Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

هل العهد الجديد مكتوب بوحي؟ أين دعا الله إلى كتابته؟ (19)

هل العهد الجديد مكتوب بوحي؟ أين دعا الله إلى كتابته؟ (19)

هل العهد الجديد مكتوب بوحي؟ أين دعا الله إلى كتابته؟ (19)

هل العهد الجديد مكتوب بوحي؟ أين دعا الله إلى كتابته؟ (19)

نستطيع تلخيص الإعتراض في سؤالين فقط:

  1. هل قال أي كاتب للأناجيل أنه يكتب بوحي؟
  2. هل قال الله لكتبة الأناجيل أن يكتب؟

وسوف نجيب عليهما سويًا دفعة واحدة بتفصيل..

 

الوحي في المسيحية هو من الروح القدس، فهو الذي يقوم بتعليم وتذكير رسل المسيح أجمعين بما قاله المسيح وما فعله وأمور أخر كثيرة، الأدلة:

وتجدر الإشارة هنا إلى ألوهية الروح القدس فهو الله الذي يوحي للأنبياء والرسل، لكن هذه ليست النقطة محل البحث الآن.

فهنا نجد أن الروح القدس هو الذي يتكلم بفم الأنبياء والرسل والتلاميذ، فهل لدى التلاميذ هذا الروح القدس لغرض إعلان بشارة المسيح للعالم؟ وهل تكلموا بالروح القدس؟ الإجابة هي نعم، ومن كلام المسيح نفسه:

فها هو رب المجد بنفسه يوصي تلاميذه ألا يغادروا أورشليم إلى أن يلبسوا قوة من الأعالي، فما هي هذه القوة؟ إنها قوة الروح القدس الذي سيحل على رسل المسيح.

“وَفِيمَا هُوَ مُجْتَمِعٌ مَعَهُمْ أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَبْرَحُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ، بَلْ يَنْتَظِرُوا «مَوْعِدَ الآبِ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنِّي، لأَنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِالْمَاءِ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَسَتَتَعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ، لَيْسَ بَعْدَ هذِهِ الأَيَّامِ بِكَثِيرٍ». أَمَّا هُمُ الْمُجْتَمِعُونَ فَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ: «يَا رَبُّ، هَلْ فِي هذَا الْوَقْتِ تَرُدُّ الْمُلْكَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ الَّتِي جَعَلَهَا الآبُ فِي سُلْطَانِهِ، لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ».” (أع 1: 4-8).

 

فالرب يسوع المسيح قد أنبأ رسله بأن الروح القدس سيحل عليهم لأجل أن يكونوا له شهودا في كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض، وليذكرهم بما قاله لهم المسيح ويعلمهم كل شيء. وبالفعل، حل الروح القدس على الرسل المجتمعين في العلية في يوم الخمسين، حيث يقول الكتاب:

“وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ، وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا.” (أع 2: 1-4).

 

لكن، من الذين كانوا في العلية مجتمعين وحل عليهم الروح القدس؟

 

“حِينَئِذٍ رَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ مِنَ الْجَبَلِ الَّذِي يُدْعَى جَبَلَ الزَّيْتُونِ، الَّذِي هُوَ بِالْقُرْبِ مِنْ أُورُشَلِيمَ عَلَى سَفَرِ سَبْتٍ. وَلَمَّا دَخَلُوا صَعِدُوا إِلَى الْعِلِّيَّةِ الَّتِي كَانُوا يُقِيمُونَ فِيهَا: بُطْرُسُ وَيَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا وَأَنْدَرَاوُسُ وَفِيلُبُّسُ وَتُومَا وَبَرْثُولَمَاوُسُ وَمَتَّى وَيَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى وَسِمْعَانُ الْغَيُورُ وَيَهُوذَا أَخُو يَعْقُوبَ. هؤُلاَءِ كُلُّهُمْ كَانُوا يُواظِبُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى الصَّلاَةِ وَالطِّلْبَةِ، مَعَ النِّسَاءِ، وَمَرْيَمَ أُمِّ يَسُوعَ، وَمَعَ إِخْوَتِهِ. وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ قَامَ بُطْرُسُ فِي وَسْطِ التَّلاَمِيذِ، وَكَانَ عِدَّةُ أَسْمَاءٍ مَعًا نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ. فَقَالَ:” (أع 1: 12-14).

 

هنا نجد أن الذين كانوا في العلية ليسوا فقط هم التلاميذ الـ11، بل يقول النص أنهم نحو 120 شخصًا. منهم التلاميذ الـ11 ومريم العذراء ونساء أخريات، بالإضافة إلى اخوته. و”أخوته” يختلفون عن “التلاميذ الـ11” بدليل أن النص قد فصل بينهم وبين الـ11 الذين قال اسمهم واحدا فواحدا في النص السابق، وبدليل أنهم حينما أرادوا أن يختاروا التلميذ الثاني عشر، اختاروا ممن تبعوا الرب يسوع، وكان من بين الحاضرين في العلية حيث يقول النص:

“فَيَنْبَغِي أَنَّ الرِّجَالَ الَّذِينَ اجْتَمَعُوا مَعَنَا كُلَّ الزَّمَانِ الَّذِي فِيهِ دَخَلَ إِلَيْنَا الرَّبُّ يَسُوعُ وَخَرَجَ، مُنْذُ مَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي ارْتَفَعَ فِيهِ عَنَّا، يَصِيرُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ شَاهِدًا مَعَنَا بِقِيَامَتِهِ». فَأَقَامُوا اثْنَيْنِ: يُوسُفَ الَّذِي يُدْعَى بَارْسَابَا الْمُلَقَّبَ يُوسْتُسَ، وَمَتِّيَاسَ.” (أع 1: 21-23).

فالروح القدس جعل رسل المسيح يكرزون من هذا اليوم في البشرية كلها وإلى أقصى الأرض، وذكرهم بكل شيء وعلمهم بكل شيء.

فكيف يسأل ميمو عن الوحي لكتبة الأناجيل وهم المسوقين بالروح القدس والذين حل عليهم الروح القدس لغرض البشارة؟ فالروح القدس الذي حل عليهم بغرض البشارة والكرازة لكل المسكونة جعلهم يطوفون الأرض يكرزون بالمسيح، سواء أكانت هذه الكرازة شفاهية أو مكتوبة (الأناجيل).

 

فما هو الوحي إلا أن يحل الروح القدس على الرسل لأجل الغرض الذي حدده لهم المسيح (يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم … اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس إلخ إلخ)؟

نحن لا نقدم دليلا أن الرسل كتبوا الأناجيل فقط بالوحي، بل أننا أثبتنا أن كرازة رسل المسيح كلهم كانت بالروح القدس (الوحي) سواء أكانت هذه البشارة كتابية أم شفاهية. ونحن هنا قدمنا شهادة عن حلول الروح القدس على الرسل أجمعين وليس عن التلاميذ الأحد عشر أو الاثني عشر فقط.

 

لكننا نقدم شهادة إضافية عن مرقس ولوقا الرسولين.

فمرقس الرسول إن قال المعترضون أن القديس مرقس لم يعاين الرب أي لم يكن من الرسل السبعين بل كان فقط مترجمًا/مفسرًا لبطرس الرسول الذي هو من التلاميذ الذين حل عليهم الروح القدس باتفاق حتى المخالفين، فتكون بشارته هي بشارة بطرس الرسول.

وإن قال المعترضون أن القديس مرقس من السبعين رسولا (وقد شهد بذلك العلامة أوريجينوس[1] والقديس أبيفانيوس[2]) وأنه قد تبع المسيح منذ البداية، فقد أثبتوا له أنه قد حل عليه الروح القدس، كما أنه كان يكرز مع رسل آخرين كما يشهد بهذا الكتاب المقدس لفترة طويلة، وقد كان بيته هو العلية التي كان بقية الرسل والتلاميذ يجتمعون فيها دائمًا.

 

وأما لوقا الرسول فهو بنفسه يقول أنه ينقل عن شهود العيان، أي التلاميذ الذين كانوا معاينين وخدامًا للكلمة منذ البداية، وبالطبع هؤلاء التلاميذ قد حل عليهم الروح القدس باتفاق المخالفين لنا في الايمان [“إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا، كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ، رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيق، أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ،” (لو 1: 1-3).]

إذن فلوقا الرسول قد تتبع كل شيء من الأول بتدقيق من الذين كانوا معاينين وخدام للكلمة منذ البدء، وكتب هذا التسليم الرسولي المتيقن عنده.

ومن هنا نكون قد أثبتنا أنهم يكتبون بالروح القدس ويبشرون بالروح القدس، وأن الرب يسوع بنفسه هو من دعاهم للبشارة باسمه في كل المسكونة لليهود والأمم، وأن الروح القدس الذي هو الله كان هو العامل فيهم، وبهذا نكون قد رددنا على السؤالين دفعة واحدة.

 

أما عن رسائل القديس بولس الرسول فلنرجع لقصة ظهور المسيح له ولنر هل يكتب بالروح القدس وبمعرفة شهود العيان أم لا، وهل الرب هو من دعاه للكتابة أم انه يبشر ويكتب من تلقاء نفسه.

نجد أن الرب بعدما ظهر لشاول (بولس الرسول فيما بعد) قد ظهر أيضًا لحنانيا الرسول في رؤيا، وأعلمه ما حدث مع شاول وأرشده أن يذهب إلى شاول وقال له الرب أن السبب هو: لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ (أعمال الرسل 9: 15) فهذه هي “الدعوة” وهذا هو “السبب” الذي دعاه الرب لأجل تحقيقه، فهل أرشد الرب حنانيا الرسول ليعطي الروح القدس لشاول لأجل هذا الغرض؟ نعم، حيث نقرأ:

“فَمَضَى حَنَانِيَّا وَدَخَلَ الْبَيْتَ وَوَضَعَ عَلَيْهِ يَدَيْهِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الأَخُ شَاوُلُ، قَدْ أَرْسَلَنِي الرَّبُّ يَسُوعُ الَّذِي ظَهَرَ لَكَ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ، لِكَيْ تُبْصِرَ وَتَمْتَلِئَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ».” (أع 9: 17).

إذن، فالدعوة هي أن يحمل اسم المسيح أمام الأمم والملوك وبني إسرائيل (البشارة) وهذا سيتم بالروح القدس الذي إمتلأ به.

ليس هذا وحسب، بل أن بولس الرسول التقى بالتلاميذ الذين حل عليهم الروح القدس قبله في يوم الخمسين، وجلس معهم وكرز معهم لوقت طويل، حيث يقول الكتاب:

“وَلَمَّا جَاءَ شَاوُلُ إِلَى أُورُشَلِيمَ حَاوَلَ أَنْ يَلْتَصِقَ بِالتَّلاَمِيذِ، وَكَانَ الْجَمِيعُ يَخَافُونَهُ غَيْرَ مُصَدِّقِينَ أَنَّهُ تِلْمِيذٌ. فَأَخَذَهُ بَرْنَابَا وَأَحْضَرَهُ إِلَى الرُّسُلِ، وَحَدَّثَهُمْ كَيْفَ أَبْصَرَ الرَّبَّ فِي الطَّرِيقِ وَأَنَّهُ كَلَّمَهُ، وَكَيْفَ جَاهَرَ فِي دِمَشْقَ بِاسْمِ يَسُوعَ. فَكَانَ مَعَهُمْ يَدْخُلُ وَيَخْرُجُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُجَاهِرُ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.” (أع 9: 26-28).

وعرض على التلاميذ البشارة التي كان يبشر بها فأعطوه يمين الشركة كشريك معهم في خدمة بشارة المسيح:

ثُمَّ بَعْدَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدْتُ أَيْضاً إِلَى أُورُشَلِيمَ مَعَ بَرْنَابَا، آخِذاً مَعِي تِيطُسَ أَيْضاً. (2) وَإِنَّمَا صَعِدْتُ بِمُوجَبِ إِعْلاَنٍ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمِ الإِنْجِيلَ الَّذِي أَكْرِزُ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، وَلَكِنْ بِالاِنْفِرَادِ عَلَى الْمُعْتَبَرِينَ، لِئَلاَّ أَكُونَ أَسْعَى أَوْ قَدْ سَعَيْتُ بَاطِلاً. (غلاطية 2 / 1-2)

 

وَأَمَّا الْمُعْتَبَرُونَ أَنَّهُمْ شَيْءٌ، مَهْمَا كَانُوا، لاَ فَرْقَ عِنْدِي: اللهُ لاَ يَأْخُذُ بِوَجْهِ إِنْسَانٍ – فَإِنَّ هَؤُلاَءِ الْمُعْتَبَرِينَ لَمْ يُشِيرُوا عَلَيَّ بِشَيْءٍ. (7) بَلْ بِالْعَكْسِ، إِذْ رَأَوْا أَنِّي اؤْتُمِنْتُ عَلَى إِنْجِيلِ الْغُرْلَةِ كَمَا بُطْرُسُ عَلَى إِنْجِيلِ الْخِتَانِ. (8) فَإِنَّ الَّذِي عَمِلَ فِي بُطْرُسَ لِرِسَالَةِ الْخِتَانِ عَمِلَ فِيَّ أَيْضاً لِلأُمَمِ. (9) فَإِذْ عَلِمَ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي يَعْقُوبُ وَصَفَا وَيُوحَنَّا، الْمُعْتَبَرُونَ أَنَّهُمْ أَعْمِدَةٌ، أَعْطَوْنِي وَبَرْنَابَا يَمِينَ الشَّرِكَةِ لِنَكُونَ نَحْنُ لِلأُمَمِ وَأَمَّا هُمْ فَلِلْخِتَانِ. (غلاطية 2 / 6-9)

 

ليس هذا وحسب، بل أن القديس بولس الرسول في قصة عليم الساحر الذي كان يقاوم الرب، يقول عنه (بولس) الكتاب أنه امتلأ من الروح القدس حتى قاوم عليم الساحر باسم الرب وأغلق عيناه:

وَأَمَّا شَاوُلُ، الَّذِي هُوَ بُولُسُ أَيْضًا، فَامْتَلأَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَشَخَصَ إِلَيْهِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الْمُمْتَلِئُ كُلَّ غِشٍّ وَكُلَّ خُبْثٍ! يَا ابْنَ إِبْلِيسَ! يَا عَدُوَّ كُلِّ بِرّ! أَلاَ تَزَالُ تُفْسِدُ سُبُلَ اللهِ الْمُسْتَقِيمَةَ؟ فَالآنَ هُوَذَا يَدُ الرَّبِّ عَلَيْكَ، فَتَكُونُ أَعْمَى لاَ تُبْصِرُ الشَّمْسَ إِلَى حِينٍ». فَفِي الْحَالِ سَقَطَ عَلَيْهِ ضَبَابٌ وَظُلْمَةٌ، فَجَعَلَ يَدُورُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَقُودُهُ بِيَدِهِ. فَالْوَالِي حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى مَا جَرَى، آمَنَ مُنْدَهِشًا مِنْ تَعْلِيمِ الرَّبِّ.” (أع 13: 9-12).

وليست هذه المعجزة الوحيدة التي فعلها الرسول بولس بل أن الكتاب يقول:

“فَأَقَامَا زَمَانًا طَوِيلًا يُجَاهِرَانِ بِالرَّبِّ الَّذِي كَانَ يَشْهَدُ لِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ، وَيُعْطِي أَنْ تُجْرَى آيَاتٌ وَعَجَائِبُ عَلَى أَيْدِيهِمَا. فَانْشَقَّ جُمْهُورُ الْمَدِينَةِ، فَكَانَ بَعْضُهُمْ مَعَ الْيَهُودِ، وَبَعْضُهُمْ مَعَ الرَّسُولَيْنِ.” (أع 14: 3-4).

 

فها هو الرسول بولس، يبشر بدعوة من المسيح نفسه، وحل عليه الروح القدس لأجل البشارة والكرازة، ويعمل الرب به المعجزات، وقد عرض إيمانه على التلاميذ والرسل الآخرين. فهل -بعد كل هذا- يمكن أن يقول قائل: أين قال كتبة العهد الجديد أنهم يكتبون بوحي وهم كل بشارتهم إنما كانت من الروح القدس؟

 

[1] De Reta in Deum Fide.

[2] Adv. Haer. 51:5.

هل العهد الجديد مكتوب بوحي؟ أين دعا الله إلى كتابته؟ (19)

Exit mobile version