Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

الرب يغفر من السماء في العهد القديم، فما حاجة الفداء؟ (7)

الرب يغفر من السماء في العهد القديم، فما حاجة الفداء؟ (7)

يستمر ميمو في إفشاء جهله بالعقيدة المسيحية ويعرض لنا نصا يقول فيه أن الرب الإله يغفر من السماء! فما الحاجة للتجسد؟

ويظن ميمو أن المسيحيين طوال 21 قرنا من الزمان لا يعرفون أن الرب في العهد القديم يغفر من السماء! فهو يحسب أنه قد اكتشف اكتشافا لم يسبقه أحد إليه!

وللشفقة عليه نكرر، نحن نعرف أن الرب دوما يغفر من السماء، فهذا ليس بجديد، لكن من الذي قال إن مشكلة السقوط كانت خطية آدم ليكون الحل لها هو مجرد الغفران؟ لم تكن المشكلة هي مجرد غفران الخطية وحدها، بل التأثير الذي أحدثته الخطية في طبيعة الجنس البشري منذ هذه الخطية. فعندما أخطأ أبوينا، فسد الجنس البشري وفسدت طبيعته ومات الانسان داخليا.

الأمر أشبه بدخول فيروس إلى جسم إنسان، فهل يكون الحل لهذا الفيروس أن يمتنع الانسان عن مصدر الفيروس أو ألا يأكل الطعام الذي جاء الفيروس عن طريقه؟ بالطبع هذا جيد، لكن ليس كافٍ، فالفيروس قد دخل إلى جسد الإنسان وانتهى الأمر، وأصبح الانسان في عِداد الموتى وبدأ طريق الموت الجسدي. لذا، ماذا سيكون الحل لهذه الحالة؟ الحل هو إدخال لقاح لهذا الفيروس خصيصا إلى داخل جسد الانسان لكي يوقف عمل هذا الفيروس ويعيد للإنسان حياته ويوقف طريق الانسان نحو الموت.

هكذا فعل الرب يسوع المسيح، وهذه هي قيمة تجسد الله، فالله كلاهوت هو الحياة وهو مصدر حياة ووجود كل ما سواه، فعن طريق اتحاد هذا المحيي والحياة ذا الطبيعة اللاهوتية بجسدنا المائت، فقد أحيا جسدا المائت في طبيعته، ولهذا نقول عنه دوما “هو أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له” فالرب يسوع قد أخذ طبيعتنا المائتة وأحياها وأحيانا معها، وأعطانا الحياة باتحاده بالطبيعة البشرية التي كانت مائتة. فعندما نعرف ما هي المشكلة التي حلت بطبيعة الإنسان، سنعرف كيف يكون الحل الذي اختاره الله.

 

العقيدة المسيحية:

دعونا نعرف ماذا قال الكتاب عن المشكلة الحقيقية:

“مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. فَإِنَّهُ حَتَّى النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّ الْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ. لكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى، وَذلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ، الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي. وَلكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هكَذَا أَيْضًا الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا نِعْمَةُ اللهِ، وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ! وَلَيْسَ كَمَا بِوَاحِدٍ قَدْ أَخْطَأَ هكَذَا الْعَطِيَّةُ. لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ، وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ، سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ! فَإِذًا كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ، هكَذَا بِبِرّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً، هكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا. وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدًّا. حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ، هكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ، لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.” (رو 5: 12-19).

ومن هنا نعرف أن المشكلة الحقيقية الأكبر كانت هي وراثة الموت عن طريق فساد الطبيعة وليس مجرد خطية.

 

العقيدة الإسلامية:

للأسف، فمحمود ليس فقط جاهلا بالعقيدة المسيحية، بل بعقيدته الإسلامية أيضا، ونحن نسأل: إن كان في دينك أن الله تاب على آدم، فلماذا لم يرجع آدم إلى الجنة التي هبط هو وحواء منها؟

ألست أنت الذي تقول إن الله يغفر وينتهي الأمر؟ حسنا، فقد غفر الله لآدم وحواء، فلماذا لم يرجعهم أو بالأحرى لماذا لم يتركهما في الجنة مادام قد غفر لهما؟ ألا تلاحظ أنه حتى في دينك فالله لم يرجعهم إلى جنته رغم غفرانه لهما؟ هل لم يقرأ هذا المسلم هذه الأحاديث الصحيحة في دينه:

 

4738 – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” حَاجَّ مُوسَى آدَمَ، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ الَّذِي أَخْرَجْتَ النَّاسَ مِنَ الجَنَّةِ بِذَنْبِكَ وَأَشْقَيْتَهُمْ، قَالَ: قَالَ آدَمُ: يَا مُوسَى، أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلاَمِهِ، أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي – أَوْ قَدَّرَهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي – ” قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى»

5209 – لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة ثم جعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصا من نور ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك فرأى رجلا منهم أعجبه نور ما بين عينيه فقال: أي رب من هذا؟ قال: رجل من ذريتك في آخر الأمم يقال له داود قال: أي رب كم عمره؟ قال ستون سنة قال: فزده من عمري أربعين سنة: قال: إذن يكتب ويختم ولا يبدل فلما انقضى عمر آدم جاء ملك الموت فقال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته وخطئ آدم فخطئت ذريته. (صحيح الجامع، للألباني)

 

كل هذه الأحاديث هي أحاديث صحيحة، يؤمن المسلم أنها وحي من عند الله، فماذا قرأتم في هذا الوحي؟ قرأتم قول موسى النبي لآدم النبي (حسب الإسلام) [أَنْتَ الَّذِي أَخْرَجْتَ النَّاسَ مِنَ الجَنَّةِ بِذَنْبِكَ وَأَشْقَيْتَهُمْ] وقرأتم [فجحد فجحدت ذريته ونسي فنسيت ذريته]؟

 

إذن، من المفترض ان يؤمن المسلم أن آدم هو المسئول عن إخراج الناس من الجنة بخطيئته الأولى، فهل كان الناس في الجنة حين أخطأ آدم؟ وما ذنب الناس في خطية آدم؟ وما ذنب الناس أن يخرجوا من الجنة بذنب آدم الذي لم يقترفوه؟ الغريب أن النص الآخر يربط بين جحود آدم وجحود ذريته، ونسيان آدم ونسيان ذريته، فما علاقة آدم بذريته، ألا تقولوا في الإسلام “ولا تزر وازرة وزر أخرى” [الأنعام: 164]؟ فلماذا أخرجتنا خطيئة النبي آدم حسبما قال النبي موسى؟

هل يجرؤ أن يجيبنا؟ وهنا نسأله: لماذا جحد أبناء آدم بجحود ونسيان آدم؟

الرب يغفر من السماء في العهد القديم، فما حاجة الفداء؟ (7)

الرب يغفر من السماء في العهد القديم، فما حاجة الفداء؟ (7)
Exit mobile version