، وهذا ما كان يصبوا إليه الأخوة البروتستانت 0
(1) قصة العقيدة الإنجيلية طبعة 1986م ص 10
(1) الفكر الديني في المسيحية ص 177 ، 178
(1) المرجع السابق ص 180 ، 181
(1) أورده القس الياس مقار في ترجمته لكتاب أصالة الكتاب المقدَّس ص 123
(1) مقال عن لجنة الكرازة المشتركة0
(1) حتى متى أيها الليبراليون المتحررون ؟ عن الشهادة الخمسينية عدد مايو 2002 م ص 16 – 19
(2) المذاهب المنحرفة جـ 3 ص 47 – 50