آبائياتأبحاث

المقالة3 ج3 – السجود والعبادة بالروح والحق ج2 – ق. كيرلس الاسكنري – د. جورج عوض إبراهيم

المقالة3 ج3 – السجود والعبادة بالروح والحق ج2 – ق. كيرلس الاسكنري – د. جورج عوض إبراهيم

المقالة3 ج3 – السجود والعبادة بالروح والحق ج2 – ق. كيرلس الاسكنري – د. جورج عوض إبراهيم

المقالة3 ج3 – السجود والعبادة ج2 – ق. كيرلس الاسكنري – د. جورج عوض إبراهيم
المقالة3 ج3 – السجود والعبادة بالروح والحق ج2 – ق. كيرلس الاسكنري – د. جورج عوض إبراهيم

 

السجود والعبادة بالروح والحق

تابع المقالة الثالثة

بلاديوس: هذه حقيقة.

كيرلس: إذن من الصباح، أي من السنوات الأولى لعصرنا، والموت يأكل الساكنين على الأرض، حتى ساعة الغذاء، أي حتى وقت افتراش المائدة. وذلك عندما أتى وقت المائدة المقدسة، وهذا واضح بأنه يقصد المائدة السرية للمسيح، حيث نأكل الخبز الحى السماوى. إذ أن الموت السابق والمرعب والذي يصعب مواجهته قد أُبطل، فالله برحمته تعطف علينا، وإذ أوقف الملاك المُهلك مباشرة الذي كان يريد أن يمد يده المدمرة على أولئك الذين سكنوا المدينة المقدسة، أي أورشليم الذهنية، لكنه أعيق (عن التقدم) عندما تعطف الله برحمته. لأنه يقول “قف، كفى”. بالتأكيد المدينة المقدسة هي الكنيسة، التي سكانها هم هؤلاء الذين صاروا كاملين من جهة القداسة بالخبز الحىّ. هذه المدينة الموقرة كثيرًا والمستحقة الإعجاب يذكرها داود العظيم عندما يقول: ”قد قيل بك أمجاد يا مدينة الله[1]. لأن المسيح سكن داخلنا، الذي هو الحياة ومعطى الحياة. لهذا يعيق الله المُهلك عن القديسين، لأنه لا يجب أن ينتصر بعد مجئ ساعة افتراش المائدة المقدسة، التي يشار إليها بعبارة وقت الغذاء. المسيح فدانا إذن، الذي يُشار إليه في شخص داود، لأنه إذ قد رأي الموت يُبيد البشر، صار لأجلنا شفيعًا لدى الآب وقدم نفسه لأجلنا وخضع بإرادته للموت وأوقف الملاك المهلك عن عمله إذ اعتبر نفسه أنه خطية لأجلنا، ليس بمعنى أنه أخطأ، لكن بحسب الكتب “خطايانا حملها وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مضروبًا من الله ومذلولاً فأحصى مع أثمة[2]. وبالطبع رغم أنه لم يعرف خطية “صار لعنة لأجلنا[3] إذ يقول، يجب أن يتألم الراعى بالأحرى وليس الخراف كراعِِ صالح أعطى حياته لأجل الخراف. ومن ثم بالإعلان الإلهي رأي داود العظيم الملاك المُهلك يهدأ ويتوقف إذ رآه يقول “بالقرب من البيدر”، وهناك بنى داود مذبح، وقدم لله محرقات مع ذبائح سلامة (أنواع الذبائح وطرق تقديمها كانت وفقًا للناموس) بالبيدر الذي يعنى الكنيسة، التي عندما وصل إليها، توقف (المهلك) أخيرًا وأُبطل الموت ورّد يده التي كانت سابقًا مرعبة ومدمرة لأن الكنيسة هي بيت الحياة بحسب الطبيعة، وهي بيت المسيح. نقول إن الكنيسة هي البيدر (الجُرن) بالشبه والصورة إذ فيها يُجمع كحزم أي كسنابل، كل ما يُحصد من الحياة العالمية بواسطة الحصادين القديسين، أي الرسل والإنجيليين لكي يصير حصادهم في البيادر السماوية، وكمثل مخزن للرب في أورشليم السماوية، إذ يُجمعون كقمح بعد نزع المواد عديمة الصلاح والأشياء الزائدة التي يُشار إليها بالتبن. فقد قال المسيح مرة في موضع ما إلى الرسل القديسين “أما تقولون أنه يكون أربعة أشهر ثم يأتي الحصاد. ها أنا أقول لكم ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول إنها قد ابيضت للحصاد. والحاصد يأخذ أجرةِِ ويجمع ثمرًا للحياة الأبدية لكي يفرح الزارع والحاصد معًا[4] وأيضًا “الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده[5].

          يسمى جموع المؤمنين العتيدين والحاصدين القديسين بالحصاد العقلي إذ يقول أن كل واحد منهم له في عقله ولسانه الكلمة الإلهية التي هي “حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذى حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته[6]، أظهر المعمدان الطوباوى الكنيسة باسم البيدر (أو الجرن) قائلاً عن المسيح “أنا أعمدكم بماء ولكن يأتي بعدي مَن هو أقوى منى الذي لست أهلاً أن أحل سيور حذائه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار. الذي رفشة في يده وسينقى بيدرة ويجمع القمح إلى مخزنه وأما التبن فتحرقه بنار لا تطفأ[7]. هذا البيدر العقلى، أعنى الكنيسة، قد اشتراه المسيح بخمسين شاقل، أي بثمن ليس رخيصًا. لأنه لأجلها قدم نفسه ذبيحة وأقام فيها مذبحه. وحيث هو المُقدِّم للذبيحة “لأنه صار رئيس كهنة[8]، قدم ذاته كذبيحة على شكل ومثال الثور الذي يُدِّرس (الغلال)، وصار ذبيحة محرقة وسلامة. لأن الحاجز المتوسط نُقض بواسطة المسيح، ونحن الذين كنا قديمًا بعيدين ومنفصلين بسبب الخطية، دخلنا بواسطته، إلى الله الآب نفسه، ناقضًا تلك العداوة القديمة. لأنه “هو سلامنا[9] بحسب الكتب.

بلاديوس: بناء على ذلك الثور الذي يدرس، نعنى به أنه هو المسيح؟ كيف يمكن هذا؟

كيرلس: ألم يشر الناموس الموسوى، إلى التلاميذ القديسين على أنهم ثيران تدرس؟ لأنه يقول بطريقة مبهمة “لا تكم الثور في دراسه[10]. وهذا ما يقصده بولس الطوباوى بوضوح شديد عندما يقول “فإنه مكتوب في ناموس موسى لا تكم ثورًا دارسًا. ألعل الله تهمه الثيران أم يقول مطلقًا من أجلنا. إنه من أجلنا مكتوب. لأنه ينبغي للحرّاث أن يحرث على رجاء وللدارس على الرجاء أن يكون شريكًا في رجائه[11]. الثيران إذن تعنى صورة الأول، أي المسيح، وهي أيضًا التلاميذ الطوباويون. وبتفسير آخر الثور الذي يدرس هو المسيح. لأنه بواسطته تحدث تنقية وإخراج للمواد غير اللازمة، أقصد الاهتمامات الجسدية العالمية والمضلّلة، والتي قد صارت وقودًا للهيب مثل التبن. لكن عندما أقيم المذبح وقدمت عليه ذبيحة السلامة والمحرقة، بَطُل الحزن. لأن السيد سمع توسل الأرض وتوقف الملاك المهلك. لأنه، عندما قدم المسيح ذاته ذبيحة لأجلنا، أُبطل الموت والفساد وتحول الفساد إلى عدم فساد، إذ وعد الله ضابط الكل بأنه سيكون مستعدًا لسماع صلوات الجميع. إذ يقول: “ويكون أنى قبلما يدعون أنا أجيب وفيما هم يتكلمون بعد أنا أسمع[12]. هذا والاتساعات اللاحقة للمذبح الأول الصغير تعلن عن تقدم الإنجيل في الوقت المعين، كما أيضًا الانتشار الكبير للكنائس بعد الانتشار الأول المحدود. لأنه قد زادت المذابح بإضافة كنائس أخرى غير التي كانت في البدايات، وذلك بتضاعف العدد غير المُحصى للشعوب، التي نالت الفداء بذبيحة المسيح، آخذين نفس المُقدِم والذبيحة المقدسة، ذات الرائحة الذكية النقية، وآخذين في شكل البيدر المذبح الذي يستحق كل إعجاب والسيد رب الكنيسة.

بلاديوس: قولك واضح جدًا إذ قد صار بمهارة عظيمة.

كيرلس: وهل أنت نفسك دون أن تتردد إطلاقًا ألا تقول أن المسيح هو الحياة والفداء للجميع؟

بلاديوس: اعلم أننى كنت سأقول هذا لأنى عندى نفس الرأي.

كيرلس: مات الواحد لأجل الجميع، الذي هو مستحق في كل شيء، وأعطى حياته بدلاً عن حياتنا، وأبطل طرق الشيطان الشريرة، وأوقف شكاية الخطية التي تسلطت علينا وثرثرتها أيضًا عن جرائم الجميع.

بلاديوس: بأي طريقة تعنى هذا؟

كيرلس: بسبب أنه قد ملكت الخطية على كل من على الأرض، لذا انجذب كثيرون من الأحداث إلى الشرور كما هو مكتوب (تك5: 6) والجميع أصرّوا تمامًا على تحقيق كل ما يريدونه، وهكذا وجدنا أنفسنا حتميًا محسوبين لقضاء الموت. لأن نتيجة مخالفة الناموس الإلهي وعدم الطاعة للإرادة الإلهية كان حكم الموت. ولذا حزن الخالق على طبيعة الإنسان التي فسدت وصار الوحيد الجنس إنسانًا وجعل جسده يحتمل الموت لأجلنا ذلك الذي تسلل إلينا بسبب الخطية لكي بموته يُبطل الخطية ويوقف اتهامات الشيطان نحونا، إذ قد سُددنا في شخص المسيح نفسه جزاء اتهاماتنا بسبب الخطية، لأنه وفقًا لكلمات النبي “هو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين[13]. ألم نُشفى نحن بآلام ذاك؟

بلاديوس: هذا حقيقى “لأنه هو مجروح لأجل معاصينا ومسحوق لأجل آثامنا”[14].

كيرلس: إذن أُبطلت الخطية بآلام المسيح لأجلنا، ولم يعد لها غلبة على المقدسين بواسطة المسيح. وهذا سيُظهره لنا بوضوح النبي زكريا حين قال وهو يشاهد رؤيا: “ثم خرج الملاك الذي كلمنى وقال لي ارفع عينيك وانظر ما هذا الخارج. فقلت ما هو. فقال هذه هي الإيفة الخارجة. وقال هذه عينهم في كل الأرض (هذا هو ظلم البشر على كل الأرض). وإذا بوزنه رصاص رُفعت وكانت امرأة جالسة في وسط الإيفة. فقال هذه هي شر فطرحها في وسط الإيفة وطرح ثقل الرصاص على فمها. ورفعت عينىّ ونظرت وإذا بامرأتين خرجتا والريح في أجنحتهما. ولهما أجنحة كأجنحة اللقلق فرفعنا الإيفة بين الأرض والسماء. فقلت للملاك الذي كلمنى إلى أين هما ذاهبتان بالإيفة. فقال لي لتبنيا لهما بيتًا في أرض شنعار. وإذا تهيأ تقر هناك على قاعدتها[15]. أتريد أن نشرح أيضًا الكل واحدة واحدة وأن نحللهما بقدر ما نستطيع؟

بلاديوس: أريد جدًا بالتأكيد.

كيرلس: رأي النبي وعاء مكيال قد خرج من أورشليم، وعندما سأل ماذا يكون هذا، قال له الملاك “هذا هو ظُلم البشر على كل الأرض”[16]. كما لو قال إنه بهذا المقياس تقاس الخطايا عبر الأزمنة لكل من يخطئون على كل الأرض. فعندما تصل خطيئتنا إلى كم ظاهر، عندئذِِ يفرض المشرع الإدانة وهو حزين. إنه باستمرار يُظهر صبرًا من محبته الطبيعية للبشر ويحتمل كل مَن يخطئون ولا يغضب قبلما تكتمل الخطية، فمن جانب آخر قال لإبراهيم القديس “لأن ذنب الأموريين ليس إلى الآن كاملاً[17] وإلى الفريسيين الذين تفوهوا كثيرًا بغير انضباط. قال المسيح: “فاملأوا أنتم مكيال آبائكم[18]. إذن عندما خرجت إيفة القياس وطُرحت وزنة الرصاص وأُلقيت المرأة التي ملئته في وسط هذا المقياس، وقبلت في فمها وزنة الرصاص. قال الملاك “هذه هي آثامهم”.

بلاديوس: كلامك ليس واضحًا بعد.

كيرلس: سيصير واضحًا ولن يتأخر كثيرًا. وزنة الرصاص هي المسيح نفسه، الذي رُفع بالصليب ونراه يشع بمجد الألوهية. لأن الله رفعه عاليًا وأعطاه اسمًا فوق كل اسم (فيلبى9: 2)، وأغلق فم الخطية وفقًا لهذا الذي قيل في المزامير “وكل إثم يُسد فاه[19]، الخطية لا يمكنها أن تشتكي هؤلاء الذين أخطاوا عن ضعف وقد تبرروا بالإيمان. لأنه يقول “الله هو الذي يبرر مَن هو الذي يدين[20]. وطالما أن المسيح تألم لأجلنا، فكيف سنستمر نحن وفقًا لهذا أن نأخذ لأنفسنا العقوبة عن خطايانا؟

بلاديوس: تكلمت بالصواب. إذ قد تبررنا بإيماننا بالمسيح والشكوى التي ضدنا بسبب الخطية قد تصدّينا لها بأكثر فاعلية. لكن سأكون شاكرًا جدًا لو علمت منك لأي سبب يشار إلى المسيح بكتلة الرصاص وتُعرض الخطية في شخص المرأة؟

كيرلس: هذا من السهل أن نتعلمه من الكتاب المقدس. لأنه يقدم المسيح وحتى الآن بأمور أخرى كثيرة والتي تفهم عنه بحسب النوعية التي تعلنها هذه الأمور.

بلاديوس: ماذا تعنى بهذا؟

كيرلس: صار (المسيح) لأجلنا الأساس والأمان، ودعامة ثابتة، وحجر الأساس غير المتصدع . لهذا سُمىّ حجرًا إذ يقول “هاأنذا أؤسس في صهيون حجرًا حجرًا امتحان حجر زاوية كريمًا أساسًا مؤسسًا من آمن لا يهرب”[21]. وفي موضع آخر يسمى أيضًا جوهرة الكنيسة اللامعة والمستحقة كل إعجاب، غنانا الروحي . دُعى اللؤلؤة لأنه يقول “يشبه ملكوت السموات إنسانًا تاجرًا يطلب لآلئ حسنة فلما وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن مضى وباع كل ما كان له واشتراها[22]. لقد وحّدنا بذاته مع الله الآب مبطلاً العداوة بجسده كما هو مكتوب (أفسس15: 2ـ16). وحقًا قال لأبيه السماوى عن كل الذين تبرروا بإيمانهم فيه “أيها الآب أريد كما أنك أنت فىّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا[23]. من وجهة النظر هذه سُمىّ حجرًا من القصدير لأن القصدير يلصق كل ما يقبل اللصق، ويقول الله في موضع آخر بصوت زكريا، مظهرًا لنا ابنه نفسه الذي سوف يصل وسيأتى في وقته “فتفرح أولئك السبع ويرون الزيج (حجر القصدير) في يد زربابل[24]. إذن وهكذا هنا يسميه بالرصاص المفيد وسأقول لك أيضًا لأي سبب. الفضة الخام عندما تختلط بالرصاص تنقى حسنًا جدًا، حيث الرصاص يجذب إلى نفسه وبطريقة طبيعية شوائب الفضة التي تحترق معًا. شيء مثل هذا حققه المسيح لنا نحن أنفسنا. بينما كُنا غير أنقياء ومرفوضين، اتحد بنا جسديًا وروحيًا وهكذا طهرنا من الوساخة التي كانت عالقة بداخلنا. لقد نزع خطايانا لكي نصير أنقياء ولامعين له وبواسطته. والشعب اليهودي الذي لم يقبل التطهير بواسطة المسيح يرثيه النبي إرميا قائلاً: “احترق المنفاخ من النار فنى الرصاص. باطلاً صاغ الصائغ والأشرار لا يفرزون. فضة مرفوضة يُدعون. لأن الرب قد رفضهم[25]. هل أدركت إذن أن الكتاب المقدس لم يجهل أن نقاوة الفضة لا يمكن أن تصير بدون الرصاص. حيث إن المسيح نقانا بينما كنا غير أنقياء لهذا شبهه بالرصاص، فهو الذي سَدّ فم الخطية التي أخذت شكل المرأة. إن المرأة هي رمز للضعف ولكن أيضًا للذة، (وبالضعف واللذة) يتم كل إثم. لأنه بقبول لذة مثل هذه أو أخرى يُفسد العقل، ويُقطع الحس وهكذا تهرب نفس الإنسان من الآلام التي تقود إلى الفضيلة وتسقط هكذا النفس في الخطية. لهذا يُدعى البعض بالحرى محبى اللذة لا محبى الله (أنظر 2تيمو2: 3) ويُضيف النبي عن أولئك الذين أخذوا عِلة الخطية من المرض النفسى وأنحطوا في الدناءة قائلاً “شددوا الأيادى المسترخية والركب المرتعشة ثبتوها[26].

بلاديوس: حسنًا، هذا يُشرح هكذا. اخبرنى الآن عن المرأتين اللتين نقلن مكيال القياس والإثم إلى أرض البابليين؟ ماذا يُريدا أن يُعلمنا؟

كيرلس: المسيح، يا عزيزى، قد سدّ فم الإثم. لأنه قد تبررنا به، وعتقنا من كل اتهام وأوقف هجوم الإثم ضدنا. طالما هدف تدبير المسيح هذا قد صار لأجلنا، واحتمل الموت عن كل واحد منا ولأجلنا، على الرغم من أنه قام ثانية. لأنه لم يكن واردًا أن تُهزم الحياة من الموت. لكن البعض لم يصدقوا إنجيل المسيح ومن حيث أنهم لم يقبلوا فدائهم من الخطية، فهم يحملونها أيضًا كالحمالين معلقين إياها على رؤوسهم وهذا من ضعف عقولهم ورخاوة النفس وعدم شهامتها. هؤلاء تجلب عليهم (الخطية) كل روح شرير وأيضًا تدفعهم إلى ممارسة كل نوع من أنواع النجاسة، مكثرين بقدر ما يستطيعون من كل رغبة فى الدناءات. علامة هذه الرغبة هي الأجنحة والتي يسمونها ـ كما يقال ـ هُدهد هذا نوع من العصافير التي تغطس دائمًا في البرك القذرة جدًا وتلتقط غذاءها من داخل القذارة والنجاسة. وكل الذين ينفقون حماسهم في القذارة، هؤلاء يمكن أن يُقال عنهم بسهولة إن لهم أجنحة الهُدهُد. وسلوكهم يتصف بسلوكيات أنثوية وأخيرًا هم يتمثلون بالخطية التي تسود عليهم سطوتها القاهرة. ومثلما صار الذين يسمعون المسيح متمثلين به بالتقديس، هكذا صار أولئك الذين اختاروا أن يتثقلوا بالدناءة النجسة متمثلين بالعصيان وما شبه ذلك. وإذ تنقلان المقياس إلى بابل وهناك يطلبن مسكنًا، فإن هذا يعنى، على ما أعتقد، أن الشخص الذي لم يُفضل حياة المسيح ولم يحب سد فم الخطية، بسبب أن كل اهتمامه ينصب فقط على النجاسات، فإنه سيخرج من أورشليم المقدسة، أي من الأم المقدسة للأبكار، مدينة السماء الجميلة وإذ يحمل حمل الخطية الثقيل جدًا سوف يسكن مع البابليين، أي سيكون لديه نصيب وميراث مشترك مع عباد الأوثان لأن كل مَن احتقر الفداء بالمسيح سيكون له نفس المصير مع غير المؤمنين. حقًا يقول المخلص: “وإن أخطأ إليك أخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما. إن سمع منك فقد ربحت أخاك. وإن لم يسمع فخُذ معك أيضًا واحدًا أو اثنين لكي تقوم كل كلمة على فم شاهدين أو ثلاثة. وإن لم يسمع منهم فقُل للكنيسة. وإن لم يسمع من الكنيسة فليكن عنك كالوثنى والعشار[27]. إذن (الكتاب) ليس صعب الفهم، لكن بالحرى يؤكد لنا كل الكتاب المقدس، أن كل تبرير وكل فداء يوجد في المسيح.

بلاديوس: لقد تكلمت حسنًا جدًا.

 

42  مز3:87

43  إش4:53 ، 12

44  غلا13:3

45  يو35:4ـ36

46  مت37:9ـ38

47  عب12:4

48  لو16:3ـ17

49  عب20:6

50  أف14:2

51  تث4:25

52  1كو9:9ـ10

53  إش24:65

54  إش12:53 أنظر يو29:1

55  أنظر إش4:53ـ5

56  زك5:5ـ11

57  زك6:5

58  تك16:15

59  مت32:23

60  مز42:107

61  رو33:8ـ34.

62  إش16:28.

63 مت45:13ـ46

64  يو21:17

65  زك10:4

66  إر29:6ـ30

67 إش3:35

68 مت15:18ـ17

 

المقالة3 ج3 – السجود والعبادة ج2 – ق. كيرلس الاسكنري – د. جورج عوض إبراهيم