غير المولود والآب – الحوار الثاني ج3 حول الثالوث – القديس كيرلس الاسكندري
الحوار الثانى
عن أن الابن أزليّّ مع الله الآب ومولود منه حسب الطبيعة
غير المولود والآب ( وجهة نظر واقعية ):
إرميـا: سيقولون، ليكن ذلك، وسوف لا نعطى للقب “غير المولود” القدرة على تعريف الله الآب، ولكنهم يستمرون فى القول إنه يُعبّر عن جوهره. وبما أن “غير المولود” يختلف عن “المولود”، فإن الابن فى هذه الحالة لن يكون من نفس طبيعة الآب. فإن اختلاف المعانى التى تُعطى للألقاب يؤدى إلى الاختلاف فى الجوهر.
كيرلس: يا للفكر الماكر؟! وهذه عادتهم فعلاً فى الانتقال من فكرة إلى أخرى، وهذا يجعلنا نرى ألوانًا عجيبة من الأفكار. إن أصحاب هذه الآراء غير التقّية يبدون لىّ أنهم يفعلون ما يفعله الفنانون والرسامون. فهؤلاء يرتكبون أحيانًا خطأً ما فى تصميم وتنفيذ لوحة لكائن حىّ بألوان غير طبيعية، ثم يقومون بتحسّين رسمهم بألوان أخرى جديدة، وهم بذلك يعتقدون أنهم قد وصلوا بعد تعب كثير إلى أن يمنعوا عملهم من أن يظهر كاذبًا لمن يشاهده، ظانين بذلك أن لهم خبرة. ولكن بينما يعتقدون أنهم يثبّتون أسماءهم وصْيَتهم، فإنهم بدون أن يدروا يُظهرون أخطاءهم السابقة. وفيما هم يمدحون هذه التعديلات التى يقومون بها فإنهم يكشفون قبح ما ارتكبوه من رعونة، هل جانبنى الصواب فى كلامى هذا؟
إرميـا: هذا حق ولكن لننسَ ـ من أجل الرحمة ـ التعديات التى صنعوها، ولندخل فى صلب الموضوع وإلاّ فسوف نقدم لهم الفرصة لكى يزدروا بنا كما لو كنا نترّدد أمام الجهاد الموضوع أمامنا ..
كيرلس: مادمت ترى أن ذلك صحيح فلنبدأ فى خوض غمار الموضوع. إنه لجهل كبير أن نقول إن “غير المولود” هو وصف لجوهر الله وأعتقد أنه سيوجد مَنْ يرد على حماقاتهم بضحكة ساخرة. فإذا كان تعبير “غير المولود” يصف جوهر الله، وإذا وُجِدَ آلاف الكائنات الحيّة غير المولودة فى العالم، فإذن كل ما هو “غير مولود” يُعتَبر وصفًا لجوهر الله، أو بكلام آخر تصير صفة “غير مولود” هى وصف لجوهر هذا الكائن. فالشمس مثلاً توجد بدون أن تكون مولودة، والقمر خُلِقَ بنفس الطريقة وهكذا النجوم والسموات، هذا بدون الكلام عن الرئاسات والعروش وكل الخليقة التى فوقنا والتى لم تأتِ إلى الوجود مثلنا عن طريق الولادة. فليس إذن كل “غير مولود” هو جوهر لله، ولا يمكن أن ننسب لقب “غير المولود” لكل كائن غير مولود كجوهر له. وهكذا لا نستطيع أن نعطى هذا التعميم لتعبير “غير المولود” إذا كنا قد طهّرنا ذهننا من الفساد والالتواء. ويجب أن نضيف صفة خاصة وهي أن استعمال لقب “غير المولود” كجوهر بدون أن نضيف إليه نوعًا أو جنسًا أو غيرها من الاختلافات، فإن هذا الاسم لن يكشف شيئًا للسامعين سوى أنه جوهر. فإذا افترضنا أن “غير المولود” لا يدل على شئ خاص بالله، فسوف لا ننسب له أنه لم يُولَد بل فقط أنه جوهر، ولمن يكون هذا الجوهر؟ ذلك شئ غير واضح، إذ أنه فوق مقاييس النوع والجنس والاختلاف. ولنستعمل أيضًا وبنفس الطريقة لقب “الولادة” بخصوص الابن، ولنعتبره تعبيرًا عن الجوهر فقط بدون أى تمييز آخر، ففى حالة إطلاق هذين اللقبين هكذا ببساطة وبدون أى تحديد، بينما هما لا يعبّران عن أى شئ سوى الجوهر، ماذا سيكون الفارق فى هذه الحالة بين الآب والابن؟ فى هذه الحالة فإن المقابلة ستكون بين جوهر وجوهر، ومادمنا لا نضيف شيئًا للتمييز فسوف لا نجد فرقًا. ومع مضى الوقت وإصرارهم على عدم ذكر شئ غير الجوهر، سوف يصير هناك تشابه كلى. ولذلك فإنهم يجب أن يخجلوا من جهلهم حينما يقولون إن لقب “غير المولود” هو يُعبرّ عن جوهر الله[1] ويرفعونه كحاجز أمام طبيعة الابن، وينبحون به ضد عقائد الحق. فنحن لا نرى أبدًا ذلك الاختلاف بين الآب والابن الذى يدّعون أنه واضح، مادام لفظ “غير المولود” لا يُعبّر ـ بخصوص ـ الآب أكثر من أنه لم يُولَد. ولا التعبير الآخر “المولود” بخصوص الابن، أكثر من أنه وُلِدَ. وبقولهم إن اللقبين (غير المولود والمولود) هما جوهران، فإن كلامهم هذا يُنقصه الوضوح. وأعتقد أن ما سبق وشرحناه قد أوضح لنا أن جوهر كائن ما، لا يختلف عن جوهر آخر إلاّ فى أن يكون له كيان قائم بذاته يُستدل منه على أنه جوهر آخر، هل يَروق لك هذا الشرح، وهل تجده واضحًا ومستقيمًا، أم تريد أن تصحح شيئًا؟
إرميــا: أبدًا فكل شئ سليم وصحيح.
كيرلس: إنهم قد رفعوا عن لقب “غير المولود” دلالته على عدم الولادة وقصروه على الجوهر الكائن، فما الذى يمنع إذن الذين يحاولون تجريد لقب “مولود” من أن يدل على الولادة فعلاً ويقصرونه على الجوهر؟ وهذا هو ما يفعلونه مع لقب “غير المولود”، وبعد ذلك كيف سنتعرّف، وأى منطق سوف يجعلنا نميّز بين أقنوم وشخص الآب وأقنوم وشخص الابن؟ ونحن لم نعد قادرين على التمييّز بين الذى وَلَدَ والذى وُلِدَ، أى بين الوالد والمولود. وهكذا تصير كل عقيدتنا الإيمانية باطلة، ولا يوجد ما يبرّر إيماننا. ولماذا نستمر إذن في الإيمان بالآب كوالد والابن كمولود؟ لأننا لا نستطيع بأى شكل من الأشكال ـ وخاصة فى هذا الصدد ـ أن نُحرّف المسمّيات عن مقاصدها. وأعتقد أنى أقول كلامًا دقيقًا وملزمًا للجميع وضروريًا. وذلك لأن إيماننا حق، ولهذا نحن نحيا ملء الحق ومعرفة الله الحقيقية حينما نعتمد “باسم الآب والابن والروح القدس”.
إرميـــا: هذا هو الخبر السار. ولكنى أتجرأ وأقول إنهم يقولون نفس الشيء، لأنهم يسمّون الله بالآب لأنه خالق ولأنه مصدر كل الأشياء وخالقها من العدم إلى الوجود، وفي كل الأحوال سوف يقولون إنهم تعلّموا أن يقولوا فى صلواتهم “أبانا الذى فى السموات”.
كيرلس: إذن سنسألهم كأصدقاء عن السبب وراء التزامنا بأن ندعو الله يا أبانا ؟ هل لأننا نُعَّد بين المخلوقات أم لأننا تكللّنا بنعمة التبنى وحُسِبنا أولادًا لله؟
إرميـــا: ذلك لأننا مخلوقات بالطبيعة وأبناء بالنعمة.
كيرلس: لكن لاحظ أننا حينما نُسِمى آب وابن لا نعنى الخلق، لأن العلاقة تكون بين آب وابن، وبالتبادل بين ابن وآب بدون وسيط، تمامًا مثلما لا يوجد وسيط بين الصنعة وصانعها أو الصانع وصنعته. وإذا حرمنا كل واحد من نوع علاقته بالآخر ولم نعطه الاسم الذى يدّل على دوره فى هذه العلاقة فسوف نجد أنفسنا ننسب للآب أنه “الصنعة” وللابن “أنه الصانع”، وحينئذ كيف لا نصير أضحوكة بسبب هذا الجنون.
إرميـــا: نحن ندعو الله أبًا كأبناء ولكن الكلام كثير فى هذا الأمر وغير مفيد.
كيرلس: ولكن بدون والد ومولود، لن يكون عندنا آب حقيقى ولا ابن حقيقي.
إرميـــا: ما تقوله صحيح ولكنهم سيقولون لِندعُ الله أبًا، إذا تمسّكت بذلك، والسبب تحتمه ضرورات اللغة.
كيرلس: من أين له بلقب الآب إن لم يكن أبًا حسب الطبيعة! أم أنهم سيقولون إن من يدعونهم آباء هم أيضًا آباء بالطبيعة.
إرميـــا: أنت تعرف جيدًا أن هذا هو ما سيقولونه.
كيرلس: أين سنضع إذن الطوباوى بولس الذى لا يُرجِع مبدأ الأبوة إلينا ولا إلى أى من المخلوقات، ولكنه يخصصه لله الحقيقى الواحد، الآب. ولنستمع لما كتبه لتعليمنا “الَّذِي مِنْهُ تُسَمَّى كُلُّ أبوّه فِي السَّمَاوَاتِ وَعَلَى الأَرْضِ“[2]. لابد أن نجيبهم، وبذلك نُمرّن فكرنا. ياإرميا ما أريد أن أعرفه هو الآتى: هل صار الله “غير مولود” مع الوقت، فى لحظة معيّنة زمنية بينما لم يكن كذلك منذ البدء، أم أنه غير مولود منذ البدء ؟
إرميــا: نعم منذ البدء هو غير مولود وأى كلام آخر سيكون ضرب من الغباء.
كيرلس: إذن ماذا تعنى كلمة “غير المولود” هل مجرد أنه لم يُولَد أم ماذا؟
إرميــا: واضح أنها تعنى أنه لم يُولد.
كيرلس: ماذا يدفع الله الذى لا بداية له أن يجعلنا نراه على هذه الصورة، أي صورة الآب، ولماذا سُمى هكذا؟ فإذا كان لقب “غير المولود” يمثل طبيعته فعلاً وهذا فى وقت لم يكن هناك أى كائن مولود يشاركه الوجود، ولأنه حسب كلامهم، هو الآب الذي لم يلد الابن، فبالمقارنة بمَنْ يكون الآب “غير مولود”، فى وقت لم تكن توجد فيه كائنات مولودة؟ ولا أعتقد أنهم سيقولون إن الكائنات المخلوقة عن طريق الولادة تتشارك مع الله الأبدى وغير المولود؟! فإذا كان الله دائمًا غير مولود لأنه دائمًا آب، فإننا لابد أن نؤكد وجود ذاك الذى بسببه كان الآب “غير مولود”، أقصد الابن الذى هو كائن بالولادة، والذى على صورته اغتنت نفوسنا، والذى شابهناه بفضائل التقوى ودُعينا نحن آباء لأولادنا مشابهةً بالآب الأعلى، وذلك لأن الأصول سابقة دائمًا على الصور.
إرميـــا: وماذا يمنع المضاّدين من القول إن الله دُعىّ أبًا مكُتسبًا هذا الاسم منّا نحن الذين ندعى آباء بالطبيعة (لأولادنا) لأنه وهو أب وسبب كينونة ووجود كل الكائنات المخلوقة، فإن عدم الولادة هى طبيعته؟.
كيرلس: ولكن بولس شهد بصدق مؤكدًا أن كل أبوّة على الأرض انسكبت منه على كل خليقة عاقلة، وذلك على صورة الآب، ولم يقل بولس إن “عدم الولادة” فى السماء وعلى الأرض، هى من الله أو أن أى كائن لا يجب أن يكون مولودًا وذلك لكى تنطبّع صورة غير المولود فى المخلوقات. إن أجمل زينة ممكنة للخليقة هى انسجامها ومشابهتها مع ذاك الذى هو فوق الجميع.
إرميــــا: إذن هيّا بنا نَقْلب الخليقة رأسًا على عقب ونحرمها من الولادة حتى تصير مشابهة لذاك الذى هو “غير المولود”.
كيرلس: ليس هذا ما أقصده ولكنى أردت إظهار سخافة نتائج تفكيرهم، ويجب علينا أن نبتّعد عنها بأقصى سرعة، وكلام الحكمة كفيل بإقناعنا حينما يقول “اِحْفَظْ نَفْسَكَ طَاهِرًا“[3]. وتدعونا هذه الحكمة بقوّة بأن لا “نشترك فى خطايا الآخرين”. إذن لابد لنا أن نتمسك بقوّة وبِحُب بأقوال آبائنا القديسين التى بلا عيب، ولا حاجة لنا أن نتسلّى بآراء غريبة أو أن نشترك فى فكر عنيد وبربرى، هذا الفكر البربرى هو الذى ينبح ضد مجد الابن الوحيد، والذين ” تكلّموا ضد الله بالظلم” حسب المكتوب[4]. فإن آباءنا القديسين المعروفون والوكلاء الأمناء لأسرار مخلّصنا، هؤلاء الرجال ذائعى الصيت رأوا أن لقب “غير المولود” لا يعبّر عن جوهر الله الآب، لكنها كلمة تعنى للذين يسمعونها أنه لم تحدث ولادة. ونحن نعترف أن هذه الكلمة تُعبر عن أقنوم الله الآب ولكن لا نقول إنها تمثل جوهر الله. وإذا حاولنا فحص ذلك سنجد أنه بين كل الموجودات، أو ما نظن أنه موجود بدون أن يكون له وجود فعلّى قائم بذاته ـ توجد كائنات قائمة بذاتها وهى تمثل أقنوم: وهناك صفات غير ثابتة ليس لها وضع خاص بها، إذ هى تنتقل من هنا وهناك بين جواهر الكائنات ـ أى أنها مشترَكة بين الجواهر. وهذه الصفات لديها إمكانية أن تشترك فى جواهر الكائنات. وهذا يعطيها مظهر المشاركة فى الجوهر وهذا يعطى انطباعًا أن هذه الطبيعة الغريبة هى خاصة بها ..
إرميــــا: ماذا تريد أن تقول؟
كيرلس: يبدو أنك لا تتذّكر التعب الذى عانيناه لكى نشرح ذلك شرحًا كاملاً. إن الأشياء العارضة أو الصفات الكامنة فى كائن ما، لا يمكن أن تُعتبر كشيء قائم بذاته، ولكنها موجودة بسبب انتسابها لغيرها. فهي حسب الظاهر، موجودة كشيء قائم بنفسه، ولكنها فى الواقع لا تملك طبيعة خاصة بها بل هي تنتمى إلى طبيعة أخرى… وهكذا فإن “المولود” و”غير المولود” ليسا أمرين قائمين بذاتهما مثل الأقنوم، ولكنهما يُظهِران لنا ببساطة إن كانت هناك ولادة أم عدم ولادة (لهذا الإقنوم).
إرميـــا: بالصواب قلت.
كيرلس: يجب إذن أن ننسب لصفة “عدم الولادة” كأن لها وجودًا داخليًا فى أقنوم الله الآب، ونقبل أنها تنتسب إلى هذا الأقنوم ولكنها ليست هى الأقنوم. تأمل اللغو الذى ينتج عن ظنونهم، بأن “غير المولود” هو جوهر، فهناك آلاف الكائنات الموجودة عن طريق الولادة، وبالتالي ما الذى يمنع من الاستمرار فى الهذيان والقول إن كائنًا من هذه الكائنات الموجودة لا يملك وجودًا خاصًا به لأنه حصل على كينونته بالولادة، وذلك لأن كل واحد من هذه الكائنات قد فقد خاصية الجوهر وضاع بسبب كونه “غير مولود”.
إرميــــا: يضيع بالفعل، وكيف يكون الأمر غير ذلك؟
كيرلس: ولماذا لا نقول لهم الأتى وهو كلام مناسب جدًا: لنفترض أن غير المولود هو جوهر الله الآب حسب ما يقولون، وأن هذه الطبيعة قاصرة عليه فقط وهى منفصلة تمامًا عن الطبائع الأخرى. ويكون الله بالتالى متعاليًا على كل جوهر وعلى كل الكائنات . ويجب أن نتذكر أن الكائنات قائمة عن طريق التوالد وأنها تمتلك طبيعة خاصة بها، ورغم أن طبائع هذه المخلوقات مختلفة تمامًا عن طبيعة الله؛ فإن عدم الولادة والولادة لا علاقة لهما بالجوهر. إذن ماذا سيقول هؤلاء الناس ذووِ الميول الشريرة عن وجود صفات الله الآب فى مَوُلِوُده الذى وَلَده، أقصد الابن الوحيد، فالآب هو الحياة والنور والإله الحقيقى، وهكذا الابن أيضًا هو الحياة والنور والإله الحقيقى، وذلك ليس بمجرد المشاركة (مثل البشر) ولكن بالطبيعة والتساوى. هل فهمت إذن استحالة إرجاع صفات اللاهوت الذاتية، إلى لقب “غير المولود” فقط، لأن هذا يُدخلنا فى مخاطرة الاعتراف بأن كائنات أخرى غير الله تملك هذه الصفة بحكم وجودها فى الحياة بدون ولادة؟ فهذه الصفات الخاصة تعود إلى الآب بكونه هو الله. وهكذا ووفقًا لقوانين الطبيعة فإن الآب يمكنه أن ينقل طبيعته إلى أى شخص. وهكذا فإن صفة “غير المولود” ليست هى جوهر الله، بل هى تُظهر فقط كما ـ سبق وأشرت ـ أن الآب لم يُولد، إذ ليس لها قوام قائم بذاتّه.
22 يوضّح ق. كيرلس ما يريد أن يقوله هنا بقوله فيما بعد أن “غير المولود” يُعبرّ عن أقنوم الله الآب ولكن لا نقول إنه يمثل جوهر الله”.
23 أف3: 15. حسب الأصل اليوناني Πατριà. يكرر ق. كيرلس هنا نفس تعليم ق. أثناسيوس مستخدمًا نفس الآية فقد سبق ق. أثناسيوس أن كتب قائلاً “إن الله يلد ليس كما يلد البشر بل هو يلد كإله. لأن الله لا يقتدى بالبشر بل الأحرى البشر (هم الذين يقتدون بالله) لأن الله ـ على وجه الخصوص ـ هو وحده حقًا الآب لابنه الذاتي. أما الآباء البشرّيون فقد دعوا كذلك آباء لأولادهم، من الله “الَّذِي مِنْهُ تُسَمَّى كُلُّ أبوّه فِي السَّمَاوَاتِ وَعَلَى الأَرْضِ“. انظر المقالة الأولى ضد الآريوسيين، عربها د.صموئيل كامل، ود. نصحي عبد الشهيد المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية طبعة ثانية 2002، ص76-77.