الرد على شبهة “ولما تمت أيام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للرب” لوقا 2: 22 – الأخ إغريغوريوس
الرد على شبهة "ولما تمت أيام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للرب" لوقا 2: 22 - الأخ إغريغوريوس
الرد على شبهة “ولما تمت أيام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للرب” لوقا 2: 22 – الأخ إغريغوريوس
مات الملك وأصبح ابنة هو الملك الجديد ولكن هناك طقوس لإعلانه ملكاً لابد ان يتممها لخضوعه لقانون المملكة حتى وان كان هو لا يحتاجها فليس أحد اخر سيصبح ملكاً غيره. ولكنه التزم بالطقوس لأنه لا يخالف أي قوانين ولكي يكمل ما سار عليه الإباء.
غلاطية 4
4 ولكن لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودا من امرأة، مولودا تحت الناموس، 5 ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبني.
اولاً يشرح لنا النص انه قبل بإرادته ان يكون خاضعا للناموس ولكنه بلا خطية فالناموس لا يدينه وليس له أي شي فيه. ولكن هو خضع للناموس لأجلنا لان النص التالي يقول ليفتدي أي انه خضع للناموس لنا ليحصل التبادل لأننا عجزنا على تطبيق الناموس فكان لابد ان يخضع للناموس ليكشف ان سبب عجزنا هو الخطية والموت الذي اصابنا في تنفيذ الناموس. فولد المسيح في ظل الناموس وسيفدينا من حكم الموت.
ثانياً يسوع لا ينجس أحد ولا يتنجس بل يطهر الجميع فلما لمسته المرأة نازفة الدم لم تنجسه بل شفاها. لكن لماذا قدمت مريم ذبيحة اذًا؟ الإجابة في كورنثوس الثانية 5: 21
لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه
فالمسيح لا يحتاج إلى ذبيحة ولكن هو يمثل في جسده كل البشرية فالبشرية هي من تحتاج إلى ذبائح قبل ان يعمل عمله الكفاري وهناك آيات تتكلم ان جسم البشرية متمثل في جسده.
رومية 6: 8 فَإِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَ الْمَسِيحِ، نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا أَيْضًا معه.
أفسس 5: 30″ لأننا اعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه
أي ان البشرية متمثلة في جسم بشريته كانت تحتاج للذبيحة. ولكنه عندما سينهي العمل الكفاري ستنتهي كل الذبائح.
وذكر الكتاب آيات كثيرة ان المسيح يطهرنا.
رسالة يوحنا الأولى 1: 9 “يطهرنا من كل اثم”
وعبرانيين 9:14 يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَال مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ!
تيطس 2: 14 لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا غَيُورًا
ثالثاً لم يذكر الكتاب المقدس ان مريم نجسة اخلاقياً. بل ذكر انها مارست طقس التطهير وهناك فرق بين ممارسة طقس التطهير والنجاسة الأخلاقية. كانت القديسة العذراء مريم تتمم كل بر. مثلما فعل يسوع الختان في اليوم الثامن، تقدمة الابكار في اليوم الأربعين والمعمودية ليست من أجل يسوع بل من أجلنا نحن فقد قال يسوع ليوحنا المعمدان “أسمح الآن، لأنه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر” (متى ٣: ١٥)
يقول اوريجانوس:
Likewise, we were also circumcised along with him. After his circumcision, we were cleansed by a solemn purification.
وبالمثل، ختنا أيضا معه. بعد ختانه، تم تطهيرنا بتنقية رسمية. أي ان هذه الأمور فعلها المسيح ومريم ليتمم كل بر. والتأكيد ان مريم كانت حريصة على ادق التفاصيل الدينية.
يقول الانبا أبيفانيوس ان مريم لم تكن تحتاج للتطهير لان الروح القدس طهرها. فيقول:
تنص شريعة موسى على أنه: «إذا حبلت امرأة وولد ذكراً، تكون نجسة سبعة أيام.. ثم تُقيم ثلاثة وثلاثين يوماً في دم تطهيرها». وإذا ولدت أنثي تكون فترة التطهير ضعف هذه الفترة، أي تكون نجسة أربعة عشر يوماً ثم تلبث ستة وستين يوماً في دم تطهيرها. “ومتى كملت أيام تطهيرها … تأتي بخروف حولي محرقة، وفرخ حمامة أو يمامة ذبيحة خطية إلى باب خيمة الاجتماع، إلى الكاهن، فيقدمها أمام الرب ويكفر عنها، فتطهر». وإن كانت فقيرة ولا تقدر على تقديم خروف كمحرقة، كما حدث في حالة العذراء مريم، فإنها “تأخذ فرخي حمام، الواحد محرقة، والآخر ذبيحة خطية، فيكفر عنها الكاهن فتطهر» (لاويين 12).
يشير القديس لوقا بوضوح في إنجيله أن القديس يوسف والعذراء مريم كانا ملتزمين تماماً بتنفيذ كل وصايا العهد القديم، وأنهما كانا بلا لوم من جهة متطلبات الشريعة، فقد كرر عبارة “شريعة موسى” أو ناموس الرب ثلاث مرات في الثلاث آيات الخاصة بتقديم الطفل يسوع إلى الهيكل (22:2- 24)، وعاد وكررها مرة أخرى في الآية 27: “ليضعا له حسب عادة الناموس”.
ولم تكن العذراء في حاجة إلى تقديم ذبيحة لأجل تطهيرها، فقد أورد القديس لوقا قول الملاك لها يوم أن بشرها بالحبل الإلهي: «الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظللك» (لو 1: 35). وهل بعد حلول الروح القدس يحتاج الإنسان إلى تطهير!؟ لكنها في تواضعها التزمت بكل أحكام الناموس من جهة نفسها ومن جهة طفلها الإلهي، حتى يكملا كل وصايا الناموس وأحكامه: «وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ.» (غل 4: 4و5).
لقد أوصت شريعة موسى على تقديم ذبائح المحرقة والخطية كفَّارة عن المرأة حتى تطهر، ولكن يرى القديس بولس أن مثل هذه الذبائح كانت تطهر الجسد فقط: «إن كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش على المنجسين، يقدس إلى طهارة الجسد» (عب 9: 13). لقد كان مفهوم النجاسة في العهد القديم مفهوماً جسدياً صرفاً. فالمرأة التي تلد كانت تعتبر نجسة إلى حين، والرجل المريض بالبرص كان يحسب نجساً (لاويين 13و 14)، ومن لمس ميتًا يصير نجساً (لاويين 22)، ومن تعرض لإفرازات الليل يعتبر نجساً (لاويين 15)، ومن لمس حيواناً أو حشرة نجسة يصير نجساً (لاويين ۱۱)؛ بل وأكثر من ذلك، فإن البيت أو الثوب الذي تظهر فيه بقع بيضاء – برص المنازل أو الثياب – يعتبر نجساً وكل من لمسه يصير نجساً (لاويين 14). أما في العهد الجديد فقد أوضح الرب يسوع أن الذي ينجس الإنسان هو ما يصدر من القلب من أفكار شريرة وليس شيء من خارج الإنسان يقدر أن ينجسه (مت 15: 18-20)، لأن غسل اليدين لا يُطهر الإنسان، ما دام القلب من الداخل مملوءاً اختطاف ودعارة.
لذلك بعد تقديم الرب يسوع ذبيحة نفسه كفَّارة عن كل العالم، أبطل كل ذبائح العهد القديم وشرائعه الطقسية وأحكامه التطهيرية، لأن هذه الذبائح والممارسات الطقسية كانت رمزاً لذبيحة الصليب. وصار الإيمان بدم المسيح والميلاد الجديد من الماء والروح كافيين لتقديس الإنسان وتطهيره في عيني الله.
ليكون للبركة
Aghroghorios