بل قال المسيح أنا الله (2): تعريف الذات مع ابن الإنسان مايكل بيرد – رداً على بارت إيرمان
النوع الأخير من الأدلة التي يجب أن نأخذها في الاعتبار هو أقوال ابن الإنسان. لا يوجد مجال لمناقشة يسوع أكثر إرباكًا وتعقيدًا مثل هذه المجموعة من المواد.[1] يرى إيرمان أن يسوع، الحالم الرؤيوي الصالح الذي كان عليه، بشَّر برسالة عن الملكوت الذي سيحضره ابن الإنسان. ومع ذلك، فإن ابن الإنسان هذا لم يكن يسوع نفسه، بل كان شخصية سماوية أو ملائكية. يذهب إيرمان إلى حد القول إنه في العديد من الأقوال، لا يوجد أي تلميح إلى أن يسوع يتحدث عن نفسه عندما يذكر أن ابن الإنسان آتياً للدينونة على الأرض.[2] فهل اعتقد يسوع أنه ابن الإنسان؟ أنا أعتقد أنه فعل ذلك.
أولاً، يمكن أن تعني عبارة “ابن الإنسان” بالعبرية (بن آدم ben adam) ببساطة “كائن بشري”. فكر في مزمور 8: 4: “ما هو الإنسان man [إنوش enosh] الذي تتذكره، أو ابن آدم son of man [بن آدم ben adam] حتى تهتم به؟” (ترجمة NIV 1984). تحتوي الآية على توازي مرادف بحيث يكون “الإنسان” و “ابن الإنسان” مصطلحين متطابقين للبشر، كما توضح ترجماتنا الإنجليزية. في حزقيال، الشكل الأكثر شيوعًا لمخاطبة الله لحزقيال هو “ابن الإنسان”، والذي يبدو أنه يعادل شيئًا مثل “مجرد بشر” (انظر، على سبيل المثال، حزقيال 2: 1، 3، 8).
إن تحديد “ابن الإنسان” على أنه يدل على الإنسانية بشكل عام قد ترك بصماته على التقليد الإزائي. يمكن القول إن متى يعيد إحياء رواية مرقس عن شفاء يسوع للرجل المفلوج من خلال التأكيد على المصطلح السامي في المشهد:
وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا». حِينَئِذٍ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «قُمِ احْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ!» فَقَامَ وَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ. فَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعُ تَعَجَّبُوا وَمَجَّدُوا اللهَ الَّذِي أَعْطَى النَّاسَ سُلْطَانًا مِثْلَ هذَا. (متى 9: 6-8)
يجسد متى بشكل صحيح معنى المصطلح السامي من خلال وصف ابتهاج الجمهور بالله الذي يعطي مثل هذه السلطة لـ “رجل”، لأن “ابن الإنسان” في العبرية والآرامية تعني “الإنسان”.[3]
ثانيًا، كان لدانيال 7 تأثيرًا حاسمًا على المسيحية واليهودية، حيث حدد شخصية بشرية ذات صفات ملكية ومتسامية تُتوّج بجانب الله، بل وتُعبد إلى جانب الله. باختصار، دانيال 7 هو تقرير رؤية عن أربعة وحوش مرعبة، والتي ظهرت على التوالي من البحر لتخريب الأرض، بما في ذلك إسرائيل القديمة المسكينة. ولكن بعد ذلك جردت الوحوش من قوتها، فيروي دانيال:
“كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ.” (دانيال 7: 13-14).
ترمز الوحوش إلى الممالك المتتالية لبابل، ومادي، وبلاد فارس، واليونان (دان 7: 17). “الشخص الذي يشبه ابن الإنسان” هو رمز متعدد القيم لملكوت الله وملك الله وشعب الله. لهذا السبب يرتبط الرمز ارتباطًا وثيقًا بملك الله (7 :13-14)؛ إنه النظير السماوي للوحوش، التي تم تحديدها صراحةً على أنها ملوك (7: 8، 11، 17، 23-24)، والسيادة الممنوحة للشخصية البشرية هي نفسها التي أعطيت لشعب إسرائيل (7: 18، 27).
من المهم أن نلاحظ أن “ابن الإنسان” لدانيال قد أُعطي تفسيرًا مسيانيًا صريحًا في الأدب الرؤيوي مثل أخنوخ الأول 37-71، و4Q246 من لفائف قمران، ومن الواضح أن الأناجيل، وسفر الرؤيا، ورؤيا عزرا الرابع بعد 70 م. في التقليد النامي، كان يُنظر إلى ابن الإنسان أيضًا على أنه كائن سماوي وله وجود سابق. لا شك إذن أن هذه القصة من دانيال أثرت في يسوع. بشأن ذلك، أنا وإيرمان متفقون تمامًا.
ثالثًا، تحدث يسوع باللغة الآرامية، وفي اللغة الآرامية يمكن أن يكون لـ bar enash ابن الانسان معنى عام لكلمة “الإنسانية”، أو معنى غير محدد لـ “رجل” أو “شخص ما”، أو دلالة محددة لـ “هذا الرجل”. يبدو أن يسوع قد استخدم المصطلح الآرامي كشكل من أشكال الإشارة الذاتية، ليصف نفسه بأنه الشخص المعني، أو على الأقل واحدًا ضمن فئة معينة من الناس. في هذه الحالة، ربما استخدم يسوع bar enash في بعض الحالات كشكل من أشكال الإشارة الذاتية. ضع في اعتبارك ما يلي:
فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ، وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ. (لوقا 9: 58؛ راجع متى 8: 20)
لأَنَّهُ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ لاَ يَأْكُلُ خُبْزًا وَلاَ يَشْرَبُ خَمْرًا، فَتَقُولُونَ: بِهِ شَيْطَانٌ. جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ، فَتَقُولُونَ: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ، مُحِبٌّ لِلْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ. (لوقا 7: 33-34؛ راجع متى 11: 18-19)
في هذين القولين، كلاهما منسوب إلى Q، من الواضح أن لدينا “ابن الإنسان” الذي استخدمه يسوع كشكل من أشكال الإشارة الذاتية، وهو منطقي تمامًا في الآرامية بمعنى أنه يعني شيئًا مثل “هذا الرجل”. ربما تكون مثل هذه الأقوال صحيحة لأنه، دعنا نواجه الأمر، من كان في الكنيسة الأولى يخترع تهكم على يسوع باعتباره أكول وشريب خمر، أو يحتفل بتشرد يسوع، لذلك نحن على أرضية تاريخية جيدة هنا. في ضوء ذلك، أجد أنه من الغريب ألا يذكر إيرمان الخلفية الآرامية لأقوال ابن الإنسان.
كما قلت، فإن مادة ابن الإنسان معقدة لأنه يتعين علينا التعامل مع القضايا المتعلقة بالتعابير الآرامية وكيف يتم تفسير شخصية “ابن الإنسان” من دانيال 7 في الأدب الرؤيوي مثل أخنوخ الأول وأماكن أخرى. إليكم ما يعنيه هذا بالنسبة لقضية إيرمان:
(1) إذا كان ابن الإنسان شخصية مسيانية في الأدب اليهودي، وإذا كان يسوع يعتقد أنه المسيا المنتظر كما يعترف إيرمان، فما هو سبب عدم تفكيرنا في أن يسوع أشار إلى نفسه على أنه ابن الإنسان؟ لا شيء بقدر ما يمكنني أن أقول! كانت عبارة “ابن الإنسان” طريقة غامضة عن عمد للتحدث عن هويته المسيانية ولكنها لا تزال غامضة بدرجة كافية لتجنب إحداث استفزاز لا داعي له لتطلعاته الملكية.
اسمحوا لي أن أؤكد أن فهم الأشياء بهذه الطريقة يتجنب الكثير من السخافات التي تخلقها وجهة نظر إيرمان. على سبيل المثال، وفقًا لرواية إيرمان في متى 19 :28 / لوقا 22: 30، يجلس ابن الإنسان (شخص آخر غير يسوع) على عرشه المجيد، حيث التلاميذ الاثني عشر يدينون إسرائيل. لكن هناك مشكلة صغيرة واحدة فقط في هذا التفسير: أين هو يسوع؟! ينال ابن الإنسان عرشًا مجيدًا، ويحصل كل التلاميذ على عروشهم ويرأسون أسباط إسرائيل الاثني عشر، ولكن ما الذي يحصل عليه يسوع مقابل جهوده؟ قطعة رمزية من لحم الصدر السماوي؟ مقاعد الصف الأمامي في نادي الكوميديا اليهودي في السماء؟ إذا كان يسوع يؤمن بنفسه، كما يقول إيرمان، كـ “حاكم إسرائيل المستقبلي” وإذا كان “يسوع سيجلس على أعظم عرش على الإطلاق، كمسيح الله”، فيجب أن نتوقع أن يكون يسوع حيث يكون ابن الإنسان جالساً![4] ولكن إذا كان يسوع هو ابن الإنسان في هذا القول، فإن العبثية ستُزال على الفور.
(2) إن عبارة “ابن الإنسان” مرارًا وتكرارًا تسمية ذاتية ليسوع عبر الأناجيل. في الواقع، إنها تلبي معايير إيرمان الخاصة للأصالة لأنها موجودة في مصادر متعددة مثل مرقس وكيو-Q ويوحنا وحتى إنجيل توما. ليس هذا فقط، ولكن لقب “ابن الإنسان” لم يكن حتى الطريقة المفضلة للكنيسة للإشارة إلى يسوع. لا يظهر في أي مكان في رسائل بولس، ويظهر أربع مرات فقط في العهد الجديد بأكمله خارج الأناجيل (انظر أعمال الرسل 7: 56؛ عبرانيين 2: 6؛ رؤيا 1: 13؛ 14: 14). علاوة على ذلك، في وثيقة تعود إلى أوائل القرن الثاني مثل رسالة برنابا، هناك إنكار صريح لأن يسوع هو ابن الإنسان.[5] الآن هذا ما أطلق عليه الاختلاف!
(3) في الآرامية، يمكن استخدام bar enash ابن الانسان بطرق عامة وغير محددة وبطريقة محددة، وعندما يستخدمها يسوع بشكل قاطع، فإنه إما يصف نفسه كفرد أو على الأقل كفرد قيادي من بين آخرين. إن استخدام يسوع لهذه العبارة له أيضًا إشارات واضحة إلى دانيال 7: 13-14 وشخصية ابن الإنسان الموصوفة هنا. الشهادة الساحقة لتقليد يسوع هي أن ابن الإنسان هو طريقة رؤيوية مشفرة ليصف فيها يسوع دوره باعتباره الشخص الذي يجسد سلطة الله على الأرض، ويحقق خلاص الله بموته وقيامته، ويشارك مجد الله في تنصيبه على العرش. غالبًا ما يكون “مجيء” ابن الإنسان متزامنًا مع مجيء الله كملك. من المؤكد أن يوجين بورينج محق في استنتاج أن “اللغة الكريستولوجية لأقوال ابن الإنسان تتمحور حول مركزية الله تمامًا”.[6]
هناك قول خاص، على ما أعتقد، يترك القطة تخرج من الحقيبة lets the cat out of the bag (تعبير يعني الكشف عن سر ما ويكون عادة بشكل عفوي)، ويسوع يتفوق حقًا ليس فقط على أنه المسيا، ولكن كمسيا متوج مع الله.
فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ أَيْضًا وَقَالَ لَهُ: «أَأَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟» فَقَالَ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا فِي سَحَابِ السَّمَاءِ». فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ ثِيَابَهُ وَقَالَ: «مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ قَدْ سَمِعْتُمُ التَّجَادِيفَ! مَا رَأْيُكُمْ؟» فَالْجَمِيعُ حَكَمُوا عَلَيْهِ أَنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ. (مرقس 14: 61 ب-64)
مشهد المحاكمة بأكمله في الأناجيل هو ركام من القضايا النصية والتاريخية واللاهوتية.[7] يكفي القول، إنه من المعقول أنه في محاكمته سئل رئيس الكهنة يسوع بوضوح عما إذا كانت الشائعات صحيحة؛ هل كان يدعي أنه المسيح؟ لا تأتي تهمة التجديف من نطق يسوع للاسم الإلهي، رباعي الأحرف “يهوه”، عندما قال، “أنا هو”. على الأرجح إنها تأتي من خلطه لمزمور 110: 1 ودان 7 :13 مع الإشارة ضمنيًا إلى أنه سيكون-أو كان بالفعل-متوجًا مع الله.[8]
فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ أَيْضًا وَقَالَ لَهُ: «أَأَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟» فَقَالَ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا فِي سَحَابِ السَّمَاءِ». فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ ثِيَابَهُ وَقَالَ: «مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ قَدْ سَمِعْتُمُ التَّجَادِيفَ! مَا رَأْيُكُمْ؟» فَالْجَمِيعُ حَكَمُوا عَلَيْهِ أَنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ. (مرقس 14: 61 ب-64) |
“«كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَان أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ.” (دانيال 7: 13). |
|
“قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ».” (مزمور 110: 1). |
خلفية هذا القول وشرح سبب الاعتقاد بأن يسوع ارتكب التجديف هو شيء يشبه النسخة اليهودية من البرنامج التلفزيوني Game of Thrones صراع العروش. هل يتقاسم يهوه عرشه مع أحد؟ في الفصل السابق، رأينا بالفعل ما حدث في أخنوخ الثالث فصل 13 عندما ادعى أليشع بن أبويا، الذي رأى الميتاترون على عرشه، أن هناك “قوتان في السماء”؛ وبّخ الله نفسه أليشع بإيجاز. ثم هناك القصة الشهيرة للحاخام العظيم أكيبا (توفي حوالي 135 م)، الذي اقترح أن الجمع “عروش” في دانيال 7: 9 يتضمن “واحد لله، واحد لداود”. من الواضح أن اقتراحه قوبل بتهمة التجديف، والتي قيل إن أكيبا قد استسلم لها.[9] لذلك، كان العديد من اليهود غير مرتاحين إلى حد ما من اقتراح أن رب إسرائيل لديه رفيق عرش صغير.
مع ذلك، ربما كان يسوع يفسر مزمور 110 ودانيال 7 :13-14 بطريقة مشابهة لأكيبا، ويرى أنهما يشيران إلى تنصيب المسيا على العرش. والأهم من ذلك، كان يسوع يعرّف نفسه بوضوح بالشخصية المسيانية التي توجت على العرش في دانيال 7: 13-14، وهو ادعاء مذهل على أقل تقدير، وليس لدينا مثال على أي شخص من القرن الأول يدعي مثل هذا الادعاء. يجب أن نتذكر أن المغزى من دانيال 7 هو أنه عندما تصرف الله في التاريخ ليخلص شعبه، فإن الوكيل الذي تصرف من خلاله سيُبرر ويُكرّم ويُتوج ويعظم بطريقة غير مسبوقة.[10] ليس ادعاء يسوع أنه سيجلس على عرشه الصغير بجانب الله؛ بل يجلس عن يمين الله على عرش الله. إذا كان يسوع يعتقد أن دانيال 7: 13-14 يتعلق به، فإنه يضع نفسه في فَلَك السيادة الإلهية ويطالب بمكان داخل الوصاية الإلهية لعرش الله القدير. إذا كان مخطئًا، فهذه ليست مجرد نظرة لاهوتية سيئة؛ إنها كفر وإهانة للتوحيد اليهودي.
يبدو أن إيرمان يعتقد أن القيامة هي التي حولت يسوع من نبي فاشل إلى شخص إلهي (على الرغم من أنه “إلهي” بمعنى محدود، مثل ملاك أو ملك يصبح إلهًا عند الموت).[11] لكن هذا لن يجدي نفعا. ساهم الإيمان بالقيامة في تكوين كريستولوجيا لكنه لم يخلقها من لا شيء. إن الإيمان بقيامة يسوع لا يعني أنه المسيح أو ابن الإنسان أو الملاك. الشاهدان في رؤيا 11 يقومان من بين الأموات ويصعدان إلى السماء دون الحصول على مزيد من الاهتمام أو التبجيل. إن وجهة نظر هيرودس بأن يوحنا المعمدان قد عاد إلى الحياة كانت تعني مماثلته بيسوع، وليس بشكل ملائكي. في عهد أيوب، قُتل أبناء أيوب عندما سقط عليهم منزلهم، وأخذت أجسادهم إلى السماء. لكن لا أحد يبدأ بعد ذلك في تخيل أنهم إلهيين أو ملائكيين. إذا كان يُعتقد أن أحد اللصوص المصلوبين مع يسوع قد عاد إلى الحياة، فهل كان أي شخص يعتقد بجدية أنه ابن الإنسان، أو ابن الله، أو ملاك الرب، أو حتى الله القادر على كل شيء؟ أنا أشك في ذلك بجدية!
القيامة وحدها لم تخلق كريستولوجيا إلهية. لم يحول إيمان عيد الفصح يسوع إلى شيء آخر غير ما كان عليه من قبل. قدم يسوع ادعاءات متطرفة عن نفسه فيما يتعلق بسلطته ورسالته وأصله، وكانت القيامة تأكيدًا إلهيًا على أن هذه الادعاءات كانت صالحة. عند النظر إلى القيامة بهذه الطريقة، تكبير العدسة على ادعاءات يسوع للمكانة الإلهية بدلاً من اختلاقها. عند النظر إلى القيامة بهذه الطريقة، ازدادت حدة الإيمان بعلاقة يسوع الفريدة مع الله بدلاً من إختراعها. بالنظر إلى القيامة بهذه الطريقة، حولت القيامة بدلاً من أن تثير الاعتراف بيسوع كشخصية إلهية. يبدو، كما هو الحال مع ديل أليسون، أن “جميع المصادر الأولية تزعم مرارًا وتكرارًا أن يسوع كان لديه أشياء مذهلة ليقولها عن نفسه. يمكن للمرء أن يفصله عن التصور السامي لذاته فقط من خلال العديد من العمليات الجراحية الجذرية على نصوصنا “. علاوة على ذلك، “يجب أن نقيم جنازة للرأي القائل بأن يسوع لم يكن لديه أي أفكار سامية عن نفسه.”[12]
[1] في محاولتي الخاصة أن أجتاز طريقًا عبر النقاش المربك هذا، انظر
Bird, Are You the One Who is to Come? 78 – 98. Also recommended is Hurtado, Lord Jesus Christ, 239 – 306, and the introductory article by Darrell Bock, “Son of Man,” in DJG (eds. Joel Green, Jeanine Brown, and Nick Perrin; 2nd ed.; Downers Grove, IL: InterVarsity Press, 2013), 894 – 900. For more extended scholarly discussion I recommend Maurice Casey, The Solution to the “Son of Man” Problem (London: T&T Clark, 2009), and Larry Hurtado and Paul Owen, eds., “Who Is the Son of Man?” The Latest Scholarship on a Puzzling Expression of the Historical Jesus (London: T&T Clark, 2011).
[2] Ehrman, How Jesus Became God, 106 – 9, 121.
[3] يجب أن أضيف أن هذا المصطلح السامي لـ “الإنسان” أو “الإنسانية” هو السبب في أن بعض الترجمات الإنجليزية مثل the Common English Bible تقدم العبارة اليونانية الأساسية ho huios tou anthrōpou (حرفيا، “ابن الإنسان”) كـ “الإنسان الفرد” ولماذا تترجم نسخة العلماء الليبرالية الضخمة العبارة اليونانية على أنها “ابن آدم”.
[4] Ehrman, How Jesus Became God, 117, 204.
[5] رسالة برنابا 12. 9: “انظروا مرة أخرى: يسوع ليس ابن الإنسان، بل ابن الله، بالمثال وكما ظهر في الجسد” (ترجمتي الخاصة).
[6] M. Eugene Boring, Mark: A Commentary (Louisville: Westminster John Knox, 2006), 252.
[7] See Bird, Are You the One Who Is to Come? 136 – 40.
[8] لاحظ أنه في متى 26: 64 ولوقا 22: 69، يقول يسوع، “مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ [الله].” يشير هذا إلى أن تنصيب يسوع على العرش قد بدأ بالفعل.
[9] b. Haggigah 14a; b. Sanhedrin 38b.
[10] Wright, Jesus and the Victory of God, 624; see Ehrman (How Jesus Became God, 205): “لقد رفعه الله إلى مكانة وسلطة غير مسبوقة”.
[11] Ehrman, How Jesus Became God, 225.
[12] Allison, Constructing Jesus, 225, 304.