الولادة العذرية هل امر ضد المنطق؟ جيمي والاس – ترجمة: لينا عفيصة
الولادة العذرية هل امر ضد المنطق؟ جيمي والاس – ترجمة: لينا عفيصة
الولادة العذرية هل امر ضد المنطق؟ جيمي والاس – ترجمة: لينا عفيصة
أراد شخص في الماضي أن يشير إلى مدى “سخافة” المسيحية، مما دفعني لإجراء العديد من المحادثات حول المسيحية. يبدو أن قصة ولادة المسيح من عذراء تظهر دائمًا في المقدمة. بدت فكرة أن يسوع قد ولد من عذراء ساذجة للغاية بالنسبة لهم لدرجة أنها تجاوزت كل السذاجات؛ بالطبع، ولادة العذراء شيء موجود فقط في الأساطير والحكايات الخيالية، وهو شيء قد يؤمن به الأطفال، لكنه ليس شيئًا مفروضا على أي شخص بالغ وعاقل ان يتقبله او يؤمن به. مع ذلك، فإن فكرة ولادة يسوع من عذراء لا تزعجني كمسيحي، هناك مشاكل أكبر يجب أن نتعامل معها قبل أن نصل إلى ولادة يسوع.
ان أول ادعاء في الكتاب المقدس يتعلق بخلق الكون. أنه لم يكن هناك شيء، ثم خلق الله كل شيء من عدم. هذه المعجزة، (أن كل شيء في عالمنا العملاق خلق من عدم)، ليست فقط مشكلة يجب على المسيحي التعامل معها وحسب، بل هي مشكلة يجب على الجميع التعامل معها. تشير جميع الأدلة العلمية الحديثة إلى أنه في وقت ما في الماضي البعيد، كان للكون بداية. ويشير العلم نفسه إلى أن كل شيء نشأ من العدم. ومع ذلك، عمل العلماء جاهدين لإيجاد قانوناً طبيعياً أو آليةً ما لشرح كيف يمكن أن يحدث هذا. يبدو أن العالم الطبيعي لا يستطيع تقديم تفسير مقنع لكل شيء يأتي من العدم.
يصرح الكتاب المقدس أيضًا أن الله خلق كل الحياة، بما في ذلك البشر. تشير أدلتنا العلمية الحديثة إلى أنه في الماضي البعيد لم تكن هناك حياة في الكون، وأنه من اللا حياة هذه، ظهرت الحياة فجأة. ومع ذلك، يسعى العلماء لإيجاد تفسير طبيعي للحياة، ناهيك عن التنوع الهائل الذي نراه في العالم من حولنا وناهيك عن ظهور الوعي نفسه، الذي نكافح لشرح ما إذا لم يكن هناك وعي قبل وجود الوعي.
بينما يكافح العلماء للتعامل مع الحقائق العلمية التي لا تستطيع القوانين الطبيعية تفسيرها، فإننا نجد المسيحي لا يكترث بهذه الأفكار، لان ايمانه هو ان هذه كلها كانت أفعالًا خارقة للطبيعة من قبل الله. نستطيع القول ان المسيحي يقرأ في الكتاب المقدس العديد من المعجزات التي قام بها الرب الاله في العهد القديم، لذلك عندما يصلون إلى العهد الجديد ويقرؤون عن ولادة يسوع، تبدو الولادة العذرية شيئاً بسيطاً، ومعجزة بسيطة لا تقارن بالعمل الذي قام به الله بالفعل. كتكتيك خلال الجدل، فإن إثارة “سخافة” الولادة العذرية مع مسيحي أمر غير فعال. يؤمن المسيحيون كلهم بالمعجزات ويعرفون أن الله قد فعل أشياء أعظم من هذه بكثير. إن كان الله قد خلق كل شيء من العدم، فيمكنه بالتأكيد السماح لعذراء بالولادة.
لا تتعلق القضية هنا بمعجزة الولادة العذرية بقدر ما تتعلق بوجود المعجزات نفسها. إذا بدأت بالافتراض المسبق بأن المعجزات لا يمكن أن تحدث، فإن أي معجزة، كبيرة كانت أم صغيرة، ستكون سخيفة وتشكل عائقًا رئيسيًا أمام الإيمان. لذلك نرى ان المسيحي لا يبدأ بأي افتراض مسبق من هذا القبيل. في الواقع، يجب أن يكون الموقف المسيحي المتعلق بالمعجزات هو أن المعجزات قد تحدث، ولكن يجب تقييم كل حدث على أساس مزاياه لتحديد ما إذا كان طبيعيًا أم خارقاً للطبيعة. يمكن تفسير شروق الشمس كل صباح من خلال العمليات الطبيعية، لذلك يمكن للمسيحي أن يكتفي بالاعتقاد بأن شروق الشمس ليس معجزة.
مع ذلك، فإن وجود الشمس (وبقية الكون حولها) عندما لم يكن هناك شيء سابقًا لا يمكن تفسيره بوسائل طبيعية، ولذلك من المعقول أن يؤمن المسيحي بأن الوجود له تفسير خارق للطبيعة (وبالتالي هو معجزة). المسيحي في هذه الحالة لديه الموقف الأكثر منطقية، الذي يسمح له باتباع الأدلة إلى حيث تؤدي. البدء بالاستنتاج المسبق (أن المعجزات لا يمكن أن تحدث)، يمنعك من اتباع الأدلة إلى حيث تؤدي إذا كانت الأدلة تشير إلى اتجاه كنت قد قررت بالفعل عدم الذهاب إليه.
https://coldcasechristianity.com/writings/what-is-the-deal-with-the-virgin-birth/