Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

الكتاب المقدس والمخطوطات ج2 – الأنبا ابيفانيوس

الكتاب المقدس والمخطوطات ج2 – الأنبا ابيفانيوس

الكتاب المقدس والمخطوطات ج2 – الأنبا ابيفانيوس

 

ترقيم آيات العهد الجديد

في منتصف القرن السادس عشر قام الناشر الفرنسي روبير إتيان Robert Etienne، والمشهور باسم استفانوس Stephanus حسب النطق اللاتيني،لاسمه بإصدار طبعتين من العهد الجديد باللغة اليونانية حسب النص البيزنطي، ثم في عام ١٥٥٠ أصدر في باريس الطبعة الثالثة، والمعروفة باسم editio Regia أي الطبعة الملكية وهي طبعة غاية في الأناقة، علاوة على أنها أول طبعة للعهد الجديد باللغة اليونانية التي تحتوي على حواشي نقدية للنص critical apparatus إذ في الجانب الداخلي من الصفحات وضع استفانوس القراءات المختلفة للنص مقارنة مع أربعة عشر مخطوط يوناني للعهد الجديد (جميعها تقريبًا من العصور الوسطى، وأيضًا مع طبعة سابقة تسمى Complutensian polyglot قام بنشرها جامعة Complutenso بمدريد كما سبق وذكرنا)، وهي تحوي أول نص يوناني مطبوع مع النص اللاتيني. ثم انتقل استفانوس من باريس إلى جنيف وأصدر الطبعة الرابعة عام ١٥٥١ والتي تضمنت نصين للعهد الجديد باللغة اللاتينية على جانبي النص اليوناني، وهما نص الفولجاتا ونص إرازموس، ولأول مرة يتم تقسيم نص العهد الجديد إلى آيات مرقمة. ويرى العلماء أن السبب وراء بعض الأخطاء في تقسيم الآيات نشأ من أن إرازموس كان يقوم بعمله أثناء سفره على ظهر مركبة تجرها الخيول وربما أثناء المطبات في الطريق كان القلم يضع علامة في مكان خطأ غير مقصود وتم تنفيذه أثناء الطباعة، انظر مثلًا آية ثمار الروح القدس في غلاطية ٥ ٢٢ ٢٣): وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ مَحَبَّهُ فَرَحْ سَلامٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْف صَلاحٌ، إِيمَانُ. وَدَاعَةُ تَعَفُفُ. ضِدَّ أَمْثَالِ هَذِهِ لَيْسَ نَامُوسُ.

 

النص اليوناني المحقق:

وفي أثناء القرن العشرين، وبعد اكتشاف العديد من مخطوطات العهد الجديد التي يرجع تاريخها إلى عصر أقدم من كافة المخطوطات التي كانت بحوزة العلماء قبل ذلك، خاصة بعد اكتشافات برديات العهد الجديد التي لم تكن معروفة على الإطلاق قبل ذلك، توفر لدى العلماء الفرصة لنشر طبعات للعهد الجديد تكاد تكون طبق الأصل للنصوص الأصلية للعهد الجديد. وقد تبنت جمعيات الكتاب المقدس الآن النص الذي نشره العالمان نسله Eberhard et Erwin Nestle، والذي رجعا فيه لكافة البرديات والمخطوطات القديمة، علاوة على مقارنة النص بالترجمات القديمة خاصة القبطية واللاتينية والسريانية والجيورجية والأرمينية والأثيوبية، وأيضًا بالمقارنة باقتباسات آباء الكنيسة من نصوص الكتاب المقدس. وقد صدرت الطبعة السابعة والعشرون عام ١٩٩٤، وصارت تعرف باسم نسله وآلاند Nestle-Aland بعد أن انضم مجموعة من العلماء لمراجعة النص بصفة دورية. [3]

وصدر النص نفسه بواسطة جمعيات الكتاب المقدس في نشرتها الرابعة (الطبعة السابعة عشر) عام ٢٠١٣.[4]

 

 

قوانين يوسابيوس، أو قوانين يوسابيوس وأمونيوس:

إن كان استفانوس هو أول من وضع نظامًا لتقسيم النص إلى الأصحاحات والآيات المعروفة الآن، ووضع أرقامًا لها، فإن أول من وضع نظامًا لترقيم فقرات أو جمل الأناجيل هو أمونيوس الإسكندري، معلم العلامة أوريجانوس، وأحد علماء مدرسة الإسكندرية حوالي سنة .٢٢٠م. فقد قسم الأربعة أناجيل إلى ١١٦٥ جزءًا، منها ٣٥٥ في إنجيل متى و ٢٣٥ في إنجيل مرقس و ٣٤٣ في إنجيل لوقا و٢٣٢ في إنجيل يوحنا.

 

وأول من استخدم هذا الترقيم للمقارنة بين الأجزاء المتشابهة في الأناجيل الأربعة هو يوسابيوس القيصري، أبو التاريخ الكنسي (٢٦٥_٣٣٩م). وقد وضع هذه المقارنة في عشرة قوانين أي جداول، القانون الأول فيه ما هو مشترك بين الأربعة أناجيل، والثاني والثالث والرابع فيهم ما هو مشترك بين ثلاثة أناجيل فقط، والخامس والسادس والسابع والثامن والتاسع فيهم ما هو مشترك بين إنجيلين فقط، والعاشر فيه ما ينفرد به كل إنجيل.

 

وفي القرن الثالث عشر قام أحد أولاد العسال، هو الأسعد أبو الفرج هبة الله بن العسال بترجمة هذه الجداول إلى اللغة العربية وألحقها بالترجمة العربية للأربعة أناجيل التي أعدها.[5]

أهمية معرفة هذا التقسيم أن مخطوطات الكتاب المقدس والمخطوطات الليتورجية تستخدم هذا التقسيم القديم في إيراد قراءات القطمارس والصلوات الكنسية المختلفة.

 

 

 

الترجمة القبطية

من هذه المقدمة عن كيفية وصول نص العهد الجديد إلينا، يتضح مدی، أهمية الترجمة القبطية بلهجاتها المختلفة، إذ أنها من أكثر النصوص أمانة للنص الإسكندري المعتبر أكثر النصوص دقة، وللأسف لم تحظ الترجمات القبطية بأي اهتمام من ناحيتنا. فربما لا يوجد دراسة جادة لهذا النص، سوى الترجمة التي قامت بها لجنة قبطية بإشراف الأرشيدياكون حبيب جرجس عام ١٩٣٤-١٩٣٥ للأناجيل الأربعة اللهجة البحيرية [6]، ولم تقم أي محاولة أخرى لدراسة كافة المخطوطات القبطية بلهجاتها المختلفة في كنيستنا. ولأهمية هذه المحاولة ينبغي أن نلقي نظرة عليها.

 

تقول اللجنة التي قامت بهذه الدراسة:

حمدًا لمن فدانا بدم ابنه الكريم. وهدانا بتعاليم إنجيله إلى الطريق القويم أما بعد. فقد أظهر الكثيرون رغبة لا سيما الأقباط في الحصول على الكتاب المقدس باللغة القبطية، مع ترجمته ترجمة عربية صحيحة تتفق مع النص القبطي، الذي عُرف بدقته وضبطه، فقد نُقل عن اليونانية في القرن الثاني المسيحي إبان ازدهار اللغتين اليونانية والقبطية في هذه البلاد. وقد أتقن

التكلم بها معظم الأهلين في جو خال من الآراء المذهبية، التي كانت فيما بعد عاملًا كبيرًا في تشتت أفكار المترجمين حتى أنك لترى بعض المترجمين يكاد يكون مفسرًا أكثر منه مترجما، إذ تأثر بالآراء المذهبية فأخذ يعزز رأيه الخاص. لذلك رأينا لزاما علينا أن نحقق الآمال التي تجيش في صدور الكثيرين من المحققين والعلماء، بإخراج هذه الكنوز الدفينة، وأردفناها بترجمة عربية صحيحة تتمشى مع روح اللغة القبطية الرشيدة. وقد بدأنا درس هذا المشروع الجليل في سنة ١٦٣٨ش ١٩٢٢م فضبطنا بعض الفصول وقيدنا شواردها مستعينين على ذلك بعدة نسخ خطية ومطبوعة. وقد أصدرنا آنئذ زهاء اثنين وعشرين أصحاحًا من بشارة القديس متى. ونظرًا لظروف مالية ملحة أوقفنا العمل مؤقتاً ثم أُصبنا بانتقال المرحوم الأستاذ سمعان سليدس أحد أعضاء اللجنة. كما انتقل المرحوم الأستاذ الكبير صاحب العزة وهبي بك مدير المدارس القبطية الأسبق الذي كان يساعد اللجنة في مراجعة النصوص العربية.

 

وفي سنة ١٦٥٠ش ١٩٣٤م تجددت رغبات الشعب فطابقت ميولنا في إظهار هذا المشروع الخطير، فاستأنفنا العمل معتمدين على الله نستمد منه العون والارشاد للسير فيه حتى النهاية ولا يفوتنا أن نذكر مع الشكر جميع الغيورين الذين أمدونا بالمساعدة لتنفيذ هذا المشروع. غير ناسين ما لمطبعة التوفيق القبطية بمصر من الجهود في طبع هذا الجزء.

 

أما ميزات الكتاب فهي:

أولا: كثرة المراجع التي استعين بها وهي عدة نسخ خطية ومطبوعة قبطية وعربية وغيرها يرجع تاريخ بعضها إلى سنة ٩٠٠ش وقد وجدت هذه المصادر النفيسة بالدار البطريركية ودير أبي سيفين.

ثانيا: ذكر حواش تبين القراءات في شتى الترجمات.

ثالثا: ضبط الترجمة العربية بما يتفق وروح اللغة القبطية تماما مع الرجوع إلى ترجمات الأقدمين من آباء الكنيسة لا سيما الأراخنة الأفاضل أولاد العسال.

رابعا: تقسيم الأناجيل إلى فصول كبيرة وصغيرة كما وضعها الأبوان الفاضلان القديسان أمونيوس وأوسانيوس (يوسابيوس) في القرن الثالث المسيحي وأقرتها الكنيسة فالفصول الكبيرة عبارة عن أصحاحات والصغيرة عبارة عن شواهد إنجيلية اتفاق (البشيرين) تجمعها عشرة قوانين:

القانون الأول: اتفق فيه متى ومرقس ولوقا ويوحنا

القانون الثاني: اتفق فيه متى ومرقس ولوقا

القانون الثالث: اتفق فيه متى ولوقا ويوحنا

القانون الرابع: اتفق فيه متى ومرقس ويوحنا

القانون الخامس: اتفق فيه متى ولوقا

القانون السادس: اتفق فيه متى ومرقس

القانون السابع: اتفق فيه متى ويوحنا

القانون الثامن: اتفق فيه مرقس ولوقا

القانون التاسع: اتفق فيه لوقا ويوحنا

القانون العاشر: ما انفرد به کل بشیر

 

إنا نختم كلمتنا بحمد الله وشكره على ما أولانا من عون ونعم. سائلينه جلت قدرته أن يبارك على هذا المشروع وكل مشروع يعمل على نشر كلمة الخلاص

في العالم أجمع.

اللغة

رئيس اللجنة حبيب جرجس مدير المدرسة الأكليريكية، أعضاء الجمعية عزيز تادرس مدرس اللغة القبطية شنوده عبد السيد مدرس القبطية، راغب عطية مدرس الدين بالمدرسة الإكليريكية. القاهرة هاتور

سنة ١٦٥٢ش ديسمبر سنة ١٩٣٥م.

 

 

تطبيقات

من قراءات النص الإسكندري حسب المخطوط السينائي والفاتيكاني والإفرايمي:

المثال الأول:

(مر ١١: ٢٤) لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ nauBavere فَيَكُونَ لَكُمْ. هكذا يأتي نص الآية في النص البيزنطي،

KJV Mark 11:24 Therefore I say unto you, What things soever ye desire, when ye pray, believe that ye receive them, and ye shall have them.

لكنه في النص الإسكندري: فآمنوا أنكم نلتموه aBete فيكون لكم.

NAS Mark 11:24 Therefore I say to you, all things for which you pray and ask, believe that you have received them, and they shall be granted you. (Mar 11:24 New American Standard Bible)

ويؤكد هذا المعنى الترجمة القبطية الصعيدية والبحيرية

 

المثال الثاني

(يو ١٧: ۱۱-۱۲) وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ وَأَمَّا هَؤُلَاءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ وَأَنَا آتِي إلَيْكَ أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ، حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حفِظْتُهُمْ وَلَمْ يَهْلِكُ مِنْهُمْ أَحَدُ إِلا ابْنُ الهلاكِ لِيَتِمُّ الْكِتَابُ.

KJV John 17:11, 12 And now I am no more in the world, but these are in the world, and I come to thee. Holy Father, keep through thine own name those whom thou hast given me, that they may be one, as we are. While I was with them in the world, I kept them in thy name: those that thou gavest me I have kept, and none of them is lost, but the son of perdition; that the scripture might be fulfilled. (Joh 17:11, 12 KJV)

 

هكذا يأتي النص في الترجمة البيروتية نقلا عن النص المقبول، لكن حسب

النص الإسكندري، ويتبعه في ذلك الترجمات القبطية يأتي هكذا:

احفظهم في اسمك الذي أعطيتني… حين كنت معهم في العالم حفظتهم في اسمك الذي أعطيتني.

NAS John 17:11 And I am no more in the world; and yet they themselves are in the world, and I come to Thee. Holy Father, keep them in Thy name, the name which Thou hast given Me, that they may be one, even as We are.

 

NAS John 17:12 While I was with them, I was keeping them

in Thy name which Thou hast given Me; and I guarded them,

and not one of them perished but the son of perdition, that the Scripture might be fulfilled.

 

وهكذا أورد هذا النص القديس أثناسيوس في الرسالة الثالثة ضد الأريوسيين (٢٦)، والقديس كيرلس الكبير.

يقول القديس كيرلس في تفسيره لأصحاح ١٧ من إنجيل يوحنا على الآية ٦: أنا أظهرت اسمك للناس، أي أظهرت مجدك. والمقصود بالاسم هنا اسم الآب، ويقول إن اسم الآب أعظم بنوع ما من اسم الله، لأن اسم الله يشير رمزيًا إلى عظمته، أي إلى الله الخالق، أما اسم الآب فيشير إلى جوهره، أي صفته الجوهرية الأقنومية. فهو آب، إذا في هذا إشارة ضمنية أن منه الابن، وقد أعلن المسيح أنه والآب واحد فاسم الآب هنا له أهمية عظمى لنا كمسيحيين.

ثم يعلق على آية ١١: أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ الذي أَعْطَيْتَنِي، هنا يتكلم عن ألوهيته بعد التجسد، فاسم الله أُعطي له، أي أنه إله من إله، وأنه حمل اسمه تعبيرًا عن وحدة الجوهر بين الآب والابن. هذا من جهة. وأيضًا فالمسيح كان يتكلم هنا كإنسان، وقد أُعطي اسم الله، أي يتكلم عن تجسده. وعندما يتكلم بلسان بشريته فهو يشير إلينا نحن الذين صار لنا شركة مع الآب والابن والروح القدس. يمكن الرجوع لتفسير القديس كيرلس على إنجيل يوحنا ١٧: ١١-١٢.

 

المثال الثالث:

( ١ يو ٣: ١) أَنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ مِنْ أَجْلِ هَذَا لَا يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لَا يَعْرِفُهُ.

 

KJV 1 John 3:1 Behold, what manner of love the Father hath

bestowed upon us, that we should be called the sons of God: therefore the world knoweth us not, because it knew him not.

 

أما في النص الإسكندري فيأتي هكذا أنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى تُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ ونحن كذلك مِنْ أَجْلِ هذا لا يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لا يَعْرِفُهُ.

 

وإذا رجعنا للقداس الباسيلي النص اليوناني حسب مخطوط باريس، وهو النص الخاص بكنيستنا القبطية، عن مخطوط يرجع للقرن الرابع عشر من دير القديس أنبا مقار، نجد في صلاة إحناء الرأس هذا النص: يا الله الذي أحبنا هكذا وأنعم علينا بامتياز البنوة لكي ندعى أولادًا الله، بل ونحن كذلك (أو: ونحن نكون).

 

المثال الرابع:

إذا رجعنا للنص العربي البيروتي، أي ترجمة فان دايك، في سفر الأعمال نجد

هذا النص:

(أع : ٦-٣٨): وَفِيمَا هُمَا سَائِرَانِ فِي الطَّرِيقِ أَقْبَلاً عَلَى مَاءٍ فَقَالَ الْخَصِيُّ: “هُوَذَا مَاءً مَاذَا يَمْنَعُ أَنْ أَعْتَمِدَ؟. فَقَالَ فِيلُبُسُ: ” إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ يَجُورُ. فَأَجَابَ: “أَنَا أُومِنُ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ اللهِ. فَأَمَرَ أَنْ تَقِفَ الْمَرْكَبَةُ فَنَزَلاَ كِلاَهُمَا إِلَى الْمَاءِ فِيلُبُسُ وَالْخَصِيُّ فَعَمَّدَهُ.

وهكذا أيضًا في الترجمات الإنجليزية:

36 And as they went on their way, they came unto a certain water: and the eunuch said, See, here is water; what doth hinder me to be baptized?

37 And Philip said, If thou believest with all thine heart, thou mayest. And he answered and said, I believe that Jesus Christ is the Son of God.

38 And he commanded the chariot to stand still: and they went down both into the water, both Philip and the eunuch; and he baptized him. (Act 8:36-38 KJV)

 

الآية ۳۷ هي إضافة غربية، وليس لها مقابل في كافة المخطوطات اليونانية القديمة أو في البرديات وليس هناك من داع أن يحذفها النساخ إن كانت آية أصلية في النص اليوناني الأصلي. كما أنت تعبير ليس من خصائص أسلوب القديس لوقا سواء في الإنجيل أو في سفر الأعمال.

 

السؤال: هل تؤمن من كل قلبك أن يسوع المسيح هو ابن الله؟ بدون شك هو صيغة ليتورجية كانت تُطرح على المعمدين الجدد في الكنيسة الأولى. وواضح أنها كانت مضافة في هامش إحدى المخطوطات التي كانت تستعمل في قراءات سر المعمودية. وبالرغم من عدم وجودها في نص المخطوطات التي اعتمد عليها إرازموس في إعداد نسخته للطباعة، لكنها كانت موجودة في هامش أحد المخطوطات التي كانت بحوذته، فقد أضافها بنفسه إلى النص الأصلي معتقدًا أنها سقطت من الناسخ في النص الأصلي. طبعا ليس لهذه الآية مقابل في القبطي البحيري أو الصعيدي.

 

المثال الخامس:

عندما قام إراز موس بطباعة الكتاب المقدس في بازل عام ١٥١٦ قام بترجمة بعض الكلمات عن النسخة اللاتينية إلى اليونانية وقام بإضافتها في النسخة المطبوعة، وهي كلمات ليس لها مقابل في النصوص اليونانية القديمة. ثم تم ترجمتها إلى الإنجليزية في ترجمة الملك جيمس، ومنها للترجمة البيروتية فاندايك وهي الترجمة التي انتشرت في مصر. ومن أشهر الأمثلة:

(أع9: 5) فَسَأَلَهُ: “مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟ فَقَالَ الرَّبُّ: “أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. صَعْبُ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ“.

(أع9: 6) فَسَأَلَ وَهُوَ مُرْتَعِدُ وَمُتَحَيَّرُ: يَا رَبُّ مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟” فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: “قُم وَادْخُلِ الْمَدِينَةَ فَيُقَالَ لَكَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ“.

 

 

Acts 9:5 And he said, Who art thou, Lord? And the Lord said, I am Jesus whom thou persecutest: it is hard for thee to kick against the pricks.

KJV Acts 9:6 And he trembling and astonished said, Lord, what wilt thou have me to do? And the Lord said unto him, Arise, and go into the city, and it shall be told thee what thou must do.

 

لكن النصوص اليونانية والترجمات القبطية تأتي هكذا:

NAS Acts 9:5 And he said, “Who art Thou, Lord?” And He said, “I am Jesus whom you are persecuting, (Act 9:5 NAS)

 

Acts 9:6 but rise, and enter the city, and it shall be told you what you must do. (Act 9:6 NAS)

 

NAS Acts 9:5 And he said, “Who art Thou, Lord?” And He said, “I am Jesus whom you are persecuting”.

 

السؤال الذي طرحه بولس الرسول بعد ظهور الرب به: فَسَأَلَ وَهُوَ مُرْتَعِدُ وَمُتَحَيّرُ: يَا رَبُّ مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟ هذه العبارة غير موجودة في أي مخطوط يوناني، وهي منقولة عن أع :۱۰:۲۲: فَقُلْتُ: مَاذَا أَفْعَلُ يَا رَبُّ؟. والعبارة الثانية منقولة من أع ٢٦: ١٤: فَلَمَّا سَقَطْنَا جَمِيعُنَا عَلَى الْأَرْضِ سَمِعْتُ صَوْتًا يُكَلِّمُنِي باللُّغَةِ الْعِبْرَانِيَّةِ: شَاوُلُ شَاوُلُ لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟ صَعْبُ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ (أع ٢٦: ١٤). وهكذا دخلت هذه الكلمات في النص المقبول ومنه لترجمة الملك جيمس ثم للترجمة العربية.

 

 

المثال السادس:

كَمَا هُوَ مَكْتُوبُ فِي الأَنْبِيَاءِ: “هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاكِي، الَّذِي يُهَيِّئُ

طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ.

KJV Mark 1:2 As it is written in the prophets, Behold, I send my messenger before thy face, which shall prepare thy way before thee.

 

نلاحظ هنا خطأ من النساخ الذين أرادوا تصحيح المعلومة، فقد أورد القديس مرقس نبوءتين، الأولى من سفر ملاخي (۳: ۱)، والثانية من سفر إشعياء (٣:٤٠).

NAS Mark 1:2 As it is written in Isaiah the prophet, “Behold,

I send My messenger before Your face, Who will prepare Your way;

 

المزيد من الاطلاع:

Kurt Aland, Matthew Black, The Greek New Testament,

fourth revised edition, Deutsche Bibelgesellschaft, United Bible Societies, 2013.

نص العهد الجديد باللغة اليونانية، مع حواشي سفلية بالقراءات المختلفة، عناوين للفقرات وشواهد للنص، مع قاموس يوناني إنجليزي في نهاية الكتاب، يباع في دار الكتاب المقدس.

Nestle-Aland, Novum Testamentum Graece, Deutsche Bibelgesellschaft, 27 revidierte Auflage, 1994.

نص العهد الجديد باللغة اليونانية مع حواشي سفلية بالمخطوطات

،المختلفة، شواهد للنص، مع ملحق بالمخطوطات المختلفة ومحتوياتها.

Bruce M. Metzger, A Textual Commentary on Greek New Testament, A companion volume to the United Bible Societies’ Greek New Testament, United Bible Societies, third edition 1971.

يحوي شرحا وافيًا للحواشي الموجودة في طبعة الكتاب المقدس اليونانية، المذكورة أعلاه، مع لمحة عن تاريخ نص العهد الجديد اليوناني وكيف وصل إلينا

Bruce M. Metzger, The Text of the New Testament, Its

 

 

Transmission, Corruption, and Restoration, second edition, Oxford at the Clarendon Press, 1968.

 

يحوي دارسة تاريخية شاملة عن نص الكتاب المقدس العهد الجديد وكيف وصل إلينا، وهو متوفر على شبكة الإنترنت

Reference Charts for New Testament Textual Criticism, Roy E. Ciampa 2002.

 

يحوي جداول لجميع الاختصارات المستعملة في طبعات الكتاب المقدس المذكورة أعلاه مع ثبت بكافة المخطوطات والبرديات ومحتوياتها، متوفر على شبكة الإنترنت.

 

The Encyclopedia of New Testament Textual Criticism, Conceived by Elliott of Simon Greenleaf University, 2003.

موسوعة ألفابائية شاملة متوفرة على شبكة الإنترنت.

 

يمكن البحث عن هذا العنوان Textual Criticism في أي قاموس

للكتاب المقدس باللغات الأوربية مثل:

The Anchor Yale Bible Dictionary, vol. 6.

The Interpreter’s Dictionary of the Bible, vol. 4.

The International Standard Bible Encyclopedia, vol. 4.

 

Bible Works برنامج هام جدا متوفر على الكمبيوتر يحوي مقارنات بين النصوص في لغاتها الأصلية وترجماتها المختلفة.

 

[3] Nestle-Aland, Novum Testamentum Graece, Deutsche Bibelgesellschaft, 1994.

[4] Kurt Aland et al, The Greek New Testament, fourth revised edition, Deutsche Bibelgesellschaft, United Bible Societies, 2013.

[5] الأناجيل الأربعة، ترجمة الأسعد أبو الفرج هبة الله بن العسال (١٢٥٣م)، تحقيق وتقديم د. صموئيل قزمان معوض، مدرسة الإسكندرية ٢٠١٤م.

[6] الكتاب المقدس، العهد الجديد الجزء الأول البشائر الأربع. طبع في عهد قداسة البابا المعظم الأنبا يوأنس التاسع عشر بابا الكرازة المرقسية. ١٩٣٥. مطبعة التوفيق القبطية بالقاهرة.

الكتاب المقدس والمخطوطات ج2 – الأنبا ابيفانيوس

Exit mobile version