أبحاث

الفساد مع المديانيين – العظة العشرون من عظات أوريجانوس على سفر العدد ج1

الفساد مع المديانيين - العظة العشرون من عظات أوريجانوس على سفر العدد ج1

الفساد مع المديانيين – العظة العشرون من عظات أوريجانوس على سفر العدد ج1

الفساد مع المديانيين - العظة العشرون من عظات أوريجانوس على سفر العدد ج1
الفساد مع المديانيين – العظة العشرون من عظات أوريجانوس على سفر العدد ج1

الجزء الثاني: الفساد مع المديانيين – العظة العشرون من عظات أوريجانوس على سفر العدد ج2

الفساد مع المديانيين

عدد 25

إن الدرس الذي قُرئ علينا اليوم يحتوى على قصة أولى، وهي قصة زنى بين رجل من إسرائيل وأمرأة مديانية، وقصة ثانية هي قصة تعداد الشعب: على حسب أمر الرب، فإن الشعب يجب أن يُحصى من جديد، لأن التعداد الأول كان ـ بدون شك ـ قد أُلغى بسبب الخطايا التي ترتكب عن معرفة. والتعداد المكتوب في الكتاب المقدس قد أُبطل وأُلغى بسبب هذه الخطايا، إن الأخطاء أشياء سيئة جدًا ولا تنفع في شيء عند دخولها في التعداد أمام الله، بسبب ابتعادهم عن الطريق القويم. إن الكتاب المقدس يعلمنا أن نفس “الأعضاء” الذين ابتعدوا عن الله “سقطوا في الصحراء”. ومن القصتين اللتين قرئتا علينا، سوف نتكلم عن الأولى، التي تحكي قصة زنى الشعب، إذا كانت صلواتكم التي تقدمونها إلى الرب تعطي لنا فرصة لتناول هذه القصة. وإذا أردتم أكثر، سوف نقترب من القصة الثانية.

القصة

« وأقام إسرائيل في شطيم، وابتدأ الشعب يزنون مع بنات موآب، ودعون الشعب ذبائح إلى آلهتهن، فأكل الشعب وسجدوا لآلهتهم وتعلق إسرائيل ببعل فَغُور. فحمى غضب الرب على بني إسرائيل » (عد25: 1ـ 3).

مشورات بلعام

وهذا هو البرهان على ما قلناه مرارًا. كان بلعام يُمنع بالقدرة الإلهية من لعن إسرائيل، وكان بلعام بالرغم من ذلك يريد أن يعجب الملك بالاق وقال له: كما هو مكتوب: « تعال لكي أنبئك (أو أنصحك) » (عد24: 14). أية نصيحة أعطاها له؟ نحن لا نرى هذه النصيحة الآن، ولكن سفر العدد يرويها لنا فيما بعد. ولكن يرويها لنا بتفصيل أقل عن ما ورد في سفر رؤيا يوحنا، الذي يوجد فيه هذا القَوّْل « عندك هنا قومًا متمسكين بتعليم بلعام، الذي كان يعلّم الملك بالاق أن يلقي معثرة أمام بني إسرائيل، أن يأكلوا ما ذُبح للأوثان ويزنوا » (رؤ2: 14). وينتج عن هذا أن بلعام استسلم للخبث ونصح الملك تقريبًا بهذه الأقوال: هذا الشعب لا ينتصر بقوته، بل بعبادة الله، وبالمحافظة على الطهارة. إذا أردت أن تهزمه أو تنتصر عليه، فابدأ بتدمير طهارة هذا الشعب وسوف ينهزم من نفسه. وضد أسلحته فهو لا يهزم فقط بالقوة العسكرية، لكن بالجمال الأنثوي.

هذا الجمال لا يغلب بصلابة رجال الحرب، ولا بأذرع المحاربين، فاجمع نخبة الجميلات، وليسرن على نغمة راقصة وهم يخبطن أيديهن. فإن الجمال ينزع السلاح من المحاربين، ويجعل السيف ينهزم أمامهن. ولكن عندما لاحظت النساء الموآبيات أنهم تركوا أنفسهم للهوى، وأحنوا رقابهم تحت نير الخطية، اجتذبوهم لأكل ذبائح الأوثان، ودخلوا في معرفة الأسرار الخفية لبعل فغور الذي هو صنم ارتكاب الأعمال الدنيئة.

الإغــــواء

كانت هذه هي نصائح بلعام، وعلى هذا فإن الملك بالاق نظم في الحال قوات ليست مزودة بقوة الرجال، ولكن بغواية النساء، ومسلحة ليس بالقوة الحربية، ولكن بلهيب الشهوات. ليس هناك خجل أبدًا، والخجل لا يوقفهم. إن حب الوطن ورذيلة هذه الأمة (المديانيين) تضرم النار أيضًا بواسطة الفسق. وابتدأت الرذيلة في مد فخاخها. يا للكارثة! فإن الملذات بالكاد تُوقف بواسطة العقوبات القانونية، وبالكاد تمنع خوفًا من العقاب بالسيف. أية جريمة عندئذ لا ترتكبها امرأة متأكدة من إعجاب الملك بها وتتجاوز حدودها لكي تصل إلى سلام وطنها؟ إن الإسرائيليين كانوا إذًا مستعبدين ليس بواسطة السيف، ولكن بواسطة الفسق؛ ليس بواسطة القوة، ولكن بواسطة الشهوة واستسلموا للإفراط في الفسق مع النساء المديانيات، وغضب الله أنصب عليهم.

المعنى الأخلاقي: الهروب من الفسق

بالتأكيد، فإن ذلك يخفي غموضًا وأسرارًا للمعنى الداخلي، ولكن تتابع القصة نفسه يعلمنا أن الفسق يتسبب في الحروب، وأننا نتعرض لميول الفسق. ولكن هذه الميول لن تستطيع أن تخترقنا إذا تسلحنا بالأسلحة التي دعانا إليها الرسول لكي نتزوَّد بها:

« إذا كان لدينا درع البر، وخوذة السلام، وسيف الروح، وفوق كل هذا درع الإيمان وإذا كنا حاذين أقدامنا باستعداد إنجيل السلام » (انظر أف6: 14ـ 17). هذه هي الأسلحة التي يجب أن نتسلح بها في هذه الحرب. ولكن إذا أهملناها، فإننا نعرّض أنفسنا لضربات إبليس، وكل عمق الشياطين « ونسقط في الأسر » (انظر أف4: 8)، ويرتفع غضب الله علينا، وسوف نعاقب « في الدهر الحالي، والدهر الآتي » (انظر مت12: 32). إن العفة والبر والشجاعة والتقوى والفضائل الأخرى تعطينا إذًا الغلبة في كفاحنا ضد ضربات الشيطان الذي يوجهها ضدنا. على العكس من ذلك، الفسق والملذات وعدم التقوى وجميع الرذائل تقودنا إلى الهزيمة. هذه هي التعليمات التي تعطيها لنا القصة.

لكن، بما أن يوحنا في سفر الرؤيا يعطينا الأسرار الإلهية التاريخية التي تحتويها الرموز المقدسة، يجب كما يبدو لنا، أن نصبح متفقين مع فكره، ونتبع تعليمات الشرح التي يعطيها لنا، أولاً أن نذكركم بما كتبه للملاك في إحدى الكنائس: « ولكن عندي عليك قليل، أن عندك هناك قوماُ متمسكين بتعليم بلعام، الذي كان يعلم بالاق، أن يلقي معثرة أمام بني إسرائيل أن يأكلوا ما ذبح للأوثان ويزنوا » (رؤ2: 14). إذًا في عهد الرسول يوحنا، كان في الكنيسة التي كان يكتب عنها، بعض المنحازين لتعاليم بلعام. هل نعتقد أن أناسًا ادَّعوا التعاليم نفسها التي لبلعام، والتي يحذرنا منها الرسول بقوله: ” كما خدعت الحية حواء بمكرها « هكذا أيضًا تفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح يسوع » (2كو3:11).

إذًا طالما أن النفس متحدة مع الزوج، وتستمع إلى كلمته ومتعلقة به، فإنها تأخذ منه ثمرة الكلمة، وأيضًا فإن النبي قال:  « من خوفك، يا رب، حملنا في أحشائنا » (إش26: 18 سبعينية)، وتقول: “أعمال كلمتك خبأتها في صدري، وولدتها”، أنتجت روح الخلاص الذي أحضرته على الأرض. إذا كانت إذًا النفس تحمل هكذا أعمال المسيح فأنها تلد أبناء، الذين بواسطتهم يقال إنها وإنهم مطالبون بإتباع عقائده وتقليده.

وهناك موضوع في نفس سفر الرؤيا عن تعليم إيزابل، وهذا لا يعني أننا نعلم تعليم يُتخذ من إيزابيل، ولكن كل مُضطهد للأنبياء القديسين مثلاً، كما حدث منها، وكل مخطئ يعبد الأوثان، كل قاتل يقتل أبرياء تحت ادعاءات كاذبة، هو من أتباع إيزابيل. إذًا إذا كان أحدهم وبنصائح شريرة كان سببًا في معثرة شعب الله، إذا كان يجذب غضب الله وعدم رضاه عنه، سواء بكونه شريكًا في الذبائح التي تقدم للأوثان، أو بالموافقة على الفسق والملذات، يجب أن يوضع في مصاف أتباع مذهب بلعام. إن الفسق الجسدي، غير مرغوب فيه. إن النفس ستُنقذ بفضل ميلاد أطفالها، تثبت في الإيمان، والمحبة والقداسة مع التعقل (1تي2: 15) حتى إن كانت مثل “حواء” قد أُغويت أولاً. إن هذه الخصوبة حقًا مغبوطة، “خصوبة النفس” التي شاركت في فراش كلمة الله واستجابت لأحضانه. من هنا سيولد نسل نبيل، من هنا ستخرج العفة والبر والصبر واللطف والمحبة وكل السلالة المقدسة.

الخيانة الروحية: أطفال الخطيئة وأطفال الخلاص

ولكن إذا كانت النفس غير السعيدة تركت الفراش المقدس للكلمة الإلهية وسلمت نفسها لأحضان الخيانة، وانتهكت بواسطة خداعات إبليس وشياطينه، فأنها ستلد بالتأكيد، ولكنها سوف تلد أطفال يكتب عنهم « لكن أطفال الزنا لن يكتملوا والسلالة الخارجة من فراش منحرف سوف تستعبد » (انظر حكمة سليمان 16:3سبعينية) إذًا من الخطية يكون أطفال الخيانة وأبناء الزنا.

وهكذا ففي كل ما نفعله، فإن أنفسنا تلد وتضع في العالم أبناء: على أن نعرف أن كل الأفكار والأعمال التي تنتجها أنفسنا، إذا كانت تنتجها موافقة للناموس ولكلمة الله، فإنها تلد ” روح الخلاص “، وأيضًا ” سوف تخلص بولادة الأولاد “. وسوف يكونوا هم أطفال الذين يقول عنهم النبي: « بنوك مثل غروس الزيتون حول مائدتك » (مز128: 3). ولكن إذا كانت أعمالهم ضد الناموس وإذا كانت هذه هي خطاياهم، بدون أي شك ستلد نسلاً خبيثًا من أعمال الخطية من الروح المعادي لأنه نسل أبناء الخطية. وعندما نفكر في هذه الولادات الملعونة نجد أن بعض القديسين وصلوا حتى إلى « لعن اليوم الذي ولدوا فيه » (أي3: 1؛ إر20: 14).

إذًا لا توجد لحظات لا تقوم فيها النفس بالولادة، فالنفس تلد دائمًا، دائمًا تضع أبناء في العالم. فلنبارك الميلاد الذي ينتج من أعمال كلمة الله. مثل هذا الميلاد هو الذي سوف يكون له الفضل في أن النفس سوف تخلص، لكن إذا حبلت، كما قلنا، من روح الأعداء سوف تلد بكل تأكيد “أبناء الغضب”، “المهيئين للموت” (انظر رو 9: 22). وهاتان الولادتان هما اللتان أشار إليهما النص: « وهما لم يولدا بعد ولا فعلا خيرًا أو شرًا لكي يثبت قصد الله حسب الاختيار ليس من الأعمال بل من الذي يدعو قيل لها إن الكبير يستعبد للصغير كما هو مكتوب: أحببت يعقوب وأبغضت عيسو » (رو9: 11ـ 13). إن أبناء النفس قبل أن تصنع أقل شئ صالح، يكونون محبوبين، على شرط أن يكون هؤلاء الأبناء هم ثمار الروح. ولكن لو أنها أنتجت بواسطة روح الشر، أولاد الشر، قبل أن يكتمل بالفعل عمل أقل شئ شرير، فإن النفس التي تثمر من هذه الإرادة الشريرة، تكون ثمرتها الرديئة مكروهة.

لهذا ربما بمقتضى نفس الفكرة، فإن الطفل الكنعاني قد لُعِن قبل ولادته. لأن أباه حام كان قد أخطأ. ونوح بعد أن وعد بالخيرات الوفيرة لكل واحد من أبنائه، تنبأ عندما وصل إلى حام قال « ملعون  كنعان » (تك25:9). إن حام هو الذي أخطأ، وابنه كنعان هو الذي لعن وظل ملعونًا. لهذا يجب أن نكافح بجد ونسهر حتى تظل أنفسنا لا تنتج شيئًا يستحق اللعنة. فإن النفس قبل أن تصل إلى فعل الخطيئة، يكون عندها في إرادتها وفي نيتها هذا الشر اللعين.

العقـاب

ولكن إذا كان هذا قد حدث فيكف يمكن أن نجد نفسًا غير معرضة لولادة مثل هذا النوع، ومجردة من كل إرادة للخطيئة؟ إذًا إذا حدث شئ من هذا النوع، فلنبحث في الكتب الإلهية عن الدواء الذي نستعمله. سنجد في المزامير ما يلي: « يا بنت بابل المخربة طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا. طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة »! (مز137: 8ـ 9). بالرغم من أن هذا البابلي الذي نحمله مازال موجودًا فينا، ينتهز كل ما هو صغير، لذلك أخنقه في الحال بدون رحمة، دون مراعاة. إنه مكروه، اقتله بأن تحطمه على الصخرة. فإن « الصخرة هي المسيح » (1كو10: 4)، الذي هو قادر، وبدون أن ينتظر حتى يكبر هذا الوغد البابلي، وبدون أن يترك الفوضى تنمو. فكل الرغبات الشريرة، يحركها الروح الخبيث وتبدأ في النمو وتتقوى بواسطة حركات الإرادة. وإذا استطعت أن أقول عندما تبدأ في التقدم برأسها خارج النفس الأم، فإن الأم تستطيع أن تكسرها على الصخرة وتمنعها من الخطية بمعنى أن تقودها إلى المسيح، حتى إذا وضعت النفس في مواجهة، دينونتها الرهيبة فإنهم يذبلون ويموتون؟

الإتحاد بالمسيح أم الإتحاد بزانية

هذا ما لدينا أن نقوله بالمعنى الواسع عن أشكال الزنا المتعددة، وشكل واحد منه فقط هو الذي يدعى بالفسق بسبب الدنس الجسدي. بينما أنا، عندما وصلت إلى قراءة رسالة الرسول في النص الذي يقول « من التصق بالرب فهو روح واحد معه » « ومن التصق بزانية يكون جسدًا واحدًا معها » (1كو6: 17)، كنت أتساءل هل يوجد حالة وسط بين الاتحاد مع المسيح والاتحاد بالزانية، وكنت أتساءل وأدرسها في حدود قواي. كنت أتأمل فكرة عميقة ومخبأة في كلمات الرسول. بالنسبة له فإن كل نفس تكون متحدة أما مع المسيح أو مع الزانية. وفهمت أن الزانية هنا بالمعنى الرمزي، ليست سوى الشيطان.

والرسول يقصد بالمسيح، خصائصه التي هي من جوهر المسيح، بمعنى صفات: “الكلمة” “الحكمة”، “الحق”، “البر” … الخ.

وبالعكس بالاتحاد مع الزانية تنتج كل أشكال الشر. فهمت أيضًا ما قاله سليمان عندما وصف الزانية « هي تنظر من كوة بيتها من وراء شباكها تتطلع وإذا لاحظت بين البنين غلامًا عديم الفهم، عابرًا في الشارع عند زاويتها، ويتحدث في الليل والظلام، عندما يسدل السكون الليلي ستاره » (أم7: 6ـ 10).

أو ظلام الليل، حيث كانت المرأة تجرى أمامه، لها مظهر الغانية التي تجعل الشباب يحلمون، التي تسمى الغانية هي الشر نفسه، ومن يتحد بها يكونون جسدًا واحدًا للشر، أما من يتحد مع الله فهو يتحد بالحكمة، بالبر، بالقداسة، بالحق، ” ويكون روحًا واحدًا ” مع كل هذه الصفات. وبالرغم من ذلك من يتحد بهذه الغانية يتحد بالفجور، والكفر، والظلم، وفي نفس الوقت بكل أوجاع الخطيئة، والتي يكون معها جسدًا واحدًا.

الرفض من الله

« ثم وصل إسرائيل إلى شطيم » (عد25: 1). في قاموس الأسماء العبرية نجد أن شطيم في لغتنا معناه “الإجابة، أو الرد” وصل إذًا إسرائيل إلى الإجابة أو “الرد”. وهذا ليس نجاحًا. انظر ماذا حدث لإسرائيل في هذه المرحلة أنه سلّم ذاته إلى الزنا مع المديانيات ورفضه الله، ولم يكن راضيًا باستسلامه للزنا، واستسلم لأصنام الأمم وأكل اللحوم المذبوحة للأوثان وكل هذه الأشياء المكروهة أمام الله. « فأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان » (2كو6: 16).

سؤال الوثنيين

في الحقيقة، كنت دائمًا أندهش جدًا مما يكتبه القديس بولس لأهل كورنثوس « لأنه إن رآك أحد يا من له علم متكئًا في هيكل وثن أفلا يتقوى ضميره إذ هو ضعيف حتى يأكل ما ذُبح للأوثان » (1كو10:8).

يبدو في الحقيقة أن الحدث المعلن نفسه ليس سيئًا بدرجة كبيرة، مثلما يسبب الشر لمن يرى هذا المنظر ويقلده، ومن له علم وليس مثل الذي يفعل هذا الشر، حتى أنه بالنسبة له، فإن من له علم ويجلس على مائدة وثنية ليس مخطئًا جدًا لنفسه مثلما يخطئ بالنسبة لغيره.

اللحوم العقلية

لكن عند أهل كورنثوس، أليس هذا حقيقيًا؟ ما كان يحدث، كان هذا ليس فقط أننا جلسنا على موائد وثنية، وأكلنا لحوم مخصصة للذبائح، ولكننا كنا أيضًا محبين للأدب اليوناني والفلسفة، كنا أيضًا متمسكين بحب الدراسات القديمة، ومثلما كنا نأكل اللحوم المقدمة للذبائح، كنا نتغذى بالعقائد الفلسفية. كان هذا لا يضايق الذين تلقوا علم الحقيقة بأكمله فهم يفهمون ولكن من كانوا أقل تقدمًا في دراسة معرفة المسيح، عندما يقلدون من كانوا يقرأون هذه الكتب، ويتفانون في إعطاء أنفسهم أيضًا لهذه الدراسات، كانوا يصابون بجروح، ويتركون أنفسهم للأخطاء كلها ولمختلف البدع. وهكذا كان يصاب آخر بضربات لا تحدث لمن يملك معرفة الحقيقة كاملة. لكن الإحسان لا يبحث عما هو مفيد، إنما يبحث عمن يكونوا كعدد كبير، إذًا يجب أن نعتني بأن نأخذ غذاءً ثقافيًا لا يأتي فقط بالتثقيف والسرور، ولكن أيضًا لا يضر أبدًا، أو يحدث ضررًا لمن يرانا. إنها ليست فقط لحوم مخصصة للأصنام، ولكنها أيضًا كلمات. وأيضًا أعتقد أن كل كلمة تعلم التقوى، والبر والحقيقة تكون مكرسة ومقدمة قربانًا لله، وأيضًا بنفس الطريقة فإن كل كلمة تؤدي إلى عدم التقوى، والظلم والفسق تكون مقدمة كذبيحة إلى الأصنام ومن يتقبلها يأكل بطريقة معينة لحومًا مقدمة إلى الأصنام.

الفساد مع المديانيين – العظة العشرون من عظات أوريجانوس على سفر العدد ج1