هل الله يحتاج أن ينزل لكي يري ويتأكد أم أنه يعرف ويري كل شئ من بعيد ؟؟؟
هل الله يحتاج أن ينزل لكي يري ويتأكد أم أنه يعرف ويري كل شئ من بعيد ؟؟؟
-سفر التكوين الإصحاح 18 : 20-21 كثُر صراخ سدوم وعمورة وخطيتهم عظمت فنزل الرب ليتأكد
تناقض
-المزمور 139 : 3 ” يا رب فهمت فكري من بعيد وكل طرقي عرفت “
الجواب :-
لفظياً : نجد أن الكلمة العبرية في النص الأصلي ” راه_ראה” لها عدة معانِ فهي تعني الرؤية بالعين أو ينظر أو يظهر أو يتراءي .. وفي هذا النص المعني الأقرب للفهم هو بمعني يظهر او يتراءي ، أي الظهور الإلهي ” ثيؤفانيا او كريستوفانيا” .. فهنا الله يعلن حضوره ومجده وإنه ليس غائباً عن الاحداث .. لأننا إذا تتبعنا الامثلة مثلا في سفر التكوين الاصحاح 18 وفيها يذكر قصة سدوم وعمورة .. ومثال اّخر يذكر نفس التعبير في تكوين 11 في قصة برج بابل . نري في المثالين أن الخطاة قد ازداد اثمهم لدرجة أنهم تناسوا وجود الله وأنه يراقب اّثامهم .. فالكلمة تعلن حضور الله وسط المشهد ورصده لخطاياهم وشرورهم الكثيرة . تفسيرياً : نجد كلمة ينزل لها أكثر من تفسير فنزول الله يعني :
1-النزول مقصود به ظهور للرب مثلما ظهر لابراهيم وغيره من الكثيرين الذين ظهر لهم الرب لارشاد او توبيخ ومثلاً في قصة برج بابل ظهر لكي يبلبل السنتهم فلا يجتمعوا للشر مره اخري لانهم لو اخطؤا مره اخري كلهم يجب ان يبادوا فحماهم الرب من هذا بانه بلبل السنتهم فلم تكمل خطية كبرياءهم .
2- النزول قد يعني تعبير مجازي يشير أن الله يتواضع ويكلمنا بلغتنا البشرية بألفاظ نفهمها ونقدر ان نستوعبها .. ويعبر القديس يوحنا ذهبي الفم عن مثل هذه المشاعر البشرية التي يستخدمها الله لتوصيل الفكرة للبشر المحددودين قائلاً : “مع أنَّ الله فوق الأحاسيس البشرية إلاَّ أنه يستعير هنا أحاسيس الإنسان ويُظهِر حناناً يفوق حنان الأم: ”قلبي انقلب عليَّ“. فالأُم لا تتكلَّم بغير هذا عن طفلها. لكن الله لم يقنع بأن يذكر انقلاب قلبه اللائق بالأمومة،” بل يُضيف أيضاً: «قد انقلب عليَّ قلبي. اضطرمت مراحمي جميعاً» (هو 11: 8). هل اضطرب الله حقّاً؟ لا، فاللاهوت فوق هذه الانفعالات، ولكن – كما قلتُ – إنه يستعير لغتنا” – ”لقد انقلب عليَّ قلبي، فاغتسلوا وتنقَّوا! لنعُدْ إلى وعدي“.
3-ونقرأ في تفسير ابونا انطونيوس فكري : فنزل الرب: الله موجود في كل مكان وقوله نزل لا يُفهم حرفياً لكن معناها:-
A. نزل تشير لمدي تدني فكرهم فنزول الله معناها أن يتواضع ليري عملهم المتدني.
B. هو نزول، أن الله يهتم بتفاصيل حياة البشر حتي عصيانهم.
C. بعد ذلك نزل الرب وتجسد ليخلص ويرفع مستوي البشر الهابط.
D. قوله ينزل أي أنه سوف يفعل شيئاً غير عادي علي الأرض لتصير حضرته ملموسة.
4- واخيراً يقدم العلامة اوريجانوس تفسيراً روحياً فيه إشارة ان النزول يشير لتجسد الله في الزمان الأخير ليحمل خطايانا ويعطينا الفداء .قائلاً : [لكي يحملها إذ يأخذ شكل العبد (في ٢: ٧)]. ومما سبق نستنتج المعني الحقيقي لكلمة نزل وأنها لا تتعارض مع الله الكلي المعرفة . والمجد لله دائماً