أبحاث

رسالة رومية الأصحاح8 – عظة16 ج2 – ق. يوحنا ذهبي الفم – د. سعيد حكيم يعقوب

رسالة رومية الأصحاح8 – عظة16 ج2 – ق. يوحنا ذهبي الفم – د. سعيد حكيم يعقوب

رسالة رومية الأصحاح8 – عظة16 ج2 – ق. يوحنا ذهبي الفم – د. سعيد حكيم يعقوب  

رسالة رومية الأصحاح8 – عظة16 ج2 – ق. يوحنا ذهبي الفم – د. سعيد حكيم يعقوب  
رسالة رومية الأصحاح8 – عظة16 ج2 – ق. يوحنا ذهبي الفم – د. سعيد حكيم يعقوب

 

        4 ـ بعد ذلك، ولكي لا يُعتقَد أن هذه الأمور هى دليل على تخلي الله عنا، يضيف إلى ما قاله كلمات النبي الذي يصرخ بهذه الأمور من سنوات طويلة قائلاً: “من أجلك نُمات اليوم كله. قد حسبنا مثل غنم للذبح[1]. أى أننا مستعدون أن نُعاني من أجل الجميع. ولكنه أعطى لنا ـ في الأخطار الكثيرة والكبيرة، وهذه الآلام الجديدة ـ عزاءً كافيًا، من خلال الجهاد، أو من الأفضل أن نقول ليس فقط عزاءً كافيًا، بل وأكثر من ذلك بكثير. لأنه يقول إننا لا نعاني هذه الأمور من أجل البشر، أو من أجل أى شئ آخر، بل لأجل ملك الجميع. وهو لم يُتوج هؤلاء بهذا التاج فقط، بل بتاج آخر متعدد الأشكال وكثير التنوع. لأنه لم يكن ممكنًا أن يحتملوا ميتات كثيرة طالما أنهم بشر، وهذا يُظهر كيف أن المكافأت لم تصبح أقل أو أصغر على الاطلاق. لأنه وإن كان ـ نظرًا لطبيعتنا ـ قد وضع لنا أن تموت مرة واحدة فقط، فإن الله وضع فينا لو أردنا أن نعاني هذا الموت كل يوم.

          وبناءًا على ذلك يتضح أنه حين نُمات، سننال أكاليلاً كثيرة، بقدر الأيام التي سنحياها، أو من الأفضل القول، إنها أكثر بكثير، لأنه من الممكن أن نُمات في يوم واحد مرة، ومرتين، ومرات عديدة. إذًا مَنْ هو مستعد على الدوام لهذا، سيأخذ دومًا الأجر كاملاً. هذا من المؤكد ما قصده النبي بقوله: “اليوم كله”. ولهذا فإن الرسول بولس قد أشار إليه، لكي يؤكد على ذلك بالأكثر. لأنه إن كان الذين عاشوا في العهد القديم قد نالوا كمكافأة عن أتعابهم، الأمور المادية الأخرى التي تزول مع الحياة الحاضرة، إلاّ أنهم قد احتقروا هذه الحياة جدًا، واحتملوا التجارب والأخطار، فأى غفران سنناله نحن الذين نعتبر أمور هذه الحياة تافهة أو زهيدة بالمقارنة بالسماء والملكوت وما في السماء والخيرات المدخرة، ونحن لم نصل إلى مستوى الذين عاشوا في العهد القديم، ولا حتى بالنسبة لهذا المقياس، والتدبير الذي شكّلوا عليه حياتهم. وهو لم يذكر ذلك تاركًا إياه لضمير المستمعين، واكتفى فقط بالشهادة. وأظهر أن أجسادهم أيضًا تصير ذبيحة، وأنه لا ينبغي أن يقلقوا، ولا أن يضطربوا طالما أن الله قد دبَّر الأمور على هذا النحو. لكنه يعظهم بطريقة أخرى. ولكي لا يقول أحد، إنه فقط يُفلسف هذه الأمور دون أن يختبرها، أضاف: ” قد حسبنا مثل غنم للذبح “، مُشيرًا إلى ميتات الرسل اليومية. أرأيت مقدار النُبل والرأفة؟ لأنه كما أن الخراف لا تقاوم عندما تُقاد للذبح، هكذا نحن أيضًا.

          لكن لأن الضعف يعتبر سمة النفس الإنسانية، ورغم كل هذه التجارب المخيفة، انظر كيف أنه مرة أخرى يُشدد المستمع، ويجعله يشعر بالسمو والافتخار، قائلاً:

 

” ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا ” (رو37:8).

          الأمر الأكثر دهشة إذًا، هو أننا لم ننتصر فحسب، بل أننا انتصرنا أيضًا مع وجود مكائد أو دسائس ضدنا. وليس فقط انتصرنا بل “ويعظم انتصارنا” أى بكل سهولة وبدون جهد ومتاعب. وليس بتحمل الصعاب، إذ هو يقوم بإعداد الإرادة، وهكذا في كل مكان نقيم نصبًا تذكاريًا للإنتصار ضد الأعداء. وهذا مبرر جدًا، لأن الله هو ذاك الذي يدعمنا. إذًا لا نتشكك في أن التعذيب الذي يقع علينا يقودنا إلى الانتصار على أولئك الذين يعذبوننا وأنه عندما نُضطهد، فإننا نتغلب على مضطهدينا، وأنه عندما نموت نحوّل الأحياء ونغيّرهم. لأنه في حضور قوة الله ومحبته، لا شئ يمكن أن يعيق تحقيق الأمور العجيبة والمدهشة، ولا يوجد ما يعطل إشراق الانتصار كما سبق وأشرنا. لأننا لا ننتصر فقط، بل ننتصر بطريقة عجيبة، لكي يعلم الذين يفكرون بالشر أن الحرب لم تكن ضد بشر بل كانت ضد تلك القوة التي لا تُهزم.

          لاحظ إذًا أن اليهود كانوا في مواجهة اثنين من المنتصرين، وتحيَّروا وقالوا: ” ماذا نفعل بهذين الرجلين[2]. الأمر الأكثر دهشة هو أنه على الرغم من أنهم كانوا يحتجزونهم، ويعتبرونهم مذنبين، وسجنوهم وضربوهم، تحيَّروا وصاروا مرتبكين، وانهزموا بهذه الأمور ذاتها، والتي توقعوا أنهم سينتصرون بها. فلا الطغاة، ولا جموع من البشر، ولا كتيبة شياطين، ولا الشيطان نفسه استطاع أن يهزم هؤلاء القديسين، بل ومع كل هذه القوة المضادة، فقد هزموا الجميع، رغم كل ما ابتدعوا من وسائل ضدهم. بل صارت كلها ضدهم. ولهذا قال: “يعظم انتصارنا”. لأن قانون هذا الانتصار كان جديدًا في أن ينتصروا بالأمور المضادة، وألا يُهزموا أبدًا، بل كما لو كانوا هم المتحكمون في النهاية، وهكذا يسلكون في هذه الجهادات.

 

5 ـ ” فإني مُتيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا ” (رو38:8ـ39).

          هذا الكلام عظيم، ولكننا لم نعرفه، لأنه ليس لدينا كل هذا الحب الكبير. لكن على الرغم من أنه كلام عظيم ورائع، إلاّ أنه أراد أن يُدلل على أنه لا يوجد شيئًا يُقارَن بالمحبة، أى محبة الله له، وبعدما أشار إلى هذه المحبة، أشار عندئذٍ إلى محبته هو، حتى لا يظهر أنه يقول كلامًا مهمًا عن نفسه. وما يقوله يعني الآتي: ما هى الحاجة لأن أتكلم عن أمور الحياة الحاضرة والمآسي المرتبطة بهذه الحياة؟ لأنه حتى وإن تكلم المرء بعد عن أمور الدهر الآتي، وعن حقائق وقوات، أى حقائق مؤكدة مثل الموت والحياة، وقوات مثل الملائكة ورؤساء الملائكة، وكل الخليقة السمائية، هذه الأمور كلها بالنسبة لي هى صغيرة، مقارنة بمحبة المسيح. وحتى لو وعَدَني أحد بحياة لا تنتهي أو هدَّدني بالموت، لكي يُبعدني عن المسيح، فإنني سأواجه هذا التهديد.

          ولماذا يجب أن أُشير إلى ملوك الأرض، والنبلاء، وإلى فلان وفلان؟ فحتى وإن حدثتني عن الملائكة، وكل القوات السمائية وكل الكائنات، وكل ما يتصل بالدهر الآتي، كل هذا بالنسبة لي هو أمر قليل الأهمية، كل ما يوجد على الأرض، وكل ما هو في السموات، وما تحت الأرض، وما فوق السموات، إذا ما قورن بالمحبة فهو كلا شئ.

ثم بعد ذلك، وكما لو كان هذا لم يكفِ ليُعبّر عن شوقه، بل إن هناك أمور أخرى كثيرة أيضًا، يعتبرها مثالاً، بقوله: ” ولا خليقة أخرى “. وما يقوله هنا يعني: أنه لو وُجدت خليقة أخرى أيًا كان قدرها، سوى كانت مرئية أم غير مرئية، فلا شئ يمكن أن يفصلني عن محبة المسيح هذه. وقد قال هذا، لا لأن الملائكة أو القوات الأخرى، يسعون نحو هذا (أى ينفصلوا عن المسيح)، حاشا، لقد أراد فقط أن يُظهر محبته الكبيرة للمسيح  بشكل لا يمكن وصفه. لأنه لم يُحب المسيح من أجل تلك الأمور التي أظهرها المسيح، بل أنه من أجل محبته للمسيح، أحب كل ما له، والذي كان يخشاه فقط هو أن يفقد محبته له، لأن هذا بالنسبة له كان يُمثل أمرًا أكثر فزعًا من جهنم، لذا فإن مسألة بقائه في هذه المحبة، كان يمثل له أمرًا أكثر شوقًا ورغبة، من شوقه لنوال ملكوت السموات.

          6 ـ إذًا كيف نكون مستحقين لذلك، فإذا كان الرسول بولس لا يشتهي حتى تلك الأمور التي توجد في السموات، أمام محبته للمسيح وشوقه إليه، بينما نحن بدلاً من محبتنا للمسيح نُفضّل تلك التي توجد في القذارة والطين؟ وقد قَبِل ذاك أيضًا من أجل محبته للمسيح، أن يُلقي في جهنم ويخسر الملكوت، وإن كان من المؤكد أن هاتين الاثنتين (الحياة الحاضرة والحياة السماوية) كانتا أمامه، بينما نحن لم نحتقر ولا حتى الحياة الحاضرة، تُرى هل نستحق نحن أن نحذو حذو ذاك الرسول، أى نسلك نفس الطريق طالما أننا بعيدون جدًا عن افتخاره العظيم بمحبة المسيح؟ لأن ذاك لم يعتبر ولا حتى ملكوت السموات أمرًا له قيمة أمام محبة المسيح، بينما نحن نزدرى بالمسيح، على الرغم من أننا نتكلم كثيرًا عنه. وياليتنا نظل نتكلم عنه، فحتى هذا لم يعد يحدث الآن، بل على الرغم من أن الملكوت أمامنا، إلاّ أننا نتركه ونُلاحق الظلال والأحلام كل يوم. ولكن لأن الله مُحب للبشر، ومتراءف جدًا، صنع معنا نفس ما يفعله أب يحب ابنه، وإن كان هذا قد سبّب له ألمًا لأجل الشركة المستمرة معه، وقد فلسف هذه الشركة بشكل مختلف. إذًا لأننا لا نملك تلك المحبة التي ينبغي أن تكون نحوه، قدّم لنا أمورًا أخرى كثيرة، حتى يحفظنا بالقرب منه، ولكننا لم نبق قريبين رغم كل ما فعله الله معنا، لكننا عدنا إلى الأمور الطفولية.

          لكن الرسول بولس لم يفعل ذلك، بل كابن مهذب وحر، ومُحب لأبيه يطلب شركة أبيه فقط، ولا يتكلم كثيرًا عن أى شئ آخر، لأن الإكرام الذي يعطيه للآب، لا يعطيه للأشياء التي له، بل وعندما يتطلع إلى الآب، لا يهتم مطلقًا بهذه الأشياء، لكنه يُفضل أن يكون معه فقط، حتى وإن عُذب وعُوقب، على أن يقضى أوقاتًا مُرفهة بعيدًا عنه. فلنرتعد إذًا لأننا لا نحتقر ولا حتى المال من أجل المسيح، بل نقول إننا لا نحتقر المال، حتى من أجل أنفسنا. لأن القديس بولس كان هو الوحيد الذي كابد بحق كل الآلام من أجل المسيح، لا لأجل الملكوت، ولا لأجل كرامته، بل من أجل محبته للمسيح فقط. لكننا لا يُمكننا أن ننفصل عن الأمور الحياتية، لأجل المسيح، والأشياء المرتبطة به، بل نُسحب منجذبين إلى الطين مثل الحيات، والثعابين، والخنازير، أو مثل كل هذه كلها معًا. إذًا فهل نحن أفضل من تلك الحيوانات من أى جهة، نحن الذين لدينا هذا القدر الكثير والكبير من النماذج المبهرة التي عاشت للمسيح، ولازلنا ننظر بعد إلى أسفل، ولا نحتمل أن نتطلع قليلاً نحو السماء؟ والله الذي سلّم ابنه للموت، ذاك الذي ذُبح لأجلك لا تعطيه حتى الخبز. الله لم يُشفق عليه لأجلك، وأنت تزدري بمن هو ابن حقيقي، على الرغم من أنه يتضور جوعًا، بينما أنت تنفق على ذاتك من عطاياه.

          هل يمكن أن يوجد أسوأ من هذه المخالفة؟ فقد سُلّم للموت لأجلك، ذُبح لأجلك، وجال جائعًا من أجلك، وأعطى لك مما له، لكي تنتفع أنت ذاتك، ومع كل هذا فأنت لا تعطى. مَنْ هم هؤلاء الذين فقدوا الحس كأنهم أحجار، الذين على الرغم من الإحسانات الكثيرة التي تجذبهم إلى محبة المسيح، إلاّ أنهم لا يزالون في هذه الجفوة أو القسوة الشيطانية؟ لأنه لم يكتفِ بموته وصلبه فقط، بل أنه قَبِل أن يصير فقيرًا، وغريبًا، ومشردًا، وعريانًا، ومسجونًا، ويحتمل الآلام لكي يجذبك إليه، حتى ولو بهذه الطريقة. لأنه إن لم تبادلني العرفان بالجميل، لأني عانيت شيئًا من أجلك، أعطني رحمة بسبب فقري (أى رحمة لمن هم في احتياج). وإن لم ترد أن ترحمنى لأجل احتياجي أو فقري، فلتتحرك مشاعرك لأجل آلامي، ترفق بي لأجل سجني. وإن لم يجعلك كل هذا مُحبًا للناس، اقبل المطلب الزهيد. لأنني لا أطلب شيئًا كثير النفقات، إني أطلب خبزًا، ومسكنًا، وكلمة مُعزية. لكن إن كنت بعد كل هذا لا تزال قاسيًا، فعلى الأقل لأجل ملكوت السموات يجب أن تكون أفضل، ولو لأجل المجازاة التي وُعدتَ بها. فهل لديك كلمة تقولها عن هذه هذه الأمور؟ ليتك تترفق على الأقل أمام الطبيعة البشرية ذاتها، لأنك تراني عريانًا، وتذكّر ذلك العري الذي حدث فوق الصليب من أجلك. وإن كنت لا تريد أن تتذكر ذلك، فعلى الأقل تذكّر عريَّ في الفقراء. سُجنت لأجلك من قبل، والآن أُسجن لأجلك حتى تتحرك، سواء هنا أو هناك لكي تصنع رحمة ما.

          صُمتْ لأجلك، وأيضًا أجوع لأجلك. عطشت عندما عُلقت على الصليب، وأعطش في الفقراء، حتى أنه بواسطة هذه وتلك، أجذبك إليّ، وأجعلك محبًا للناس من أجل خلاصك. ولهذا فعلى الرغم من أنك مدين لي لأجل إحسانات لا تُحصى (قدمتها لك)، إلاّ أنني لا أطلب منك مكافأة كمَن هو مديون لي، بل أنني أتوّجك كما لو كنت تمنحني، وأهبك الملكوت عوضًا عن هذه الأمور الصغيرة. لأني أقول لك لا تمنحني غنىً، على الرغم من أنني صرت فقيرًا لأجلك، بل سدَّد فقط احتياجي. إنني أطلب فقط خبزًا، وملبسًا، وتخفيفًا للجوع. وإن كنت بعد قد أُلقيت في السجن، فإني لا أطلب أن تحل القيود وتخرجني خارجًا، بل أطلب شيئًا واحد، أن تراني وأنا مقيد لأجلك، وحينئذٍ من أجل هذا فقط، أمنحك السماء. على الرغم من أنني قد حللتك من قيود مرعبة جدًا بل هى مرعبة أكثر من غيرها، إلاّ أنه يكفيني فقط أن تراني مُقيدًا، إن أردت. إني أستطيع أن أتوجك دون أن تراني هكذا، لكني أُريد أن أكون مديونًا لك. ومن أجل هذا، وعلى الرغم من أنه يمكنني أن أُطعم نفسي، فإنني أجول متسولاً وأقف أمام بابك مادًا يدي. لأني أشتهي أن تطعمني، لأنني أحبك جدًا. ولهذا فإنني أشتهي مائدتك، وهذا هو حال الذين يُحبون، وهم يفتخرون بهذا. وحين يجتمع سكان المسكونة (يوم الدينونة)، عندئذٍ سأعترف بك كمنتصر، وعندما يكون الجميع منصتين إليّ، سأعترف بك إذ أطعمتني.

          أما نحن، فعندما يُطعمنا أحد، نخجل من هذا ونُخفيه، ولكن المسيح له المجد، لأنه يُحبنا جدًا، فحتى لو صمتنا نحن، فإنه سيعلن في ذلك الوقت ما حدث بإطراء كبير ولا يخجل أن يتكلم به، وذلك عندما كان عريانًا وكسوناه، وعندما كان جوعانًا وأطعمناه. إذًا ونحن نفكر في كل هذا، ينبغي ألا نتوقف فقط عن المديح، بل يجب أن نمارس تلك الأمور التي قيلت. لأنه ما هى المنفعة من وراء هذا الطنين وهذا الإزعاج؟ شئ واحد فقط أريده منكم، هو إثبات المحبة بالأعمال، والطاعة بالأفعال. هذا هو المديح الذي أقدمه، فإن ذلك يعد ربحًا لكم، ويعتبر بالنسبة لي كرامة تعلو على كرامة الإكليل. إذًا انسجوا لكم ولي هذا الاكليل بواسطة الفقراء، حتى نتغذى معًا بالرجاء الصالح، وعندما نرحل إلى الحياة الأبدية، سننال الخيرات التي لا تُحصى، والتي ننتظر أن ننالها جميعًا، بالنعمة ومحبة البشر اللواتي لربنا يسوع المسيح الذي يليق به مع الآب والروح القدس المجد والكرامة إلى أبد الأبدين آمين.

                 

[1]  مز22:44.

[2]  أع16:4.

رسالة رومية الأصحاح8 – عظة16 ج2 – ق. يوحنا ذهبي الفم – د. سعيد حكيم يعقوب