مُترجَم

الأخطاء في مخطوطات العهد الجديد هل تؤثر في سلامة وصحة النص؟ ومقارنتها بالقرآن والأحاديث

الأخطاء في مخطوطات العهد الجديد هل تؤثر في سلامة وصحة النص؟ ومقارنتها بالقرآن والأحاديث

الأخطاء في مخطوطات العهد الجديد هل تؤثر في سلامة وصحة النص؟ ومقارنتها بالقرآن والأحاديث
الأخطاء في مخطوطات العهد الجديد هل تؤثر في سلامة وصحة النص؟ ومقارنتها بالقرآن والأحاديث

يشير بعض المسلمين إلى ان العلماء قد سجلوا 400 ألف اختلاف في مخطوطات العهد الجديد. وهذا دليل لا يمكن إنكاره على ان العهد الجديد قد تم التلاعب به ولا يمكن استخدامه إطلاقاً على انه كتاب مقدس. فهذا العدد الهائل من التباينات في المخطوطات في النصوص القديمة دليل على تحريف الكتاب المقدس بشكل كامل.

 

عدد هائل

لنعد أولا إلى الادعاء بان وجود 400 ألف اختلافاً في المخطوطات. دليل على ضياع النص الاصلي للكتاب المقدس تماماً. هذا الادعاء يقوم على الجهل بمفهوم اختلاف المخطوطات.

 

تعريف الاختلاف في المخطوطة يشمل قيام النساخ ببعض الاخطاء الاملائية أو نسخ الكلمة مرتين (إزدواجية). وتقريبا فان كل التباينات في المخطوطات تقع في هذه الفئة من الاختلافات الطفيفة… اختلافات لا تأثير لها على معنى النص.

 

ومن الاختلافات التي هي في الواقع اختلافات حقيقية في اللفظ لا نجد ان لها أي تأثير على التعاليم أو رسالة الكتاب المقدس بأي شكل.

 

وكما يذكر الباحثين، لدينا 25 ألف مخطوطة قديمة للعهد الجديد، فلو كان هناك 20 خطأ املائيا في كل مخطوطة سيكون لدينا نصف مليون اختلاف فيها ولكن ليس لاي منها تأثير على معنى النص بأي شكل.

ولنعقد مقارنة، حيث ان القرآن لم يكتب في الأصل بالتشكيل أو (التنقيط). كما نرى في النسخ الحديثة منه فهذا يعني ان القرآن كله وتقريبا كل حرف منه يعتبر عرضة لاختلاف المخطوطات.

A Difference Between The Topkapi Manuscript And The Current Version Of The Qu’ran

اختلاف بين مصحف طوبقابي والنسخة الحالية من القرآن.

ونقدم مثالا على كيف ان علامات التشكيل اثرت في معنى القرآن. إذا قمنا بمقارنة مصحف طوبقابي مع النسخة التقليدية للقرآن المستخدمة في أيامنا.

كما اشار موقع

Reformed Apologetics Ministries

ورد في مصحف طوبقابي في سورة ابراهيم آية 38

“You know what we conceal and what he revealed,”

رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا يعلن وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِن شَيْءٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء

بينما في النسخ الحديثة نقرأ نفس الآية

You know what we conceal and what we reveal”

رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِن شَيْءٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء

المرجع

(Keith Small, Textual Criticism and the Qur’an Manuscripts, [Lexington Books, 2012], p. 74).

هنالك 2270 تباين نصي في مصحف طوبقابي

 

في الحقيقة، قام العالم الدكتور تايار اتيكولاك والذي شغل منصب رئيس المديرية التركية للشؤون الدينية بين عامي 1978 و1986 قام بتحديد 2270 فرقا بين مخطوطة قران طوبقابي وقرآن فهد القياسي الشائع استخدامه في العالم الاسلامي اليوم.

 

لو افترضنا ان هناك 200 مخطوطة قديمة للقران (تذكروا ان هناك 25 ألف مخطوطة قديمة للكتاب المقدس) وان كل مخطوطة فيها 2000 تباين مخطوطات مثل مصحف طوبقابي عند المقارنة مع النص القياسي الحالي اذن فالقرآن فيه أكثر من 400 ألف تباين مخطوطات.

 

ثم قام الدكتور اتيكولاك بتصنيف الفروقات بين مصحف طوبقابي والقرآن الحديث ووجد ان الغالبية العظمى من الفروقات هي فروقات املائية اي انها نفس الكلمة ولكنها مكتوبة بشكل مختلف باللغة العربية الحديثة مقارنه باللغة العربية القديمة الموجودة في مصحف طوبقابي.

 

بخصوص مخطوطات العهد الجديد معظم الاخطاء اخطاء املائية وما شابه ولا يغير اي منها يغير معنى الكتاب المقدس بأي شكل وقطعا لا يثبت أو يلمح إلى تزوير أو تغيير أو فقدان أو تحريف في نص الكتاب المقدس.

 

التباين في التشكيل

كما أشرنا أعلاه، بما ان القرآن لم يكتب في الاصل بالتنقيط (حروف متحركة) وعلامات التشكيل بينما النسخ الحديثة منقطة ومشكلة فهذا يعني ان القرآن بأكمله وتقريبا كل حرف فيه قد تعرض إلى التباين في المخطوطات.

 

وفي هذه الحالة، فهل يعتبر هذا دليل على التلاعب في القرآن وتزويره أو تحريفه لإخفاء الحقيقة عن ألوهية يسوع أو ان معنى القرآن قد ضاع تماما وما من أمل في استعادته؟ بالطبع لا.

 

إذن لماذا يصر المسلمون على ان التباينات في المخطوطات في الكتاب المقدس تثبت ان العهد الجديد محرف وان معناه قد ضاع إلى الابد؟

 

بارت إيرمان

نعود الآن الى تصريح بارت إيرمان، وهنا سيشعر المسلمون بخيبة الأمل عندما يعلمون ان بارت إيرمان رغم انه لا يمكن الان تحديد الصياغة الاصلية الدقيقة للكتاب المقدس الا انه يعتقد ايضا بان تعاليم الكتاب المقدس لم تختلف ابداً.

 

يؤمن إيرمان مثل غالبية علماء اللاهوت الكتابي بان ما من تعاليم اساسية قد تعرضت للخطر بسبب التباين في المخطوطات. أي ان إيرمان يؤمن بان يوحنا وبولس قد بشرا دوما بان يسوع هو الله. كما ان الكتاب المقدس قد قال دائما بان يسوع مات على الصليب وبان يسوع هو النبي الاخير ولم يؤمن الكتاب المقدس بان هناك نبي سيأتي بعد المسيح اسمة محمد.

 

كما ان إيرمان لا يؤمن ايضا بان الكتاب المقدس كان إسلاميا في الأصل أو أنه تم تغييره بقصد التزوير وإخفاء التعاليم الاسلامية أو لتقديم صورة خاطئة عن يسوع أو اي تعاليم في نص الكتاب المقدس قد تعرضت للخطر أو تم اختراعها أو اخفاؤها أو تلفيقها.

 

بالمختصر، يؤمن إيرمان بما يعرف من الناحية التقنية بانها “عقيدة التباينات” Orthodoxy of the variants، اي انه لا يوجد تباين في المخطوطات يحدث تغييراً في رسالة أو تعاليم الكتاب المقدس.

 

ويقول دانييل ووالاس وهو عالم لاهوت ونقد نصي ولغة يونانية، قام بمناظرة إيرمان عدة مرات:

 

على مدى أكثر من قرنين، ان لا يوجد عقيده مسيحية قد تتأثر بأي اختلاف في المخطوطات.

حتى إيرمان أقر بهذه النقطة بعد المناظرات الثلاثة التي اجريتها معه (للمهتمين يمكنهم طلب القرص المدمج أو السي دي لمناظرتنا الثانية والموجود في حرم جامعة ساوث ميثوديست).

 

التباين في الأحاديث الاسلامية

واخيرا يقر المسلمون بان هناك تباينات في صياغة أو الفاظ الأحاديث ولكنهم يقولون بان هذه التباينات في اللفظة لا تؤثر على المعني ولا تأثير لها على حالة الوحي لهذه الأحاديث التي تحتوي على تباينات في سردها.

كل الأحاديث الصحيحة تعتبر وحياً مباشرا من الله رغم وجود بعض الاخطاء البسيطة في سرد الحديث.

 

من الموقع الاسلامي سؤال وجواب

ان وجود عدة روايات للحديث لا يعني وجود خطأ في الحديث ان كان المعني نفسه.

اذن حسب ما ورد في الموقع فان اهم شيء هو المعني وليس الصياغة أو اللفظة. أن يكون للحديث نفسه عدة روايات لا اهمية له حتى لو كان هناك اختلافات في اللفظة أو الصياغة بينها. مع ذلك تعتبر هذه الأحاديث وحيا مباشرا من الله.

فالمهم في نقل الحديث هو نقل المعني اما بالنسبة للصياغة فهي غير مهمة فالحديث ليس للعبادة كما هو الحال مع القرآن.

 

مثلا لناخذ الحديث

– إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى فمن كانت هجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ فَهجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ ومن كانت هجرتُهُ إلى دنيا يصيبُها أو امرأةٍ ينْكحُها فَهجرتُهُ إلى ما هاجرَ إليْهِ

الراوي: [عمر بن الخطاب] | المحدث: ابن تيمية | المصدر: مجموع الفتاوى | الصفحة أو الرقم: 20/223 | خلاصة حكم المحدث: صحيح

 

الأعْمَالُ بالنِّيَّةِ، ولِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ، ومَن كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أو امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إلَيْهِ.

الراوي: عمر بن الخطاب | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 54 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

التخريج: أخرجه مسلم (1907) باختلاف يسير.

 

فمع تشابه المعنى، لكن هل قيل الاعمال “بالنيات” حرفيا أم “بالنية” حرفيا؟ هل بصيغة جمع ام بمفرد؟

 

والسبب في تعدد الروايات هو ان تم رواية المعنى.

اما مصدر الحديث فهو شخص واحد، وهو: يحيى بن سعيد الأنصاري ويصل إلى عمر رضي الله عنه.

ويجب الاشارة إلى ان المعني من هذه الجمل كلها واحد اذن ما الاهمية من وجود عدة أحاديث؟ ويخبرنا موقع سؤال وجواب ان اخطاء السرد لا تبطل الحديث لأنه يمكن تحديد الخطأ عند مقارنة روايات الحديث مع بعض.

وهذا بالضبط ما يفعله علماء النقد النصي عندما يقومون بمقارنه مخطوطات الكتاب المقدس القديمة.

لماذا يجب ان يتسبب خطأ الناسخ بإبطال آية في مخطوطة الكتاب المقدس ان كان خطأ بالسرد لا يبطل حديثاً؟

قد يكون أحد الرواة قد ارتكب خطأ فقام برواية حديث بطريقة مختلفة عما رواه آخرون. من الممكن اكتشاف الخطأ بمقارنة الأحاديث مع بعضها البعض وهذا ما قام به العلماء في كتب السنة.

 

إذن يتفق علماء النقد النصي وعلماء الشريعة في أن اخطاء السرد التي لا تؤثر على المعني لا تبطل وحي الكتاب المقدس.

 

المراجع

Christian Scholars Admit To 400,000 Variations In The Bible

https://indifferencegivesyouafright.wordpress.com/2016/09/27/christian-scholars-admit-to-400000-variations-in-the-bible

https://danielbwallace.com/2012/05/01/the-bart-ehrman-blog-and-the-reliability-of-the-new-testament-text/

The saheeh Sunnah is wahy (Revelation) from Allaah

https://islamqa.info/en/answers/77243/the-saheeh-sunnah-is-wahy-revelation-from-allaah

Dr. Atikulac has catalogued the differences between the acient Topkapi Qu’ran and the modern Qu’ran

https://www.academia.edu/12966825/A_Critical_Analysis_of_Jay_Smiths_Mistakes_About_the_Quran

https://tr-m-wikipedia-org.translate.goog/wiki/Tayyar_Alt%C4%B1kula%C3%A7?_x_tr_sl=tr&_x_tr_tl=en&_x_tr_hl=en&_x_tr_pto=sc

الأخطاء في مخطوطات العهد الجديد هل تؤثر في سلامة وصحة النص؟ ومقارنتها بالقرآن والأحاديث