أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟ – إنجيل لوقا 7 ج3 – ق. كيرلس الإسكندري – د. نصحى عبد الشهيد
أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟ – إنجيل لوقا 7 ج3 – ق. كيرلس الإسكندري – د. نصحى عبد الشهيد
أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟ – إنجيل لوقا 7 ج3 – ق. كيرلس الإسكندري – د. نصحى عبد الشهيد
(لو 7: 17- 23) ” وَخَرَجَ هذَا الْخَبَرُ عَنْهُ فِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَفِي جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ. فَأَخْبَرَ يُوحَنَّا تَلاَمِيذُهُ بِهذَا كُلِّهِ. فَدَعَا يُوحَنَّا اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَأَرْسَلَ إِلَى يَسُوعَ قَائِلاً: أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟ فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ الرَّجُلاَنِ قَالاَ: يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ قَدْ أَرْسَلَنَا إِلَيْكَ قَائِلاً: أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟ وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ شَفَى كَثِيرِينَ مِنْ أَمْرَاضٍ وَأَدْوَاءٍ وَأَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ، وَوَهَبَ الْبَصَرَ لِعُمْيَانٍ كَثِيرِينَ. فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُماَ: اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُمَا وَسَمِعْتُمَا: إِنَّ الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصَ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ. وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ “.
في هذه الفرصة أيضًا، فإن الكلمة التي ستوجَّه إليكم والبحث في التعاليم المقدسة لا يمكن إلاَّ أن يكونا بكل تأكيد لمنفعتكم. تعالوا إذًا لكي نشترك مع الملائكة القديسين في تسبيح مخلِّص الكل، لأنه يُعبد كما في السماء، كذلك أيضًا على الأرض، وله “ ستجثو كل ركبة” (في2: 10) كما هو مكتوب. لذلك فليكن معروفًا للناس في كل مكان أن الرب هو الله، وحتى رغم أنه ظهر في هيئة مماثلة لنا، إلا أنه قد أعطانا الإشارات التي تدل على قوته الإلهية وجلاله في مناسبات كثيرة وبطرق متعددة، وذلك بشفائه للأمراض وطرده للأرواح النجسة، وبمنحه البصر للعميان، وأخيرًا حتى بطرده الموت نفسه من أجساد البشر، والموت الذي تسلط بقسوة وبدون رحمة من آدم إلى موسى حسب تعبير بولس الإلهي (رو5: 14).
قام ابن الأرملة في نايين بطريقة عجيبة وغير متوقعة، والمعجزة صارت معروفة لكل واحد في اليهودية كلها وانتشرت في كل مكان كآية إلهية، وكان الإعجاب به (أي يسوع) على كل لسان، وبعض من أصدقائه الحميمين، أي تلاميذه أخبروا بها أيضًا المعمدان المبارك، فاختار المعمدان اثنين من تلاميذه وأرسلهما إلى يسوع ليسألاه إن كان هو الآتي أم ينبغي أن ينتظروا غيره. ماذا فعلتَ أيها المعمدان الرائع! ألا تعرف ذلك الذي كرزتَ عنه إذ كنتَ أنت نفسك سابقًا لظهوره، كما تَسبق نجمة الصبح وتُعلن عن الشمس الآتية؟ لقد ذهبتَ أمامه مثل مصباح. وأنت أشرتَ للرسل القديسين عنه قائلاً بكل وضوح ” هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم” (يو1: 29)، وفي موضع آخر أيضًا نسمعك تقول لجموع اليهود: ” يأتي بعدي رجل صار قدامي لأنه كان قبلي، وأنا لم أكن أعرفه، ولكن الذي أرسلني لأعمد ذاك قال لي الذي ترى الروح القدس نازلاً ومستقرًا عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس. وأنا قد رأيتُ وشهدتُ أن هذا هو ابن الله” (يو1: 30؛ 33، 34)، فكيف إذًا تسأل إن كان هو الآتي؟ إذ أنك أنت قد قلت ” أنا رأيتُ وشهدتُ أنه ابن الله“، ولكن المعمدان المبارك لم يفشل في أن يعرف كلمة الله الذي صار إنسانًا. لا تتصوروا هذا، فقد كان مقتنعًا تمامًا وبكل وضوح أنه هو الآتي، ولكن ما فعله كان أمرًا حكيمًا ومخططًا تخطيطًا جيدًا ومناسبًا بدرجة كبيرة لمنفعة تلاميذه، فلأن تلاميذ يوحنا لم يكونوا قد عرفوا المسيح بعد، إذ أن مجده وجلاله الفائق كان مخفيًّا عنهم، قد صُدموا عندما رأوه يصنع المعجزات ويتفوَّق على المعمدان في عظمة الأعمال التي يقوم بها، فإنهم في إحدى المرات اقتربوا من يوحنا المعمدان وهم يحملون حسدًا وغيظًا في قلوبهم، وكان قلبهم لا يزال يحتاج أن يتحرر من الأمراض اليهودية، وقالوا للمعمدان المبارك عن المسيح مخلِّص الكل: ” يا معلم هوذا الذي كان معك في عبر الأردن الذي أنت قد شهدتَ له، هو يعمد والجميع يأتون إليه” (يو3: 26)، لأنهم لم يكونوا يريدون لأحد آخر أن يُعمِّد بالمرة ويعلو على كرامة يوحنا المعمدان. ومع ذلك فقد عرفوا من يوحنا عن علو مجد المسيح وعظمة بهائه التي لا تقارن لأنه سمعوه يجيبهم هكذا: “ أنتم أنفسكم تشهدون لي أني قلت لستُ أنا المسيح، بل إني مرسَل أمامه، مَن له العروس فهو العريس، وأما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحًا مِن أجل صوت العريس. إذًا فرحي هذا قد كمل، ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص” (يو3: 28ـ30).
ومع ذلك فنحن لا نقول إن المعمدان المبارك نقص في الكرامة في الوقت الذي كان فيه مجد المسيح يزداد باستمرار من قِبل أولئك الذين آمنوا به… ولكن المعمدان المبارك استمر محصورًا في حدود الطبيعة البشرية، لأنه لم يكن ممكنًا له أن يتقدم أكثر من هذه الحدود. أما الكلمة المتجسد إذ هو بطبيعته الله ومولود من الله الآب بطريقة تفوق الفهم، فإنه كان يزداد[1] باستمرار إلى مستوى المجد اللائق به، وكان الناس يتعجبون منه. ولهذا السبب قيل “ينبغي أن ذاك يزيد وأني أنا أنقص”، لأن مَن يظل في نفس حالته يبدو كأنه ينقص بالمقارنة بذلك الذي يتقدم في المجد باستمرار. ولأنه كان من الصواب أن الذي كان بالطبيعة الله ينبغي أن يتفوَّق في القدرة والمجد على كل ما هو بشري، لذلك شرح لهم المعمدان قائلاً: ” الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع، والذي من الأرض هو أرضي، ومن الأرض يتكلم” (يو3: 31). فمَن هو الذي يأتي من فوق وهو فوق الجميع لأنه هو الله؟ واضح أن المقصود هو كلمة الآب الوحيد الذي كان مماثلاً له ومساويًا له، ولكنه بسبب محبته للعالم وضع نفسه ونزل إلى حالتنا. لذلك إذ هو هكذا فينبغي أن يتفوَّق بالضرورة على ذلك الذي من الأرض والذي هو معدود كواحد من بين الأشياء التي من الأرض، وهو مثلنا في الطبيعة. هكذا كان المعمدان، فإنه كان مستحقًا للمديح في فضيلته، وعظيمًا جدًّا في تقواه، وقد وصل إلى كمال كل بر، وكان مكرمًا وجديرًا بالإعجاب، ولأن الرب شهد له قائلاً “ لم يقُم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان” (مت11:11)، ولكنه لم يكن من فوق، وأنا أعني أنه ليس من الجوهر الذي يفوق الكل، بل بالحرى كان من أسفل. مولود من الأرض كواحد منَّا.
والآن لكي نعود من هذا الاستطراد نقول لأن قلبهم لم يكن حُرًّا من الأمراض اليهودية، فإنهم يخبرون المعمدان المبارك عن المعجزات الإلهية التي صنعها المخلص. وهو إذ كان يعرف مَن هو ذلك الذي فعل هذه المعجزات، وأنه ممجد بالحق في ذاته، وأن مجد المخلص ينتشر في كل مكان، ولأنه يريد أن ينشئ إيمانًا راسخًا به في قلوب أولئك الذين لا يزالون يعرجون ولم يكونوا مقتنعين بعد أنه المسيح، لذلك فإنه يتخذ مظهر الجهل ويرسل إليه تلاميذه ليسأله قائلاً “أنت هو الآتي أم ننتظر آخر”.
ولكن ربما يقول البعض إن هناك أناسًا يفكرون أننا ينبغي أن نفهم شيئًا من هذا النوع كما يأتي: إن المعمدان كان مزمعًا أن يموت بواسطة هيرودس قبل أن يتم صلب المسيح، وكان سيسبق المسيح في موته كسابق ويصل قبله إلى الهاوية، لذلك فهو يسأل إن كان سيأتي هناك أيضًا لكي يفدي الذين في الظلمة، في ظل الموت والمربوطين برباطاته، ولكن هذا الرأي ينبغي أن يُرفض تمامًا لأننا لا نجد في أي مكان في الكتاب الموحى به من الله أن المعمدان الإلهي بشَّر مقدمًا بمجيء المخلِّص للأرواح التي في الهاوية، كما أننا يمكن أن نقول بحق، إنه كما عرف المعمدان مرة واحدة تأثير تدبير تجسد الابن الوحيد، فإنه يكون قد عرف أيضًا بالإضافة لأشياء أخرى، أنه سوف يفدي أولئك الذين في الهاوية. وسوف يضئ عليهم إذ أنه “يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد” (عب2: 9) كما يقول بولس، حتى إنه ” يسود على الأحياء والأموات” (رو14: 9).
فماذا يريد أن يُفهم بسؤاله: ” أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟” لقد قلت، إنه يتخذ الجهل عن قصد، ليس لكي يتعلم هو، إذ أنه كسابق كان قد عرف السر، وإنما لكي يقتنع تلاميذه بمقدار عظمة المخلِّص ورفعته، وأنه كما أعلن الكتاب الموحى به قبل ذلك، هو الله وأنه هو الرب الذي كان مزمعًا أن يأتي. أما كل الباقين فكانوا عبيدًا أُرسَلوا قبل مجيء سيدهم كسابقين لذلك الذي هو فوق الكل، ومُعِدِّين طريق الرب كما هو مكتوب. لذلك فالأنبياء القديسون، يدعون المخلِّص ورب الكل بلقب “الآتي”. لأن داود النبي يقول في أحد المزامير “مبارك الآتي باسم الرب” (مز118: 26)، وماذا يعني تعبير “باسم الرب؟” إنه يعني بمجد إلهي، وبربوبية، وبكل جلال فائق، وهذا أيضًا أوضحه مرة أخرى في الآية التي تليها إذ يقول: “ الرب هو الله وقد أنار لنا” (مز118: 27). لأن موسى قد جاء، وظهر في وقته وبواسطته أُعطِىَ الناموس للإسرائيليين، وبعده جاء يشوع بن نون الذي قاد الشعب، وبعد ذلك جاء الأنبياء المباركون على التوالي. لقد كانوا بالحقيقة أناسًا قديسين ومكرمين جدًّا، وكانوا مشحونين ومُزوَّدين ببهاء روحي فائق، ولكن ولا واحد فيهم أنار على سكان الأرض باسم الرب، بالمجد الذي هو خاص باللاهوت والسيادة الإلهية، أما كلمة الله الوحيد فقد أنار علينا لكونه في طبيعته وبالحقيقة الله الرب. وهكذا أسماه الآب بواسطة حبقوق النبي قائلاً: “ بعد قليل سيأتي الآتي ولا يبطئ” (حب2: 3س)، وأيضًا بواسطة نبي آخر يتكلم كلمة الله الوحيد قائلاً: “ ترنمي وافرحي يا بنت صهيون لأني هأنذا آتي وأسكن في وسطك يقول الرب. وتحتمي أمم كثيرة بالرب في ذلك اليوم،وأنا أكون لهم إلهًا وهم يكونون لي شعبًا” (زك2: 10، 11س). ويمكن أن نرى من الحقائق الفعلية أن هذا قد تم فعلاً لأن جماهير من الأمم قد أُمسِكتْ في الشبكة، والمسيح صار إلههم وهم صاروا له شعبًا.
فالمعمدان الإلهي إذ قد عرف من الكتاب الموحي به اسم “الآتي” فإنه أرسل بعض أصدقائه ليسأل: إن كان هو الآتي؟ والمسيح إذ بالطبيعة وبالحق هو الله لم يخفَ عنه غرض يوحنا المعمدان، وإذ عرف سبب مجيء تلاميذ يوحنا فإنه بدأ في ذلك الوقت خاصة يعمل معجزات إلهية أكثر بكثير مما كان قد فعلها قبل ذلك. فهكذا أخبرنا الإنجيل الحكيم قائلاً ” وفي تلك الساعة شفى كثيرين من أمراض وأدواء وأرواح شريرة ووهب البصر لعميان كثيرين“. وإذ قد صاروا مشاهدين وشهود لعظمته، فقد صار لهم إعجاب عظيم بقوته وإمكانياته. وعندئذ قدموا السؤال متوسلين باسم يوحنا بأن يرد عليهم إن كان هو الآتي. وهنا أرجو أن تلاحظوا الطريقة الجميلة في معاملة المخلص. لأنه لا يقول ببساطة أنا هو، رغم أنه لو قال هذا لكان صحيحًا، ولكنه بالحرى يقودهم إلى البرهان المعطى عن طريق الأعمال نفسها حتى إذا قبلوا الإيمان به على أساس جيد، ويكونون قد تزوَّدوا بالمعرفة مما قد حدث أمامهم، فإنهم يمكن أن يرجعوا إلى ذلك الذي أرسلهم، إذ قال لهم الرب اذهبا وأخبرا يوحنا بما رأيتما وسمعتما. لأنكم قد سمعتم حقًّا أني قد أقمتُ الموتى بكلمة مملوءة قوة وبلمسة اليد، كما أنكم رأيتم أيضًا وأنتم واقفون أن تلك الأشياء التي تكلم عنها الأنبياء القديسون منذ القديم تتحقق: “ فالعمى يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون، والموتى يقومون والمساكين يبشرون“.
كل هذه الأشياء قد سبق الأنبياء المباركين وأعلنوها لكي تتم في حينها على يدي. فإن كنتُ أُتمِّم تلك الأشياء التي سبق التنبؤ بها منذ زمن طويل، وأنتم أنفسكم شهود لهذه الأشياء التي تحدث، فارجعوا وأخبروا بتلك الأشياء التي رأيتموها بأعينكم تتحقق بقوتي وقدرتي والتي سبق الأنبياء المباركين وأخبروا بها في أوقات مختلفة. ثم بعد ذلك أضاف بالضرورة قائلاً ” وطوبى لمن لا يعثر في” لأن اليهود قد عثروا، إما بسبب أنهم لم يعرفوا عمق السر أو بسبب أنهم لم يسعوا أن يعرفوا. فرغم أن الكتاب الموحي به سبق أن أعلن في مواضع كثيرة أن كلمة الله سينزل نفسه إلى الإخلاء وسوف يُرَى على الأرض مشيرًا بوضوح إلى الوقت الذي صار فيه مثلنا وهو يبرر بالإيمان كل ما هو تحت السماء، ومع ذلك فإنهم عثروا فيه “ واصطدموا بصخرة العثرة، وسقطوا وسُحقوا تمامًا” (إش8: 14). فرغم أنهم يرونه بوضوح متوشحًا بكرامة لا يُعبَّر عنها ومجد يفوق الوصف بواسطة الأعمال العجيبة التي عملها، فإنهم ألقوا حجارة عليه وقالوا: “لماذا وأنت إنسان تجعل نفسك إلهًا”؟ وجوابًا على هذه الأمور وبَّخ المسيح ضعف ذهنهم الشديد وقال: “ إن كنتُ لستُ أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي، ولكن إن كنتُ أعمل، فإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمال” (يو10: 37، 38). لذلك فطوبى لمن لا يعثر في المسيح، أي طوبى لمن يؤمن به.
وما هي الفائدة التي ننالها من هذا وبأية طريقة تنفع بالوصول إلى الإيمان به؟ كل واحد يعرف بلا شك ولكن هذا لا يمنع أن نُعدِّد بعض الأمور. فأولاً نحن بالحقيقة نحصل على نور معرفة الله الحقيقية. ثم بعد ذلك حينما نغتسل من أوساخ الخطية بواسطة المعمودية المقدسة، وإذ نتطهر لكي نخدمه بطهارة، فإننا نصير أيضًا شركاء طبيعته الإلهية، ونربحه ليسكن في داخلنا بالحصول على شركة الروح القدس. وأيضًا نصير أبناء الله، ونكتسب لأنفسنا الأخوَّة مع ذلك الذي هو الابن بالطبيعة وبالحق. وبالإضافة إلى هذه الأشياء فإننا نتمجد ونرتفع إلى ميراث القديسين، ونسكُن في غبطة بالتمتع بتلك البركات التي تُمنح لأولئك الذين يحبونه، والتي يعلن بولس الإلهي أنها تفوق الفهم والوصف بقوله: “ ما لم تره عين، وما لم تسمع به أذن، وما لم يخطر على قلب بشر ما أعده الله للذين يحبونه” (1كو2: 9)، ونحن نُحسب أيضًا مستحقين لتلك الأمور بنعمة ومحبة ذاك الذي يعطي لكل واحد كل الأشياء بسخاء. وأعني به المسيح الذي به ومعه لله الآب التسبيح والسلطان مع الروح القدس إلى دهر الدهور.
[1] أى يزداد في التفاف الناس حوله وإعجابهم به وهو في الجسد وهذا ليس ازديادًا للاهوت، فاللاهوت لا يزيد ولا ينقص (المعرب).