رسالة رومية الأصحاح9 – عظة17 ج5 – ق. يوحنا ذهبي الفم – د. سعيد حكيم يعقوب
بقية العظة السابعة عشر:
8 ـ هكذا الرسول بولس ألجم نزاعهم بأسلوب لائق جدًا. ولكنه بعد ذلك يقدم الحل أيضًا. فما هو إذًا هذا الحل؟ يقول:
” فماذا إن كان الله وهو يريد أن يظهر غضبه ويُبين قوته احتمل بأناة كثيرة آنية غضبه مهيأة للهلاك. ولكي يُبيّن غنى مجده على آنية رحمة قد سبق فأعدها للمجد. التي أيضًا دعانا نحن إياها ليس من اليهود فقط بل من الأمم أيضًا ” (رو22:9ـ24).
ما يقوله يعني الآتي: كان فرعون إناء غضب، ذلك الإنسان الذي بقسوته أثار غضب الله. لأنه على الرغم من أن الله أطال أناته عليه، إلاّ أنه لم يصبح أفضل، بل ظل غير قابل للإصلاح. لذلك لم يسميه إناء غضب فقط، بل ” آنية مهيأة للهلاك ” أنه هو الذي أعدَّ نفسه بذاته للهلاك. لأنه لم يكن يغفل شئ من الأمور اللازمة لإصلاحه حتى يرجع إلى الله، ولا هو نفسه قد أغفل شيئًا من تلك الأمور التي تقوده إلى الهلاك وتحرمه من كل غفران.
لكن برغم أن الله كان يعرف تلك الأمور ” احتمله بأناة كثيرة ” لأنه أراد أن يقوده للتوبة. لأنه لو لم يُرد هذا، لما كان قد أطال أناته. لكن لأن فرعون لم يُرد أن يستفيد من طول أناة الله لأجل التوبة، بل أعدَّ ذاته للغضب، فقد جعله الله مثالاً لإصلاح الآخرين، جاعلاً الآخرين أكثر صلاحًا بواسطة إدانته، وهكذا أظهر الله قوته. إن الله لا يريد أن تصير قوته مُدركة بهذه الطريقة، بل بشكل مختلف، من خلال إحساناته وعطاياه، وهذا ما أعلنه بكل الوسائل منذ البداية. لأنه إن كان بولس لا يريد أن يظهر أنه قوى، لأنه يقول (في موضع آخر) ” ليس لكي نظهر نحن مُزّكين بل لكي تصنعوا أنتم حسنًا”[1]، فبالأولى جدًا الله أيضًا لا يريد ذلك. ولكن على الرغم من أنه أطال أناته، حتى يقوده إلى التوبة، إلاّ أن فرعون لم يتب، واحتمله الله زمنًا طويلاً، مُظهرًا قوته إلى جوار صلاحه، حتى وإن كان فرعون، لم يُرد أن يربح شيئًا من طول الأناة الكثيرة هذه. تمامًا مثلما أظهر قوته معاقبًا إياه، بقى غير قابل للإصلاح، هكذا بيّن الله محبته للبشر، راحمًا هؤلاء الذين وإن كانوا قد صنعوا شرورًا كثيرة، لكنهم تابوا.
لم يتكلم الرسول عن محبة البشر، بل عن “المجد”، قال هذا لكي يُبيّن أن هذا المجد بشكل خاص هو مجد الله، ولهذا قد حرص على أن يذكره، قبل كل الأمور الأخرى. لكن عندما يقول “سبق فأعدها للمجد”، فهو لا يقصد أن كل شئ يعتمد فقط على الله، لأنه لو حدث هذا، فلن يكون هناك أى عائق يُعيق خلاص الجميع، بل كان سيُظهر سابق علمه مرة أخرى، ويُبطل الفروق بين اليهود والأمم. وهنا أيضًا توجد مُبررات كثيرة. لأنه ليس فقط أن البعض هلكوا والبعض خلصوا من اليهود، بل ومن الأمم أيضًا. ولهذا تحديدًا لم يقل كل الأمم، بل “من الأمم أيضًا “، ولا كل اليهود، بل “من اليهود”. تمامًا مثلما حدث مع فرعون، الذي صار إناء للغضب، بسبب مخالفته هو، هكذا هؤلاء قد صاروا آنية رحمة بسبب قبولهم لمراحم الله بفرح.
إن الشئ الأكبر يُنسب لله، وهؤلاء أيضًا قدموا شيئًا يسيرًا. ولهذا لم يقل آنية تفاخر، ولا آنية شجاعة، بل “آنية رحمة”، لكي يُبيّن أن كل شئ يُنسب لله. بالإضافة لقوله ” ليس لمَن يشاء ولا لمَن يسعى “، وإن كان ما قيل يبدو كنسيج غير متناسق، إلاّ أن كلام بولس لا يُثير أى حيرة أو شك.
إذًا عندما يقول: ” ليس لمَن يشاء ولا لمَن يسعى “، فهو لا يُبطل إرادة الإنسان، لكنه يُبيّن أنه ليس كل شئ متوقفًا على الإنسان، بل يحتاج إلى نعمة الله. أى أنه كان ينبغي على الإنسان أن يشاء وأن يسعى، ولكن بشرط ألا يكون لديه إتكال على ثقته في جهاداته، بل على ثقتته في محبة الله للبشر. هذا تحديدًا ما قاله في موضع آخر ” لا أنا بل نعمة الله التي معي “[2]. وحسنًا قال: ” قد سبق فأعدها للمجد “. لأنهم أبطلوا هذا، أى أبطلوا أنهم خلصوا بالنعمة، واعتقدوا أن هذا الأمر يُسبب لهم حرجًا أو خجلاً، لذلك فإنه يُبطل هذه الرؤية بسهولة واضحة. لأنه لو أن هذا الأمر قد أظهر مجد الله، فبالأكثر جدًا قد حمل مجدًا لهؤلاء، ويكون الله قد تمجد فيهم. لكن إنتبه إلى امتنان وإلى حكمة بولس التي لا يُعبر عنها. لأنه وإن كان لم يُشر إلى فرعون في كلامه عن هؤلاء الذين أُدينوا، بل أشار إلى أولئك اليهود الذين أخطئوا، وجعل كلامه أكثر وضوحًا، وأظهر من جهة الآباء أنه برغم أن الخطايا كانت واحدة، إلاّ أن البعض هلك، والبعض رُحم، حتى يُقنعهم بألاّ تكون لديهم أية شكوك. برغم أن البعض من الأمم قد خلص، بينما اليهود هلكوا، ولكي لا يجعل كلامه مُزعجًا، يقدم الدليل على العقاب من خلال الاشارة إلى الأمم، حتى لا يضطر أن يدعو هؤلاء آنية غضب، بينما يقدم هؤلاء الذين رُحموا من الشعب اليهودي.
وإن كان من المؤكد أنه قد أجاب اجابة كافية مدافعًا عن تدبير الله، لأنه وإن كان يعرف جيدًا، أن الله، يقبل أن يكون لديه آنية هلاك، لكنه قدم ما يملك من الإحتمال في شكل طول الأناة، وليس مجرد طول أناة بل أناة كثيرة، إلاّ أنه لم يُرد أن يُشر بهذا لليهود. إذًا كيف صار البعض آنية غضب، والبعض آنية رحمة؟ حدث هذا بناءً على إختيارهم. لأن الله كلي الصلاح، يُظهر نفس الصلاح تجاه الطرفين. لأنه لم يرحم فقط أولئك الذين يخلصون، بل وفرعون أيضًا، وجميع هؤلاء يخلصون بقدر ما يعتمدون عليه، طالما أنهم وكذالك فرعون قد تمتعوا بنفس طول الأناة. لكن إن كان فرعون لم يخلص فهذا يرجع إلى اختياره هو، طالما أنه لم يأخذ شيئًا من الله، أما كل من اعتمد على الله، فقد نال كل شئ، لأنه ليس أقل من الذين خلصوا.
9 ـ إذًا بعدما أعطى الحل لهذه المسألة، ولكي يجعل كلامه محل ثقة، يُقدم أيضًا الأنبياء الذين نادوا من قبل بهذه الأمور ذاتها. لأن هوشع أيضًا من البداية كتب عن هذه الأمور، قائلاً:
” سأدعو الذي ليس شعبي شعبي والتي ليست محبوبة محبوبة ” (رو25:9).
ولكي لا يقولوا إن بولس يخدعنا بحديثه عن هذه الأمور، اتخذ هوشع النبي شاهدًا، لأنه يصرخ قائلاً: ” سأدعو الذي ليس شعبي شعبي “. إذًا مَن هو ذلك الذي لم يكن شعبه؟ من الواضح أنه يُشير إلى شعب الأمم. ومَن هى تلك التي لم تكن محبوبة؟ هم الأمم أيضًا. لكنه تكلم عنهم، أنهم صاروا شعبه، وأنهم محبوبون أيضًا، وأنهم سيصيروا أبناء الله.
” ويكون في الموضع الذي قيل لهم فيه لستم شعبي أنه هناك يدعون أبناء الله الحيّ ” (رو26:9).
لكن لو أن هذا قد قيل عن الذين آمنوا من اليهود، وهكذا يستقيم الكلام، إذًا سيتضح أن هؤلاء الذين جحدوا الله، بعد كل إحساناته هذه، قد استبعدوا أنفسهم، وفقدوا الحق في أن يكونوا شعبًا. وحدث تحول كبير، فما هو العائق الذي منع أولئك الذين لم يستبعدوا أنفسهم، من أن يصبحوا مدعوين أيضًا بعد الدالة التي صارت لهم عند الله، هؤلاء الذين كانوا منذ البداية غرباء، ولكنهم بعدما أطاعوا، استحقوا نفس العطايا؟
بعدما استشهد بهوشع، لم يكتفِ به بل قدم إشعياء الذي يتكلم متفقًا مع هوشع، لأن إشعياء ” يصرخ من جهة إسرائيل “. أى بجرأة يصرخ ولا يتراجع. إذًا (وكأن الرسول بولس يقول): لماذا تهاجموننا إذا كان هؤلاء الأنبياء قد تحدثوا عن هذا الأمر قبل أن يحدث، وذلك بصوت قوي يفوق قوة النفير؟ إذًا بماذا يصرخ إشعياء؟
” وإن كان عدد بني إسرائيل كرمل البحر فالبقية ستخلص ” (رو27:9).
أرأيت كيف أنه أيضًا لا يقول إن الجميع سيخلصون، بل المستحقون هم الذين سيخلصون؟ لأنني لا أنظر إلى الكثرة، ولا يؤثر فيّ الجنس المنتشر بكثرة، لكني أخلّص فقط هؤلاء الذين يستحقون. وهو لم يذكر لهم رمل البحر مصادفة، بل لكي يذّكرهم بالوعد القديم، والذي صاروا مقارنةً به غير مستحقين. إذًا لماذا تقلقون، تُرى، هل كذب الوعد، بعدما أعلن جميع الأنبياء، أن الخلاص ليس للجميع؟
ثم تحدث عن طريقة الخلاص. أرأيت دقة النبؤة والحكمة الرسولية، أى الشهادة القديمة، وكيف كانت مناسبة جدًا؟ لأن هذه الشهادة، لا تُظهر لنا فقط، أن البعض هم الذين يخلصون وليس الجميع، لكنه يُضيف كيف أنهم سيخلصون؟
” لأنه مُتمم أمر وقاض بالبر. لأن الرب يصنع أمرًا مقضيًا به على الأرض ” (رو28:9).
ما يقوله يعني الآتي: إنه ليس هناك حاجة لفترة زمنية ومتاعب وجهد بأعمال الناموس، لأن الخلاص سيحدث سريعًا جدًا. لأن هذا هو الإيمان، من خلال كلمات قليلة يتحقق الخلاص ” لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت “[3].
أرأيت ماذا تعني عبارة ” لأن الرب يصنع أمرًا مقضيًا به على الأرض” والأكثر دهشة، أن هذا الأمر المقضي به السريع، لم يحمل فقط الخلاص، بل والبر أيضًا. كما سبق إشعياء وقال:
” لولا أن رب الجنود أبقى لنا نسلاً لصرنا مثل سدوم وشابهنا عمورة ” (رو29:9).
إنه يُظهر هنا أيضًا أمرًا آخرًا، هو أنه حتى هؤلاء قليلي العدد لم يخلصوا من أنفسهم. خاصةً وأن هؤلاء سيهلكون أنفسهم، وسيموتون مثل أهل سدوم، أى أنهم سيهلكون أنفسهم بالكامل (لأن أولئك هلكوا بالكامل). وهؤلاء إذًا يقول عنهم إنهم سيصيرون مثل أهل سدوم، لو لم يكن الله قد صنع معهم رحمة عظيمة، ولو لم يحفظهم بالإيمان. لكن هذا قد حدث في السبي الجسدي. لأن الكثيرين أُقتيدوا إلى السبي وهلكوا، بينما قليلون فقط هم الذين خلصوا.
10 ـ ” فماذا نقول إن الأمم الذين لم يسعوا في أثر البر أدركوا البر. البر الذي بالإيمان ولكن إسرائيل وهو يسعى في أثر البر لم يدرك ناموس البر ” (رو30:9ـ31).
المؤكد أن الحل الواضح يوجد هنا. لأنه من خلال طبيعة الأمور قد أظهر أن ” ليس جميع الذين من إسرائيل هم إسرائيليون “، ومن الأجداد يعقوب وعيسو، ومن الأنبياء هوشع وإشعياء، يُضيف الحل الأهم، بعدما زاد في حديثه السابق من حجم الشك. بالإضافة إلى ذلك فإن الأمر له بُعدين، أن الأمم أدركوا البر، وأنهم أدركوه بدون أن يسعوا إليه، أى دون أن يحاولوا إدراكه. ومن جهة اليهود أيضًا، فهناك تساؤلان، أن الإسرائيليين لم يدركوا البر، برغم أنهم قد حاولوا إدراكه. ولهذا فقد استخدم الرسول بولس الكلمات بوضوح أكثر، لأنه لم يقل إنه “ربح البر”، بل “أدرك“. أى أن الأمر الذي يُسمع لأول مرة والمثير للغرابة، هو أن الذي سعى في أثر البر، لم يدرك البر، بينما ذاك الذي لم يسعَ، قد أدرك البر. والواضح أنه حاول الترفق بهم، بقوله ” وهو يسعى “، ولكنه أعلن بعد ذلك الصدمة الكبيرة.
إذًا لأنه كان لديه ما يُضيفه لتقديم الحل القوي، لم يتردد أبدًًا، جاعلاً المفارقة أكثر فزعًا. ولهذا لم يتكلم عن الإيمان والبر، لكنه أظهر أن اليهود كانوا مدانين قبل الإيمان أيضًا، إذ أنهم قدهُزموا في الأمور التي تخصّهم. إذًا أنت أيها اليهودي لم تُدرك البر من خلال الناموس، لأنك قد خالفته، وصرت مسئولاً عن اللعنة، بينما أولئك الذين لم يأتوا من الناموس، بل أتوا من طريق آخر، أدركوا برًا أعظم من بر الناموس، هذا البر الذي أتى بالإيمان. هذا تحديدًا ما قاله من قبل ” لأنه إن كان إبراهيم قد تبرَّر بالأعمال فله فخر ولكن ليس لدى الله “[4]، لكي يُبيّن أن بر الإيمان أعظم من بر الناموس.
لقد قال قبلاً إن الشكوك أو التساؤلات نوعان، أما الآن فقد صارت ثلاثة، أى أن الأمم قد أدركوا البر، ودون أن يسعوا في أثره قد أدركوه، وأنهم أدركوا أن هذا البر الذي بالإيمان هو أعظم من بر الناموس. هذه التساؤلات ذاتها هى بالضبط التي تُصاغ أيضًا من جهة اليهود من الناحية العكسية، أن الإسرائيليين لم يدركوا البر، وأنهم لم يدركوه على الرغم من أنهم سعوا في أثره، وأنهم لم يدركوا ولا حتى القليل منه. إذًا بعدما وضع السامع في حيرة، أضاف الحل سريعًا فيما بعد، ثم يُقدم السبب لكل ما قيل. ما هو السبب إذًا؟ هو:
” فعل ذلك ليس بالإيمان. بل كأنه بأعمال الناموس ” (رو32:9).
هذا هو الحل الواضح جدًا لكل ما سبق طرحه، والذي لو كان قاله من البداية مباشرةً، لما كان مقبولاً بهذه السهولة. ولكن نظرًا لأنه ذكره بعد تساؤلات كثيرة، وإعداد، وبراهين، وعرض لشروحات كثيرة جدًا، فقد جعله أكثر سهولة وأكثر قبولاً. هذا هو سبب هلاكهم، أنهم لم يريدوا أن يتبرروا بالإيمان، بل بأعمال الناموس. ولم يقل بالأعمال، بل ” كأنها بأعمال الناموس “، مُظهرًا كيف أنه، ولا هذا البر قد أدركوه.
” فإنهم اصطدموا بحجر الصدمة. كما هو مكتوب ها أنا أضع في صهيون حجر صدمة وصخرة عثرة وكل مَن يؤمن بي لا يُخزى ” (رو33:9).
أرأيت مرة أخرى كيف أن الافتخار أو الشجاعة تأتي من الإيمان، وكيف أن العطية هى للجميع؟ لم يقل إنها فقط لليهود، بل هى لكل الجنس البشري. لأن كل واحد سواء كان يهوديًا أم يونانيًا أم سكيثيًا أم ثراكيًا أو من أى جنس، عندما يؤمن سيتمتع بمجازاة كبيرة ولن يُخزى، لكن ما يستحق الإعجاب في كلمات إشعياء النبي هو أنه لم يقل فقط كل من يؤمن، بل أنهم لن يؤمنوا، لأن كلمة اصطدموا بحجر العثرة، تعني أنهم لن يؤمنوا. تمامًا كما أعلن سابقًا، عن أولئك الذين يهلكون وأولئك الذين يخلصون، قائلاً: ” وإن كان عدد بني إسرائيل كرمل البحر فالبقية ستخلص “، و ” لولا أن رب الجنود أبقى لنا نسلاً لصرنا مثل سدوم “، ودعى من الأمم أيضًا، وليس فقط من اليهود، هكذا تحديدًا هنا أيضًا، يقول إن البعض سيؤمنون، والبعض سيتعثرون. أما من حيث إنهم يتعثرون فهذا يأتي نتيجة عدم الانتباه، حيث قد فشلوا في أمور أخرى. إذًا لأن هؤلاء تطلعوا نحو الناموس، اصطدموا بحجر الصدمة. ويقول النبي، حجر صدمة، وصخرة عثرة بسبب الاختيار، والنهاية التي تنتظر أولئك الذين لم يؤمنوا.
11 ـ يا ترى، هل صار ما قيل واضحًا لكم، أم أنه يحتاج بعد لكثير من الشرح؟ أنا أعتقد أن الأمر أكثر من سهل بالنسبة للذين دقّقوا في فهم ما شرحناه، لكن إذا كان البعض لم ينتبه، فيمكن أن نلتقي معهم بشكل خاص، ويسألون ويعرفون. لأنه لهذا جعلت الشرح مطولاً، لكي لا أضطر أن أُشوه وضوح ما قد قيل، فأوقف سريان التتابع الفكري. ولهذا سأنهي الحديث هنا، دون أن أحدثكم مُطلقًا عن الموضوعات السلوكية، الأمر الذي تعودت أن أفعله، لكي لا أُجهد ذهنكم أيضًا بالكلام الكثير. حان الوقت إذًا لأُنهي حديثي بالنهاية المناسبة، وأختم حديثي بتمجيد إله الكل. فلنعطي المجد لله، لأن له الملك والقوة والمجد إلى الأبد أمين.
[1] 2كو7:13.
[2] 1كو10:15.
[3] رو9:10.
[4] رو2:4.