الصلاة للقديس يوحنا ذهبى الفم – د. سعيد حكيم يعقوب
الصلاة للقديس يوحنا ذهبى الفم - د. سعيد حكيم يعقوب
الصلاة للقديس يوحنا ذهبى الفم – د. سعيد حكيم يعقوب
الصــــــــــــــــــلاة
للقديس يوحنا ذهبى الفم
الأمر الذى لا يجهله أحد هو أن الصلاة هى سبب كل الخيرات وهى مرشد للخلاص والحياة الأبدية . لهذا فإنه من الضرورى أن نتكلم بكل ما نملك من قوة فى هذا الموضوع .
هذه العظة ستكون أكثر قبولاً لأولئك الذين اعتادوا أن يحيوا حياة الصلاة مهتمين بعبادة الله. أما الذين عاشوا فى خمول وتركوا أنفسهم دون ممارسة أية صلاة، فإنهم سينتبهون ويدركون مدى ما أصابهم من أضرار فى الفترة التى مضت من حياتهم . لهذا ففى الزمن المتبقى من حياتهم لن يحرموا أنفسهم من الخلاص (بالصلاة).
بداية نقول إن الصلاة هى حقيقة أساسية، بحيث إن كل من يصلى فهو يتحدث مع الله . فأنت تتحدث مع الله على الرغم من أنك إنسان فانٍ، ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك .
لكن أن يتقدم أحد إلى هذه الكرامة بالكلام فقط ، فهذا أمر غير مقبول لأن هذه الكرامة تسمو عظمة الملائكة . هذا الأمر يدركه الملائكة أنفسهم . يظهر الملائكة فى نصوص الأنبياء وهم يقدمون تسابيحهم وصلواتهم إلى السيد الرب بخوف ورعدة، مغطين وجوههم وأرجلهم بورعٍ ومخافة وهم يطيرون بغير أن يبقوا فى سكون .
هكذا يعلموننا أن ننسى طبيعتنا الإنسانية الفانية وقت الصلاة، وننحصر فى الغيرة المقدسة ومخافة الله، غير مهتمين بالأمور الحاضرة. ولكن علينا أن نتشجع ونقف في صفوف الملائكة لنؤدى نفس الصلاة معهم فنحن نختلف عن الكائنات الملائكية فى الطبيعة وأسلوب الحياة والحكمة والفهم، أما فيما يخص الصلاة فهو عمل مشترك بيننا (وبينهم). الصلاة تميزك عن الحيوانات غير العاقلة، وتضمك إلى صفوف الملائكة. ويستطيع الإنسان أن يتحول بسرعة إلى طريق الملائكة وأسلوب حياتهم وكرامتهم ونبلهم وحكمتهم وفهمهم لو قضى حياته في الصلاة وعبادة الله .
أى شئ أكثر برًا من حديث الإنسان مع الله؟
أى أمر أكثر بهاء؟ أى شئ أكثر حكمة؟
فلو أن أولئك الذين يتحدثون مع أناس حكماء سيصلون بالحديث المستمر معهم إلى التشبه بهم فى أسلوب التفكير، فماذا نقول عن أولئك الذين يلهجون بالصلاة لله (دون انقطاع)؟ ألاّ تملأهم الصلاة من كل حكمة وكل فضيلة وكل فهم وكل عفة ووداعة .
هكذا لا نكون مخطئين إن قلنا إن الصلاة هى بداية كل فضيلة وكل قداسة، ولا يستطيع شئ أكثر من الصلاة والتضرع أن يقود النفس الخالية من النعمة، إلى التقوى والورع .
فالمدينة غير المحصنة بأسوار، من السهل جدًا أن تقع فى أيدى الأعداء. هكذا أيضًا فإن النفس غير المحاطة بأسوار الصلاة من السهل أن يسود عليها الشيطان ويملأها بكل خطية. فهو عندما يرى النفس محتمية بالصلوات وقوية فإنه لن يتجرأ على الاقتراب منها، لأنه يهرب من قوتها وثباتها . فالصلوات هى التى تمنحها هذه القوة، وهى التى تغذى النفس أكثر مما يغذى الخبز الجسد.
والأشخاص الملازمون للصلاة، لا يحتملون أن يجوز فى فكرهم أى شئ غير ملائم للصلاة، لأنهم يخجلون من الله الذين يتحدثون إليه فيصدون كل حيل المضاد على الفور، لأنهم يعرفون حقيقة الخطية.
لأنه ليس من المقبول أن يُسلّم الإنسان للشيطان ويفتح أبوابه للشهوات الرديئة ويتيح للشيطان منفذًا إلى أعماقه، التى كانت قبل ذلك بوقت قليل جدًا موضعًا لحضور الله، هذا الإنسان الذى كان يتحدث مع الله لتوه ويطلب منه وداعة وبرًا. كيف نسمح للشياطين أن تدخل إلى داخل نفوسنا، بينما نعمة الروح القدس قد أظهرت محبة وعناية فائقة بنا.
اسمع كيف يكون هذا ؟ لا يستطيع الإنسان أن يتحدث مع الله بدون نعمة الروح القدس . ولكى يستطيع الإنسان أن يحنى ركبتيه فى الصلاة والتضرع، فهو يحتاج إلى مؤازرة هذه النعمة التى يجب أن تكون حاضرة وهى التى تحتضن الجهادات الروحية . فالحديث مع الله هو أمر سامى يفوق طاقة الإنسان . لهذا فإنه يحتاج إلى نعمة الروح القدس لكى تهبه وتعطيه حكمة وتعرفه مقدار هذه الكرامة وعظمتها .
إذن فعندما تدرك أنك تتحدث مع الله بنعمة الروح القدس وأن أبديتك مرتبطة بالصلاة التى تقدس النفس بواسطة الروح القدس، فإنك لن تترك منفذًا للشيطان ليتسلل داخل نفسك.
فكما أن أولئك الذين يتحدثون مع الملك ويتمتعون بحديث الشرف والكرامة، لا يقبلون التحدث مع المتسولين، هكذا فإن من يصلى إلى الله ويتحدث معه لا يقبل الدخول فى حوار مع الشرير ويخطئ. لأن من يترك نفسه للشيطان وحماقته هو فى الحقيقة عبد للشهوة. لكن من يتضع ويحيا فى القداسة، فإنه يحيا مع الملائكة ويشتاق إلى طريقة حياتهم المجيدة. لهذا فإن قال لى إنسان إن الصلاة هى قوة النفس فهو يدرك الحقيقة .
فالجسد بواسطة الأعصاب يتشدد ويتقوى ويجرى ويقف ويحيا، فإذا قُطع أحد هذه الأعصاب يفقد الجسد إتزانه. وهكذا فإن النفوس تكتسب بالصلوات المقدسة، نعمة وتميزًا واتزانًا، وتركض بسهولة فى طريق الفضيلة. فإن حرمت نفسك من الصلاة، فكأنك تطرح سمكة خارج الماء. فكما أن الماء هو سبب حياة للسمكة، هكذا الصلاة بالنسبة لنفسك. بالصلاة تستطيع أن تسمو عاليًا وأن تجتاز إلى السموات وأن تعيش بالقرب من الله.
يكفى ما قلناه لكى ندلل على قوة الصلاة المقدسة. لكن من الأفضل مادمنا نتكلم من الكتاب المقدس ، أن نعرف من فم المسيح مقدار النعمة التى نحصل عليه بالصلاة ، كل من يريد أن يعيش كل حياته فى الصلاة .
يقول الإنجيل ” وقال لهم أيضًا مثلاً فى أنه ينبغى أن يُصلى كل حين ولا يُمل ” (لو1:18ـ8). لنعرف أيها الاخوة الحكمة المختفية فى كلام الروح القدس باحثين على قدر طاقتنا ليس فيما هو أمامنا الآن ولكن أيضًا فيما يمكن أن نناله مستقبلاً .
الذين يعملون فى البحار ويهبطون للقاع يجلبون إلى السطح أحجارًا كثيرة الثمن. ونحن إذ نفحص بحر الكتاب المقدس لننزل إلى أعماق الحكمة الروحية على قدر المستطاع فإننا، نُحضر لكم كنزًا ثمينًا ، هذا الكنز يزين النفوس أكثر من زينة التيجان المطعمة بالأحجار الكريمة على جباه الملوك ، لأن بهاء الملوك مرتبط فقط بهذه الحياة الحاضرة ، بينما من يتوج نفسه بكلام الروح القدس يكمل مسيرة حياته بأمان فى هذا الدهر والدهر الآتى أيضًا ، ويقف أمام منبر المسيح مبررًا مملوءًا بكل فضيلة وطاهرًا من كل شر .
أى كنز يمكننا أن نحصل عليه من أعماق الكتاب المقدس، ونحن لم نتلامس بعد مع كل أعماق الحكمة، إذ أننا نزلنا فقط إلى العمق الذى تسمح به إمكانياتنا .
السيد المسيح هو الذى يجذب الناس نحو الصلاة لتنتفع نفوسهم بها . ويسوق مثل القاضى الظالم والقاسى الذى طرح عنه كل خجل وطرد من نفسه مخافة الله. على الرغم من أنه كان يكفى أن يستخدم فى المثل شخص عادل ورحوم وعندما يقارن عدله مع محبة الله للإنسان ستظهر أهمية التضرع. لأنه إن كان إنسان صالح ووديع يقبل كل من يتضرع إليه من أجل أمر ما، فكيف يكون الله بمحبته المطلقة للإنسان وليس فقط المحبة التى تتجاوز فكرنا ولكن أيضًا التى تتجاوز الملائكة أنفسهم؟
كان يكفى كما قلت أن يستخدم فى المثل قاضيًا عادلاً ولكنه استخدم فى المثل قاضيًا قاسيًا شريرًا وغير محب للناس بل هو إنسان متوحش. ولكن الذين يترجونه يظنون أنه سيكون شجاعًا وكريمًا معهم ـ لكى تدرك أن كل توسل حتى ولو كان موجهًا إلى إنسان قاسٍ لا يعرف الرحمة، فمن السهل أن يشمله بالشفقة والرحمة.
إذن لماذا ضرب المسيح هذا المثل ؟ لكى لا يتجاهل أحد مدى فاعلية الصلاة . ولهذا ساق مثل الأرملة فى تضرعها إلى أكثر الناس قسوة . وحين أظهر هذا الظالم رحمة على عكس طبيعته ـ حوَّل المسيح الحديث من موضوع القاضى الظالم إلى صلاح أبيه السماوى الوديع والشفوق ومحب البشر، الذى يغفر الخطايا الكثيرة، الذى يُجدف عليه فى كل يوم ويصبر، يحتمل إهانات لأسمه المبارك وتجديف على اسم ابنه، فبينما هو يجدف عليه يحتمل بكل وداعة، وإن رآنا نسجد أمامه برعدة فهو يرحمنا ويعفوا عنا سريعًا ؟
اسمعوا ما يقول قاضى الظلم ” إن كنت لا أخاف الله ولا أهاب إنسانًا فإنى لأجل أن هذه الأرملة تزعجنى أنصفها، لئلا تأتى دائمًا فتقمعنى ” (لو4:18ـ5) فماذا نقول ؟!
إن الأرملة بتضرعها حملت هذا القاضى على العدل، لقد ترفق بها هذا الوحش القاسى. إذن فماذا نستنتج من جهة الله محب البشر إن كان غير الرحوم قد أثّرت فيه الأرملة بتوسلها إليه. فكم من العطايا وكم من محبة البشر سوف يظهرها الله لنا. إنه الوحيد الذى يريد أن يرحم على الدوام وألاّ يعاقب أبدًا . ومن أين تأتى العقوبات أمام كل هذه المحبة التى أظهرها تجاهنا نحن الذين أعد لنا كرامات كثيرة . بالمخافة التى تعوقنا عن فعل الشر وعلى رجاء التكريم الذى يجعلنا نحيا الفضيلة، لا أستطيع أن لا أفكر فى قاضى الظلم، وأرى فيه وداعة على عكس طبيعته ـ لأنه وإن كان لم يُرد أن يظهر فى وقت ما من حياته شيئًا حسنًاـ، نجده فجأة يغير اتجاهه ويرحم المرأة التى توسلت إليه. ألاّ تضمن لنا الصلاة عناية خاصة من الله؟
يستطيع الإنسان أن يعرف مقدار القوة والفاعلية التى تتحقق بالصلوات المقدسة، عندما ينظر ويلاحظ مقدار الخيرات التى يتمتع بها كل يوم، بل كل ساعة أولئك الذين ألقوا بأنفسهم أمام الله. من يجهل نور الشمس والنجوم والقمر والأهوية الحسنة وغذاء الفكر والغنى والحياة وأمور كثيرة التى يمنحها الله للأبرار والأشرار بسبب محبته الكبيرة لنا ؟!
إذن، لو أن أولئك الذين لا يتضرعون ولا يطلبون، يرحمهم الله ويخفف عنهم، فكم بالحرى أن يتمتع بالخيرات أولئك الذين يقدمون الصلوات والتضرعات لله كل أيام حياتهم؟!
كم من الأبرار استطاعوا بصلواتهم أن ينقذوا شعوبًا ومدنًا وكل المسكونة، لنتذكر هذا .
عندما نتحدث عن الصلاة، فإن أول من يستحق الذكر هو القديس بولس الذى لا يكف عن الصلاة إلى الله. حارس كل المسكونة. فبصلاته وبتضرعه المستمر أنقذ كل الأمم، فهو يقول لنا “.. بسبب هذا أحنى ركبتى لدى أبى ربنا يسوع المسيح الذى منه تُسمى كل عشيرة فى السموات وعلى الأرض، لكى يعطيكم بحسب غنى مجده أن تتأيدوا بالقوة بروحه فى الإنسان الباطل ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبكم” (أف14:3ـ17).
كم هى عظيمة قوة الصلاة والتضرع.
البشر هم هياكل المسيح. فكما تُصنع بيوت الملوك بالذهب والأحجار الكريمة والمرمر، هكذا الصلاة تصنع هياكل المسيح. يقول الرسول بولس “ ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبكم“. وأى مدح تُمدح به الصلاة أعظم من أنها تصنع هياكل لله؟
هذا الذى لا تسعه السموات يأتى ويسكن فى النفس بالصلاة. ” السموات كرسيّ والأرض موطئ قدميّ. أين البيت الذى تبنون لى، هكذا قال الرب وأين مكان راحتى؟ ” (إش1:66).
الرسول بولس يبنى البيت بالصلوات المقدسة فيقول ” أحنى ركبتى لدى أبى ربنا يسوع المسيح ليحل بالإيمان فى قلوبكم”. وهنا يستطيع الإنسان أن يرى قوة الصلوات المقدسة، إذ أن بولس الذى جال كل المسكونة كما لو كان يطير بأجنحة، وأيضًا احتمل الجلد وقُيد بسلاسل حديدية وعاش فى آلام وأخطار، أخرج شياطين وأقام موتى وشفى مرضى، لكنه فى كل هذه الأمور اعتمد فقط على الصلوات المقدسة لأجل خلاص البشر. لقد صارع فى الصلاة مثل مناضل على مسرح المصارعة لينال الإكليل، فإقامة الموتى وعمل المعجزات الأخرى هى عطية الصلاة. ومثل أهمية المياه للأشجار، هكذا تكون أهمية الصلاة لحياة القديسين.
وفى مساء اليوم الذى جُلد فيه، صلى بولس فارتوت نفسه واحتملت الضيقات بمسرة. وأعطى ظهره للجلد كما لو كان تمثالاً.
هكذا سُجن فى مقدونية وانحلت القيود بصلواته وأنقذ السجان من خطاياه، هكذا أيضًا أبطل طغيان الشياطين. ولذلك يكتب للجميع ” واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر مصلين فى ذلك لأجلنا نحن أيضًا ليفتح الرب لنا بابًا لنتكلم بسر المسيح الذى من أجله أنا موثق أيضًا ” (كو2:4ـ3). ماذا يقول ؟ أتعطينا الصلاة دالة بهذا المقدار حتى نتضرع إلى الله من أجل بولس ؟
أى جندى يستطيع أن يترجى الملك من أجل قائد الجيش؟
على الرغم من أنه لا يوجد ضابط صديق للملك على قدر علاقة بولس بالله، هكذا تعطينا الصلوات كل هذه الكرامة حتى نستطيع أن نتجرأ ونطلب من أجل بولس . وأيضًا فإن العظيم بطرس خرج من السجن بنور من السماء، ومن المؤكد أن هذا بسبب فضيلته وبسبب صلوات الكنيسة . لقد فُتحت أبواب السجن المُحكمة على الفور . لأن لوقا لم يضف مصادفة أن الصلاة قد صارت من كل الكنيسة من أجل بطرس بل لكى نتعلم نحن أيضًا مدى فاعلية الصلاة عند الله ، حتى أنها خلصت بولس وبطرس من الأخطار، وهما أعمدة الكنيسة وقمم الرسل المعروفين فى السماء وحصن المسكونة، الحرس المشترك لكل أرض وكل بحر .
أخبرنى كيف أنقذ موسى الإسرائيليين؟ ألم يسلم الأسلحة وقيادة الجيش لتلميذه وواجه هو جموع محاربيه بالصلوات؟
هكذا عرفنا أن لصلوات الأتقياء قوة أعظم بكثير من الأسلحة والأموال والمعسكرات. لهذا فإن جيشًا ومدنًا بأكملها صار لها خلاص بصلوات موسى النبى. لأنه حين كان موسى يصلى، كان شعب إسرائيل ينتصر، وعندما كان يتوقف عن الصلاة كان ينتصر محاربوه .
وهكذا نحن أيضًا عندما نصلى نهزم الشيطان بسهولة، ولكن عندما نهمل الصلاة يقوى علينا الشرير .
وعندما هجر الشعب تقواه أُنقذ بصلوات موسى وبالظهورات الإلهية وأمور أخرى كثيرة. الصلاة أبطلت قوة النيران وقوة وحوش ضارية. هذا ما حدث مع الفتية الثلاثة ومع دانيال النبى.
يتضح لنا من كل هذه الأمور أنه عندما يتعرض الإنسان لخطر ما، فمن السهل أن تنقذه الصلاة، الصلاة هى بداية الخلاص، وسفير لخلود النفس، سور الكنيسة الحى، الحارس الذى لا يتزعزع ولا ينهزم. الصلاة مفزعة للشياطين وخلاص لنا نحن الأتقياء .
الصلاة هى سبب ولادة النبى القديس صموئيل. لأن الطبيعة حرمت أمه من أن تلد، ولكن بواسطة الصلاة تغير عقم الطبيعة. هذا هو ثمرة الصلاة، هذا هو النبى الذى نما بالصلاة.
هكذا صار صموئيل معروفًا فى السماء وأعلى من أى إنسان متشبه بالملائكة. لأنه كان يجب أن يظهر كثمرة للصلاة، بمعنى أن يفوق الجميع من جهة الصلاح وطرق الفضيلة، وأن يفوق من سبقه من القديسين كما تتميز وتتفرد السنابل الناضجة فى حقول القمح .
بالصلاة صد داود حروبًا كثيرة دون أن يحرك أسلحة أو يطلق رماحًا، ولكن الصلوات فقط هى التى سندته .
بالصلاة جعل حزقيا جموع الفرس يهربون .
هؤلاء حاصروا أسوار المدينة بآلات الحرب وأما هو فأقام سورًا آخر بالصلوات. انتهت الحرب بالصلاة فقط دون استخدام أسلحة. لم يُسمع صوت نفير، ظل الجيش هادئًا، ولم تتحرك الأسلحة، والأرض لم تُلطخ بالدماء. كانت الصلاة كافية لإثارة الخوف فى نفوس الأعداء .
الصلاة أنقذت أهل نينوى ورجع الغضب عنهم، واقتعلت حياة الفساد من جذورها .
الصلاة لها قوة وفاعلية، حتى أن أهل نينوى بينما كانوا يعيشون حياة الخطية والشر حتى ذلك الحين، لكنهم بمجرد أن انتشرت الصلاة فى المدينة غيرت كل شئ ونشرت الوداعة والبر والمحبة والوفاق، ورعاية الفقراء، وكل الأمور الحسنة الأخرى .
عندما يدخل ملك إلى مدينة ما، فمن الطبيعى أن يتبعه كل غنى وصولجان . هكذا أيضًا عندما تملك الصلاة داخل النفس تُحضر معها كل فضيلة وبر . كما أن أساس البيت ضرورى جدًا للبيت ، هكذا فإن الصلاة هامة جدًا لبناء النفس.
لذا يجب أن تدخل الصلاة كأساس إلى أعماق النفس وينبنى عليها الوداعة، واللطف، والتقوى، ورعاية الفقراء وكل ما يوصى به السيد المسيح.
هكذا يجب أن نحيا من أجل وصاياه ونؤهل للخيرات السماوية بالنعمة والرأفة ومحبة البشر اللواتى لربنا يسوع المسيح الذى له مع أبيه الصالح والروح القدس المجد والقوة إلى أبد الآبدين . آمين .
عظة أخرى
عن الصلاة
يجب على المرء أن يُطوّب كل من خدموا الله وأن يتمثل بهم، لسببين : أولاً: لأنهم وضعوا كل رجاء خلاصهم فى الصلوات المقدسة.
ثانيًا: لأنهم حفظوا ما كتبوه في التسابيح والعبادات التى قدموها لله برعدة وفرح، ناقلين لنا بذلك كنوزهم الروحية هذه، جاذبين كل الأجيال التالية إلى غيرتهم المقدسة.
فمن الطبيعى أن ينتقل سلوك المعلمين لمن يعلمونهم. وأيضًا من الطبيعى أن يتشبه المتعلمون بسلوك المعلمين وفضائلهم حتى نحيا فى صلاة وعبادة لله وتفكير دائم فى إرادته. فالحياة والغنى والسعادة هى أن نصلى لله بنفس نقية غير دنسة، فكما أن الشمس هى نور لعينى الجسد، هكذا الصلاة هى نور للنفس. فإن كانت تعتبر خسارة فادحة ألاّ يرى الأعمى الشمس فكم بالحرى تكون الخسارة عندما لا يصلى المسيحى دائمًا، أو لا يقدس نفسه بنور المسيح بواسطة الصلاة ؟!
كيف لا يندهش ويعجب الإنسان لهذه المحبة التى أظهرها الله لنا مانحًا إيانا كرامة كبيرة حتى جعلنا مستحقين أن نصلى إليه ونتحدث معه؟
حينما نصلى فإننا نتكلم مع الله آخذين طبيعة الملائكة وبهذا يتضح أننا نختلف كثيرًا عن الحيوانات غير العاقلة.
فإن كانت الصلاة هى عمل الملائكة إلا أن الصلاة فى ذاتها هى أعظم من الملائكة. إن حديثنا مع الله هو عمل يفوق عمل الملائكة: وكون الصلاة هو أمر يفوق الملائكة ، فهذا ما نعرفه من منهم، عندما يقدمون صلواتهم في خوف ورعدة، معطين إيانا إمكانية أن نعرف ونتعلم أنه عندما نقدم صلاة إلى الله، فيجب أن تكون بمخافة وفرح. فمن ناحية نقدمها بمخافة معتبرين أنفسنا غير مستحقين أن نتحدث مع الله. ومن ناحية أخرى نقدمها بملء الفرح بسبب ما أعطانا من كرامة عظيمة، إذ أن جنسنا البشرى الفانى قد نال مثل هذه النعمة العظيمة حتى أنه يتمتع دائمًا بالحديث مع الله والذى من خلاله نتجاوز وضعنا كمائتين وزائلين.
فمن جهة، إننا بحسب الطبيعة مائتين، ومن جهة أخرى فإننا ندخل إلى الحياة الأبدية بالحديث مع الله. ونحن نثق أن من يصلى إلى الله يرتفع فوق الموت وكل فساد.
وكما أننا عندما نتمتع بنور الشمس لا نكون فى ظلام، هكذا عندما نتمتع بالحديث إلى الله عن طريق الصلاة، فلا نكون بعد فى حالة فساد، وبسبب عظم هذه الكرامة الموهوبة لنا، فإننا نعبر إلى الحياة الأبدية.
إن كل الذين يتحدثون إلى الملك يأخذون كرامة منه. ولا يمكن أن يبقوا بعد فقراء. وبالأكثر جدًا فإن أولئك الذين يصلّون إلى الله ويتحدثون معه لن تكون لهم نفس فاسدة، فهذا أمر مستحيل. فموت النفس هو فى عدم التقوى والانغماس في الخطية. وعكس ذلك فإن انتعاش النفس هو فى الصلاة إلى الله، وهذه الصلاة تنعكس على السلوك الروحى.
إذن فحياة البر والصلاة تنير نفوسنا وتغنيها بأسلوب فائق.
أيحب أحد البتولية ؟ أيريد أحد أن يكرم العفة داخل الزواج ؟ أيريد أحد أن يكبح غضبه وأن يعامل رفيقه بلطف ورقة؟ أيريد أن يكون نقيًا من الدنس؟ أيشتهى أحد الأمور المستقيمة ؟
فالصلاة هى التى تجعلنا نسمو، وهى التى تصقل حياتنا، وتجعل طريق التقوى أسهل وأيسر. لأنه عندما نطلب من الله عفة أو قداسة أو وداعة أو كرامة، فلا يمكن أبدًا أن تذهب طلباتنا سُدى. يقول الكتاب: “اسألوا تُعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يُفتح لكم” (مت7:7) وأيضًا يقول “لأن من يسأل يأخذ. ومن يطلب يجد ومن يقرع يُفتح له” (لو10:11)، وفى موضع آخر يقول “فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة فكم بالحرى الآب الذى من السماء يعطى الروح القدس للذين يسألونه” (لو13:11). واضح من هذا الكلام وبهذا الرجاء أن الرب يحث الجميع على الصلاة. ونحن من جانبنا يجب أن نخضع لله وأن نعيش دومًا بالتسابيح والصلوات وأن نهتم جدًا بالصلاة لله. وبهذا نستطيع أن نحيا الحياة التى تليق بالإنسان.
والنفس التى لا تصلى، ولا تشتهى أن تتمتع بالعشرة الدائمة مع الله هى نفس بلا حياة وهى غير حكيمة.
أيوجد برهان على الجهالة أكثر من هذا ـ عندما نتجاهل حجم هذه الكرامة التى صارت لنا بالصلاة ؟ ألا تعرف أن الموت الحقيقى للنفس هو في عدم الصلاة إلى الله ؟
إن جسدنا يصير ميتًا عندما تغادره النفس ويصير نتنًا. هكذا فإن النفس عندما لا تتجه للصلاة تكون مائتة وتعسة ونتنة. فتجاهل الصلاة هو الموت ذاته. وهذا ما علمنا إياه النبى العظيم دانيال الذى فضل أن يموت على ألاّ يُحرم من الصلاة، ولو لثلاثة أيام. لأن ملك الفرس لم يأمره أن يجدف، لكن فقط راقبه ثلاثة أيام ربما يصلى إلى إلهه وليس إلى الملك.
عندما تفارقنا القوة الإلهية يختفى كل صلاح من نفوسنا. فى حين أن قوة الله تحتضن أتعابنا وتيسرها وذلك عندما يرانا الله محبين للصلاة ومنتظرين الخيرات السمائية على الدوام.
إذن فعندما أرى شخصًا غير محب للصلاة ولا تحترق نفسه شوقًا إليها فيتضح لى أن هذا الإنسان لا يملك فى نفسه شيئًا من الكرامة. وعندما أرى شخصًا متعطشًا للصلاة، ويعتبر أن الإهمال الدائم للصلاة هو من الأمور المميتة للنفس، أستنتج أنه يحيا كل فضيلة وهو هيكل حقيقى لله.
الإنسان المتعقل يظهر من سلوكه : كيف يتزين، كيف يمشى ، كيف يفتح فاه ويضحك. كما يقول سليمان الحكيم. بالأكثر فإن الصلاة والسجود لله هى علامة القداسة الكاملة، هى الزينة الإلهية والروحية التى تنثر البهاء والجمال الفائق فى إنساننا الداخلى، وتهذب حياة كلٍ منا. ولا تدع أى شئ غير لائق أن يسود داخلنا، مقنعة إيانا أن نهتم بالأمور الإلهية أكثر من أى شئ آخر وتعلمنا أن نطرد عنا كل حيل الشرير، ملقين كل الأفكار غير اللائقة، وتجعل نفوسنا رافضة للمتع الشريرة.
هذا هو افتخارنا الذى يكلل كل من يؤمن بالمسيح. هو ألاّ نُستعبد لأي شئ مضل وأن نحمى نفوسنا فى حرية وحياة تقوية نقية.
يتضح لى إذن وهو أمر جلى لكل أحد أنه لا يصح أن يحيا الإنسان بدون صلاة وفضيلة، وأن الصلاة تكمل مسيرة الحياة.
لكن كيف يمارس الإنسان الفضيلة لو لم يأت ويلق بنفسه على واهب الفضيلة ومانحها ؟ وكيف يشتهى أحد أن يكون عفيفًا ونقيًا دون أن يتكلم بفرح مع ذاك الذى يطلب منا هذه الأمور وأمور أخرى أكثر منها ! وأريد أن أخبركم إننا إن كنا ممتلئين بالخطايا فإن لقاءنا مع الله بالصلاة سوف يطهرنا بسرعة من هذه الخطايا.
أى شئ أعظم وأفضل من الصلاة ـ فهى الدواء الفعال لكل مرض داخل النفس. فأهل نينوى قديمًا غُفرت خطاياهم بالصلاة أمام الله لأنهم عندما داوموا على الصلاة ـ صاروا أنقياء. والمدينة التى كانت مشهورة بالفجور والشرور وحياة العبث تحولت جذريًا بالصلاة ـ منتصرة على العادات القديمة وتزينت بالشرائع السمائية مزدانة بالعفة ومحبة الناس، واللطف والعناية بالفقراء. لأن الصلاة لا يمكن أن تلازم النفس دون أن تؤثر على كل سكان المدينة. وهى أيضًا عندما تسكن نفس الإنسان تملأه بالتقوى وتنميه فى الفضيلة طاردة الشر خارجًا.
لهذا لو أن شخصًا ما دخل مدينة نينوى وكان يعرفها جيدًا من قبل فإنه سوف لا يعرفها بعد توبتها. هكذا تحولت المدينة فجأة من تلك الحياة غير اللائقة إلى حياة التقوى. مثل امرأة فقيرة كانت تلبس ملابس ممزقة بالية لو رآها أحد فيما بعد مزينة بملابس ذهبية، سيجد صعوبة في التعرف عليها. هذا ما حدث مع هذه المدينة.
لأن من يعرف فقر المدينة وخلوها من كنوز الروح سوف لا يعرف أى مدينة هذه التى يراها الآن والتى استطاعت الصلاة أن تغيرها بهذا الشكل، وأن تقود سلوكها وحياتها نحو الفضيلة. فالمرأة التى قضت كل حياتها فى الفجور والزنا حصلت على خلاصها بمجرد أن وقعت على أقدام المسيح. إن الصلاة لا تطهر النفس فقط لكنها أيضًا تصد عنها أخطارًا كثيرة. فعلى سبيل المثال، أن الملك والنبى الرائع داود أُنقذ من حروب كثيرة ومخيفة بواسطة الصلاة. وهى الوسيلة الوحيدة التى قدمها لجيشه كسلاح مؤكدًا لجنوده للحصول على الانتصار دون أن يتحركوا أو يبذلوا جهدًا. الملوك الآخرون اعتمدوا فى آمالهم للحصول على النصر، على خبرة ضباطهم وعلى ضاربى السهام المشاة والفرسان. بينما نجد أن داود العظيم قد بنى جيشه بالصلوات المقدسة غير مكترث بغرور ضباطه ولواءاته وفرسانه وغير جامع للأموال ولا صانع للأسلحة ولكنه أحضر قوات سمائية من السماء إلى الأرض ـ وهذه الأسلحة الإلهية الحقيقية ـ هى الصلاة و الملاذ الوحيد لأولاد الله.
إن قوة ودراية المسلحين وضاربى السهام، وخبراتهم ومكرهم تظهر مرارًا أنها أمور باطلة أمام الشجاعة التى يُظهرها الطرف الآخر.
فى حين أن الصلاة هى السلاح الروحى والحماية الأكيدة التى تصد ليس محاربًا واحدًا بل ألوية كثيرة. هكذا فإن داود العظيم عندما أتى إليه جليات مثل شيطان مخيف طرحه أرضًا لا بسلاح ولا بسيف لكن بالصلاة. فكما تمثل الصلاة سلاحًا قويًا بالنسبة للملوك فى المعارك هكذا تمثل لنا أيضًا سلاحًا قويًا ضد محاربات الشياطين. إن الملك حزقيا هزم الفرس فى الحرب دون أن يسلح جيشه لكنه وقف للصلاة فى مقابل جموع محاربيه. وهكذا تجنب الموت إذ أنه ارتمى بورع وخشوع فى أحضان الله وأعطى مرة أخرى حياة للمملكة بالصلاة فقط.
فكون الصلاة تطهر النفس الخاطئة فهذا ما علمنا إياه العشار الذى طلب من الله الغفران وأخذه، وعلمنا إياه أيضًا الأبرص الذى شُفى على الفور بمجرد أن ارتمى فى أحضان الله.
فإن كان الله قد شفى الجسد الفانى فى الحال، فإنه بالحرى قادر بمحبته للإنسان أن يشفى النفس المريضة ويصيرها أفضل. لأنه بقدر ما للنفس من قيمة أفضل من الجسد بقدر ما يبدى الله اهتمامًا أكبر نحوها.
يستطيع الإنسان أن يتحدث عن أمور كثيرة قديمًا وحديثًا لو أراد أن يعدد أولئك الذين أنقذتهم الصلاة. وربما أن شخصًا من المتهاونين الذين لا يقدمون صلواتهم باهتمام وحرص يستند إلى كلام الرب: ” ليس كل من يقول لى يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات بل الذى يفعل إرادة أبى الذى فى السموات” (مت21:7).
فلو كنت أقول أن الصلاة وحدها تكفى لخلاصنا، لكان من الممكن قبول هذا الاعتراض. لكنى أقول إن الصلاة هى باب الخيرات، أساس ومنبع الحياة الفاضلة. إذن لا يستطيع أحد أن يبرر تهاونه بهذا المفهوم الخاطئ. فلا العفة وحدها تستطيع أن تُخلص بدون باقى الفضائل ولا رعاية الفقراء وحدها، لكن يجب أن تجتمع الفضائل كلها معًا داخل النفس، وتكون الصلاة هى أساس ومنبع الفضائل كلها. وكما أنه يلزم لتثبيت المنزل، أن يكون أساسه قويًا، هكذا فإن الصلاة تشدد حياتنا وتقويها. لهذا فإن القديس بولس يوصى بالصلاة كل حين ” واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر” (كو2:4). وفى موضع آخر يقول ” صلوا بلا انقطاع. اشكروا فى كل شئ لأن هذه هي مشيئة الله فى المسيح يسوع من جهتكم” (1تس17:5ـ18). وفى موضع آخر يقول “مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت فى الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة …” (أف18:6). هكذا يدعونا عميد الرسل بكلام متنوع إلى الصلاة .
إذن ووفقًا لهذا التعليم المقدم من الرسول بولس يجب علينا أن نكمل مسيرة حياتنا بالصلاة. وبهذه الصلاة المستمرة نسُد عطش إنساننا الداخلى. لأننا جميعًا متعطشون للارتواء ليس بأقل من احتياج الأشجار للمياه.
فكما أن الأشجار لا تستطيع أن تثمر إن لم ترتوِ من جذورها هكذا نحن لا نستطيع أن نقدم الثمر كثير الثمن الذى للتقوى، إن لم نرتوِ بالصلاة. لهذا يجب أن نستيقظ ونبدأ صلواتنا لله مبكرين مع كل شروق للشمس. وأن نصلى لله كل حين.
في وقت الشتاء علينا أن نقضي الجزء الأكبر من المساء فى الصلوات وأن نحنى ركبنا وبرعدة كثيرة نلهج فى التضرع. هكذا نصير مغبوطين إذ نعبد الله.
أخبرنى كيف تنظر للشمس إن لم تسجد لذاك الذى يُرسل لعينيك هذا النور الباهر ؟ كيف تتمتع بالمأكولات إن لم تسجد لواهب ومعطى كل هذه الخيرات ؟ وكيف ستعيش يومك حتى المساء ؟
وأى أحلام سترى (أثناء الليل) إن لم تحصن نفسك بالصلوات. كيف تذهب للنوم بدون قلق ؟ فإن الشياطين المتربصة ستزدرى بك وتقتنصك بسهولة، هؤلاء الذين يجولون بلا هوادة لترويعنا واقتناص الضعفاء الذين لا يتسلحون بالصلاة. لكن لو واظبنا على الصلاة فإنهم سيضمحلون كالبخار سريعًا. لكن لو ابتعد الإنسان عن حياة الصلاة فإن الشياطين ستدفعه نحو الشرور والمتاعب والنكبات. فلنحترس إذن من هذه الأمور ولنبنى أنفسنا بالصلوات والتسابيح وإله الجميع يرحمنا ويجعلنا مستحقين لملكوت السموات بابنه الوحيد الذى به ومعه يليق له المجد والقوة إلى أبد الآبدين آمين.