Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

رسالة رومية الأصحاح9 – عظة17 ج3 – ق. يوحنا ذهبي الفم – د. سعيد حكيم يعقوب

رسالة رومية الأصحاح9 – عظة17 ج3 – ق. يوحنا ذهبي الفم – د. سعيد حكيم يعقوب

رسالة رومية الأصحاح9 – عظة17 ج3 – ق. يوحنا ذهبي الفم – د. سعيد حكيم يعقوب

 

بقية العظة السابعة عشر:

4 ـ ” وليس ذلك فقط بل رفقة أيضًا وهى حبلى من واحد وهو اسحق أبونا ” (رو10:9).

          إنه موضوع عظيم الشأن. ولهذا يطرح أفكارًا كثيرة، ويحاول أن يُزيل الشكوك من كل النواحي. إذًا لو أن سقوط هؤلاء اليهود يُعد أمرًا غريبًا ويُسمع لأول مرة، بعد كل هذه الوعود الكثيرة، فبالأكثر يُعد أمرًا غريبًا أن نتكلم نحن عن تلك الخيرات، نحن الذين لم نتوقع شيئًا مثل هذا. إن ذلك يشبه ابنًا لملك، نال وعودًا، بأنه سيخلفه في السلطة، ثم حُرم من حقوقه السياسية، وحل محله شخص محكوم عليه بالسجن، ومُحمل بشرور كثيرة، وبعدما خرج من السجن أخذ السلطة التي من حق ابن الملك. فماذا تقول إذًا؟ أتقول إن الابن كان غير مستحق؟ ولكن الآخر أيضًا كان غير مستحق، بل وبالحري أنه كان غير مستحق البتة. وكان ينبغي إما أن يُدانا معًا، وإما أن يكرما معًا. وهذا ما حدث فيما يتعلق بالأمم واليهود، بل وأكثر من هذا. فإن الجميع هم غير مستحقين، وهذا ما أظهره في الاصحاحات السابقة بقوله: “ إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله[1]، لكن ما يُسمع لأول مرة، هو أن الأمم فقط قد خَلصوا، على الرغم من أن الجميع كانوا غير مستحقين.

          لكن مع هذا، من الممكن أن تنتاب المرء حيرة، فإن لم يكن لدى الله النية أن يُتمم وعوده، فلأي سبب وعد؟ لأن الناس الذين لا يعرفون المستقبل، كثيرًا ما يضلون، وغير المستحقين ينالون وعدًا بأن يأخذوا عطايا، بينما ذاك الذي يعرف مُسبقًا أمور الحاضر والمستقبل، يعرف أنهم سيجعلون أنفسهم غير مستحقين للوعود، ولهذا لن ينالوا شيئًا من تلك الوعود، فلأي سبب وعد؟ كيف وجد الرسول بولس حلاً لهذه الأمور؟ الحل في أن يُظهر من هو إسرائيل الذي حصل فيه الوعد. لأنه بعدما برهن على أن هناك وعد، أثبت هذا أيضًا ” لأن ليس جميع الذين من إسرائيل هم إسرائيليون “. ولهذا لم يُشر إلى اسم يعقوب، بل ذكر اسم إسرائيل، الأمر الذي يعد دليلاً على فضيلة البر، والعطية التي أخذها من الله، وعلامة على أنه رأى الله. حسنًا إن كان الجميع قد أخطأوا، فكيف أن البعض خَلُص والبعض الآخر هلك؟ لأن ليس الجميع أرادوا أن يتبعوا الله. أما بالنسبة لله، فمن المؤكد أن الجميع دُعوا للخلاص.

          وهو لم يُشِر إلى هذا أولاً، إلاّ أنه يحل المسألة بطريقة تُثير الإعجاب، ومن خلال أمثلة أخرى، متطرقًا إلى موضوع مختلف في معرض حديثه، مثلما فعل من قبل عندما حلَّ معضلة معقدة بمشكلة أخرى. إن الأمر هنا يتعلق بموضوع بر المسيح، وبهذا يكون الجميع قد تمتعوا بالبر. وقد عرض الرسول بولس الأمر فيما يتعلق بآدم قائلاً: ” لأنه إن كان بخطية الواحد قد ملَّك الموت بالواحد. فبالأولى كثيرًا الذين ينالون فيض النعمة وعطية البر سيملكون في الحياة بالواحد يسوع المسيح[2]. ولم يتوصل إلى حل خاص فيما يتعلق بآدم، بل قد قدم الحل من خلال فيض النعمة وعطية البر، وأظهر كيف أن لديهم أكثر من سبب يجعل ذاك الذي مات لأجل خلاصهم يسود عليهم. لأنه أن يُدان الجميع لأن واحد قد أخطأ، فهذا لم يكن منطقيًا في نظر الكثيرين، أما أن يتبرَّر الجميع، لأن واحد قد حقق البر، فهذا ما يُعد أمرًا منطقيًا ولائقًا أمام الله. لكنه لم يحل تلك الحقيقة المحيرة (أى طالما أن الجميع قد أخطأوا، فكيف أن البعض قد خَلُص والبعض هلك). لأنه بقدر عدم وضوح ذلك، بقدر ما استد فم اليهودي، وابتدأ يتحير فيما يختص بالأممي، وهذا يفسر التحير الذي ظهر منذ البداية.

          هكذا هنا أيضًا، فالرسول بولس يجد حلاً مناسبًا لأولئك الذين هم في شك كامل بالنسبة لموضوعات أخرى. لأن جهاده كان ضد اليهود. ولهذا فإن الأمثلة التي أوردها لا يشرحها بشكل تام، لأنه لم يكن مسئولاً عن هذه الموضوعات، كما في الصراع ضد اليهود، أما بالنسبة لما يخصه شخصيًا، فإنه يكون فيها أكثر وضوحًا من غيرها من الموضوعات. إذًا لماذا تندهش أن البعض من اليهود خَلُص، والبعض لم يخلُص الآن؟ فمن الممكن للمرء أن يرى أن هذا يحدث منذ البداية لدى الآباء. إذًا لماذا دُعى اسحق فقط نسل إبراهيم، على الرغم من أن إبراهيم قد ولد إسماعيل أيضًا[3]، وهكذا صار إبراهيم أبًا أيضًا لكثيرين جدًا؟ ولكن إسماعيل كانت أُمه عبدة. وما علاقة هذا بالأب؟ أيُستثنى هذا بسبب الأم! لكن ماذا سنقول عن نسل قطورة؟ ألم يكن نسلاً حرًا وينتمي لأم حرة؟ لماذا لم يكرم بنفس الكرامة مع اسحق؟ ولماذا أتكلم عن هذا النسل؟ لقد ولدت رفقة الزوجة الوحيدة لاسحق، اثنين. لكن الابنين، على الرغم من أنهما كانا من نفس الأب والأم، وعلى الرغم من أنهما قد أتيا بنفس الآلام التي تُصاحب الولادة، وبالإضافة إلى كل هذا فقد كانا توأم، إلاّ أنهما لم يتمتعا بنفس القدر من المحبة. وأنت هنا لا تستطيع أن تقول عن الأم إنها عبدة، كما في حالة إسماعيل، ولا أن الواحد قد وُلد من هذه البطن، والآخر من بطن أخرى، تمامًا كما حدث مع قطورة وسارة، لكنهما خرجا من نفس البطن.

إذًا ولأن بولس انتهى إلى مثال واضح، من حيث إن هذا لم يحدث لاسحق فقط:

 

” لأنه وهما لم يُولدا بعد ولا فعلاً خيرًا أو شرًا لكي يثبت قصد الله حسب الاختيار ليس من الأعمال بل من الذي يدعو. قيل لها أن الكبير يُستعبد للصغير كما هو مكتوب أحببت يعقوب وأبغضت عيسو ” (رو11:9ـ13).

          لأي سبب صار الواحد موضع محبة، بينما الآخر موضع بغضة؟ لماذا الواحد خَدَمَ، بينما الآخر خُدِم؟ لسبب هو أن الواحد كان تقيًا، بينما الآخر كان شريرًا. بل وحتى قبل ولادتهما، فإن الواحد قد كُرم، والآخر أُدين. بل وهما لم يولدا بعد قال الله: ” إن الكبير يُستعبد للصغير “. فلأي سبب قال الله هذا الكلام؟ لأن الله ليس مثل الإنسان الذي ينتظر حتى نهاية الأعمال، ليرى الصالح أو الشرير، بل هو يعرف من قبل هذه الأعمال، من هو الشرير ومن هو الصالح. وهذا ما حدث أيضًا في حالة الإسرائيليين، بطريقة مُثيرة للإعجاب. ففي حالة عيسو ويعقوب، كان الأول شريرًا والآخر كان تقيًا؟ أما في حالة الإسرائيليين فقد كانت الخطية عامة، إذ أن الجميع عبدوا العجل الذهبي.

          لكن البعض رُحِم، والبعض لم يُرحم. لأنه يقول لموسى:

 

 

” إني أرحم من أرحم وأتراءف على من أتراءف ”.

          من الممكن أن يرى المرء هذا، في أولئك الذين أُدينوا. إذًا ماذا تقول عن فرعون الذي عوقب وتعذّب جدًا؟ هل لأنه كان قاسيًا وغير مطيع؟ تُرى، هل كان هذا وحده الذي عوقب؟ كيف عوقب بكل هذه القسوة؟ أما بالنسبة لليهود، لماذا دعا الذي ليس شعبه شعبه، وأيضًا لم يجعل الجميع مُستحقين لنفس الكرامة؟ لأنه يقول: ” إن كان شعبك يا إسرائيل كرمل البحر ترجع بقية منه (تخلص بقية منه)[4]. ولماذا بقية فقط (هى التي تخلص)؟ أرأيت مقدار الصعوبة التي أحاطت بهذه الموضوعات؟ وقد فعل بولس هذا بشكل مُبرر جدًا. لأنه عندما تُريد أن تضع الخصم في حيرة، ينبغي ألا تُعطي الحل مباشرةً. بالإضافة إلى أنه لو اتضح أنك أنت نفسك مسئول عن نفس الحل، فلماذا تعرّض نفسك لمزيد من المخاطر؟ لماذا تجعله (أى اليهودي)، أكثر وقاحة، وتجعل كل الأشياء تصير ضدك؟ حسنًا فلتخبرني أيها اليهودي، بينما لديك كل هذه الحيرة أو الشكوك، ولا تستطيع أن تجد حلاً لواحدة منها، فلماذا تُقلقنا، بالنسبة لدعوة الأمم؟ لكنني أستطيع أن أقدم سببًا عادلاً، والذي لأجله تبرَّر الأمم، بينما أنتم فقدتم البر. السبب هو أن هؤلاء الأمم تبرَّروا بسبب إيمانهم، بينما أنتم  اتكلتم على أعمال الناموس ففقدتم البر. وبعدما تنازعتم هكذا، نكثتم العهد من كل ناحية. لأن الكتاب يقول: ” لأنهم إذ كانوا يجهلون بر الله ويطلبون أن يُثبتوا بر أنفسهم لم يخضعوا لبر الله [5].

          5 ـ إذًا الحل لكل هذا الجزء، أقول بإيجاز أن الحل يُعطى من خلال تلك النفس الطوباوية (أى نفس بولس). ولكي تصير هذه الأمور أكثر وضوحًا، لنفحص كل جانب مما قيل على حده، عالمين هذا أن الطوباوي بولس قد ركّز كل اهتمامه ليُبيّن من خلال كل ما قيل، أن الله وحده يعرف المستحقين، أما البشر، فلا يوجد بينهم من يملك هذه المعرفة، حتى إن اعتقد أن لديه قدر كبير منها، فالإنسان في أمور كثيرة يُجانبه الصواب في أحكامه. إذًا فذاك الذي يعرف جيدًا خفايا الفكر، هو الذي يعرف تمامًا من هم المستحقين لنوال الأكاليل، ومن هم الذين يستحقون الجحيم. ولهذا فمن المؤكد أنه قد أدان كثيرين من البشر، ممن يعتقدون أنهم صالحون، بعدما فحصهم بدقة، ومنح الأكاليل لمن أُعتبروا أشرارًا، بعدما أظهر أنهم صالحين، مُصدرًا هذا الحكم، برؤيته الصحيحة والنزيهة، ودون أن ينتظر أن يعرف عن طريق أعمالهم من هو الصالح، ومن هو الشرير.

          ولكي لا يكون الكلام مُلتبسًا، لنأتِ إلى كلمات الرسول ذاته        ” وليس ذلك فقط بل رفقة أيضًا وهى حبلى من واحد .. “. وكأنه يشرح قائلاً: كنت أستطيع أن أشير إلى نسل قطورة، لكنني لم أفعل ذلك. بل ولكي أؤكد على ما أقوله، أذكر لكم أولئك الذين ولدوا من أب واحد، وأم واحدة. لأن الاثنين أيضًا (أى عيسو ويعقوب)، وُلدا من رفقة واسحق، الابن الحقيقي والشرعي الذي صارت له مكانة أفضل من الجميع، والذي قال عنه ” باسحق يدعى لك نسل “، والذي صار أبًا لجميعنا. لكن مع أن ذاك كان أبًا لنا، ونسله كان ينبغي أن يصيروا آباء لنا، إلاّ أنهم ليسوا كذلك. أرأيت أن هذا لم يحدث بالنسبة لإبراهيم فقط، بل حدث بالنسبة لابنه أيضًا، وأن الإيمان والفضيلة هما اللذان يُضيئان في كل مكان، ويعلنان ما هى القرابة الحقيقية؟ لأنه من هنا نُعرف (أى من الإيمان والفضيلة)، وليس فقط طريقة القرابة، فعندما يكون الأبناء مستحقين لفضيلة الأب، عندئذٍ يدعون أبنائه. لأنه لو كان الأمر متعلقًا بصلة القرابة فقط، لكان ينبغي أن يتمتع عيسو بتلك الامتيازات التي تمتع بها يعقوب، لأن ذاك أيضًا كان من رحم ميت، وأمه كانت عاقرًا. إلاّ أن (صلة القرابة) لم تكن هى المطلب الوحيد، بل الأمر هنا مرتبط بفضيلة النفس، وهو لم يُشِر لهذا مصادفةً، بل كان ذلك لأجل تعليمنا وتهذيب سلوكنا. وهو لم يقل لأن الواحد كان تقيًا، والآخر كان شريرًا، ولهذا فُضّل الواحد من أجل تقواه، فماذا إذًا؟ هل أولئك الذين يأتون من الأمم هم أكثر تقوى، أم الذين يأتون من اليهود؟ وإن كانت حقيقة الأمر هى هكذا بالفعل، إلاّ أنه لم يُشر إليها بعد، لأن ذلك كان يبدو أمرًا مزعجًا بدرجة أكبر. لكنه نسب كل شئ إلى سابق علم الله، الذي لا يمكن لأحد أن يتجرأ على معارضته، حتى وإن كان هذا الإنسان يتسم بالجنون الشديد. ثم يقول ” وهما لم يولدا بعد “:

” قيل لها إن الكبير يُستعبد للصغير ”.

ويتضح من هذا أنه حتى الأصل النبيل حسب الجسد، لا يُفيد شيئًا، لكن ينبغي أن نسعى نحو فضيلة النفس، التي يعرفها الله حتى قبل الأعمال. ” لأنه وهما لم يولدا بعد ولا فعلا خيرًا ولا شرًا لكي يثبت قصد الله حسب الاختيار ليس من الأعمال بل من الذي يدعو. قيل لها إن الكبير يُستعبد للصغير “. لأن هذا كان دليلاً على أن الله بسابق علمه اختار من بين هذين اللذين هما نتاج نفس آلام الولادة. ولكي يظهر اختيار الله الذي تم بحسب سابق معرفته، فإنه في يوم ولادتهما، أعلن، من هو الصالح ومن هو الشرير. هكذا يقول الرسول بولس، لا تقول لي إذًا إنك تقرأ الناموس والأنبياء، وإنك خدمت سنوات عديدة. لأن الله الذي يعرف أن يختبر النفس، هو وحده الذي يعرف من هو المؤهل للخلاص. إذًا لتتقدم نحو صاحب الاختيار غير المُدرك، لأنه هو وحده الذي يعرف بالتدقيق من الذي سيُكلّله.

إذًا ربما يكون هناك كثيرون ممن اعتقدوا أنهم أفضل من متى الرسول، في حالة التقدير حسب الأعمال؟ بيد أن الله الذي يعرف الأسرار، والذي يستطيع أن يفحص قدرة العقل، أدرك قيمة اللؤلؤة الموجودة في الطين. فبعد أن ترك متى العشارين الآخرين، واهتم بإظهار جمال اللؤلؤة، اختاره الله، الذي بحسب إرادته الصالحة زاد ذلك الرسول من نعمته، فقد برهن متى على أنه اجتاز اختبار الله له بنجاح. فإن كان في الفنون الإنسانية، وفي كل الأمور الأخرى، عندما يتخذ الأشخاص المتميزون قرارًا أو يبدون رأيًا فإن اختيارهم يتم بناءً على وجهة نظرهم التي يقتنعون بها، وليس بحسب الطريقة التي بها يختار البسطاء، فالكثيرون لا يروق لهم ما يختاره البسطاء ويقبلون ما يرفضونه، وهذا كثيرًا ما يفعله أيضًا مدربوا الخيول، والمتخصصون في اختبار الأحجار الكريمة، وغيرهم من مُمارسي الفنون الأخرى، فبالأحرى جدًا الله محب البشر، والذي هو الحكمة التي لا تُحد، وهو وحده الذي يعرف جيدًا كل الأمور، لن يقبل رأي البشر، بل يُقرر لكل شئ حكمًا بحكمته الصحيحة التي لا تُخطئ. ولهذا تحديدًا اختار أيضًا عشارًا ولصًا، وزانية، بينما رفض واحتقر الكهنة، والشيوخ، والأراخنة.

ويستطيع المرء أن يرى أن هذا يحدث مع الشهداء. فالكثيرون من الذين كانوا محتقرين في عصر الاضطهادات، قد نالوا الأكاليل، والعكس قد حدث، فإن بعضًا ممن كانوا يعتبرون عظماء، إنقلب بهم الحال وسقطوا. إذًا يجب ألا تناقش الخالق في أحكامه، ولا أن تقول، لماذا يُكلل الواحد ويُدان الآخر، لأنه هو وحده يعرف هذه الأمور. ولهذا قال:

 

” أحببت يعقوب وأبغضت عيسو ”.

ومن المؤكد أن هذا قد حدث بعدل. فأنت تعرف الأمور عند نهايتها، أما الله فيعرفها جيدًا قبل نهايتها. لأن الله لا يطلب مجرد إتمام للأعمال، بل يطلب الرغبة الصادقة، والإرادة الصالحة. إذ أن مثل هذا الإنسان، إذا اضطرته بعض الظروف أن يخطئ فإنه سرعان ما يرجع، وإذا عاش لبعض الوقت في الخطية فلن يفقد خلاصه، بل سيُقيمه الله كلّي المعرفة سريعًا. كما أن من يفسد بالخطية، سيُفقد حتى ولو ظهر كأنه يصنع شيئًا صالحًا، طالما أنه يصنع هذا بضمير شرير. لأن داود أيضًا على الرغم من أنه إرتكب جريمة قتل، وزنا، إلاّ أنه تنقى سريعًا من كل خطية فهو قد فعل هذا في ظرف سئ، في غفلة أو عدم تبصر، وليس عن ضمير شرير، أما الفريسي، وهو لم يجرؤ على ارتكاب مثل هذه الخطايا، وقد إفتخر بأمور أخرى صالحة، فإنه فقد كل شئ، بسبب ضميره الشرير.

[1]  رو23:3.

[2]  رو17:5.

[3]  إسماعيل هو ابن لإبراهيم من هاجر.

[4]  إش22:10.

[5]  رو3:10.

رسالة رومية الأصحاح9 – عظة17 ج3 – ق. يوحنا ذهبي الفم – د. سعيد حكيم يعقوب

Exit mobile version