من الذي اشترى حقل الدم يهوذا أم الكهنة؟ شبهة والرد عليها (متي 27 وأعمال الرسل 1)
الرد علي تناقض من الذي اشترى حقل الدم يهوذا ام الكهنة ؟ متي 27 واعمال الرسل 1
من الذي اشترى حقل الدم يهوذا أم الكهنة؟ شبهة والرد عليها (متي 27 وأعمال الرسل 1)
الشبهة
هناك تناقض بين متي ولوقا يقول متى أن من اشترى حقل الدم هم شيوخ اليهود
جاء في متى 27: 7 – 8
“فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ. لِهذَا سُمِّيَ ذلِكَ الْحَقْلُ «حَقْلَ الدَّمِ» إِلَى هذَا الْيَوْمِ.” (مت 27: 7-8).
بينما جاء في لوقا ان يهوذا الإسخريوطي هو اشترى الحقل.
أعمال رسل 1: 18 – 19
“فَإِنَّ هذَا اقْتَنَى حَقْلًا مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ، وَإِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسْطِ، فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا. وَصَارَ ذلِكَ مَعْلُومًا عِنْدَ جَمِيعِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ، حَتَّى دُعِيَ ذلِكَ الْحَقْلُ فِي لُغَتِهِمْ «حَقَلْ دَمَا» أَيْ: حَقْلَ دَمٍ.” (أع 1: 18-19).
الرد على الشبهة
يتفق متى ولوقا من حيث الأساس.
أولا، يتفق متي ولوقا بان الحقل هو نتيجة عمل وثمره خيانة يهوذا الإسخريوطي. ويقع هذا الحقل في أورشليم ودعي اسمة حقل دم. وقال الاثنان ان ثمن هذا الحقل كان من المال الذي دفعه رئيس الكهنة إلى يهوذا مقابل خيانة المسيح. وبهذا يكون الاثنان قد اتفقا على الحقائق الأساسية.
إذن كيف نفسر سبب الاختلاف في وصفهم لشراء الحقل؟
اولاً قال الباحثين ان القصد من وراء حديث بطرس” فَإِنَّ هذَا اقْتَنَى حَقْلًا مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ” في خطبته في أعمال الرسل هو التهكم أكثر منه المعنى الحرفي تهكم محزن لحال يهوذا. ويعني فيه بطرس بان يهوذا قد لقي جزائه العادل. فالمال الذي أراد أن يصرفه على نفسه انتهى به ثمناً لمقبرته. وهذا ممكن جداً.
من ناحية أخرى، نلاحظ أن كتبة الكتاب المقدس يحذفون أحياناً من قام فعلا بالعمل (انظر اليوم 124) وذلك لإظهار أهمية العمل نفسه فنقرأ أن موسى بني خيمة الاجتماع (2 أخبار 1:3) وان سليمان بنى الهيكل (املوك 6: 1 -38) مع أنه في حقيقة الأمر كان العمال هم من قاموا بالأمر تنفيذا لأوامرهم. (خروج 38: 22 -23)، 1ملوك 7: 13 – 45).
يتم أحيانا ذكر الوسطاء الذين فعلا قاموا بالعمل وأحيانا يتم تجاهلهم. فمن الممكن أن يكون متى قد أشار إلى دور الكهنة في عملية الشراء فهم من قاموا فعلا بالشراء. ولكن لوقا، لأنه أراد إظهار حقيقة ان الحقل هو من مال يهوذا دون الدخول في طريقة عملية الشراء وبالتالي حذف الإشارة إلى الكهنة واكتفى بذكر يهوذا.
هل عندما نقول ان الاب اشترى لابنه سيارة قد أخطأ؟ في الحقيقة ان الابن قد أخذ المبلغ من والده واشترى السيارة وكانت قيمتها 5000 دولار. وعندما نقول صاحب العمل اشترى وجبه لموظفيه فهل يلزم من هذا أن يكون قد اشتراها بنفسه، بيده؟ كلا، الأكثر شيوعا أن أحد الموظفين هو من اشترى هذه الوجبة بنفسه ولكن بأموال صاحب العمل، فنُنسب الفعل كله إلى صاحب العمل
هذا ما تم في اعمال الرسل 1: 18 نجد ان يهوذا وفَّر المال لشراء الحقل.
في تكوين 45
“فَقَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ: «تَقَدَّمُوا إِلَيَّ». فَتَقَدَّمُوا. فَقَالَ: «أَنَا يُوسُفُ أَخُوكُمُ الَّذِي بِعْتُمُوهُ إِلَى مِصْرَ. وَالآنَ لاَ تَتَأَسَّفُوا وَلاَ تَغْتَاظُوا لأَنَّكُمْ بِعْتُمُونِي إِلَى هُنَا، لأَنَّهُ لاسْتِبْقَاءِ حَيَاةٍ أَرْسَلَنِيَ اللهُ قُدَّامَكُمْ.” (تك 45: 4-5).
يقول النص انا يوسف الذي بعتموه الي مصر؟ والحقيقة انهم باعوه الي الإسماعيليين والاسماعيليين باعوه الي مصر.
وفي يوحنا 19: 1 يخبرنا ان بيلاطس امر بجلده لكن من فعل الجلد هم الجنود. وفي يوحنا 4
1فَلَمَّا عَلِمَ ٱلرَّبُّ أَنَّ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ سَمِعُوا أَنَّ يَسُوعَ يُصَيِّرُ وَيُعَمِّدُ تَلَامِيذَ أَكْثَرَ مِنْ يُوحَنَّا، 2مَعَ أَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ لَمْ يَكُنْ يُعَمِّدُ بَلْ تَلَامِيذُهُ،
يوجد مبدأ قانون لاتيني يقول
maxim, “Qui facit per alium, facit per se” (“he who acts through another is deemed in law to do it himself”).
من يعمل من خلال شخص اخر عمل فكأنه يعمله بنفسه.
عندما تعطيك أمك المال لتشتري لها أشياء من السوبر ماركت فتقول امي اشترت هذه الأغراض للبيت. لماذا تنسب هنا الامر لامك الحقيقة لأن أمك من امدتك بالمال وكان رغبتها في الأغراض فاستخدم الكاتب نفس الأسلوب.
وفي الحالتين، فالأمر يتفق مع اسلوب تجاهل العمال والوسطاء في سبيل إظهار أهمية الأمور الأساسية.
المراجع
Who Bought the Field of Blood? Jimmy Akin
https://www.catholic.com/audio/ddp/who-bought-the-field-of-blood
Who Bought the Potter’s Field?
https://apologeticspress.org/who-bought-the-potterand146s-field-755/
Who Bought the Potter’s Field?
https://lifechangingscriptures.org/who-bought-the-potters-field
