اذبحوهم قدامي – الرد عن شبهة: المسيح يدعوا لقتل الأعداء!! أما أعدائي، أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم، فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي
نسمع بين الحين و الاخر غير المؤمنين مبررين القتل في عقيدتهم بنص مقطوف ذكر في انجيل لوقا 19 : 27 محاولين نسب النص للمسيح و تفسيره ان المسيح يأمر بقتل من لا يملك عليهم
الحقيقة ان هذا الموضوع لا يختلف عن غيره من المواضيع التي تقطف عدد او جزء من عدد لاصحاح كامل, التي هي اشبه بطريقة “لا تقربوا الصلاة” قاطفين ما قبلها و ما بعدها ليوهموا القارئ بشئ لا اساس له من الصحة, بشئ و معنى لا يحمله النص و هذا العيب بعينه فهو ليس طرح لحقائق بل تزييف و خداع و هذا ما يدفعنا للنظر لمن يطرح هذه الشبهة لكونه انسان غير مثقف و غير امين بل و مغيب.
الموضوع لبساطته لا يحتاج الى تنسيق او مقارنة شواهد, الموضوع يقتصر على كونه سوء فهم (بتعمد ام لا) من القارئ حول نص لوقا 19 : 27
أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».
لذلك سنختصر الاجابة في فرعين
* من قال هذا النص؟ هل فعلا قاله المسيح؟
* ما معنى النص اذا؟
الفرعان كفيلان بتغطية الاجابة على هذه الشبهة البسيطة, و لكي لا نطيل على القارئ و لا نعطي الشبهة اكثر من حقها, نباشر في الرد:
1. من قال هذا النص؟ هل فعلا قاله المسيح؟
يحاول كل من يطرح هذه الشبهة او يوهم القارئ بأن المسيح هو المتكلم في هذا النص
الرد القاطع يكون بتوضيح من المتكلم في هذا النص, فأن لم يكن المسيح هو المتكل, سيظهر كذب الموضوع و فشله بنسب القتل للمسيح
الحقيقة ان النص هذا ليس على لسان المسيح, نعم يا عزيزي القارش المسيح هو ليس المتكلم في هذا النص
الصورة واضحة في لوقا الاصحاح 19 فبعدما اجتاز المسيح في مدينة اريحا و التقى برئيس العشارين الغني زكا
و بين فرحة زكا بخلاص بيته و بين المتذمرين الذي تذمروا دخول المسيح البار لبيت العشار, بدأ المسيح بقول مثل
نعم السيد المسيح بدأ بسرد احد امثاله الكثيرة في الاناجيل و هذا المثل يسمى بمثل العشرة امناء, اذ يقول بفمه الكريم:
10 لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ».
11 وَإِذْ كَانُوا يَسْمَعُونَ هَذَا عَادَ فَقَالَ مَثَلاً لأَنَّهُ كَانَ قَرِيباً مِنْ أُورُشَلِيمَ وَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ مَلَكُوتَ اللهِ عَتِيدٌ أَنْ يَظْهَرَ فِي الْحَالِ.
12 فَقَالَ: «إِنْسَانٌ شَرِيفُ الْجِنْسِ ذَهَبَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ لِيَأْخُذَ لِنَفْسِهِ مُلْكاً وَيَرْجِعَ.
13 فَدَعَا عَشَرَةَ عَبِيدٍ لَهُ وَأَعْطَاهُمْ عَشَرَةَ أَمْنَاءٍ وَقَالَ لَهُمْ: تَاجِرُوا حَتَّى آتِيَ.
14 وَأَمَّا أَهْلُ مَدِينَتِهِ فَكَانُوا يُبْغِضُونَهُ فَأَرْسَلُوا وَرَاءَهُ سَفَارَةً قَائِلِينَ: لاَ نُرِيدُ أَنَّ هَذَا يَمْلِكُ عَلَيْنَا.
15 وَلَمَّا رَجَعَ بَعْدَمَا أَخَذَ الْمُلْكَ أَمَرَ أَنْ يُدْعَى إِلَيْهِ أُولَئِكَ الْعَبِيدُ الَّذِينَ أَعْطَاهُمُ الْفِضَّةَ لِيَعْرِفَ بِمَا تَاجَرَ كُلُّ وَاحِدٍ.
16 فَجَاءَ الأَوَّلُ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ مَنَاكَ رَبِحَ عَشَرَةَ أَمْنَاءٍ.
17 فَقَالَ لَهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ لأَنَّكَ كُنْتَ أَمِيناً فِي الْقَلِيلِ فَلْيَكُنْ لَكَ سُلْطَانٌ عَلَى عَشْرِ مُدُنٍ.
18 ثُمَّ جَاءَ الثَّانِي قَائِلاً: يَا سَيِّدُ مَنَاكَ عَمِلَ خَمْسَةَ أَمْنَاءٍ.
19 فَقَالَ لِهَذَا أَيْضاً: وَكُنْ أَنْتَ عَلَى خَمْسِ مُدُنٍ.
20 ثُمَّ جَاءَ آخَرُ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ هُوَذَا مَنَاكَ الَّذِي كَانَ عِنْدِي مَوْضُوعاً فِي مِنْدِيلٍ
21 لأَنِّي كُنْتُ أَخَافُ مِنْكَ إِذْ أَنْتَ إِنْسَانٌ صَارِمٌ تَأْخُذُ مَا لَمْ تَضَعْ وَتَحْصُدُ مَا لَمْ تَزْرَعْ.
22 فَقَالَ لَهُ: مِنْ فَمِكَ أَدِينُكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ. عَرَفْتَ أَنِّي إِنْسَانٌ صَارِمٌ آخُذُ مَا لَمْ أَضَعْ وَأَحْصُدُ مَا لَمْ أَزْرَعْ
23 فَلِمَاذَا لَمْ تَضَعْ فِضَّتِي عَلَى مَائِدَةِ الصَّيَارِفَةِ فَكُنْتُ مَتَى جِئْتُ أَسْتَوْفِيهَا مَعَ رِباً؟
24 ثُمَّ قَالَ لِلْحَاضِرِينَ: خُذُوا مِنْهُ الْمَنَا وَأَعْطُوهُ لِلَّذِي عِنْدَهُ الْعَشَرَةُ الأَمْنَاءُ.
25 فَقَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ عِنْدَهُ عَشَرَةُ أَمْنَاءٍ.
26 لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ.
27 أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».
28 وَلَمَّا قَالَ هَذَا تَقَدَّمَ صَاعِداً إِلَى أُورُشَلِيمَ.
نرى ان المسيح يبدأ بسرد مثل, يبدأ بالقوس من العدد 12 و ينتهي بالعدد 27
في المثل يقول المسيح ان هناك انسان شريف ذهب الى كورته و دعا له عبيدا و اعطى لهم الامانة, بعدها بدأ اهل المدينة برفضه ملك عليهم, فلم يفعل شيئا الى حين وقت الدينونة حيث حسب ما للعبيد من امانة, بعدها يقول الرجل الشريف في العدد 27 ” أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي “
اذ ان الكلام منسوب للرجل الشريف في المثل لا للمسيح في حديثه مع تلاميذه
فمحاولة نسب الكلام للمسيح هي محاولة فاشلة و غير امينة فالكلام منسوب لرجل في مثل قاله المسيح! نعم مثل قاله المسيح!
السؤال الذي يطرح نفسه, لماذا قال المسيح هذا الكلام و ما معنى النص اذا؟ هذا ما سنراه في الفرع الثاني من الرد
2. ما معنى النص اذا؟
السيد المسيح في العدد 11 يوضح لنا سبب ذكره للمثل
أقتباس كتابي
وَإِذْ كَانُوا يَسْمَعُونَ هَذَا عَادَ فَقَالَ مَثَلاً لأَنَّهُ كَانَ قَرِيباً مِنْ أُورُشَلِيمَ وَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ مَلَكُوتَ اللهِ عَتِيدٌ أَنْ يَظْهَرَ فِي الْحَالِ.
فبدأ بقول المثل موضحا ان ملكوت الله ليس عتيد ان يظهر حالا في وقته, اذ يبدأ بارسال المسيح للامناء و يتبع بعدها برفض الناس ان يملك المسيح عليهم و بعدها يرجع المسيح ليحاسب الامناء و كم ربحوا من الامناء بدورهم و بعد الماسحبة يأتي وقت الدينونة التي يدين بها المسيح من لم يؤمن به فالكتاب المقدس يقول في يوحنا الأصحاح 3 العدد 18
أقتباس كتابي
اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللَّهِ الْوَحِيدِ.
و الدينونة تكون بالعقاب, فمن يؤمن بالله و بيوم الدينونة يؤمن بان الله سيعاقب الاشرار و الخطاة و النظر المسيحية لهؤلاء هم الذين لم يؤمنوا باسم المسيح يسوع, و وقت الدينونة و العقاب هو بعد رجوع المسيح الثاني
الخلاصة:
المسيح بدأ بقول مثل عن ملكوت الله و بدأ بالتحدث عن رجل شريف سيرسل امناء و سيرجع ليساحب و يدين مملكته, و هو بالحقيقة اشارة بالمعنى الى المسيح بكون اتى و سيرسل امنائه و سيرجع و بعدها سيدين من لا يؤمن به, فالعدد 27 ” أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي “
ذكر على لسان الرجل الشريف الذي يشير الى السيد المسيح الذي سيدين العالم و سيعاقب من لا يؤمن به بحسب خطيئته, وهو حق الهي, فالله خلق البشرية و اعطاها شريعته و سياحسب كل من يكسرها و كل من لا يؤمن بالمسيح يسوع, فالمسيح لم يأمر احد بقتل اي احد في وقته, و انما سيدين بعد رجوعه الثاني.
ولربنا المجد الدائم الي الابد