تعاليم البابا ديسقوروس الخريستولوجية
تعاليم البابا ديسقوروس
يحتفظ لنا زكريا ’الخطيب‘ (Rhetor) بقصة عن البابا ديسقوروس ملخصها أن يوحنا رئيس موظفي البوابة (silentarii) * حاول أن يقنع البابا ديسقوروس بقبول تعريف الإيمان الخلقيدوني ليستعيد كرسيه مرة أخرى، ولكن البابا ديسقوروس أجابه بقوله “ليرى ديسقوروس يديه مقطوعة والدم يتساقط على تلك الورقة قبل أن يفعل ’شيئاً مثل هذا‘”.[1]
فهل كان هذا الرفض يعني أن البابا ديسقوروس يتمسك بأي من المواقف الإيمانية التي شجبها تعريف الإيمان الخلقيدوني؟. وكان تعريف الإيمان كما ذكرنا قد رفض خمسة مواقف (إيمانية)، فهل كان البابا ديسقوروس يتمسك بأي من تلك المواقف؟. وعلى الرغم من أن البابا ديسقوروس لم يترك لنا ورائه كثيراً من الكتابات، إلا أن لدينا ما يكفي من عباراته المكتوبة والمنطوقة[2] التي يمكننا الاعتماد عليها للتحقق من توجهه الفكري اللاهوتي.
من الواضح أن البابا ديسقوروس كان يعارض عبارة “طبيعتين بعد الإتحاد” وكذلك عبارة “في طبيعتين”. وبالنسبة للأنطاكيين، كانت عبارة “طبيعتين بعد الإتحاد” تعبر عن مفهومهم أن الله الابن الهيبوستاسيس الأزلي، ويسوع الإنسان الهيبوستاسيس المخلوق، قد اتحدا في بروسوبون واحد، ومن المحتمل أن يكون البابا ديسقوروس والقادة الذين على شاكلته لم يروا غير تلك الفكرة عينها في عبارة “في طبيعتين”.
ولم يبرر مجمع خلقيدونية استخدامه لهذه العبارة الأخيرة بواسطة الحوار اللاهوتي حول القضية المثارة، ولكن كل ما فعله ـ كما رأينا ـ أنه أقحم تلك العبارة اعتماداً على مرجعية طومس ليو وتحت ذريعة الهرطقة الأوطيخية. ومن هنا نرى أن رفض البابا ديسقوروس لعبارة “في طبيعتين” لم يكن يتضمن أي مواقف إيمانية رفضها تعريف الإيمان الخلقيدوني، ولكنه فقط يتضمن طلب التعديل في صياغة التعريف.
وكانت العباراتان اللتان أقرهما البابا ديسقوروس هي عبارة “من طبيعتين” وعبارة “طبيعة واحدة متجسدة لله الكلمة”، وبالإضافة إلى ذلك كان البابا ديسقوروس يستطيع أيضاً أن يؤكد مع مجمع خلقيدونية أن المسيح هو هيبوستاسيس واحد وبروسوبون واحد، وأن اتحاد الطبيعتين كان اتحاداً هيبوستاسياً.
وعلى الرغم من تمسك البابا ديسقوروس بعبارة “من طبيعتين”، إلا أنه لم يقر بعبارة “طبيعتين قبل وطبيعة واحدة بعد، الاتحاد” التي رأها كل من البابا ليو والبابا تيموثاؤس إيلوروس والبطريرك ساويروس الأنطاكي عند أوطيخا، لأن البابا ديسقوروس ـ كما ذكرنا[3] ـ قد أكد بوضوح أنه يقبل عبارة “من طبيعتين بعد الإتحاد”.
وهكذا كانت عبارة “من طبيعتين” تعني بالنسبة للبابا ديسقوروس الوجود المستمر للاهوت والناسوت في المسيح الواحد حتى بعد الإتحاد، وأنه لم تُفقد أو تضمحل إحدى الطبيعتين نتيجة للإتحاد، ولكن إتحادهما كان حميماً وحقيقياً جداً حتى إنه عند الإشارة إلى الرب المتجسد لا يكون صحيحاً أن نقول أنه يُعترف به كائناً “في طبيعتين” أو أنه “طبيعتين بعد الإتحاد”؛ ولكننا ينبغي فقط أن نقول عنه في كل لحظة من حياته أنه (أي المسيح) “من طبيعتين”. وهكذا كان المسيح بالنسبة للبابا ديسقوروس يتألف من طبيعتين.
وفي الواقع كانت النقطة الفاصلة بين البابا ديسقوروس ومجمع خلقيدونية تقع في حرفي الجر ’من‘ و ’في‘ (المستخدمين قبل لفظة طبيعتين)، فبينما أصر المجمع على استخدام حرف الجر ’في‘ لم يكن البابا ديسقوروس يقبل إلا حرف الجر ’من‘ فقط.
ولم يكن موقف البابا ديسقوروس هذا يتضمن أي تعليم خريستولوجي عن الامتصاص أو الابتلاع (أي ابتلاع الطبيعة البشرية في الطبيعة الإلهية)، لأن البابا ديسقوروس ـ كما ذكرنا سابقاً ـ أقر بصورة قاطعة في مجمع خلقيدونية أنه يعارض ’الاختلاط‘ و’الانقسام‘ و’التغيير‘ و’الامتزاج‘ (في اتحاد الطبيعتين)، وفي الحقيقة كان البابا ديسقوروس قد استبق تعريف الإيمان الخلقيدوني في ذكره لهذه الكلمات الأربعة الشهيرة.
ويتضح من كلمات البابا ديسقوروس هذه أنه في معارضته لعبارة “في طبيعتين” أو “طبيعتين بعد الإتحاد” لم يكن إهتمامه على الإطلاق أن يؤكد موقفاً لاهوتياً يتجاهل أو يقلل من كمال وحقيقة ناسوت المسيح.
وهناك عرض واضح لوجهة نظر البابا ديسقوروس بالنسبة لإعادة الوحدة عام 433م في خطاباته المرسلة إلى دُمنوس بطريرك أنطاكيا. ويُظهر البابا ديسقوروس في هذه الخطابات أنه يعتبر ’إعادة الوحدة‘ حدثاً تم بواسطته قبول الأنطاكيين غير المشروط لمجمع أفسس عام 431م وقراراته، وعلى هذا الأساس يناشد البابا ديسقوروس، بطريرك أنطاكيا أن يحترم بنود الاتفاق التي توصل إليها البابا كيرلس بطريرك السكندرية ويوحنا بطريرك أنطاكيا قبل إعادة الوحدة عام 433م.
وهذه في الحقيقة كانت وجهة النظر التي أكدها البابا ديسقوروس في مجمع عام 449م، وكان هذا هو موقف الجانب السكندري الذي ورثه البابا ديسقوروس ليس من أحد غير البابا كيرلس نفسه. وهكذا كان البابا ديسقوروس يقف على أسس راسخة في موقفه الذي اتخذه في النزاع مع الجانب الأنطاكي قبل مجمع عام 449م.
وفي معارضته لصيغة “طبيعتين بعد الإتحاد”[4] ذكر البابا ديسقوروس عبارة في مجمع خلقيدونية كنا قد أشرنا إليها من قبل،[5] إذ أكد أنه يعتمد (في اعتراضه) على تقليد الآباء. وقد علق العلماء المعاصرون* على هذه النقطة بأن الدليل الذي استشهد به البابا ديسقوروس (ليثبت أن اعتراضه مبني على تقليد الآباء) لم يكن مقتبساً من آباء أرثوذكس، ولكن من فقرات مأخوذة من اقتباسات أبولينارية.
وهنا ينبغي علينا أن نتذكر أنه لم يوجد أحد في خلقيدونية رد على البابا ديسقوروس بأن الكتابات التي ذكرها كانت كتابات هراطقة وليست من كتابات آباء الكنيسة. وعلاوة على ذلك كما ذكرنا، لم يكن اللاهوتيون السكندريون أمثال البابا كيرلس ـ الذين استعملوا هذه الاقتباسات بكثافة شديدة ـ يأخذون الأفكار المتضمنة فيها بأي معنى غير أرثوذكسي، هذا بالإضافة إلى أن البابا ديسقوروس لم يُتهم بهذه التهمة في أي وقت من الأوقات.
ومن هنا لا يمكننا إغفال العبارة التي قالها البابا ديسقوروس كأنها بلا قيمة، فقد أشار إلى تقليد يتعارض مع عبارة “طبيعتين بعد الإتحاد”، وكان هذا هو التقليد الذي نشأ فيه سائراً وراء سلفه الشهير (ق. كيرلس). وقد تجاهل العلماء المؤيدون لمجمع خلقيدونية هذه الحقيقة تماماً ، فنجد أن جريلماير على سبيل المثال يقول:[6]
“إن إجراءات ديسقوروس الاستبدادية قد حققت نجاحاً، ولكنه كان نجاحاً قصير الأمد. ولم يكن من الممكن التخلص من الارتباك الذي تسبب فيه إلاّ من خلال بيان صادر من الكنيسة كلها وبواسطة الجهود المشتركة للكنيسة والدولة. وجاءت الساعة حينما وجب على الكنيسة أن تنطق بالكلمة الحاسمة”.
وأمام هذه الرؤية، ينبغي على الإنسان أن يسأل: لماذا لم يقم أحد في مجمع خلقيدونية بالرد على النقاط التي قدمها البابا ديسقوروس؟ ولماذا تجنبت القوى المشتركة ’للكنيسة والدولة‘ أن تناقش موضوع الإيمان بصورة ملائمة في حضوره؟ وفي قولها ’للكلمة الحاسمة‘، لماذا كانت الكنيسة مضطرة لاستبعاد بطريرك الإسكندرية قبل النطق بها؟.
ومن هنا يُعد حكم جريلماير في هذه النقطة جهداً متحيزاً آخراً للدفاع عن مجمع خلقيدونية بدون مواجهة صادقة لحقيقة الأمر. وقد أنشأ الجانب الخلقيدوني في الشرق منذ القرن السادس ـ كما سنرى فيما بعد ـ تعليماً خريستولوجياً لم يكن بأي حال من الأحوال مختلفاً عن الموقف الذي حافظ عليه البابا ديسقوروس وخلفاؤه.
إذن فالحقيقة أن الدفــــاع عن مجمع خلقيدونية ـ الذي قام به العلماء أمثال جريلماير ـ لم يعتمد على تقييم صحيح للقضايا التي أثارها المعارضون للمجمع، ولا على ما قد حدث بالفعل في الثلاثة مجامع الكنسية أعوام 448م و449م و451م.
والسؤال الذي يتعين الإجابة عليه هنا هو: هل كان البابا ديسقوروس أو الجانب غير الخلقيدوني يرفض بالفعل المدلول الذي يراه العلماء المؤيدون لخلقيدونية في عبارة “في طبيعتين”؟.
وهذا المدلول بحسب جريلماير هو الحرص على تأمين مفهوم الاستمرار الديناميكي للطبيعتين في المسيح الواحد، فهل يوجد أي دليل على أنهم أخفقوا في الوصول إلى تأكيد هذه الحقيقة في أي وقت من الأوقات؟.
ولكي نجيب على هذا السؤال بالرجوع إلى البابا ديسقوروس، سننظر في خطابه إلى رهبان منطقة الدخيلة (Enaton)، حيث تضمن الأفكار التالية:
يسوع المسيح هو ابن الله الأزلي، وهو نفسه الإله الحقيقي في حالته المتجسدة. وقد كتب البابا ديسقوروس: “وأنا مدرك تماماً أنه مولود من الآب بكونه الله، وكذلك مولود من مريم بكونه إنسان”. ولذلك هو في نفس الوقت، واحد في الجوهر مع الله الآب وواحد في الجوهر معنا نحن البشر.
ومع ذلك، لا ينبغي أن تؤخذ الوحدانية المزدوجة في الجوهر على أنها تعني اضمحلال لاهوته، لأن الآباء “أبعدوا ـ عن الرجاء الذي للمسيحيين ـ أولئك الذين لا يعترفون بأن الله الكلمة له ذات الجوهر مع الله الآب لأنه صار له ذات الجوهر مع البشر”.
يسوع المسيح هو الله وإنسان في آنٍ واحد، ولذلك “رآه البشر يمشي على الأرض (بكونه إنسان)، ورأوه بكونه الله الخالق للأجناد السمائية. رأوه نائماً في السفينة كإنسان، ورأوه ماشياً على المياه كإله. رأوه جائعاً كإنسان، ورأوه يطعم (الآخرين) كإله…”.
وهذه الصورة المزدوجة لا تنطوي على تقسيم للمسيح الواحد إلى طبيعتين.
وإذا نظرنا إلى خطاب البابا ديسقوروس إلى سيكوندينوس (Secundinus) ـ الذي كتبه إليه من منفاه في غنغرا ـ سنجد أنه كان أيضاً قوياً جداً في تأكيده على حقيقة وكمال ناسوت المسيح. وقد أعلن البابا ديسقوروس فيه أن “لا أحد يمكنه أن يقول عن الجسد المقدس الذي أتخذه ربنا من العذراء مريم بالروح القدس ـ بطريقة لا يعلمها إلاّ هو وحده ـ أن هذا الجسد مختلف أو غريب عن جسدنا.
وحيث إنه كذلك، فإن الذين يقولون أن المسيح لم يصر متجسداً منا (أي من نفس جوهرنا) يكذبون بولس الرسول الذي أكد أنه لم يأخذ من الملائكة لكن من نسل إبراهيم”،[7] وتعلمنا الأسفار المقدسة أن مريم لم تكن غريبة عن نسل إبراهيم. واستمر البابا ديسقوروس يقتبس من الرسالة إلى العبرانيين حيث أكد إنه “كان من الضروري أنه في كل شيء ينبغي أن يكون مثل أخوته”، وذهب ليقول أن عبارة “في كل شيء” لم تستبعد أي جزء من طبيعتنا ليكون مفقوداً أو ناقصاً في المسيح.
ولذلك ذكر البابا ديسقوروس عدداً كبيراً من الأعضاء (البشرية) التي كانت لجسد ربنا، وأصر على أن “الجسد الحي الذي لفادينا ـ الذي وُلد من مريم بروح عاقل مفكر ـ قد أتى إلى الوجود بكل الأشياء التي تخص طبيعتنا، بدون زرع رجل”.[8]
ويتساءل البابا ديسقوروس: وإذا لم يكن الأمر كذلك، فكيف يمكن أن يكون أخاً لنا؟ وإذا اتخذ جسداً مختلفاً عن جسدنا، فكيف تكون كلماته ’أنا سوف أظهر اسمي لإخوتي‘ التي وجهها إلى أبيه صحيحة؟. وأكد البابا ديسقوروس أن الحق هو أنه افتقر لأجلنا ـ كما قال بولس ـ لكي ما نغتني بخزيه، وصار إنساناً بدون أن يتخلى عن طبيعته بكونه الله الابن.
وفي ضوء ما عرضناه من تعاليم البابا ديسقوروس التي قدمها بنفسه، نستطيع أن نقول بكل يقين أن البابا ديسقوروس أكد بوضوح على اتحاد طبيعتين في المسيح؛ اتحاد للاهوت ـ من خلال الله الابن ـ مع الناسوت. وأن الله الابن واحد في الجوهر مع الله الآب، كما أن الناسوت الذي وحده بنفسه هو واحد في الجوهر معنا وأنه أخذه ـ كما هو ـ من أمه العذراء.
وهو إتحاد بصورة لم ينتج عنها فقدان أو نقصان لأي طبيعة من الطبيعتين، ولم يسبب اختلاطاً أو امتزاجاً لهما؛ ولم يدع هذا الإتحاد أي طبيعة تتغير إلى الأخرى، كما لم يترك لأي من الطبيعتين أن توجد أو تعمل بذاتها منفصلة أو منقسمة عن الأخرى.
إذن كان هذا هو تعليم البابا ديسقوروس حسب الأدلة المتاحة، وبناءً على هذا التعليم نستطيع أن نقول بغير تحفظٍ أنه كان تلميذاً أميناً للبابا كيرلس السكندري، وأنه لم يكن يتمسك بأي من المواقف الخمسة (الإيمانية) التي أدانها تعريف الإيمان الخلقيدوني.[9]
كما أنه في رفضه الإقرار بعبارة “في طبيعتين” أو “طبيعتين بعد الإتحاد” لم يكن همه التأكيد على تعليم خريستولوجي عن الامتصاص أو الابتلاع (ابتلاع الطبيعة البشرية في الطبيعة الإلهية)، ولكن على العكس كان همه استبعاد التقسيم النسطوري للمسيح الواحد إلى مركزين للوجود والفعل.
وهكذا كانت نقطة النزاع بين البابا ديسقوروس ومجمع خلقيدونية تتلخص في السؤال التالي: هل كان لمجمع خلقيدونية مبرر في تجاهله للتقليد اللاهوتي الذي بناه الآباء السكندريون أمثال البابا كيرلس على أساس مجمع عام 431م، وهل كان له مبرر في تقنينه للعبارة الأنطاكية “طبيعتين بعد الإتحاد” بالاعتماد فقط على سلطة ليو بابا روما وحسب؟.
* الحاجب أو الموظف (الدليل) المسئول عن إرشاد الحاضرين إلى مواقعهم.
[1] Zacharia Rhetor, op. cit., I, p. 150.
وتُظهر هذه القصة، التي لا تحتمل دقتها الشك، أن البابا ديسقوروس كان منقاداً بقناعته الحقيقة الثابتة، والتي من أجلها كان مستعداً للمعاناة.
[2] إن العبارات التى قالها البابا ديسقوروس سواء فى مجمع عام 449م أو مجمع عام 451م كلها موجودة في: (ACO. II, i.)، وقد قمنا بالإشارة إلى العديد منها. وبالنسبة للتراث الأدبي الباقي للبابا ديسقوروس الذي وصل إلينا، يوجد إثنان من خطاباته الموجهة إلى دومنوس أسقف أنطاكيا. انظر الترجمة الإنجليزية فى:
(S.G.F. Perry: The Second Synod of Ephesus, Dartford, 1881, pp. 327- 343)
وهناك أيضاً خطاب إلى رهبان منطقة الدخيلة (Enaton). انظر (المرجع السابق صفحة 392-394)، وخطاب إلى سكوندينوس (Secundinus). انظر (زكريا الخطيب: مرجع سابق 1، صفحة 151-152).
[3] انظر صفحة 118.
[4] انظر صفحة 117.
[5] انظر صفحة 117.
* الذين تولوا الدفاع عن مجمع خلقيدون
[6] See: Christ in Christian Tradition, op. cit., p. 459.
[7] إقتبس البابا ديسقوروس من الرسالة إلى العبرانيين 2: 16.
[8] وكتب البابا يسقوروس فى الخطاب: “وبكل شيء (أي) بالأعصاب، والشعر، والأوردة، والبطن، والقلب، والكلى والكبد والرئتين. وبإختصار، فإن الجسد الحي الذي لفادينا الذي ولد من (القديسة) مريم بروح عاقلة مدركة، قد أتى إلى الوجود بكل الأشياء التى تخص طبيعتنا بدون زرع بشر.”
[9] انظر صفحة 338.