المقالة6 ج3 – السجود والعبادة بالروح والحق ج4 – ق. كيرلس الاسكنري – د. جورج عوض إبراهيم
السجود والعبادة بالروح والحق
تابع المقالة السادسة
“ينبغى أن نكرس حياتنا لذاك الذي هو وحده الإله بطبيعته، ونحبه من كل النفس والقلب.”
كيرلس: تفكر بطريقة فائقة. أي سوف نقبل أن نفوس القديسين، قد تخلّصت من الجسد، تطير بدون حساب، وقد وصلت إلى هذا المستوى من التعذيب، حتى أنها تخضع للأرواح الشريرة والدنسة ويتبعونها بدون إرادتهم حيث تريد هذه الأرواح، بالرغم من أن في سفر الرؤيا الذي كتبه يوحنا الحكيم، وقد وضعوا الآباء هذا السفر من ضمن قانون العهد الجديد ـ ما يؤكد لنا بوضوح أنه رأى نفوس القديسين تحت مذبح الله نفسه[1]. إذن إذا سحبوهم من المساكن السماوية، وأنزلوهم من الأماكن المقدسة بدون أن يعيقهم أحد، فالسماء هي عندئذٍ مفتوحة للكل، وباب الفردوس يفتح لهؤلاء. والسيف النارى ينسحب لكى يدخلوا ويخرجوا، ويكون عندهم تصريح بأن يُخِرجوا البعض ـ بعد أن دخلوا ـ من السماء خارجًا. ألا يظهر هذا خيبة رجاؤنا في المسيح وألا يُعلِن أن حياة الرجال الذين أُعجبنا بها هي بائسة تمامًا؟
بلاديوس: هكذا يبدو.
كيرلس: الأمر بالتأكيد يصير واضحًا من جهة أخرى أي كيف كان من الأفضل لبولس العجيب أن يرحل من هذا العالم ويكون مع المسيح[2]؟ لأنه إذا رحلنا من الأمور الأرضية، وبينما نحن مع المسيح، نكون في قبضة الأرواح المعادية لنا، فإن الإيمان يفقد محتواه وفق المكتوب، ويكون مِن الأفضل أن يوجد المرء في الجسد من أن يكون مع المسيح، كل واحد، على ما أظن، سوف يقبل الرأي فكيف يختلف (هذا الأمر) ـ بلا مقارنة ـ عن الأفضل. وهذا الذي لا يمكن لأحد أن يتحمله بعد بالأكثر، عندما نكون في هذه الحياة لسنا مقيدين (مربوطين) في إرادة الشيطان وحسنًا ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو وفق كلمة المخلّص[3]. ثم بعد ذلك، عندما نكون مع المسيح، كيف نوجد في حالة أسوأ؟ وكيف أنه يقول الحقيقة، قائلاً: ” خرافى تسمع صوتى وأنا أعرفها فتتبعنى. وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يدى. أبى الذي أعطانى إياها هو أعظم من الكل ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبى“[4].
هل خدع بطرس رجال التقوى في المسيح وهو يكتب الآتى:” فإذًا الذين يتألمون بحسب مشيئة الله فليستودعوا أنفسهم كما لخالق أمين في عمل الخير“[5]؟
وإن كان الشيطان يمارس القهر على النفس التي تثق في ذاته وهي في يد الله، وتذهب وتجئ بحسب ما يريد (الشيطان)، كيف سوف نعتبره جديرًا بالثقة هذا الذي يقف بجانب المؤمنين وقد أخذ روح كل واحد كوديعة؟ إذ هذه الأمور ثرثرة وحماقة رهيبة، أن يعتقد المرء حقيقة بأن نفس النبى قد نزلت من الأماكن التي ذهبت إليها وذلك بنداءات وتعويذات لامرأة كريهة.
بلاديوس: لأى سبب إذن صيغت هذه الاعتبارات؟ هذه الأمور السخيفة، على ما أظن، لا ينبغى أن نتحدث فيها، حتى لو بها أى شئ بسيط جدًا من المعنى.
كيرلس: عندما نعرض كلام الكتاب المقدس، عندئذٍ سوف نوضح كل ما خطر في ذهننا، إذ سندرك من كل الجوانب هذا الذي ينبغى أن نفهمه. هذا الكلام هو الآتى ” ومات صموئيل وندبه كل إسرائيل ودفنوه في الرامة مدينته وكان شاول قد نفى أصحاب الجان والتوابع من الأرض فاجتمع الفلسطينيون وجاءوا ونزلوا في شونم وجمع شاول جميع اسرائيل ونزل في جلبوع و لما راى شاول جيش الفلسطينيين خاف واضطرب قلبه جدًا فسأل شاول من الرب فلم يجبه الرب لا بالأحلام ولا بالأوريم ولا بالأنبياء فقال شاول لعبيده فتشوا لي على امرأة صاحبة جان فأذهب إليها واسالها فقال له عبيده هوذا امرأة صاحبة جان في عين دور. فتنكر شاول ولبس ثيابًا أخرى وذهب هو ورجلان معه وجاءوا الى المرأة ليلاً وقال اعرفي لي بالجان واصعدي لي من أقول لك فقالت له المرأة هوذا أنت تعلم ما فعل شاول كيف قطع أصحاب الجان والتوابع من الأرض فلماذا تضع شركًا لنفسي لتميتها فحلف لها شاول بالرب قائلاً حي هو الرب أنه لا يلحقك إثم في هذا الأمر فقالت المرأة من أُصعد لك فقال أصعدي لي صموئيل فلما رأت المرأة صموئيل صرخت بصوت عظيم وكلمت المرأة شاول قائلة لماذا خدعتني وأنت شاول فقال لها الملك لا تخافي فماذا رأيتِ فقالت المرأة لشاول رأيت آلهة يصعدون من الأرض فقال لها ما هي صورته فقالت رجل شيخ صاعد وهو مغطي بجبة فعلم شاول أنه صموئيل فخر على وجهه إلى الأرض وسجد فقال صموئيل لشاول لماذا أقلقتني بإصعادك إياي فقال شاول قد ضاق بي الأمر جدًا الفلسطينيون يحاربونني والرب فارقني ولم يعد يجيبني لا بالأنبياء ولا بالأحلام فدعوتك لكي تعلمني ماذا أصنع. فقال صموئيل و لماذا تسألنى والرب قد فارقك و صار عدوك وقد فعل الرب لنفسه كما تكلم عن يدي وقد شق الرب المملكة من يدك وأعطاها لقريبك داود لأنك لم تسمع لصوت الرب ولم تفعل حمو غضبه في عماليق لذلك قد فعل الرب بك هذا الأمر اليوم ويدفع الرب إسرائيل أيضًا معك ليد الفلسطينيين وغدًا أنت وبنوك تكونون معي ويدفع الرب جيش إسرائيل أيضًا ليد الفلسطينيين“[6]. إذن هل بقى لك شيئًا لم نوضحه لكى تتحقق بأن شاول أُدين وهلك بمشورته الخاصة؟ بسبب أنه خاف معركة أولئك الذين احتشدوا ضده، طلب من الرب ليعلَم ما الذي سوف يحدث له؛ ولأن الله صمت ولم يعلن شيئًا، قرر أن يزعج ذلك الذي فضَّل الصمت. هكذا ذهب للعرافة والمنجمين الذين يعتقدون أنهم يعرفون الأمور المستقبلية. وهناك يقول ” أصعدى لى صموئيل“، ليس بسبب أن فن السحرة استطاع أن يحضر نفس القديس، لكن العرافون هم الذين يستخدمون دائمًا هذا الكلام. أى كان عنده علم بأن بكلمات مكتوبة (غير مفهومة) يسحرون الجان، وبينما هم يغنون ويرشون بالماء يرون صور وظلال وأشكال كما في مرآة من إبداع الشياطين، وذلك لكى يصعدوا أشكال أولئك الذين يحضرونهم. قالت المرأة العرافة بالتأكيد في البداية ” رأيت آلهة يصعدون من الأرض”. ثم بعد ذلك “رأت صموئيل”. لا يكون إطلاقًا صعبًا أن يظهر بشكل مشابه لصموئيل الطوباوى بل ظِل وشكل مشابه بفعل شيطانى. إذن حتى لو ظن أحد أن نفس النبى قد استُعلنت عمليًا ويعطى لكلام المرأة الحق، بسبب أنها قالت قد رأيتُ آلهة يصعدون من الأرض، فعليه أن ينعت أعمال التنجيم بالكذب، وإلاّ فعليه أن يعتقد بأنه توجد بعض الآلهة يصعدون من الأرض بالرغم من أنه بالتأكيد نؤمن بأنه يوجد إله واحد فقط.
بلاديوس: تتكلم بالصواب. لكن لم نبذل محاولات ولو لوقت قليل لنبرهن بأن الحقيقة لا توجد عند الأرواح الدنسة.
كيرلس: بالتأكيد لا. لأنه لا يتفق النور مع الظلمة ولا المسيح مع بليعال. ولأولئك الذين يُغضبون الله ويسببون له حزنًا، يُعلن الله الأمور التي سوف تحدث أحيانًا وبُطرق ملائمه على الأقل، برسالة الملائكة إلى العقل البشرى، وعندما يعلمون بها أولئك، يتركون الحزن، ويصير التنبؤ بالنسبة لهم كبداية للغضب والعقاب الذي يتهددهم. ولأنه يستريح في الأنبياء القديسين ومرات كثيرة يعلن لهم، ليس فقط الأمور المحزنة والأمور التي سوف يضايقون بها شخص لتجعله يجلس ويبكي، لكن أيضًا يذكر لهم الأمور المفرحة حقًا لرفاهية البعض، أما الفجار وأتباع المنجمين فيكشف لهم الأمور الشريرة التي سوف تحدث لهم.
بلاديوس: وكيف ومن أين يمكننا أن نؤمن بهذا الكلام؟
كيرلس: بالطبع من الكتب المقدسة. لأن المثال ومنهج التعليم يمثلان لنا كل ما صار للقدماء. ألا تعرف أن بالاق بن بعور طاغية الموآبيين والمديانيين، إذ كان مرتعبًا من جمع الإسرائيليين الذي لا يُقهَر اعتقد أنه سوف يهلك فورًا هو والأمم الأخرى، قد دفع لبلعام قائلاً له ” تعال والعن لى إسرائيل. ولما ذهب الشيوخ إليه قال لهم: بيتوا هنا الليلة فأرد عليكم جوابًا كما يكلمنى الرب“[7]، طالبًا أحلامًا شيطانية منتظرًا أن تحدث بواسطة التعويذات والأمور السحرية، لقد قال (بلعام) إن الله سوف يكلمه، لأنه قدم عذرًا بأنه يسمع الرب. لكن بالرغم من أن الكتب المقدسة تستخدم اللغة المعتادة للسحرة، سوف لا نستطيع أن نصدق ـ إذا فكرنا باستقامة ـ أن الإله الحقيقي يضع الحق داخل نفوس الدنسين، وأنه يتحدث مع إنسان بغيض وساحر عابد للأوثان. لكن مكتوب: ” أتى الله إلى بلعام وقال مَن هم هؤلاء الرجال الذين عندك“[8]. وعندما قال له بلعام سبب قدومهم، ” قال الله لبلعام لا تذهب معهم ولا تلعن الشعب لأنه مُبَارَك“[9]. ولذلك يمنع الملاك ـ القادم من عند الله ـ الساحر المحتال والمُضل ويطلب منه ألا يلعن المبارك من الله، ولا يضاهي الابتداعات البشرية الشريرة بقرارات السماء، ليس لأن اللعنة سوف يكون لها قوة أن تفعل الشر، لكن أراد وبكل وضوح أن يعرف بنفسه هذه الحقيقة لذاك الذي عنده الرجاء الكاذب. هذه الحقيقة هي أن بنى إسرائيل لن يسقطوا بتاتًا في أيدى الموآبيين والمديانيين، آخذين الله حامي لهم ومحاربٌ عنهم، الله الذي أحاط بعطفه على شعبه كأنه سور، لأن هذا الشعب هو خاصته ومبارك منه. وهذا بالتأكيد ما قاله الملاك وأعلن بأنه يفعله. لكن بسبب الهدايا الموعودة التي أغرت العراف فقد استمر في تنجيمه معتقدًا أنه قد يقوم الحق. وتركه الملاك يمضى في اعتقاده هذا، لكن ظهر له في منتصف الطريق وهدده بسيف لكى يدرك جيدًا أن الملائكة هم الذين سوف يحاربونه إذا أراد أن يلعن المباركين. لكن عندما وصل إلى المديانيين بنى المذابح وأمر بذبح الثيران. لكن لم يكن النبى الكاذب قد تغير، إنما القوة الإلهية هي التي غيّرته إلى العكس. فهو لم يلعن بتاتًا، لكن بالحرى بارك الإسرائيليين وجلب على بالاق حزنًا رهيبًا. مكتوب: ” فاشتعل غضب بالاق على بلعام وصفق بيديه وقال لبلعام لتشتِم أعدائى دعوتك وهوذا أنت قد باركتهم الآن ثلاث دفعات، فقال بلعام لبالاق ألم أكلم أيضًا رسلك الذين أرسلت إلىّ قائلاً ولو أعطانى بالاق ملء بيته فضة وذهبًا لا أقدر أن أتجاوز قول الرب لأعمل خيرًا أو شرًا من نفسى. الذي يتكلمه الرب إياه أتكلم “[10].
إن العرافين الكذبة اعتادوا أن يستخدموا مثل هذا الكلام الخادع، لأنهم يدّعون أمام الذين يلجأون إليهم بأنهم على أى حال يقولون الحق. لكن التعبير عن الحق هو شئ غريب عن فن السحرة والمنجمين، لكن في بعض المرات يُترك لهم الحق من الله، بهدف إلقاء الفزع في نفوس المدنسين بإعلانهم بالأمور المستقبلية.
بلاديوس: أوافقك.
كيرلس: وكون الله يكره مثل هذه الأعمال السحرية والمشعوِذة يصير واضحًا بذلك ما قاله هو نفسه: ” أنا الرب صانع كل شئ ناشر السموات وحدى باسط الأرض. مَن معى. مبطل آيات المخادعين ومحمق العرافين. مرجع الحكماء إلى الوراء ومجهل معرفتهم. مقيم كلمة عبده ومتمم رأي رسله“[11]. يبرهن على أن التنجيم هو غير مصدق وكاذب، بينما يعضد كل كلمة قالها ابنه أى يسوع المسيح، وأيضًا مشورة ملائكته، أى كل ما يقوله الكارزين بالإيمان به (بالمسيح)، كل هذا يظهره بالحق ويؤكده بالعلامات والأعمال المعجزية وبأعمال الروح القدس. يقول أيضًا للذين يسيئون استخدام الناموس ” قفى في رقاك وفي كثرة سحورك التي فيها تعبتِ منذ صباكِ. ربما يمكنك أن تنفعى. ربما تُرعبين. قد ضعفتِ من كثرة مشوراتك ليقف قاسموا السماء الراصدون النجوم المعروفون عند رؤوس الشهور ويخلصوك مما يأتى عليك “[12].
أرأيت أن الله يبرهن على أن التنجيم الملعون هو تافه تمامًا ويستحق السخرية. وأن الذي يتمشى معه هو الحق، وبسهولة يقول الأمور التي لا تقبل الخطأ ونأمل تحقيقها، اسمع ماذا يقول لنا بفم إشعياء: ” اذكروا هذا وكونوا رجالاً. رددوه في قلوبكم أيها العصاة. اذكروا الأوليات منذ القديم لأنى أنى الله وليس آخر، الإله وليس مثلى. مخبر منذ البدء بالأخير ومنذ القديم بما لم يُفعل قائلاً رأيي يقوم وأفعل كل مسرتى“[13]. إذن من جانبنا سوف ننسب إلى الله وحده فوق الكل قدرة التنبؤ تمامًا، ويستطيع أن يعلن بدون أدنى خطأ الأمور التي سوف تحدث. إنما كل ما يقوله الآخرون فهو ثرثرة وخرافات العجائز وبذاءات وضلال، الذين بعقل فاسد يقولون كل ما في قلوبهم، ويجعلون الكذب دافعًا لكسب المال.
بلاديوس: إنه حقًا هكذا، وليس شيئًا آخر.
كيرلس: هيا بنا نترك الطريق المعوج ولنسلك الطريق المستقيم باقين بالقرب من الله مختبرين حقيقة أقوال القديسين.
بلاديوس: بالتأكيد.
كيرلس: لكن ماذا؟ ألا نعتبر بجانب كل هذا، أنه مكروه أن يتطهر المرء بالنار والماء وطرق أخرى مشابهة والموجودة عند الوثنية اليونانية؟
بلاديوس: نعم. لذلك يقول الناموس الإلهي بوضوح: ” لا يوجد فيك مَن يجيز ابنه أو ابنته في النار“[14].
كيرلس: حسنًا فالناموس قد سبق وتكلم عن هذه الأمور وحرّمها. لأن الأمر مملوء بالحماقة وينقصه التفكير الذكى والحكيم. فبأى طريقة يمكن أن تفيدنا النار؟ وكيف تحرر مشاعل نارية إنسان خاطى عندما تحبط به؟ لأن السقوط في النار يطهر وساخة النحاس أو أي مادة مشابهة. لكن بأي طريقة يمحي دنس العقل والنفس؟ ألا تستحق هذه الأمور ـ والتي هي نتاج الأفكار الباطلة ـ السخرية والتهكم؟
بلاديوس: نعم هي كذلك.
كيرلس: أود أن أقول ـ بكل سعادة ـ للمفكرين الوثنيين الذين يبتدعون هذه الحيل القذرة والتي ينقلونها إلى الآخرين، ماذا تفعلون إذن، أنتم البسلاء والحكماء والذين تقولون عن تيتوس إنه نبت من الأرض، وتعاقبونه في الجحيم واضعين حوله نسور ليلتهموا كبده، لأنه بينما أُعجِبَ بجمال امرأة قد استولت عليه الرغبة في اشتهائها؟ أيضًا تخدعون الشباب وتقولون إن صخرة عُلقت فوق تاندالوس لعقابه من أجل لسانه الفاسق؟ وأيضًا ربطتم أكسيوناس فوق عجلة تدور بلفات سريعة لا تتوقف، وتقولون إنه صار هذا لأنه لابد أن يعاقب، ألم يعارض الآلهة بسبب ضلالكم، بينما ذواتكم التي أُسرت في الشرور الرهيبة والبذيئة تخلصونها من النار وفق ما تعتقدونه، وتمنحون البراءة لأولئك الذين هم مدانون بأبشع الجرائم؟ لكن أخبرونى، ربما لأنه لا توجد نار، حكمتم على تيتوس والآخرين الذين ذكرناهم بالعقاب الصارم والقاسى. ولكن أعظم لص عندكم وحامل النار للبشر، أقصد بروثيميوس، لو هو موجود فعلاً، لكان قد منح استخدام النار قبل الآخرين. هذا أيضًاـ كما تنسب أساطيركم إليه ـ ربطتموه بأربطة لا تنحل، ويقولون كانت تحوم حوله نسور جارحة ـ كما في حالة تيتوس ـ إنها عقابات رهيبة ووحشية. إذن فاجعلوا التطهير بالنار، ليس فقط لأولئك لكن للذين هم منكم، للعاشقين لبنات ونساء الآخرين، اللذين فعلوا أمورًا محرمة وهؤلاء يخلصون من الإدانة طالما تطهروا بواسطة النار من الذنب. أما الآخرون فتقيمون لهم المحاكم والدعاوى ويتحرك نحوهم حقد القوانين ضد الشر، إنما أنتم الذين تتمرغون بلا تمييز في الحياة القذرة، تعتقدون أنكم متخلصون من أي دنس، وأنتم مخدوعون من ألعاب كاذبة صبيانية، وتقعون في تصرفات أنثوية غير لائقة. بأى طريقة إذن يحدث التطهير؟ أنتم الموجودون في هذه الحالة تظنون أن الإنسان الذي يوجد معكم كمن هو يتعطر بعطر، بينما هو يُدهن بأوحال نتنه، وبعد ذلك يصل لأن يعتقد أنه نجح في ما فكر فيه.
بلاديوس: هذا صحيح، وأوافقك لأنك تقول الحقيقة؟
[1] انظر رؤ9:6.
[2] انظر في3:1.
[3] انظر لو19:10.
[4] يو27:10ـ29.
[5] 1بط19:4.
[6] 1صم3:28ـ19.
[7] عد6:22ـ8.
[8] عد9:22.
[9] عد12:22.
[10] عد10:24، 12ـ13.
[11] إش24:44ـ26.
[12] إش12:47ـ13.
[13] إش8:46ـ10.
[14] تث10:18.