دليل مثير للفضول عن الأسفار القانونية للعهد الجديد – الدكتور: مايكل كروجر – ترجمة: جون سند
دليل مثير للفضول عن الأسفار القانونية للعهد الجديد - الدكتور: مايكل كروجر - ترجمة: جون سند
دليل مثير للفضول عن الأسفار القانونية للعهد الجديد – الدكتور: مايكل كروجر – ترجمة: جون سند
مجلة canon fodder – مقال بتاريخ ١٢ ديسمبر ٢٠٢٢
بالرغم من أن معظم النقاشات عن نشأة الأسفار القانونية تركز على الفترة الآبائية (القرن الثاني الميلادي وما يليه)، إلا أن هناك الكثير من الذهب المتعلق بقانونية الأسفار، ذهباً لم يتم التنقيب عنه بعد بالرغم من وجوده داخل طيات صفحات العهد الجديد نفسه، ولكن للأسف فإنه في الغالب لا ينتبه له أحد.
هناك العديد من الأسباب المحتَمَلَة لهذا التغاضي، لكن لعل معظم الناس غالباً ما يفترضون أن فكرة قانونية الأسفار هي فكرة قد تطورت في وقت متأخر، ولهذا لم يظن أحد أن يجد أي شيء عنها موجوداً داخل أسفار العهد الجديد نفسها.
على خلاف حقيقة أن هذا الإتجاه يَفتَرِض مسبقاً نظرة عالمية لقانونية الأسفار برمتها والمعروفة باسم (نظرية العوامل الخارجية the extrinsic model))، إلا أنه يمنعنا من ملاحظة بعض الأدلة المثيرة.
إحدى النصوص الكتابية والتي أرى أنها تحوي عددا من الأدلة المثيرة للاهتمام هي نص الرسالة الثانية لأهل كورنثوس (3:14)، حيث يقول بولس “بَلْ أُغْلِظَتْ أَذْهَانُهُمْ، لأَنَّهُ حَتَّى الْيَوْمِ ذلِكَ الْبُرْقُعُ نَفْسُهُ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْعَهْدِ الْعَتِيقِ بَاق غَيْرُ مُنْكَشِفٍ”.
في أغلب الأحيان لا نلاحظ في تلك الفقرة أن مفهوم العهد لدى بولس هو شيء يتم قراءته، أو بمعنى آخر، فبالنسبة لبولس (وبالنسبة لمن يناشدهم كذلك) فالعهود هي وثائق مكتوبة.
إذا نظرنا إلى الخلفية اليهودية لبولس، فلن يدهشنا ذلك عندئذ، فالعهد ووثيقة العهد هما شيئين ذوي علاقة متماثلة، لدرجة أن كاتبي أسفار العهد القديم كانوا يذكرونهما كشيء متساوٍ، فالعهد بصورة ما هو وثيقة مكتوبة.
ومن الأمثلة:
“وَأَخَذَ كِتَابَ الْعَهْدِ وَقَرَأَ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ” الخروج 24:7.
“وَقَرَأَ فِي آذَانِهِمْ كُلَّ كَلاَمِ سِفْرِ الشَّرِيعَةِ” الملوك الثاني 23:2.
“وَأَخْبَرَكُمْ بِعَهْدِهِ الَّذِي أَمَرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِ، الْكَلِمَاتِ الْعَشَرِ، وَكَتَبَهُ عَلَى لَوْحَيْ حَجَرٍ” التثنية 4:13.
“فَكَتَبَ عَلَى اللَّوْحَيْنِ كَلِمَاتِ الْعَهْدِ” الخروج 34:28.
“حَسَبَ جَمِيعِ لَعَنَاتِ الْعَهْدِ الْمَكْتُوبَةِ فِي كِتَابِ الشَّرِيعَةِ هذَا.” التثنية 29:21.
تلك الفقرات تُظهِر أن العهود كانت تُعَرَّف كشيء مكتوب او مقروء (كانت لتوضع في كتاب)، ولنفس السبب كان يتم التحذير من تغيير كلمات العهد (تثنية 4:2)، وكان هناك اهتمام خاص بالمكان المناسب لحفظ العهد (خروج 25:16)
فإذا كان الأمر كذلك، فكيف لنا إذا أن نرى تصريح بولس في الرسالة الثانية لأهل كورنثوس 3: 6 حيث يعد نفسه مع رسل آخرين ” خدام عهدٍ جديدٍ” ؟، فحيث ننظر إلى ما قاله بولس نصاً في الرسالة الثانية لأهل كورنثوس 3:14 والذي قد ذكرناه مسبقاً، فسيكون من الطبيعي أن نرى أن بولس كان يشير إلى مجموعة من الوثائق المكتوبة والتي تشهد لقواعد ترتيب العهد في المسيح.
فكما يرى كارميجناك أنه ” عندما يستخدم بولس مصطلح العهد القديم، فهو (بولس) بالتأكيد يدرك وجود عهداً جديداً”، بل ويذهب كارميجناك لما هو أبعد من هذا ويقترح أن هذا العهد الجديد ربما احتوى عندئذ على عدد من الأسفار لكي يكون في سياق مع القديم.
يزداد احتمال أن بولس كان يرى أن العهد الجديد كان له وثائق مكتوبة ببساطة عندما نلاحظ أن بولس يعلن لنفسه ذلك السلطان الخاص بالعهد في رسالة مكتوبة لأهل كورنثوس، وقد لاحظ الدارسون كيف أن هذه الرسالة تُوظَّف “كقضية محاكَمَة بالعهد ” ضد أهل كورنثوس، لذلك لا يستطيع أحد أن يعد أهل كورونثوس مخطئين إذا رأوا تلك الرسالة وكأنها تحمل نوع من السلطان الذي يحمله العهد.
لهذا وذاك، فتلك الفقرة في الرسالة الثانية لأهل كورنثوس 3: 14تحتوي على عدد من الأدلة المثيرة للفضول عن المصادر لأسفار قانونية جديدة في الوحي الإلهي.