آبائياتأبحاث

المقالة10 ج7 – السجود والعبادة بالروح والحق ج6 – ق. كيرلس الاسكنري – د. جورج عوض إبراهيم

المقالة10 ج7 – السجود والعبادة بالروح والحق ج6 – ق. كيرلس الاسكنري – د. جورج عوض إبراهيم

المقالة10 ج7 – السجود والعبادة بالروح والحق ج6 – ق. كيرلس الاسكنري – د. جورج عوض إبراهيم

المقالة10 ج7 – السجود والعبادة بالروح والحق ج6 – ق. كيرلس الاسكنري – د. جورج عوض إبراهيم
المقالة10 ج7 – السجود والعبادة بالروح والحق ج6 – ق. كيرلس الاسكنري – د. جورج عوض إبراهيم

 

السجود والعبادة بالروح والحق

تابع المقالة العاشرة

استكمالاً للحديث السابق “عن الخيمة المقدسة، وعن الأشياء الموجودة فيها”

 

كيرلس: كلُ واحدٍ أعطى ثورًا، والجميع معًا اثنا عشر. هذه الثيران تنقل الخيمة المقدسة كل اثنين في عربة، ونيرٍ واحدٍ، كما يكونان أيضًا في خدمة اللاويين. الأمر هو مثالٌ للشعبين اللذين ليسا بعد منفصلين في عدم تشابه العقائد والحياة، بل متحدين ومتفقين تحت نير المخلص الواحد بصبرٍ وإحسان. لأنه مكتوب: ” انْتَظِرِ الرَّبَّ. لِيَتَشَدَّدْ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ، وَانْتَظِرِ الرَّبَّ ” (مز27: 14).

الثورُ حيوانٌ صبورٌ وشديد القوة. وهذا يشير إلى الذين اختاروا التقوى آخذين في أعناقهم المسيحَ كنيرٍ مثلما أشير إليه مسبقًا في الخيمة المقدسة. وبولس الرسول يسمى الكنيسةَ جسده. لقد قال الرب لحنانيا عن بولس الرسول: ” اذْهَبْ! لأَنَّ هذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ ” (أع9: 15).

 

بالإضافة إلى هذا، يعلن كلاً من الكبش وأيضًا الخروف اللذين قُدِّما، ما قدمه الشعب القديم والجديد من دخولٍ للإيمان وتكريسٍ روحيٍ لله. لأنه كما بالثيران نتحقق من الصبر والشجاعة، بنفس الطريقة تظهر بالخراف ثمار الوداعة التي لأولئك الذين تبرروا بالإيمان؛ لأن الخروفَ وديعٌ وخصيب. مثلُ هؤلاء، كل العاملين المجتهدين في التعاليم الإنجيلية والذين قال لهم المسيح نفسه: ” وَكُلُّ مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَخَذَ الَّذِي لَكَ فَلاَ تُطَالِبْهُ. ” (لو6: 30). أيضًا قال بولس الرسول: ” وَعَبْدُ الرَّبِّ لاَ يَجِبُ أَنْ يُخَاصِمَ، بَلْ يَكُونُ مُتَرَفِّقًا بِالْجَمِيعِ، صَالِحًا لِلتَّعْلِيمِ، صَبُورًا عَلَى الْمَشَقَّاتِ ” (2تيمو2: 24).

 

وأمَّا أنه يجب ـ مع كل ما قلته ـ أنْ تصير تقدمة الماعز، فهو ما لا يُظهر شيئًا آخرًا إلاَّ ذاك الذي قلته للتو، بمعنى أنَّ الكلَ لهم احتياج للتطهير بالتوبة وغفران الزلات، حتى لو كان البعضُ صالحين من طبيعتهم. وأيضًا لأن داود النبي كان يعرف هذا، فقال:  ” إِنْ كُنْتَ تُرَاقِبُ الآثَامَ يَارَبُّ، يَا سَيِّدُ، فَمَنْ يَقِفُ ” (مز130: 3).

وإذا كان التيسُ ـ وفقًا للناموس القديم ـ يقدَّمُ ذبيحةً من أجل غفران الخطايا، لكن الآن، الذبيحةَ المقدسةَ لأجلنا هي التوبةُ وطلب الصفح حيث نقترب من الله روحيًا وحقيقيًا لأنه يقول: ذَكِّرْنِي فَنَتَحَاكَمَ مَعًا. حَدِّثْ لِكَيْ تَتَبَرَّرَ ” (إش43: 26). وداود يترنم قائلاً:      ” أَعْتَرِفُ لَكَ بِخَطِيَّتِي وَلاَ أَكْتُمُ إِثْمِي. قُلْتُ: أَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ بِذَنْبِي، وَأَنْتَ رَفَعْتَ أَثَامَ خَطِيَّتِي ” (مز32: 5) هل صار حديثي واضحًا عن تقدمات الرؤساء؟

بلاديوس: واضحٌ جدًا.

كيرلس: يجب أنْ نقول إنه عندما قُدِّمت التقدمة من كل واحدٍ وللجميع، بدأ الله يتحدَّث إلى موسى في الخيمة المقدسة عن تفسير الأقوال الإلهية. مكتوب أيضًا في سفر العدد الآتي: ” فَلَمَّا دَخَلَ مُوسَى إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِيَتَكَلَّمَ مَعَهُ، كَانَ يَسْمَعُ الصَّوْتَ يُكَلِّمُهُ مِنْ عَلَى الْغِطَاءِ الَّذِي عَلَى تَابُوتِ الشَّهَادَةِ مِنْ بَيْنِ الْكَرُوبَيْنِ، فَكَلَّمَهُ ” (عد7: 89). طالما قد انتهت الخيمة المقدسة، وطالما بزيناتٍ مختلفةٍ، ظهرت الخيمة الحقيقية المقدسة أي الكنيسة، عندئذ تحدَّث لنا الله الآب لأنه يقول: ” كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ ” (عب1: 2)، والذي نقول عنه ـ وفق الكتب المقدسة ـ أنه كفَّارةٌ لأجل خطايانا (انظر 1يو2: 2).

 

الصوتُ أتى من فوق الكروبيم؛ لأنَّ الله يوجد فوق، عاليًا جدًا أسمى من كل الخليقة، إذ أنه أعظم بحسب جوهره من أي خليقة. الابنُ، الكفَّارةُ الحقيقيةُ حين أخبرنا بكلام الله الآب، قال: ” تَعْلِيمِي لَيْسَ لِي بَلْ لِلَّذِي أَرْسَلَنِي ” (يو7: 16). سُمِعَ الصوت فوق غطاء الكفَّارة، وسوف تندهش اندهاشًا عظيمًا وأنت تفحص مسألة مجيء رؤساء القبائل، حيث حُدِّد لكل واحدٍ يومًا بمفرده، يجب فيه أنْ يتمم كل ما أُمر به ويحُضر تقدمته آتيًا بنظام معين كما حدَّد المشرع. وهذا الترتيب لا يعتمد على العمر، وهو ليس عشوائيًا أيضًا، لكن خضع هذا الترتيب الخاص بالرؤساء لتدبير سرى.

بلاديوس: لكني لا أستطيع أنْ أفهم هذا الذي تقوله، حدثني بوضوح.

كيرلس: إذا أردت أنْ يصير أمر هذا الترتيب واضحًا، يجب أنْ نتحدث عن ترتيب أبناء يعقوب. هل ترغب في ذلك؟

بلاديوس: نعم تمامًا.

كيرلس: حسنًا، رأوبين هو البكر، ثم شمعون ولاوى ويهوذا من الأم ليئة. وكان دان ونفتالي من بلهة الخادمة، وجاد وأشير من زلفة خادمة ليئة. أيضًا فيما عدا الأربعة الأولون، ولدت ليئة يساكر وزبولون، ومن راحيل وُلد يوسف وبنيامين.

 

          إذن، الأولون كانوا أبناء ليئة أي أربعة من الحُرّة: رأوبين وشمعون ولاوى ويهوذا. أمَّا الأربعة الآخرون من الخادمتين بلهة وزلفة هم: دان ونفتالي وجاد وأشير. فيما عدا هؤلاء، الأربعة الأولون والأربعة الآخرون كان هناك اثنين من ليئة: يساكر وزبولون، ومن راحيل يوسف وبنيامين. ونذكر أيضًا إن نصيب يوسف قُسِّم على سبطين، على افرايم ومنسى اللذان وُلدا منه (انظر من ص29 فيما بعد).

بلاديوس: طبعًا أعرف جيدًا ترتيب الأسماء، لكن ماذا تريد من ذلك؟ يجب عليك أنْ توضح لي الأمر.

كيرلس: إنَّ ترتيبهم يا بلاديوس أثناء تقدماتهم لم يكن وفق السن. فقد أتى يهوذا أولاً بالرغم من أنَّ ترتيبه الرابع من جهة الولادة. ثم التاسع يساكر ومعهم زبولون العاشر. ثم المجموعة الثانية كانت تتكون من البكر رأوبين، وبعده الثاني شمعون. ومعهم أُضيف دان من العبدة. ثم المجموعة الثالثة من الأمهات الحُرّات افرايم ومنسى وبنيامين. أخيرًا المجموعة الرابعة كل ما وُلِدَ من الجواري وكانوا ثلاثة دان وأشير ونفتالي، بالرغم ممن انضموا في الترتيب معهم أقصد افرايم ومنسى وبنيامين. ألا تعتبر إذن أنَّ الفحص التفصيلي لهذا الأمر مُهم؟

بلاديوس: بل هامٌ جدًا. حسنًا، حاول أنْ تخبرني ما هو السبب.

كيرلس: الأمر كما أعتقد له مغزى، فالأمور التي تشير إلى المسيح هي الأسبق في الترتيب عند الله عن تلك التي للناموس، كما أنَّ الآخِرين صاروا أوَّلين والعكس صار الأولون آخِرين. فالمتقدمون في السن زمنيًا، الذين هم أبكار، أي الإسرائيليون أتوا في الترتيب بعد الأمم. وكل الذين عندهم روح عبودية وهم أبناء أورشليم العبدة سوف يتركون عظمتهم في المجد لأبناء الحُرّة التي هي أمٌ لنا، نحن الذين خلُصنا بالإيمان بالمسيح ودُعينا إلى الرُتبة الحُرّة بروح الحرية.

إذن، لاحظ إذا أردت، دقةُ شرحي. الأول سبط يهوذا يقدم تقدمته، ذلك السبط الذي منه وُلِدَ المسيح بحسب الجسد. ثم بعد هذا السبط مباشرةً الأسباط أشير وزوبولون، والاثنان كانا أحرارًا من أمهات حُرّات. ثم رأوبين البكر وشمعون وجاد. إذًا دعنا نمضي في التحدث عن كل واحد مركِّزين في نبوءة يعقوب عنهم.

 

حسنًا، قال يعقوب العظيم: ” رأوبين أنت بِكري قوتي وأول قدرتي، قاسٍ في تصرفه وقاسٍ ووقح ” (تك49: 3 ـ 4س).

 

وأيضًا ” شِمْعُونُ وَلاَوِي أَخَوَانِ، آلاَتُ ظُلْمٍ سُيُوفُهُمَا. فِي مَجْلِسِهِمَا لاَ تَدْخُلُ نَفْسِي. بِمَجْمَعِهِمَا لاَ تَتَّحِدُ كَرَامَتِي. لأَنَّهُمَا فِي غَضَبِهِمَا قَتَلاَ إِنْسَانًا، وَفِي رِضَاهُمَا عَرْقَبَا ثَوْرًا. مَلْعُونٌ غَضَبُهُمَا فَإِنَّهُ شَدِيدٌ، وَسَخَطُهُمَا فَإِنَّهُ قَاسٍ. أُقَسِّمُهُمَا فِي يَعْقُوبَ، وَأُفَرِّقُهُمَا فِي إِسْرَائِيلَ ” (تك49: 5 ـ 7).

 

وعن جاد قال الآتي: ” جَادُ، يَزْحَمُهُ جَيْشٌ، وَلكِنَّهُ يَزْحَمُ مُؤَخَّرَهُ ” (تك49: 19).

 

إذن، برأوبين يشير إلى إسرائيل، الشعب البكر من ناحية الزمن، الذي كان قاسيًا ووقحًا وشتّامًا. وعن شمعون الذي يُصاحبه اللاوي الذي كان جاهزًا للقتل، وقد قتل قدِّيسين يقول: ” أَيُّ الأَنْبِيَاءِ لَمْ يَضْطَهِدْهُ آبَاؤُكُمْ ” (أع7: 52). والثور الذي أرادوا أنْ يقتلوه هو رمز للمسيح. وهو لم يضبطهم فقط في أنهم يُقدِمون على إتيان أفعال مضادة للقديسين وله، بل تعاون الجالسون منهم بالقرب من المذبح، أي الكتبة والفريسيون مع اللاوى، أي الجنس الكهنوتي. لذلك ـ في نبوات يعقوب أبو الآباء ـ ارتبط شمعون ولاوى ومعهم جاد الذي وُلِدَ من الخادمة (العبدة) وكان مزعجًا. أضف إلى ذلك أنَّ إسرائيل كان وضيعًا في رأيه، وكان يضايق المسيح وينصب له الفخاخ لكي يُلحِقوا الضرر به، إذ اقتربوا منه وقالوا: ” أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ ” (مت22: 17).

 

سأعود بحديثي إلى بداية الكلام. إسرائيل ـ البِكر من جهة الزمن ـ القاسي، والوقح والشتّام والمتأهِّب للقتل الذي امتلأ بغضبٍ ملعون، إسرائيل الذي قتل بشرًا (الأنبياء) والثور (المسيح)، إسرائيل المبتذل والمخادع الذي نصب الفخاخ للمسيح، جاء في المرتبة الثانية بعد هؤلاء الذين آمنوا بالمسيح وهم أحرار، وبالرغم من أنه كان حُرًّا، إلاَّ أنه بالكاد يمكنه أنْ يتقابل مع الله بعدنا.

بلاديوس: أنت تتحدث بالصواب.

كيرلس: سوف تفهم هذا لو لاحظت جيدًا الأمور الآتية: ثلاثةً أحضروا تقدماتهم الواحد بعد الآخر من راحيل الحُرّة: إفرايم ومنسى وبنيامين. وثلاثةٌ أيضًا الواحد بعد الآخر بعد السابقين مولودون من جاريات هم دان، أشير ونفتالي.

 

          هل أدركت إذن أنهم اصطفوا بكرامات عظيمة، أولاد الحُرّة أولاً، وبعد ذلك تبعهم أولاد الجواري. أليس واضحًا الكلام الذي كتبه بولس الرسول، إذ يقول ” أَنَّ الْقَسَاوَةَ قَدْ حَصَلَتْ جُزْئِيًّا لإِسْرَائِيلَ إِلَى أَنْ يَدْخُلَ مِلْؤُ الأُمَمِ، وَهكَذَا سَيَخْلُصُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ ” (رو11: 25).

بلاديوس: حديثُك مستقيمٌ، وملاحظتُك دقيقة.

كيرلس: وكون أنَّ الأمر يتفق مع الحق، فهو ما سوف تعرفه بسهولة جدًا؛ لأن الكتاب يؤكده لنا مباشرةً. وهناك آراءٌ أخرى. لقد أمر الله أن يكون كل شيء بنظام لائقٍ سواء بالنسبة للمرتحلين والواقفين، أو المخيِّمين من الإسرائيليين. وأعتقد أنَّ هذا ما ترنَّم به داود الطوباوي ” فَأَطُوفُ بِمَذْبَحِكَ يَا رَبُّ، لأُسَمِّعَ بِصَوْتِ الْحَمْدِ، وَأُحَدِّثَ بِجَمِيعِ عَجَائِبِكَ ” (مز26: 6ـ7)، وأيضًا: ” وَالآنَ يَرْتَفِعُ رَأْسِي عَلَى أَعْدَائِي حَوْلِي، فَأَذْبَحُ فِي خَيْمَتِهِ ذَبَائِحَ الْهُتَافِ ” (مز27: 6). وهنا نلاحظ أنَّ هذا مِثالٌ لنا للتعليم. بمعنى أنه لا يجب أنْ نبتعد نحن عن الله، لكن لنظهر بالقرب منه، كما يجب أن نقف دائريًا حوله دون أنْ تدخل بيننا الخطية، ودون أنْ تفصلنا اللذة العالمية، بل إن الذهن المستقيم، والاستعداد من جانب كل واحد للعمل المستحق كل ثناء، يجمعنا في وحدةٍ روحيةٍ. لأن الالتزام بتقديم العطايا، يتفق تمامًا مع هؤلاء الذين يختارون هذا الثناء. لأنه مكتوب: اُنْذُرُوا وَأَوْفُوا لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ يَا جَمِيعَ الَّذِينَ حَوْلَهُ. لِيُقَدِّمُوا هَدِيَّةً لِلْمَهُوبِ ” (مز76: 11).

 

          لذلك أمر أنْ يتحركوا مع الخيمة، ويسيروا دائريًا، وأيضًا بنظامٍ ليس بحسب السن، لكن أن يتقدموا ـ بترتيب ـ من الأولين إلى الآخرين، ومرتبطين هكذا على مثال وضعهم في تقدمه العطايا. ومكتوب أيضًا في سفر العدد الآتي: ” وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ َقَائِلاً: يَنْزِلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ كُلٌّ عِنْدَ رَايَتِهِ بِأَعْلاَمٍ لِبُيُوتِ آبَائِهِمْ. قُبَالَةَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ حَوْلَهَا يَنْزِلُونَ ” (عد2: 1 ـ 2). ثم أظهر لكل واحدٍ الموضعَ الذي حُدِّد له، أي كيف، ومَن هم الذين ينزلون؟ لأنه يضيف الآتي: ” (الأولون) َالنَّازِلُونَ إِلَى الشَّرْقِ، نَحْوَ الشُّرُوقِ، رَايَةُ مَحَلَّةِ يَهُوذَا حَسَبَ أَجْنَادِهِمْ، وَالرَّئِيسُ لِبَنِي يَهُوذَا نَحْشُونُ بْنُ عَمِّينَادَابَ، وَجُنْدُهُ الْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ وَسَبْعُونَ أَلْفًا وَسِتُّ مِئَةٍ. وَالنَّازِلُونَ مَعَهُ سِبْطُ يَسَّاكَرَ، وَالرَّئِيسُ لِبَنِي يَسَّاكَرَ نَثَنَائِيلُ بْنُ صُوغَرَ ” (عد2: 3 ـ 5).

بعد ذلك يذكر المجموعة الثانية، فيقول: ” رَايَةُ مَحَلَّةِ رَأُوبَيْنَ إِلَى التَّيْمَنِ حَسَبَ أَجْنَادِهِمْ، وَالرَّئِيسُ لِبَنِي رَأُوبَيْنَ أَلِيصُورُ بْنُ شَدَيْئُورَ، وَجُنْدُهُ الْمَعْدُودُونَ مِنْهُ سِتَّةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا وَخَمْسُ مِئَةٍ. وَالنَّازِلُونَ مَعَهُ سِبْطُ شِمْعُونَ، وَالرَّئِيسُ لِبَنِي شِمْعُونَ شَلُومِيئِيلُ بْنُ صُورِيشَدَّاي، وَجُنْدُهُ الْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ وَخَمْسُونَ أَلْفًا وَثَلاَثُ مِئَةٍ. وَسِبْطُ جَادَ، وَالرَّئِيسُ لِبَنِي جَادٍَ أَلِيَاسَافُ بْنُ رَعُوئِيلَ ” (عد10:2ـ14). ويلخص المجموعة الثانية قائلاً: ” ثُمَّ تَرْتَحِلُ خَيْمَةُ الاجْتِمَاعِ. مَحَلَّةُ اللاَّوِيِّينَ فِي وَسَطِ الْمَحَلاَّتِ. كَمَا يَنْزِلُونَ كَذلِكَ يَرْتَحِلُونَ. كُلٌّ فِي مَوْضِعِهِ بِرَايَاتِهِمْ. رَايَةُ مَحَلَّةِ أَفْرَايِمَ حَسَبَ أَجْنَادِهِمْ إِلَى الْغَرْبِ، وَالرَّئِيسُ لِبَنِي أَفْرَايِمَ أَلِيشَمَعُ بْنُ عَمِّيهُودَ، وَجُنْدُهُ الْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ أَرْبَعُونَ أَلْفًا وَخَمْسُ مِئَةٍ. وَمَعَهُ سِبْطُ مَنَسَّى، وَالرَّئِيسُ لِبَنِي مَنَسَّى جَمْلِيئِيلُ بْنُ فَدَهْصُورَ، وَجُنْدُهُ الْمَعْدُودُونَ مِنْهُمُ اثْنَانِ وَثَلاَثُونَ أَلْفًا وَمِئَتَانِ. وَسِبْطُ بَنْيَامِينَ، وَالرَّئِيسُ لِبَنِي بَنْيَامِينَ أَبِيدَنُ بْنُ جِدْعُونِي ” (عد2: 17 ـ 22).

ويذكر المجموعة الرابعة مباشرةً قائلاً: ” رَايَةُ مَحَلَّةِ دَانَ إِلَى الشِّمَالِ حَسَبَ أَجْنَادِهِمْ، وَالرَّئِيسُ لِبَنِي دَانَ أَخِيعَزَرُ بْنُ عَمِّيشَدَّاي، وَجُنْدُهُ الْمَعْدُودُونَ مِنْهُمُ اثْنَانِ وَسِتُّونَ أَلْفًا وَسَبْعُ مِئَةٍ. وَالنَّازِلُونَ مَعَهُ سِبْطُ أَشِيرَ، وَالرَّئِيسُ لِبَنِي أَشِيرَ فَجْعِيئِيلُ بْنُ عُكْرَنَ، وَجُنْدُهُ الْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ وَاحِدٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا وَخَمْسُ مِئَةٍ. وَسِبْطُ نَفْتَالِي، وَالرَّئِيسُ لِبَنِي نَفْتَالِي أَخِيرَعُ بْنُ عِينَنَ، وَجُنْدُهُ الْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ ثَلاَثَةٌ وَخَمْسُونَ أَلْفًا وَأَرْبَعُ مِئَةٍ. جَمِيعُ الْمَعْدُودِينَ لِمَحَلَّةِ دَانٍَ مِئَةُ أَلْفٍ وَسَبْعَةٌ وَخَمْسُونَ أَلْفًا وَسِتُّ مِئَةٍ. يَرْتَحِلُونَ أَخِيرًا بِرَايَاتِهِمْ ” (عد2: 25 ـ 31).

 

          هل رأيت أنَّ يهوذا ومَن له قد أُمروا ولهم موضع مختار تجاه الشرق والجنوب؟ لأن مؤمني المسيح يحيون في النور ولهم روح مشتعلة. اصطف رأوبين ومَن له في المرتبة الثانية. والترتيب الثالث كان من نصيب أولئك الذين أتوا من الحُرّة. بعد هؤلاء ثلاثة آخرون الذين انحدروا من جاريات قيل لهم: “ستنطلقون في الأخير”. أليس واضحًا دون أي تردد أنَّ الثاني دُعي وفُضِّل عن البِكر، أي أنَّ المؤمنين بالمسيح صاروا في المرتبة الأولى بدلاً من أبناء العبودية؟ هؤلاء هم المؤمنين الأحرار من جهة الإيمان أي أنَّ هؤلاء يتزعَّمون لأنَّ قائدهم المسيح القادم من سبط يهوذا، بينما يأتي الآخرون بعدهم بصعوبة، ويصطفُّون في الترتيب الثاني.

بلاديوس: أنت تتحدث بالصواب، وأنا أمدحك لأجل فكرك الثاقب الدقيق.

 

المقالة10 ج7 – السجود والعبادة بالروح والحق ج6 – ق. كيرلس الاسكنري – د. جورج عوض إبراهيم