Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج5 – فيليب كامل

نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج5 – فيليب كامل

نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج5 – فيليب كامل

 

الجزء الأول: نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج1 – فيليب كامل

الجزء الثاني: نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج2 – فيليب كامل

الجزء الثالث: نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج3 – فيليب كامل

الجزء الرابع: نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج4 – فيليب كامل

الجزء السادس: نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج6 – فيليب كامل

الجزء السابع: نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج7 – فيليب كامل

الجزء الثامن: نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج8 – فيليب كامل

 

فقدان الوعى:

“ وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ.” (تك ٩:٢١).

فقدان التمييز والإدراك:

“ وَلَكِنَّ هَؤُلاء أَيْضاً ضَلُّوا بِالْخَمْر وتَاهُوا بِالْمُسْكر.الْكَاهِنُ وَالنَّبِيُّ تَرَنَّحَا بِالْمُسْكِرِ ابْتَلَعَتْهُمَا الْخَمْرُ. تَاهَا مِنَ الْمُسْكِرِ. ضَلَّا فِي الرُّؤْيَا.قَلقَا فِي الْقَضَاءِ.” (إش ۷:۲۸).

* كما أن العهد الجديد ينهي عن السكر بالخمر، ويجمع بين السكيرين وأشر الخطاة: – “ حَسَنٌ أَنْ لاَ تَأْكُلَ لَحْماً وَلاَ تَشْرَبَ خَمْراً وَلَا شَيْئًا يَصْطَدِمُ بِهِ أَخُوكَ أو يَعْثُرُ يَضْعُفُ.»(( رو ٢١:١٤).

“ وَأَمَّا الآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُو أَحَاً زَانِياً أَوْ طَمَّاعاً أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتّاماً أَوْ سَكِّيراً أَوْ خَاطفاً أَنْ لَا تُخَالِطُوا وَلَا تُوَاكِلُوا مِثْلَ هَذَا.»(١كو ١١:٥).

أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لَا يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللَّهِ؟ لَا تَضِلُّوا! لا زُنَاةٌ وَلَا عَبَدَةً أَوْثَانٍ وَلَا فَاسِقُونَ وَلَا مَأْبُونُونَ وَلَا مُضَاجِعُو ذُكُور.وَلاَ سَارِقُونَ ولاَ طَمَّاعُونَ ولا سِكِّيرُونَ وَلَا شَتَّامُونَ وَلَا خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللَّهِ.»(١کو ١٠،٩:٦).

راجع أيضاً: غل ٢١:٥ / أف ١٨:٥ / ١بط ٣:٤}.

فواضح جداً إذاً أن الكتاب المقدس بعهديه يحرم تماماً شـــرب المسكر.

ثالثاً: هناك ثلاث كلمات تُستخدم في الكتاب المقدس للتفريق بين عصير العنب الطازج، وبين الخمور أو المُسكر الذي يُذهب بالعقل، ولكن في كثير من الأحيان ترجمة الكلمات للغة العربية لا تفرق في المعاني، فالكلمة قد تترجم خمراً أو مُسكر ولا تُعطى المعنى العميق لها أو المساوى له الذي تتكلم عنه الكلمة في أصلها العبري أو اليوناني.

والنبيذ هو عصير العنب الطازج، وهو كما جاء في معجم لسان العرب: “ كل ما يُنتبذ في الماء أو اللبن أو غيرها، فهو نبيذ. والنبيذ: الطرح، وهو ما لم يُسكر حلال، فإذا أسكر حُرم،

الكلمة الثانية: في العبرية מיץ עגבים Tiyrowsh –

وتُترجم: عصير العنب الطازج غير المختمر.

Fresh Grape Juice – New Wine

الكلمة الثالثة: في العبرية שכר – Chomets

وتُترجم: خل – مسكر – Vinegar

وهو شراب الخمر المُعتق أو الثقيل، والذي يؤدى لغيبوبة العقل. وقد يكون ليس من العنب فقط، ولكنه قد يكون أيضاً من نقيع التمر؛ كما جاء في المعجم الوجيز.

وكان النذير في العهد القديم، لا يشرب الخمر في حلاله، ولا المسكر في حرامه.

ونجد المعني واضحاً جلياً عندما ظن عالي الكاهن أن حنة أم صموئيل النبي أنها سكري، لأنها كانت تصلي ببكاء بصوت غير مسموع فقالت له: «لَا يَا سَيِّدِي إِنِّي امرأة حَزِينَةُ الرُّوحِ وَلَمْ أَشْرَبْ خَمْرًا وَلا مُسْكراً، بَلْ أَسْكُبُ نَفْسِي أمَامَ الرَّبِّ» (اصم ١٥:١)، وهنا

نجد التفريق بين الخمر والمسكر واضحاً.

ويتبقى السؤال: إذاً، ما هو المفهوم الكتابي الذي يقصده سفر النشيد في استخدامه لكلمة الخمر أو اسكروا هنا؟!

۱ – الخمر كما جاء هنا في الآية

“ בְּ אתי לגני אהתי כלה אריתי מורי עם בשמי אכלתי יערי עם-דבשי       עם־בְּשָׂמִי אָכַ לְתִּי יַעֲרִי עִם־דְּבָשִׁי שֶׁת יתי ייני עם חלבי אכל וּ רע ים 0771121: 0 [ عصير العنب الطازج- “ “ – yayin ]” رمز لفرح القلب: “ وَخَمْر تُفَرِّحُ قَلْبَ الإِنْسَانِ” (مز ١٥:١٠٤)

. والمعنى بالطبع رمزى إشارة لفرح القلب؛ كما يقول زكريا النبي “ ويَفْرَحُ قَلْبُهُمْ كَأَنَّهُ بِالْخَمْر {لاحظ التشبيه هنا: كأَنهُ، وَيَنْظُرُ بَنُوهُمْ فَيَفْرَحُونَ وَيَبْتَهِجُ قَلْبُهُمْ بِالرَّبِّ» (زك ٧:١٠)..

إنها كشراب منعش بعد إنهاك العمل، أو رائحة الزهور العطرة التي تبهج النفس.

وكان يبوس الكرمة وشجر الرمان يرمز في الكتاب المقدس ليبوسة البهجة والفرح عند بني البشر نتيجة لشرورهم وابتعادهم عن الرب المفرح لقلوبهم؛ كما يقول في سفر يوئيل «الْجَفْنَةُ يَبسَتْ، وَالتِّينَةُ ذَبُلَتْ.اَلرُّمَّانَةُ وَالنَّخْلَةُ وَالتَّفَّاحَةُ كُلُّ أَشْجَارِ الْحَقْلِ يَبِسَتْ إِنَّهُ قَدْ يَبِسَتِ الْبَهْجَةُ مِنْ بَني الْبَشَر»(يؤ ١٢:١). ولذلك فبتوبة الإنسان فإن الرب يُعيد له فرحه، كما تعود الكرمة للإثمار مرة أخرى كما يقول أيضاً يوئيل: «فيَغارُ الرَّبُّ لأرضِهِ ويَرِقُ لشعبه ويُجيبُ الرَّبُّ ويقولُ لشَعبِهِ: هأَنَذَا مُرْسَلٌ لَكُمْ قَمْحًا ومسْطَارًا

[المسطار מיץ ענבים – Tiyroash – هو: عصير العنب الطازج] وَزَيَّتًا لتَشْبَعُوا مِنْهَا، وَلَا أَجْعَلُكُمْ أَيْضًا عَارًا بَيْنَ الْأُمَمِ الأمم” (يؤ ۱۹،۱۸:۲)

ببساطة: كما أن عصير العنب الطازج الغير المُسكر يُعطى كمشروب بعض السرور والإنتعاش الجسدي وليس الترنح، فالسرور الذي يعطيه الرب في قلب الإنسان كرمز لمحبته الفائقة يُبهج قلبه وروحه جدا، ولكن بالطبع السرور الذي يسكبه الرب في قلوبنا يفوق بما لا يُقاس ولا يُقارن ما يُعطيه عصير العنب الطازج الغير مسكر من إنتعاش جسدى مؤقت؛ كما يقول الكتاب: “ جَعَلْتَ سُرُوراً فِي قَلْبِي أَعْظَمَ مِنْ سُرُورِهِمْ إِذْ كَثُرَتْ حنْطَتُهُمْ وَخَمْرُهُمْ” (من٧:٤).

۲ – ومن ناحية أخرى نفهم أيضاً المعنى الرمزي لتقديم العروس الخمر للعريس (نش (۲:۸) فالمعنى هنا أيضاً رمزى، ويشير إلى فرح الرب نفسه بعروسه [ النفس البشرية أو الكنيسة ككل ] الملتصقة به والغير خائنة؛ كما يقول سفر القضاة: “ فَقَالَتْ لَهَا الْكَرْمَةُ: أَأَتْرُكُ مسْطَاري [ الخمر الجيدة الغير مُخمرة Tiyrowsh – Day Pre] الَّذِي يُفَرِّحُ الله وَالنَّاسَ” (قض ١٣:٩).

حيث كان يُوضع حوالي لتر من الخمر الجيد الغير مختمر على الذبيحة اليومية (خر (٣٨:٢٩ – ٤٠)، وعندما تُحرق الذبيحة مع الموضوع عليها؛ فإنه تصعد منها: “ رائحة سرور، وقودٌ الخمر للرَّبِّ” ) خر ٤١:٢٩).

٣ – من جهة ثالثة فالخمر هنا في سفر النشيد ترمز وتُشير للنمو، وذلك كما تقول كلمة الرب: “ مَا أَجْوَدَهُ وَمَا أَجْمَلَهُ الْحِنْطَةُ تُنْمِي الْفِتْيَانَ، وَالْمُسْطَارِ الْعَذَارَى [ المسطار 2 Tiyrowsh Day يعني: الخمر الجيد الغير مختمر ]” ) زك ۱۷:٩).

وهذ هو ما فهمته عروس النشيد عندما غنت في محبتها للعريس وتذوقت محبته الفائقة، ففهمت أن محبته لها وما فعله من أجلها ليس المقصود به أن تكتفي به لنفسها فقط، ولكنها فهمت أنه مطلوب منها أن توصل هذا الحب إلى الآخرين، لذلك نجدها تقول لأصحابها: “ كُلُوا أَيُّهَا الأَصْحَابُ اشْرَبُوا وَاسْكَرُوا أَيُّهَا الْأَحبَّاءُ” (نش (١:٥).

وكأنها تدعو الآخرين للنمو في محبة الرب، فنجدها تجرى في هذا النمو الروحى وتأخذ الآخرين معها في هذا الجرى والنمو، فتصرخ بشوق نحو عريسها: “ أُجْذُبْنِي وَرَاءَكَ فَنَجْرِيَ” (نش ٤:١).

ونجد هذا المفهوم الرمزي الروحي للحب الإلهي لدي المتصوفة الإسلامية رابعة العدوية، فيكتب د. عبد الرحمن بدوي، في كتابه “ رابعة العدوية – شهيدة العشق الإلهي “ ،

عن سكرها من كأس خمر الحب الإلهي

كأسي وخمري والنديم ثلاثة وأنا المشوقة في المحبة رابعة

كأس المسرة والنعيم يُديرها

ساقي المدام على المدي متتابعة

فإذا نظرتُ فلا أُري إلا له وإِذا حَضَرْتُ فلا أُرِي إِلَّا مَعَهُ

* وأيضاً في كتاب “ رابعة العدوية في محراب الحب الإلهي، للأستاذ مأمون غريب “ ؛ يقول: إن رابعة العدوية كانت تريد أن تشرب وتشرب من هذه الكأس الربانية، هذه الكأس التي يصعب وصفها، بل إن عمر بن الفارض كان وصفهُ رغم ما فيه من رقة المشاعر، يبدو غامضاً، تشعر ما فيه من جمال وجلال دون أن تفهمه فهماً حرفياً، إنك تستشعر عمق هذا الحب الله، وإن صعب شرحه.. يقول عمر بن الفارض، واصفاً النشوة، أو هذه الخمرة الإلهية:

يقولون لي صفها فأنت بوصفها خبير أجل عندي بأوصافها علم صفاء ولا ماء، ولطف ولا هوي ونور ولا نار، وروح ولا جسم

٤ – نقطة هامة جداً، وهي أن عروس النشيد تصف نوعية هذا الخمر؛ فتقول: “ وَأَقُودُكَ وَأَدْخُلُ بِكَ بَيْتَ أُمِّي وَهِيَ تُعَلِّمُنِي فَأَسْقِيكَ مِنَ الْخَمْرِ الْمَمْزُوجَةِ مِنْ سُلَافِ رُمَّانِي” (نش ۲:۸).

والآية كما جاءت في العبرية

אֶנְהָגָךָ אֲבִיאֲךָ אֶל־בֵּית אִמִּי תְּלַמְדָ נִי אַשְׁקְךָ מִי יִן הָרָ קַח מֵעֲסִיס

I would cause thee to drink of spiced wine of the juice of my pomegranate

حيث جاءت “ الْخَمْرِ الْمَمْزُوجَة {מיין عصير العنب الطازج – نبيذ – خمر Wine” .

والنبيذ كما جاء في معجم لسان العرب: “ النبيذ الطرح، وهو ما لم يسكر حلال، فإذا أسكر حُرم” .

أما “ سُلاف رُمَّاني {מעסים רמני – عصير الرمان {the juice of my pomegranate

والسلاف كما جاء في المعجم الوجيز؛ هو: “ أفضل الخمر وأخلصها، أى أصفاه وأنقاه من أي شوائب “ .

والرمان، هو فاكهة خريفية وتعتبر من الرموز الشائعة في الحضارة الإسرائيلية بكونها احدى الفواكة السبع التي يحضرها الإسرائيليون إلى بيت المقدس في أورشليم العاصمة خلال عيد الأسابيع.

وهو يرمز إلى النعمة والبركة والوفرة والجمال والحكمة، حيث كان من بركات الرب لشعب إسرائيل: “ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكَ آت بَكَ إِلَى أَرْضِ جَيِّدَةٍ أَرْضِ أَنْهَارٍ مِنْ عُيُونٍ وَغِمَارٍ تَنْبَعُ فِي البِقَاعِ وَالجِبَالِ. أَرْضِ حِنْطَةٍ وَشَعِيرٍ وَكَرْمٍ وَتِينٍ وَرُمَّانٍ.أَرْضِ زَيْتُونِ زَيْتِ وَعَسَلِ” (تث ۸،۷:۸)

* وقد جاء على صفحة “ الشبكة الوطنية الكويتية “ هذا الخبر: بفضل الله تعالي تم فسح أول منتج من نوعه في الخليج العربي بل في الشرق الاوسط برمته.

نجحت شركة سمتري العربية في استيراد وفسح والحصول على وكالة المنتج المصنف عالمياً بأقوى منتج غذائي ذو قيمة صحية عالية.

نعم هو النبيذ الأحمر المستخلص من العنب الأحمر الفرنسي الذي حير

الكثير من الاطباء والباحثين وخبراء التغذية.حيث انهم لاحظوا أن من يعتاد شرب الخمر الأحمر والذي يأتي من فرنسا على وجه التحديد، لا يعاني من كثير من أمراض العصر مثل إرتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى السكر، وأن مستويات المناعة ممتازة جدا لديهم.

بعد عمل الدراسات والأبحاث تم إكتشاف سر الصحة والفائدة، وهي مادة تُوجد في قشر وبذور العنب الأحمر الفرنـسي تُسمى رسيفراتورال resveratrol… ليجدوا أن هذه المادة تشابه في خواصها المضادات الحيوية في كثير من النواحي.

ولأن كثير من الناس حول العالم لا يحبذون شرب الكحول لما لها من أضرار على المدى البعيد والقريب قررت شركة سمتري الأمريكية إنتاج هذا المنتج ذو المذاق العالي الفاخر.. شراب جنسیس Genesis

ومن أهم مكونات هذا المشروب:

العنب الأحمر بالقشر والبذور

الرمان بالقشر والبذور

ه – كلمة “ اسكروا” المذكورة في هذه الآية، تأتي في العبرية רשכרו shakar وتعني: اشربوا كثيرا drink abundantly.

* وإن جاء في كتابك أخي الناقد، ما يشرح هذا المعني، كما جاء في سورة النحل: “ وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ “ (٦٧).

وبحسب ما جاء في كتاب الوسيط – لطنطاوي: “ الرزق الحسن، فالمراد به ما كان حلالاً من ثمرات النخيل والأعناب كالتمر والزبيب وغير ذلك مما أحله الله – تعالى – من ثمارها وعلى هذا المعنى سار جمهور العلماء من السلف والخلف “ .

وأعتقد أن هذا المفهوم متقارب مع ما سبق وتم شرحه عن الفرق بين الخمر والمسكر.

وكما سَبَقَ وقلنا، أن النبيذ هو عصير العنب الطازج، وهو كما جاء في معجم لسان العرب: “ كل ما يُنتبذ في الماء أو اللبن أو غيرها، فهو نبيذ والنبيذ الطرح، وهو ما لم يُسكر حلال، فإذا أسكر حُرم “ . وأيضاً ما جاء لديك أخي الناقد؛ في سورة محمد: “ مَّثَلُ الْجَنَّة التي وُعْدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْر آسن وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَن لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفي “ (١٥).

وبالطبع ليس لي أن أتدخل في شرحك عن مفهومك للجنة، حتى لو كان مختلفاً معي في مفهومي للسماء والحياة الأبدية، فهذا دينك وعقيدتك أخي الناقد، ولكني فقط أبيّن أن وجود لفظ “ خمر “ لا يعني السكر، والعربدة، ولا يعني أن أقول كما تقول أنت كيف يكون كتاب الله ويأتي فيه ذكر للخمر؟!

لكن، يعود الناقد لسفر النشيد ويُرد صورة لإحدي العبادات القديمة وفيها منظر لرجل وامرأة، يصفهما بأنهما في مجلس حميم، يشربان الخمر ويمامة رسول حب بينهما وراء هما كاروبان جاثمان يحميانهما، وفوقهما أسد يُطارد غزالة أو غزالاً، طابع المشهد غزلي مثير.

 

نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج5 – فيليب كامل

 

أدخلني بيت الخمر (نش ٤/٢).

رجل وامرأة في مجلس حميم يشربان النخب ويمامة رسول حب بيها.وراء هما كاروبان جانمان يحميانها، وفوقها أسد يطارد غزالة أو عزالاً، طابع المشهد غزلي مثير. (ختم آرامي قديم حوالي ١٧٥٠

ق. م.).

أولاً: الأسود المجنحة التي في الصورة ليست رسماً للكاروبيم، فهما للأسد الأشوري المجنح The winged lion، وهو كان يرمز للقوة، ويعود تاريخه للقرن السابع قبل الميلاد وليس كما هو مكتوب ۱۷۵۰ ق.م.

كما أنه لا يُوجد أي ذكر لأسد مجنّح أو لكاروبيم في سفر النشيد!

الأسد المجنح رمز القوة – قصر الملك

ثانياً: لا يُوجد أي ذكر في سفر النشيد عن أسد يطارد غزال، ولا يُوجد من الأساس ذكر الأسد في السفر.

نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج5 – فيليب كامل

ثالثاً: لا يُوجد في سفر النشيد على الإطلاق أن هناك حمامة تصب الخمر في الكأس.

 

الإعتراض الثاني:

“ حبيبي مَدَّ يَدَهُ مِنَ الْكُوَّةِ فَأَنَّتْ عَلَيْهِ أَحْشَائي” (نش ٤:٥).

يقول الناقد، بحسب فكره الغير نقي؛ أن كلمة “ الْكُوَّةِ” هنا تعني العضو التناسلي للمرأة، وكيف يقول هذا في كتاب الله؟!

وأقول للناقد:

أولاً: لا أعرف بالضبط من أين أتيت بهذا التفسير الغريب؟! فالكلمة في العبرية החר وتنطق khore
وتعني: شراعة – كوة the hole

والكُوة كما جاءت في معجم المعاني الجامع: خَرْقٌ فِي الجدار، تَلْمَةٌ، فَتْحَةٌ، نافذة للتهوية والإضاءة ونحوهما.

وفي المعجم الغني كُوَّةٌ، جمع كوَاءٌ: يُطِلُّ مِنْ كُوَّة خَلْفَ الجِدَارِ خَرْقٌ فِيهِ ثَلْمَةٌ – فَتْحَةٌ.

وفي معجم المعاني الجامع أيضاً، تأتي كلمة “ مِشْكَاةُ البَيْت وتعني: كُلَّ كُوَّةٍ فِي الْحَائِطِ غَيْرِ نَافِذَة.

وكما جاء في كتابك أخي الناقد في سورة النور: “ اللهُ نُورُ السَّمَاوَات وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ “ (٣٥).

وبالطبع أتفهم المعني تماماً، أنه يُشير هنا إلى تلك الكوة التي كانت موجودة في البيوت قديماً ويُوضع بها المصباح للإضاءة، ولا يأتي على فكري على الإطلاق أن المشكاة هنا تُشير للعضو التناسلي للمرأة!

 

وفي كل الترجمات القديمة والحديثة والمخطوطات لسفر النشيد تأتي بمعني ثقب أو فتحة أو شراعة أو الكوة، ولم تأتي قط بمفهوم العضو التناسلي للمرأة.

ففي مخطوطة لسفر النشيد، والذي وُجد في وادي قمران، ويعود تاريخها للقرن الأول قبل الميلاد، سنجد نفس الكلمة החר – khore:

نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج5 – فيليب كامل

 

والكلمة في العبرية، كما جاءت في النص العبري للسفر: (HOT) דודי שלח ידו מן החר ומעי המו עליו:

وتأتي الكلمة في الترجمة الانجليزية اليهودية (JPS):

My beloved put in his hand by the hole of the door, and my heart was moved for him.

في الإنجليزية:

My beloved put in his hand by the hole [of the door], and my bowels were moved for him.

في الفرنسية:

Mon bien-aimé a passé la main par la fenêtre, Et mes entrailles se sont émues pour lui.

فالعضو التناسلي للمرأة في العبرية הקלה وبالطبع ليس له صلة لا من قريب ولا من بعيد بكلمة الكوة السابقة החר، وهذه الكلمة لم تُستخدم ولا مرة واحدة في الكتاب المقدس كله، حيث أن الكتاب لا يستخدم اسماء الأعضاء التناسلية للذكر أو الأنثي؛ بل يستخدم ألفاظ أخري كاللحم – flesh كما شرحنا من قبل.

ثانياً: كان للباب في ذلك الزمان – كما تراها في الصورة الجانبية – فتحة فوق القفل لإدخال المفتاح، وتتسع لإدخال اليد، لأن الأبوب في القديم تقفل بقفل يفتح من الداخل فقط ولا يستطيع أحد أن يفتحه من الخارج إلا لو مد يده من الكوة التي أعلي القفل بالمفتاح فيفتحه – (ونتكلم هنا عن وصف باب في زمن قبل الميلاد بحوالي ٩٥٠ سنة، فلم يكن عندهم كالون الباب ذو الوجهين الذي يُفتح من الداخل والخارج أيضاً).. وكانت تُوجد فتحة أخرى {شراعة أو كوة – החר –  (the hole of the doorيطل منها صاحب البيت ليتكلم ويرى القارع، كالعين السحرية التي تُوضع حالياً في أبواب البيوت.

نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج5 – فيليب كامل

والسؤال البسيط هنا: كيف يُدخل العريس يده بالكامل من فتحة الباب العليا؟! وعلي فرض أنه أدخلها، فكيف تمتد يده من فتحة

الباب حتى تصل لحجرة نوم العروس لتلمس جسدها؟!

لا أستطيع أن أقول سوي أنه تفكير خيالي جنسي لا يعقله طفل صغير، لأنه لو أكمل المعترض قراءة باقي الآيات لوجد أن العروس قامت لتفتح الباب؛ ولكنها لم تجد عريسها!..

ثالثاً: وكما قلت سابقاً، لنلقي نظرة شاملة في الكتاب المقدس ونري هل في كل مرة ذُكر فيها تعبير “ مد يده من الكوة “ ، كان يقصد به ما ذكره المعترض في سؤاله؟!

ولنقرأ كمثال في سفر التكوين عن نوح، عندما قال له الرب أن يصنع فُلكاً، وأعطاه الرب مواصفات هذا الفُلك؛ ومن ضمن مواصفاته: تصنع كوا {٦٦ – نفس الكلمة المستخدمة في سفر النشيد} للفلك وتكمله إلى حد ذراع من فوق»(تك ١٦:٦).

 

وبعد أن بدأ الطوفان يهدأ؛ أرسل نوح حمامة من كوة الفُلك لتكتشف الأرض، ولم تجد الحمامة “ مقراً لرجلها “ ، فرجعت للفلك ووقفت على كوة الفُلك.. ثم أنظر وأقرأ بهدوء ماذا يقول الكتاب: “ فمدَّ {نوح} يده وأدخلها عنده إلى الفلك” (تك ٩:٨).

فهل مدَّ نوح يده للأعضاء التناسلية للفلك، كما سرح الخيال الجنسي للناقد؟!

كلام لا يعقله طفل صغير كما قلت…

رابعاً: هناك كلمة أخري تُترجم أيضاً “ كوة “ ولكنها لا تعني فتحة أو شراعة الباب الصغيرة، ولكن بمعني شباك أو نافذة، وهي كما جاءت في سفر الأمثال مثلاً: “ لأَنِّي مِنْ كُوَّةِ بَيْتِي مِنْ وَرَاءِ شُبَّاكِي تَطَلَّعْتُ” (أم ٦:٧).

والكلمة في العبرية בחלון – challon وتعني: شباك أو نافذة –the window

وبالطبع شراعة الباب الصغيرة تختلف تمام الإختلاف عن الشباك أو النافذة، من حيث الحجم أو الإتساع.

 

نشيد الانشاد هل هو سفر اباحي؟ ج5 – فيليب كامل

Exit mobile version