هل الابن أقل من الآب؟ – الحوار الثالث ج6 حول الثالوث – القديس كيرلس الاسكندري
الحوار الثالث
” إن الابن هو إله حقيقى كما أن الآب إله حقيقى “
هل الابن هو أقل من الآب لأنه قد أُعطىَ ”اسمًا”؟
كيرلس: يجب أن تعلم أنى أتفق معك أنه قد أُعطى اسمًا فوق كل اسم. فإن اعترض أحد على أقوال الوحى الإلهى فإن هذا لا يدل ـ على ما أعتقد ـ على رجاحة الفكر بل على عقل منحرف وعلى محاولة إنسان قد إختّل عقله. غير أنى مندهش من فنون وأساليب المعارضين في التضليل لأنهم لم يحاولوا حتى مجرد التفكير في سبب إعطائه اسمًا، لكنهم يفتشون عن كلمات تخدم أفكارهم[1] وفي هِمّة يستغلون أى أمر يظهر وكأنه ضد مجد وكرامة الابن. مع أن الوحى الإلهى يحدّد الوقت الذي أُعطى فيه الابن هذه العطية لأنه لم يكن آخر هو الذي كُتب عنه “ الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله لكنه أخلى نفسه آخذًا صورة عبد صائرًا في شبه الناس وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب ولذلك رفّعه الله أيضًا وأعطاه اسمًا فوق كل اسم[2] لكى تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومَن على الأرض ومَن تحت الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو الرب لمجد الله الآب“[3].
إرميـــا: وماذا يعنى هذا؟
كيرلس: كان من الممكن أن يكون هذا الكلام مثل طريق مُمَهد ومَعَبر لمَن يريدون الفهم بطريقة صحيحة، ويقودهم هذا الكلام إلى الحق. فلتفهم يا صديقى أنه إذ قد أُعطى الاسم ” كهبة ” فهذا يشير إلى عملية الإخلاء وأن الابن قد وضع نفسه حسب التدبير، من أجلنا. وطالما أنه أخذ اسمًا ـ وفق عملية الإخلاء والخضوع هذه ـ فيبدو كأنه أخذ شيئًا لا يمتلكه قبل عملية الإخلاء لأنه من نفس جوهر الله الآب. وطالما أنه وضع نفسه وقد تنازل من علوه إلى ما هو أقل، فإنه يرجع بالقطع إلى علوه السابق، وهذا لا يعنى أنه يأخذ مجد وكرامة آخر بل ما كان له منذ البدء. أما إن كانوا يعتقدون أنه من الضرورى أن يقولوا إن الابن قد أخذ مجدًا وكرامةً غريبة عنه عندما أُعطى اسمًا فوق كل اسم، كهبة من الآب، فحينئذٍ لا يوجد شئ يمنعنا حسب المنطق من أن نفهم سر تأنسه بطريقة عكسية وأن نحوّل تجسده إلى اتجاه آخر تمامًا. وسأقول لك بأى طريقة يتم هذا. إن كان أخذْ الابن لاسم فوق كل اسم ليس هو اخلاء بالنسبة له، لكن بالحرى اكتسابه لشئ جديد لم يكن له حسب طبيعته، حينئذٍ سيكون هناك إخلاء جوهرى أو بالحرى إخلاء قد حدث قبل أن يحدث الإخلاء في ملء الزمان. بينما الزمن الذي فيه تم الإخلاء ـ وبطريقة لا أعلمها ـ أى الزمن الذي أخلى فيه ذاته، هو زمن المجد والكرامة، بعدما اقتنى ما لم يكن له بحسب الطبيعة وامتلك أمورًا لا تقارن بما كان له سابقًا. غير أنه ـ وكما تؤمن أنت ـ أن الاسم الذي هو فوق كل اسم قد أُعطى للابن عندما اتخذ جسدنا كواحد منا، وتعيّن ابن الله وهو الابن الحقيقى، كابنًا بالتبنى مثلنا ومن أجلنا حتى أننا بواسطته نصير أبناءً لله بالتبنى ، وتكون لنا شركة الطبيعة الإلهية. أم أنك تعتقد أن الحديث قد حادَ عمّا يجب؟
إرميـــا: بالطبع لا.
كيرلس: لقد قرّرنا ـ وعلى عكس عناد المعترضين ـ أنه لابد وأن نعترف بالأمور الأسمى وأن نتمسك بغير لوم بالإيمان بالابن الوحيد[4] ولنبعد عنا كل كبرياء كما هو مكتوب[5]، ولنُخضع كل فكر إلى طاعته. أما إن رفضنا أن نفعل ذلك فيجب علينا أن نقبل ما يقوله هؤلاء وسننكر على الابن الوحيد كونه الإله الحقيقى. وبهذا سنقول أيضًا إنه ليس لدينا شئ آخر نضيّعه.
إرميـــا: هل ستوضّح لى ما تريد، أم ستتحاشى الحديث؟
كيرلس: بالتأكيد لديّ رغبة أن أتحدّث ولن أتحاشى الكلام عن هذه الأمور أم ربما كان من غير الصحيح أن نقول إنه طالما قد أُعطى اسمًا أفضل وأنه ـ بطريقة ما ـ دُعى إلهًا، فإن هذه العطية يمكن أيضًا أن تفارقه؟ لأن ما يُعطى لا يبقى ثابتًا إلى الأبد. وحسب هذا فإن الآب نفسه سيكون معرضًا لما لا يليق أن يُنطق به. لأن الآب سيُصبح أقل من الابن وستكون طبيعته أدنى من طبيعة المولود منه ـ مع أن الابن حسب زعمهم أقل من الآب ـ لأنه لو أن الابن كان له مجرد أن يُدعى إلهًا لكان مجد ألوهيته مجد زائف ولكان وكأنه أُعطى هذه الرتبة الآن فقط وكأنها رتبة زائفة لو أنه بالفعل كان ما يملكه من الألوهية هو مجرد اسم (أى مجرد عطية).
إرميـــا: إن حديثك يوضّح بشاعة هذه الأمور غير اللائقة.
كيرلس: بالفعل هى أمور بشعة، لكن من الضرورى أن نستعرضها. لأننا عندما نفعل هذا فإننا نستبعد ما هو ليس حق ونُظهر ما هو حق. إذًا طالما أن الابن ـ كما يعتقدون ـ قد أخذ اسمًا من الله الآب مكافأة له على إخلائه، فبالتالى يمكن أن يقال إنه قَبْل زمن الإخلاء (أى قبل التجسد) لم يكن له هذا الاسم إذ أن هذه النعمة المعطاة ـ والتي يمكن بسهولة أن تُفقد ـ لم تظهر إلاّ في زمن الإخلاء. وغير ذلك، كيف كان الابن مساويًا لله الآب طالما أنه لم يكن قد أخلى نفسه بإرادته ولم يكن قد أخذ شكل العبد؟ لأنه لم يحسب مساواته لله خلسة. إذًا فإن كنا نقول إن الابن قَبْل زمن الإخلاء كان مساويًا للآب، وأنه عندما أخلى نفسه، كُرّم بطريقة خاصة وأُضيف له مجد فوق المجد الذي له، فإنه سيكون بهذا الشكل قد فاق الآب نفسه.
إرميـــا: هذا كلام صعب جدًا.
كيرلس: غير أنه سليم من حيث طريقة التفكير. فلو قالوا إن الابن ـ عندما أخذ اسمًا فوق كل اسم ـ كان قد اكتسب شيئًا أسمى، فهذا يعنى أن طبيعته قد تطوّرت وفاقت طبيعة الله الآب. لأن هذا ما يتضح من كلامهم الشنيع الذي سبق أن قالوه. ومن ناحية أخرى لو أن المرء قد رأى الابن أقل بين آخرين أسمى منه ولم تزيده العطية أى شئ مع أنه يُفهم أنه أخذ شيئًا، فكيف لا يظهر كذب وهراء مَن لهم مثل هذه الجرأة الكبيرة أن يقولوا إن الطبيعة الإلهية التي لا توصف تتفوّق قليلاً فقط على الطبيعة المخلوقة حتى لا يقال إنها لا تتفوّق عليها بالمرة ؟ وأيضًا أن يقولوا إنه لو أن هذه الطبيعة قد أعطت خصائصها الذاتية لأحد المخلوقات كى ترفعه للمجد فإنه لن يستفيد إلاّ القليل. غير أنه لو فكّرنا هكذا لكان هذا هراء منا، لأن الأمور المختصة بالله هى يقينية وتستحق كل المجد. وحسب فكرهم فإن الله الآب يظهر وكأنه أفضل من نفسه، مانحًا لغيره عطايا أفضل مما يملك.
إرميـــا: بأى طريقة؟
كيرلس: بأنه (أى الآب) قد أعطى الابن ـ الذي هو مساوٍ له وله نفس المجد حتى قَبْل إخلائه لذاته ـ أعطاه اسمًا فوق كل اسم واضعًا إياه في مرتبة عالية. إذًا أليس ما يقوله المعاندون هو هراء تفوح منه رائحة الجهل؟
إرميـــا: بالتأكيد.
كيرلس: كما أعتقد أن المرء يستطيع أن يثبت هراء ما يقولون كالآتى:
لو كان الابن يعرف أنه يحمل مجرد “اسم الابن” وأنه ليس ابنًا بطبيعته (الإلهية) فما الذي جعله ينادى عاليًا ويقول ” أنا هو الحق“[6]. لأن المزَيف ليس هو حقيقى، ومَن يُظهر ما ليس له حسب الطبيعة، بل (يظهر) تلك الأمور الخارجية والغريبة عنه، فهو يحاول أن يخترق الحقيقة والمجد بالقوة. غير أن الواقع ليس هكذا، كما أن هذه الأفكار مشوّهة. وإن كان (الكلمة) ليس هو الله بالطبيعة فلماذا رأى أنه لا يجب أن يحسب نفسه مع أولئك الذين هم آلهة بالتبنى لكنه ميّز نفسه عن كل القديسين وسار في طريق لا يستطيع أحد منهم أن يسير فيه وذلك بقوله ” إن قال آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله، ولا يمكن أن ينقض المكتوب، فالذي قدّسه الآب وأرسله إلى العالم أتقولون له أنك تجدف، لأنى قلت إنى ابن الله“[7]؟ أى أنه يقول: طالما أن هؤلاء الذين يقبلون كلمة الله ويضعونها في داخل نفوسهم، يدعون آلهة، فكيف لا يكون ذاك الذي صيّرهم آلهة، هو نفسه إلهًا؟[8] لأن ” الكلمة كان الله ” كما يقول القديس يوحنا، والفعل كان (½n)[9] لا يعنى أن المجد صار له بعد وقت معيّن بل أن هذا المجد هو له قبل كل الدهور. إذًا هل يشير تعبير “كان” إلى أن هذا المجد كان له دائمًا، أم يعنى أن هذا المجد كان له في بداية الزمن فقط؟
إرميـــا: بالصواب تتكلّم، لأن تعبير “كان” يتعدّى حدود الزمن.
كيرلس: والقديس بولس لا يعترف بالابن على أنه ابن لا يتحلّى برتب غير أصيلة فيه، بل يعترف به إلهًا بالطبيعة متحدًا بالله الآب بعلاقة جوهرية حسب الطبيعة.
إرميـــا: كيف؟
كيرلس: إنه يكتب الآتى ” لأنه وإن وُجد ما يسمى آلهة سواء كان في السماء أو على الأرض كما يوجد آلهة كثيرون وأرباب كثيرون لكن لنا إلهًا واحد الآب الذي منه جميع الأشياء ونحن له، ورب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء ونحن به“[10]. فلو أنه كان قد اعترف بأنه يجب أن يُحصى الابن بين الذين يحسبون آلهة بالنعمة، فلماذا لم يجعله بين هؤلاء الآلهة، ويشير فقط إلى إله واحد وفريد هو الآب الذي هو الله والرب ولأنه ميّز بين الابن وبين تلك الآلهة الأخرى وقال إنه يجب أن يُدعى الآب إلهًا والابن ربًا؟ غير أنى أعتقد أنه من الحكمة والضرورة أن لا نفصل المجد الذي هو حسب الطبيعة عن الألوهة الحقة، وأن لا نُخرج الربوبية الحقة بعيدًا عن الطبيعة الإلهية، لأنه من الواضح أن كلاً من الآب والابن له بالحرى الألوهة والمجد. والدليل الواضح على أن الآب والابن هما واحد في الجوهر هو أن لكل منهما خصائص هذه الطبيعة وأن كل منهما له نفس هذه الطبيعة الإلهية الواحدة وهذا يؤكد وحدتهما المطلقة (في الجوهر) وأنهما لا يحتاجان شيئًا من خارجهما.
إرميـــا: لكن كيف يكون هذا؟
[1] هذا هو اسلوب الهراطقة دائمًا في استخدام النصوص المقدسة. ولقد كشف القديس أثناسيوس نفس هذا الأسلوب الذي اتبعه الآريوسيون. انظر المقالة الأولى ضد الآريوسيين، إصدار المركز الأرثوذكسى للدراسات الآبائية، الفصل الثالث والفصل الحادى عشر. ومن الجدير بالذكر أن لفظ هرطقة ليس عربيًا بل يونانيًا من الكلمة “هيرسيس” a‰resij بعد أن تم نقل كل أحرفها اليونانية إلى أحرف عربية أو ما يسمى بـ Transliteration والمعنى الحرفي للكلمة اليونانية هو من معنى الفعل a„ret…zw الذي يعنى أختار أو أنتقي. ولذلك فإن لقب هراطقة أُطلق على الأشخاص الذين كانوا ينتقون أو يفتشون عن كلمات من بين النصوص المقدّسة كى تخدم أفكارهم التي لا تتفق مع إيمان الكنيسة المستقيم.
[2] إنشغل ق. أثناسيوس من قبل ببيان التفسير المستقيم لهذه الآية بالتفصيل وموضحًا ألوهية الابن المتجسد وأن إعطاؤه اسمًا لا يعنى أنه غير مساو للآب في الجوهر. انظر المقالة الأولى ضد= =الآريوسيين، مركز دراسات الآباء، فصل 11 ص74ـ87 ولقد اتبع ق. كيرلس نفس هذا التفسير وتأثر به.
[3] في6:2ـ11. سبق أن استعان ق. كيرلس بالجزء الأول من هذه الآيات (6، 7) في الرّد على الآريوسيين الذين قالوا إن الابن هو من طبيعة متوسطة بين الله والبشر لأنهم فهموا قول بولس الرسول “يوجد وسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع” (1تيمو5:2)، وذلك بطريقة خاطئة، لهذا نجد أن ق. كيرلس يقول: [ إن الرسول يحدّد على ما أعتقد، أن الفترة الوحيدة التي تتناسب مع الوساطة هى الأزمنة الأخيرة، والتي فيها حسب كلام الرسول “الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه آخذًا صورة عبد”. ورغم أنه الإله والرب فلكى يُرجعنا بواسطة ذاته لله الآب ولكى يصالح الكل حسب المكتوب “عاملاً الصلح بدم صليبه سواء كان ما على الأرض أم ما في السموات” لكى يصنع ذلك كله، توسط كإنسان. ولهذا يقول بولس ” نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله وذلك بالإتحاد بشخص المسيح. ولأن طبيعة الإنسان لا تحتمل أن تستوعب مجد الله في حالته الأولى قبل التجسد، فقد لبس الابن الوحيد لأجلنا ولأجل منفعتنا جسدنا ـ وتشبهّه بنا ]. حوار حول الثالوث، الجزء الأول، المرجع السابق ص32.
[4] في بداية مقالته الأولى ضد الآريوسيين الذين أنكروا ألوهية الابن المتجسد، أوضح القديس أثناسيوس الإيمان الصحيح عن الابن الوحيد بقوله: ” ها نحن إذًا نتحدث بحرية عن الإيمان الصحيح النابع من الكتب الإلهية، ولنضع هذا الإيمان كسراج على المنارة فنقول: ابن حقيقي حسب الطبيعة للآب ومن نفس جوهره وهو الحكمة وحيد الجنس وهو الكلمة الحقيقي لله وهو ليس مخلوقًا ولا مصنوعًا، ولكنه مولود حقيقي من ذات جوهر الآب ولهذا فهو إله حق إذ أنه واحد في الجوهر ÐmooÚsioj مع الآب الحقيقي “. انظر الفصل الثانى فقرة 9.
[5] انظر 2كو5:10.
[6] يو6:14.
[7] يو35:10ـ36.
[8] هذه الآية نفسها استخدمها القديس أثناسيوس في سياق دفاعه عن ألوهية الروح القدس ليدافع عن ألوهية الابن، لأنه إن لم يكن الابن هو الله لما كان روحه أيضًا هو الله إذ يقول: [ لكن إن كان البعض (من المخلوقات) قد دعى آلهة، فذلك ليس بحسب الطبيعة بل بحسب إشتراكها مع الابن،= =لأنه هكذا قال هو نفسه ” إن قال آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله “. ومن أجل هذا فلأنهم ليسوا آلهة بالطبيعة، فإن بعضهم قد يعانى التغيير (إذ هى مخلوقة) في وقت ما، ويسمعون القول “إنى قلت أنكم آلهة وبنو العلى كلكم، لكن مثل الناس تموتون ” (مز6:81، 7س) هكذا كان ذلك الذي سمع ” أنت إنسان لا إله ” (خر9:28) أما الابن فهو إله حقيقي مثل الآب لأنه هو في الآب والآب فيه]. الرسائل عن الروح القدس. المرجع السابق، مركز دراسات الآباء 1994 الرسالة الثانية:4.
[9] الفعل “½n” في اللغة اليونانية هو صيغة الماضى لفعل الكينونة “يكون” “ e‡nai” .
[10] 1كو5:8ـ6. سبق أن استخدم ق. أثناسيوس هذه الآية لإثبات ألوهية الروح القدس فيقول: [ إذا كان الابن هو كلمة الله فهو واحد كما أن الآب واحد، لأنه ” يوجد إله واحد الذي منه جميع الأشياء … ورب واحد يسوع المسيح ” لذلك يُقال ويكتب عنه أنه ” الابن الوحيد ” وأما المخلوقات فهى كثيرة ومتنوعة: ملائكة، رؤساء ملائكة، شاروبيم، رئاسات سلاطين وغير ذلك كما سبق أن قلنا. وإذا كان الابن ليس من الكثيرين لكنه واحد، كما أن الآب واحد وهو ليس مخلوقًا فبالضرورة (لأنه ينبغي أن نأخذ من الابن معرفتنا عن الروح) لا يمكن أن يكون الروح مخلوقًا، لأنه ليس من بين= =الكثيرين، بل هو نفسه واحد ]. الرسائل عن الروح القدس. المرجع السابق، مركز دراسات الآباء، القاهرة 1994. الرسالة الثالثة: 3.