قتل هيباتيا وكيرلس الكبير – فيلوباتير مجدي
لا يوجد مصدر Primary source أشار او اتهم كيرلس الكبير بالتحريض علي او ق-تل هيباتيا فالمصدر المعاصر للحدث سكراتيس الذي كان علي خلاف مع بابا الاسكندرية في الاساس ذكر ان الذي قت-لها مجموعة من الغوغاء المسيحين بقيادة بطرس بدافع الغيرة السياسية والقومية العرقية بدأت منذ أن قام أحد الرهبان المتحمسين “أمونيوس” بإعتراض الوالي والقاء الحجارة عليه فلم يتوصي الوالي في تعذ*يبه وسلخ*ه أمام أعين السكندريين كلهم فأعتقد بعض من المتعصبين المسيحيين ان هيباتيا السبب في ذلك وقامت بتحريض الوالي عليهم بما انها تتردد عليه كثيرا وبرفقته دوما.
*-المصدر: سكراتيس سكولاتيكوس – الكتاب السابع الفصل الخامس عشر
فلو كان هناك نسبة شك بسيطة في البابا كيرلس الكبير لكان حٌرم من رئاسة المجامع المسكونية وكان استخدم ذلك النساطرة في التخلص منه فلو كان سبب في قتلها لاصبحت وصمة عار في حق البطريرك انه يحرك ناس للقتل وقانون الكنيسة يجعل من القاتل محروم من الشركة الكنسية فماذا ولو كان ذلك البطريرك يعزل من منصبه فورا باجماع بطاركة الاربعة كراسي في ذلك الزمان … ودي كانت نقطة مهمة لو كانت صحيحة يقدر يستخدمها نسطور في إزاحة البابا كيرلس من امامه لكي لا يتصدي له أحد في المجمع
من ثم يظهر أنه لا يوجد أي إثبات أن… (القديس كيرلس) كان مذنبًا في هذه الجريمة البشعة
Quasten, Patrology, vol. 3, p. 117. The Theology of St Cyril of Alexandria: A Critical Appreciation
فكانت هيباتيا ضحية حاكم مرتعش ضعيف الشخصية لم يستطع ان يسيطر علي الاسكندرية وان يكون حازم في تطبيق القوانين علي كل الاطراف وعدم محاباة طرف عن اخر وكانت ضحية مدينة كوزموبوليتانية متعددة الفكر والهويات وشعب متحمس لم يكف عن الشغب إذ وجد ذريعة لذلك ولا يكف دون سفك الدماء.
“لقـد ظلـت الإسكندرية مكاناً يسهل فيه تعبئة حركات عنف شاملة ومؤثرة؛ أياً كان سبب العنف، وسواء أكان حقيقياً أم مخْتَلَقَاً. وكـان يمكـن اسـتثارة المـسيحيين المصريين للقيام بأعمال عنف ضد ‘اليونانيين‘ الوثنيين، بنفس سهولة استثارة ‘اليونانيين‘ السكندريين ضد اليه*ود.”
Egypt After the Pharaohs 332 BC-AD 642: From Alexander to the Arab Conquest
وقد كان في تلك الفترة الزمنية حادثا مشابها لحادثة هيباتيا في أحد الفلاسفة المسيحيين المصريين قاموا الوثنين بالاعتداء عليه وكادوا من إنهاء حياته
“وفـى الحقيقـة فإن بعض رجال الأدب لم يكونوا فقط مجرد وثينيين، في حقيقة الأمـر، بـل إنهم كانوا وثنيين منافسين ومحاربين، وربما أنهم أصبحوا شخصيات مهمـة فى عمليات إرهاب المسيحيين وفى اضطهادهم، وهو أمـر لا يبعـث علـى الدهشة. ولدينا قصة مفيدةٌ تشير إلى شاعرٍ وباحث من القـرن الرابـع مـن منطقة بانوبوليس، يدعى هورابوللون Horapollon كتـب شـروحاً علـى سوفوكليس Sophocles وألكايوس Alcaeus وهوميروس Homer وعلـم ليس فقط في الإسكندرية بل أيضاً في القسطنطينية. وفقد تلميـذٌ لـه يـدعى باراليوس Paralius اهتمامه بالوثنية، وأعلن لأستاذه عزمه على أن يتحـول إلى المسيحية، وعندئذ اختار بقية تلاميذ هورابوللون الوثنيون لحظةً لم يكـن أستاذهم موجوداً فيها، وكان هناك قليلٌ من المسيحيين الحاضرين، وأوسـعوه ضرباً حتى كادوا أن يقضوا عليه”
Suidas, s.v. Horapollon, Zacharias Scholasticus, Life of Severus of Antioch, Patrologia Orientalis II, pp. 22-3 “
+ وقد لاحظت أميانوس في القرن الرابع تعذيب الاقباط وسخر من هيئتهم ولاحظ الفوارق الطبقية بينهم وبين الاخريين وعلامات الجلد علي أجسادهم.
نستخلص من ذلك:
1- البابا كيرلس برئ
2- مفيش مصدر اتهمه ولا مرسوم اصدره ضدها
3- المصدر المعاصر اللي هو ضد البابا مذكرش اي اتهام له
4- الحادثة بسبب الغيرة السياسية والدوافع القومية
5- القاتل بطرس ومجموعة من الغوغاء وسبب القتل اعتقادا انها السبب في اللي حصل في امونيوس
فكان كيرلس الإسكندري ضحية لقصر النظر العلمي الشديد الذي للأوروبيين في القرون الحديثة والذي كان معظمه بسبب اتجاهات امبريالية غير معروفة, والبعض لا يخلو من العنصرية… وفي أجزاء من دراساتي التاريخية لكيرلس والتي بالنسبة لي كانت ذات مغزى (وإن كانت جانبية بالنسبة للقصة الأساسية) حاولت أن أوضح كيف أنه سواء خطة جيبون Gibbon التي تُعَرِّف كيرلس على أنه أسوأ شخصية في القصة (ليدلل على كم أفسدت المسيحية الإمبراطورية الرومانية) أو البرنامج الفيكتوري Victorian agenda أثناء حكم الملكة فيكتوريا 1837-1901م, الذي انتقده أخلاقيًا بشدة (كجزء من محاولة خلع الكريستولوجيات الأنجلو-كاثوليكية السكندريةAnglo-Catholic Alexandrian Christologies في سبيل تحقيق كريستولوجية الإخلائية-الإنسانية السائدة حديثًا a newly ascendant Kenotic-Humanist Christology)
فكل منهما كان بقوة اعتبار غير متمشي مع العصر الذي حدث فيه [ينطوي بوضوح شديد على مفارقة تاريخية] وقد تصاعد بواسطة الدارسين الذين لهم مصالح [رغبات] راسخة… ويوجد الاتهام -الذي يعوزه حس المسئولية- لشخصية كيرلس الأخلاقية, خاصة في الهراء الرومانسي والذي اُستبدل ]اُعتبر[ كتاريخ في رواية تشارلز كينجسلي “هيباتيا”. وهذا قد كلَّف كيرلس عدم ترجمة كتاباته في السلسلة الفيكتورية للترجمات الآبائية إلى الإنجليزية مثل The Nicene and Post-Nicene Fathers…
ويمثل جور وريلتون H.M. ReltonC. Gore and أولئك الذين بينما هم قد تضلّعوا في العقيدة المسيحية المبكرة لكنهم يدافعون عن كريستولوجية الإخلائية-الإنسانية. ولذلك كان كيرلس أحد ضحايا التغيير الجذري [غير المتوقع] في مواجهة الكريستولوجية الأنجليكانية في العصر الذي تلى حركة اوكسفورد وفي وقت كانت فيه الكنيسة تزداد في الانحياز إلى البرنامج البروتستانتي الأوروبي التحرري].
Thomas G. Weinandy and Daniel A. Keating, eds, The Theology of St Cyril of Alexandria: A Critical Appreciation (London: T&T Clark, 2003), pp. 205, 207-208.
عانى كيرلس هذا الإهمال في الأزمنة الحديثة، ففيما عدا رسائله المجمعية فهو غير مُمَثَل في الترجمة الفيكتورية الإنجليزية المتأخرة للآباء، Library of Nicene and Post-Nicene Fathers مكتبة آباء نقية وما بعد نيقية. ومما تسبب في ذلك، هو بلا شك تصويره في رواية شارلز كينجسلي الشهيرة “هيباتيا” في عام 1853م كشخص شرير قاسٍ وعديم الضمير. ومع ذلك فكل هذا يعطي أساسًا فقيرًا لفهم شخص اعتبره المسيحيون على الأقل منذ القرن السابع فصاعدًا “خاتم الآباء”
Young, Ayres, and Louth, The Cambridge History of Early Christian Literature, p. 353.
فكل اتهام للبابا هو من محض خيالات منزوعي العقل المسوقين ذوي الايدولوجيات المثيرة للشفقة عليهم ونوبات الضحك عليهم في انِ واحد الذين يستقوا معرفتهم من العالم الافتراضي والروايات أو من مدعيين المعرفة او الناعتين لانفسهم بإسم المؤرخيين وهما في ادعاءاتهم مع التاريخ والعلم صنوان مفترقان.
ويبرهن J.A. McGuckin بحق على أنها مجرد ثقافة غير مسئولة من جانب المؤرخين الذين اعتبروا أعمال كينجسلي تاريخًا أكثر منها خيالا.
ونحن نكرر نفس الرأي بالنسبة لاعتبار الروايات المؤدلجة تاريخًا، وليس خيالاً.