اجلس عن يميني – دفع إليّ كل سلطان – تخاريف معاذ عليان (16)
مجرد ثواني قليلة، مع تخاريف كثيرة من معاذ توضح بجلاء مستوى المتخصصين المسلمين الذين يتصدرون المشهد، فكيف وما سيكون حال الأتباع العوام؟!!
أولا: نحن لا نقول إن أقنوم الكلمة دُفع إليه كإله أي كلاهوت. وهذا لا يمكن أصلا، وغير منطقي، ومجرد أن تقول هذا فهذا يعني أنك مغيب. لأن اللاهوت غير مختلف وغير منفصل بين الآب والإبن، فلكي يكون هناك دافع ومدفوع إليه، لابد من وجود لاهوتان منفصلان لكي يكون هناك فاعل ومفعول به، وهذا لا يقول به أحد من المسيحيين، فدل هذا على منتهى الجهل والعمى لك.
ثانيا: النص الذي يقول فيه المسيح “أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيء” (يوحنا 5: 30) المقصود به أنه ليس منفصلا عن الآب لكي يكون له أفعال يفعلها “من نفسه” فالمسيح لم يقل “أنا لا أقدر أنا أفعل شيء” بل “من نفسي شيء” والاختلاف كبير جدا، فلكي يفعل المسيح شيء من نفسه، لابد ان يكون منفصلا عن الآب بحسب اللاهوت، وهذا بالطبع غير حاصل أصلا وبالتالي فكلام المسيح يؤكد على الوحدانية بين الإبن والآب.
ثالثا: كدليل على صحة فهمنا للنص، وخطأ فهمك للنص، بل كدليل أن قدرة المسيح هي ذاتها قدرة الآب تمامًا بلا أي فرق، فالمسيح قد ذكر نصا في نفس الأصحاح، بل وقبل النص 30 الذي تستشهد به وهو النص 19، حيث قال “”فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ.” (يو 5: 19)” فلكي لا يفهم أصحاب العقول المعدومة مثل ما فهمه هذا الشاب الأرعن -للأسف- قال المسيح عبارته التي تتهربون منها مثل الفئران حيث قال “لأن مهما عمل ذاك (الآب) فهذا يعمله الابن كذلك” فأي شيء يستطيع الآب عمله، يستطيع الابن عمله، وفقا لهذا النص الحرفي الصريح المباشر! فكيف يكون الآب يدفع للابن السلطان، والابن يستطيع عمل كل شيء يعمله الاب؟
رابعا: المسيح قيل عنه أنه فيه “يحل كل ملء اللاهوت جسديا” (كو 2: 9)، ونسأل: أولا: بما إن المسيح يحل فيه كل ملء اللاهوت، فهل هذا -بحسب فهمك الكوميدي- يعني أن الآب ليس له لاهوت (طالما “كل ملء اللاهوت” في المسيح)؟ أما ثانيا: فإن كان المسيح له كل ملء اللاهوت، فكيف سيدفع له الآب سلطانا بمعنى أنه كان ضعيف وعاجز كما تفهم أنت؟ وكيف سيقول المسيح أنه لا يقدر أن يفعل من نفسه شيء بحسب المعنى الذي تفهمه أنت (أنه ضعيف وعاجز)؟
خامسًا: أجبني بربك ودينك: ما هو الجزء الموجود في جسدك الذي استخدمته لتفسير عبارة “اجلس عن يميني” أنها تعني أن الآب يعرف أن الابن خاضع له ولا يقدر أن يفعل شيء؟ حقًا أريد أن أعرف، هل هو المخ أم جزء آخر؟ من قال أن عبارة “اجلس عن يميني” تعني أن الابن لا يقدر أن يفعل شيء أو أنه خاضع؟ كيف استخرجت هذا المعنى من هذه العبارة؟ ينبغي أن تستخدم أجزاء جسدك بشكل صحيح، فالجزء المسئول عن التفسير والمنطق موجود في المخ يا عزيزي وليس في منطقة أخرى في جسدك. هذا إن لم تكن تعلم هذا.
سادسًا: الجلوس على اليمين، تعبير يدل على القوة، واليمين دائمًا تُستخدم بهذا المعنى، والرب يسوع عندما تجسد قد أخلى نفسه وأخذ صورة عبد. لكن من قال إن بما أن الآب سيضع أعداء الابن تحت قدميه أن الابن لا يستطيع عمل هذا؟ لنطرح مثال جدلي لبيان هشاشة فكر معاذ: هل -جدلا- عندما يقوم أحد مساعدي الملك (مثال غير مطابق لبيان هشاشة فكرة معاذ) بقيادة جيش وهزيمة أعداء الملك، فهل يكون الملك أضعف من مساعده؟ هل يكون المساعد أعلى مرتبة من الملك نفسه؟! من أين لك هذا الفكر الغريب الكوميدي؟
سابعا: بنفس أسلوب فهمك للنص (والذي لازلت أبحث عن الجزء الذي استخدمته لهذا الفهم) فالمسيح قال للآب: “وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ، لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ، وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ».” (يو 17: 26)، فهل لأن المسيح قد عرّف الناس اسم الآب، فالآب لا يقدر أن يُعرف للناس اسمه بنفسه لأنه ضعيف؟ هذا هو مستوى معاذ الفكري (مع الاعتذار للفكر)، ونستطيع أن نكرر نفس هذه الأمثلة في الرد على الفكرة الجهولية التي قالها معاذ!
ثامنا: بعدما أوضحنا جهل معاذ في نقطة الدافع والمدفوع إليه، وأوضحنا نقطة “قال الرب لربي”، نحن نعبد الجوهر الواحد الذي هو الإله الواحد والوحيد، وهذا الإله في طبيعته الواحدة، نعرفه بالدخول إلى تلك الطبيعة الواحدة له (بحسب اعلاناته) فنجد أنه ثالوث متحد في جوهر واحد. ولا يمكن أن يكون الآب آبا إلا وهناك ابن، فكيف نعبد الآب دون الابن وهما متحدان في جوهر واحد؟ (أنا والآب واحد) (يوحنا 10: 30)