بعل امرأة واحدة – الرد على الفهم الخاطيء – توماس رفعت
بعل امرأة واحدة - الرد على الفهم الخاطيء - توماس رفعت
بعل امرأة واحدة – الرد على الفهم الخاطيء – توماس رفعت
منذ أيام قليلة كتب أحدهم هذه الكلام محاولا ان يقول ان المسيح ليس هو الذي وضع شريعة الزوجة الواحدة بل بولس الرسول؟
الرد
السيد المسيح هو من وضع شريعة الزوجة الواحدة
“فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟” (مت 19: 4).
لنرى تفسير القمص انطونيوس فكرى للنص
خلقهما ذكرًا وأنثى= الرب هنا يقرر شريعة الزوجة الواحدة، فالله خلق امرأة واحدة لآدم، بالرغم من حاجته لزيادة النسل في الأرض ولأن الله خلق امرأة واحدة لآدم، فكيف يطلقها أو يختار غيرها.
ثم يكمل الرب ويقول
مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا.
تفسير القمص انطونيوس فكرى
يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته= الرابطة الزوجية أقوى من كل الروابط العائلية ولا تفك. فإن كان الرجل لا يمكنه تغيير أباه وأمه مهما سببوا له من المتاعب، فهو إذًا لا يمكنه تغيير امرأته التي ترك أباه وأمه بسببها.
ويعلق وليام ماكدونالد على تلك الاعداد
أوضح ربنا با قصد الله من البداية بان يكون للرجل زوجة واحدة حية، فالله الذي خلق ذكرا وانثى قرر ان العلاقة ان العلاقة الزوجية يجب
ان تحل محل العلاقة الابوية، وقد سبق وأعلن ان الزواج هو عملية اتحاد بين شخصين، لذلك فالترتيب الإلهي يقضى بأن الرباط المقرر من الله لا يحله أي قرار بشرى.
والرب نفسه يقول في مرقص 10: 11
فقال لهم: «من طلق امراته وتزوج بأخرى يزني عليها. 12 وان طلقت امرأة زوجها وتزوجت باخر تزني».
فالرب يمنع أي من الزوجين ان يطلق الاخر ويتزوج بشخص اخر، سواء رجل او امراه، والرب الذي يمنع طلاق أحد الزوجين وزواجه من اخر لغير علة الزنى، ان يمنع تعدد الزواج.
لندخل الان على النص الذي طرحه المعترض
فيجب ان يكون الاسقف بلا لوم، بعل امرأة واحدة (تي 3: 2)
ليكن الشمامسة كل بعل امرأة واحدة (تي 3: 12)
النصوص تتكلم أولا عن الأساقفة والشمامسة، ولكن لا تعنى كما قال المعترض، تعدد الزوجات، بل تعنى ان الاسقف المتزوج إذا ماتت امراته، لا يتزوج بعدها، يقول وليام ماكدونالد
بعل امرأة واحده: لقد فهم هذا الامر بطرق مختلفة: اقترح بعضهم ضرورة ان يكون الاسقف متزوجا، وحجتهم ان الرجل الاعزب تعوزه الخبرة الكافية لمعالجة مشاكل عائلية عندما تظهر.
اخرون قالوا ان بعل امراه واحده تعنى انه لا يحق لأسقف ان يتزوج ثانيه بعد في حال وفاة زوجته الأولى، وهذا التفسير الجازم قد يعكس بعض الأفكار المتشددة عن قداسة العلاقة الزوجية، وبحسب التفسير الثالث، ان هذه الكلمات تحظر على الاسقف الطلاق، ولهذا الرأي قيمة عظيمة، مع كونه لا يكاد يظهر التفسير الكامل.
ويقول رأي اخر بانه ينبغي الا يكون الاسقف مذنبا في أي شكل من عدم الأمانة او الشذوذ في زواجه، يجب ان تكون حياته الأخلاقية فوق كل الشبهات، ان هذا الامر صحيح بكل تأكيد، وذلك بمعزل عن أي معنى أخر قد يفيده هذا النص.
وتفسير اخر يقول انه لا يحق لأسقف ان يكون بعلا لعدة زوجات، وقد يكون التفسير مستهجنا عندنا، لكنه لا يخلو من قيمة عظيمة، ففي أيامنا قد يحدث ان رجلا عنده زوجات ينال الخلاص بفضل العمل الإرسالي، وربما له اربع زوجات عند اهتدائه، ويطلب من الكنيسة ان يعتمد ويقبل في الكنيسة المحلية، فكيف على المرسل ان يتصرف عندئذ؟، يجيب احدهم انه ينبغي عليه التخلص من ثلاث من زوجاته، الا ان هذا العمل يشكل صعوبة جمة، فقد يحار من يطلق من نسائه، لأنه يحبهن جميعهن، فالحل الإلهي ان يسمحون للرجل ان يعتمد، ويصبح مقبولا في الكنيسة، ولكن لا يحق له ان يكون شيخا في الكنيسة مادام متزوجا بأكثر من زوجة واحدة.
تفسير القمص انطونيوس فكري
بعل امرأة واحدة = لا تعني أنه يجب أن يكون بعل امرأة واحدة، بل أن لا يكون له أكثر من امرأة واحدة، فاليهود كانوا يسمحون بالزواج من اكثر من امرأة، وكان اليهودي إذا آمن بالمسيحية يظل محتفظاً بزوجتيه. أما الأسقف فلا يجب أن يكون له أكثر من زوجة وإن ماتت زوجته الأولى لا يكون متزوجاً بامرأة ثانية، الرسول يريد لمنصب الأسقفية أكثر الناس عفة. والكنيسة فضلت أن يكون منصب الأسقف للرهبان البتوليين بعد ذلك. وبولس نفسه كان بتولا غير متزوج.
تفسير الكنيسة القبطية
بعل امرأة واحدة: تزوج مرة واحدة أو لم يتزوج بعد الترمل، فهذا يعلن عفته باكتفائه بزواج واحد.
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
ب. بعل امرأة واحدة: لم يضع الرسول هذا الأمر قاعدة بأنه يجب أن يكون له امرأة واحدة، إنما يمنع أن تكون له أكثر من امرأة واحدة، إذ كان يُسمح لليهود بالزواج الثاني (بعد وفاة الأولى أو تطليقها) بل وأن يكون له زوجتان في وقتٍ واحد.
القديس يوحنا الذهبي الفم:
بمعنى آخر لا يلزم الرسول الأسقف أن يكون متزوجًا لكنه يرفض سيامة من يتزوج للمرة الثانية حتى وإن كانت الأولى قد ماتت أو طُلقت. إنه يكتب في بدء انطلاق الكنيسة حيث كان تعدد الزوجات مباحًا وشائعًا عند الأمم، فإن دخل أحدهم الإيمان المسيحي لا يُقام أسقفًا إن كان قد سبق فتزوج أكثر من مرة. لقد أراد أن يختار الأسقف أكثر الناس عفة ونقاوة. أما وقد انفتح باب الرهبنة فقد وجد بيننا بتوليين لذلك صار الأسقف يُسام من بين البتوليين.
فكل هذه التفسيرات لا تؤيد رأي الأخ المعترض، فهي تقول انه غير مسموح لشخص تزوج مره أخرى بعد وفاة زوجته ان يسيم أسقفا، او ان كان أسقفا بالفعل وماتت زوجته، غير مسموح له ان يتزوج بعدها.
ولكن لكي نضرب رأى المعترض الضربة القاضية من داخل الكتاب المقدس نفسه، بل ومن نفس الرسالة التي بنى عليها اعتراضه في تيموثاوس الأولى 5: 9
لِتُكْتَتَبْ أَرْمَلَةٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ عُمْرُهَا أَقَلَّ مِنْ سِتِّينَ سَنَةً، امْرَأَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ.
فعلى الرغم من ان الارملة زوجها متوفى الا انها تكتب انها زوجة رجل واحد، فما قاله الأخ المعترض ما هو الا انه اقتطع نصا واعطاه معنى وفكر مختلفا تماما، عن روح الكتاب المقدس.