لماذا يتم تشبيه الرب بالخروف والأسد والعث وغيره؟ ترجمة: ايفيت سابا (بتصرف)
اعطيت هذه الاوصاف لشرح كيف يتصرف الرب وليس كيف يبدو الله. فالله لا يبدو كالحيوان بل صفات القوة والوداعة وغيره فهذا الاوصاف وضعت لان الانسان محكوم ان يكون انسان ويفهم من خلال التوصيف.
فمن المؤكد اننا نستطيع ان نفهم هذه التشبيهات.
يشبه الكتاب المقدس الرب بعدة امور مختلفة، فالتشبيه في الصفات البشرية وايضا بعض التصرفات عند بعض الحيوانات.
في الحقيقة تم تشبيه بعض تصرفات الرب بالأسد والحمل والنسر والدجاجة والعث.
فكتاب الكتاب المقدس يشيرون الى اعمال الرب وليس الى صفاته او تكوينه البدني. فالرب ليس بشرا كما انه ليس حيوانا. الا ان الكتاب المقدس يعطيه صفات بشرية ويشبه اعماله بأعمال الحيوانات. وتهدف هذه الاوصاف الى توضيح عمل الرب في اذهان البشر ولكنها لا تصف هيئته الفعلية.
فالرب قوي مثل الاسد ويحكم كل شيء فالرب ملك الكل.
من ناحية اخري الرب مثل الحمل حيث نرى اللطف في صفاته فهو حنون ومحب خصوصا لمن هم من خاصته.
ومثل النسر الذي يحلق في السماء فان الرب في الكتاب المقدس ينظر الى كل الامور ولا شيء يخفى عليه.
ويشبه يسوع نفسه بالدجاجة التي ترعى فراخها بكل المحبة فالرب يرعى خاصته ويريد ان يجمعهم تحت جناحيه الحنونتين.
وتم تشبيه الرب بالعث التي يقضي على كل ما هو ثمين ونفيس للشرير والآثم. ويوضح بان كل الامور المادية ستزول في يوم ما.
الصفات الشخصية للرب
يشبه الكتاب المقدس الرب بالبشر وبصفات بشرية كما يحتوي على تشبيهات للرب بالحيوانات مثلا:
1. الاسد
أخذ الاسد لقب ملك الحيوانات ونرى في الكتاب المقدس ان الرب يشبه نفسه بالأسد كما نقرأ في سفر اشعياء 31 : 4
لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ لِيَ الرَّبُّ: «كَمَا يَهِرُّ فَوْقَ فَرِيسَتِهِ الأَسَدُ وَالشِّبْلُ الَّذِي يُدْعَى عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الرُّعَاةِ وَهُوَ لاَ يَرْتَاعُ مِنْ صَوْتِهِمْ وَلاَ يَتَذَلَّلُ لِجُمْهُورِهِمْ، هكَذَا يَنْزِلُ رَبُّ الْجُنُودِ لِلْمُحَارَبَةِ عَنْ جَبَلِ صِهْيَوْنَ وَعَنْ أَكَمَتِهَا.
سينزل الرب مثل الاسد ويحارب مع شعبه.
ونلاحظ ايضا ان الكتاب المقدس اشار الى ان اعمال الشيطان تشبه اسدا حيث كتب القديس بطرس قائلا 1 بط 5: 8
اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ
وبالتالي فان قد يكون للأسد معاني خير او شر في الكتاب المقدس وذلك حسب السياق.
2. الحمل
من اهم الحيوانات التي وردت في الكتاب المقدس هو الحمل تم تشبيه الرب بالحمل الذي يساق الى الذبح. كتب اشعياء هذا الوصف عن الرب. اشعياء 53: 7
ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.
هذا وصف يسوع حمل الله.
3. النسر
ان رعاية الرب لنا مثل رعاية النسر فكتب موسى في سفر التثنية 32
كَمَا يُحَرِّكُ النَّسْرُ عُشَّهُ وَعَلَى فِرَاخِهِ يَرِفُّ، وَيَبْسُطُ جَنَاحَيْهِ وَيَأْخُذُهَا وَيَحْمِلُهَا عَلَى مَنَاكِبِهِ،
4. الدجاجة
شبة يسوع نفسه بالدجاجة.
عندما بكى على مدينة اورشليم المدينة التي رفضته وهو المسيح الموعود به
واعطى صورة الدجاجة التي ارادت ان تجمع فراخها تحت جناحيها.
جاء في انجيل متى 23: 37
«يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا!
اراد يسوع ان يجمع شعب اورشليم لينعموا بالسلامة ولكنهم لم يريدوا. لقد منحهم الرب كل الفرص للايمان ولكنهم رفضوا الايمان ولم يحسنوا الاستفادة من هذه الفرص ولذلك حل عليهم العقاب.
5. العث
يشبه كاتب المزمور الرب بالعث فيأخذ بعض الامور التي لها قيمة وعزيزة عليهم
مزمور 39: 11
بتأديبات إن أدبت الإنسان من أجل إثمه، أفنيت مثل العث مشتهاه. إنما كل إنسان نفخة كلام الرب
لا يسمح الرب للبشر ان ينجحوا في جرائمهم فيقوم بازالة مكاسبهم التي كسبوها بطريقة شريرة.
وهذا الأسلوب مستخدم في القران
تشبيه الله بالجماد
سورة النور 35 تشبيه نور الله بالجماد.
۞ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
في تفسير ابن كثير
فقوله: (كمشكاة): قال ابن عباس، ومجاهد، ومحمد بن كعب، وغير واحد: هو موضع الفتيلة من القنديل. هذا هو المشهور; ولهذا قال بعده: (فيها مصباح)، وهو الذبالة التي تضيء.
وقال العوفي، عن ابن عباس [في] قوله : (الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح): وذلك أن اليهود قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم : كيف يخلص نور الله من دون السماء؟ فضرب الله مثل ذلك لنوره، فقال: (الله نور السماوات والأرض مثل نوره). والمشكاة: كوة في البيت – قال: وهو مثل ضربه الله لطاعته. فسمى الله طاعته نورا، ثم سماها أنواعا شتى.
تشبيه الله بالإنسان يقول الشيخ عبد الكريم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حمد الخضير.
الحديث صحيح «إن الله خلق آدم على صورته» صحيح وفي لفظ «إن الله خلق آدم على صورة الرحمن» الصورة الإجمالية التي فيها السمع والبصر فيها صفات المخلوق التي هي ثابتة له بالمشاهدة وما أثبته الله- جل وعلا- لنفسه من الصفات التي فيها البصر والسمع إلى آخر الصفات الثابتة فيه نوع شبه لفظي، السمع موجود والسمع موجود، البصر موجود والبصر موجود، إلى آخره، على صورة من هذه الصورة من هذه الحيثية الإجمالية لا يعني التفصيل، فالتشبيه لا يعني المطابقة من كل وجه، فالتشبيه على صورته إجمالي كما في قوله -عليه الصلاة والسلام- «أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر» هل معنى هذا أنها مطابقة؟ هل يتصور أنك إذا رأيت القمر ليلة الرابع عشر الناس وجوههم كلهم هكذا؟! غير صحيح، لكن فيه مشابهة في الاستضاءة في الاستدارة في النور في البهاء، مشابهة لكن لا يعني أنها مطابقة من كل وجه وإذا كانت هذه النسبة وهذا التفاوت بين المخلوقات فكيف بما بين الخالق والمخلوق- تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
المرجع
Don Stewart :: Why Is God Compared to Animals?
https://www.blueletterbible.org/Comm/stewart_don/faq/the-personal-attributes-of-god/19-why-is-god-compared-to-animals.cfm
تفسير ابن كثير لسورة النور 35
شرح العقيدة الطحاوية (10)
https://shkhudheir.com/scientific-lesson/684256025