نساء زانيات في نسب المسيح؟ شبهة والرد عليها
اولاً لم يأتي المسيح من زرع بشر حسب كلام الكتاب انه ولد من عذراء.
ثانياً لماذا يركز المعترض على النساء دائما على العلم ان داود قد زني؟
ثالثاً هل وجود شخص في النسب خاطئ يعيب الابن او الأبناء؟ على الرغم من عدم مجيء المسيح حقيقتاً من زرع بشر لكن رسول المعترض اتى من نسب فيه كفر وشرك وعباده الاوثان فهل يشوب الرسول شيئاً؟
يقول الاب بولس الفغالي:
لماذا ذكر النساء وهم ليسوا من الشعب العبرانيين. المرأة ترمز للشعب في الكتاب المقدس. المسيح جاء للكل وهؤلاء النساء من العالم الوثني.
اولاً ثامار كنعانية إذا لم تعمل الحيلة كان لم يستمر نسب داود. فاذا الكنعانيين مقبولين عند يسوع.
ثانياً راعوث كانت مؤابية وكان المؤابيين مرفوضين عند اليهود اذاً المؤابيين مقبولين عند يسوع.
حتى الحثيين مثل بتشبع امرأة اوريا الحثي. مقبولين عن يسوع
اذاً اتي متى من الشمال بالحثيين من الجنوب المؤابيين. من البحر ثامار ومن الشرق راعوث. اشارة إلى أربع جهات التي تشير إلى العالم كله. اي ان الأمم مقبولين في المملكة المسيانية.
يبدأ القديس متى إنجيله بسرد نسب يسوع المسيح ابن داود وأبن أبراهيم (متى 1: 1) كان الهدف الرئيسي هو إثبات ان يسوع هو المسيح المنتظر والملك الممسوح الذي تتحقق فيه كل النبوءات المسيانية.
وكان بنو اسرائيل واليهود القدماء يضعون الانساب للآباء وليس الامهات حتى القرن الأول. وكانت الانساب مهمة لتحديد ملكية الاراضي فلا يكون لسبط أراضي سبط أخر.
وكانت سلسلة الانساب مهمة للإرث ولتحديد سبط اللاويين وبالطبع كانت سلسلة الانساب مهمة لتحديد من هو أحق بالعرش خصوصا بعد عودة اليهود من السبي.
وبناء عليه فان الانساب في الكتاب المقدس عادة ما تكون اسماء رجال بشكل رئيسي ولكننا نرى في سلسلة انساب يسوع اسماء اربعة نساء وسنضيف مريم العذراء ليصبح العدد خمس نساء. كان لهن أهمية خاصة.
في متى 1: 3 – 5
وَيَهُوذَا وَلَدَ فَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ. وَفَارِصُ وَلَدَ حَصْرُونَ. وَحَصْرُونُ وَلَدَ أَرَامَ. وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَابَ. وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوثَ. وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى. وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ الْمَلِكَ. وَدَاوُدُ الْمَلِكُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنَ الَّتِي لأُورِيَّا
فلماذا ذكر الكتاب المقدس هؤلاء النسوة بالتحديد في نسب المسيح. ولم يتم ذكر سارة وغيرها. وهما ايضا من جدات يسوع وقد تحدث الكتاب عنهما.
هل هناك شيئا مشتركا بينهن؟ وما علاقتهم بمريم والدة يسوع التي تم ذكرها في متى 1: 16 لماذا ظهرن في سلسلة انساب يسوع وما هي اهميتهن؟
- لم يكنوا هؤلاء النساء يهوديات ولكنه أصبحن ضمن المجتمع اليهودي.
يقول غريغ كيينر:
عندما يذكر متى هؤلاء النساء الاربعة، فانه على الارجح يذكر القارئ بان ثلاث من اسلاف الملك داود وام الملك سليمان كانوا غير يهوديات.
لقد قبل الكتاب المقدس اختلاط عرق الملك داود وأعلن ضمنيا انه بالنسبة للملك المسيح فان غير اليهود لم يكونوا يوما بعيدين عن فكر وخلاص وخطة الرب. فتلك النساء ومن كل الاعراق وجدن مكاناً لهن في المملكة المسيانية.
كانت مريم يهودية تقية. ونعلم من انجيل لوقا بانها تمت بصلة قرابة مع اليصابات وكانت اليصابات حفيدة هارون الكاهن الاعظم. لوقا 1:5، 36 فيذكر متى هؤلاء النساء غير اليهوديات ثم يذكر مريم اليهودية.
لعل سبب وجود هؤلاء النسوة في سلسلة انساب متى هو لأنهن قمن بالمخاطرة سعياً لحياة أفضل. فلم يجلسن بانتظار ايجاد حلاً لأنفسهن.
- ثامار قامت بأخذ مخاطرة كبيرة وعرضت نفسها للخطر لكي تنجب من يهوذا. في الواقع كان إقامة نسل من حقها حسب قانون زواج الارملة. فكان أفضل خيار امامها لتامين مستقبلها هو إنجاب طفل ولقد نالت بركة مضاعفة من الرب اذ انجبت توأم.
- اما راحاب فلقد ارتكبت جريمة الخيانة بحق شعبها في أريحا عندما ساعدت عدوها اسرائيل. لقد عقدت صفقة مع الجواسيس الاسرائيليين لتحمي نفسها وعائلتها وبهذا دخلت مجتمع شعب الله.
- راعوث فقد تركت وطنها في مؤاب مع نعمى حماتها وكانت هذه الخطوة مخاطرة كبيرة بالنسبة لراعوث وذهبت لتسكن معها في بيت لحم وهناك في خطوة جريئة اخرى قامت بعرض الزواج من بوعز وكانت تسعى الى انقاذ نفسها مع نعمى من العوز والفقر. كان يحظر على الاسرائيليين الزواج من المؤابيات ولكن بوعز أدرك طهارة راعوث وتزوجها في كل الاحوال عزرا 9: 10 – 12
بتشبع كانت احدى زوجات الملك داود (ا اخبار 3: 1 – 5) عندما شاخ داود واقترب من الموت، شجعها النبي ناثان على القيام بخطوة جريئة وان تطلب ان يصبح ابنها الملك. قامت بذلك وهي تعرف خطورة الاعيب القصور التي قد تصبح مميتة. ولكن ناثان كان واثقا بتشبع. وبالفعل ضمنت العرش لابنها سليمان بدلا من ادونيا ابن داود البكر.
الى حد ما، هؤلاء النسوة كانوا غريبات من خارج المجتمع اليهودي سياسيا وعرقيا. لم يكن لهن قوة شخصية كبيرة ولكنهن أردنا الاندماج في المجتمع اليهودي. لو لم يقمن بأخذ المخاطرة لبقين غريبات ومستقبلهن في خطر. وكذلك لما كان لهن نصيب في سلسلة نسب يسوع الملوكية.
ان روايات طفولة يسوع التي وردت في انجيلي متى ولوقا لا تظهر ان مريم قامت بعمل يؤدي الى حملها. الا ان الامر كان يتطلب شجاعة كبيرة ان توافق مريم على خطة الرب المذهلة لكي تحمل ابن الله الكلمة المتجسد.
لقد وثقت العذراء مريم بالرب وقبلت المخاطرة.
فقبولها للمخاطرة أنقذ البشرية كلها. ليمنح البشرية حياة أكثر في ابنها يسوع وأعطت العالم الامل والمستقبل.
يقول البعض ان النساء الاربعة في سلسلة انساب متى كانوا نساء بلا اخلاق وانهم موضع خزي. الا اننا لا نجد ادانة لهن ولم يصفهن الكتاب المقدس بذلك.
عندما اكتشف يهوذا حقيقة ثامار أعلن انها بارة وصالحة أكثر منه.
وتم الحديث عن ثامار بشكل ايجابي راعوث 4: 12
ليكن بيتك كبيت فارص الذي ولدته ثامار ليهوذا من النسل الذي يعطيك الرب من هذه الفتاة.
اما راحاب فكانت تائبة فبالرغم من انها كانت زانية وتم مدحها في العهدين القديم والجديد الا ان يعقوب يكتب عنها قائلا انها كانت صالحة لتوبتها (يعقوب 2: 24-25)
ونرى اسمها مسجلا مع ابطال الايمان في العبرانيين (عبرانيين 11: 31)
بِالإِيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ، إِذْ قَبِلَتِ الْجَاسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ
قال بوعز عن راعوث
“وَالآنَ يَا بِنْتِي لاَ تَخَافِي. كُلُّ مَا تَقُولِينَ أَفْعَلُ لَكِ، لأَنَّ جَمِيعَ أَبْوَابِ شَعْبِي تَعْلَمُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ فَاضِلَةٌ. ” (را 3: 11).
في 2 صموئيل الفصلين 11 و12 يتحمل داود المسؤولية كاملة عن اعمال بتشبع ودخولها الى حياة القصر.
لأَنَّ دَاوُدَ عَمِلَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحِدْ عَنْ شَيْءٍ مِمَّا أَوْصَاهُ بِهِ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، إِلاَّ فِي قَضِيَّةِ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ
والمثير للدهشة. لم يذكر اسمها الا انها امرأة اوريا يبدو ان المقصود هو مباعدة بتشبع عن جرائم داود.
تلك النسوة الاربعة والعذراء مريم كانوا نساء صالحات. حتى وان لم يبدون كذلك للناظر ضيق الافق. فقدموا توبة ودخلوا إلى المجتمع اليهودي.
ان النساء في سلسلة انساب انجيل متى كلهن لهن قصصا غير عادية حول كيف أصبحن امهات (من ثامار وحتى مريم) او كيف أصبحن امهات في مجتمع اسرائيل (راحاب وراعوث وبثشيبع) وكل قصصهن تعطي الانطباع بانها تسبب خزيا وعار ولكن كل واحدة منهن كانت امرأة صالحة.
ولم يقال اي كلمة رديئة عن اي امرأة منهم في الكتاب المقدس فلقد اظهر الكتاب المقدس الاحترام لكل النساء.
الخلاصة:
ان يكون في سلسلة نسب يسوع جدات غير يهوديات ومن اعراق مختلفة دليل ان عرق الانسان ليس عائقا اما الانتساب الى مجتمع شعب الله لان يسوع نفسه له اعراق مختلفة. وان ذكرهن يدل ان الرب يبارك التصرفات الجريئة التي تنبع من الايمان والامل والتي قد تبدو غريبة.
ووجود تلك النسوة يدل على ان الرب قد يستخدم اوضاعاً صعبة ويخلص الناس من تجارب مؤلمة مثل الظلم (ثامار) والاساءة والفقدان (بثشيبع) والحرب (راحاب) والجوع مثل (راعوث).
فان عرقنا وماضينا والمنا وسمعتنا وجنسنا ليسوا عقبات أمام دخولنا مملكة يسوع وقبولنا التام في عائلته الملكية. نخلص من قصص جدات المسيح الى اننا إذا أردنا الدخول فان الرب سيسهل الامر ويرحب بنا.
هل أخطأ الكتاب المقدس في ذِكر موت راحيل
هل الله يتغير؟ وهل يعبد المسيحيون الجسد؟
المراجع
Women in Jesus’ Genealogy Nell Sunukjian
https://www.biola.edu/blogs/good-book-blog/2013/women-in-jesus-genealogy
The Women in Matthew’s Genealogy of Jesus
https://margmowczko.com/women-matthew-genealogy-jesus-tamar-rahab-ruth-bathsheba
Four Women in Jesus’ Family Tree
https://www.keepbelieving.com/sermon/four-women-in-jesus-family-tree/
الكلمة / ” ما لا تعرفونه عن نسب يسوع المسيح وولادته ” (فضائية نور الشرق) الاب بولس الفغالي