هل تناول يهوذا الافخارستيا؟ أقوال الآباء المؤكدة على تناول يهوذا من الافخارستيا – د. أنطون جرجس
? يؤكد العلامة الإسكندري أوريجينوس على تناول يهوذا من الافخارستيا قائلاً:
“لأن مَن يأكل بدون استحقاق خبز الرب أو يشرب كأسه، يأكل ويشرب دينونة، لأن القوة العظيمة الموجودة في الخبز والكأس، تثمر صلاحًا في النفوس الصالحة، وينتج عنها أمور شريرة في النفوس الرديئة! اللقمة التي أخذها يهوذا من يسوع كانت هي نفس اللقمة، التي أعطاها لباقي الرسل الآخرين قائلاً: خذوا كلوا، كانت خلاصًا لهم ودينونةً ليهوذا، لذلك بعد اللقمة، دخله الشيطان.”
In Johannem, 32, 24 GCS, 4, 468.
? ويؤكد ق. غريغوريوس النزينزي اللاهوتي على تناول يهوذا من الافخارستيا قائلاً:
“أصغ، يا يهوذا، إلى كل الخير الذي صنعه إليك. أخرجك من ظلمات الجهل، خلصك، أراك نور الخلاص؛ أنعم عليك برؤية معجزات كثيرة، وقال إنك ستجلس مع رسله لتدينوا جميع أسباط إسرائيل. وبجعله المال كله بين يديك جنّبك عذر الفقر. لقد كنت سارقًا، ولا تظن أنه كان على غفلةٍ من ذلك. ولكنه هو، في رحمته العظمى، لم يوجه إليك أي تأنيب؛ لم يكن ليتأثر بموقفك. وإنه، وإن كان على علم تام بحالك، قبل جريمتك، لم يتردد في غسل رجليك المجرمتين، ومناولتك جزءًا من خبز الإفخارستيا*. وبعدما نلت منه هذه الحسنات، يا أقبح البشر، خُنته، وقبلت ثمن الدم حين لم تكن بحاجةٍ إلى مال”.
غريغوريوس النزينزي (قديس)، رسائل لاهوتية وفصلان من مسرحية المسيح المتألم، ترجمة: الأب حنا الفاخوري، (لبنان: منشورات المكتبة البولسية، ٢٠٠٠)، ص ٥٨.
? ويؤكد ق. كيرلس الإسكندري على تناول يهوذا من الافخارستيا قائلاً:
“لذلك، فما حدث هو أن الخائن لم يفزع من التوبيخات التي قيلت سرًا وبهدوء، ولم يقدر قوة المحبة غير المغلوبة، ولا الكرامة والمجد والنعمة، ولا قدّر موهبة الإفخارستيا التي نالها من المسيح*. بل أسرع دون تريث ليفكر أو يراجع نفسه لحظة واحدة، بل إذ كانت عيناه مثبتةً على ذلك وحده، الذي ثبُت أن له تأثير قوي عليه، وأعني بذلك لعنة الطمع، فإنه وقع في الشرك في نهاية الأمر، وهوى إلى الدمار التام”.
كيرلس الإسكندري (قديس)، تفسير إنجيل يوحنا مج ٢، ترجمة: د. نصحي عبد الشهيد وآخرون، (القاهرة: المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، ٢٠١٥)، ص ١١٣.
? وهكذا يؤكد ق. كيرلس الإسكندري على تناول يهوذا من الافخارستيا قائلاً:
“ولا ينبغي أن يظن أحد أن اللقمة التي أخذها الخائن كانت هي سبب إمتلاك الشيطان له، فنحن لن نصل إلى حد الجنون، ولن نكون فاقدين لكل ذكاء حتى نظن أن مثل هذه البركة* (الافخارستيا) هي التي أعطت الفرصة للشرير أن يدخل فيه، بل بالحري نقول – بحسب ما يتفق مع الحق من جهة الخائن – رغم المحبة الكاملة التي عُومل بها، ورغم الكرامة التي أُعطيت له، فإنه ظلَّ متعلقًا بشدة بنفس الأفكار الشريرة، ولم يحاول أن يصلح أفكاره بالتوبة، ولم يحول قلبه بعيدًا عن خططه المضادة للتقوى، ولم يبك بأسف ومرارة بسبب الشر الذي كان ينوي أن يصنعه”.
المرجع السابق، ص ١١٢.
? ويوضح ق. كيرلس الإسكندري تناول يهوذا من الافخارستيا كالتالي:
“هو (يهوذا) يمضي مسرعًا طاعةً لإرادة الشيطان، ومثل إنسان أصابه جنون يخرج من المنزل. وهو لا يرى أي شيء يمكن أن يتغلب على حبه للربح، وكم هو أمر غريب إننا سنلاحظ إنه لم ينتفع بالمرة من هبة البركة (الإفخارستيا)* التي نالها من المسيح، وهذا بسبب ميله الشديد للحصول على المال”.
المرجع السابق، ص ١١٨.
? ويؤكد ق. كيرلس الإسكندري أيضًا على تناول يهوذا من الافخارستيا في موضع آخر كالتالي:
“فمثلاً هو يجبر يهوذا، بعد أن أخذ اللقمة مباشرةً، إذ أصبح الآن تحت سلطانه، أن يسرع في الحال إلى إتمام الفعل الشرير؛ إذ ربما كان خائفًا – بالإضافة إلى احتمال توبة يهوذا، من القوة الفعالة التي لهبة بركة المسيح* (أي الافخارستيا)، لئلا تضيء هذه النعمة كنور في قلب يهوذا، وتحثه بالحري أن يفكر بتروٍ ويختار العمل الصالح، أو على الأقل تولد طبعًا مخلصًا أصيلاً في شخص كان قد دُفع ضد مشاعره الطيبة، أن يفكر في الخيانة”.
المرجع السابق، ص ١١٩.
? وتشهد الدسقولية أي تعاليم الرسل الاثني عشر بمشاركة يهوذا في الأسرار المقدسة والتناول من الافخارستيا كالتالي:
“وإذ أعطانا سرائر الحياة التي هي جسده المقدس ودمه الكريم كان يوداس معنا أيضًا”.
الدسقولية، تعريب: القمص مرقس داود، (القاهرة: مكتبة المحبة، ١٩٧٩)، الباب ١٨، ص ١٢٣.
? يتحدث أوغسطينوس أسقف هيبو عن تناول يهوذا من الافخارستيا كالتالي:
“كما في حالة يهوذا وبطرس، أيتساوا كمتناولين من الأسرار؟ لأنهم من الواحد ومن نفس الشئ المقدس (التناول)، يهوذا أخذ دينونةً لنفسه، وبطرس أخذ خلاصًا.”
Answer to the Letters of Petilian, the Donatist, Book II, Chapter XL: XCVI.
? يتحدث ق. يوحنا ذهبي الفم عن تناول يهوذا من الافخارستيا كالتالي:
” لتكونوا غير مخادعين، غير ممتلئين بالشر، غير حاملين للحقد في عقولكم، لئلا تناولكم يؤدي إلى دينونة. لأنه بعد أن تناول يهوذا مما قُدِم، الشرير دخل فيه، ليس لأن الشرير يزدري جسد الرب، ولكن يزدري بيهوذا وخزيه. ولهذا فيمكنكم أن تتعلموا أنه فيما يتعلق بمَّن يتناولون بغير استحقاق من الأسرار الإلهية، أن هؤلاء على وجه الخصوص هم الذين يغزوهم الشرير، ويدخل فيهم أيضًا، مثلما فعل الشيطان مع يهوذا قديمًا.”
On the Betrayal by Judas 1.6, ACC IVb, CIII.
? يتحدث ق. كيرلس الأورشليمي عن تناول يهوذا من الافخارستيا كالتالي:
“يهوذا صار جاحدًا لرب البيت، وكان على وشك خيانته، خرج للتو من المائدة، شرب كأسه (كأس المسيح) الذي للبركة، وفي مقابل ظمأ الخلاص قصد إراقة دم برئ، ذاك الذي أكل خبزه رفع عليه عقبه، يديه مؤخرًا تناولت العطايا المقدسة (الافخارستيا).”
On the words, Crucified and Buried., Lecture XIII, VI.
? كما يؤكد أوغسطينوس أسقف هيبو في موضع آخر على تناول يهوذا كالتالي:
” كما أن يهوذا، الذي أعطاه الرب ‘لقمة’، أعطي مكانًا للشرير في داخله، لم يتناول ما هو سيء، بل تناوله بطريقة سيئة، بالمثل كل مَن يتناول سر الرب، لا يتسبب في أن يكون (التناول) سيئًا، لأنه هو نفسه سيء، أنه لم يأخذ شيئًا، لأنه لم يأخذه لخلاصه. لأنه على الرغم من ذلك، جسد الرب ودم الرب حتي وإن كان الرسول يقول: ‘مَن يأكل بدون استحقاق، يأكل ويشرب دينونةً لنفسه”.
On Baptism, Against the Donatists. Book V, Chapter VIII, IX.
? ويؤكد ق. يوحنا ذهبي الفم على تناول يهوذا من الافخارستيا قائلاً:
“جلس (المسيح) مع الاثني عشر تلميذًا، يا لخزيك يا يهوذا! لقد كان حاضرًا أيضًا هناك، وتناول من الأسرار، ومن الطعام، وأُدين على نفس المائدة.”
On Matthew, Homily LXXXI.
? وهكذا يؤكد أوغسطينوس أسقف هيبو على تناول يهوذا من الافخارستيا قائلاً:
“كم هو كبير استنكارنا لكل المنشقين، الذين فصلوا انفسهم بالرجاسة الخبيثة من ميراث المسيح المنتشر في كل العالم، فإن كان كبريانوس قد شارك التناول معهم، فقد فعل كما فعل الخائن يهوذا (تناول لدينونة)”.
On Baptism, Against the Donatists., Book VII, Chapter XXV: XLIX.
? ويشير العلامة ترتليان إلى تناول يهوذا من الافخارستيا كالتالي:
“واندلعت هرطقة أخري، تدعي التي للـ “قاينيين” […] الذين يؤيدون هذا، ويدافعون عن الخائن يهوذا، فيخبروننا إنه بديع وعظيم، بسبب الامتيازات التي تمجد بمنحها للبشرية، لأن البعض يظن أن ‘الشكر’ (الافخارستيا) أُعطيت ليهوذا بسبب هذا.”
On Ophites, Cainites, Sethites., Chapter II.
? ويشير أوغسطينوس أسقف هيبو أيضًا إلى تناول يهوذا من الافخارستيا كالتالي:
” ولا حتي الرسل الذين سبقوه (الذين سبقوا بولس الرسول) شاركوا سرقة وجريمة يهوذا، لأنهم شاركوا “العشاء المقدس” معه (مع يهوذا) ، بينما هو (يهوذا) كان يبيع الرب.”
Answer to the Letters of Petilian, the Donatist. Book II, Chapter CVII : CCXLIII.
? وهكذا يؤكد ق. يوحنا ذهبي الفم أيضًا على تناول يهوذا من الافخارستيا كالتالي:
“يا لعظم عمى الخائن (يهوذا)! برغم أنه تناول من الأسرار، ظلَّ كما هو، سُلِمَ إلى أقدس مائدة، ولم يتغير!”
On Matthew, Homily LXXXII. 1.
? كما يؤكد ق. كيرلس الإسكندري على تناول يهوذا من الافخارستيا كالتالي:
“مثل الملسوع والمدفوع بالجنون، أسرع (يهوذا) من البيت، لم ير شيئًا يمكن أن يغلب حبه للربح، تفكير عجيب، لا يمكن أن يكون بأي صورة من الصور استفاد من عطية المسيح (التناول) لطمعه الذي لا يُقاوم للمال.”
On John 9, ACC IVb, CVII.
? ويؤكد أوغسطينوس أسقف هيبو أيضًا على تناول يهوذا من الافخارستيا قائلاً:
“أية شركة للمؤمن مع غير المؤمن؟ تناول بطرس كان للحياة، بينما ذاك الذي ليهوذا (تناول يهوذا) كان للموت.”
On John, Tractate L., Chapter XI : X.
? يؤكد ق. يوحنا ذهبي الفم على تناول يهوذا من الافخارستيا قائلاً:
“وبينما هم يأكلون ويشربون أخذ يسوع الخبز وكسر، وقال: هذا هو جسدي الذي يُكسر لأجلكم لمغفرة الخطايا. والذين انضموا إلى الكنيسة يعرفوت هذه الكلمات. وأيضًا قائلاً عن الكأس: هذا هو دمي الذي يُسفك عن كثيرين لمغفرة الخطايا. وكان يهوذا حاضرًا عندما قال المسيح هذه الكلمات. هذا هو الجسد الذي بعته أنت بثلاثين قطعة من الفضة […] يا لمحبة المسيح الفائقة للجنس البشري، ويا لعظم جنون وانعدام العقل ليهوذا، لأنه باع المسيح بثلاثين دينارًا، ولكن المسيح رغم هذا لم يرفض أن يعطي له غفران الخطايا، أي الدم نفسه الذي باعه يهوذا، لأن يهوذا كان هناك حقًا واشترك في المائدة المقدسة. وكما أن يسوع غسل قدمي يهوذا مع باقي الرسل، هكذا أيضًا مع باقي الرسل، كان مشتركاً في المائدة المقدسة لكيلا يكون له عذرًا في الدفاع عن خيانته.”
Daniel J. Sheerin, The Eucharist, 1986, pp. 144-145.
? وهكذا يشير ق. چيروم إلى تناول يهوذا من الافخارستيا قائلاً:
“في الأسرار المسيحية، هناك وسيلة واحدة للتقديس للسيد والعبد، للنبيل والمولود بسيطاً، للملك وجنوده، ولكن كلِ يختلف حسب استحقاق المتناولين، مَن يتناول ويشرب بدون استحقاق، يكون مذنبًا لجسد ودم الرب. هل لأن يهوذا شرب نفس الكأس مثل بقية الرسل، يكون هو وهم بنفس الاستحقاق؟!”.
Against Jovinianus., Book II, XXV.
? ويؤكد ق. كيرلس الإسكندري أيضًا على تناول يهوذا من الافخارستيا قائلاً:
” فقد كان هناك وقت حتي الخائن يهوذا نفسه كان مرافقاً وصديقاً حميماً للمخلص، آكلاً من نفس المائدة معه، مشاركاً في كل شيء، دلالة على تلمذته الحقيقية، حتى أنه كان له نصيبه المخصص وسط بقية الرسل المقدسين.”
On John, Book IX. Vol. II.
? ويشير ق. يوحنا ذهبي الفم أيضًا إلى تناول يهوذا من الافخارستيا كالتالي:
” يهوذا بعدما تناول في العشاء الأخير في تلك الليلة الأخيرة، ذهب مسرعًا بينما بقا الآخرون على المائدة.”
On the Feast of the Epiphany, Reflection 26-2, Synaxarion Orthodoxia.
? ويؤكد ق. كيرلس الإسكندري على تناول يهوذا من الافخارستيا قائلاً:
“كان (يهوذا) مدانًا لخبثه الكُليّ، وكره لله، وخيانته، وسمح له بتكريم المائدة، وحُسِب مستحقًا للطف الالهي، حتي النهاية!”
On Luke, Sermon CXLII.
? وهكذا يؤكد ق. يوحنا ذهبي الفم على تناول يهوذا من الافخارستيا قائلاً:
“هذا هو يوم التقدُّم إلى المائدة الرهيبة. فلنتقدَّم كلنا إليها بطهارة، ولا يكُن أحدُنا شريراً مثل يهوذا، لأنه مكتوبٌ: لما تناول الخبز دخله الشيطان فسلَّم ربَّ المجد. وليفحص كلُّ واحد منا ذاته قبل أن يتقدَّم إلى جسد ودم المسيح لكيلا يكون له دينونة، لأنه ليس إنسان الذي يُناول الخبز والدم، ولكن هو المسيح الذي صُلب عنا، وهو القائم على هذه المائدة بسرٍّ، هذا الذي له القوة والنعمة يقول: ‘هذا هو جسدي’.”
النص اليوناني للعظة: PG XLIX, 389-390؛ والنص القبطي:
MS Copto Vat. XCVIII fol. 232v-233.
? وهكذا يؤكد ق. باسيليوس الكبير على تناول يهوذا من الافخارستيا قائلاً:
“إن يهوذا هو ابن الأفاعي […] وكذلك هذا الرديء العبادة، إذ كان الخبز السماوي في فمه، صنع التسليم على المخلّص”.
قداس باسيليوس الكبير بحسب تسليم كنيسة الروم الارثوذوكس، يوم الخميس العظيم.
? يؤكد مار يعقوب السروجي على تناول يهوذا بناءً على شهادتي كل من القديس مار ساويرس موسى بن كيفا (+903م)، الذي يقول:
“إذا ما شارك يهوذا في الأسرار أم لا؟ نقول: يقول مار ايوانيس ومار سويريوس ومار أفرام ويعقوب السروجي ويعقوب الرهاوي وآخرون كثيرون أنه شاركه في الأسرار، كذلك قال ايوانيس في ميمره على خيانة يهوذا، وفى الميمر الحادي والثمانين من تفسير إنجيل متى، وسويريوس في المعنيث الثانى، ومار أفرام في تفسير الإنجيل ويعقوب السروجي في الميمر على الآلام* ويعقوب الرهاوي في قوانينه.
أما القديس مار فيلكسينوس في تفسير إنجيل متى فقد قال إنه لم يشاركه في الأسرار وذلك لأن الشيطان قد دخله منذ زمن بعيد، ومن تسليم مار فيلكسينوس جرت الكنيسة أن لا يعطى القربان للذين يتخبطون من الشياطين. قال مار افرام ويعقوب السروجي انه شاركه في الأسرار ولكن يضيفون أنه بغمسة الخبز بالماء نزع عنه طهره (أى قدسه) وأنه أعطاه خبزاً بسيطاً.”
ساويرس موسى بن كيفا (مار)، المواعظ (عظة في خميس الأسرار)، نقله إلى العربية: الشماس الإنجيلي بهنام دانيال البرطلى،(العراق: دار المشرق الثقافية، ٢٠١٣)، فصل ١٤، ص. ٢٢٨.
? وشهادة القديس مار ديونيسيوس بن الصليبي (+1171م) الذي يقول:
“وقد اختلف المعلمون في هل اشرك السيد يهوذا بالأسرار ام لا؟ فالذهبي الفم في مقالته عن خيانة يهوذا وفي مقالته الحادية والثمانين من تفسير انجيل متى وساويرس في المغيث الثاني والقديس افرام في تفسير الانجيل ويعقوب السروجي في ميمر الآلام* ويعقوب الرهاوي في كتاب القوانين وغيرهم يقولون ان المسيح أشرك يهوذا في الاسرار. أما القديس فيلوكسينوس في تفسيره بشارة متى فيقول انه لم يشركه لان الشيطان كان قد سبق واستولى على يهوذا ومن فيلكسينوس هذا قد جرت العادة في الكنيسة الا يعطى القربان للممسوسين من الشياطين.
أما القديس افرام ويعقوب السروجي فقالا بان السيد اشرك يهوذا في الاسرار ولكنه بلَّ الجسد بالماء فزالت منه القداسة غير ان معلمين آخرين يقولون ان الجسد المبلول بالماء لا تزول منه القداسة وان الماء لا يقدر ان يزيل القداسة والروح الذي فيه قال داود الراهب ابن بولص الموصلي محب موسى ابن الحجر ان سيدنا وان لم يبل جسده الذي ناوله ليهوذا بالماء لكنه أزال قداسته خفية لعدم استحقاق يهوذا الخائن له ولا يخفى ان الحنفي اذا اكل القداس يأكله خبزاً بسيطاً لانه يأكله بدون ايمان ويعقوب الرهاوي يقول ان السيد ناول يهوذا خبزاً يابساً كانوا يغمسونه في الاطعمة ويأكلونه فمن هذا الخبز غمس غمس سيدنا وناوله لا من خبز الاسرار الذي قدس جسده منه.”
ديونيسيوس يعقوب بن الصليبى السريانى (مار)، الدرّ الفريد في تفسير العهد الجديد (تفسير إنجيل متى)، أعاد طبعه وكتب مقدمته مار ثاوفيلوس جورج صليبا مطران جبل لبنان، الجزء الأول، الطبعة الثانية، (لبنان: جبل لبنان، ٢٠١٧)، الاصحاح ٢٦، ص ٥٢٠-٥٢١.
? ويؤكد مار غريغوريوس بن العبري على أن مار يعقوب السروجي ومار أفرام السرياني وق. يوحنا ذهبي الفم وق. ساويروس الأنطاكي وداود الراهب بن بولس قالوا بتناول يهوذا من الأسرار المقدسة في كتابه “تعليقات على الأناجيل” كالتالي:
“يقول مار أفرام (أي السرياني) ومار يعقوب (أي السروجي) أن ربنا اشترك مع يهوذا في الأسرار، ولكن بعدما قد نزع القداسة من الخبز بغمسه في الماء. ويقول الآخرون أن الأسرار لا تُنزع من القداسة حتى لو غُمست في الماء. ويقول ق. يوحنا (أي ذهبي الفم) وساويروس (أي الأنطاكي) أنه اشترك في الخبز، بالرغم من أنه لم يكن مجردًا من القداسة […] ويقول داود الراهب، ابن بولس، إنه (أي يهوذا) اشترك فيه، أي في العناصر غير منزوعة القداسة، ولكن يهوذا من دون إيمان آكل منه كخبز عادي”.
BAR-HEBRAEUS, Commentary on the Gospels, Trans. & Edit. By Wilmot Eardley, (London: Society for promoting christian knowledge, 1925), p. 63.
? في الحقيقة، الموضوع محسوم آبائيًا لصالح تناول يهوذا من الافخارستيا، لأنه يؤكد عليه الآباء التاليون:
- يوحنا ذهبي الفم (في عظاته على إنجيل متى ورسالة ١ كو).
- العلامة ترتليان.
- جيروم.
- أوغسطينوس أسقف هيبو (في شروحاته لإنجيل يوحنا والرد على الرسائل إلى بتاليان الدوناتي).
- باسيليوس الكبير (في الليتورجية البيزنطية).
- غريغوريوس النزينزي (في مسرحيته آلام المسيح).
- كيرلس الأورشليمي (في مقالاته للموعوظين)
- يعقوب السروجي (بحسب شهادة ابن الصليبي)
- كيرلس الإسكندري (في تفسيره لإنجيل لوقا ويوحنا).
- ساويرس الأنطاكي (بحسب شهادة ابن الصليبي).
- ديونيسيوس الأريوباغي (كتاب الرتب الكنسية: ٣).
- يعقوب الرهاوي (بحسب شهادة ابن الصليبي).
- العلامة أوريجينوس (في عظة رقم ٣٢ على إنجيل يوحنا)
- الدسقولية أو تعليم الرسل الاثني عشر (الباب ١٨).
بينما الآباء المعترضون على تناول يهوذا هم:
هيلاري أسقف بواتييه.
- مار أفرام السرياني (وفي كلام إنه ناوله الخبز وليس الدم).
- فلوكسينوس المنبجي.
- المراسيم الرسولية.
? وهذا يؤكد إجماع آباء الكنيسة الجامعة شرقًا وغربًا على تناول يهوذا من الافخارستيا.